ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 29/08/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

رأي الراية ... مناطق آمنة لحماية المدنيين

الراية

28-8-2012

من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا على المستوى الوزاري يوم الأربعاء المقبل سيكون محوره الأساسي الأمن الإنساني في سوريا وأوضاع اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا الذين تجاوزت أعدادهم المليوني لاجئ حسب تقارير منظمات حقوقية او خارج سوريا والذين ناهزوا المائتي ألف لاجئ يقيمون في مخيمات في دول الجوار السوري.

الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا بوصفها الرئيس الدوري للمجلس يأتي في وقت يعاني فيه اللاجئون السوريون أوضاعا معيشية بائسة وصعبة سواء داخل سوريا او خارجها حيث لا تتمكن المنظمات الإغاثية الإنسانية من الوصول إليهم داخل أماكن نزوحهم في سوريا في حين تنوء دول الجوار التي استضافتهم من التبعات المترتبة على استضافة هؤلاء اللاجئين خاصة مع عدم كفاية المساعدات الدولية الإغاثية والإنسانية التي تقدم لهم.

لقد شهدت الأيام الأخيرة خاصة بعد أن قامت قوات النظام السوري بفتح جبهة جديدة ضد المقاتلين المعارضين داخل دمشق وخارجها، مستهدفة بشكل خاص المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها المعارضون شرق العاصمة وريفها فضلا عن استمرار غارات النظام على مدن حلب وإدلب ودرعا وقصفها بالطائرات والأسلحة الثقيلة في موجة لجوء كبيرة إلى دول الجوار ما اضطر معه السلطات التركية إلى وقف استقبال اللاجئين نتيجة اكتظاظ مخيمات اللجوء فيها بهم ومطالبة الحكومة الأردنية للدول والمنظمات الدولية والإنسانية بسرعة تقديم المساعدات الطبية والغذائية لتلبية حاجات الأعداد المتزايدة لمن لجأ منهم إلى الأردن.

إن تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين وفشل المجتمع الدولي في وضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة في سوريا منذ أكثر من سبعة عشر شهرا خاصة مع تصاعد العنف بشكل كبير وتواصل وقوع المجازر التي تقوم بها قوات النظام ضد المدنيين وآخرها مجزرة داريا يتطلب من مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات سريعة وحازمة توفر الحماية للشعب السوري من بطش مليشيات النظام.

أقل ما يمكن أن يتخذه مجلس الأمن الدولي في جلسته المقبلة التي ستناقش توفير الأمن الإنساني للمدنيين السوريين يتمثل في سرعة توفير المساعدات الإغاثية والإنسانية للاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو خارجها في مخيمات اللجوء والأهم إصدار قرار دولي ملزم بإقامة مناطق آمنة في سوريا توفر الحماية للمدنيين السوريين وتخفف العبء الكبير عن دول الجوار خاصة بعد التحذيرات التركية من أن أنقرة لن تكون قادرة على استقبال أكثر من مئة ألف لاجئ سوري على أراضيها. وهو ما يطرح إشكالية أخلاقية كبيرة أمام المجتمع الدولي الذي عجز عن الحديث بصوت واحد في الأزمة السورية.

=================

أزمة سوريا المتصاعدة

رأي البيان

التاريخ: 28 أغسطس 2012

البيان

تتصاعد حدة أعمال العنف في سوريا يوماً تلو الآخر، دون حل يلوح في الأفق لوقف إراقة الدماء في هذا البلد العربي الشقيق. وتأتي تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، لتزيد من لظى نيرانها.

تصريحات الأسد التي أكد فيها، لدى لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، أن دمشق لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها «مهما كلف الثمن» تؤكد أن لا حل سياسياً يلوح في الأفق، وتغلق الطريق على الجهود الدبلوماسية المبذولة من كافة الأطراف الدولية والعربية على حد سواء.

وإزاء هذه التصريحات التي تتجاهل الواقع السوري الدامي، الذي تحصد أعمال العنف كل يوم فيه ضحايا جدد، فإن المجتمع الدولي مطالب بممارسة دور ضاغط أكبر على النظام السوري وحلفائه، سواء بسواء، وعلى مجلس الأمن الدولي، وهيئة الأمم المتحدة، وكل المؤسسات الدولية لعب دور أكبر، واستخدام كافة سبل الضغط على النظام من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا، والبحث عن مخرج لهذه الأزمة المتصاعدة، التي حولت المدن السورية إلى مدن أشباح.

كما أن الجامعة العربية مطالبة ببذل المزيد من الجهد للخروج من نفق الأزمة السورية المظلم. والجامعة العربية مدعوة كذلك للضغط على النظام السوري وحلفائه وداعميه، من أجل الإصغاء إلى صوت العقل، وعدم جر البلاد إلى مزيد من العنف، ووقف آلة القتل والدمار التي أتت على الأخضر واليابس. ويكفي أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أعلن أن الأزمة تكلف نظام الأسد مليار يورو يومياً، ما يعني أن الاقتصاد السوري ربما يدخل مرحلة «العناية الفائقة» قريباً.

إن استمرار العنف الدائر في سوريا خطر لا يهدد سوريا فحسب، بل يمثل عاصفة ربما تأتي على المنطقة بأسرها، فلظاها امتدت إلى لبنان، الذي يشهد صدامات واشتباكات متقطعة حصدت عشرات الأرواح. كما أن الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها دمشق خطر يلوح في الأفق.

إن النظام السوري وحلفاءه وكافة القوى العالمية والعربية، مطالبة بمواقف جادة من أجل وقف نزيف الدم السوري، والعمل من أجل إنهاء هذه الأزمة الطاحنة التي تمثل «تسونامي»، لا أحد يعرف ما مصير تداعياته، ليس على دمشق فحسب، بل على المنطقة بأسرها.

=================

الثورة السورية في عيون المُناهضين

تاريخ النشر: الثلاثاء 28 أغسطس 2012

د. طيب تيزيني

الاتحاد

كانت الحركة الإصلاحية السورية في إطار نظام الاستبداد والفساد، على مدى العقود الأربعة المنصرمة، قد أفصحت عن نفسها في بدايات الأمر، بهدوء وبصبْر على الاعتداءات والتجاوزات، التي وجهت إليها. حدث ذلك في مرحلة حافظ الأسد، واستمرّ فيما بعده. واكتسب هذا صيغاً متعددة، منها الصامت الهامس والمُعلن الصريح. ووجدت هذه الحركة وضوحاً كاملاً في بداية حكم بشار. وكانت فرصة تاريخية لفهم ضرورة ذلك وللاستجابة له. وتبيّنت هذه العملية، حين تبلورت بصيغة "الحرَس القديم والحرس الجديد"، بل يمكن القول بأن الخطاب الرئاسي، الذي قدمه بشار كان ملفتاً بالنسبة إلى ما أتى عليه من وعود إصلاحية. ولكن ليس متأخراً كثيراً، إنجلى الموقف المعارض للإصلاح في إطار حزب "البعث" الحاكم في حقول السلطة (الأمنية والعسكرية والتشريعية). وظهر الأمر وكأن ما أعلنه "الحرس القديم" بتجلياته المختلفة من رفض للإصلاح، أتى ليجد موافقة ضمنية من قِبل الرئيس والهيئة الرئاسية، وأُقفل الملف!

وعلينا هنا الانتباه إلى أن مفهوم الإصلاح والقضية التي تمثله، كانا مطروحين في أوساط واسعة من المجتمع الأهلي وشتات من المجتمع المدني، إضافة إلى أن السلطة بمختلف حقولها المذكورة آنفاً كانت تسوّق عملها تحت أسماء القرارات الإصلاحية والأُعطيات الحكيمة، أي إنها كانت تُقر بذلك مفهوماً وقضية، ولا تنكره من ناحية، كما لا تنظر إليه كذريعة لأعمال تخريبية يقوم بها السوريون "المرتبطون بشبكة مؤامرة كونية ضد سوريا"، من ناحية أخرى.

إن هذه هي نقطة الارتكاز، التي لفقها الفاعلون وأصحاب القرار في المرجعيات السلطوية المذكورة، ليصلوا منها إلى قرار يقول بأن المطالبة بإصلاح ما في سوريا إنما هي من عمل أولئك الذين أُطلق عليهم "المجموعات المسلحة والسلفيين والإرهابيين الخ".

لقد ظهرت المطالبة بالإصلاح، في مرحلتها الثانية بعد مرحلتها أثناء حكم حافظ الأسد، بوصفها جريمة. كان وعي النظام الأمني قد سدّ على ممثّلي هذا الأخير كل نوافذ الرؤية التاريخية الواقعية، ولو بحدّ أدنى، خصوصاً أن أفراداً ومجموعات من المثقفين السوريين، وجدوا مصالحهم مرتبطة، بمسوّغ اقتصادي نافذ وغيره، بمصالح السلطة. وانسدّت آفاق الإصلاح، خصوصاً بإدارة مجموعة من رجال الإدارة والأمن والإعلام، الذين وضعوا أنفسهم في خدمة النافذين الفاعلين ضمن هؤلاء، بدلاً من محاولة التأثير والتنوير في أوساط الناس.

وعلينا أن نأخذ بالاعتبار ما كان قد أخذ حدّاً واسعاً من سقوطٍ للطبقة الوسطى وإفقارها وإذلالها وتفكيك بنيتها. وتحول تيار الفساد والإفساد بغسْل الأموال وعبر إعلام رثٍّ يقوم على الجهل والكذب. في سياق ذلك كله، جرى تحويل كل النقد والإصلاح والتغيير والتحديث في المجتمع السوري إلى "المرجعيات التاريخية" بدءاً من الرئاسة العليا وانتهاء بها وبلواحقها.

وحين قام شباب درعا بالتعبير عن آلامهم بسبب التوجيهات التي سار عليها وحكم بمقتضاها موظفون محليون كبار، اعتبر هؤلاء أن ذلك التعبير "خروج" على القانون وافتئات على "حُماة البلد إلى الأبد". لقد افتقد هؤلاء الحدود الدنيا من الفهم: فهمْ أن التاريخ مفتوح ولا يمكن أن يُغلق بإطلاق لمصلحة مجموعة صغيرة، ولذلك لا يجب العمل على إغلاق أبواب الإصلاح، بدلاً من الإنصات إلى صوت الشعب والتاريخ، والغيرة الوطنية التي تجعلهم ينتبهون إلى ضرورة العمل من أجل وطنهم. لم يفعلوا ذلك واعتقدوا أن الأشياء تدوم لنخب البشر إلى الأبد، فدللوا بذلك على جهل بالمثل الشعبي العظيم: مثلما لم تدمْ لغيرك، فهي لا تدوم لك!

=================

وظهر الشرع جامداً ومكموداً!

راجح الخوري

2012-08-28

النهار

ظهور فاروق الشرع المفاجئ شاحباً ومرتبكاً ليس طبيعياً والأهم انه ليس مقنعاً او مفيداً للنظام ولن يؤدي الغرض المراد منه، اي الايحاء ولو بالصورة في غياب الصوت والتصريح، انه لا يزال الى جانب الرئيس بشار الاسد وان النظام متماسك وليس في حال من التآكل والتفتت كما اعلنت اميركا وغيرها من الدول بعد ازدياد الانشقاقات السياسية والعسكرية في الاشهر الماضية.

مفاجأة ظهور الشرع ابن بلدة درعا المنكوبة وشبه المدمرة لن توقف الالتباس الذي أحاط بمصيره في الأسابيع الماضية بل سيشعل كثيراً من الأسئلة انطلاقاً من مجموعة واسعة من الملاحظات منها:

 لماذا غاب الشرع وهو الضمانة السنّية للنظام ولم يظهر مثلاً الى جانب الرئيس الأسد كما يفترض في استقبال الرسميين الروس الذين يزورون دمشق تكراراً وكذلك في الاجتماعات شبه الدورية مع الوفود الإيرانية؟ ولماذا لم يظهر في تشييع القيادات الأمنية بعد انفجار دمشق؟ ولماذا لم يكن الى جانب الأسد في صلاة عيد الفطر كما جرت العادة؟ ولماذا لم يستقبل في مكتبه أي مسؤول خارجي زار سوريا في الأشهر الماضية؟ ولماذا لم يدل بأي تصريح منذ أشهر ولم يقم بأي زيارة الى الخارج ونيطت المهمة في المرحلة الخطيرة بالمستشارة بثينة شعبان؟

ولماذا لم يظهر علناً ليكذّب شخصياً بالصوت والصورة خبر انشقاقه عن النظام بل تمّ الاكتفاء ببيان تكذيب صدر عن مكتبه، وهو ما دفع "الجيش السوري الحر" الى القول ان النظام هو الذي أصدر البيان، في حين أحاط الالتباس بمكانه فقيل إنه انشق وتمكّن من مغادرة البلاد، ثم قيل ان محاولته أحبطت بعدما كانت تواترت أنباء عن وضعه في الإقامة الجبرية؟

إن طوفان الأسئلة هنا لا ينتهي، وما يحرّض عليها أكثر صورة الشرع وهو يقف ويجلس مثل شبح جامداً وجاداً والكمد في عينيه بينما ترتسم الابتسامات على وجوه بوروجردي ومرافقيه لتبدو الصورة متناقضة ومثيرة وخصوصاً ان الشرع لم يواجه الصحافة أو يصرح!

ستظل الأسئلة مشتعلة: هل ان الشرع في الإقامة الجبرية منذ آذار كما أعلن نائب وزير النفط المنشق عبدو حسام الدين؟ هل حاول الانشقاق فعلاً وتم ضبطه واحتجازه من أجل الصور التي يراد منها الإيحاء بأن النظام متماسك وقوي وان بقاء الشرع يسد مثلاً فراغ خروج رياض حجاب؟

منذ 22 تشرين الثاني بعد إعلان جامعة الدول العربية مبادرتها الأولى المستقاة من "الحل اليمني" التي دعت الرئيس بشار الأسد الى تكليف نائبه صلاحيات تشكيل حكومة وحدة وطنية تؤسس لحوار مع المعارضة لانهاء الأزمة السورية، صار فاروق الشرع من الألغاز!

 

=================

2 - الأهداف السعودية صعبة التحقيق؟

سركيس نعوم

2012-08-28

النهار

 قبل الجواب عن سؤال: كيف تحقق المملكة العربية اهدافها الاقليمية الاربعة وهي التخلص من نظام الاسد ومن هيمنة "حزب الله" على لبنان، ومن تهديد ايران الاسلامية الشيعية لها، واستعادة العراق منها الى عروبته السنّية، قبل ذلك لا بد من تقديم وصف حال الاهداف المذكورة اعلاه، ذلك انه يشكّل قطعاً عنصراً مهماً من عناصر الجواب المطلوب.

فبالنسبة الى النظام السوري تقول المصادر الديبلوماسية العربية اياها، انه لا يزال يتمتع بعناصر قوة اربعة تجعله قادراً على الاستمرار في المواجهة الدموية وإن عاجزاً عن الانتصار فيها. العنصر الاول هو استمرار تشرذم الثائرين عليه واخفاقهم في إقامة بنية واحدة سياسية وعسكرية وأمنية قادرة على إدارة المواجهة معه بكفاءة، وقادرة في الوقت نفسه على إزالة تردد مؤيدي ثورتهم من الدول الكبرى في تقديم ما يحتاجون اليه من سلاح وتدريب ومال، وعلى التدخل العسكري إذا استوجبت مصالحها ذلك. والعنصر الثاني هو ثبات الجيش السوري وتحديداً عناصره "المنتمية" الى النظام في مواجهة الثوار. والسبب الرئيسي لذلك هو سيطرتهم على معظم امكانات الجيش وانفرادهم بقيادة وحداته. وقد أدّى ذلك الى انشقاق زهاء 50 في المئة من ابناء الغالبية الثائرة والى تعطيل الباقين في صفوفه لأسباب معروفة. هذا فضلاً عن وجود ميليشيات بعشرات الآلاف حسنة التدريب سورياً وايرانياً تقاتل الى جانب الجيش النظامي. والعنصر الثالث هو الدعم غير المحدود الذي توفره روسيا بوتين لنظام الاسد، رغم ان تقييمها الفعلي لشخصه وكفاءته وسلوكه خلال الأزمة التي تعصف به وببلاده وشعبه، كما للحلقة المحيطة به، ليس ايجابياً. والدافع الى الدعم المذكور مصالح روسيا في المنطقة، ودورها في العالم، وخوفها على إستقرارها الداخلي من الدعوات الاسلامية الاصولية السنية ذات المنشأ "الاخواني" و"الوهابي" و"القاعدة" و"الطالباني". اما العنصر الرابع والاخير فهو استمرار استعداد ايران الاسلامية لدعم بشار الاسد في مواجهته الى النهاية، وخصوصاً إذا لم يقع في التردد او الخوف او الاغراءات، ولمنع قيام نظام آخر بديلاً من نظامه في حال انهياره. وهي قد ابلغت ذلك الى كل من يلزم وفي مقدمهم روسيا، واضافت انها لا تخاف البقاء وحيدة معه في هذا العالم. وايران هذه دولة اقليمية كبيرة ديموغرافياً واقتصاداً وثروات طبيعية رغم العقوبات الخانقة وسلاحاً وقدرات هذا فضلاً عن طموحاتها الكبيرة. هذا الواقع الايراني لا تستطيع العربية السعودية مواجهته بنجاح، فهي تماثل ايران بالثروة النفطية والغازية والصناعات الناتجة منها. لكنها تفتقد الموارد الطبيعية الاخرى، وتفتقد الديموغرافيا الكبيرة، وتفتقد القدرة العسكرية على التصدي لايران دفاعاً عن نفسها أو على الحاق الهزيمة بها. يبقى "حزب الله" ومصيره يرتبط في اختصار بمصير النظام الاسلامي في ايران، وقوته ترتبط تصاعداً او انخفاضاً باستمرار نظام الاسد في سوريا او بانهياره. علماً ان انهيار الاخير او ضعفه يجب ان لا يوقع اخصام ايران من لبنانيين وعرب في وهم انه صار ضعيفاً، وان الانتصار عليه صار ممكناً. فهو قادر بقوته و"شعبه" ليس على الصمود الى الابد، ولكن على تدمير لبنان مقره ووطنه ومعه شعوبه كلها. اما العراق الـBonus او الربح الاضافي في رأي السعودية فوهم لأسباب كثيرة، منها ان سنّته العرب اقلية واضحة جداً. واكراده السنّة يهتمون لمطالبهم المزمنة، ولا ينطلقون على الاقل حتى الآن من اعتبارات مذهبية. وشيعته العرب غالبية مهمة. وهذا امر يعرفه العالم كله بما في ذلك حلفاء السعودية. واميركا التي هي في مقدم هؤلاء قد تحتاج الى الاقلية الشيعية في العالم العربي وربما في العالم الاسلامي لإقامة توازن مع "البحر السني" الكبير، وخصوصاً في حال استمرار تصاعد الاصوليات السنية المتشددة والمتطرفة.

في النهاية نعود الى السؤال: كيف ستحقق المملكة العربية السعودية الاهداف الطموحة المفصّلة أوضاعها اعلاه في ظل عجزها هي عن القيام بهذا الامر مباشرة؟

تستطيع المملكة، تجيب المصادر الديبلوماسية العربية نفسها، ان تحرّك الشعوب العربية من منطلق مذهبي ومن منطلق سنّي، وأن تدفعها للضغط على حكامها والانظمة لاتخاذ مواقف سياسية وعملية من ايران الاسلامية و"اتباعها". لكن هل هذه الوسيلة كافية؟ وهل الاوضاع العربية والاسلامية قادرة على القيام بالمطلوب منها؟ وإذا كان الجواب لا فإن السؤال نفسه يُطرح ولكن بأسلوب مختلف وهو: على من تعتمد السعودية لتحقيق الأهداف الثلاثة والـBonus اي الربح الاضافي؟

=================

النظام السوري إذ يستعيد «نبرته السياسية» المتشددة ؟! * عريب الرنتاوي

الدستور

28-8-02012

المتتبع للهجة الخطاب الرسمي السوري يلحظ ارتفاعاً في “نبرته” خلال الأيام والساعات القليلة الفائتة...بشار الأسد يتحدث عن “إسقاط المؤامرة مهما غلا الثمن”...ووليد المعلم، المحسوب على “حمائم النظام”، عاد لاشتراط الحوار” مع المعارضة بتحقق أمرين: الأول؛ “تطهير” سوريا من الإرهابيين والعصابات المسلحة..والثاني؛ الإعلان مسبقاً عن رفض التدخل العسكري الأجنبي...يأتي ذلك بعد أيام قلائل من حديث قدري جميل عن “حوار بلا شروط ولا يستثني أحداً”...وبعد أشهر وأسابيع من الترحيب الاحتفائي بمبادرة كوفي عنان ونقاطه الست وبيان جنيف التوافقي المؤَسسِ عليها.

ثمة تفسيران لهذا التبدل\التشدد، الأول يتحدث عن “تكتيك” تفاوضي تُطلقه دمشق عشية انبعاث المبادرات السياسية لحل الأزمة السورية (رغم أن فرصها محدودة تماماً)، يبدأ برفع السقف كعادة المتفاوضين وصولاً لتحصيل ما يمكن تحصيله...والثاني يتحدث عن التقاط النظام لأنفاسه واسترداده بعضاً من ثقةٍ في النفس، كاد يفقدها بعد تفجير مكتب الأمن القومي ومواجهات دمشق وحلب الضروس وتواتر الأنباء عن “ميل” روسي إيراني نحو “تسويات” تستثني الأسد ولا تلحظ له دوراً في مرحلة “الانتقال السياسي” بسوريا.

الفرضية الأولى تقول إن نظام الأسد ربما كان يستعد لـ”اشتباك” سياسي مع إيران ومبادرتها للحل، أو ربما كان يسعى الى رفع سقف المبادرة، التي إن أرادت لها إيران النجاح فلا بد أن تضمنها رحيل الأسد وإن آجلاً والأفضل عاجلاً...سيما أن هذه المبادرة تعتمد على مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي ومجموعة الاتصال الرباعية كـ”آلية تنفيذية”...وكيف يمكن لتركيا والسعودية وحتى مصر (الإخوان) أن تقبل بمادرة لا تلحظ رحيل الأسد، بصرف النظر عن “سيناريو” الترحيل وشكله )الآن أم بعد عام، مُشرف أم غير مشرف).

الفرضية الثانية تبدو أكثر تماسكاً، فهي تتحدث عن “طمأنينة” سرت في عروق النظام بعد نجاحات ميدانية سجلها على الأرض...وبعد انهيار “مفاجآت” المعارضة في دمشق وحلب (أم المعارك)...وبعد اتضاح حدود الموقف التركي والدولي من الأزمة السورية...وبعد أن تبدد بريق “الانشقاقات” السياسية والعسكرية وأثرها المعنوي، سيما بعد عودة فاروق الشرع للظهور من جديد.

بعض أنصار هذه الفرضية يقولون إن الأسد بات أكثر اطمئناناً للموقف الإيراني الداعم له، ويستدل بفيض التصريحات والزيارات الإيرانية لدمشق، والتي أخذت منحى أكثر وضوحاً بتأكيدها على الدعم الإيراني لأمن سوريا الذي بات جزءاً من أمن إيران كما عبر عن ذلك الحرس الثوري وسياسيون إيرانيون كبار خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة.

أما المبادرة الإيرانية، فيقول هؤلاء إنها “منسقة” بالكامل مع دمشق، وان هدفها تفكيك أطواق العزلة المضروبة على إيران وسوريا سواء بسواء...وأن إيران المنتشية باستضافة القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز تريد أن تبرهن بأنها عنصر استقرار للسلم الدولي والإقليمي وليست عنصر توتير، وأنها جزء من الحل وليست سببا من أسباب المشكلة.

معنى ذلك أنه لا حل سياسياً وشيكاً أو منظوراً للأزمة السورية، سيما أن تشدد النظام يقابله تشدد مماثل من المعارضة التي ذهبت بعض تياراتها للتأكيد أنه لا تفاوض مع النظام إلا على “تنحي” الأسد وتسليم السلطة...وهنا يجتاح المراقبين فضولٌ لمعرفة مَنْ مِنَ “المعارضات السورية” أبدت استعدادها للذهاب إلى طهران للقاء وفد النظام والتحاور معه، كما أعلنت طهران مراراً وتكراراً، مضيفة بكل ثقة، أن هذا الحوار سيبدأ بعد أسبوعين على الأكثر من انتهاء أشغال قمة عدم الانحياز ؟!.

إن لم يتفاوض النظام أو يتحاور مع المعارضة المسلحة، فلا معنى للتفاوض ولا معنى للحوار...فما قيمة مائدة حوار إن لم يجلس حولها “أصحاب الحل والعقد” في الأزمة السورية...وما نفع الحوار إن لم يترتب عليه، استعادة الأمن والأمان ووقف العنف والقتال...وكيف يمكن للحوار أن يكون مجدياً إن لم يتأسس على نتائجه، وقف مشاريع التدخل الأجنبي...هذه الشروط التي كانت مفهومة تماماً في بواكير الحدث السوري، لم تعد “ذات صلة” اليوم، بعد أن تجاوزتها التطورات الميدانية على الأرض.

على أية حال، ومهما كانت الدوافع والأسباب وراء عودة التشدد للخطاب الرسمي السوري، فإن النتيجة واحدة: لا حل قريباً للأزمة السورية، وأن الأسوء ما زال بانتظارنا بدلالة ارتفاع معدلات القتل اليومي المتبادل إلى ما ينوف عن مائتي قتيل يومياً، مع كل ما يستتبعه ذلك ويستدرجه، من مآس وعذابات وانقسامات اجتماعية ووطنية يصعب شفاؤها.

=================

رأي الدستور الفرصـة الأخيرة لإنقاذ سوريـا

الدستور

28-8-2012

تمثل مهمة الاخضر الابراهيمي، المبعوث الاممي والعربي لحل الازمة السورية الفرصة الاخيرة لانقاذ القطر الشقيق من الكارثة التي تحيق به، وتوشك ان تدفعه الى حرب اهلية قذرة طويلة، في ظل التدخلات الدولية، والصراعات الاقليمية وقد تحول القطر الشقيق الى ميدان للحرب الباردة.

لقد اثبتت الاحداث والوقائع على ارض الشام فشل الاحتكام الى القوة العسكرية، وفشل الحلول الامنية، فلم يستطع اي من الطرفين -المعارضة والنظام- كسب المعركة اذا جاز التعبير خلال “18” شهرا، وكان ولا يزال الشعب السوري هو المتضرر الوحيد، وقد فقد حتى الان اكثر من 25 الف انسان، كما تم تكبيد الاقتصاد السوري خسائر باهظة وتدمير البنى التحتية وزرع الموت والدمار في كل ناحية من نواحي البلاد، ما ادى الى هجرة اكثر من مليون مواطن الى دول الجوار، ومليونين الى الداخل طلبا للنجاة من الموت الذي يلاحقهم من شارع الى شارع، ومن دار الى دار.

ومن هنا، لم يعد امام الفريقين وامام الغيورين على الشعب السوري، وعلى وحدة سوريا الا العمل لانجاح مهمة المبعوث الجديد “الاخضر الابراهيمي” بعد ان ثبت بان فشل مهمة كوفي عنان، كلف القطر الشقيق الاف الضحايا، وانهارا من الدم، والمجازر، واكدت بان المجتمع الدولي غير جاد لحل الازمة السورية، ووضع حد لهذه الكارثة التي تحل بالشام، وانما معني بمصالحه بالدرجة الاولى.

وفي هذا السياق، ندعو الطرفين -المعارضة والنظام- الى ان يتقوا الله في وطنهم وفي شعبهم وقد ادركوا ومن خلال تجربتهم المرة ان الحل بيدهم، بيد الشعب السوري، فهو المتضرر الوحيد، وليس بيد اي من القوى، التي تتكالب على القطر الشقيق لتنفيذ مصالحها واجندتها في المنطقة.

ومن ناحية اخرى، فلا بد من اضاءة حقيقة مهمة نعتقد ان النظام يعمل على اغفالها، وهي ان لا سبيل امامه الا التسليم بحقوق وارادة الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية الحقيقية وتداول السلطة، وصولا الى اقامة الدولة المدنية الحديثة، وطي صفحة الدولة الشمولية، دولة الحزب الواحد القائد، والزعيم الخالد، وسياسات التوريث.

مجمل القول: تشكل مهمة الاخضر الابراهيمي، فرصة اخيرة امام كافة الاطراف المعنية بالازمة السورية, لانقاذ القطر الشقيق من الكارثة التي تحيق به، وتوشك ان تدفعه الى الهاوية، الى حرب اهلية مدمرة، تأكل الاخضر واليابس، وتصل بنيرانها الى دول الجوار، فتحيل المنطقة كلها الى ظلام دامس، لا احد يعرف متى تنقشع غيومه السوداء.

والله المنقذ.

التاريخ : 28-08-2012

=================

الشعب السوري.. إرهابي

طاهر العدوان

الرأي الاردنية

28-8-2012

وسط هذا الصمت العربي والدولي على حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري يكاد المرء ان يصدق بان هذا العالم يصدق رواية النظام بانه في حرب مع إرهابيين ! قبل يومين قتل في مجزرة داريا قرب دمشق ٣٠٠ سوري بدم بارد على يد كتائب الاسد وشبيحة النظام وبذلك يرتفع معدل القتل اليومي من ٢٠٠ قتيل الى ٤٠٠ ، وفي الاسبوع الماضي بلغ عدد اللاجئين الى تركيا والأردن ٣٠ ألفا ومعدل النزوح اليومي الى حدود البلدين وصل الى ٣ آلاف وفي الأنباء ان ٨٠ بالمئة من مدينة الحراك في درعا قد دمر وان ٦٠ بالمئة من معظمية الشام سوي بالأرض في حفلة القصف البري والجوي العنيفة التي تتعرض لها مجمل المدن السورية منذ اكثر من أسبوعين .

بين مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على الدول المجاورة ( باستثناء العراق ) لم نسمع لاجئا واحدا يقول بانه هرب من الإرهابيين ، كلهم أطفال ونساء يتحدثون عن الطاغية الذي قرر ان شعبه إرهابي وان عليه تدمير سوريا على رؤوسهم . ولقد استثنيت العراق من استقبال المدنيين الهاربين من جحيم القصف لان مشهد إغلاق بوابة الحدود في البوكمال بالجدر الأسمنتية ومعاناة الناس المحاصرين بين القصف والجدار تتناقض مع أخلاق العراقيين وشهامتهم الذين عرفوا قيمة ان تكون الحدود مفتوحة في الحروب التي كانوا قد عانوا من ويلاتها سنوات .

ولا نريد ان نصدق بان نوري المالكي قد اختار موضوع اللاجئين ليرد الجميل الى الاسد ، لقد ذكر نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام في لقائه الاخير مع ( العربية ) ان بشار أعاد ولدي صدام ، عدي وقصي ، الى العراق عندما وصلا الى سوريا وطلبا اللجوء ، كما فعل الشيء نفسه مع كل من طارق عزيز وشقيق صدام ، وحسب رواية خدام فان الاسد فعل ذلك إرضاء للأمريكيين .قد يكون رد الجميل واجبا عند المالكي لكن اختيار الحالة والتوقيت ثمنه الإنساني في البوكمال باهض جداً !.

الشعب السوري إرهابي لهذا اعلن مسؤول الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني حسين طائب بان ايران ستدعم الاسد ولن تسمح بكسر حلقة المقاومة والممانعة في المنطقة، ومن اجل هذا رفضت القوات الاميركية اعتراض سفينة إيرانية تحمل شحنة سلاح الى سوريا بعد عبورها قناة السويس ، والشعب السوري إرهابي لان اجتماع تنسيق العمليات الامريكي التركي الاخير تركز على كيفية منع وقوع الاسلحة الكيماوية بيد الجماعات المقاتلة في سوريا ! وهنا نشهد اقامة تحالف موضوعي بين من يدعم الاسد وبين من لا يرى في المأساة السورية سوى كيفية حماية اسرائيل من الاسلحة الكيماوية اذا سقط النظام .

اخطاء الثوار لا تجعل النظام افضل منهم ، هم ليسوا دولة ولا سلطة انما اجبروا على حمل السلاح دفاعا عن بيوتهم وأعراضهم ودمائهم بعد ٧ اشهر كاملة من الحراك السلمي في مواجهة سلاح النظام ، هم ليسوا تدخلا أجنبيا فلقد سقطت تلك الاكذوبة فالشعب السوري وحده يقاوم الحريق فيما يرسل الروس الأساطيل والأسلحة وإيران تضيف على التسليح قوة الحرس الثوري كما اعلن حسين طائب ، كل أخطاء الثوار التي مرت بها ثورات الشعوب وانتفاضاتها لا تجعل هناك مجالا للمقارنة مع نظام دموي يبيد المدن وينشر المجازر .

اما الحديث في موسكو ونيويورك عن استعداد النظام لحوار مع المعارضة يبحث حتى مسالة تنحي الاسد فهو احتفاء باكاذيب النظام الجديدة ، فمن يدمر ويقتل بهذه الوحشية ليس في وارده التخلي عن كرسي الحكم و ما تحتاجه الازمة السورية هو تشكيل لجان تحقيق دولية في قائمة المجازر الطويلة و من الذي بدا في استخدام السلاح في سوريا .

=================

عن سوريا التي تغرق في الدم!

سامح المحاريق

الرأي الاردنية

28-8-2012

سيدعي النظام السوري الصمود وسيظل يرسم لمعارضيه صورة يراها في انهم عملاء وارهابيون ووافدون وانهم يستهدفون المقاومة والممانعة واشياء أخرى..وسيظل على نفس النهج لمن سبقه من الأنظمة التي تحولت الى طعم لاصطياد أوطانها والتي لم تسقط الا بعد سقوط الأوطان وتمزقها وتدمير بناها الاقتصادية والعسكرية ..لقد قضى العقيد القذافي وهو يسأل أين هو الشعب الليبي ويطلب المزيد من قتله..وها هو الأسد يفعل ذلك ويرى في شعبه عدوه!!

سوريا تغرق في الدم والنظام فيها حسم خياراته في الحل الأمني بارتكاب مجازر متتالية واستمرار القتل وشراء الوقت الى ان يعاود السيطرة فوق جثث عشرات الآلآف من القتلى وخمس أضعافهم من الجرحى فماذا بعد ذلك؟

هل يستمر النزف السوري الى ان تصبح سوريا خراباً لا عودة للحياة فيها أم هل يبقى نيرون بعد احتراق روما أم أن حريقها سيأكله؟

ثمة أسئلة ..من أين سيبدأ سقوط النظام؟ هل سيسقطه السوريون بامكانياتهم القائمة من خلال المقاومة؟ وهل هذه المقاومة وسلاحها في الجيش الحر كافية لسقوط من يقاتلهم بالطائرات والمدفعية ويقصفهم ليل نهار ؟..لماذا لا يجري تسليح الجيش الحر السوري بما يكفي من سلاح وبأشكاله المتنوعة؟ ..اليس الجيش الحر هو جيشا سوريا في الاصل انشق عن الجيش وفيه جنود وضباط وقادة فلماذا لا يوضع سلاح بين أيديهم يواجه سلاح النظام؟ ولماذا لا يدعموا ويمكنوا؟..أين الموقف العربي في هذه المسألة؟ ولماذا يكتفي العالم بالفرجة على ذبح السوريين واطالة معاناتهم؟ فإذا كان الاسد قد اختار الحل بالقتل فأي حل آخر سيختار السوريون؟

ولماذا تبقى مسألة الاسلحة الكيماوية هي الذريعة الوحيدة لتدخل الغرب وخاصة أميركا في سوريا؟.. وهل هذه الاحجية ستبقى معلقة الى الأبد أم أنها المفتاح الذي من خلاله تقرر الولايات المتحدة التدخل حيث يرغب الجناح الصهيوني في ادارتها الى بقاء الأسد الى ان يتم هدم سوريا وتفتيتها والقضاء على جيشها وبنيته العسكرية كاملة قبل ان تستعمل حجة السلاح الكيماوي الذي قد تستعمله الولايات المتحدة وبأيد سورية ضد احدى القرى أو المواقع فتتدخل عندما تشاء وعندما تنجز اهدافها..

الاسرائيليون يهمهم تحويل الزخم الغربي في التدخل الى حرب ضد ايران وهم يستعجلونها ويريدونها قبل شهر تشرين الثاني القادم أي قبل الانتخابات الأميركية في حين لا يرى الاميركيون هذا الأولوية ويحاولون ترحيلها الى ما بعد الانتخابات وهذا لا يخدم سياسة الابتزاز وهنا قد تقدم اسرائيل على ضرب ايران مراهنة على أن الضربة التي ستقوم بها سوف تجبر الولايات المتحدة على الدخول الى الحرب لأن استنكاف الولايات المتحدة عن التدخل في حال قامت اسرائيل بضربتها الأولى يعني خطر القضاء على القوة الاسرائيلية.. وهذا ما لن تفعله الادارة الاميركية التي ستعيد استحضار السيناريو العراقي لصالح اسرائيل..

اسرائيل لا تريد اسقاط الاسد ولكنها تريد من خلال الحرب في سوريا الى انهاك سوريا واضعافها والى استمرار تسخين المنطقة ونقل حرارتها الى ايران..

اذن الضربة المفاجئة والقادمة ستكون على ايران ..والسؤال هل تبدأ الولايات المتحدة الضربة؟ هل تستطيع ذلك قبل الانتخابات فتختلط الاوراق أم ان اسرائيل هي التي ستقرر واذا قررت اسرائيل ضرب ايران هل ستتردد الولايات المتحدة في ذلك؟

ما زال الخلاف قائماً والسياسيون الاسرائيليون يصعدون والعسكر يطلبون التروي..وشمعون بيرس يحذر من أن الاجتهاد الاسرائيلي بضرب ايران بقرار فردي سياخذ اسرائيل الى الجحيم ..الحرب في المنطقة قادمة وشظايا الحالة السورية ستحرق مساحات واسعة وستقود لإنفجار المنطقة كلها..فما العمل؟؟

=================

وحدكم ايها السوريون!

الياس خوري

2012-08-27

القدس العربي 

غياث مطر الشهيد الذي وزع الماء والورود على الجنود السوريين في داريا، في بادرة تؤكد نبل الثورة السورية، خطفته اجهزة المخابرات في 6 ايلول/ سبتمبر 2011 واعادته بعد أربعة أيام الى ذويه جثة ممزقة. غياث مطر يبكي اليوم بلدته داريا، وهو يرى جثث أكثر من ثلاثمئة شهيد قتلتهم الآلة العمياء للجيش الأسدي ومعه الشبيحة والزعران الذين اجتاحوا داريا كالتتر، وأبادوا كل من وصلت اليه نيران بنادقهم.

لم يكتف النظام بهذه المجزرة الوحشية، بل أضاف اليها المزيد من الهمجية، حين قام اعلامه بـ'التغندر' بكاميرا قناة 'الدنيا' لصاحبها رامي مخلوف فوق الجثث التي لم يجف دمها بعد، واجراء 'حوارات' مع مصابين ومن بينهم امرأة بدا وكأنها تلفظ انفاسها الأخيرة!

مجزرتان، الأولى عبّرت عن عربدة القتل المجاني والعطش الى الدم، والثانية ارادت ان تسجّل بالصوت والصورة وقائع ما جرى، تعبيرا عن الحقد والسفالة والضِعة من جهة، ومن اجل ارهاب السوريات والسوريين، وتخويفهم من مصير ينتظرهم، كمصير أهل داريا وبابا عمرو واعزاز وغيرها، من جهة ثانية.

لا يمحو المجرم آثار جريمته، بل يتفاخر بها امام الجميع، لأنه يعتقد ان الدعم الروسي والايراني سوف ينقذه من الهاوية، ويمنع سوقه الى القضاء.

بشّار السفّاح تفوّق في الأمس على والده القاتل، وحلّ مشكلته النفسية مع صورة الأب الذي ملأت تماثيله سورية بشبح التهديد بحماه أخرى.

يوم الأحد الماضي وانا أنظر الى صور الضحايا في داريا، تذكرت ذلك اللقاء في بيروت وفي منزل المستعرب الفرنسي ميشال سورا، الذي قُتل خطفاً. كان ذلك عام 1981، وبيروت تعيش لحظات التفكك قبيل الاجتياح الاسرائيلي، يومها سألت المفكر السوري الياس مرقص الذي كان آتيا من اللاذقية عن الأوضاع في سورية بعدما تنامت الينا أخبار مذبحة حماه. لم يجب مرقص على سؤالي بشكل مباشر، بل حدثني عن جنكيزخان. وعندما ابديت تعجبي من لجوء مرقص الماركسي - الواقعي الى الاستعارة بدل ان يجيب، نظر اليّ وقال: 'ماذا تريدني ان أحكي'. ثمّ روى كيف دخل رجال المخابرات الى أحد مقاهي اللاذقية، حيث كان يحتسي قهوته، وأمروا الجميع بالركوع.

كان الألم يغطي عيني الرجل بماء لا يشبه الدموع، هذا الرجل الجليل الذي شكّل لجيلنا أحد مراجعه الفكرية، والذي كان سلوكه السياسي والأخلاقي فوق الشبهات، وجد نفسه راكعاً مع الراكعين!

تذكرت الياس مرقص لا لأنهم أذلوه مثلما اذلوا الشعب السوري كله، بل لأنه بدل ان يتحدث عن النظام الأسدي، او من اجل ان يتحدث عنه، استعاد صورة المغول وهم يجتاحون المشرق العربي.

انهم المغول، ولا هدنة مع المغول، لا تحت اشجار السنديان كما كتب محمود درويش مرة، ولا في ظلال المقابر.

شهوة الدم تستولي على آلة نظام فقد شرعيته وسلطته، وظهرت كذبة ممانعته على حقيقتها، طائرات الميغ والسوخوي لم تجرؤ على التحليق امام الطيران الاسرائيلي حين قصف سورية، لأن مهمتها لا علاقة لها بقاموسي الممانعة والمقاومة، مهمتها الحقيقية تركيع الشعب السوري واذلاله.

السوريون وحدهم امام آلة الموت.

كل الدعم اللفظي الامريكي والاوروبي كاذب ومخادع وكلبي.

صمت العالم المدوي امام آلة القمع الأسدية، ليس بسبب ان لا بترول في سورية كي تثير شهية الغرب الى الربح والهيمنة، كما يقال، بل من اجل اسرائيل. فالدمار الذي يلحقه النظام بسورية لم تكن اسرائيل تحلم به. وحين يسقط، وهو سيسقط، فإن امام السوريات والسوريين سنوات طويلة كي يعيدوا بناء ما تهدّم.

لا تصدقوا التحليلات التي تقول ان حجب السلاح عن الجيش الحر سببه خوف الدول الغربية من الاسلاميين.

لا غياب البترول ولا الخوف من الاسلاميين، هما السبب. فالدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة لا تخشى الإسلام السياسي لأنها تبني تحالفا معه.

السبب واحد هو زيادة منعة الكيان العنصري الاسرائيلي، الذي بلغت به الوقاحة والعجرفة الى حدّ اتهام جنوب افريقيا بالعنصرية لأنها قررت وضع إشارات خاصة على البضائع المصنوعة في الضفة الغربية المحتلة!

بشار الأسد يقوم بما لا يستطيع احد القيام به. انه يدمر سورية ويحطم نسيجها الاجتماعي، فلماذا اذن تقديم السلاح والعون لمن يريد اسقاطه؟

فليبق الى ما لا نهاية، وليرقص حليفاه الروسي والايراني طربا على ايقاع قنابله ومجازره. فهو في النهاية سيفقد سلطته بعد ان يكون قد دمّر البلاد كلها من شمالها الى جنوبها، وسيجد حليفاه نفسيهما في العار وسيصيران مكروهين من قبل السوريين والعرب.

صار سفّاح الشام حاجة اسرائيلية اكثر من اي وقت مضى، لذا لا تنتظروا شيئا ممن يدّعي صداقة الشعب السوري.

الشعب السوري وحده.

وحده يدافع عن كرامة الانسان في كل أرض العرب، ووحده يعيد بدمه المسفوك المعنى الإنساني والأخلاقي للسياسة.

ماذا اقول لك ايها الوحدك.

وحدتك يا أخي لا تشبه سوى وحدة الفلسطيني الذي وجد نفسه وحيدا امام كل منعطف دموي صنعه الوحش الاسرائيلي.

اعرف يا أخي ان الكلمات لا توقف نزفا ولا تمسح دمعة ولا تستقبل آهة خارجة من قلب ام ثكلى.

اقول لك انك وحدك.

اقول لك ان صمودك في وحدتك واصرارك على كرامتك المغمّسة بدم ابنائك، ووقوفك دفاعا عن اطلال البيوت التي هدمتها المدفعية والطائرات، هي طريقك كي تنتصر في وحدتك على السفّاح الذي يريد تركيعك من جديد.

اعرف انك لن تركع، واعرف ان هامتك المكللة بالدم هي عنوان كرامتنا الانسانية اليوم، لكنني لا أملك سوى كلماتي التي تنحني اجلالا لتضحياتك واضحياتك.

=================

محاذير عدم التدخل في سورية

الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢

اليأس حرفوش

الحياة

للولايات المتحدة والدول الغربية مصلحة مباشرة في عدم التدخل في الازمة السورية. وأسباب النزوع عن التدخل باتت معروفة، حتى ان النظام السوري اصبح يفاخر بها في اطار استقوائه على شعبه، وتهديده بأنه قادر على سحق انتفاضته من دون ان يرف أي جفن خارجي لمنعه من ذلك.

بين الاسباب تراجع شعبية اي قرار رئاسي اميركي بالتدخل في الخارج، وخصوصاً في منطقة الشرق الاوسط، بعد التجربتين المروعتين في العراق وافغانستان. وللتذكير فقد فاز باراك اوباما على انقاض هذين الحربين بعد ان وعد الاميركيين باخراج بلادهم من التورط في الخارج. بين الاسباب ايضاً ان الازمة السورية، على رغم الفظاعات والمجازر التي ترتكب فيها، ليس لها تأثير مباشر على مصلحة المواطن الاميركي، في شكل يسمح بـ «بيع» التدخل انتخابياً على الساحة الداخلية. ليس هناك 11 ايلول (سبتمبر) يمكن توظيفه في هذه الحالة لتبرير التدخل، كما فعل جورج بوش الابن في «غزوتي» العراق وافغانستان. ثم ثالثاً، ليست هناك موارد اساسية في سورية، كنفط وخلافه، يمكن ان يؤثر سقوطها في «الايدي الغلط» على الاقتصاد الاميركي والغربي في شكل عام.

لكن عدم التدخل الاميركي والغربي، واطمئنان النظام السوري الى هذا الامر، ستكون له سلبيات بعيدة الاثر، ليس فقط على الانتفاضة السورية والاتجاه الذي ستسلكه، بل على مجريات الامور في المنطقة كلها، وبالاخص على الدول التي تنهض فيها انظمة جديدة من رحم «الربيع العربي»، كما هي الحال في مصر وتونس وليبيا حالياً، حيث الصراع قائم بين الطابع الليبرالي للمجتمع، كما تأمل اكثرية الحالمين بالتغيير، وبين سيطرة اللون الواحد والحزب الواحد «المنتصر». فعدم التدخل في سورية يدفع المسلحين، في «الجيش الحر» وخارجه، ومع اختلاف وتناقض انتماءاتهم، الى البحث عن معين لهم بالسلاح والمال، في وجه بطش النظام وانعدام توازن القوى، من مصادر لها اجنداتها الخاصة بالنسبة الى الانتفاضة السورية والى طبيعة النظام الذي سيقوم بعدها في دمشق، وربما في عواصم اخرى ايضاً. وعندما يقال إن طابعاً سلفياً اخذ يظهر اكثر فأكثر في الشعارات والسلوك والوجهة السياسية لمسلّحي المعارضة السورية، فإن من الضروري البحث عن ذلك في الغطاء الاقليمي المتوافر لهؤلاء، في ظل غياب الغطاء الغربي، الذي كان يمكن ان يشكل عاملاً موازناً لمصلحة قيام نظام ليبرالي ديموقراطي تعددي في سورية ما بعد الاسد.

وبطبيعة الحال فإن نتيجة كهذه، اي التخويف من سقوط الخيار الليبرالي في بلد معروف بتعدديته الثقافية، هو ورقة في يد اعلام النظام السوري، الذي يزعم انه الحامي الوحيد لهذه التعددية ولمصير الاقليات، وبينها طبعاً الاقلية العلوية.

يقول مسؤول في «المجلس الوطني السوري» رداً على التردد الغربي امام التدخل في سورية: «اذا لم يشارك طرف ما في الثورة لاسقاط نظام الاسد فمن الصعب ان نجلس معه بعد انتصارها للبحث في هوية النظام البديل». وهذا ما يدفع الى القلق بالنسبة الى مصير «الربيع» السوري الموعود. فبقدر ما تبتعد حظوظ التدخل الغربي، سوف يطول عمر النظام ومعه سيزداد بطشه، وفي موازاة ذلك ستزداد قوة التيارات السلفية المقاتلة في صفوف المعارضة، والتي لا تتفق رؤيتها لمستقبل سورية مع رؤية اكثرية السوريين، بمن فيهم اكثرية المعارضة.

أليست هذه الورقة القوية التي يستغلها النظام السوري مستفيداً بالضبط من غياب اي دور غربي في سورية، وكأن القتلى فيها مجرد ارقام؟

 

=================

«العائلة» تدمر سورية لكن الثورة تنتصر

سلامة كيلة *

الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢

الحياة

ما يشاع عن هروب مسؤولين كبار، ووضع كل المسؤولين السياسيين تحت الإقامة الجبرية (أو الحماية الجبرية) يعطي صورة عن وضع «النظام». فقد أصبح وضع السلطة صعباً، وتبدو أنها في اللحظة الأخيرة. هذا ما جعلها تتحوّل إلى ارتكاب المجازر واستخدام الطيران في التدمير الشامل. الأمر الذي يفرض أن يتهم أفرادها بارتكاب الإبادة الجماعية للشعب السوري.

في المفاهيم السياسية هناك الدولة وهناك السلطة. الدولة هي مجموعة المؤسسات والأجهزة التي تتشكل منها، وهي كلها تشكل بيروقراطية الدولة. وهناك السلطة التي هي الفئة التي تتحكم بكل هذه المؤسسات والهيئات والأجهزة وتسخّرها لمصالح محدَّدة، وهي مصالح طبقة رأسمالية. وفي سورية كان الصراع مع السلطة التي قررت سياسات اقتصادية ومارست الاستبداد الطويل، وأخضعت مؤسسات الدولة لتحقيق كل ذلك. وكان شعار إسقاط النظام الذي رُفع في الثورة يعني إسقاط هذه الفئة وتغيير النمط الاقتصادي الذي شكلته، خصوصاً في العقد الأخير.

وبالتالي كنا نتحدث عن سلطة وليس عن دولة، وعن نظام هو هذه السلطة، التي تتشكل أولاً من فئة تتحكم بالاقتصاد وبالسلطة، وهي العائلة ومحيطها العائلي، وثانياً من مسؤولي الأجهزة الأمنية والجيش، والحكومة وكل المؤسسة السياسية، التي هي السلطة بالمعنى الشكلي. ومركز كل ذلك هو الرئيس الذي يمتلك دستورياً كل الصلاحيات التشريعية والقانونية والتنفيذية والعسكرية والأمنية. وهي في الوضع الراهن محكومة لترابط «عائلي» مافيوي - أمني، يتشكل من آل مخلوف أولاً، بالترابط مع آل السد وشاليش ومحازيب آخرين، وهو الذي يتحكم بالقرار دفاعاً عن مصالح اكتسبها طيلة حكم حافظ الأسد، وكرّسها في شكل سيطرة على الاقتصاد والقرار السياسي بعد استلام بشار الأسد. وقد شكلت «تحالفاً طبقياً» مع فئات البرجوازية السورية (التجار والصناعيين)، تحكمت في فيه، ليشكل كل ذلك قاعدة السلطة الاقتصادية. وكونت في إطار النمط الاقتصادي الذي فرضته (وهو النمط ذاته الذي قام على تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي، وفرض أن يتحوّل الاقتصاد إلى اقتصاد ريعي).

لهذا، فكل أجهزة السلطة الأخرى تلعب دور المنفذ أو الواجهة لهذه السلطة. وهي خاضعة لتحكم أمني شديد. لكن كبار مسؤوليها مستفيدون ولا شك من هذا الموقع، ويشكلون نخبة مالية مستفيدة. وكانت هذه المواقع في زمن حافظ الأسد هي التي سمحت لكثير من كبار المسؤولين بنهب القطاع العام وموازنة الدولة ومراكمة الثروة، لكن ذلك تراجع منذ عام 2000 نتيجة السيطرة الشاملة على الاقتصاد من قبل التحالف المالي - الأمني، وتهميش دور الدولة الاقتصادي.

ولا شك في أن كل هؤلاء كانوا جزءاً من سلطة تنهب على رغم احتكار فئة للثروة وتحكمها بالاقتصاد. وكانوا ضد الثورة منذ البدء. وبالتالي لم يظهر تشقق في بنية السلطة. لكننا وصلنا إلى مرحلة أصبح واضحاً فيها، ليس لنا فقط، بل أصلاً لكتلة كبيرة من كبار المسؤولين في السلطة بأنها باتت عاجزة عن الحسم، وأنها تخسر، وتسير نحو الانهيار. هذا أمر مهم، لكنه ترابط مع انعكاس القمع والقتل والتدمير على جزء كبير من بنى الدولة (البيروقراطية)، بحيث إن هؤلاء هم الذين يقتلون ويعتقلون ويشردون أو أقاربهم وعائلاتهم. بالتالي هم متعاطفون وتحوّلوا لأن يكونوا ضد الفئة المتحكمة، حتى في الأجهزة الأمنية. لهذا، انتقل التوتر إلى هذه الفئات التي بات بعضها يتعاون مع الثورة وبعضها يجهر برفضه الحل العسكري التدميري الذي تمارسه السلطة، وهم منها.

الأمر الذي بدأ يؤسس لرفض من داخل السلطة من جهة، وشك عميق ببنية الدولة يحكم الفئة المتحكمة تلك من جهة أخرى. وهو الأمر الذي دفعها إلى تركيز الاعتماد على «المجموعة الصلبة» في السلطة، التي هي الأجهزة غير المتعددة «طائفياً»، بل المشكلة كقوة دفاع أخير عن السلطة. وإذا كانت الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري هما أساس سحق الثورة منذ البدء، فقد أصبحت المخابرات الجوية هي السلطة الأمنية الأولى. كما تزايد دور الشبيحة، الذين هم بالأساس مجموعات استخدمت في عمل عصابات المافيا خدمة لآل الأسد، وأصبحت تحت سيطرة آل مخلوف منذ عام 2000. كما جرت توسعتها كثيراً، وبحجة تشكيل مجموعات على شاكلة حزب الله جرى تدريب إيراني لعشرات الآلاف من هؤلاء، هم الآن يلعبون الدور الأساس في القتال وفي المجازر وتصفية النشطاء وقتل الرافضين تنفيذ الأوامر (وهذا ما لعبوه منذ البدء، حيث لم يكن هناك مسلحون كما أشار بشار الأسد في افتتاح «مجلس الشعب الجديد»، وفي مقابلة مع تلفزيون روسيا اليوم، حيث أكد أن لا سلاح بيد المتظاهرين في الأشهر الستة الأولى).

لقد انشقت السلطة بالتالي إلى فئة مصممة على الاستمرار في القتل إلى النهاية وأخرى تلمست أن هذا الخيار فشل وأن السلطة باتت على شفير الانهيار. هذا الشق فرض أن تصبح الفئة المتحكمة في السلطة (العائلة، أو الترابط المافيوي - الأمني) هي التي تخوض الصراع إلى النهاية بينما يتردد الآخرون، ويقرر الكثير منهم الهرب من «السفينة الغارقة». هذا هو وضع السلطة الآن.

الآن، الدولة كمؤسسات وبنى مشلولة، حتى في ممارسة وظائفها البيروقراطية. والسلطة التي هزها هروب رئيس الوزراء رياض حجاب أصبحت «منتهية»، حيث سقط الشكل «المؤسسي» الذي يغطي الماسكين بها. ولم يبق سوى «السلطة الفعلية» التي هي كما أشرنا «الطغمة» القائمة على تحالف المال والأمن في إطار عائلي ضيق. إنها المافيا الحاكمة تحارب بقواها هي بالذات، في وضع تحسّ فيه بأنها منتهية. وهو الأمر الذي جعلها تطبق الشعار الذي رفعته منذ البدء: الأسد أو لا أحد، حيث بعد أن انتهى الأسد تحاول أن تبيد الشعب في حرب دموية.

إذاً، لقد بتنا في مواجهة طغمة تبيد الشعب، مدعومة من قبل روسيا وإيران. لكن هذا الوضع الذي يتحقق في وسط السلطة سيقود إلى تحوّل داخلي عبر التخلص من هذه الطغمة وفتح أفق لمرحلة انتقالية. ولهذا تكون الثورة قد أوصلت السلطة إلى وضع يفرض أن تتفكك وأن تحقق تصفية داخلية يمكن أن تفتح الأفق لتحقيق المطالب الشعبية التي عبرت عنها في هذه الثورة.

 

* كاتب سوري

=================

انحياز إيرانيّ في... داريّا

الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢

حازم صاغيّة

الحياة

اختار الرئيس بشّار الأسد وفداً رسميّاً إيرانيّاً، يرأسه البروجردي، كي يعلن أمامه أنّه ماضٍ في معركته «مهما كان الثمن». أمّا وزير خارجيّته وليد المعلّم فوضّح المعنى المقصود بحديثه عن «تطهير سوريّة» من الإرهابيّين.

في تلك الغضون كانت عمليّات «التطهير» من السكّان تجرى على قدم وساق في بلدة داريّا: ما بين 300 و320 ضحيّة من الجنسين ومن كل الأعمار صغاراً قبل الكبار. في أمكنة أخرى من سوريّة، وفي الوقت نفسه، كان القتل شغّالاً أيضاً، وكانت الحصيلة قرابة 80 ضحيّة.

إيران ترفل بالسعادة وهي تسمع هذا الكلام الحاسم وتشاهد تلك الأفعال التطهيريّة. التلميذ يتباهى أمام أستاذه وينال أرفع العلامات. ثمّة، في المقابل، من لا يصدّق أنّ الجيش السوريّ، «حماة الديار»، يملك هذه «الفعاليّة» العسكريّة التي يبديها في تطهير شعبه، فيردّها إلى خدمات الإيرانيّين وربّما الروس أيضاً: الأوّلون قوّة إقليميّة خاضت مع العراق حرباً استهلكت الثمانينات، والأخيرون قوّة دوليّة عثرت في الشيشان على حقل تدريبها ورمايتها.

إيران المنحازة جدّاً في سوريّة، وفي داريّا خصوصاً، هي اليوم عاصمة «عدم الانحياز» ومؤتمره. أيّ معنى يتحصّل من هذه «المفارقة»؟

لنقل، بادئ ذي بدء، إنّ «عدم الانحياز»، منذ نشأته في باندونغ في 1955، كان منحازاً: يومذاك كانت الحرب الباردة في إحدى ذراها فالتقت بلدان منحازة للروس، إلاّ أنّها ليست من الأنظمة الشيوعيّة لأوروبا الشرقيّة والوسطى، وشكّلت حركة عدم الانحياز. كان فاقعاً أنّ من قادة الحركة الجديدة ومن مؤسّسيها شوان لاي، رئيس حكومة الصين الشيوعيّة التي كانت يومذاك لا تزال تدور في الفلك السوفياتيّ وتعيش على مساعدات موسكو.

إذاً، التعبير كاذب أصلاً والسلعة مغشوشة. فوق هذا، لم يعد ثمّة معنى لـ «عدم الانحياز» بعد انتهاء الحرب الباردة لأنّ العالم الثنائيّ القطب قد ولّى. مع ذلك وُلدت كذبة أخرى في أساس معنى التعبير: فبدل الانحياز إلى السوفيات في المرحلة التأسيسيّة لـ «عدم الانحياز»، حلّ الانحياز لأنظمة «السيادة الوطنيّة» الغاشمة وغير المنتخَبة، في مواجهة شعوبها. هذا هو التناقض الأبرز اليوم في كلّ بلد على حدة، والانحيازُ في هذا التناقض هو ما يتيح لإيران الخارجة، من قمع ثورتها الخضراء، أن تستضيف مؤتمر «عدم الانحياز» وأن تحوّله منصّة لدعم برنامجها النوويّ.

المسار هذا يكشف بؤس تلك التجربة من ألفها إلى يائها، هي التي لا تزال موضع تغنّي البعض عندنا وموضع نوستالجيا البعض الآخر. مع ذلك، ومجلّلةً بالدم، تتقدّم بلدة داريّا من مؤتمر عدم الانحياز لتقول كم بات الكذب صعباً وربّما محرِجاً لأصحابه. فهذا العنف الخالص لم يعد عنف سلطة غاشمة وجائرة تريد أن تبقى، باسم «السيادة»، سلطةً. إنّه العنف الذي يقطع مع «السيادة»، أيّة سيادة، على بلد موحّد. فمن يقتل شعبه على هذا النحو يكون يُقرّ بعدم قدرته على حكمه بعد اليوم، وهذا ما يجعل الانحياز إليه انحيازاً صريحاً إلى عصابة وأفعال عصابة.

هذا ما يفعله الإيرانيّون اليوم.

 

=================

هل تصلح إيران كوسيط في سوريا؟

عماد الدين اديب

الشرق الاوسط

28-8-2012

تحاول إيران الآن الانتقال من دور الطرف المناصر تماما لنظام حكم الدكتور بشار الأسد إلى «دور الوسيط» الداعي إلى «حل سياسي من داخل سوريا وليس مفروضا عليها» ذلك حسب التصريحات الرسمية الإيرانية.

والمتأمل للدور الذي يلعبه ما يعرف باسم مجلس الأمن القومي الإيراني، والدكتور بروجردي الذي زار دمشق مؤخرا والتقى بالرئيس بشار ونائبه فاروق الشرع الذي ظهر لأول مرة بعد غياب، يمكن أن يفهم أن هناك حركة ما في هذا الاتجاه.

هناك إشكالية كبرى في أن تلعب طهران هذا الدور للأسباب التالية:

1- إن إيران مهما صرحت ومهما فعلت فهي طرف أصيل ومساند لنظام الدكتور بشار، وإن هذا الدعم تجاوز الدعم السياسي أو المالي، لكنه وصل إلى حد التسليح الكامل لآلة القتل السورية ومدها بخبراء إدارة معارك من الحرس الثوري الإيراني.

2- إن الدعوة الإيرانية لحوار النظام والمعارضة السورية برعاية طهران وعلى أراضيها هي أمر غير واقعي يصعب تصديق حدوثه بسبب المرارة التي تعانيها المعارضة من الدور الإيراني الرسمي المعادي لأحلامها في وطن حر ومستقل.

3- إن الأطراف المعارضة في سوريا، التي يمكن إجمال عدد فصائلها 12 فصيلا على الأقل، لديها امتدادات إقليمية تدعمها بالمال والسلاح، وهذه القوى هي، بالتأكيد، في الخندق المضاد للسياسة والمصالح الإيرانية.

والمتابع للتصريحات الرسمية الإيرانية بالأمس سوف يكتشف أن إيران تريد دور الوساطة منفصلا، وهذا يتضح من رد المسؤولين في طهران على المبادرة المصرية التي أطلقتها القاهرة بالدعوة إلى قمة رباعية تضم: مصر والسعودية وتركيا وإيران، وجاء في التعقيب الإيراني أن الدعوة المصرية «منفصلة تماما» عن الجهود الإيرانية. لكن المنطق يدعو إلى طرح 3 أسئلة على صانع القرار الإيراني وهو يتحرك بقوة في دمشق وبيروت، محاولا تثبيت وجوده المهدد في حال سقوط النظام السوري، هذه الأسئلة هي:

أولا: هل وصلت طهران إلى يقين بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية؟

ثانيا: هل ترى طهران أنه يمكن، بعد كل هذه المجازر والدماء بين الحكم والمعارضة، تحقيق مصالحة وطنية تؤدي إلى تعايش الطرفين في سعادة وهناء ومحبة؟!

ثالثا: هل يمكن أن يكون ثمن المصالحة الأساسي هو أن يرحل الدكتور بشار شخصيا، أو يرحل وحلقته الضيقة، أم أن المصالحة تعني رحيل وسقوط نظام بأكمله؟

بناء على الرؤية الإيرانية وإجابات طهران على هذه الأسئلة يمكن فهم مستقبل الجهود التي تبذل اليوم تجاه دور إيران الذي جاء متأخرا بعدما تورطت بقوة كطرف أصيل في الحرب الأهلية السورية.

=================

إيران جزء من الحل بسوريا؟

طارق الحميد

الشرق الاوسط

28-8-2012

تقدمت مصر باقتراح لتشكيل لجنة رباعية مكونة من السعودية ومصر وتركيا وإيران للتعامل مع الأزمة السورية، وبررت القاهرة دعوتها لطهران بالقول إنه يمكن لإيران أن تكون جزءا من الحل، والسؤال هو: كيف يمكن أن تكون إيران جزءا من الحل بسوريا؟! فإذا كان الحرس الثوري الإيراني يتعهد بحماية الأسد أمام شعبه الأعزل، فكيف يمكن أن تكون إيران جزءا من الحل بسوريا، في الوقت الذي يقول فيه رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي من دمشق، وبعد لقائه بالأسد، إن «أمن سوريا من أمن إيران»؟! وكيف تقترح مصر دعوة إيران وبروجردي نفسه يقول إن السبب الرئيسي لما تشهده سوريا هو «فقدان أميركا وإسرائيل قاعدتهما الرئيسية بالشرق الأوسط، وهي مصر» بعد إسقاط الرئيس السابق مبارك؟! بل وكيف يمكن للسعودية، أو للدول الإسلامية، أن تقبل بتفاهم إسلامي ثلاثي، السعودية ومصر وتركيا، مع إيران حول سوريا، وطهران تقول إن تجميد عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، وهو القرار الذي اتخذ بالإجماع، وبحضور إيران، مؤخرا بقمة مكة، يعتبر «حركة انفعالية»؟! بالفعل أمر لا يصدق، ولا يمكن تفسيره! فإيران جزء من المشكلة في سوريا، حيث تقدم لمجرم دمشق كل الدعم، سواء بالمال أو السلاح، لقمع الثورة السورية، فكيف يقال لطهران بعد كل ذلك تفضلي كجزء من الحل بسوريا؟! بل لماذا ننتقد الرئيس الأميركي أوباما حين انسحب من العراق وسلمه لإيران ما دمنا نريد فعل الأمر نفسه في سوريا اليوم؟!

والغريب بدعوة إيران هذه المرة لتكون جزءا من الحل بسوريا أنها تأتي بعد أن فشل المبعوث الأممي - العربي السابق كوفي أنان في إقحام طهران بالملف السوري، وهو ما رفضته أميركا، وأوروبا، وكان مرفوضا عربيا أيضا، فكيف توجه الدعوة مجددا لإيران الآن من قبل مصر الثورة؟! فهل تدخلت الدول العربية، أو الإقليمية، بشأن الثورة المصرية، لمصلحة النظام السابق؟! بل هل مصر الثورة تريد تهميش باقي الدول العربية اليوم لمصلحة إيران؟! كما أن دعوة طهران لتكون «جزءا من الحل بسوريا» تعني أن بيننا من يريد «لبننة» سوريا، وهو أمر غير مقبول، ولا يجب التهاون فيه، لأنه يعني ببساطة اللجوء لأنصاف الحلول، وهو ما يعتبر إحدى أبرز مشاكل منطقتنا، بل ويعتبر رضوخا للابتزاز الإيراني، خصوصا ونحن نسمع النائب عن كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لحزب الله، نواف الموسوي، وهو يقول إن الأمور بسوريا «لن تنتهي إلا بتسوية أو بحرب أهلية مفتوحة تجر ما حولها إلى حرب أهلية، ولن يكون غالب ومغلوب في سوريا»!

وعليه، فإن سوريا ليست لبنان، ويجب ألا تكون مثل العراق بالمحاصصة الطائفية، فلا تركيبة سوريا تسمح بذلك، ويجب ألا يفعل العرب هذا الأمر، بل الواجب هو الانحياز للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا، واستقلاليتها، وليس بيعها، أو تقسيمها. هذا ما يجب أن يتذكره العرب، وتحديدا من شغلونا مطولا بالحديث عن «سايكس - بيكو» ويريدون اليوم تقسيم سوريا لمصلحة إيران!

=================

تعقيدات الوضع في سوريا

يوسف كانلي

الشرق الاوسط

28-8-2012

هل هناك أي شيء غير طبيعي في جهاز استخبارات بلد يخبر برلمانيي منطقة حدودية بأن عليهم اتخاذ تدابير أمنية وبأنهم سيحسنون صنعا إذا تجنبوا السفر إلى المنطقة لبعض الوقت؟ إذا كانت هناك حرب أهلية دائرة في البلد المجاور، وإذا أصبحت تركيا «استراحة مجانية الدخول» بالنسبة للاجئين الفارين من الحرب، بالإضافة إلى جميع العناصر الأخرى التي تقود المنطقة إلى أن تصبح منطقة سريعة الانفجار، إذن فلا يمكن أن يكون هناك أي شيء غير طبيعي في «خدمة» كهذه من جانب جهاز استخبارات.

وإذا كان هذا التحذير الاستخباراتي قد جاء إلى النواب قبل أيام قليلة فحسب من عيد ديني هام مع تقدير «بوجود احتمال كبير في أن تقوم عصابة الانفصاليين بتنفيذ عمل يهدف إلى الإثارة»، لكان يتعين بالطبع أن يؤخذ هذا التحذير بمنتهى الجدية.

والشيء غير الطبيعي هو أنه إذا كانت السلطات المعنية في تركيا لديها بعض المعلومات الاستخباراتية بأن هذه العصابة ستنفذ «عملا يهدف إلى الإثارة» في مناطق متأثرة بالحرب الأهلية السورية، فلماذا لم يمكن منع تفجير السيارة المفخخة في غازي عنتاب وإنقاذ حياة عشرات المواطنين؟ هل من الممكن أن فريق الاستخبارات كان مشغولا بمتابعة منتقدي الحكومة؟ ألم يكن رئيس فريق الاستخبارات هو الذي أخبر «مفاوضي» حزب العمال الكردستاني، وذلك بحسب تفاصيل محادثات أوسلو التي تم «تسريبها»، بأنه كان على علم بأن هذه العصابة حولت المدن التركية إلى مخازن للمتفجرات؟

ومع «تسريب» معلومة عقد هذه المفاوضات بين الحكومة والعصابة، انهارت «عملية أوسلو» تماما. فماذا فعل جهاز الاستخبارات منذ ذلك الحين لتطهير المدن من مخابئ المتفجرات تلك التابعة لحزب العمال الكردستاني؟ أو - إذا تحدثنا عن واقعة أحدث - هل تمت إزالة السيارة المشحونة بالمتفجرات من أمام مركز الشرطة للاشتباه في أن تكون سيارة مفخخة؟ هل هناك أي قيمة في أن يقول بشير أتالاي: «كنا نعلم من أين جاءت السيارة، ومن استأجرها، وكيف أحضرت إلى المكان الذي انفجرت فيه قبل الواقعة»؟ بحق السماء، لماذا يوجد لدينا جهاز استخبارات ولماذا ننفق كل هذه الأموال على الاستخبارات إذا لم نكن سنعلم بهذه التفاصيل إلا بعد وقوع انفجار وبعد القتل الشنيع لمواطنينا؟

بالطبع، تقول المعلومات الاستخباراتية إن تركيا أصبحت «استراحة مجانية الدخول» بسبب الحريق المشتعل في الجارة سوريا، وبسبب السياسة الكريمة التي تنتهجها الحكومة في «الترحيب بجميع الضيوف»، حيث لم يتم إنفاق 250 مليون دولار حتى الآن على «الضيوف» الذين هم «لاجئون» فحسب، بل إنهم رسميا لا يعتبرون لاجئين لأن تركيا لا تقبل لاجئين من الشرق وبالتالي لا يمكنها رسميا أن تطلب مساعدات دولية. وعلى هذا النحو، فإن تركيا قامت باستيراد الأزمة السورية أيضا، حيث أصبحت مدينتا هاتاي وغازي عنتاب تعجان بالعناصر من جميع الأنواع، وأصبحتا غير آمنتين إلى حد بعيد.

وما هو أسوأ من ذلك أن دافع التضامن مع السنة لدى الحكومة الإسلامية في أنقرة جعل من تركيا «جبهة» في الحرب الأهلية السورية، حيث بدأ مواطنون أتراك يتعرضون للاختطاف (في لبنان على سبيل المثال)، بل إن الأسوأ والأسوأ هو انتقال الهجمات الإرهابية الانفصالية من المناطق الحدودية العراقية إلى المناطق الحدودية السورية. وبطبيعة الحال، فقد كان وجود فراغ في السلطة داخل العراق هو أحد أسباب تزايد الهجمات التي تشنها العصابة عبر الحدود، كما شاهدنا على مدار العقد المنصرم. والآن، أصبحت هناك 5 بلدات حدودية في سوريا تقع تحت سيطرة التنظيم المحلي للانفصاليين هناك، ولا تمتلك الإدارة المركزية السورية أي سيطرة على منطقة الحدود، وبالتالي انتقلت هجمات هؤلاء الانفصاليين عبر الحدود إلى المناطق الحدودية السورية.

إن سكب الزيت على النار عند الجيران قد يثبت في النهاية أنه مكلف للغاية.

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ