ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

لسنا شهود زور في سوريا

راكان حبيب

الوطن السعودية

31-1-2012

كشفت هبات الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وسوريا عن حالة لافتة ومستفزة من العناد الصبياني تلبست رؤساء هذه الدول وأثارت في نفس الوقت استغراباً حول مدى خواء العقلية التي كانوا يديرون بها بلدانهم. فعلى عكس الطفل الصغير الذي يعيد حساباته عندما يرى أو يسمع تهديداً، لم يحاول أي أحد من رؤساء هذه الدول أن ( يحسبها صح ) ويستجيب لأول مطلب خرجت له شعوبهم. ومن أجل ذلك كلما زاد عناد هؤلاء، ارتفع سقف طلبات شعوبهم لسبب بسيط وهو أنهم لم يتحملوا الحاكم الذي يعاندهم ويطلق عليهم نيران مدافعه ويتعمد قتل الأطفال والنساء

في الحالة السورية تتكشف نتائج هذا العناد. فالرئيس بشار الأسد اليوم هو أشد ضعفاً وأصبح محاصراً عربياً ودولياً. وفي كل يوم تزداد وحشية جيشه وشبيحته للقتل، تزداد معه عزيمة السوريين على التخلص منه رغم أنه كان بإمكانه أن يتفادى كل ذلك منذ أول يوم بدأت فيه احتجاجات سكان مدينة درعا في مارس 2011 م . فلم يكتف العسكر بحصد أرواح المتظاهرين والزج بأفواج منهم في السجون بل تعمدوا إذلالهم والدعس على كرامتهم . وإمعاناً في ذلك قبضوا على ( الأطفال ) الأبرياء وألقوا بهم في السجون لأنهم تجرأوا على النظام وكتبوا كلمات الحرية على جدار المدارس وهذه التهمة تكفي هي الأخرى لفضح عقلية هذا النظام .

الوجه الثاني لنتائج هذا العناد هو خسارته للدول العربية التي هي الآن مجتمعة على كلمة واحدة تطلب من مجلس الأمن مساعدتها لإنهاء هذا النظام. فالمعروف أن جامعة الدول العربية تفكر عشرات المرات قبل التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة. ولذلك أعطت نظام الأسد الوقت الكافي للإصلاح، إلا أنه قابل ذلك بالعداء والشتم والتخوين لأعضائها. ورغم أنه كان بإمكانه قلب الأوراق باصطناع وقف آلة القتل أثناء عمل المراقبين العرب، إلا أنه تعمد زيادة عدد القتلى وزاد من حصار المدن والقرى ونشر المدرعات فيها أكثر مما كان عليه قبل عمل المراقبين.

ربما لا يحتاج الأمر إلى تحليل الخبراء ليفسروا لنا هذه العقلية التي تجرأت على التحكم في شعب عريق كالشعب السوري الذي عرف عنه الإباء والإقدام منذ الفتوحات الإسلامية وخلال مقاومته للاستعمار. فأقرب تفسير لهذا العناد هو عقلية ( البلطجة ) فهو يعتمد على شبيحة يندسون بين السكان الآمنين لذبحهم ويعتمد على شبيحة في الإعلام ليندسوا بين المفكرين ويعتمد على شبيحة في المؤتمرات ليشتموا الدول وممثليها . ولعل أقرب مثال على هذه البلطجة تهديده بحرق المنطقة ! وهو الذي ظل طوال 30 عاماً لم يطلق رصاصة واحدة في أرض الجولان المحتلة .

الآن أفاق العالم على أنه لم يعد بالإمكان تحمل مزيد من الوقت لنظام لا يريد إلا البلطجة على شعبه وعلى الدول العربية والمجتمع الدولي . ومن أجل ذلك جاء تصريح الأمير سعود الفيصل أننا لسنا شهود زور على مايحدث في سوريا ليضع الجامعة العربية أمام مسؤوليتها التاريخية لكي تتعامل بحسم مع نظام يقتل شعبه.

=================

فلتأخذ الجامعة العربية فرصتها

2012-01-31

الوطن السعودية

لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية يكون هناك شبه إجماع على الخوض في ملف شائك ومعقد، كالملف السوري. فالخطورة التي يستشعرها العرب كبيرة وخطيرة، والحلول ستكون جذرية، فإما أن تنجح المبادرة العربية التي صاغتها الجامعة، وإما أن تتجه الأمور إلى ما هو أسوأ بكثير، أقلها الذهاب إلى التدويل، أو لاسمح الله إلى حرب أهلية.

أفسحت الجامعة العربية الكثير من الوقت للنظام السوري لإثبات حسن نواياه، وفي كل مرة كان التلاعب على عامل الوقت، يأتي لصالح النظام، ووبالا على الشعب الذي قدم حتى الآن آلاف القتلى والجرحى، وآلاف اللاجئين الذين توزعوا على حدود كل من لبنان وتركيا والأردن، دون أية حماية تذكر من هذه الدول، ودون أية مساعدة من هيئات إنسانية كان لها دور في مناسبات وأحداث مماثلة.

اليوم، سيكون لمجلس الأمن كلمة، وحتى انعقاد المجلس سيكون للممثلين العرب في نيويورك نشاط بارز، إضافة إلى ممثلي النظام والمجلس السوري الانتقالي، أما النشاط الأبرز فسيكون بين مقري الوفدين الروسي والصيني، اللذين أمنا حتى اليوم الحماية الدولية للنظام السوري.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستبقى موسكو وبكين مصرتين على تقديم الدعم لنظام يسعى أشقاؤه إلى ردعه عن غيّه، أم أن العاصمتين الدائمتي العضوية في مجلس الأمن، ستخضعان لمنطق العقل العربي وتعملان مع المجموعة العربية المتمثلة في الجامعة العربية لحماية المدنيين المطالبين بالحدود الدنيا للمواطنة، والعيش بحرية وكرامة، وتحقيق الديموقراطية.

مبادرة الجامعة العربية، التي أعلنت في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة بتاريخ 22 الجاري، كانت سفينة النجاة للنظام وللشعب في آن، وكل الخشية أن يفوت النظام هذه الفرصة، كما فوت الفرص الكثيرة، ليلقي بسورية في مستقبل غامض.

=================

النظام السوري والفرص الضائعة

الراية

31-1-2012

بقلم :أحمد ذيبان (صحفي وكاتب أردني)

مشكلة النظام السوري أنه فقد مصداقيته، ولا أحد يثق بأقواله وأفعاله سوى حلفائه في إيران وحزب الله، وبعض المتحمسين له على خلفية ايدولوجية، فإذا أعلن عن قرار بالإفراج عن معتقلين يتم التشكيك على الفور بهذه الرواية قبل حتى التحقق من الخبر ، وإذا بثت وسائل الإعلام الرسمية صوراً لعملية الإفراج يقول المعارضون إن أجهزة الأمن ستسارع إلى اعتقال عدد منهم خلال ساعات قليلة!.

ومن الواضح ان سلوك النظام يحكمه مساران المكابرة والعناد، فهو لا يريد ان يرى حقيقة ما يجري على الارض، ولم يدرك استحالة استمرار الحكم بالعقلية الشمولية الأمنية، واحتكار السلطة تحت عنوان " الحزب القائد للدولة والمجتمع ، ولا يزال يراهن على لعبة تقطيع الوقت، لعل اليأس يصيب الثوار، ويعودون الى منازلهم محبطين بعد شلالات الدم التي تدفقت ،حتى الموقف الروسي المعارض لأي قرار دولي ضد النظام السوري، لا يمكن الرهان عليه، عندما تحسب موسكو الربح والخسارة في العلاقات مع واشنطن والغرب!.

وقضية اخرى جوهرية لم يفهمها النظام بعد، وهي ان احد تداعيات الأزمة تحالفه مع النظام الايراني الذي يعاني من حصار وعزلة دولية، في الوقت الذي يتزايد التوتر في منطقة الخليج العربي بسبب سلوكيات ايران الاستفزازية،ومحاولتها التدخل تحت عناوين طائفية ، بعد ان فرضت هيمنتها على" العراق الجديد"، فضلا عن كون طهران تتعرض لضغوط دولية متصاعدة على خلفية برنامجها النووي، وبالنتيجة اصبح هناك تداخل لافت بين أزمتي النظام السوري وحليفه الايراني، وذلك له تداعياته فيما يتعلق بالتحركات والاصطفافات الاقليمية والدولية الراهنة.

التي ابرز معالمها التحول الواضح في موقف الجامعة العربية، وتعميق التنسيق الخليجي مع تركيا ازاء قضايا المنطقة، بعد ان انتهجت انقرة مبكرا سياسة واضحة، في تأييد ثورات الربيع العربي، وبضمنها الثورة السورية، فانقلبت العلاقة بين دمشق وانقرة من الصداقة والتعاون المتميز الى التوتر والخصومة.

لا أحد يتوهم ان الجامعة العربية، تمتلك كل اليات التحرك اللازم لمعالجة الأزمات العربية الداخلية، فسجلها خلال العقود الماضية كان عنوانه العجز،بسبب عدم توفر الارادة السياسية لتفعيلها من قبل الحكومات الاعضاء، لكن انطلاق الربيع العربي بدا فرصة غير مسبوقة لاخراجها من غرفة الانعاش، وتنشيط الدورة الدموية في عروقها، فاتخذت مواقف متصاعدة بدت خجولة في الانحياز الى جانب مطالب ثورات وانتفاضات الشعوب ومطالبها في الحرية والاصلاح وانهاء عهد الاستبداد والفساد، لكن بعد سقوط النظامين التونسي والمصري صعدت الجامعة من مواقفها، كما حدث بالنسبة للثورتين الليبية والسورية.

قد يكون هناك مبالغة فيما تبثه وسائل الاعلام عن عمليات قتل وقمع مروعة يرتكبها النظام وأجهزته الأمنية، بسبب عدم السماح لوسائل الاعلام العربية والعالمية بتغطية الاحداث على الارض بحرية، والاعتماد على الاعلام الاجتماعي في نقل ما يحدث الى العالم، وهو فضاء مفتوح لا يمكن التحقق مئة بالمئة من دقته، وربما يدخل بعض أصحاب الأجندة الخاصة على الخط خاصة ان المعارضة السورية في الخارج والداخل غير موحدة ومتعددة المرجعيات ،لكن في كل الاحوال فإن هناك ثورة حقيقية غير مسبوقة لن تتراجع ،وان النظام سقط سياسيا واخلاقيا بسبب ما يرتكبه من جرائم بحق شعبه، وان التغيير اصبح حتميا لكن ما لم يتبلور حتى الان كيف سيكون التغيير؟.

سلوك النظام السبب الاساس في تعقيد الازمة، ولا يفيد في ذلك الاختباء خلف فزاعة المؤامرة الدولية،فعندما تكون عقلية ونهج النظام في الحكم من مخلفات الماضي ،وعندما تكون مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والمشاركة الفعلية في الحكم محقة، فإن الحديث عن مؤامرة يبدو نكتة سمجة، اما اعتبار الضغوط الخارجية على النظام، وتأييد القوى الإقليمية والدولية لمطالب الشعب السوري تدخلا في شأن داخلي فإن النظام هو الذي قاد الى هذه النتيجة.

الان وصل الملف الى مجلس الامن، بعد فشل النظام في التعاطي مع المبادرة العربية ،واعتبرها جزءا من "المؤامرة الدولية "، فهل يدرك النظام في "الخمس دقائق" الاخيرة ما تخبئه الايام المقبلة، ويجنب البلاد مخاطر الانزلاق الى المجهول وربما الحرب الاهلية، قد يصعب استنساخ النموذج اليمني فثمة فرق بين الحالتين، ورغم ان نظام علي عبد الله صالح له اخطاء عديدة، لا يمكن انكار وجود احزاب معارضة علنية في اليمن، وهناك انتخابات تعددية تجري منذ تسعينيات القرن الماضي ،اما في سوريا فالمعارضة الحقيقية مطاردة وتعمل من الخارج، وهناك معارضة صورية، ولا يوجد انتخابات حرة ونزيهة منذ خمسينيات القرن الماضي، واصبح الحكم يورث من الاب الى الابن، ولم لا يفكر النظام بإجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية تحت رقابة عربية ودولية، كمخرج أخير من عنق الزجاجة والنزول عن الشجرة، وتبدأ سوريا مرحلة تحول ديمقراطي حقيقي.؟.

=================

السوريون يريدون استعادة سوريا

الراية

31-1-2012

بقلم : خيرالله خيرالله (كاتب لبناني)

 ما يجري هذه الايّام في سوريا، مع دخول الثورة الشعبية شهرها الحادي عشر، يدل على ان الشعب السوري يسعى الى استعادة سوريا. كلّ ما في الامر ان هناك شعبا يريد العودة الى الحضن الدافئ لوطنه لا اكثر. يبدو الشعب السوري مصمّما على ذلك، على الرغم من كلّ التضحيات المتمثلة في سقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وعمليات التدمير المنظمة لمدن وقرى كما يحصل في حمص وحماة او دوما القريبة من دمشق.

المهمّ استعادة الوطن ولكن من دون حرب اهلية يسعى اليها النظام، حرب يمكن ان تهدد وحدة سوريا.

للمرّة الاولى منذ سنوات، اي منذ العام 1990، لدى الاحتلال العراقي للكويت في عهد صدّام حسين، تتخذ جامعة الدول العربية خطوات جريئة.

هذا عائد الى حد كبير الى وجود مجموعة من الدول العربية على استعداد لاخذ المبادرة بعيدا عن اي نوع من العقد. على رأس هذه العقد رفض الاستعانة بمجلس الامن بغية اتخاذ القرارات الواجب ان تتخذ. لو لم تكن هناك تغطية عربية حقيقية لثوار ليبيا وثورتها، لكان العقيد معمّر القذّافي لا يزال جاثما على صدور الليبيين.

 صحيح ان الوضع في ليبيا يمكن ان يتدهور في غياب اي مؤسسات وطنية قادرة على ضبطه. لكنّ الصحيح ايضا انه لم يكن هناك اي امل لليبيين بمستقبل افضل مع بقاء القذّافي في السلطة مهيمنا على كلّ ثروات البلد رافضا قيام اي مؤسسة من اي نوع كان باستثناء الاجهزة الامنية الموالية له والتي لا همّ لها سوى حمايته وحماية نظامه القائم على فكرة الغاء ليبيا والليبيين وتحويل هؤلاء شعبا جائعا في حاجة دائمة اليه.

يفترض في العرب جميعا الوقوف مع المبادرة التي أقرّتها الجامعة والهادفة الى اعادة سوريا الى السوريين ومساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته. لعلّ اخطر ما في الامر ان اي تراجع عربي من اي نوع كان وأي تراجع دولي في مجلس الامن سيصبان في ادخال سوريا في خضم حرب اهلية، حرب تدور حاليا على نار خفيفة.

هناك بوادر لحرب اهلية في سوريا. هذه حقيقة اولى لا يمكن تجاهلها. الحقيقة الاخرى ان الوسيلة الوحيدة للحؤول دون تلك الحرب سير العرب الى النهاية في مبادرتهم الهادفة الى تحقيق انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد العربي المهم. لا مخرج من حرب اهلية في سوريا من دون انتقال سلمي للسلطة يضمن عودة سوريا الى السوريين بعد تسعة واربعين عاما من الذلّ والحكم الفردي افقرا البلد وجعلا افضل السوريين يرحلون عن سوريا.

ما يشجع على التفاؤل بمستقبل سوريا البيان الاخير الصادر عن "المجلس الوطني" السوري الذي يحدد مستقبل طبيعة العلاقة مع لبنان. هناك بيان يحرر السوريين للمرة الاولى من عقدة لبنان ويؤكد ان العلاقة بين البلدين الجارين المستقل كلّ منهما عن الآخر هي علاقة بين متساويين وليس بين بلد يمتلك حق الوصاية على بلد آخر.

 ما لم يقله البيان التاريخي الصادر عن المعارضة السورية ان ازدهار دمشق من ازدهار بيروت وان ازدهار بيروت من ازدهار دمشق وانه ليس صحيحا ان تدمير بيروت يمكن ان يؤدي الى انتقال الثقل الاقتصادي والسياسي الى دمشق.

ان مثل هذا التفكير الذي كان رائده الرئيس الراحل حافظ الاسد كان وراء خراب لبنان وخراب سوريا في آن. تكمن مشكلة الرئيس بشّار الاسد في انه لم يستطع الخروج عن هذه المدرسة فكرّر اخطاء والده في عالم لم يعد يتحمّل مثل هذا النوع من الاخطاء القاتلة.

ما لم يقله بيان المعارضة السورية ايضا ان العلاقات الطبيعية بين سوريا ولبنان تمثل رفضا للوصاية الايرانية على سوريا كما ستساعد لبنان من الخروج من الوصاية الايرانية التي تحاول الميليشيا المسلحة المسماة "حزب الله" فرضها على الوطن الصغير.

ابعد من استعادة السوريين لوطنهم، هناك استعادة العرب لسوريا. سوريا بلد مهمّ. لكن هذا البلد لا يمكن ان يبني اهميته على سياسة تقوم على الابتزاز ولا شيء آخر غير الابتزاز. هناك لعبة سياسية انتهت. طالت هذه اللعبة اكثر بكثير مما يجب. جاء وقت لم يعد امام العرب سوى قول كلمتهم. فحوى الكلمة ان المصلحة تقضي بتفادي حرب اهلية ذات طابع مذهبي في سوريا وان ليس في الامكان تفادي مثل هذه الحرب من دون انتقال سلمي للسلطة.

آن أوان قول العرب بالفم الملآن انهم ما زالوا موجودين على خريطة الشرق الاوسط وانهم سيساعدون السوريين على استعادة سوريا!

=================

زيادة الضغوط على النظام السوري

رأي الراية

الراية

31-1-2012

تشكل المبادرة العربية بشأن الأزمة في سورية التي ستعرض على مجلس الأمن الدولي الثلاثاء للمطالبة بدعمها وتبنيها دوليا فرصة حقيقية لخروج سورية من النفق المظلم الذي دخلته بسبب تعنت النظام السوري ورفضه الإصغاء لصوت الشعب المطالب بالحرية والتغيير.

لقد خسر النظام السوري -بسبب مماطلته وتبنيه نظرية المؤامرة التي لا يزال أركان النظام يصرون عليها- معظم حلفائه وأصدقائه وأصبح معزولاً دولياً وتفرض على رموزه عقوبات سياسية واقتصادية.

إن دعوة المبادرة العربية لوقف العنف وسفك الدماء في سورية لتوفير الأجواء المناسبة لبدء حوار سياسي جاد من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود سورية في المرحلة الانتقالية إلى حين اختيار الشعب السوري من يحكمه تعد السبيل الوحيد الآن للحفاظ على مستقبل سورية ووحدتها وهويتها.

إن التحدي الذي تخوضه الجامعة العربية التي تقوم بواجبها في إطار مناصرتها لقضايا الشعوب العربية ومطالبها بالحرية والديمقراطية يتمثل في إقناع المجتمع الدولي بتبني المبادرة والضغط على النظام السوري لتطبيقها خشية انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية بدأت تلوح ملامحها في العديد من المدن والبلدات السورية.

الشعب السوري الذي يواجه بصدور عارية رصاص النظام ودباباته يحتاج من المجتمع الدولي أن ينحاز إلى مبادئ حقوق الإنسان وحقه بالعيش بحرية وكرامة وأن تتوقف سياسة الكيل بمكيالين بسبب المصالح الدولية.

إن تبني مجلس الأمن الدولي للمبادرة العربية ودعمها يعني سحب البساط من تحت أقدام النظام في سورية واكتمال طوق العزلة حوله ما يشكل عامل ضغط حقيقيا يمكن أن يدفعه إلى التفكير بوقف استخدام العنف في مواجهة الاحتجاجات الشعبية ووقف القتل للرد على المطالبة بالحرية خاصة في ظل الارتفاع الكبير في ظاهرة انشقاق الجنود السوريين بسبب رفضهم لأوامر إطلاق النار على المواطنين السوريين والتحاقهم بالجيش الحر وهو ما ينبئ بمقدمات انهيار الجيش السوري وتفككه.

المحزن والمؤلم في المأساة السورية أن رصاص الجندي السوري يوجه للمواطن السوري كما يوجه لرفيق السلاح السوري الذي انحاز إلى جانب الشعب ورفض وصفة النظام القاتلة وأيد المطالب الشعبية، فهذا الدم العربي المسال في سورية بسبب عقلية النظام وتحجره دم غال على كل عربي يؤمن بحق الشعوب في الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية.

=================

بازار «حلب» و«شاه» دمشق!!

يوسف الكويليت

الرياض

31-1-2012

 تتحرك حلب، فيسقط أي نظام في دمشق، هكذا هو المشهد المعروف زمن الانقلابات السورية، فالعاصمة الاقتصادية هي المحرك الأساسي لنبض دمشق، ولعل ادعاءات السلطة أن المدينتين الكبيرتين هما مع النظام، وأن حشد المليونيات في تأييده يأتي تلقائياً من قلب الشارع، هو ما أخفته الأيام الماضية وانكشف من خلال حصار المدينة بالدبابات وإدخال «الشبيحة» لأحيائها ومحيطها القروي..

حلب وتجارها الذين تعرضوا للوم والانتقاد إلى حد التجريم من قبل الشعب السوري الثائر يعلمون أن هذه المدينة ليست في حالة سبات أو استسلام، بل إن (البازار) الحلبي يعيدنا لذكريات البازار الإيراني الذي أسقط الشاه رغم التحالف بينهما بحدود روابط المصلحة، لكن عندما يتحرك الشعب تتحدد الخيارات بالانحياز له، ولذلك كان التضامن بين العاصمتين التجارية والسياسية..

غوطة دمشق الشرقية، وأريافها التي تشهد قصفاً بالأسلحة الثقيلة والطائرات تعيدنا لسيرة المدن والقرى التي محتها الحروب الكبرى، أو المتوسطة مثل «لينينغراد» ولندن، وبرلين وغيرها، وحديثاً «خُرم شهر الإيرانية» و«غروزني الشيشانية» وألحق بها مدن سورية وقراها من قبل بشار الأسد، وهي الظاهرة التي ستعجل برحيل النظام ليس من باب الآمال الكاذبة بل من باب الحقائق التي تتحرك على الأرض، وتفترض هذه النهايات..

فأمس الأول ظهرت لأول مرة أحزمة من الحرس الجمهوري والأمن تنتشر حول القصر الجمهوري والمطار والمواقع الحساسة في دمشق، ما أثار التكهنات بأن حدثاً غير طبيعي جرى في العاصمة، ولعل الجيش الحر الذي بدأ يأخذ حجم القوة المضادة، وضع السلطة أمام تحولات لا تريد حتى وصول أخبارها للأقربين من النظام، لكن الأمور أصبحت تقرأ بحقائقها، وهنا أصبح النظام يأخذ اتجاه الإبادة الشاملة، وهي حالة اليأس والانتحار من عناصر أصبحت تقيس الأيام بديلاً عن الأشهر، والساعات عن الأيام، والرعب المصاحب للانتقام حدث مع القذافي و«شاوشيسكو» وكل جبابرة الدكتاتوريات الشمولية، وهو ما يقرر مصير السلطة السورية لاحقاً..

يبقى الموقف العربي الذي سقطت منه الحلول الدبلوماسية، وكل المحاولات الفاشلة، أن يدعم بشكل مباشر، وبدون تردد أو مواربة، عناصر مقاومة النظام بالإمكانات المادية والعسكرية ليضطر عسكر بشار إلى الهروب وبيع الأسلحة، والخروج من قبضة السلطة، وهي سياسات نجحت في ليبيا، وقد تتكرر في سورية، لأن الدعم المباشر هو الوسيلة الناجحة، وأي تقصير سيقوّي النظام، وحلفاءه الإيرانيين والروس، والذين يحاربون معه لأن القبول بإفلاس عسكري إلى جانب الخسارة الدبلوماسية يعني تعريضهما لسخط عربي بدأت بوادره تظهر على السطح، وهو الرهان الذي وصل حد الغباء في مقايضة خاسرة أصلاً..

دمشق وحلب هما المعادلة الصعبة أمام الحكم، فكل منهما قاعدة هائلة اقتصادياً وأمنياً، وبالتالي مجرد انحيازهما للثوار، يعني الاهتزاز ثم السقوط، وبشار الأسد الذي اختار المجابهة على الإصلاح، هو من يُغرق نظامه بالضربات المتتالية، وأهمها على الإطلاق تمرد العاصمتين الكبيرتين..

=================

سوريا: التعريب في متاهة التدويل

تاريخ النشر: الثلاثاء 31 يناير 2012

عبد الوهاب بدرخان

الاتحاد

السر الشائع عنوانه استعصاء الحل في سوريا، ومضمونه أن الحل يكون عسكرياً أو لا يكون، بمعزل عمن يؤيد أو يعارض التدخل العسكري الخارجي. ورغم مرور أحد عشر شهراً على انتفاضة الشعب السوري لم يطرح في أي مناسبة خيار دولي مشابه لما كان في ليبيا، لأسباب كثيرة، معقدة ومتداخلة، لم تعد مجهولة، ولعل أهمها أن الانتفاضة لم تتمكن من "تحرير" منطقة يمكن اتخاذها منطلقاً إما لفرض وضع دولي باعتبارها "منطقة آمنة" أو لفرض حظر جوي.

السر الشائع الآخر أن المعنيين بالأزمة السورية في الخارج يعلنون جميعاً أنهم يريدون تجنب اندلاع حرب أهلية طويلة، لكنهم انتظروا ارتسام ملامح هذه الحرب وجبهاتها على الأرض ولا يجدون سبلاً أخرى حالياً إلا تقديم المساعدة لمنع النظام السوري من الإجهاز على الانتفاضة بسلسلة مجازر كبيرة، طالما أنه مطمئن ومتيقن بأن أي تدخل خارجي لن يزعجه.

وفيما لعبت الأطراف المتعاطفة مع الشعب، عربية وغير عربية، لعبة عدم التدخل تسهيلاً للحلول السياسية، كانت الأطراف المؤيدة للنظام (روسيا وإيران) ولا تزال تدعم حلّه الأمني الدموي كوسيلة لفرض حله السياسي.

صحيح أن "عدم التدخل" لم يحل دون عزل النظام ومواجهته بعقوبات ظهر مفعولها بتراجع اقتصادي حاد وبداية انهيار العملة، إلا أن تدفق السلاح الروسي وأموال الحليف الإيراني مكّنت النظام وتمكنه من الصمود والإصرار بل البدء بمرحلة تصعيد جديدة للعنف.

جرى تقديم مبادرات الجامعة العربية على أنها "تعريب" للحل في سوريا، وكل محاولات عرض الأزمة في مجلس الأمن على أنها "تدويل".

وقبلت دمشق "التعريب" على أنه وسيلة لقطع الطريق على التدويل، لكنها لم تسم مواقف روسيا والصين إلى جانبها باعتبارها "تدويلاً"، رغم أنها وظّفت "تدويلها" الخاص لتقنين "التعريب" واحتوائه، وبالتالي لجعله هو الآخر في صف النظام، غير آبهة بتسخيف مهمة المراقبين العرب، ثم خلصت إلى اتهام المسعى العربي بأنه وجود وسيلة لاستدراج "التدويل" الآخر، الذي ترفضه وتعتبره "مؤامرة"، مع علمها أن عنف النظام هو الذي استدرج كل أنواع التدويل والتعريب.

استخدم النظام السوري مهمة المراقبين لتظهير واقع أن العنف لم يعد يصدر من جانبه وحده، ولتبرير التصعيد الذي باشره وكان الخطاب الأخير للرئيس السوري مخصصاً للإعلان عنه. ذاك أن النظام استنكر على أبناء شعبه أن يدافعوا عن أنفسهم بعدما أمضوا شهوراً عدة راضخين للقتل الذي يصيبهم وحدهم. ليس معلوماً إذا كان في الإمكان مواصلة المراقبين عملهم بعد تجميده، إذ أدى وجودهم ومنذ لحظته الأولى إلى تغيير قواعد المواجهة على الأرض.

كان المطلوب، والمتوقع، أن يوقف النظام العنف ويسحب الآليات ويطلق المعتقلين، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن يزداد التظاهر السلمي، وهو ما أراد النظام منعه، لذا زاد منسوب العنف وقابله العنف المضاد، فانكشف الوضع على واقع أن ثمة مناطق خرجت فعلياً عن سيطرة النظام.

طرحت الجامعة العربية خريطة طريق لحل سياسي، لكن دمشق رفضتها لأنها تنطوي على "نقل سلمي" للسلطة وعلى صيغة لتنحي الرئيس لمصلحة نائبه. وبعد الرفض، أصبحت الجامعة العربية مضطرة لتدويل مبادرتها.

وفي الوقت الذي بدأ مجلس الأمن مداولات لتبني مبادرتها، راح الوضع على الأرض يسوء أكثر فأكثر، وفجأة صار مصطلح "الطائفية" أكثر تداولاً لتوصيف القتل والهجمات والمواجهات، بل لوحظ أن رئيس بعثة المراقبين حذر من انزلاق الوضع إلى "صراع طائفي".

ورغم أن "الطائفية" كانت في خلفية الأذهان، ولم يستسهل أحد تحمل مسؤولية دفعها إلى التداول السياسي والإعلامي، ولا حتى "شهود العيان"، إلا أن قفزها إلى الأفواه يبدو مقصوداً. فالنظام يريد إعطاء تصعيده الحالي مهمة "حماية الأقليات" في مواجهة "حماية المدنيين" التي ستكون في خلفية أي قرار لمجلس الأمن، إذا لم تضع روسيا حاجز "الفيتو" أمامه.

في الآونة الأخيرة تكثّف التي هي بين سوريا النظام وروسيا الكريملن إلى حد أن الدولة العظمى سابقاً صارت تعتمد مواقف تُذكّر بتقلبات الدول المارقة. فمن التأييد العلني غير المتحفظ للمبادرة العربية انقلبت موسكو إلى معارضة هذه المبادرة، رغم أنها بنت الحل السياسي على مقترح "سيناريو نائب الرئيس"، الذي كان الروس طرحوه أولاً، ثم أنها استبعدت مبدئياً وعملياً أي تدخل عسكري أو عقوبات، وربطت حلها المقترح بحوار بين السلطة والمعارضة. لكن موسكو المنطلقة أساساً من رفض أي حل ما لبثت أن وجدت الثغرة، فهي لا تؤيد أي حل يقوم على تنحي بشار الأسد، رغم علمها أن بقاءه لم يعد مجدياً لمعالجة الأزمة أو لقيادة أي حل سياسي. ثمة من اقترح أن يفاوض عرب الجامعة موسكو قبل الذهاب إلى مجلس الأمن، لكن من قال إن الروس مستعدون للتفاوض مع العرب. إنهم يفاوضون الأميركيين حالياً، ومن الواضح أنهم لم يتوصلوا بعد إلى الصفقة المنشودة.

=================

"ممر آمن"... للأسد وبوتين؟!

راجح الخوري

2012-01-31

النهار

لا شيء يوازي التصعيد العسكري في سوريا إلا العراقيل السياسية التي تواجه "المبادرة العربية" والمشاريع المطروحة على مجلس الأمن. وهذا يعني المزيد من القتلى والدم الآن، مع بدء مرحلة "الحل الأمني مطلب جماهيري" كما أعلن وليد المعلم و"حق الدفاع عن النفس" كما ردت المعارضة.

تبدو حظوظ مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن معدومة تقريباً لأن الدعوة إلى المفاوضات بين النظام والمعارضة وإبداء الاستعداد لاستضافتها في موسكو، لم تعد تتلاءم مع حجم الدماء وأعداد الضحايا وهو ما يدفع المعارضة إلى الإصرار نهائياً على إسقاط الأسد ونظامه. في المقابل تصطدم "المبادرة العربية" في مجلس الأمن ايضاً بالفيتو الروسي. ولهذا صار مطلوبا الآن التأمل في التعديلات التي يجب إدخالها سواء على تلك المبادرة أو على المشروع الروسي.

وإذا كانت المعارضة تبحث عن ممرات آمنة لحماية المدنيين، فإن هذه الممرات الآمنة مطلوبة أيضاً من "المبادرة العربية" كما من المشروع الروسي. في كلام أوضح "المبادرة اليمنية" تركت ممراً آمناً لعلي عبد الله صالح وجماعته، ومثل هذا الممر لم يترك لبشار الأسد وجماعته بما كان سيساعد على إضعافه حتى عند جماعته. وفي كلام واضح أيضاً تقاتل روسيا بضراوة دفاعاً عن الأسد ونظامه ليس حباً به، بل لأنها لم تضمن بعد وجود ممرات آمنة لاستمرار مصالحها في سوريا وهي آخر مواقع نفوذها في المنطقة.

وموسكو تعاني أزمة حقيقية لأنها لا تملك أي فكرة عن صباح اليوم التالي إذا استيقظت لتجد ان سوريا من دون بشار الأسد وان عليها أن تبدأ تفكيك معداتها في طرطوس، وهو أمر لم يخطر لها في أسوأ كوابيسها. لقد حاولت استكشاف المستقبل عندما التقى سيرغي لافروف وفد المجلس الوطني السوري، بعدما كان دميتري ميدفيديف قد أعلن "إن على الأسد قبول الحوار مع المعارضة وتنفيذ الإصلاحات أو الرحيل"، وهو أمر لم يكن بعيداً عن تلميحات فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى باريس: "إن الفيتو الروسي ليس لتبرئة النظام السوري"!

موسكو لا تريد أن تكرر في سوريا خطأها الغبي في ليبيا، لكنها تستدرج العروض في بازار سياسي على الدم في سوريا. هي تعرف جيداً أن نظام الأسد لا يمكن أن يستمر، لكنها لن تترك آخر مواقعها الاستراتيجية في المنطقة من دون جائزة ترضية، تساعد بوتين على القول للناخبين غداً إننا لا نزال دولة كبرى.

أمام كل هذا لا ندري ما إذا كانت الديبلوماسية تستطيع ان تتوصل إلى خلطة من "المبادرة العربية" والمشروع الروسي بهدف إيجاد ممر آمن لخروج الأسد، بما قد يمهد للتخلي الروسي عن "متراس الفيتو"!

=================

أمام سوريا: الحل العربي أو الحرب المذهبية

سركيس نعوم

2012-01-31

النهار

الرئيس السوري بشار الاسد وعائلته صارا في حكم المنتهين في رأي عدد من المسؤولين الاميركيين استناداً الى متابعين من واشنطن لمواقف ادارة الرئيس باراك اوباما من الأزمة السورية الخطيرة وتداعياتها الاقليمية والدولية. ولا يعني ذلك في رأيهم انهياراً سريعاً، بل يعني فقداناً للقوة والهيبة في الداخل والخارج وانطلاقاً في "قتال تراجعي" سياسي وأمني وعسكري في آن واحد مع الثوار الذين انتقلوا الى المقاومة المسلحة من دون التخلي عن التظاهرات السلمية. ومن أسباب الرأي المذكور اعلاه بدء موجة انشقاق عن الجيش والمؤسسات الامنية من عناصر تنتمي الى المكوّن الشعبي الذي ينتمي اليه الرئيس الاسد وعائلته والذي اتهمه المكوّن "الأكثري" للشعب السوري بحكم البلاد بالقوة وبالسيطرة على مواردها وعلى قرارها. ومن أسبابه ايضاً ان الرئيس الاسد لم يعد يسيطر على عدد من مدن بلاده كما على عدد من ضواحي المدن الكبرى التي تحولت بدورها مدناً.

كيف تنظر الادارة الاميركية الى المبادرة الاخيرة لجامعة الدول العربية التي قدمتها الى الرئيس السوري باعتبارها حلاً لازمته مع شعبه؟ تعتبر الادارة المذكورة، يجيب المتابعون انفسهم، المبادرة العربية الاخيرة حلاً وسطاً، وهي تأمل في ان تلقى قبولاً من روسيا الاتحادية وذلك كي يصبح تطبيقها وتنفيذ مضمونها ممكناً. فهي اطلقت حلاً عربياً، وفتحت له في الوقت نفسه ابواب مجلس الامن الدولي الذي طلبت منه العمل على تنفيذه في حال رفضته القيادة السياسية السورية العليا. وقبول روسيا له يساعد في اقناع الاخيرة به. أما إذا تعذر هذا الاقناع فانه يسهّل توصّل مجلس الامن الى قرار من دون فيتو، اجماعي او اكثري، يتضمن طريقة تنفيذ الحل العربي وادواته. وتعتبر الادارة الاميركية ايضاً ان مبادرة الجامعة العربية يُفترض ان تطمئن "حزب البعث" السوري "القائد" للامة وفقاً للمادة الثامنة من دستور النظام الحاكم منذ عام 1970. وهذا امر مطلوب على رغم اقتناعها وغالبية الشعب السوري وكثيرين من العرب انه ترهّل وصار غير فاعل، وتحوّل غطاء لممارسات فرد وعائلته ول"العصبية" الشعبية التي ينتمي اليها. ذلك ان اعضاءه وهم بالملايين يَعتَبر قسم كبير منهم ان النظام لم يعد بعثياً، وان ممارساته لم يكن فيها شيء من البعث، وانه دفعهم غصباً عنهم الى اصطفافات طائفية ومذهبية كانت نامت عندهم، وكان يُفترض في حزبهم ان يلغي "والى الابد" تأثيراتها السلبية. فضلاً عن ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي اقترحت المبادرة العربية ان يتولى صلاحيات الرئاسة انتقالياً، ينتمي حزبياً الى البعث، ومذهبياً الى غالبية الثائرين على النظام، ومناطقياً الى مدينة درعا التي شهدت اول قمع دموي بالغ القسوة من قوات الاسد. ومن شأن ذلك ربما دفع الثوار الى قبوله وإن لمرحلة موقتة. طبعاً لا تزال الادارة الاميركية تشعر بالقلق بسبب اخفاق المعارضين للنظام السوري في تحقيق امور عدة ابرزها اثنان. الاول، عجز المعارضة السورية عن التخلص من الانقسامات وعن إقامة وحدة حقيقية بين اطرافها، هي احوج ما تكون اليها في المرحلة الراهنة بالذات. وقد بدأ يسبب ذلك شيئاً من الاحباط في واشنطن. اما الثاني، فهو إما انتفاء رغبة المعارضة كلها، وخصوصاً غالبيتها المعروفة الانتماء السياسي – الديني وتالياً المذهبي، في "الوصول" الى الاقليات السورية، سواء التي منها حاكمة او الاخرى المتحالفة معها او المحمية منها، وتالياً في طمأنتها الى مصيرها ودورها الفاعل ومواطنيتها الكاملة في النظام الجديد بعد انتصار الثورة.

في اختصار، يقول المتابعون الاميركيون انفسهم، ان دماء كثيرة قد سالت. ووقفها الآن يتوقف على تنفيذ المبادرة العربية، في رأي ادارة اوباما وكل حلفائه الاقليميين والدوليين. فاذا استمر الاسد وعائلته وحزبه و"شعبه" في رفض التسوية (Compromise) فان بلاده ستدخل حرباً بين الاديان والمذاهب، وسيشترك فيها مقاتلون متطوعون غير سوريين سيتدفقون على سوريا من كل انحاء المنطقة وسيتوزعون كل على "فريقه". والتدفق هذا للمتطوعين كما للاسلحة قد بدأ يشق طريقه. ويمكن ان تصبح سوريا ساحة قتال مثلما كان لبنان بين 1975 و1990.

هل ينزلق لبنان الى هذا النوع من العنف؟

المتابعون الاميركيون لا يعتبرون ذلك حتمياً على رغم ارادة قلة لبنانية التورط في ما يجري داخل سوريا، إذ ان غالبية "زعمائه" لا تمتلك ارادة كهذه. الا طبعاً اذا "فُرِض" عليها التورط.

=================

هل ثمة حقيقة ضائعة في سوريا؟!

ياسر الزعاترة

الدستور

31-1-2012

تحدث بعض الإعلاميين المرافقين لبعثة المراقبين العرب عن تحيز في نقل الأخبار تمارسه بعض وسائل الإعلام، ما يفرض سؤالا كبيرا حول قدرة ذلك الانحياز (بفرض وجوده) على إخفاء الحقيقة الأساسية الماثلة أمام الأعين.

قبل أسابيع كتبنا مقالا بعنوان "مراقبون تحت الرقابة" يلخص بؤس فكرة المراقبين العرب والجريمة المسبقة التي تمت بحق الشعب السوري يوم وافقت الجامعة على أن يعمل أولئك المراقبون وفق "البروتوكول" المعدل تحت رقابة الدولة السورية، أو أجهزة المخابرات بتعبير أدق.

منذ تلك اللحظة كان طبيعيا أن يرى المراقبون ما يريد النظام لهم أن يروه، فهو يحملهم إلى حيث يكون قد رتب الأمور لصالحه، ومن العبث الاعتقاد أن نظاما مدججا بأقوى أدوات الأمن، وينتشر مخبروه في شرايين البلد بطوله وعرضه، بما في ذلك معسكرات الجيش السوري الحر، وداخل التنسيقيات ذاتها، من العبث أن الاعتقاد بأن نظاما كهذا سيسمح لأولئك المراقبين بمشاهدة ما يمكن أن يصب في صالح أعدائه.

إنها حكاية لا تختلف عن زيارات مندوبي الصليب الأحمر للسجون والمعتقلات في العالم الثالث، تلك التي تتم في موعد محدد يجري فيه إعداد السجون للزيارة والتأكيد على احترام القائمين عليها لحقوق الإنسان.

ولكن دعونا من ذلك كله، وحدثونا بالله عليكم عن "الحقيقة الضائعة" في سوريا اليوم.

لنفترض أن عدد القتلى هو ثلاثة آلاف، وليس ستة آلاف، ولنفترض أن عدد المعتقلين هو عشرة آلاف وليس عشرين أو خمسين، وأن النظام قد أفرج عن الجزء الأكبر منهم (يستطيع أن يعيد اعتقالهم في أي وقت). هل يغير ذلك في الحقيقة شيئا؟!

هل يغير ذلك في حقيقة المشهد الماثل أمام أعين الناس وخلاصته أن هناك شعبا ثائرا في وجه نظام دموي، بينما يستند الأخير في بقائه إلى جيشه وأجهزته الأمنية، إضافة إلى دعم بعض الأقليات والفئات التي ترى مصلحتها في وجوده، والتي لا تغير في حقيقة أن غالبية الشعب لم تعد تريده؟!

هل هناك عاقل يشكك في هذه الحقيقة؟! وإذا كان أكبر حليف للنظام (السيد نصر الله) يعترف بأنه يستند إلى دعم 6 ملايين سوري (يبقى 19 مليونا)، فهل ثمة حقيقة أخرى تبدو ضائعة بعد ذلك؟!

ستقولون إن هناك عملا مسلحا من قبل بعض فئات المعارضة، وهذا شيء صحيح، لكن الصحيح أيضا أن شيئا من ذلك لم يكن موجودا قبل شهور، والأهم أن بروز ذلك العمل المسلح إنما يعود إلى أن قطاعا من الناس قد فقدوا إيمانهم بجدوى الاحتجاج السلمي في ظل استمرار آلة القتل، فضلا عن فرار عناصر من الجيش وتشكيلها جيشا آخر (الجيش السوري الحر). لكن ذلك كله لا يغير في حقيقة أن غالبية فعاليات الشارع هي فعاليات سلمية تواجه بالرصاص الذي كان من المستحيل إطلاقه أمام أعين المراقبين العرب.

ولعلنا نسأل هنا: هل كان بوسع المراقبين أن يؤمنوا اعتصاما حرا، أو مجرد مهرجان في ساحة الأمويين أو العباسيين، يستطيع الناس أن يصلوا إليه ويعودوا آمنين؟! ليتهم فعلوا ذلك مرة واحدة وشاهدوا بأم أعينهم تدفق الملايين على نحو يفوق قدرة الميدان على الاستيعاب. وقد لاحظ الجميع كيف انتشر الجيش في ساحات دمشق خلال الأيام الماضية خشية تدفق الناس إليها بعد وصول الاشتباكات مع المسلحين المنشقين إلى ريف العاصمة.

مثير للقهر أن يجري الحديث عن وجه آخر للصورة تخفيه وسائل الإعلام، لاسيما أن ذلك الوجه تظهره وسائل إعلام النظام بشكل أكثر تزويرا بألف مرة من التزوير المزعوم في وسائل الإعلام الأخرى. وما على المتحدثين باسم بعثة المراقبة العتيدة سوى مشاهدة فضائيات الدنيا والإخبارية السورية والعالم والمنار ومن لف لفها ليتأكدوا من ذلك.

ليس ثمة حقيقة ضائعة في سوريا أيها الناس، لأن كل العقلاء يعرفون أن هناك شعبا ثار على جلاديه بعد عقود من القمع، وأن الرد عليه كان بالرصاص الحي، وأسماء الشهداء موجودة ومعروفة، ويمكن فرز من كان منها من عناصر جيش النظام، ومن كان من الناس العاديين، وأي تفاصيل أخرى ليست ذات أهمية، لأن الشعب سيواصل ثورته وينتصر فيها مهما كانت المواقف، وأيا تكن نصوص التقارير، متجاوزين بالطبع من حكَّموا ضميرهم، وشاهدوا الحقيقة بعين البصيرة أكثر من عين البصر كما هو حال الجزائري أنور مالك الذي تحدث عن وصول الرقابة على المراقبين حد تصويره عاريا في الحمام!!

لذلك كله ينبغي تثمين القرار العربي بتجميد عمل بعثة المراقبين بعد أن أصبحت شاهد زور على ما يجري، فضلا عن تصاعد أعداد الشهداء منذ قدومها الميمون، ومنهم الكثير من الأطفال والنساء (هل يحمل هؤلاء السلاح أيضا؟!).

=================

سورية وما بعد الفيتو الروسي

عبد الباري عطوان

2012-01-30

القدس العربي

يبدأ مجلس الأمن الدولي اليوم مناقشة مشروع القرار العربي الذي يطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي عن الحكم، وتسليم صلاحياته لنائبه السيد فاروق الشرع، تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في غضون بضعة اشهر.

الدول الاوروبية تدعم المبادرة العربية، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما يفسر توجه وزيري خارجية بريطانيا (وليم هيغ) وفرنسا (آلان جوبيه) الى الامم المتحدة لدعم صدور قرار عن مجلس الامن يتبنى هذه المبادرة، ويسرع برحيل رأس النظام السوري.

فرص نجاح هذه المساعي العربية الغربية تبدو محدودة للغاية، ان لم تكن معدومة، خاصة بعد اعلان وزير الخارجية الروسي معارضته لها، وتهديده باستخدام حق النقض 'الفيتو' لاحباطها.

نستطيع ان نتكهن بما يمكن ان يفعله النظام السوري في الايام والاسابيع المقبلة، في حال فشل مشروع تدويل الأزمة، ولكننا لا نستطيع ان نتنبأ بما يمكن ان تفعله الجامعة العربية التي ظلت تهدد بهذا التدويل طوال الاشهر الماضية، باعتباره الطلقة الاخيرة في جعبتها.

من الواضح ان الاقتراح بإرسال قوات عربية الى سورية لحماية المدنيين من النزيف الدموي اليومي، قد وصل الى طريق مسدود، لأنه لم يلق اي حماس من اي من الدول الاعضاء، الخليجية منها خاصة، كما ان اقدام الدول الغربية على ارسال قوات الى سورية، او اقامة مناطق حظر جوي، على غرار ما حدث في ليبيا، ليس مطروحا بسبب تعقيدات الملف السوري، الداخلية منها والاقليمية، واستيعاب الدول الغربية دروس التدخل في افغانستان والعراق، بل وليبيا نفسها بالنظر الى ما يحدث في الاخيرة من فوضى على الارض وعودة شبح الحرب الاهلية القبلية والمناطقية، بسبب ضعف الحكومة المركزية، وانعدام الأمن في ظل سيطرة الميليشيات المتناحرة.

التطور الأبرز الذي يمكن ان تتبناه الدول العربية هو تآكل سيطرة النظام على اطراف البلاد، وريف كل من دمشق وحلب على وجه الخصوص، بفعل العمليات العسكرية للجيش السوري الحر، وبعض الجماعات المسلحة الاخرى، التي حملت السلاح دفاعا عن المدنيين من هجمات الامن والجيش. ولا نبالغ اذا قلنا ان دولا عربية تقف بقوة خلف عمليات تهريب السلاح والمقاتلين، فانسحاب قوات الجيش من منطقة الزبداني وسيطرة الجيش الحر عليها عائد بالدرجة الاولى الى كونها قريبة من الحدود اللبنانية، ومحاذية للمناطق التابعة لتكتل الرابع عشر من آذار بزعامة السيد سعد الحريري، العدو الاول لسورية في لبنان.

النظام السوري تعرض لهزة كبرى بخسارته لريف دمشق، ونجاح بعض معارضيه بنقل المعركة الى ابواب العاصمة، وبما ادى الى اغلاق الطريق المؤدي الى المطار وتعطيل جزئي للملاحة الجوية فيه،لما يمكن ان يترتب على هذه الخسارة من انتكاسات نفسية في صفوف مؤيديه، فالقادمون من سورية يتحدثون، ولأول مرة، عن حالة قلق كبرى تسود العاصمة وسكانها.

' ' '

وفي الاطار نفسه يمكن الاشارة الى ان تخلي حلفاء دمشق الفلسطينيين عنها، مثل قادة حركة 'حماس' وعلى رأسهم السيد خالد مشعل الذي يمضي معظم اوقاته خارج سورية، ويبحث عن بدائل اخرى للاقامة مثل الاردن ومصر وقطر، يسحب ورقة مهمة من النظام في مثل هذا الوقت الحرج من تاريخه.

هناك طوقان للنجاة يعتمد عليهما النظام السوري حاليا، الاول هو الدعم الروسي في الامم المتحدة المتمثل في 'الفيتو' لمنع اي عقوبات اقتصادية دولية، او صدور قرار بتدخل عسكري يؤدي الى اسقاطه، والثاني هو ايران، التي ذكرت قيادتها بأنها ترتبط بهذا النظام بمعاهدة دفاع مشترك.

لا نعرف حدود الالتزام الروسي بالوقوف في الخندق الرسمي السوري على الصعيدين الزمني والعسكري، ولكننا نستطيع ان نستنتج بأنه التزام قوي حتى الآن، لان القيادة الروسية خسرت الكثير من مصداقيتها في المنطقة بعد تخليها عن حلفائها العرب مثل الزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين، وقد لا تريد ان تخسر ما تبقى منها، اللهم الا اذا حصلت على عروض تعويضية لا يمكن رفضها، مالية واستراتيجية، منفردة او مجتمعة.

الجامعة العربية تعاملت بازدراء مع روسيا، عندما تجاهلتها كليا في مساعيها من اجل تدويل الأزمة، فربما كان من الاذكى والاكثر حكمة، لو ان السيد نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية، الذي حمل المبادرة الى مجلس الامن، توقف في موسكو، وشرح مبادرته للروس ولو من قبيل الاعلام بالأمر، ولكنه للأسف لم يفعل، وهو تصرف غير دبلوماسي على الاطلاق.

السيناريوهات المتوقعة بعد فشل التدويل شبه المحتم، ربما تكون مرعبة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لان المرحلة المقبلة هي مرحلة 'كسر عظم'، لان كل الاطراف المتورطة فيها، من هذا الجانب او ذاك، لا تريدها، اي الأزمة، ان تطول، ولذلك تسعى الى الحسم مهما كانت التكاليف.

الدول العربية، وبعد القاء المملكة العربية السعودية بكل ثقلها خلف المعارضة، واصرارها على اطاحة النظام، ستلجأ حتما الى التصعيد ودعم الجيش السوري الحر عسكريا وماديا، متشجعة بما حققه رجاله من مكاسب في ريف دمشق وحمص ومنطقة ادلب، وربما تذهب الى ما هو ابعد من ذلك، اي اقامة مناطق عازلة في ريف دمشق، او قرب الحدود السورية الاردنية، والسورية التركية.

' ' '

النظام في سورية الذي خسر الكثير من هيبته بارتخاء قبضته الحديدية في ريف دمشق ومناطق اخرى، قد يلجأ الى تصعيد هجماته الدموية، لاستعادة هذه الهيبة، واستخدام اسلحة ثقيلة وصواريخ وربما طائرات حربية، مما سيؤدي الى وقوع مجازر بشرية ضخمة، خاصة ان اعداد القتلى في صفوف قوات الجيش والامن الرسمية في تصاعد ملحوظ بفعل مواجهات الايام والاسابيع الاخيرة.

ولعل التطور الاكثر خطورة هو ما اشار اليه السيد عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السابق، اي احتمال تمزيق سورية، فالاكراد، او الغالبية من قياداتهم يتطلعون حاليا الى اقامة كيان خاص بهم في شمالي سورية، على غرار نظرائهم في العراق، ويستغلون ضعف الجانبين الحكومة والمعارضة، لتحقيق هذا المكسب الاقليمي، وهذا ما يفسر وقوفهم او معظمهم على الحياد، انتظارا لهدوء غبار الأزمة، وظهور الطرف المنتصر لمساومته او حتى ابتزازه، لأن المنتصر سيكون منهكا غير قادر على املاء شروطه. وكان السيد خدام نفسه اشار الى تكديس اسلحة في المناطق العلوية في الشمال كمقدمة للانفصال.

يظل العامل الايراني على درجة كبيرة من الاهمية، وربما اكثر تأثيرا من نظيره الروسي، فالقيادة الايرانية تدرك ان الدعم العربي الغربي للثورة السورية المطالبة بالتغيير الديمقراطي، وهي ثورة مشروعة، يعود الى رفض النظام السوري كل الاغراءات المالية، والضغوط السياسية، للابتعاد عنها، اي ايران، وحرمانها من اي غطاء عربي، بحيث تكون الحرب القادمة والمتوقعة معها تحت عنوان تدمير برامجها وطموحاتها النووية، هي حرب بين العرب والفرس، او بين السنة العرب والشيعة الايرانيين وحلفائهم في العراق ودمشق ولبنان.

بعض السوريين، ومؤيدو المعارضة الذين اكتووا بظلم النظام وتوحشه على مدى اربعين عاما على الاقل، يريدوننا ان نرسم صورة وردية، ونبتعد عن مخاطبة العقل بالتحليل المنطقي، الى دغدغة المشاعر والعواطف بكلمات تشتم النظام، وتكرر شعارات المنتفضين الشجعان في الداخل من ابناء البلد الذين يواجهون الموت بصدورهم العامرة بالايمان، ولكن بعد عشرة اشهر من الانتفاضة وصمود الشعب السوري، وتقديمه اكثر من ستة آلاف انسان سقطوا برصاص الحلول الامنية، نؤكد بان المستقبل السوري مفتوح على كل الاحتمالات، ومعظمها دموي ومؤلم للأسف الشديد.

=================

السلاح والربيع السوري

الإثنين, 30 يناير 2012

محيي الدين عيسو *

الحياة

لم يتوانَ النظام السوريّ، منذ بداية الثورة، عن الترويج عبر إعلامه المشكوك بصدقيّته ومهنيّته، لفكرة العصابات المسلحة التي تقتل وتروّع المواطنين، فكان هذا الترويج مدخلاً لاجتياح المدن المنتفضة، وقصف البشر والحجر فيها، ما هدّد ويُهدد السلمَ الأهلي لدولة متعدّدة الطوائف والقوميات. لذا، فإن الانجرار إلى ردّات الفعل العنفية هو مطلب من أطلق الرصاص على هتافات السلمية.

اللاعنف، التسامح، السلم الأهلي، مفاهيمُ لا بدّ من تفعيلها في الحياة العامة، خصوصاً في هذه المرحلة من الربيع السوري المُنجز داخلياً وخارجياً، والذي يحتاج فقط إلى نفس أكثر سلميةً لإنجاز المهمة، التي طالما حَلمَ بها السوريون، لإنهاء الاستبداد الموغل والمتغلغل في جميع أركان الدولة.

بوادر التحوّل من السلمية إلى التسلّح بدأت تتلامح على السطح رويداً رويداً، كذا فإنّ صورة حمل السلاح من قبل طالبي الحرّية ستترك كبير أثر على الأجيال المقبلة، وليس من المبالغة وصفها بأنها مقبرة الثورة، مع عدم إغفالنا بأن مردّ ذلك التحوّل ناجم عن قمع وحشيّ لنظام تسلّطيّ يدرك جيداً بأنه المنتصر من حمل السلاح مهما كانت المبررات والدوافع.

أن يقال إنّ الحرية آتية من فوهة البندقية لهو انتحار سياسي، وضيق فكري من قبل مروّجي فكرة السلاح، وستكلف الربيع السوري دماً واقتصاداً، فالجار اللبنانيّ بتكوينه ومكوناته شبيه للواقع السوري، وسلمه الأهلي مهدّد بأي لحظة، وفق موازين قوّة السلاح التي يملكها طرف هو خارج شرعية الدولة.

نقول إنّ الثورة السورية التي تستمدّ شرعيتها من إرادة سلمية صلبة يجب أن لا تستكين لإرادة القتل وردات فعله، كذا إن الربيع السوري سيستمرّ، وحلم السوريين في بناء دولة مدنية ديموقراطية يجب أن لا يشوبه أي عنف بالسلاح، فالملاحظ في المشهد السوري المنتفض سلمياً المشاركة النسوية الواسعة، إلا أنّ الاحتكام لفكرة السلاح سيؤدّي بالضرورة إلى غياب العنصر الأنثوي عن المشهد العام، وسيطرة الذكور الملتحين ذوي العقيدة الجهادية العنفية على الساحة العامة، وبالتالي تهديد العلمانيّة ومدنيّة الدولة المنشودة.

غنيّ عن القول إنّ السلمية هي حارسة مرمى الثورة وفق تجارب الآخرين ممّن استخدموا اللاعنف للوصول إلى مبتغاهم الثوري، وبنوا على أساسها دولاً ترسخت فيها قيم التسامح، مقارنة مع الدول التي ذهبت إلى فكرة السلاح لتحرير أوطانها، فما زال الدم فيها مسالاً والاقتصاد منهاراً.

النظام السوري بسلوكه الأمنيّ الأرعن يؤول إلى الزوال بالإرادة السلمية لا بإرادة السلاح، فإعادة بناء الدولة الوطنية، وترميم النسيج الاجتماعي بعد ثورة مسلحة يصبح ضرباً من الخيال، ويحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة التلاحم الاجتماعي، لصعوبة تحديد الحدود الفاصلة بين النظام وبعض مكونات المجتمع السوري.

الثورة السوريّة على مفترق طرق، وكلّها خطيرة جدّاً... السلميّة صمّام أمانها، السلاح نزع لمسمار أمانها.

* كاتب وصحافي سوري

=================

«القاعدة» وعملياتها في سورية!

الثلاثاء, 31 يناير 2012

فايز سارة *

الحياة

هل باتت سورية مسرحاً لعمليات «القاعدة» او هي مرشحة بالفعل لتصير كذلك؟ هذا هو السؤال المطروح اليوم في سورية في ضوء جملة من التطورات الداخلية والخارجية وتفاعلاتها، والتي يمكن ان تكشف بالفعل اذا كانت سورية بعد نحو احد عشر شهراً على بدء ازمتها تتجه لتكون ميداناً لعمليات «القاعدة».

الأساس في امكانية بدء «القاعدة» عمليات لها في سورية، يتمثل في توافر بيئة عامة، وهي بيئة العنف المسلح، وهذه البيئة بدأت بالظهور مع اول طلقات رصاص الاجهزة الامنية التي قابلت المتظاهرين السوريين في درعا اواسط آذار (مارس) الماضي، ثم ما لبثت بيئة العنف المسلح، ان امتدت الى مدن وقرى في انحاء البلاد بما فيها العاصمة دمشق، حيث صار اطلاق الرصاص والقنابل وقذائف المدرعات والمدفعية وحتى التفجيرات بين الامور اليومية والمألوفة، مما يعني ان سماع انفجارات وطلقات ناتجة من عمليات «القاعدة»، سيكون امراً مماثلاً لما تحدثه الانفجارات والطلقات الاخرى، وستكون النتائج متماثلة ايضاً، وهي سقوط ضحايا ووقوع خسائر مادية اخرى.

وإضافة الى البيئة العامة، فإن ثمة معطيات خاصة ومحلية الطابع، تعزز فكرة بدء «القاعدة» عملياتها في سورية، وفي هذا السياق، جاءت اعلانات سورية مكررة نسبت بعض الاعمال التفجيرية والمسلحة في البلاد لل «قاعدة»، وهي ادعاءات لم تؤكدها «القاعدة»، ولم تقم بنفيها في الوقت ذاته، الامر الذي ترك الباب مفتوحاً لتأكيد او نفي وجود «القاعدة» وعملياتها.

غير ان اهم المؤشرات، التي تتعلق بوجود وعمليات «القاعدة» في سورية، تتمثل في اعلان التنظيم بدء عملياته، وهو ما لم يتم الاعلان عنه بعد، لكن ثمة اشارات بهذا الصدد، لعل الاهم فيها تمثله تصريحات الشيخ عمر بكري الاسلامي الذي طردته السلطات البريطانية قبل نحو سبع سنوات الى لبنان بقوله: إن جماعات مسلمة سلفية متشددة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الغرباء التي يتزعمها «مستعدة لتقديم المساعدة إلى أشقائها المسلمين في سورية من خلال شن حملة من الهجمات الانتحارية».

وعلى رغم ان هذه المؤشرات تكفي للقول ان سورية يمكن ان تكون مسرحاً لعمليات «القاعدة»، فانه لا يمكن التسليم بذلك، والامر في هذا يتصل بمعطيات تتعلق بسورية ايضاً ولعل اهم هذه المعطيات، يندرج في ثلاث نقاط اساسية:

اولى النقاط واهمها، تتركز في السياسة الامنية التي طبقتها السلطات هناك على مدى العقود الاخيرة، وقد ركزت على امرين اثنين، اولهما اتباع سياسة متشددة ضد كل الجماعات السلفية والجهادية وضمنها «القاعدة» والتأكيد على منع تمركزها ونشاطها في سورية وعلى هذا الاساس تمت مواجهة انشطة السلفيين والجهاديين بالعمل على تفكيك جماعاتهم وتوقيف قيادات وافراد تلك الجماعات حيث ظهروا. والثاني التساهل مع نشاط الجماعات السلفية والجهادية ومنها «القاعدة»، طالما كانت اهدافها المرور باتجاه محيط سورية، وقد بدت الاخيرة معبراً للذاهبين الى العراق والى لبنان في احيان اخرى، وقد تكررت الاتهامات للسلطات السورية وبخاصة من قبل العراقيين حول مساندة نشاطات الجماعات السلفية والجهادية بمن فيهم «القاعدة» في العراق.

والنقطة الثانية، انه رغم التدين العام، فان سورية لا توفر بيئة مناسبة للتطرف الديني الذي يولد السلفيين والجهاديين ممن يذهبون الى القاعدة واخواتها، بل ان القلة من الافراد الذين يتبنون هذا الاتجاه، لايستقرون فيها، انما يرحلون في الغالب نحو بلدان اخرى على نحو ماكان الذهاب سابقا الى افغانستان ولبنان والعراق، وفيها اهم المسارح الرئيسية لعمليات القاعدة واخواتها ومقر تنظيماتها.

اما النقطة الثالثة والأهم، فهي موقف السوريين ولا سيما الحراك السوري الذي يعارض توجهات «القاعدة» وسياستها من الناحيتين السياسية والعملية، حيث تبنت الثورة السورية هدف التغيير نحو دولة ديموقراطية مدنية توفر العدل والعدالة والمساواة لكل مواطنيها، واختارت السلمية طريقاً للتغيير، ولا تبدل ميول العسكرة والتسلح التي يجري الكلام عنها من محتويات وتوجهات الثورة السورية، التي تتعارض وفكرة الدولة الدينية التي تسعى اليها «القاعدة» عبر ايمانها بالعنف طريقاً الى هدفها في اقامة الدولة الاسلامية.

ان الحقائق الاساسية التي تحيط بسورية، تشير الى انها لن تكون مسرحاً لعمليات واسعة تشنها «القاعدة» في هذا البلد، غير انه ما من ضمانة لعدم قيام جهات ما بعمليات تتماثل في المحتوى والاسلوب بعمليات «القاعدة» ونسبها الى الاخيرة للدلالة على تصاعد التطرف في سورية بعد ان كثرت الاحاديث الرسمية السورية في الاشهر العشرة الماضية عن تطرف ومتطرفين وارهابيين وسلفيين وتكفيريين وجماعات مسلحة، وهذا لا يمنع من قول ان «القاعدة» حاضرة في قلب هؤلاء، وقد قيل كل هذا الكلام قبل اشهر في سورية، لكنه لا يعني عملياً ان «القاعدة» هناك، وان عملياتها بدأت او انها ستبدأ بالظهور!

* كاتب سوري

=================

تبلور الوجهة السورية

الثلاثاء, 31 يناير 2012

حازم صاغيّة

الحياة

الحسم الأمني السوري تتنافس قلةُ حظه وكثرةُ دمويته. القتل يتزايد بوتيرة عالية جداً، لكن الاشتباكات مع «الجيش الحر» تصل إلى طريق المطار. دمشق وحلب صارتا في قلب المعمعة، والقصر الجمهوري نفسه لم يعد يحظى بالأمن الكامل. الانشقاقات عن الجيش الرسمي تتوالى وتتكاثر، في ظل توالي وتكاثر قتْل أهلهم وتدمير قراهم وبلداتهم. ضباط كبار هم من «عظام رقبة» النظام تَرِدُ أنباء عن انشقاقهم. عدوى الانتفاضات تتوسع وتكتسب رقع أرض جديدة.

فوق هذا، ثبت للمرة الألف أن عمليات إعادة احتلال المدن والبلدات ليست بالردع النافع، فما إن تنتهي العملية العسكرية حتى تعيد الانتفاضة رفع أعلامها على المدينة والبلدة المعنيتين. رأينا ذلك في غير مكان على الخريطة السورية التي تتعاظم مساحة انسحاب السلطة منها.

الطريق الداخلي المسدود يفاقم انسدادَه الوضعُ الاقتصادي، ومرآته حال الليرة السورية اليوم. وهذا ما يدفع وسيدفع فئات مترددة إلى أن تحسم موقفها حيال نظام لم يعد قادراً على تأمين مصالحه هو نفسه، قبل أن يؤمن مصالحها.

خارجياً، وضعُ النظام أفضل، لكنه ليس أفضل كثيراً. أن تغدو «سورية الأسد»، التي كانت طويلاً من أبرز أركان الجامعة العربية، على قطيعة مع تلك الجامعة بعدما باتت موضعاً لمراقبتها، فهذا تحوُّلٌ غني الدلالة. واستنفاد الحل العربي ووصول الموضوع السوري إلى الأمم المتحدة خبر سيء جداً للنظام، فكأن دمشق اليوم تتحرك بين الرمضاء والنار.

لكنْ لنلاحظ هنا، فضلاً عن الموقف الفرنسي-البريطاني المتشدد، أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستترأس شخصياً وفد بلادها إلى اجتماع مجلس الأمن اليوم. هذه إشارة لا تخطئ إلى ارتفاع الموضوع السوري في أولويات السياسة الأميركية تحديداً، والسياسات الغربية عموماً.

صحيح أن الروس والصينيين يُرجح أن يمارسوا حق الفيتو، لكن الصحيح أيضاً أن أفق المساومات الحامية معهم قد فُتح، بيعاً وشراء من جهة، وضغوطاً من جهة أخرى.

إلى ذلك، يصعب أن يستمر إلى ما لا نهاية جمود الموقف الروسي-الصيني على حاله في ظل سيولة وتحول هائلَيْن ومتسارعَيْن يشهدهما الوضع السوري، أرض الصراع المنتجة للمواقف، بل أيضاً في أعقاب تحول إجمالي عربي يصعب على موسكو وبكين أن تمضيا في التعامي عنه، وعن مصالحهما فيه، وقد يصعب ذلك حتى على طهران نفسها من خارج مجلس الأمن.

بل ربما كنا لا نبالغ ولا نفتعل إذا لحظنا الفارق بين ما يجري على «الجبهة» الغربية-الإيرانية وما يجري على «الجبهة» الغربية-السورية: في الحالة الأولى يعاود الصراخ انضباطه في السياسة والتفاوض، وفي الحالة الثانية ماتت السياسة تماماً. ولربما جاز بالتالي أن نسأل: هل حلت معادلة فصل إيران عن سورية محل المعادلة القديمة القائلة بفصل سورية عن إيران؟

هذه الأسطر ليست دعوة إلى الاستهانة بما سوف تحمله الأيام والأسابيع القادمة، لا سيما الألم الذي تُحدثه وتعد به اتجاهات النظام العنفية، وهو ألم لا يُستبعد فيضانه عن سورية إلى جوارها، خصوصاً جوارها اللبناني. مع هذا، ترتسم الآن، ربما للمرة الأولى، وجهة صار من الصعب ألاّ نتبينها.

=================

الجميع يستعد لرحيل الأسد

طارق الحميد

الشرق الاوسط

31-1-2012

إذا كان هناك من ملاحظة حول مجريات الأمور تجاه سوريا، فإن الواضح اليوم أن الجميع بات يستعد لمرحلة ما بعد طاغية دمشق بشار الأسد، وهذا الأمر بات واضحا سواء بالنسبة لحماس، أو الأكراد، وحتى البعض في لبنان، والأهم مؤخرا هو ما بات يصدر من إيران نفسها، فالجميع بدأ يقفز من المركب، ومن لم يفعل فإنه يستعد لذلك.

فبالنسبة للأكراد، فها هو مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، يدعو في كلمة له في مؤتمر الجاليات الكردية السورية بالخارج، والذي بدأ أعماله السبت الماضي بمدينة أربيل بحضور ممثلي الأحزاب ال11 المنضوية في إطار المجلس الوطني الكردي السوري، إلى نبذ خلافاتهم والابتعاد عن الحزبية الضيقة، ومشترطا توحيد الصف الكردي السوري ضمانا لحصول الدعم من قيادة إقليم كردستان.

أما لبنان، فقد طال صمت عون، ونبيه بري.. بل ومن يذكر بري الآن؟ وبالنسبة لحماس فها هو زعيم الحركة خالد مشعل يصل للأردن بصحبة ولي العهد القطري بعد غياب 12 عاما، ويبدو أن ولي عهد قطر اصطحبه معه كضامن لحسن السيرة والسلوك في قادم الأيام، خصوصا أن مشعل بات ساكنا للفنادق بعد أن غادر دمشق، منذ اندلاع الثورة السورية، وعلى خلفية غضب القيادة الأسدية عليه بادئ الأيام لأنه تجرأ بإعلان استعداده للتوسط بين الأسد والإخوان المسلمين في سوريا. وحري بالقول أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد طلب من مشعل إيصال رسالة للأسد، وهي الرسالة التي لم تصل، بحسب ما كشفته هذه الصحيفة الجمعة قبل الماضية، وعليه فإن مشعل من ضمن القافزين من المركب الأسدي.

أما بالنسبة لإيران، فها هو وزير خارجيتها، علي أكبر صالحي، يقول في مؤتمر صحافي على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية إنه يتعين على النظام الأسدي «إجراء انتخابات حرة. يجب أن يكون لديهم الدستور المناسب ويجب أن يسمحوا لأحزاب سياسية مختلفة بممارسة أنشطتها بحرية في البلاد»، مضيفا أنه «يجب إعطاء سوريا خيار الوقت». وهذه ليست القصة، فصالحي يقول، وهذا الأهم، بأنه «إذا حدث أي فراغ بشكل مفاجئ في سوريا فلا أحد يمكن أن يتوقع النتائج... قد تكون العواقب أسوأ لأنه ربما تندلع حروب داخلية واشتباكات داخلية بين الناس». وهذا يعني أن صالحي بات يتوقع نهاية طاغية دمشق، فهو يقولها بصراحة، وذلك يعني أن طهران باتت تتحسب للأسوأ، مثلها مثل حماس، والأكراد، وغيرهم بلبنان!

وأهمية حديث صالحي تكمن في أنه من أبرز المطلعين على حقيقة ما يدور في سوريا، وبالتأكيد إنه يعلم أن معارك أول من أمس بين الجيش الحر وجيش الطاغية كانت تدور على بعد 8 كيلومترات من قصر بشار الأسد، وكانت أصوات المعارك تسمع بوضوح في قصر الأسد. لذا فإن صالحي بات يتحدث بوضوح عن إمكانية حدوث «فراغ بشكل مفاجئ» في سوريا!

فالأكيد أن الجميع بات يستعد لمرحلة رحيل الأسد، وأولهم حلفاؤه.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ