ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

معاني إدانة النظام السوري في الأمم المتحدة

2012-02-18

الوطن السعودية

قرار "الجمعية العامة" أول من أمس الذي أدان بإجماع كبير النظام السوري هو رسالة واضحة وقوية لبشار الأسد ونظامه مفادها أن العالم لا يقف معه بل يدينه وبقوة، وأن الجرائم التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظامه لن تمر مرور الكرام، ورغم كون قرارات الجمعية العامة غير ملزمة طبقا لميثاق الأمم المتحدة إلا أن من شأن قرار مثل هذا أن يمثل أداة ضغط لها رمزية كبيرة، حيث إنه قرار صادر عن الهيئة التي تضم كل دول العالم، وهي بمثابة رسالة واضحة للدول التي صوتت لصالح سورية في مجلس الأمن وهي روسيا والصين، فهاتان الدولتان تصلهما اليوم رسالة واضحة مفادها أن العالم لا يؤيدهما وأنهما بهذه الخطوة سيخسران الكثير وبخاصة مع العرب.

القرار صوت لصالحه ١٣٧ دولة مع معارضة ١٢ دولة فقط أهمها إضافة إلى روسيا والصين كل من إيران وكوبا وفنزويلا، وهي دول معروف عنها معارضتها للإجماع الدولي، وكونها دولا تحمل نسقا فكريا غير دافع للسلام أو الأمن والاستقرار، وللأسف فإن امتناع كل من لبنان والجزائر عن التصويت ضمن ١٧ دولة ممتنعة أمر يصعب تفسيره، وخاصة مسألة امتناع الجزائر التي كان من المأمول أن تقف إلى جانب الصف العربي في تنفيذ ضغط حقيقي على النظام السوري، حيث إن القرار الذي صوتت عليه الجمعية العامة لا يخرج عن إطار المبادرة العربية التي تبنتها الدول العربية ضمن إطار جامعة الدول العربية.

على مجلس الأمن وبخاصة كلا من روسيا والصين إعادة حساباته بخصوص الوضع في سورية، خاصة أن موقف الجمعية العامة هذا رسالة واضحة أن دول العالم ليست راضية على الإطلاق عن موقفهما، ويجب أن تقرن هذه الخطوات التي في الجمعية العامة بعدة تحركات دولية في هذا الاتجاه، فالسكوت عن القتل اليومي في سورية عار في جباه كل دول العالم، وأمر يخالف كل الالتزامات الدولية.

من المقرر أن ينعقد في تونس خلال أيام مؤتمر أصدقاء سورية وهو الاجتماع الذي يفترض فيه أن يشكل نواة لجبهة دولية تتحرك نحو إنقاذ سورية من براثن جرائم نظام الأسد، هذا الاجتماع سيكون محوريا وقرار الجمعية العامة الذي يشكل دعما له لا بد أن تتم ترجمته على الأرض من خلال جبهة قوية تبدأ بأخذ زمام الأمور، فالقتل اليومي في سورية أمر لا يمكن السكوت عليه بعد الآن.

=================

رسالة دولية للأسد

رأي الراية

الراية

18-2-2012

القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بإدانه جرائم النظام السوري ضد شعبه يمثل رسالة دولية واضحة وجلية للرئيس بشار الأسد شخصياً بأن المجتمع الدولي لن يترك الشعب السوري فريسة له وأن عليه أن يتنحى عن الحكم ويترك المجال للشعب ليختار من يحكمه بعد ما قال فيه كلمته، وأكد أن ثورته لن تتراجع ولن تنتكس مهما كانت التحديات والصعاب، الرسالة الدولية الجديدة أكدت أن المجتمع الدولي قد اصطف ضد جرائم النظام بوقوف 137 دولة مع قرار الإدانة واعتراض 12 دولة فقط ولذلك فليس هناك مجال أمام هذا النظام إلا الرحيل والامتثال لإرادة الشعب السوري المدعومة دولياً.

إن عزلة النظام السوري قد بدت واضحة رغم محاولات بعض الدول دعمه بحجج واهيه وأن عليه أن يُدرك أن التاريخ قد قال فيه كلمته وأنه مهما حاول الاحتماء بالفيتو الروسي والصيني ودعمهما في المحافل الدولية، فلن يفلح لأن المجتمع الدولي عليه مسؤوليه أخلاقية لحماية الشعب السوري من انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة والممنهجة التي ظل يقوم بها هذا النظام طوال الفترة الماضية.

من المهم أن يُدرك المجتمع الدولي أن قرار الإدانة الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم أهميته ليس كافياً خاصة وقد وضح للجميع أن النظام لن يتراجع عن القتل الممنهج وحصار المدن ولذلك فإن المطلوب تفعيل آليات دولية جديدة صارمة في حق النظام، وهذا لن يتم بتفعيل الموقف العربي في شكل قرارات جديدة تصدر من الجامعة العربية تزيد من وتيرة الضغط الدولي وتعزل المواقف المؤيدة للنظام وتكشفها أمام الرأى العام الدولي.

فليس من المقبول أن يتفرج العرب على ما يحدث حالياً بسوريا خاصة في مدينة حمص المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين والمعزولة عن العالم، إن المطلوب تحرك عربي سريع وفعال يتواءم مع التوجه الدولي المعارض لسوريا ولذلك فإن اجتماع أصدقاء سوريا المقرر في تونس الأسبوع القادم يجب أن يكون اجتماعاً مفصلياً وليس منبراً للخطابة كما كان يتم في السابق، فالمطلوب أن يخرج الاجتماع بقرارات واضحة تؤكد دعم الثورة السورية عسكرياً ومالياً باعتبار أن الدعم السياسي وضح أنه غير كاف ولا يزيد إلا من تعقيد الأمور ومنح الفرصة للنظام بتنفيذ المزيد من القتل والسحل ضد شعبه.

المطلوب من الدول العربية استخدام المزيد من أوراق الضغط على النظام ومن بينها التلويح بالاعتراف بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، فقد وضح أن سحب السفراء فقط ليس كافياً وأن المطلوب اتخاذ إجراءات أخرى، وهذه لن تتم إلا بتوحيد المعارضة السورية بشقيها المدني والعسكري لصفوفها ومواقفها لتواكب المواقف العربية والدولية الداعمة لثورتهم.

=================

الانتصار للحق..

يوسف الكويليت

الرياض

18-2-2012

 الضمير العالمي يقظ أمام تجاوزات السلطات الدكتاتورية أو من يتحالف معها، والجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي خرجت عن احتكار الدول الخمس لمجلس الأمن، خرجت بتصويت حول الجرائم في سوريا ب «١٣٧» مقابل «١٢» وامتناع «١٧» وبتوافق وجه ضربة لروسيا والصين، قبل سوريا، فالسياسة لا تحكمها دائماً تقديم المصلحة على الجريمة، وما يجري بسوريا ليس كما يزعم الأسد، أو مناصروه أن الصراع بين طرفين، الأول إرهابي، والآخر يكافح الإرهاب، بينما مرتكزات السلطة وتاريخها تجاوز الأعراف إلى الإبادة، ومن يملك الأسلحة بمختلف تشكيلاتها التي يحارب بها، لا يمكن مساواته بشعب أعزل يدافع عن كرامته ومطالبه بالحرية..

قرارات الأمم المتحدة ليست إلزامية، ولكنها موقف دولي لا تستطيع القوى تسييسه، وهذا ما يميز استقلاليته عن تجاذبات القوى العظمى، بينما كسبت الدول العربية صوتاً عالمياً وانتصاراً سياسياً، وكشف كيف أن الحق لا نزاع عليه، ولعل المتباكين على نظام سوريا، ومن رفعوا أصواتهم بإظهار مخاوف البديل عن السلطة، هي نفسها ما جرى مع الأنظمة التي تساقطت، ولم تحدث هزات دولية أو إقليمية مع زوالها، بل إن نهاية النظام سوف يرسخ نظاماً ديموقراطياً، وكل المخاوف التي يبررها تصريحات المندوبين الروسي والإيراني، لا تعدو استهلاكاً سياسياً، وكل يفسر مخاوفه من خلال منافعه الخاصة بصرف النظر عن الدماء التي تراق من جسد المواطن السوري..

اتساع الثورة ووصولها للمدن والقرى بدأ يشتت قوة السلطة، فالحرب على عدة جبهات خلق مأزقاً أكبر، لأن حرب الشوارع أعجز أمريكا في فيتنام وقبلها فرنسا في الجزائر، والدلائل كثيرة، ومع أن قوة الأسد تستخدم كل أنواع الأسلحة فقد عجزت منذ عدة أسابيع أن تتعمق داخل (بابا عمرو) والمدن الأخرى، وهذا يكشف أنه مهما كانت القوة فالشعب لديه المخزون الأكبر في تقديم التضحيات، وقد اعترف المراقب الدولي ومن داخل سوريا أن ما يقدم من بطولات تحدث كل وسائل الجنون والهستيريا للحكم..

لقد ظل الوهم عند ساسة دمشق أن دورهم أكبر من أي بلد عربي آخر، وهذا الزعم تبدد أي أن التأثير على محيط سوريا لم يتضرر بقدر ما تضررت نفسها، وحتى الذين يدعمون النظام سواء من العراق، أو بعض اللبنانيين، فسوريا نفسها تتمنى خلق مآزق للبلدين للتخفيف عن مواجهة الضغوط التي خلقها الشعب، ولعل رهان حلفائها الثلاثة روسيا والصين وإيران، وجدوا أن قرار الأمم المتحدة كشف زيف مواقفهم، وخاصة أن الشعب العربي بقدر ما أدرك عنصر المزايدة، فإن صورتهم في ذهنه تبددت، بل وضع الدول الثلاث في خانة العدو بناء على سلوكهم وفقدانهم أبسط معارف الإنسانية..

=================

مساندة أممية للشعب السوري

الجزيرة السعودية

التاريخ: 18 فبراير 2012

وجهت الأسرة الدولية رسالة صارمة لنظام بشار الأسد والأنظمة التي تدعمه في أعمال القتل والقمع التي يمارسها ضد الشعب السوري، إذ تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء يوم الجمعة قراراً يدعم المبادرة العربية بالكامل، ويعلن وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب السوري، إذ صوتت كل الدول إلى جانب القرار باستثناء 12 دولة عاكس ممثلوها في الأمم المتحدة رغبة الشعوب في نيل الحرية والعدالة الاجتماعية.

ويطالب القرار الذي يكتسب بعداً أدبياً وسياسياً دوليين، يطالب نظام بشار الأسد بإنهاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم المرتكبة من قبل النظام ضد الشعب السوري، والتي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية.

القرار الذي يدعم المبادرة العربية، ويسند الجهود الدولية لوقف القتل في سورية، نال تأييد 137 دولة، في حين عارضته 12 دولة فقط، جميعها من الدول التي تُحكم وتُدار من أنظمة شمولية قمعية.

أهمية هذا القرار الأممي تتمثل في التأسيس لقاعدة دولية تمنح شرعية سياسية دولية للمبادرة العربية، وتحفز التحركات الدولية الساعية للقيام بجهود إضافية لإجبار نظام الأسد للاستجابة إلى رغبة الشعب السوري، كما أن القرار سينعكس على السلطة والصلاحيات السياسية التي سيتمتع بها المبعوث الخاص الدولي العربي للأزمة السورية، الذي طلب القرار من أمين عام منظمة الأمم المتحدة تعيينه لتحريك جهود معالجة الأزمة السورية.

كما أن القرار يتجاوز الأبعاد الرمزية والسياسية في تشجيع المبادرات الدولية الهادفة لمعالجة الأزمة، ويحد كثيراً من مشاكسات الدول التي عرقلت تنفيذ المبادرات السابقة، فهذه الدول لا يمكن أن تبقى معاندة للأسرة الدولية التي لا توافق على استغلال هذه الدول لمأساة شعب من أجل الحصول على مكاسب من خلال مقايضة مواقفها مع مواقف دول أخرى لعلاقة للشعب السوري بها. ومع أن هذه الدول التي واصلت تعنتها ودعمها للظالم، وقد صوتت ضد مشروع القرار الأممي الذي نال كل هذا الدعم الذي ترجمته نتيجة التصويت، إلا أنه لا يمكن أن تستمر السير على هذا المنوال في التعامل مع مشاريع القرارات الأممية المقبلة، وبالذات تلك التي ستعالج مسألة إيجاد ممرات إنسانية لنقل الإغاثة والمساعدات للشعب السوري.

وهكذا، فإن نجاح المشروع العربي، ووقوف الأسرة الدولية وراءه، لا بد وأن يسهل تحريك الملف السوري دولياً، وتسرع في إنهاء هذه الأزمة التي يهدد طول بقائها الشعب السوري بسقوط مئات القتلى يومياً.

=================

التدخل الدولي في سوريا: عقبات ومحاذير

دان مورفي - لبنان

ينشر بترتيب خاص مع "كريستيان سيانيس مونيتور"

تاريخ النشر: السبت 18 فبراير 2012

الاتحاد

في صبيحة 19 مارس 2011 أمطرت قذائف المدفعية عاصمة الثوار الليبية، بنغازي، وبدا وقتها أن العقيد معمر القذافي عازم بالفعل على المضي قدماً في تنفيذ وعيده باستئصال "الجرذان" الذين يسعون لإطاحته، فكان أن فرت ألوف من الأسر خوفاً من القتل، ثم سرعان ما تحركت الطائرات الفرنسية التي انضمت إليها بعد وقت قصير الطائرات البريطانية وباقي قوات "الناتو" لينتهي المطاف بالأرتال العسكرية للعقيد القذافي الذي كان متقدماً نحو بنغازي إلى خردة من المعادن، ممهداً الطريق لإسقاط نظامه.

واليوم يطالعنا سيناريو مشابه في المدن السورية، مثل حمص وغيرها، حيث المدفعية تحيط بالأحياء وتدك البنايات، ومنذ بداية القصف المدفعي في 3 فبراير الجاري، فقد مائة شخص حياتهم فيها خرج المئات من المدنيين هرباً من العنف، وتسللت العشرات من الصور وأشرطة الفيديو التي توثق الفظاعات على المواقع الإلكترونية، ليصل إجمالي القتلى منذ بدء الانتفاضة السورية إلى نحو 5400 قتيل. لكن مع ذلك تبقى فرص التدخل الدولي، على غرار تدخل "الناتو" في لبيبا، ضعيفة للغاية إن لم تكن منعدمة تماماً.

وكان الحصار المفروض على حمص من قبل نظام الأسد قد خف قليلاً يوم السبت الماضي عشية الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، والذي دعا إلى إرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا بغرض وقف إراقة الدماء، على أن يصدر قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن الدولي. ورغم المطالب المتكررة من المعارضة السورية بالتدخل العسكري، يبقى من غير المرجح أن تنال التدخل الذي تنشده.

وبالعودة إلى ليبيا، نجد أن مناصري التدخل الليبرالي- وهي الفكرة القائلة بأن القانون الدولي يغلب التشريعات الداخلية عندما يتعلق الأمر بحماية المدنيين- دافعوا عن التجربة الليبية باعتبارها النموذج المثالي للتدخل الإنساني في القرن الحادي والعشرين. لكن الحرب في سوريا بطبيعتها الممتدة والأكثر دموية مقارنة بليبيا لا تثير شهية القوى الدولية لاتخاذ إجراءات حاسمة. والسبب الذي يساق هنا هو الفروق الكبيرة بين الحالتين الليبية والسورية، سواء تعلق الأمر بتحالفات البلدين أو بالتضاريس الجغرافية أو حتى بالقدرات العسكرية المختلفة، فالتدخل الدولي في سوريا سيكون أطول وأكثر تكلفة وربما سيحتاج إلى غزو بري لتحقيق أغراضه، كما أنه وفي جميع الأحوال ما زالت كل من الصين وروسيا تشعران بالغضب إزاء الطريقة التي استُخدمت بها الأمم المتحدة لإطاحة نظام القذافي في ليبيا، ولذلك فقد أصرتا على إسقاط محاولات مشابهة في مجلس الأمن الدولي باستخدام "الفيتو". وفيما روج الغرب للتدخل في ليبيا على أسس أخلاقية، علينا ألا ننسى أن المهمة العسكرية كانت أسهل، فالقذافي كان يملك جيشاً ضعيفاً، ودفاعات جوية واهية، كما أنه معزول دولياً ولا أصدقاء لديه يمكن التعويل عليهم، وجاءت الطبعية الجغرافية لليبيا بصحاريها المترامية وشريطها السكاني الضيق على الساحل المتوسطي لتجعل من القصف الجوي أمراً هيناً، لكن وفي المقابل تتجاوز الكثافة السكانية في سوريا 30 مرة ما هو عليه الأمر في ليبيا، وهو ما يزيد من احتمال إصابة المدنيين أثناء القصف، كما أن الجيش السوري أكبر بخمس مرات مقارنة بنظيره الليبي وأفضل تسليحاً، لاسيما فيما يتعلق بالدفاعات الجوية المهمة التي ستمثل تحدياً بالنسبة للطائرات الغربية، الأمر الذي يؤكده "جوشوا فوست"، الباحث في مركز مشروع الأمن الأميركي بواشنطن قائلا: "في ليبيا حققنا الكثير بمخاطر بسيطة، لكن سوريا تملك نظاماً متطوراً مضاداً للطائرات".

وبالإضافة إلى القدرات العسكرية السورية، هناك السياق الإقليمي المشحون، فالتدخل الليبي حصل في مناخ إقليمي هادئ، أما في سوريا، الحليفة الوثيقة لإيران التي بدورها تمول "حزب الله"، تتحول تدريجياً إلى ساحة للصراعات بالوكالة بين القوى الإقليمية، وهو ما يشير إليه "آرام نيرجوزيان"، المحلل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قائلاً: "إن أي تدخل دولي في سوريا سيزعزع الاستقرار في المنطقة". يضاف إلى ذلك النسيج الاجتماعي الأكثر تعقيداً في سوريا منه في ليبيا، فعلى غرار العراق الذي شهد نزوح الملايين من السنة والمسيحيين من مناطقهم خلال الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط صدام حسين، تحكم سوريا أقلية علوية تشكل نحو 12 في المئة من مجموع السكان. ويعتقد العديد من العلويين أن كسب الحرب مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم، وهم يخشون ردود فعل انتقامية من الأغلبية السنية. وهنا لابد من استدعاء فظاعات العراق ولبنان كمثال لما يمكن أن يحصل في سوريا، في حال اندلاع نزاع طائفي. لكن، وفيما احتفى الغرب بالثورات العربية كونها تمثل تحولاً نحو الديمقراطية تجادل موسكو بأن الثورات ستقود إلى زعزعة الاستقرار وسفك الدماء. غير أن روسيا، ورغم تشككها في التدخل الغربي بليبيا، إلا أنها امتنعت عن استخدام حق الفيتو في الحالة الليبية ولم تعترض على قرار مجلس الأمن الذي رخص لحماية المدنيين، لكنها في الوقت نفسه أحست بأنها خُدعت في ليبيا عندما فسر الغرب القرار الذي نص على حماية المدنيين بأنه ترخيص لشن حملة جوية واسعة على البلاد، وهو ما لا تريد موسكو أن يتكرر في الحالة السورية. ثم إن هناك أيضاً المصالح المادية التي تحرص عليها روسيا، فلو فُرض حظر على بيع الأسلحة لسوريا، كما يطالب الغرب، لخسرت روسيا ما قيمته خمسة مليارات دولار من مبيعات السلاح لدمشق. ويرى فوست أن استمرار روسيا في نقل السلاح إلى سوريا يمثل ضمانة ضد الغزو، لاسيما وأنه من ضمن تلك الأسلحة شحنة متطورة من صواريخ ياخونت800- P المضادة للسفن، وهي من أكثر الصواريخ المتطورة في العالم التي تنتجها روسيا وتمثل تهديداً حقيقياً للقوات البرمائية الغربية في حال قررت غزو سوريا من جهة البحر.

=================

سوريا داخل النفق المسدود

د. نقولا زيدان

المستقبل

18-2-2012

يبلغ الوضع السوري في أزمته ومأزقه الراهن ذروته حالة من التمزق ومراوحة أمام طريق مسدود غير قابلة للحل، ما تعبر عنه الصحافة العالمية بعبارة (imbroglio)، وتتشابك عناصر هذا المأزق في صراع هائل لا هوادة فيه وتتصاعد لتصبح شديدة التعقيد والتركيب وأزمة تؤرق العالم بأسره.

فمن جهة ما ورد على لسان وليد جنبلاط من كلام اسره اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "الأسد باق في السلطة طالما لافروق في السلطة" ومن جهة أخرى ما صدر من تصريحات على لسان كبار القادة العسكريين الروس ان انظمة تسليح جديدة روسية ومتطورة وخبراء عسكريين روس قد وصلوا الى سوريا، فمعنى ذلك حقاً اننا قد اصبحنا حيال ازمة عالمية.

سارع بشار الاسد لقطع الطريق على اجتماعات الجامعة العربية في12 شباط الجاري والذي انصب على مناقشة الأزمة السورية، بتسلم مسودة دستور جديد مزعوم لسوريا، حيث لم يعد حزب البعث هو الحزب الوحيد في البلاد ولا هو قائد الأمة الخ... أما من هي لجنة الاعداد والصياغة لهذا الدستور، فلم تصلنا اسماؤهم قط.. وما دام البعث في حالة مزرية من الافلاس اصبح باستطاعة الاسد الاعتماد نهائيا على الآلة العسكرية وأجهزة الأمن والمخابرات التي تعشش عملياً فيها فلول البعث، فأصبح بالامكان فصاعداً الاستغناء عن البعث.

هذا ولم تضرب الجامعة العربية ضربتها النهائية الموجعة القاصمة بحق النظام الفاشي في دمشق بعد. ذلك انه قبيل انعقاد مجلسي التعاون الخليجي ومجلس الجامعة نفسه، ساد اعتقاد تعززه التطورات المخيفة على الساحة السورية، ان ممثلي هذه الدول في غالبيتهم باستثناء مندوب لبنان الحامل وجهات النظر السورية بحرفيتها وممثل الجزائر الناقل لمصالح تحالف مخلفات حزب جبهة التحرير والعسكر هناك سيعلنون بموقف مدو اعترافهم بالمجلس الوطني السوري كممثل وحيد للشعب السوري. لكن أمام دهشة وسائل الاعلام والمراقبين الدوليين، ان شيئاً من هذا لم يحدث قط، فما زالت الجامعة العربية تترك للنظام السوري نافذة ضوء قد تشكل له فرصة للنجاة على قاعدة الحد من الأضرار.

تعمل الجامعة العربية على ثلاثة خطوط واضحة المسارات:

الأول: رفع مشروع القرار العربي الى هيئة الأمم المتحدة والذي ينص على اتخاذ قرار دولي بإدانة اعمال العنف وسفك الدماء من قبل النظام الحاكم في سوريا والعمل بكل الوسائل المتاحة لوقفها. وبديهي ان قرارا كهذا ليس سوى رسالة قوية للنظام السوري ولن ينجم عنه خطوات عملية قط. اللهم الا ما تردد حول احالة جرائم هذا النظام وأعمال الابادة الجماعية التي يمارسها الى محكمة الجنايات الدولية كما جرى في كوسوفو ودارفور.

الثاني: أصدرت الجامعة العربية قرارا بتجديد المبادرة العربية وارسالها مجدداً الى مجلس الامن مشفوعة بمشروع قرار ينص على ارسال بعثة مراقبين عرب ودوليين الى سوريا، على ان تكون بمواكبة عسكرية تضمن سلامتها وحرية حركتها، بل تشرف على وقف اطلاق النار.

الا ان مبادرة كهذه لا بد ان ترتبط ببروتوكول جديد يتم ابرامه مع نظام الأسد.

الثالث: مبادرة وزير خارجية تونس بالدعوة لعقد مؤتمر دولي لأصدقاء سوريا في 24 شباط تستضيفه تونس وتلعب فيه فرنسا دوراً محورياً.

الا ان ما كان متوقعا هو الذي حصل فقد سارع السفير السوري في القاهرة لينطق بلسان سيده، ان سوريا ترفض هذه القرارات جملة وتفصيلاً، فالنظام الاسدي المزداد شراسة ودموية بفعل الفيتو الروسي والصيني، يضاعف من تقصف المدن ودك الاحياء وارداء الأبرياء العزل،غير عابئ بالشعوب العربية ولا بالرأي العام العالمي. لا بل تردد ابواقه عندنا في لبنان احتمال القيام بمغامرة عسكرية عند حدودنا الجنوبية وفي آن معا جر لبنان الى حرب اهلية مدمرة مماثلة لتلك التي يغرق فيها النظام السوري اكثر فأكثر.

كل هذا يجري في الوقت الذي تدرس اسرائيل بدقة وعناية تداعيات شنها ضربة عسكرية لمفاعلات ايران النووية، التي ما زالت تحرص فيه على استمرار الهدوء على جبهتها الشمالية حيث يشكل نظام الأسد ضمانة استقرار لأمن اسرائيل.

=================

مع الثورة السورية فوق رؤوس الأشهاد

علي حماده

2012-02-18

النهار

أكثر العارفين بأن القوى الاستقلالية في لبنان لا تقوم بتسليح المعارضة السورية، ولا تحرضها على الاعمال العسكرية، بل هو السيد حسن نصرالله المتورط في قتل المدنيين السوريين العزل من درعا الى أدلب ومن اللاذقية الى أغلب وكامل مرورا بحمص وحماه والعاصمة دمشق. فشهادات المدنيين والعسكريين المنشقين والشبيحة التائبين تشير بوضوح تام الى مدى تورط الإيرانيين عبر حرسهم الثوري و"حزب الله " في قتل الناس في المدن و البلدات والقرى في اطار ما يسميه السيد نصرالله بالحلف الاستراتيجي مع النظام في سوريا. فمن يجتهد لساعات امام جمهوره لإيجاد أعذار "أخلاقية" لنظام يقتل الاطفال والنساء والرجال، وقد تجاوز عدد الشهداء السبعة آلاف، لن يتأخر كثيرا عن التورط في الدماء السورية. ولعل الأحقاد الكبيرة التي تتولّد لدى الشعب السوري ضد "حزب الله" تستمد جذورها من حقائق درامية مؤلمة ومخيفة يعيشها المواطن الساعي الى الحرية والكرامة. نستنتج مما تقدم ان كبير المتورطين بقتل سوريين هو أول العارفين بالحقيقة على الارض، ومفادها ان التظاهرات السلمية جرى اعتراضها بالرصاص الحي، وان النظام الذي أسسه حافظ الأسد وأورثه لابنه بشار لا يمكن الا ان يغرق بالدم اي حالة احتجاجية او ثورة مهما بلغت سلميتها.

لقد مارس السيد حسن نصر الله في حديثه المعادي للشعب السوري و تطلعاته أقصى التضليل والانحراف عن الحقيقة. بدا نصيرا للظالم والقاتل، لا بل وقف موقف العدو الحقيقي ليس للشعب سوري فحسب بل لكل الشعوب العربية من المحيط الى الخليج. كيف لا و قد أيد قتلة الاطفال بعدما تورط بدمائهم؟ يا سيد حسن، والله لقد خجل الإسرائيليون الصهاينة من بلوغ هذا الحد في التورط بقتل السوريين منذ سبعين عاما ونيف!

نقول هذا ونأسف حقيقة، وفي الوقت عينه نعتبر ان واجبنا الأخلاقي والسياسي والشرعي والتاريخي كلبنانيين وعرب يتمثل في مناصرة الثورة في سوريا باعتبارها ثورة حق ضد الظلم، وباعتبارها ثورة شعب أعزل ضد نظام ديكتاتوري دموي مافيوي فئوي وراثي فاسد وفاشل. قدرنا نحن أحرار لبنان واستقلاليوه ان نناصر الحق في وجه قتلة الأطفال في سوريا، وان نقول لقتلة الاستقلالين في لبنان كفى، أما اكتفيتم بما اقترفتموه بحق اللبنانيين حتى انتقلتم لتتورطوا في قتل أطفال ونساء سوريا وأحرارها ؟

ان لبنان الحرية هو معنى هذا الوطن ومن هذا المنطلق نقف بلا خجل ولا تردد مع الثورة السورية في وجه قتلة الأطفال الى ان تنتصر الحرية والكرامة... و سوف تنتصر حتما !

=================

المشهد السوري

السبت، 18 شباط 2012 00:08

كاظم عايش

السبيل

على وقع القذائف والقصف والأشلاء والدماء, وجثث الأطفال والشيوخ والنساء, واجتماعات مجلس الأمن والجامعة العربية, تجري الأمور في سوريا خارج الزمن والقانون والقيم والأخلاق, ويقف الكل عاجزين عن وقف المذبحة التي أصبحت مسؤولية أخلاقية وقانونية وسياسية, ويمارس الشبيحة والقتلة والمرتزقة وتجار الدماء لعبتهم القذرة أمام سمع العالم وبصره, غير عابئين بشيء, كأنّهم حصلوا على ضمانة بعدم المساءلة عما يقترفونه من الجرائم ضد الإنسانية, من أين جاء كل هذا الغثاء وكل هذا الصلف والاستهتار بالقيم الإنسانية والتحدي الصارخ للعالم الذي يدّعي التحضر والدفاع عن حقوق الإنسان؟!

القاعدة، وبعد غياب عن المشهد العالمي وقد ظننا أنّه سيطول، أطلّت علينا من جديد لتدلي بدلوها في الشأن السوري, ويتجاوب مع توجيهاتها فتاوى السلفية الجهادية بوجوب الجهاد على أرض الشام, وهي دعوة سيكون لها أثرا سياسيا لصالح النظام السوري الذي ما فتئ يتّهم الجهات الإرهابية بما يجري في سوريا, ويقدّم لها مبررات جديدة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري, بحجة مقاومة الإرهاب.

المجلس الوطني السوري يخوض معركة سياسية وإعلامية ليصل إلى قرار دولي لأجل التدخل الخارجي في سوريا لوقف حمام الدم وإنهاء حكم بشار الأسد, وليعطي أيضا ذريعة أخرى للنظام باستمرار البطش والقتل بحجة مقاومة المؤامرة الخارجية, مذكّرا بما جرى في العراق.

أما الجامعة العربية فلا تبدو عاجزة عن فعل شيء هذه المرة, فهي تتخذ من القرارات ما لا يخطر على بال من يعرف تاريخها, قوات عربية ودولية وقطع العلاقات الدبلوماسية وحصار سياسي واقتصادي, رغم أنّ مجازر النظام السوري في حماة عام 81 كانت أشد من هذه المرة ولم تحرّك جامعة العرب ساكنا يومها, ومن حق النظام السوري أن يسأل: ما عدا مما بدا؟ وقد تكون ردة فعل النظام على هذه القرارات المزيد من الجرائم, في حالة دفاع عن الوجود المستهدف بالاجتثاث.

أصدقاء سوريا, صيغة لتحالف دولي–عربي لا يختلف كثيرا عما جرى لأجل ليبيا, ولكنه هذه المرة يبدو عاجزا أمام الحلف الإيراني-الروسي المضاد, وأمام تمكُّن النظام السوري من المشهد الداخلي وسيطرته القوية على الجيش والأمن، وبالتالي فإنّ تعاظم شعوره بالخطر من مثل هذا التحالف سيدفعه لارتكاب المزيد من المجازر, ولا يبدو أنّ هذه الصيغ ستوقف حمام الدم السوري في المدى المنظور, ويعرف ذلك من يطّلع على حقيقة المشهد السوري وتورُّط النظام الطائفي في جرائم لم يعد قادرا على تحمل تبعاتها في حال سقوطه أو تخليه عن الحكم للمعارضة.

يحتاج الأمر إذا إلى تغيير الموقف الروسي والصيني بشأن الفيتو, كما يحتاج إلى وقف تدخل حزب الله وإيران في المشهد السوري, وقرار دولي جديد يسمح بتدخل عسكري لحماية الشعب السوري من المذبحة, وإلاّ فإنّ المنطقة ستشهد ردة فعل قد لا تحمد عقباها من عودة التطرف والعنف الذي لم يكن سمة الربيع العربي, بل كان الربيع العربي عاملا مهما في إبعاد شبحه عن المنطقة, وظهور موجة الاحتجاج السلمي الذي يحقق للشعوب ما تريد في إطار شرعي مقبول وغير مكلف.

إنّ ارتكاب المزيد من القتل في سوريا لا يعني أنّ النظام سينجو من السقوط, ولكنه يعني بالضرورة تراجع الربيع العربي وتباطؤ التغيير المنشود في المنطقة بسبب الكلف العالية التي يمكن أن تتوقعها الشعوب الساعية إلى التحرر, صحيح أنّ الشعوب في المحصلة لن تتراجع عن تقدمها نحو التحرر من الاستبداد والفساد والتسلط, ولكنها ستتردد حتما في خوض معارك مشابهة لما يحدث في سوريا, وستقارب تحركها بصيغة أقل دموية, وستستفيد من الوضع العربي الجديد في تقليل كلفة التغيير.

ولعل سؤالا يتردد الآن, هل كان بالإمكان تجنُّب ما جرى ويجري في سوريا من مجازر وجرائم وحمام دم؟

هل كانت كلفة التحرر من ظلم ذوي القربى أكبر من كلفة التحرر من الاستعمار الفرنسي؟ وهل كان حافظ يعني النظام الطائفي في سوريا حين قال:

ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحق

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

نعم كان بالإمكان لو لم يكن في سوريا لصوص حكم سطوا عليه في غفلة من الناس, وعاثوا في الأرض فسادا, لو لم تكن الطائفة هي الحاكمة لما جرى ما جرى, لولا الفساد الذي عمّ وطمّ على أيدي عصابة حاقدة, لتم تجنيب سوريا الكثير من المصائب.

الشعب السوري اليوم يدفع ضريبة السكوت على جرائم وفساد لصوص الحكم وسارقي إرادة الشعوب, الشعب السوري اليوم يغسل خطيئته بكثير من دماء أبنائه, وكان بالإمكان تجنُّب الكثير من هذا الثمن الباهظ, ولكن قدّر الله وما شاء الله فعل، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

=================

إسقاط النظام أم تفكيك الدولة؟

السبت, 18 فبراير 2012

مصطفى الزين

الحياة

على الطريقة الأميركية (كاو بوي) في شخصنة الصراع الدولي وشيطنة العدو، تسير الأمور في ما يتعلق بالنظام السوري. بدأت المسألة بمطالبة الرئيس بشار الأسد بالإسراع في تنفيذ إصلاحات، وهي تعرف أنه غير قادر على إنجازها بالسرعة المطلوبة، خصوصاً أنها لا تعني التحول إلى الديموقراطية وترك هذه اللعبة تفرز سياساتها الداخلية والخارجية. بل المطلوب منه تغيير تموضعه الجيو سياسي والالتحاق بمعسكر إقليمي ودولي يسعى إلى ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي من العراق، والوقوف في وجه طهران التي اعتبرت الانسحاب انتصاراً لها قرّبها من تحقيق حلمها بالتحول إلى قوة إقليمية كبرى.

الأسد الذي اعتبر نفسه شريكاً في إكراه الأميركيين على الانسحاب من العراق، وتباهى غير مسؤول في دمشق بمساعدة المقاومة العراقية وباحتضان أكثر من مليون لاجئ عراقي، رأى إلى انكفاء واشنطن فرصة لتمتين العلاقات مع طهران وبغداد، فرفض كل العروض التي قدمها إليه العرب (قطر) والأتراك وأصر على موقفه، معتبراً نفسه بعيداً عن رياح التغيير التي تضرب العالم العربي (مقابلة شهيرة مع «وول ستريت جورنال»). وترجم هذا الرفض في لبنان عندما ساهم حلفاؤه اللبنانيون في إقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، رافضين وساطة أردوغان وحمد بن جاسم اللذين زارا دمشق وبيروت للتوسط للحريري. عندها أيقن الطرفان أن الرئيس السوري لن يحيد عن موقفه، فبدأت مرحلة جديدة من الصراع دخلت فيه دول أخرى، عربية وغير عربية، تبنت المعارضة الخارجية واحتضنتها. معارضة لا يوحدها برنامج عمل ولا يجمع مكوناتها سوى الكراهية للنظام والاستعداد للانتقام لسنوات طويلة من التهميش والقمع.

الآن دخل الصراع على سورية مرحلة الخطر، خصوصاً بعدما اتضح لخصوم النظام وأعدائه، أنه لن يسقط بالضغط السياسي والاقتصادي، وبعدما فشل الرهان على انشقاقات كبيرة في المؤسستين السياسية والعسكرية، وفشلت محاولات كثيرة لثني روسيا والصين عن موقفهما. ولم يعد أمام دول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سوى العمل خارج إطار مجلس الأمن.

يرى الداعون إلى التحرك ضد النظام خارج أطر «المجتمع الدولي» أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة فقطعوا كل الجسور مع دمشق بصورتها الحالية، على أمل بأن يصوغوا صورتها الجديدة بعد إسقاط النظام. لم يعد مهماً لديهم أن يقدم الأسد أي تنازل (وصف الأميركيون دعوته إلى الاستفتاء على الدستور بأنها مثيرة للضحك)، فتداعوا إلى تشكيل تجمع اطلقوا عليه اسم «أصدقاء سورية» لشرعنة دعم المتمردين السوريين بكل الوسائل السياسية والمادية (إقرأ التسليح) على ما جاء في قرارات الجامعة العربية، من دون الاضطرار إلى شن حملة عسكرية، مستحيلة، من الخارج. أي أننا سنشهد عسكرة ما بقي من معارضة سلمية كانت تسعى إلى التخلص من النظام والمحافظة على الدولة.

تسليح وتدريب المتمردين ودعمهم سياسياً أيضاً سيزيد الانقسام المذهبي والطائفي في المجتمع السوري. وستكون الحرب سورية - سورية بالاسم. حرب لم يخطط لما بعدها. وقد علمتنا التجربتان العراقية والليبية أن عدم التخطيط لليوم التالي يعني إسقاط النظام والدولة معاً، وتقاسم مجموعات عرقية ومذهبية وقبلية السلطة. لكل منها مرجعيته التاريخية المتخلفة، ومرجعيته الخارجية المستعدة لمؤازرته كي يبقى على تخلفه وتبعيته.

=================

الحرب الأهلية.. بعد خراب «حمص»

عبد الله بن بجاد العتيبي

الشرق الاوسط

18-2-2012

صوّتت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الخميس الماضي على مشروع القرار الذي تقدّمت به المجموعة العربية بشأن الوضع في سوريا، وحصل القرار على أغلبية كبيرةٍ قاربت 137 صوتاً.

بهذا التصويت حصلت الدول العربية على دعمٍ سياسيٍ كبيرٍ وتأييد دوليٍ واسعٍ لرؤيتها لسبيل الحلّ للأزمة السورية المندلعة منذ عامٍ تقريباً، وهو ما يفتح المجال لأصدقاء سوريا حين يجتمعون في تونس لعمل المزيد من الجهد الفعّال والسريع لوقف حمّام الدمّ الجاري في سوريا.

أمران ثابتان منذ الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن تجاه سوريا: الأوّل: سرعة تصعيد النظام لعملياته ونوعيتها مع توسيع رقعتها الجغرافية. والثاني: بطء قرارت ومواقف مواجهتها من قبل الدول المؤيدة للشعب السوري كالدول العربية وتركيا والدول الغربية ومعها أكثر دول العالم.

مرّ عام 2011 غريباً في أحداثه وتطوّراته إن في نوعيّتها وإن في انتشارها، من زاوية معينة كان البعض يحكمه التفاؤل تجاه ما جرى ويجري في دول الاحتجاجات العربية وكان بعضٌ آخر يسيطر عليه التشاؤم، غير أنّ مما هو جديرٌ بالملاحظة أن كثيراً من المتشائمين كانوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا يؤيدونها بدوافعٍ متعددةٍ منها الرؤية السياسية والموقف السياسي تجاه نظام يرفع شعار المقاومة والممانعة الذي اتضح زيفه وينحاز لإيران كعدوٍ إقليمي للعرب ولدولهم ولشعوبهم.

التقت قناعات المتفائلين والمتشائمين على أن سوريا ستكون أفضل بدون نظام الأسد، ومع تصاعد الأزمة في الداخل السوري وأسلوب إدارة النظام للصراع عبر العنف والعنف فقط ازدادت هذه القناعات تماسكاً، خاصةً وأنّ النظام جعل جميع الخيارات السيئة والتخوّفات المنطقية التي لم يزل يطرحها المتشائمون خياراتٍ أفضل منه.

كان التخوّف الوحيد الذي يوازي في سوئه سوء نظام الأسد هو التخوّف من شبح «الحرب الأهلية« والآن، وبعد عامٍ من بداية الأزمة يبدو أنّ النظام كان لديه وعيٌ ما منذ البداية أو بعدها بقليلٍ أنّه يريد أخذ البلاد إلى أسوأ الخيارات الأخرى، أي خيار الحرب الأهلية بمعنى «عليّ وعلى أعدائي»، وأراد للجميع أن يتذكر المثل العربي الذي استشهد به مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشّار الجعفري «بعد خراب البصرة».

لم ينتبه الجعفري الذي يميل لاستخدام اللغة الأدبية في خطابه الديبلوماسي شعراً ونثراً وأمثالاً، ولم ينتبه النظام الأسدي في خطابه السياسي إلى أن الشعب السوري قرأ عن «خراب البصرة« كما قرأ عن «خراب مالطا« ولكنّه ذاكرته الحيّة تحدّثه عن خرابين تاريخيين هما أشدّ حضوراً في وعيه وتكوينه وأكثر التصاقاً به وبتاريخه القريب وحاضره المرعب وهما «خراب حماة« قبل عقودٍ ثلاثةٍ و«خراب حمص« الماثل للعيان، وهما خرابان صنعهما النظام عن سبق إصرارٍ وترصدٍ.

بعكس خطابه السياسي والإعلامي الذي يحذّر من الجماعات المسلّحة والإرهابية فإن النظام الأسدي يسعى على الأرض لخلق هذه الجماعات ويتمنّى وجودها، ولئن حذّر الجعفري في تعقيبه على مشروع القرار العربي في الأمم المتحدة من تفسير الفقرة التي تحدّثت عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للمعارضة من أنّها ستستخدم لتقديم دعمٍ لوجستي للجماعات الإرهابية فلربما كان يتحدّث بلغة المتمنّع الراغب.

كرّر المندوب السوري نفس مفردات خطاب النظام الأسدي حيث دعوى الجماعات الإرهابية التي لا يصدقه فيها أحدٌ، وأحسب أنّ روسيا والصين لولا مصالحهما لصرّحا بتكذيبه، كما أعاد استخدام «تصفية الحسابات« و«المؤامرة« من قبل الغرب وإسرائيل وبعض دول الخليج العربي بنفس المستوى، ولئن لم يصدقه أحدٌ في الأولى فلا أحسب أنّ أحداً سيصدّقه في الثانية.

وصف المندوب السوري القرار بأنّه متحيّز لا يمتّ لما يجري على الأرض في سوريا بصلةٍ، وما يجري على الأرض في سوريا يعرفه العالم أجمع فهو يراه بالصوت والصورة، بالزمان والمكان. نظامٌ يقتل شعبه وقوّات مسلحة تقصف المنازل وتنتشر في المدن والأحياء وتبيد المواطنين. والذي لا يمتّ لما يجري على الأرض في سوريا بصلةٍ هو حديث النظام ومندوبه عن استمرار الإصلاحات الكبرى في سوريا حيث التعددية والديموقراطية واستمرار الحوار الشامل واستمرار الدولة في حماية الشعب ومصالحه!

إنّ النظام الأسدي يشعر بوضوحٍ بأنّه غير مهدّدٍ بمصيرٍ مثل مصير ليبيا، بمعنى أنّه مطمئن لعدم إمكانية تدخلٍ عسكريٍ خارجيٍ لمنعه من قتل شعبه، حتى الآن على الأقلّ، ومن هنا فهو يعتقد أنّ تصعيده لعملياته العسكرية ضد المدنيين وزيادته لحجم البشاعة التي يتعامل بها مع مواطنيه ستساعده على هدفه في خلط الأوراق داخلياً وخارجياً، داخلياً فالمنطق يقول إنّ الاحتجاجات السلمية حين تواجه بالقوات المسلحة وعنف الدولة لن تصمد طويلاً في سلميّتها وستتحول إن عاجلاً أم آجلاً لحمل السلاح، ولو بعد عامٍ، وهو ما يريده النظام ليعود بدوره ويستخدم ذلك خارجياً في تأكيد منطقه القديم بوجود جماعاتٍ إرهابيةٍ مسلحةٍ كان له وحده الدور في إيجادها.

بعيداً عن ما يرغبه النظام وما يخشاه فإنّ على أصدقاء سوريا أن يجدوا طريقهم لإيقاف المذابح التي يتفنّن النظام في خلقها وابتكارها، وقطع الطريق عليه في دفع البلاد إلى حربٍ أهليةٍ تقارب في خطورتها خطورة بقائه.

ليس من غرض هذا المقال التحذير من تسليح الجيش السوري الحرّ الذي كان وجوده أثراً طبيعياً لعدم قدرة البشر على قتل أهلهم وذويهم عبر قواتٍ مسلحةٍ نظاميةٍ كما هي سياسة النظام، فربما كان هذا التوجّه هو الخيار الأخير لأصدقاء سوريا على قاعدة «آخر العلاج الكي»، ولكنّ غرضه هو محاولةٌ لفهم كيف يفكّر ويتحرّك نظامٌ كهذا النظام الاستثنائي في استهداف شعبه بكل ما يملكه من قوّة.

أخيراً، ليس جيداً لأي أحدٍ أن تصدق توقّعاته السيئة غير أنّ كاتب هذه السطور كتب قبل ثلاثة أشهرٍ في هذه الصحيفة (19 نوفمبر الماضي) عن خيارات النظام الأسدي ومنها «أن يختار نهاية عنيفةً داميةً تحرق الأخضر واليابس على طريقة خيار شمشون، ويأمل النظام من خلالها لا تدمير سوريا اليوم فحسب، بل ضمان استمرار النزاعات والدمار حتى بعد سقوطه الكامل».

=========================

المقاومة وسيلة وأداة وليست مشروع..!!

حسان القطب

الجمعة 17 شباط 2012

المصدر: موقع بيروت أوبزرفر

عام 1975 انتصرت دولة فيتنام وأعلنت وحدتها بعد خروج أخر القوات الأميركية من جنوب البلاد على أثر معارك طاحنة استمرت ما يقرب من 15 سنة، وذلك نتيجة المقاومة العنيفة التي أبداها الشعب الفيتنامي، والتضحيات الجسيمة التي قدمها، وحاز حينها بإعجاب واحترام العالم أجمع نتيجة شجاعته وتضحيته وصموده.. ولكن عقب انتهاء الحرب ونتيجة الشعور بالنصر والقدرة على هزيمة أية قوة عسكرية بعد خروج الولايات المتحدة خائبة من تلك الحرب اجتاحت فيتنام عام 1975، دولة لاوس المجاورة لتغيير نظام الحكم والهيمنة عليها، ثم اجتاحت كمبوديا عام 1978، للسبب عينه، وانخرطت فيتنام مع حليفة الأمس دولة الصين في صراع عسكري مرير انتهى بعد مدة وجيزة ولكن بعد أن سقط ضحايا كثر، واضطرت فيتنام في نهاية الأمر للخروج مهزومة من دولتي كمبوديا ولاوس، وتتفرغ بعدها لبناء مجتمعها المصاب المثخن بجراح الحرب العميقة، والعمل على إعادة النهوض باقتصادها وتامين لقمة العيش لشعبها..ولكن بعد أن خسرت وقتاً ثميناً كانت بحاجة إليه لترميم وبناء دولتها وبعد أن كسبت عداء الدول المجاورة والشعوب المحيطة بها نتيجة سوء تقدير سياساتها الخارجية من قبل قادتها المزهوين بالنصر.. ما نريد استنتاجه هنا هو أن بعض القوى ونتيجة خروجها من حربها أو معاركها منتصرة أو غير محبطة على الأقل، تبدأ في البحث عن ساحة صراع جديدة، وكأن الحرب مهنة لا تعرف سواها..والاحترام والتقدير الذي حظيت به هذه الجماعة أو الحزب أو الدولة في مرحلة معينة يتقلب إلى عداء بينها وبين جيرانها وحلفائها نتيجة ممارساتها العدائية.. لذلك أصاب تاريخ المقاومة الفيتنامية النسيان لأنها انتقلت من مرحلة مواجهة المعتدي لتمارس سلوك الاعتداء بنفسها على جيرانها، وما قاومته بكل جرأة واقتدار وعزم قامت بفرضه على دول مجاورة من ممارسات ظلمٍ وقهرٍ واحتلال....فواجهت فيتنام مقاومة شعب لاوس وكمبوديا ورد الفعل الصيني العنيف..

وهذا الخطأ وقع فيه حزب الله في لبنان، إذ بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب المحتل لم يحسن التحول أو ربما لم يملك القدرة على اتخاذ القرار بالتحول إلى العمل السياسي على الساحة اللبنانية، والحفاظ على الرصيد الطيب الذي اكتسبه كمقاومة في معارك التحرير والمواجهة مع المحتل الإسرائيلي..والإعجاب المحلي والعربي والدولي بمقاومة حزب الله تحولت إلى خوف وقلق لدى الجميع من نشاطات حزب الله ودوره السياسي والأمني في لبنان والمنطقة. كما بإمكاننا أن نلحظ أن الخلاف مع حزب الله سواء محلياً أو خارجياً لم يكن حول موضوع المقاومة ومفهومها وشرعيتها أو على طريقته وأسلوبه وشعاراته في المقاومة، بل على مواقفه السياسية وطموحاته الداخلية ودوره في العالم العربي والإسلامي وارتباطاته التي تخدم طموحات دولة إيران في العالم العربي والعالم الثالث....إذاً المقاومة هي ممارسة مشروعة وحق مكتسب لكل شعبٍ تتعرض أرضه أو دولته لاحتلال أو كرامته لسوء، فهي عملياً وفعلياً رد فعلٍ على سلوك عدائي يقوم به الغير.. ولذلك سميت مقاومة، وهي وسيلة وأداة لتنفيذ التحرير أو الخلاص أو الرد وليست هي غاية بحد ذاتها أو هدف أو مشروع.. ولكن مع الأسف يقوم قادة حزب الله بتعريف مقاومتهم على أنها مشروع..يحمل في طياته كما يبدو أهدافاً تتجاوز الرغبة في تحرير الأرض المحتلة بل تتجاوز قدراته ودوره مساحة الوطن والكيان اللبناني برمته بل وحتى العالم العربي والإسلامي، وذلك حين رأى وزير الزراعة في حكومة حزب الله حسين الحاج حسن:("أن هناك صراعاً بين مشروعين، مشروع المقاومة والممانعة ومشروع أميركا، ونحن ننظر إلى التطورات العربية على أنها جزء من مشروع الممانعة والمقاومة التي أسقطت حلفاء أميركا وإسرائيل).. هذا الكلام يفيد أن المقاومة هي مشروع بحد ذاته ولكن كيف نقرأ دور هذا المشروع على ساحة الكيان اللبناني..؟؟ هل هذا الكلام معناه أن لبنان هو ساحة صراع مفتوح حتى سقوط حلفاء أميركا، ثم من هم هؤلاء الحلفاء ومن يحددهم، وكيف يكون السقوط وشكله وطبيعته، أو أن الصراع سوف يستمر حتى يسقط النظام الأميركي مثلاً..؟؟ وهل الشعب اللبناني قادر على تحمل تبعات وكلفة ونتائج هذه المعارك والصراعات وإبقاء الساحة اللبنانية مفتوحة في خدمة صراعات لن تنته إلا بانتهاء أحد الفريقين.. وحتى نكون أكثر دقة لا بد من الإشارة إلى مواقف حزب الله التي تتجاوز الكيان اللبناني والرغبة في تحرير الأراضي المحتلة في تلال شبعا وكفرشوبا، وحيث تفيد هذه المواقف في نفس الوقت بأن لبنان ساحة نصرة ودعم لقوى يؤيدها حزب الله ويدعمها إعلامياً وربما مادياً:

- يؤكد حزب الله الرغبة في إسقاط حلفاء أميركا والداخل اللبناني، وحملة الاتهام لكل من يخالفه الرأي جاهزة وهنا يقول نواف الموسوي: ("المشكلة في لبنان، هي أن بعض من يحمل على المقاومة غير مستعد للتعايش معها، وهو يسعى إلى القضاء عليها من خلال التطورات الإقليمية، والرهان على سقوط النظام السوري، لأن هناك نزعة تكفيرية سياسية في لبنان، لا تعترف بالآخر المقاوم، وتنظر إليه نظرة إستئصالية انتحارية تضر بمن يحملها قبل غيره") هذا الكلام يستبطن اتهاماً وتهديداً في آن واحد بنفي القدرة على التعايش بين الفريقين، ومن يملك القدرة على الاستئصال هو من يملك السلاح والمشروع؟؟ ومن هو الذي يملك فكراً تكفيرياً سياسياً سوى من يعتبر انه وحده يملك الحقيقة والمصداقية وحرية التحرك والتحالف والانخراط في تحالفات إقليمية ودولية ويتجاوز القوانين والأعراف هو وجمهوره..ألا وهو حزب الله؟

- في كل مناسبة يعلن حزب الله دعمه لنظام سوريا الذي يواجه شعبه بالحديد والنار تماماً كما أيدت وسمحت لنفسها فيتنام بالتدخل في لاوس وكمبوديا فكسبت بذلك عداء الشعبين. ولتبرير هذا الموقف اعتبر نائب حزب الله محمد رعد: (أن "من يعترضون على أداء النظام وسياساته اليوم، لا يشكلون غالبية في الشعب السوري، وأن "المطلوب هو قطع الطريق بين إيران والمقاومة في لبنان مع سوريا"). فهو يريد سوريا وشعبها معبراً لحزبه، دون الالتفات لمصالح الشعب السوري وطموحاته ورغبته بالتحرر والعيش بكرامة..؟؟ وأظن هذا الموقف كافياً لاستعداء الشعب السوري..؟

- يدعم ويؤيد حزب الله الفريق الشيعي في البحرين بشكل مطلق واحد بياناته يقول: (إن استمرار مسلسل الإرهاب الذي يرتكبه النظام البحريني جريمة كبرى يتحمل مسؤوليتها كل من يقدم المساندة للنظام وكذلك كل من يصمت على هذه الجرائم ولا يتخذ الموقف المدين لها أو الإجراء الذي يوقفها، وأشار إلى أن على رأس هؤلاء يأتي المجتمع الدولي بحكوماته ومؤسساته وهيئاته المختلفة).

لقد نجح حزب الله في استعداء مكون أساسي في الداخل اللبناني وجعل الجميع دون استثناء ينكفئ إلى داخل طائفته، ليشعر بالحماية والأمان، فانقسم المجتمع اللبناني عامودياً وهذا ما دفع وليد جنبلاط للمطالبة باتفاق طائف جديد ولكن بين السنة والشيعة.. ونجح أيضا في استفزاز المملكة العربية السعودية بدعم شيعة القطيف والمنطقة الشرقية في المملكة ولو إعلامياً، وكذلك الشعب اليمني بتأييده للحوثيين بسبب انتمائهم المذهبي، ولم يتوانى عن مهاجمة دولة قطر وهي التي وقفت إلى جانبه مادياً وإعلامياً وسياسياً عقب حرب تموز/يوليو عام 2006، وهي راعية اتفاق الدوحة الذي حصل بموجبه على الثلث المعطل في الحكومة اللبنانية ليسقط حكومة الرئيس سعد الحريري فيما بعد..كما وقف إلى جانب ممارسات جيش المهدي وقوات بدر في العراق دون تردد، ويتجاهل حزب الله معاناة الأقليات في دولة إيران وخاصة عرب الأهواز والمواطنين البلوش والأكراد ويهاج إعلامه حركة الإخوان في مصر وتركيا وغيرها..ويقدم حزب الله إعلامه في لبنان للتهجم على الأنظمة العربية والإساءة للدول العربية والصديقة للبنان والعمل لخدمة التوجهات الإيرانية والسياسات التي تخدم الطموحات الإيرانية دون تردد لأن الدعم الإيراني يتجاوز في معناه وأهميته ودوره حجم قيمته دون شك..

هذا الواقع يؤكد أن حزب الله هو جزء من منظومة إقليمية، وان المقاومة شعار يخدم مشروع يتجاوز لبنان وكيان لبنان والأراضي المحتلة في لبنان، ولو سلمنا جدلاً أن فلسطين لا زالت ضمن هموم حزب الله فتأييد جزء من شعب البحرين وسائر الدول العربية لن يزيد القضية الفلسطينية قوة بل سيخدم مؤامرة تفكيك الأمة العربية والإسلامية وسيقضي على كل أمل بالتحرير والعودة التي يتمناها الشعب الفلسطيني..لذا يكون حزب الله في تركيبته وأدائه وممارساته وارتباطاته مشروع سلطة وتسلط وتورط في سياسات خارجية ودول مجاورة وليس أداة للمقاومة أو أن مقاومته هي فعلاً وسيلة للتحرير..

hasktb@hotmail.com

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ