ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/06/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

رفعت لواء الثورة .. المرأة في ربيع سوريا

* خالد ممدوح العزي

الأحد, 12 يونيو 2011

الشبكة العربية العالمية

عندما غادرت المخرجة السورية "نائلة الاطرش" بلادها للدراسة في بلغاريا في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ذهبت الى القرية في محافظة السويداء في جبل العرب لوداع جدها المرحوم "سلطان باشا الاطرش"،

وعندما طرح الباشا سؤاله الغير متوقع لحفيدته،لماذا تصرين على الذهب إلى الخارج وأنتي فتاة من جبل العرب ومن عائلة محافظة، فكانت إجابتها السريعة من خلال سرعة البديهة التي تتمتع بها الفتاة الشابة،أود السفر يا جدي ،إلى بلغاريا لكي أتمكن من متابعة دراستي العليا والحصول على اختصاص جميل جدا وهو الإخراج السينمائي ،لكي أتمكن فيما بعد من توثيق الثورة السورية الكبرى وعرضها على العالم،وحفظها للأحفاد من اجل التذكير الدائم ماذا فعل الأجداد في سورية. لكن الفرق بين الأمس واليوم هو ليست توثيق للحدث من خلال امرأة سورية،لان دور الريادي في ثورة سورية الجديدة لم يقتصر على الرجال كالعادة حسب المجتمع ألذكوري الذي نعيش في ظله ،بل تعدى ذلك من خلال الدور الريادي التي تلعبه النساء السوريات في مسار الثورة السورية الجديدة إلى تجتاح كل القطر السوري.

لقد لعبت النسوة السوريات دورا مميزا في الانتفاضة الشعبية السورية، في ظل الثورة التكنولوجية والإعلامية السريعة التي تسيطر على العالم. فالإعلام الاجتماعي،أو التواصل الاجتماعي كان للمرآة دورا ايجابيا فيها من خلال قدرة النساء من استعمال هذه الوسائل الإعلامية للتعبير عن دورهم وأفكارهم وتحررهما في مجتمعنا العربي . ويعود هذا بالأساس إلى حالة الوعي التي بدأت تسود وتتبلور في المجتمعات العربية النائية عامة وسورية خاصة ،والذي يعود بالأصل إلى ارتفاع مستوى التعليم وتحديدا عند النساء.

وبناءا لتطور وتقدم حالة المرأة السورية الاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية ، أضحت عنصرا فعالا في مجتمعنا الذي لا يزال في طور البداية الانتقالية نحو التجديد والتغير الديمقراطي، لذا كانت النساء تتعامل مع الثورة السورية من منطق تابت بأنها إحدى ركائزها وليس تابعة فيها.

لقد شاركت النساء في المظاهرات والمسيرات التي تشهدها قرى ومدن سورية بطريقة مميزة من خلال الهتافات، وصناعة الشعارات والخروج إلى الشوارع بظل القمع والقتل والبطش الذي يقوم به النظام السوري على يد عصابات وفرق الموت وكتائبه الأمنية والشبيحة التي يرعها النظام وقد رفعت اللافتات التي كتب عليها المرآة تريد تغير النظام. لم يكن نصيب النساء أفضل من الرجال ، لقد تعرضت النساء في المظاهرات الاحتجاجية لإطلاق الرصاص الحي الذي أردهن قتيلات وجريحات ،وكلنا يذكر مظاهرة بناياس النسائية التي سقط فيها العديد من الشهيدات والجريحات وتم اعتقال الناشطة السياسية كأثرين التللي، ،وكذلك خروج النساء في شوارع درعا لفك الحصار عنها ومظاهرة دمشق للنساء الصامتات .

لذا تقوم قوات الأمن السورية باستهداف النساء اللواتي في الصفوف الأمامية للمظاهرات الاحتجاجية الشعبية المناهضة للأسد ، فالدور التي تلعبه النسوة في الانتفاضات بالرغم من تعرضهن للاعتقال والتهديدات الأمنية ،إلا أنهن رفضن الالتزام والصمت لقد قاد الرجال في البداية الاحتجاجات المطلبية ،لكن مع اعتقال العديد منهم،ومقتل المئات ،أجبرت النساء السوريات عندها الى تحمل العبء وتولت تنظم الحركات الاحتجاجية تضامنا مع المعتقلين أو مع من قتلوا، فالاحتجاجات النسوية التي عمت بلدات ونواحي سورية، ساهمت بشكل فعلي في تسليط الضوء على ما يحدث في الدولة، فكان رد النظام باستهدافهن بطريقة وحشية وفتاكة.

بنفس الوقت وبظل العنف الذي يمارسه النظام ضد شعبه، لكن النساء في ثورة سورية حضينا بحرية كبيرة جدا من خلال العمل السياسي في أوساط الجماهير الشعبية الثائرة الذي فرضن عليه تقدير دورهن المميز،لقد عملت النساء في الصحافة الالكترونية، وفي إعداد تقاريرها،وكتبنا ومقالاتهن،كإعلاميات ومدونات وناشطات حقوقيات وسياسيات، وهذا ما عرض الكثير منهن للاعتقال التعسفي، والإهانات الأدبية والأخلاقية والجسدية، التي تعرضنا لهن والتي فرضها عناصر النظام الأمني عليهن،ومحاولة منع حرية التعبير ولجم الكلمة الحرة وإخماد دورهن .

لقد وصل عدد النشطات الذين أوضعن المعتقل أكثر من 20 سجينة سياسية أو سجينة رأي امثال" سهير جمال الأتاسي وناهد بدوية وسيرين خوري وربا اللبواني ودانة إبراهيم الجوابرة وفهيمة صالح اوسي (هيرفين) ونسرين خالد حسن ووفاء محمد اللحام وليلى اللبواني وصبا حسن"،ومنهن لا يزالان خارج قبضة النظام،وهذا ما أكدته الناشطة الحقوقية "رزان زيتونة"والناشطة السياسية " فرح البقاعي "،ومدونات إعلاميات أخريات ، تم اعتقالهن ،كامنة العبدالله، ودانة جوابرة ،والإعلامية سهير جمال الاتاسي والدكتورة فداء حوراني،وشاعرة الإحساس طلي الملوحي،إضافة إلى النساء الكرديات القابعات في السجون .

ومنهن من رفضن الصمت وساندوا الثورة السورية علنا " كالمغنية السورية أصالة نصري،والممثلة كندا علوش وجمانة مراد،والإعلامية رولا إبراهيم وأخريات ليس في الإمكانية عرض أسمائهن مع الاعتذار الشديد لهن .

فالنساء السوريات لهن دورا كبيرا في صناعة الثورة السورية الحالية ، انكأن من خلال مشاركتهم المباشرة أو الغير مباشرة ،فالمرآة هي أخت وزوجة وأم ، تساهم في تجسيد الثورة والتي تدفع فلذات أكبادهن إلى ساحة الجهاد، أو المساهمة الميدانية في أعمال الثورة كالدعم الفني الطبي ، والأخلاقي، وتزويد الرجال بالماء والطعام . والصبر المتعالي على تضميد الجراح الذي فرضها النظام عليهن من خلال تلقي جثت الأقارب والأصدقاء، والمثابرة على دفن الموتى والأحزان والجراح.

فالنسوة السوريات، لهن الفضل الكبير في تشجيع الرجال على الاستمرار في ثورة ربيع سورية التي تدخل هذا الأسبوع في شهرها الثالث. مع العلم أن النساء السوريات منذ القدم تعاني من ظلم وجور النظام الاستبدادي البعثي الذي يحد من حرية الشعب السوري بشكل عامة والنساء خاصة ،وهنا نذكر بأحوال السجينات السوريات التي أودعن السجون من خلال تهم مفبركة أو لانتمائهم لأحزاب سورية محظورة "كالأحزاب الكردية ،وحزب العمل الشيوعي ،والإخوان المسلمين"وهؤلاء السجينات يقبعن في السجون والمعتقلات السورية منذ العام 1970 .

وأمام مشاركة النساء السوريات القوية في مسار الثورة السورية،ومن خلال الدور الريادي التي تميزت به المرآة ومازالت تحضي به، لذلك خصصت لها المعارضة السورية جمعة اضربا واحتجاج عرفت ب"جمعة الحرائر"امتنانا لهن في صنع تاريخ سورية الجديد، وتقديرا لهن وفقا لتضحياتهن التي لا تقل أبدا أهمية عن دور الرجال،فالمرآة السورية هي ليست تابعة كما أظهرت الحراك،وإنما جزاء أساسي من حركة التغير التي تسود البلاد والرافضة لسيطرة الاستبداد والشمالية التي تفرض على سورية.

لم يعد يقتصر دور المرآة في سورية على توثيق الإحداث وتسجيلها، بل أصبحت جزاء أساسي من صناعة هذه الأحداث بل هي شريك أساسي في صنع تاريخ سورية الجديد والحديث.

فعندما تتحدث روزان زيتونة أو مرح ألبقاعي إلى الإعلام،فأنهن يتحدثن بطريقة مميزة من خلال السرد والربط للأحداث والنقاش المنطقي العلمي ،يبرعن في عرض وجهة نظر الشارع الغاضب والثائر على السلطة،أفضل بكثير من رجال السلطة السياسيين،" ك رامي مخلوف ممثل النظام وتصريحه الشهير الذي ربط بين استقرار سورية وامن إسرائيل،أو شبيحة النظام الإعلاميين الذين يذرفون كما هائل من الكذب ألمعلوماتي على شاشة التلفزيونات العربية.

و موقف المغنية أصالة نصري الذي بدت فيه أكثر جراءة وتفهما واستشرافا للمستقبل السياسي السوري بروية جديدة ،أفضل بكثير من العديد لزملائها الفنانين الذين لا يزالوا يطبعون القبل على الصور.

أن تطور حركة الوعي الفردي الاجتماعية، من خلال التطور العلمي هو الذي اكسب النساء السوريات توجها فكريا جديدا للمطالبة الحالية بحرية وديمقراطية في بلد غابت عنه الحرية والعدالة طيلة 48 من القمع والإرهاب الفكري والإعلامي بفضل حزب البعث السوري البائد.

نحن أمام حركة وعي جديدة في عالمنا العربي، يلعبن النساء دورا طليعيا من اجل بناء الحياة القادمة لمجتمعاتنا العربية .

والنساء السوريات هم أمام أصعب اختبار من خلال الاستمرار في رفع لواء الثورة للنهوض بسورية الجديدة.

* كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية

===================

الربيع السوري... وتحولات الموقف التركي

تاريخ النشر: الأحد 12 يونيو 2011

ديفيد شينكر

محلل سياسي أميركي

اتسمت العلاقات التركية- السورية خلال الجزء الأكبر من القرن الماضي بالتوتر بسبب الخلاف الحدودي المستعصي بين البلدين الذي كاد يتطور في بعض الأحيان إلى حرب. ولم تتحسن العلاقات بين البلدين على نحو جذري إلا بعد أن تولى بشار الأسد حكم سوريا خلفاً لوالده عام 2000، وصعود حكومة حزب العدالة والتنمية ذات التوجهات الإسلامية إلى سدة الحكم في تركيا عام 2002.

ولكن المفارقة هنا هي أنه في حين كان التحول السياسي هو العامل الذي مهد الطريق لتحقيق التقارب بين البلدين منذ عقد من الزمن، فإن احتمالات التغيير الحالية في سوريا هي التي تهدد في الوقت الراهن بتقويض أسس لعلاقات التي كانت قد تطورت إلى تحالف خلال السنوات الأخيرة.

والموقف الحالي على الحدود التركية- السورية يبرز العلاقات الآخذة في التدهور بين البلدين، وذلك بعد أن تدفق المئات من المدنيين السوريين إلى داخل الأراضي التركية، بسبب ما يقولون إنه الخوف من مذبحة أخرى قد ترتكبها القوات الحكومية ضدهم. وهذا التطور الذي يزيد من توتر العلاقات، يدفع أنقرة لاتخاذ موقف أكثر حزماً مع دمشق، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة عزلة نظام الأسد. ومن المفترض أن يزود التحول الأخير في الموقف التركي، واشنطن والغرب بالفرصة -إن لم يكن بالحافز- لتبني موقف أكثر صرامة بشأن سوريا.

وكانت السرعة التي تطورت بها العلاقات بين تركيا وسوريا خلال السنوات الأخيرة لافتة للنظر، بكل المقاييس. فخلال الفترة من 2002 إلى 2009 وقع البلدان على ما يقارب 50 اتفاقية تعاون، وأعلنا عن تأسيس"مجلس تعاون استراتيجي أعلى"، وأجريا أول تمارين عسكرية مشتركة في تاريخهما.

وفي فترة أقرب، وتحديداً عام 2011، وقعت تركيا وسوريا اتفاقية تاريخية لمكافحة الإرهاب، وأتبعتاها، منذ شهرين فقط، بمعاهدة لمكافحة التمرد. وبحلول عام 2011 كانت تركيا قد أصبحت أكبر شريك تجاري لسوريا.

وبسرعة أصبحت العلاقات بين البلدين واعدة بمستقبل زاهر، وهو ما دفع وزير الخارجية التركي"أحمد داود أوغلو" إلى إعلان أن الدولتين "تتشاركان في مصير واحد، وتاريخ مشترك ومستقبل مأمول".

ولكن عندما وصل الربيع العربي إلى سوريا، تدهورت العلاقات بين البلدين بنفس السرعة التي كانت قد تحسنت بها. فعندما ارتفعت أعداد الضحايا من المدنيين في سوريا، وجدت تركيا نفسها مضطرة لإنهاء صمتها عما يجري خلف حدودها الجنوبية.

ففي شهر مارس أعلن "أردوغان" أنه: "من المستحيل السكوت أمام الأحداث التي تجري في سوريا" كما قال إنه قد تحدث مع الأسد مرتين بشأن الأحداث، وإنه كان يأمل في أن "يتبنى الأسد موقفاً إصلاحيّاً إيجابيّاً حتى يتجنب أحداثاً شبيهة بما يحدث في ليبيا".

وفي إبريل، أرسل "أردوغان"، وزير خارجيته "أوغلو" لمقابلة الأسد في دمشق، حيث عرض عليه "كل مساعدة ممكنة" لتمكينه من تنفيذ الإصلاحات التي كان قد وعد بها، وللمساعدة على استقرار الوضع في سوريا وتأمين النظام.

ولكن كل ذلك لم يُجدِ نفعاً. وفي شهر مايو، ومع التصاعد السريع للأحداث وتزايد الفظائع التي يرتكبها النظام ضد شعبه، وتجاوز أعداد الضحايا الألف، أعلن أردوغان صراحة أن تركيا تقف مع المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم منخرطون في "نضال من أجل الحرية" وحذر من أن تركيا "لا ترغب في رؤية مذبحة حماة أخرى".

وفي الوقت الذي أثنى فيه المعارضون على موقف تركيا، وصفت صحافة الحكومة السورية موقف أنقرة ب"النفاق" وبأنه "متسرع ومرتجل".

وليس واضحاً حتى الآن سبب هذه النزعة الأخلاقية المفاجئة في السياسة الخارجية التركية. ومن الممكن أن يكون موقف "أردوغان" غير المسبوق تجاه سوريا، قد تأثر بالاعتبارات الانتخابية. فاليوم الأحد، 12 يونيو، سيذهب الشعب التركي لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواته في الانتخابات البرلمانية.. ومن المؤكد أن حزب العدالة والتنمية قد أدرك أن أعمال العنف في سوريا ستكون موضوعاً محركاً لمشاعر الناخبين، وأنها تصلح بالتالي لأن تكون مادة للاستغلال السياسي من جانب الحزب في تلك الانتخابات.

ولكنّ هناك تفسيراً آخر، وهو أن المذابح التي تحدث في سوريا ربما تكون قد تجاوزت حدود المقبولية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. فقيام نظام يمسك بزمام الحكم فيه أفراد من طائفة شيعية، بقتل الآلاف من السُّنة أمر غير مقبول بالتأكيد بالنسبة لدولة سُنية كبيرة مثل تركيا.

وبصرف النظر عن السبب الذي دعا أنقرة إلى تغيير لهجتها في التعامل مع النظام السوري، فإن ذلك التغير يعد تطوراً مرحباً به في ذاته. فالنظام اليوم بات أقل تمنعاً أمام الضغوط الخارجية، وأكثر قابلية للتعرض لتلك الضغوط، كما بات أقل إحساساً بالأمن. وتركيا لا تبتعد اليوم عن النظام السوري فحسب، ولكنها تتطلع للمساعدة في تنظيم أمر التغيير. ففي الأسبوع الماضي على سبيل المثال، وفي خطوة جسورة، وتقدمية، استضافت تركيا مؤتمراً للمعارضة السورية على أراضيها، وهو ما كان بمثابة إعلان واضح وصريح بأن حزب العدالة والتنمية التركي قد قدر أن النظام بات غير قابل للإصلاح. والمأمول الآن، بقليل من الحظ، أن تحذو واشنطن حذو أنقرة.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة"كريستيان ساينس مونيتور"

===================

تركيا تطرق أبواب «التدخل الأجنبي» ضد سوريا

حسن عصفور

 الدستور

12-6-2011

تسارعت في الأيام الأخيرة الحركة العالمية للتنديد المكثف بما يجري في سوريا من قتل وجرائم ترتكب يوميا، وتغيرت اللغة الناصحة التي سادت أسابيع طويلة، الى لغة منددة حاسمة في طلباتها ولم تعد كلاما عاما، ومنذ أن تداعت المجموعة الأوروبية لإدانة موقف الحكومة السورية تجاه المتظاهرين والمسألة تتجه نحو أبعاد لم تكن في حسابات النظام السوري، حتى الموقف الأمريكي الذي حافظ في البداية على ما هو أقل من «الوسطية» نحو الوضع السوري انتقل بشكل مفاجئ الى التصريح بأن على الرئيس الأسد أن يختار بين الاصلاح أو التنحي، وفقا لما قالته الوزيرة كلينون، ليصبح أن الرئيس السوري لم يعد مقبولا ولا مكان له لاحقا ، كما قال وزير الدفاع الأمريكي غيتس..

تحركات متسارعة ومواقف تتجه للتصعيد غير المتوقع تجاه سوريا، فرغم الموقف الروسي والموقف الصيني الذي يشكل حجر عثرة لإصدار قرار لمجلس الأمن يدين سوريا ونظامها، إلا أن الموقف الدولي يتجه بشكل متسارع جدا لتطويق النظام السوري عبر سلسلة إجراءات قد تطبق الحصار عليه كما لم يكن سابقا، أو يتم فتح الباب على مصراعية لشكل من التدخل الدولي، من خلال إجراءات متنوعة تبدأ بالبعد الإنساني وتنتهي بملاحقة مرتكبي الجريمة.. وكأننا أمام مظهر مكرر للمشهد الليبي برتوشات مغايرة، لكن جوهرها ليس بعيدا فيما بدأت به مسار القرارات التي أنتجت «تدخلا أطلسيا غربيا» بمساعدة عربية ل»إنقاذ» ليبيا من حكم القذافي..

ولا يمكن أن تكون التصريحات التركية خلال الساعات الماضية وفي يوم واحد من رئيسها ورئيس وزرائها جاءت في معرض المصادفة، الرئيس التركي قال كلاما يتجاوز كل أشكال البرتوكول الديبلوماسي وتجاهل كلية وجود «علاقات» جوار وصداقة لسوريا والأسد لأيام خلت، وقوله أن تركيا تراقب تطورات الوضع في سوريا وهي ستتخذ كل الاشكال الضرورية المدنية والعسكرية لمنع أي تدهور على الصعيد الإنساني، كلام لا يوجد به أي حالة غموض على ما يجري الإعداد له حاليا في دوائر عالمية مختلفة، ولعل المسألة تتضح أكثر فأكثر بعد قراءة متأنية لتصريحات طيب رجب أردوغان المتتالية، خلال الحملة الانتخابية، فالرجل تحدث بلغة جديدة تماما عن الوضع في سوريا، ظهر كأنه أحد قادة المعارضة السورية، وهو يصف الجرائم التي ترتكب هناك وذهب أبعد من ذلك بوصفه «وحشية» ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري تجاه المعارضين والتنكيل غير الانساني والاخلاقي بجثث القتلى، ما اعتبره أردوغان «فظاعات» غير مقبولة .. ولم تقف حدود «المعارضة الأردوغانية» عند حدود الوصف والادانة السياسية – الأخلاقية ل»فظاعات» النظام السوري، بل أرسل «تهديدا صريحا» الى الأسد بقوله المباشر: « أننا لن نسمح بحماة ثانية» ..

وبقراءة مشروع قرار مجلس الأمن ولغته الهروبية نوعا ما لتجنب الفيتو الروسي، سنجد أن القرار يفتح الباب أمام تدخل دولي لاحق لما بعد القرار ضد سوريا، يشير القرار الى «جرائم ضد الانسانية قد تكون ارتكبت»، ما يعني أن الايام القليلة القادمة ستشطب هذه «القد» وتصبح العبارة دونها، لكن المفاجأة المذهلة التي تتجاوز تلك العبارة ما يرد في نص القرار : «المزيد من القلق من المخاطر على السلام الإقليمي والاستقرار الذي يشكله الوضع المتردي في سوريا، والوضع في الاعتبار المسؤولية الأولية للحفاظ على السلام الدولي والأمن تحت ميثاق الأمم المتحدة» .. هذه العبارة وحدها كافية تماما لأن يصبح التدخل الدولي بكل أشكاله السياسية – العسكرية والاقتصادية مشروعا ضد النظام السوري، حيث يراه قرار المجلس خطرا على السلام الاقليمي، ما يعني أنه من حق من يتهدد جراء هذه الأحداث في سوريا العمل بكل «السبل لمع مخاطرها» .. ولم يتم الكلام عشوائيا عن المخاطر على «السلام الإقليمي والاستقرار» بل هو بابا من أبواب التشريع لطرفين دون غيرهما لاتخاذ ما يمكن اتخاذه ضد سوريا لحظة محددة، والمقصود هنا تحديدا تركيا واسرائيل، خاصة بعد فتح» باب التظاهر» في الجولان، وإن كانت دولة المحتل لم تتحدث علانية بعد عن نواياها المقبلة نظرا للعداء الشعبي العربي لأي فعل يمكن أن يصدر عنها ومنها، فإن تركيا أعلنت وبشكل صريح أنها تستعد للخطوة المقبلة حفاظا» على الاستقرار والسلام الإقليمي» من خطر قد يتهددها جراء الأحداث السورية..

ويبدو أن فتح باب «النزوح الجماعي» من مناطق شمال سوريا للداخل التركي بداية لإبراز مشكلة إنسانية خطيرة تهدد لاحقا «الأمن القومي التركي»، مع ما يمكن أن يتطور لشكل من بروز عمليات عسكرية يمكن استخدامها لتبرير ما يتم التخطيط له لاحقا، والمسألة هنا لا يجب وضعها في السياق الأخلاقي أو الانتخابي كما يحلو للبعض تصوير الموقف التركي والانقلاب السياسي الكامل من النظام السوري، ولو أن المسألة قضية انتخابية – أخلاقية فحسب لكانت التصريحات شديدة جدا وقوية ولكنها لا تصل الى مرحلة التهديد المباشر وليس المستتر، فكلام عبد الله غول عن الاستعداد لسيناريوات متعددة ومنها العسكري وتصريح اردوغان عن عدم السماح بحماة جديدة ليست سوى رسالتى تهديد عسكري بالغة الدلالة والوضوح، وتكشف بعضا مما يدور في الغرف المغلقة دوليا لما بعد قرار مجلس الأمن القادم..

وتركيا قد تكون البوابة العملية للتدخل القادم، وهي استعدت جيدا لذلك من خلال السماح للمعارضة السورية بالعمل العلني وعقد مؤتمر دعا لاسقاط النظام السوري، وهو فعل ما كان يمكن تخيله لشهر قبل التطورات الأخيرة، ولنتخيل لو أن دمشق مثلا، سمحت لحزب كردي معارض عقد مؤتمر فوق أرض سورية، ماذا سيكون الرد التركي، دون نقاش ستتحرك القوات العسكرية نحو الشمال السوري كما سبق لها أن تحركت نحو الشمال العراقي.. فسيادة تركيا لا تخضع لحسابات تكتيكية عند حكامها مهما كان اسم الحزب أو القائد، ولنتذكر قضية عبدالله اوجلان وتطوراتها .. ولذا ما يحدث اليوم من تركيا ليس سوى حركة قياس للموقف السوري – العربي، وردود الفعل على ما يمكن أن يكون، ولكنه فعل يتم التحضير له بجدية كاملة، وليس حركة انتخابية فحسب من جانب الحزب التركي، لكسب مزيدا من الأصوات تحت عباءة الأخلاق والانسانية، رغم أنها ضمن الحسابات أيضا، لكنها تأتي في أسفل درجات الحساب السياسي العام للدولة التركية، التي يبدو أن كل الطرق العربية باتت تؤدي الى عودة « العظمة التركية» دوليا..

الحسابات التركية متعددة جدا وفوائد موقفها الأخير، بعد خسائر اصابتها في مستهل المعركة الليبية، ستفوق ما يمكن تسجيله في خانة «رفض الفظاعات والانسانيات» .. مواقف تبحث عن رؤية استراتيجية جديدة لوضع اقليمي مختلف كل الاختلاف عما كان عليه الواقع سابقا.. وما بعد 2011 ليس كما هو قبله ..

ولكن هل لا زال بالامكان افضل مما كان في عملية الحساب الرسمية السورية، أم تتواصل حركة العبث بكل ما يحيط بسوريا وما يخطط لها دون انتباه من الحكم، هناك فسحة ضيقة جدا لانقاذ سوريا دون أن تذهب في عالم « المجهول» السياسي، بأمل أن يدركها من عليه ان يتعظ من تجارب الغير.. ولعل الرسالة الروسية لاستقبال وفد من «المعارضة السورية» خلال فترة وجيزة تستحق التعامل معها بفطنة قيل أنها كانت للرئيس حافظ الأسد..

ملاحظة: ليس من المستبعد ان يكون نتاج أحداث اليمن «يمن جديد» ولكن في كيانين وليس كيان واحد.. تصريح أبو بكر الغطاس اليمني الجنوبي خير دليل ..

===================

أضعف الإيمان - صمت العرب تجاه سورية

الأحد, 12 يونيو 2011

داود الشريان

الحياة

الوضع في سورية مازال محور جدل بين اعضاء مجلس الأمن، بسبب موقفي الصين وروسيا اللتين لوّحتا باستخدام حق النقض، اذا جرى التصويت على قرار ضد سورية، فضلاً عن ان مشروع القرار الذي يشهد مساعي لإصداره يندرج في اطار الفصل السادس، ولا يخوّل المجلس بالتدخل، كما في القرار 1973 الخاص بليبيا، والذي يندرج في الفصل السابع. لكن الخلاف على توقيت القرار وشدته ومضمونه لن يطول، وربما ساهم تجاهل القيادة السورية لاتصالات الأمين العام للأمم المتحدة في تصعيد محتمل.

الموقف الدولي ضد سورية اصبح جدياً، وانتقل من التصريحات الى التحرك، ورغم ذلك يواجه العرب هذا التحرك بالصمت وعدم المبالاة. فهم ممثلون بجامعة الدول العربية ويعتقدون بأن تجاهل التحرك الدولي سيمنع صدور قرار يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين. وربما راهن العرب على تردد بعض الدول التي تعتقد بأن فتح جبهة ضد سورية سينعكس سلباً على استقرار منطقة الشرق الأوسط. لكن صمت الدول العربية، وتردد حلفاء سورية، لن يحولا دون إصرار الشركاء الغربيين على صدور قرار دولي لحسم الأزمة السورية، وعلى نحو ربما لا يختلف كثيراً عما يجري في ليبيا.

لا شك في ان الأحداث في المنطقة كشفت انهيار دور الجامعة العربية، ولعل ارتباك تحركها، وتصرفها السريع، وغير المدروس في بداية الأزمة الليبية، والاكتفاء بالتفرج، ساهمت في تمسكها بالصمت حيال ما تشهده سورية خشية اتهامها بالمساهمة في تخويل الدول الغربية التدخل في تشكيل الوضع في الدول العربية. لكن هذا الندم المتأخر لن يعفيها من المسؤولية، وربما أفضى الى نتائج اخطر مما يحصل في ليبيا. فغيابها سيحرم العرب من المشاركة في التحرك الدولي المحتمل تجاه سورية، وسيجدون أنفسهم في النهاية في موقع المستجدي او المندد، في احسن الأحوال.

جامعة الدول العربية في وضع لا تُحسد عليه، فهي أفرطت في التسرّع، والصمت، فضلاً عن ان الأحداث في غير بلد عربي كشفت ان الظروف السياسية تجاوزت حجم الجامعة ودورها. فتجاهلها المخجل للأحداث الدموية في سورية يشير بوضوح الى ان الجامعة تتحرك بحسب حجم الدول وقوة تأثيرها داخل أروقة الجامعة. فما هو جائز ضد نظام، ممنوع ضد نظام آخر.

هل آن الأوان لرفع شعار «الشعب العربي يريد إسقاط الجامعة العربية»؟

====================

حسن نصرالله والاصطفاف مع النظام ضد الشعب

الأحد, 12 يونيو 2011

خالد الدخيل *

الحياة

حدد الأمين العام ل «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، موقفَ الحزب من الانتفاضة الشعبية في سورية بما يؤكد الشائع في المنطقة، وهو أن الخاسر الأكبر في حال سقط النظام السوري هو «حزب الله» أولاً ثم إيران.

يُحسب للأمين العام أنه كان واضحاً ومباشراً في الاصطفاف إلى جانب النظام السوري، ولو أنه حاول تقديم ذلك على أنه وقوفٌ مع النظام والشعب معاً. ربما تكون عزلة النظام السوري في الداخل والخارج في هذه الأزمة، هي التي دفعت نصرالله إلى إعلان موقف مساند، متوِّجاً بذلك مواقف حلفاء سورية اللبنانيين (من سياسيين وصحافيين)، الذين تستعين بهم الفضائيات السورية هذه الأيام للدفاع عن النظام وتسويق فكرته عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

وأعلن الأمين العام موقف الحزب في الخطاب الذي ألقاه اخيراً بمناسبة عيد التحرير. حدد نصرالله موقف الحزب في جملة نقاط، من أهمها: الحرص على أمن سورية واستقرارها وسلامتها، شعباً ونظاماً وجيشاً، ودعوة السوريين إلى الحفاظ على بلدهم، وعلى نظامهم المقاوم والممانع، وأن يعطوا المجال للقيادة السورية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. لاحظْ أن نصرالله يقرن في هذه النقاط «النظام» ب «الشعب»، وأحياناً ب «الجيش»، وهو لم يأتِ أبداً على ذكر النظام أو الشعب بمعزل عن الآخر، بما يوحي أن موقف الحزب من النظام لا يختلف عن موقفه من الشعب، هذا في حين أن الشعب هو الطرف المقابل للنظام في هذه الأزمة، وإلا لما كانت كذلك. وبما أن علاقة الحزب كانت ولا تزال حصراً مع النظام، فإن الإصرار على ذكر النظام إلى جانب الشعب هو نوع من التمويه على حقيقة موقف الحزب المتماهي مع موقف النظام.

وأكثر ما يُفصح عن موقف الحزب هي العناصر التي ساقها نصرالله، التي على أساسها تحدد هذا الموقف، منها أن سورية ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد. يقول نصرالله: «أسقطت المقاومة في لبنان هذا المشروع من بوابته الشرقية، وتعود أميركا الآن لإعادته من بوابات أخرى». ولأن الحزب بارك الثورة في تونس ومصر وليبيا، فالمعنى الوحيد لإشارته هنا، هو أن انتفاضة السوريين هي تلك البوابات، وهو ما يقول به النظام.

عنصر آخر، وهو إن «القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بلزوم الإصلاح ومحاربة الفساد»، ويضيف نصرالله بأنه «شخصياً مقتنع من نقاشات واستماع مباشر، بأن الرئيس السوري مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم، ومستعد أن يذهب في الإصلاح إلى خطوات كبيرة جداً، لكن بالهدوء، وبالتأني». وهنا أيضاً، يتبنى الحزب موقف النظام بحرفيته. وتجاهل الأمين العام سؤالاً مهماً: ما هو هذا الإصلاح تحديداً؟ وما هي حدوده؟

إن الإصلاح الحقيقي سيؤدي إلى تغيير النظام السياسي السوري، واستبداله في آخر المطاف بنظام لا يشبهه أبداً. والمقصود بالإصلاح الحقيقي هو ذاك الذي يؤدي إلى تعددية حزبية، وفصل واضح بين السلطات، وتداول سلمي للسلطة، وحماية قانونية لحرية الرأي والتعبير، وحق المشاركة السياسية للسوريين جميعاً من دون تمييز. هل الرئيس السوري على استعداد لتبني هذا الإصلاح؟ بل هناك من يتساءل: هل يملك بشار وحده حق الإجابة على هذا السؤال؟

منبع السؤال ليس سياق الحديث فقط، بل ما يتردد كثيراً بين المراقبين عن تركيبة الحكم، وتوازنات القوى داخله في أعقاب وفاة الرئيس حافظ الأسد وتوريث ابنه بشار من بعده.

الغريب في ما قاله نصرالله عن هذه المسألة تحديداً، أنه يَعرف عن الرئيس السوري وعن نواياه الإصلاحية، أكثر مما يعرف الشعب السوري. وإذا صح هذا، فإنه يؤكد تداخل المصالح بين الطرفين، وتماهي موقف الحزب في الأزمة الحالية مع مواقف النظام.

عنصر آخر، وهو تأكيد نصرالله أن «كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن غالبية الشعب السوري تؤيد النظام، وتؤمن بالرئيس بشار الأسد». ثم يتساءل: «طيب وين الشعب السوري لنأف (لِنقف) حدّو؟». ربما اعتمد في ذلك على ما يقوله السوريون عن الانتفاضة على الفضائية السورية، وهو يعرف أكثر من غيره بأن هذا المؤشر يفتقد للمصداقية، لأن عدم الاعتراف شبه المطلق بحرية التعبير هو السمة الفارقة للنظام السوري. إلى جانب ذلك، هو لم يذكر مؤشراً واحداً يؤيد ما ذهب إليه، والأرجح أنه اعتمد في قياسه على أن حجم التظاهرات في سورية أقل مما كان عليه في مصر، أو مما هو عليه في اليمن مثلاً. وهذه مقارنة مضلِّلة إذا لم تؤخذ بشموليتها، فأهم المعطيات هو تَواصُل التظاهرات، وازدياد حجمها ومساحتها الجغرافية باستمرار. ولهذا المعطى أهمية خاصة في الحالة السورية عن سواها، بحيث يمكن القول بأن متظاهراً واحداً في سورية يعادل ما لا يقل عن مئة متظاهر في مصر أو اليمن. كان المتظاهرون في مصر ينامون في ميدان التحرير، ولا يخشون الدبابات، أو قناصة الجيش، وكذلك الأمر في اليمن، وهو بلد قبائل يصل عدد الأسلحة التي في يد المواطنين فقط، إلى أكثر من 24 مليون قطعة من السلاح.

في سورية، الأمر على العكس من ذلك، فإمكانية قتل المتظاهر، إلى جانب معاقبة أقاربه، هي الأعلى في كل الدول العربية تقريباً، ما عدا ليبيا. ما يعني أن المتظاهر في سورية عندما يخرج من بيته فهو في واقع الأمر يُقْدِم على مخاطرة كبيرة، ويحمل كفنه معه. وتأتي الأرقام لتؤكد هذا الفارق. وفي أقل من ثلاثة أشهر سقط في انتفاضة سورية أكثر من ألف شهيد مدني، وأكثر من عشرة آلاف جريح، وأكثر من 11 ألف معتقل... وهي أرقام تفوق أرقام ضحايا الانتفاضات التونسية والمصرية واليمنية مجتمعة، مع ملاحظة أن الأخيرة تدخل شهرها الخامس. وعلى رغم ذلك، فالتظاهر مستمر، وترتفع وتيرته ويتسع نطاقه، وهذا مؤشر على شجاعة نادرة، وعلى الموقف الحقيقي للشعب من النظام.

ثم إذا كانت غالبية الشعب مع النظام، كما يرى نصرالله، فلماذا إذاً يلجأ هذا النظام إلى القتل والتنكيل بالمتظاهرين؟ ولماذا يمنع الإعلام العربي والغربي من تغطية ما يجري؟ بل لماذا يمنع حتى الإعلام السوري من هذه التغطية، مسدلاً بذلك ستاراً حديدياً على الأحداث؟ هل هذا سلوك نظام مطمئن إلى أن غالبية الشعب معه؟

ومن العناصر التي ساقها نصرالله، أن «إسقاط النظام في سورية مصلحة أميركية وإسرائيلية». هنا يعطي نصرالله نفسه حق التقرير بالنيابة عن الشعب السوري في ما هو من مصلحتهم وما هو مصلحة أميركية إسرائيلية، وهو بذلك يردد اسطوانة الخطاب السياسي الرسمي العربي، الذي بموجبه يَعرف النظامُ بالنيابة عن الناس أين تقع مصلحتهم.

الأسوأ أن نصرالله بهذا القول يستخدم أسلوب التخوين في حق مئات الآلاف من السوريين، الذين يضحّون بأغلى ما يملكون في سبيل حريتهم وكرامتهم، مكرِّساً بذلك معادلة النظام التي تقول: «إما أن أحكمكم أو أن أقتلكم، وأي خيار ثالث هو مؤامرة مدبرة في دوائر الاستخبارات الأجنبية».

أخيراً، كيف كان - في رأي نصرالله - إسقاطُ النظام في تونس وفي مصر، وقُرْبُ سقوطه في ليبيا واليمن، مصلحةً وطنية شعبية في كل واحدة من هذه الدول العربية، بينما هو في سورية مصلحة أميركية وإسرائيلية؟!!

يختتم نصرالله مداخلته بالقول: «إنه لا يجوز للبنان أن يطعن خاصرة سورية، أو أن ينساق مع أي مشاريع أميركية تستهدف سورية». وهذا موقف يتسم بالحكمة والالتزام بحسن الجوار، وهو موقف يجب الأخذ به فعلاً، لكن هذا الأمر ليس كما يبدو تماماً، لأن نصرالله باصطفافه، ومعه الحزب، إلى جانب النظام يكون قد طعن الشعب السوري في خاصرته.

لو كان نصرالله يعني فعلاً ما يقول، لكان الأجدر به أن يتخذ موقف حماس التي، حتى الآن على الأقل، تلتزم الصمت، وتعتبر أن ما يحصل في سوريا هو بين الشعب والنظام، وأنه لا يجب الدخول بينهما احتراماً للأخوّة ولمبدأ السيادة وتقرير المصير لكلا طرفي المعادلة السياسية في سورية.

«حزب الله» فعل عكسَ ذلك تماماً. لماذا اختار رجل المقاومة أن يقف مع النظام ضد الشعب؟ في هذا السؤال يكمن مأزق الثقافة السياسية العربية، لأنه يتضمن أن مفهوم المقاومة ضيق جداً، وأنه في حالة تناقض حادة مع مفهوم الحرية. لا يمكن اتهام نصرالله بأنه معني كثيراً أو قليلاً بالحرية، إلا من حيث أنها انعتاق من هيمنة الأجنبي. وعدا عن أن هذا مفهوم قاصر عفا عليه الزمن والتاريخ، إلا أنه خطير، لأنه يجيز ويبرر أن تفقد حريتك وكرامتك على يد «الدولة الوطنية».

عندما تمعن النظر في خطابات نصرالله، ستكتشف أنه ابن بار للمؤسسة الرسمية العربية. علاقاته الأساسية مع رؤساء الدول، ومقاومته تعتمد وجودياً على الأنظمة السياسية، وتحالفاته هي حصرياً مع الدول، وخطابه مصمم دائماً لمخاطبة الدول (مع أو ضد). آخر الأمثلة على ذلك خطابه الأخير عن المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قدَّمه على أنه يشبه الأنبياء. ليس مفاجئاً، والحال هذه، أن جاء اصطفافه مع النظام ضد الشعب في سورية طبيعياً، ومن غير تكلف.

====================

لماذا في «هاتاي» وليس في جسر الشغور؟

الأحد, 12 يونيو 2011

عبدالله إسكندر

الحياة

عشرات او مئات او آلاف فروا من جسر الشغور السورية الى «هاتاي» (الاسم التركي للواء الاسكندرون الذي كان سليباً حتى وقت قريب مضى). يجلس اليوم الاحد احد هؤلاء السوريين النازحين على باب خيمة اللجوء التي اعدها لهم الهلال الاحمر التركي على بعد مئات قليلة من الامتار عن وطنهم.

يرى مواطناً تركياً يسكن في ضيعة يقع المخيم في خراجها ذاهباً الى مكان سحري، الى مركز للاقتراع حيث يتقرر من يحكم تركيا في السنوات المقبلة.

اللاجئ السوري هارب من ضيعته، لا يهم كثيراً اذا كان هروبه ناتجاً من خوف من «عصابات تكفيرية مسلحة» تعيث فساداً بين المواطنين، او من رتل الدبابات والقوات الخاصة التي ستدك المنطقة. انه هارب من الموت.

المواطن التركي ذاهب الى صندوق الاقتراع في جو طمأنينة وثقة وهدوء. لقد اقترع لمن يراه مناسباً لحكم بلاده. واختار بملء حريته بين افكار مختلفة ومتعارضة وبين شخصيات متنافسة، بعضها في الحكم وبعضها في المعارضة. وكله ثقة ان صوته في صندوق الاقتراع سيكون له وزنه من دون تزوير او غش.

يتساءل اللاجئ السوري، الهارب من جسر الشغور الى «هاتاي»، عن سبب تمكّن المواطن التركي من ممارسة كامل حقه السياسي من دون منّة او ترهيب. وهو عندما فكر في امكان ممارسة مثل هذا الحق ظهرت «العصابات المسلحة» وارتال الدبابات ولاحت اخطار الفتنة.

يعرف اللاجئ السوري ان ابناء «هاتاي» كانوا سوريين قبل ان يصبح اللواء سليباً، وغالبيتهم من اصول سورية ولهم اقرباء في سورية، ويتشاركون معهم في كثير من الجذور. انهم، على جانبي الحدود، على درجة شبه متساوية من التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. لماذا يستطيع ابن «هاتاي» ان يختار اليوم من يدير شؤون بلده، لا بل توضع كل الامكانات في تصرفه لكي يختار؟ ولماذا على ابن جسر الشغور ان يفر من بلده عندما يطالب بأن يكون له الحق نفسه في الاختيار؟

لقد عاش ابن «هاتاي» عقوداً من دون ان يملك حق الاختيار في ظل الطغمة العسكرية التي كانت تختار احد افرادها ليحكم البلاد، بالعنف والقهر والدم. اما اليوم فبات الاختيار حقاً اساسياً لا يستطيع احد ان يمنعه، ما دامت التعددية السياسية ملزمة دستورياً.

لا بد من ان اللاجئ السوري ادرك ان هذا ما يميز «هاتاي» حيث يستطيع المواطن ان يعبر بحرية وثقة، عن جسر الشغور حيث تستدعي المطالبة بمثل هذه الحرية كل هذا العنف الذي شهدت مثله تركيا في ظل الطغمة العسكرية.

قد يكون رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان سعى، لضرورات حملته الانتخابية، الى استثمار مشاعر شعبوية في تركيا. فراح يكيل النقد العلني للحكم السوري ويحضه على الاصلاح. وربما يريد ان يستغل كل الممكن لضمان ثلثي اعضاء البرلمان المقبل من اجل تغيير دستوري يطوي نهائياً مرحلة حكم العسكر. لكن ان يعتبر البعض في دمشق ان غرض زعيم حزب «العدالة والتنمية» التركي هو السعي لاعادة امجاد الامبراطورية العثمانية، فهذا يعني عدم التقاط معنى ان يكون مواطن سوري لاجئاً بين اتراك يذهبون اليوم الى صندوق الاقتراع، كما يحصل في اكثر الدول الغربية عراقة في ممارسة الديموقراطية التعددية.

لا بل سيكون شعور هذا المواطن ان تركيا الحديثة تعيش في عصرها. اما هو فلا يزال يخضع لممارسات تعود الى العصر العثماني الذي انتهى قبل قرن تقريباً.

===================

سوريا والصمت العربي.. مرة أخرى

طارق الحميد

الشرق الاوسط

12-6-2011

يتعجب الفرنسيون، ومعهم الحق، من الصمت العربي تجاه ما يحدث من قمع وحشي من قبل النظام السوري ضد المواطنين، وعلى مدى ثلاثة أشهر؛ فالفرنسيون والأتراك، أقرب حلفاء نظام الأسد بالأمس، كسروا صمتهم، ومثلهم الغرب، بينما ما زال العرب صامتين!

فأنقرة التي كانت عرابة سوريا بالمنطقة، ودوليا، كسرت صمتها وتحدثت عن فظائع النظام بحق الأطفال والشيوخ والنساء، ويكفي أن أكثر من 4 آلاف سوري فروا إلى تركيا، وها هم الفرنسيون الذين دافعوا عن نظام الأسد الابن، وسوقوه دوليا وعربيا أيضا، ها هم اليوم يحاولون توحيد المجتمع الدولي ضد نظام دمشق، وذلك لوضع حد لتصرفات النظام القمعي، حيث بات يستخدم الطائرات لقتل مواطنيه، بينما العرب، كل العرب، ما زالوا يلتزمون الصمت، خصوصا أن عدد القتلى من الأبرياء السوريين قد تجاوز الألف قتيل، ناهيك عن عشرة آلاف معتقل، غير المفقودين، ولم ينطق العرب أيضا بكلمة واحدة!

تخرج الأفلام يوميا لتكشف عن الجرائم التي يرتكبها النظام بحق السوريين، ولا يتحدث العرب. وتكشف الأفلام عن إهانة وتعذيب بحق الأطفال والشباب والشيوخ، وشاهدنا الرجل المسن الذي يركل بالأقدام في وجهه، وهو يئن بذل، من قبل رجال النظام السوري. وشاهدنا مجموعة من رجال النظام وهم يأخذون صورة جماعية وقوفا على ظهر شاب سوري بعد أن ركلوه بأقدامهم. وسمعنا رئيس الوزراء التركي متحدثا عن وحشية النظام السوري، وصعوبة الدفاع عنه، ولم يقل العرب إلى الآن كلمة واحدة تدين نظام دمشق. وها هي المظاهرات تعم كل المدن والقرى السورية، حتى التي لم نسمع بها من مدرسي الجغرافيا، كلها خرجت ضد النظام؛ حيث خرجت حمص وحماه واللاذقية وحلب ودمشق، وبدأ الضباط الصغار يعلنون انشقاقهم عن الجيش، وانضمامهم إلى من سموهم «الضباط الأحرار»، وكذلك لم يقل العرب كلمة واحدة!

وعليه، فإن السؤال اليوم هو: متى سيقول العرب كلمة حق تجاه ما يحدث للسوريين العزل؟ طرحنا هذا السؤال مبكرا، ونعيد طرحه اليوم، فكيف انتفض العرب ضد القذافي، وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم ضده، بينما لم يفعل العرب شيئا تجاه النظام السوري، سواء دول مجلس التعاون الخليجي، أو الجامعة العربية، التي آن الأوان لدفنها، فإكرام الميت دفنه؟ والمحزن، إذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها، أن النظام الإيراني، ومعه حسن نصر الله والبعض في لبنان، ذاك البلد الذي يحتاج لثورة أخلاقية سياسية، يقفون مع نظام دمشق، بينما العرب لم يقفوا إلى الآن مع الشعب السوري الأعزل الذي يبحث عن الكرامة والحرية، وهما أبسط حقوقه!

صحيح أن السياسة مصالح وواقعية، وهي فن الممكن، لكن ذلك لا يعني أن تكون منزوعة من البعد الأخلاقي والإنساني، فأوروبا وأميركا هبوا ذات يوم لحماية المسلمين في يوغوسلافيا من ميلوسوفيتش، وبقلب أوروبا، ولم يقولوا إن المصلحة تقتضي إضعاف الإسلام بأوروبا، بل انتصروا للأخلاقيات والقيم الإنسانية، فمتى يفعل العرب ذلك إنصافا للسوريين الذين لا يملك المتابع إلا أن يقول: كان الله بعونهم؟

=======================

هل تعلم

خاص موقع أرفلون نت

هل تعلم بأنه إن كنت مندساً خيراً من أن تكون منداساً.

هل تعلم بانني مع المقاومة سواء اكان النظام موجودا ام سقط النظام ؟؟

هل تعلم بأن المتظاهرين تبرأوا من خدام و رفعت والحريري وبندر وياسين بقوش.

هل تعلم بأن الخطط السرية سواء اكانت من صنع بندر ام غيرها لا يتم نشرها في المواقع الإلكترونية ؟؟

هل تعلم بأن الشعب السوري أذكى من ان ينقاد وراء مؤامرة.

هل تعلم بان شرعية الأنظمة تسقط عندما تسقط اول قطرة دماء.

هل تعلم بأنني لا استطيع تقبل فكرة ان تقوم بالدفاع عن من يقتل احد ابناء شعبك.

هل تعلم بان برنامج الفوتوشوب يفبرك الصور وليس مقاطع الفيديو ، وان النظام يستغبيك عندما يقول لك مقاطع فيديو مفبركة بواسطة الفوتوشوب؟

هل تعلم بأنني كسوري لا احتاج لمقاطع فيديو حتى تثبت لي بأن هذا النظام نظام إجرامي ؟فانا اعلم مدى اجرامه دون الحاجة لمقاطع فيديو

هل تعلم بأن الشخص إذا ما اعتقله المخابرات السورية ، ستجعله يعترف بانه فجر برجي التجارة العالمية إن شاءت ذلك ؟

هل تعلم بأن التلفزيون الرسمي السوري لا يمكن ان يصدق ولو حتى بدرجات الحرارة.

هل تعلم بأن قناة الجزيرة تبث مقاطع موجودة على الإنترنت وهي متاحة للجميع ولم تبث حتى تاريخه اي مقطع خاص وحصري بقناة الجزيرة .

هل تعلم بأن جميع المقاطع التي تبثها الجزيرة ، تبث على قنوات عالمية أخرى وليس فقط قناة الجزيرة من تفعل ذلك ؟

هل تعلم بأن تغطية الجزيرة للاحداث تأخرت عن القنوات العالمية مدى اربعة اسابيع كاملة

هل تعلم بأنه تعاقب على حكم سوريا الكثير والكثير ، كلهم ذهبوا وبقيت سوريا.

هل تعلم بانك إن كنت بخير فهناك سوري اخر ليس بخير ويجب أن يعنيك ذلك.

هل تعلم بأن هناك آلاف المعتقلين الذين لا يعرف لهم مكان ، ولهم اسر لا تستطع ان تسأل عن مكانهم حتى ، وإن كنت لست من هؤلاء فيجب ان يهمك امرهم؟

هل تعلم بأن هناك آلاف الشباب الذين لم ينالوا وظيفة ، لان مكانهم شغله من له واسطة اكبر ، إن لم تكن من هؤلاء يجب ان يهمك امرهم ؟

هل تعلم بأن هناك آلاف الأسر التي لا تجد قوت يومها ، إن لم تكن منهم يجب ان يهمك امرهم ؟

هل تعلم بان الحزب بقي يتغنى بتحقيقه للحمة وطنية استثنائية طوال اربعين عاماً وكان اول من رفع ورقة الطائفية عندما اهتز عرشه.

هل تعلم بأن الإسلاميين هم من رشخ الخوري لمنصبه في الحكومة في تلك الفترة.

هل تعلم بأن الامن غاب عن درعا 9 أيام متواصلة ، لم يتم التعرض فيها لمسيحي واحد على الرغم من انهم يسكنون وسط البلد.

هل تعلم بأن المسيحيين في درعا قاموا بفتح الكنيسة لمعالجة المصابين الذين لم يكن بالإمكان نقلهم للمشفى الوطني؟

هل تعلم بأنه لم يقم أي إقتتال طائفي في سوريا على الإطلاق ، لا خلال الحكم العثماني ولا حتى خلال الإحتلال الفرنسي؟ وان الاسد وحده من يريد ان يتم ذلك فعلاً في الوقت الحالي.

هل تعلم بأنه لا يوجد سبب لقيام حرب أهلية او للتعرض لأحد ، وأن النظام يقوم بتخويفك حتى لا تشترك بالمظاهرات، ويستمر بحكمه ؟

هل تعلم بان الحزب رفع شعارات الوحدة والحرية والإشتراكية ، وبنفس الوقت قام الحزب بنفسه واكثر من اي طرف اخر على عدم تحقيق هذه الشعارات؟

هل تعلم بان حزباً رفع شعارات ولم يحققها لمدة خمسين عاما هو حزب فاشل لا يستحق ان يقود بلداً.

هل تعلم بأن حزب البعث طبق وبشكل صارم فصل الدين عن الدولة ونادى بالعلمانية وبعد هذه الازمة كان أول من استخدم رجال الدين لتهدئة الوضع ؟؟

هل تعلم بانه لا يوجد سوري يستطيع ان يعدد لك خمسة من اعضاء مجلس الشعب وبنفس الوقت يعيب أبواق النظام على المعارضين بان لا احد من الشعب يعرفهم ؟

هل تعلم بأن السوري خارج الوطن يبقى سوريا وأن وجوده خارج الوطن لا يعني بانه فقد جنسيته وبالتالي له حق ابداء الرأي والمشاركة في هذا الوطن تماما كالمواطن الموجود خارج البلد .

هل تعلم بانه لا يوجد دولة في العالم إلا ويحاك ضدها المؤامرات ولكن لا يوجد دولة في العالم تتآمر ضدها جميع دول العالم وجميع المحطات التلفزيونية ؟

هل تعلم بأن اسرائيل نفسها تحاك ضدها المؤامرات مع ذلك لم تمنعها المؤامرات على تطوير نفسها وبناء اقتصادها ومحاربة الفساد ، حتى ان رئيس الدولة يجرجر في المحاكم بسبب التحرش الجنسي ، ورئيس وزرائها أولمرت بسبب إشتباه بقبضه رشوة ببضعة آلافات من الدولارات.

هل تعلم بان كوليت خوري قال في تصريح لها ، بان المؤامرة كونية وليست حتى دولية ؟؟؟ اي ان هناك كائنات فضائية مشتركة في هذه المؤامرة.

هل تعلم بأنك عندما تتغنى بالنظام فإنك وقع ذلك أشد من رصاص النظام ؟

هل تعلم بأنك تحقر من شأن سوريا عندما تعتبر بانها تربطها بأسم شخص مهما كان هذا الشخص؟

هل تعلم بأن الجيش لدعوسة الأعداء وليس لدعوسة كرامة السوريين ؟

هل تعلم بأن الرئيس البرازيلي "دي سلفا" جعل من البرازيل جنة خلال سنوات ، وفي خطابه الاخير ذرف الدموع ، وجميع الموجودين ذرفوا الدموع ولم يرفع احد شعار ""الله البرازيل دي سلفا وبس" ولم يطالب احد منهم بتعديل الدستور ليحق له ولاية اخرى. (لمعرفة المزيد)

هل تعلم بأنه تم إقالة حاكمة مدينة استكهولم وبنفس الوقت هي رئيسة حزب كبير في السويد لأنها استخدمت بطاقة حكومية لملأ خزان وقود سيارتها لمرة واحدة وكان ذلك بسبب انها نسيت محفظة النقود الخاصة بها ، واتهمت بخيانة الأمانة لفعلها ذلك ؟ (لمعرفة المزيد)

هل تعلم بأن قيام ساركوزي بتزكية أبنه (جان) لوظيفة مرموقة ، كادت تلك الخطوة تطيح به كرئيس للجمهورية ، واول الأحزاب التي قادت حملة ضده كان حزبه ، وتم التشهير به في الصحافة إلى درجة انه كتب مقال وعنون بالخط العريض (جمهورية فرنسا العربية) نسبة إلى ان ساركوزي يريد ان يجعل من فرنسا فاسدة كالدول العربية.

هل تعلم بأنه مارغريت تاتشر قادت بريطانيا للفوز بالحرب ضد القوات الأرجنتينية في حرب الفوكلاند عام 1982 وادارت الإقتصاد بطريقة إحترافية جدا وحازت على رضا الشعب واحترامه ومع ذلك لم يشفع لها بالحصول على ولاية جديدة ، ولم يخرج احد ليقول (الله بريطانيا تاتشر وبس).

هل تعلم بأنك اكثر إجراماً من الذين قتلوا حمزة ، عندما ترى هذه جريمة التشنيع بحمزة وتبقى مدافعا عنه او تجد له الأعذار والمبررات ؟

هل تعلم ان عدد الشهداء تجاوز 1200 شهيد وهذا العدد يتعدى رقم الشهداء السوريين في حرب 1973 والذي لم يتجاوز وقتها 500 شهيد

هل تعلم بان عدد الذين قتلتهم عائلة الأسد طوال من السوريين ، يتجاوز عدد الذين قتلتم اسرائيل من العرب في جميع مجازرها بعشرة أضعاف

هل تعلم بإن نظام الممانعة والمقاومة ، لم يطلق طلقة واحدة طوال اربعين عاما.

هل تعلم بأنه إذا قسمنا عدد الذين قتلتهم عائلة الأسد على عدد أيام حكمهم سنحصل على ناتج (5) اي ان الاسد يقتل خمسة اشخاص كمعدل باليوم الواحد. (لمزيد من المعلومات)

هل تعلم بأن سوريا كانت مصدرة للقمح وقريبا ستصبح مستوردة له.

هل تعلم بأن وزير الزراعة والذي كان سبب تصحر سوريا ، اصبح رئيساً للوزراء في الحكومة الجديدة.

هل تعلم بان الحكومة القديمة والتي وصفت بالفشل وانها اخذت سوريا إلى الهاوية ، يوجد منها 16 وزيرا في الحكومة الجديدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل تعلم بان الشعب السوري هو الذي يدعم المقاومة وليس النظام ، ولا يعني سقوط النظام تخلي الشعب عن دعم المقاومة.

هل تعلم بأن عدد المغتربين السوريين خارج سوريا يتجاوز المليون ونصف وإذا ما أضفنا لهم السوريين من اصول سورية سيصبح الرقم 15 مليون سوري.

هل تعلم بأن أولئك تغربوا بسبب انهم وجدوا وضعا افضل من الوضع الذي كان لديهم في سوريا.

هل تعلم بان رامي مخلوف يمتلك 111 مليار سورية في سنوات معدودة ، علما بان هذا الرقم هو للشركات المعروفة والمشهورة له فقط؟؟ وما خفي كان اعظم (رابط)

هل تعلم بان سوريا في المرتبة 150 من اصل 180 في تقرير مؤشر الشفافية لعام 2009.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 165 من اصل 175 من حيث حرية الصحافة رابط

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 140 من اصل 180 دولة بالنسبة لمؤشر الحرية الإقتصادية رابط

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 152 من أصل 167 من حيث الديمقراطية .

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 128 من أصل 215 دولة من حيث عدد مستخدمي الإنترنت.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 120 عالمياً من حيث سرعة الإنترنت.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 151 من اصل 185 دولة من حيث سرعة تحميل وتنزيل مزودات الإنترنت.

هل تعلم بأن سوريا يوجد فيها 18 مستخدم للانترنت فقط من اصل كل 100 مواطن.

هل تعلم بان سوريا تحتل المرتبة 115 من حيث الأمن والأمان ويسبقها في ذلك معظم الدول العربية.

هل تعلم بان سوريا تحتل المرتبة 8 على مستوى دول العالم في مستوى غلاء العقارات.

هل تعلم بان جامعة دمشق اصبحت في المرتبة 5900 عالمياً (ذيل القائمة)

هل تعلم بأن نسبة البطالة تتجاوز 15% ولكن نسبة الأبطال تتجاوز ذلك.

هل تعلم بأنه إنخفض إجمالي الناتج المحلي 9.1% خلال عام 2009

هل تعلم بان سوريا تحتل المرتبة 97 من اصل 136 دولة في تقرير التنافسية العالمي لعام 2010

هل تعلم بإن سوريا تحتل المرتبة 105 على مستوى العالم من حيث البنية التحتية.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 58 في استقرار الإقتصاد العام

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 107 في مجال التعليم العالي

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 115 في مجال فعالية انتاج السلع المناسبة

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 132 في مجال فعالية التوزيع المناسب للعمال

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 124 عالمياً في مجال التنمية الإقتصادية

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 11 عالمياً في مجال حسن توظيف التكنلوجيا في الإقتصاد

هل تعلم بان كل تلك المؤشرات متأخرة جدا على الرغم من أن سوريا تحتل المرتبة 65 عالمياً من حيث حجم سوق العمل

هل تعلم بان سوريا تحتل المرتبة 103 عالمياً من حيث تطور الأعمال

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 128 عالمياً من حيث الإبداع ؟؟

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 116 عالمياً من حيث الرشاوى ودفع المال غير النظامي (تقرير عام 2010) (كلما زاد رقم الترتيب كانت الرشاوى اكثر)

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 107 عالمياً من حيث إستقلال القضاء.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 73 عالمياً من حيث تضييع الأموال الحكومية المصروفة.

هل تعلم بأن سوريا احتلت المرتبة 94 عالمياً من حيث الإمكانية بالإعتماد على جهاز الشرطة.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 133 عالمياً من حيث الإعتماد على الكفاءات في الإدارة.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 86 عالمياً من حيث جودة التعليم الإبتدائي.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 109 من حيث جودة نظام التعليم الكلي.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 70 من حيث جودة تعليم العلوم والرياضيات.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 131 من حيث تزويد المدارس بالإنترنت

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 139 عالمياً من حيث مدى تدريب الكادر (في الشركات والمؤسسات)

هل تعلم بان سوريا تحتل المرتبة 95 عالمياً من حيث مستوى دخل الفرد (2579 دولار)

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 118 عالمياً من حيث استثمار العقول.

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 137 عالمياً من حيث صرف الشركات على البحث والتطوير

هل تعلم بأن سوريا تحتل المرتبة 126 عالمياً من حيث توافر احدث التقنيات.

هل تعلم بأن وضع سوريا سيصبح أسوأ بكثير جدا مما هو عليه الآن إذا بقي الأسد في السلطة ، حيث ان الدولة تواجه الأن عزلة دولية وهروب الإستثمارات وتراجعا في قيمة العملة ، وتهريب الأموال خارج سوريا .

هل تعلم بأن جميع تلك المؤشرات كانت نتيجة لسياسات ""عهد التطوير والتحديث"" فإذا كان نتائج التحديث والتطوير هكذا فما بالك بدون تحديث وتطوير ؟؟؟؟؟؟

سؤال لك كسوري : ألا نستحق كشعب اخترع الابجدية الاولى ان نكون في صدارة القوائم العالمية، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعلميا وتقنيا ، ثم إعلم أن سوريا ستنتقل في ارقام التنمية عشرات المراتب إذا اردت انت ذلك ، قم وغير ما انت به ، لديك ألف سبب لتثور على الوضع القائم ، وليس لديك شئ لتخسره ، ولن نكون ابدا في حال اسؤأ مما نحن به الآن.

أقولها بكل صراحة ، إن كنت ما زلت مواليا للأسد بعد كل هذه الحقائق ، فأنت متآمر على هذه البلد ، وأنت الذي يجب ان يتهم بالخيانة.

======================

بين الوحدة والتعددية تكامل وتوازن.. وبين الوحدة والبعثرة تناقض محض

صادق جواد سليمان*

*كلمة في ندوة حول الانقسامات الطائفية والعرقية في المجتمع العربي

مركز الحوار العربي- واشنطن

28 آذار/ مارس 2001

عندما تتكون أمة فتتماسك في ذاتها، فتتوضح معالمها متميزة عن معالم سواها من الأمم، يرتفق تكونُها بتأصل قناعات مركزية في وعي تلك الأمة تتحدد بها مقاصدها الأساسية وتنضبط بها اجتهاداتها في تحقيق تلك المقاصد. فإذا ارتبكت أو وهنت لدى الأمة قناعاتها المركزية بعد حين انحرفت اجتهاداتها لتخدم غير أو عكس تلك المقاصد. بذلك ينفلت في الأمة سياق بعثرة تحدوه نزعات وأهواء تغلب فيها الإثرة ويغيب منها الولاء للصالح العام.

 

في الحال العربي هناك – على ما ألمس – ربك ووهن في القناعات المركزية التي تكونت بتأصلها، وتماسكت بتواصلها، رغم كل المفرقات، الأمة العربية عبر قرون. هذا الربك والوهن أراهما قد أطلقا العنان للنزعات الطائفية لتغلّب خصوصياتها على عمومية الأمة. العلاقة هنا عكسية الأثر: كلما يقوى النزوع الطائفي في الطرف يضعف التماسك القومي في الوسط. من ذلك استقرئ أنه إذا استطرد سياق البعثرة فستنشط الطائفيات وتتصادم. أما الأمة فستبقى رهينة وهن مستديم.

 

الطائفية في ماهيتها تغليب للبعض على الكل، للطرف على الوسط، للجزء على الكيان، للخاص على العام، أيا كان المجال الذي تمارس فيه. على الصعيد الديني هو تصرف طائفي حين لا يساوي منتمون لدين منتمين لدين آخر معهم في حقوق المواطنة. على الصعيد القطري هو تصرف طائفي حين يعمل قطر خارج الالتزام بسلامة الوطن الكبير. على الصعيد المذهبي هو تصرف طائفي حين يتحامل أصحاب مذهب على أصحاب مذهب آخر. على الصعيد الشخصي هو تصرف طائفي عندما يغلب مواطن كسبا شخصيا على الصالح العام. على الصعيد الفئوي هو تصرف طائفي حين تعزل فئة اهتماماتها عن هموم الأمة، أو عندما يستأثر رهط بالسلطة ويتشبث بها حتى يزاح بقوة كما هو أزاح رهطا مثله بقوة من قبل. أخيرا هو تصرف طائفي حين تتصرف قبيلة على أساس أن لها دوام الصدارة، ففيها وحدها يبقى الحكم ولها وحدها تعقد البيعة جيلا بعد جيل دون سائر الناس.

 

ما لا تعود الأمة العربية لتتثبت عند مبادئ خليقة بأن تشكل لها وسطا فكريا وخلقيا قويما وواضحا في ذاته، وجامعا وراعيا للأجزاء والأطراف، وهي مبادئ العدل والمساواة وكرامة الإنسان واِلشورى، فإن النزعات الطائفية التي تقوم على نقيضات هذه المبادئ، الإثرة والتمييز والاستهانة بالإنسان واحتكار السلطة، ستظل توهن الوسط القومي وتفرغه من محتواه الحضاري، وبذلك تتراجع الأمة في قابلية التماسك في الداخل والتعامل الناجح مع الأمم.

 

في ماض غير بعيد، عندما كان يتاح لي من حين لآخر أن أحضر اجتماعات الجامعة العربية، كنت ألاحظ مصدرة على الحائط في قاعة الاجتماع ( لتذكير من قد تنفعه الذكرى) الآية الكريمة: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم إعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون."

 

العبارة " كنتم على شفا حفرة من النار" شديدة الخطاب، مؤداها: إنكم كنتم على وشك الانهيار كمجتمع من شدة ما استفحل بينكم من خلاف وعداء يدفعكم للاختصام والاقتتال بأتفه الأسباب، ولو بقيتم على ذلك لارتكستم، ولتعطل دوركم الحضاري بين الأمم.

 

أستعين بهذه الآية الكريمة لأدلل على مركزية دور الوحدة عندما يكون قيام الوحدة على المبادئ الصحيحة (حبل الله) في صعود أحوال الأمم، وبنفس المنطق، لأدلل على مركزية دور البعثرة في هبوط أحوال الأمم، حيث الأهواء لا المبادئ تحكم. ذلك أن الوحدة المنضبطة بالمبادئ الصحيحة تلم الشمل، تحشد الطاقات، توسع أطر التعاون، وتعزز مناعة الأمة ضد إغراضات الخارج، وأن البعثرة المنفلتة عن الانضباط المبدئي تعمل عكس ذلك.

 

لكن، ألا تبرز للوحدة أيضا مخاطر بعد حين، من حيث أن التركيز على الوحدة بنمطية رتيبة يضعف بمرور الوقت انضباطها بالمبادئ فتنقلب الوحدة إلى هيمنة تصد التعدد في الاجتهاد والتنوع في الاختيار، وأن ذلك بدوره يخلق جفافا في المناخ القومي تنضب فيه قدرة الأمة على الابتدار والاختراع؟

 

نعم يحصل ذلك حينما يأتي التأكيد على الوحدة بمعزل عن المبادئ التي قامت عليها، فيأتي دونما تأكيد مواز ومماثل على التعددية في نسق واحد. ذلك أن الوحدة كفة والتعددية هي الكفة الأخري في ميزان بناء الاستقرار والنماء. بذلك ليست التعددية على تضاد مع الوحدة. التعددية، بمعنى diversity، والبعثرة، بمعني fragmentation، ليستا من جنس واحد. الأولى تثري وتنوع الخبرة القومية، الأخري تفقرها وتزرع فيها بذور شقاق. بين الوحدة والتعددية إذن تكامل وتوازن، وبين الوحدة والبعثرة لا يوجد سوى تناقض محض.

 

الطائفية، الفئوية، المذهبية، القبلية، القطرية الشديدة، هي كلها عناصر بعثرة، وتحت سياقها لا يتسقيم لأمة أمر ولا يكتب لها استقرار أوازدهار. على عكس ذلك، بالوحدة المقترنة بالتعددية ترتكز الأمة في وسط تحكمه مبادئ إنسانية تلتزم بها وتحتكم إليها سائر الأطراف. التعديية نعمة إذا هكذا تماسكت مع وسط مستقر في مبادئ، وتغدو بعثرة إذا انفصمت عنه. الوسط أمان للأمة إذا هكذا راعى التعددية، وعرضة للاضطراب إذا كبتها فحملها على الانفلات. الأمة الواعية تسعى لوسط راكز وتعددية متحركة في نسق واحد. ذلك أن توحدا على المقاصد وارتكازا في الوسط لا يضيره، بل يثريه، تنوع في الاجتهاد وتعدد في الأطراف.

 

الأمة العربية – على ما أرى – لا تزال على مسافة من تحقيق توازن كهذا في خبرتها الراهنة. لكن أملا يراودني، وأخاله يراودكم جميعا، أن أمتنا، بما استودعت من جدارة رادت بها حضارة جامعة من قبل، سوف تفيق يوما على حالها، تجمع أمرها، تنبذ البعثرة تتبنى ميزان الوحدة والتعددية، وبذلك تخلق نفسها من جديد على نحو أرشد وأرحب.

===========================

انتخابات حاسمة في تركيا.. لماذا؟

السبيل 12/6/2011

د. إبراهيم البيومي غانم

صباح غد الاثنين، سوف يستيقظ الأتراك على واقع جديد لبلادهم بعد انتهاء الانتخابات العامة التي تجري اليوم (12 يونيو2011)، وبعد أن يتم الإعلان عن الفوز الثالث لحزب العدالة والتنمية الحاكم لأول مرة في تاريخ تركيا الحديثة يفوز فيها حزب حاكم بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً. أما صباح اليوم الأحد فسيتوجه الناخبون الأتراك للإدلاء بأصواتهم فيا يعتبرونه انتخابات»حاسمة» يشارك فيها 15 حزباً، و7.695 مرشحاً يتنافسون على 550 مقعداً هي مجموع مقاعد البرلمان، ويبلغ عدد من لهم حق التصويت 50 مليونا و189 ألف ناخب.

لو أنك زرت تركيا كما فعلت أنا في الأسابيع القليلة الماضية لوجدت أنها تعيش في «عرس ديمقراطي» مبهر، وسوف تتمنى -وخاصة إن كنت عربياً مثلي- أن يأتي اليوم الذي تنعم فيه بلادنا بهذه النعمة التي تسمى «الانتخابات الديمقراطية الحرة»؛ حيث الفرص متساوية أمام جميع الأحزاب المتنافسة كي تعرض برامجها على الموطنين بمختلف وسائل الإعلام، وبحرية تامة. ولكنك قد تفاجأ مثلي بمن يقول لك إنه غير راض عن الديمقراطية التركية حتى الآن، ففي رأي بعضهم أن الديمقراطية لم تتجذر في الممارسات الاجتماعية، ويقولون أيضاً إن تقاليد الحوار وقبول الرأي الآخر لا تزال ضعيفة، ولا تزال الأحزاب السياسية منعزلة عن هموم المواطنين، ومتجهة فقط إلى الاستحواذ على السلطة. وتقول: «الديمقراطية تفترض التعددية، والشفافية، والثقافة المجتمعية القائمة على مباديء الحوار واحترام الآخر، ومجتمعنا لا يزال بعيد عن ذلك». ولا يستثنون ح من ذلك حزب العدالة من بعض الانتقادات التي تشير فيها إلى ضيق صدر أردوغان بمنتقديه يوما بعد يوم، وزجه بأعداد من الصحفيين في السجن لتطاولهم على شخصه.

 

ولكن الآراء التي تعبر عن توجهات غير حزبية في تركيا، تؤكد  من جهة أخرى  أن أفضل الأحزاب هو العدالة والتنمية، وأن الأحزاب الأخرى تعاني من الإفلاس، . والمثل الذي يتردد تلخصه هنا نكتة سياسية يتداولها النشطاء السياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهي تقول على لسان أحمد كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أقوى أحزاب المعارضة إن «الانتخابات في شهر رجب (الحالي) مؤامرة من «رجب» رئيس الحكومة، يريد أن يستغل بها مشاعر المواطنين الدينية!!. وهذا يذكرك بالحجج التي تسوقها القوى السياسية العلمانية الفاشلة لتبرر بها إخفاقاتها المتكررة في مواجهة التيارات الإسلامية في البلدان العربية.

نتائج آخر استطلاع قامت به مؤسسة كوندا «CONDA» تقول إن العدالة والتنمية سيفوز ب 46.5 في المائة، وسيفوز منافسه القوي حزب الشعب الجمهوري ب 26.8 في المئة، وحزب الحركة القومية ب 10.8، أما حزب السلام الديمقراطي (ذي النزعة الكردية) فسوف يحصل على 6.7 في المئة فقط ما يعني أنه سيخرج من البرلمان القادم لعدم تحقيقه نسبة 10 في المئة التي تسمح له بالتواجد فيه طبقاً للقانون. مؤسسة «كوندا» أجرت هذا الاستطلاع في الفترة من 3 5 يونيو الجاري، ضمن سلسلة استطلاعات بلغت 16 حلقة بدأتها حول هذا الموضوع في مارس 2010، وشملت حتى هذا الاستطلاع الأخير 46.000 من المواطنين الأتراك. ولهذا فإن هذه النتائج تحظى بدرجة عالية من المصداقية لدى مختلف الأوساط السياسية والإعلامية التركية.

في تركيا يقولون إن هذه الانتخابات حاسمة: فإما أن يقرر الشعب التخلص نهائياً من بقايا الدولة العميقة والنظام التسلطي، وإما أن تنتكس الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.

أسباب الحسم في هذه الانتخابات متعددة، وهي تتلخص في أن الأتراك يرغبون في الاطمئنان على مستقبل بلدهم لعشرين عاما قادمة، ويرون أن ذلك يتطلب الحسم في ثلاث قضايا كبرى هي:

1 إعادة كتابة دستور للبلاد يضعها في مصاف الدول الديمقراطية الراسخة.

2 وحل المسألة الكردية حلاً على أسس ديمقراطية وعادلة.

3 وتأمين مصادر مستدامة للطاقة إلى جانب مستويات معيشية وخدمات عامة وفرص عمل مناسبة لأغلبية المواطنين.

مسألة كتابة دستور جديد للبلاد؛ باتت مرهونة بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة كبيرة تمكنه من صوغ هذا الدستور وفق معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان دون أن تتمكن أحزاب المعارضة التقليدية من عرقلته. ولاحظ معي أن المجتمع السياسي التركي (حكومة ومعارضة) مضى في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وحقق إنجازات هائلة داخليا وخارجياً على مدى السنوات التسع الماضية من حكم العدالة والتنمية. ولم يتوقفوا (لا حكومة ولا معارضة) بحجة أن الدستور أولاً  كما يفعل البعض عندنا  بينما هم في حقيقة يخفون فشلهم وعجزهم عن طرح برامج إصلاحية تقبل التطبيق وتحقق مصلحة القطاعات الواسعة من المواطنين.

حزب العدالة والتنمية يبدو من خطابه السياسي وبرنامجه الانتخابي أنه قد سئم من الحوار مع أحزاب المعارضة ومن تعاونها في إنجاز مشروع الدستور الجديد. وهذا ما نقرأه مثلاً في تأكيد رجب طيب أردوغان في حملاته الانتخابية على أن حزبه يسعى للفوز بثلثي مقاعد البرلمان؛ أي ب367 من 550 مقعداً، وبنسبة 66 في المئة من تلك المقاعد تقريباً، أو ما يعادل 52 في المئة من أصوات الناخبين!. ولكن هذه النسبة تبدو غير واقعية وغير ممكنة في ظل احتدام المنافسة واحتشاد خصوم العدالة والتنمية، إلى جانب بعض السلبيات التي بدأت تتسرب إلى داخل حزب العدالة ذاته، بما في ذلك دخول بعض العناصر الانتهازية الساعية لتحقيق منافع خاصة على حساب المنفعة العامة. ومع ذلك فإن الممكن الذي تكاد تجمع عليه استطلاعات الرأي هو الحزب سيفوز بنسبة لا تقل عما حققه في انتخابات 2007 وهي حوالي 47 في المئة من مقاعد البرلمان.

رسمياً تقول أحزاب المعارضة إن انفراد حزب العدالة بوضع دستور جديد أمر غير ديمقراطي. ويرد حزب العدالة على ذلك بالتأكيد على أنه حتى لو فاز الحزب بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان التي تمكنه من تمرير الدستور الجديد منفرداً؛ فإنه سوف يطرحه لاستفتاء شعبي، وسوف يشكل  قبل ذلك  لجنة دستورية تضم أعضاء من الأحزاب الممثلة في البرلمان، وتستمع إلى اقتراحات وأفكار مؤسسات المجتمع المدني وأساتذة القانون ورجال الفكر والسياسة وقادة الرأي.

 

في الواقع أن ما يجعل أحزاب المعارضة تقف بقوة ضد مشروع دستور جديد لتركيا هو أن تحقيق هذا الهدف يعني ببساطة طي صفحة الاستعلاء النخبوي الذي مارسته هذه الأحزاب على الشعب لعقود طويلة صاحبها الفشل وانتشر فيها الفساد وتدهورت الأحوال المعيشية لأغلبية المواطنين.الشعارات الانتحابية لا تزال تحمل هذا النفس الاستعلائي؛ أحدها لحزب الشعب الجمهوري يقول:» لن أصوت لحزب العدالة لأن لدي عقل»، وآخر يقول « لا نريد رعاة الغنم ولا رجب»، ومثل هذه الشعارات تزدري ما يقرب من 17 مليونا تركيا يصوتون لحزب العدالة والتنمية!.

والمثير في المشهد الانتخابي التركي خلال الأسابيع الماضية ليس فقط اصطفاف أحزاب متناقضة فكرياً وأيديولوجياً في خندق واحد ضد حزب العدالة والتنمية (حزب الشعب الجمهوري اليساري النزعة، مع حزب الحركة القومية المتشدد، مع حزب السلام الديمقراطي الكردي...إلخ) لتخفيض نسبة نجاحه المرتقب؛ وإنما الملفت أيضاً تأييد أوساط نافذة في الإعلام الأوربي لتلك الأحزاب في مواجهة حزب العدالة.

مجلة «ذي أكونوميست» البريطانية النافذة  في عددها الصادر بتاريخ2 يونيو الجاري  دعت الأتراك صراحة إلى التصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض، معتبرة أن إعادة انتخاب حزب العدالة والتنمية «مثير للقلق.. ليس لأسباب دينية وإنما ديمقراطية» بحسب قولها؛ الأمر الذي دفع أردوغان إلى شن هجوم شرس ضد المجلة أثناء جولته الانتخابية في مدينة قونيا، وربط بين المجلة و»إسرائيل» وخصمه السياسي زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدارأوغلو، الذي سبق أن أرسل تهنئة ل»إسرائيل» بمناسبة إعلان قيامها في 15 مايو الماضي. ومن جانبه قام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو -الذي يخوض الانتخابات البرلمانية في مدينة قونيا- بتوجيه الاتهام إلى الإيكونوميست بانتهاك أخلاقيات الصحافة الدولية.

أما بالنسبة للقضية الكردية، فلدى حزب العدالة والتنمية رؤية لحلها حلاً شاملاً في إطار وحدة الدولة التركية وعلى أسس منفتحة تتجاوز سلبيات السياسات القومية المتشدد التي مارستها الحكومات الكمالية منذ تأسيس الجمهورية، وأدت إلى تهميش المناطق الشرقية من البلاد التي يقطنها الأكراد، وحرمت أغلبيتهم من التعليم والرعاية الصحية والمشروعات الإنتاجية. وفي رأي البعض أن الأحزاب الكردية لم تفعل شيئاً للأكراد، ولا تعنيها مشكلات الأمية والمرض والبطالة التي يعاني منها أبناء الأكراد. ويرى آخرون أن هذه الأحزاب تسعى فقط لمنافع خاصة وسلطوية، ولهذا  والكلام لها  فإن أغلب الأكراد يرون أن أفضل الأحزاب هو حزب العدالة والتنمية؛ لأنه قادر على استيعابهم في النظام السياسي وحل مشكلاتهم على أسس ديمقراطية.

 

القضايا الاقتصادية هي الأسهل بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، وإنجازاته فيها هي حجته الأقوى التي يواجه بها خصومه السياسيين المنافسين له. فهو لا يحتاج إلى جهد كبير لإقناع الناخب التركي بأنه «بطل الاستقرار»، وأن مستقبله معه وليس مع أحزاب المعارضة. وما تحقق على مدى السنوات التسع الماضية يؤكد نجاح حكومة أردوغان في تطوير الأداء الاقتصادي وإعادة توزيع الثروة وفق سياسات أكثر عدالة وتوازنا من ذي قبل، إضافة إلى تحقيق معدلات عالية للتنمية بلغت 8.9 في المئة في العام 2010 ، مع تراجع نسبة البطالة إلى 11.5 في المئة في الفصل الأول من هذا العام 2011.

أحزاب المعارضة الرئيسية، باتت مقتنعة  فيما يبدو  هي الأخرى بأن فوز حزب العدالة والتنمية أمر محقق؛ ومع هذا فإنها لم تيأس من محاولة وضع العصي في عجلة الإصلاح التي تقودها حكومة أردوغان. فالشغل الشاغل لهذه الأحزاب وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري، تركز خلال الأسابيع الماضية باتجاه واحد فقط هو «محاولة تخفيض نسبة نجاح الحزب الحاكم» إلى ما دون نسبة 47 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات السابقة سنة 2007. نعم تتمنى أحزاب المعارضة التركية إسقاط حزب العدالة في هذه الانتخابات، ولكنها تعرف أن أمنيتها هذه مجرد سراب لا يمكن إدراكه هذه المرة على الأقل.

كنت أظن أن موقف الحكومة التركية من الثورات العربية سيكون حاضراً بقوة في اهتمامات الأحزاب المتنافسة والناخبين في تركيا، ولكن هذا الحضور ليس بالقوة التي كنت أتوقعها. هناك ترحيب شعبي واسع بالثورات العربية، ولكن هناك أيضاً توجساً من أن تؤدي النزاعات في بعض البلدان مثل سوريا وليبيا إلى التدخل الأجنبي. وأياً كانت تحفظاتنا على مواقف السياسة التركية تجاه الثورات العربية؛ فإن مسار تجربة التحول الديمقراطي التركي عبر صناديق الاقتراع تستحق منا المزيد من التأمل لنتعلم منها.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ