ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 11/07/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مافيا الفساد الكبير

إن الفساد ظاهرة اجتماعية خطيرة،وشعار محاربة الفساد قديم منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وقد كثر الحديث عنه مؤخراً، وكتبت عشرات المقالات والدراسات عن الفساد وأسبابه وطرق معالجته، في صحف النظام وصحف المعارضة على السواء، والجميع يطالب النظام بضرورة اتخاذ تدابير جدية، إدارية وقانونية واقتصادية لمحاربة الفساد المستشري في الدولة وأجهزتها المختلفة من الأعلى إلى الأدنى. وأضحى النضال من أجل فضح المفسدين والفاسدين، وكشف أضرار الفساد وآثاره السلبية الكبيرة على الأخلاق والقيم الإنسانية والمجتمع والاقتصاد الوطني بصورة عامة واجب وطني.

تولد الفساد في بلادنا- بشكله المستشري والعلني والمدمر- من الفساد السياسي، إذ يعود أساس هذه الظاهرة إلى النظام الشمولي الذي سيطر على البلاد، وأرسى سياسة القمع والإرهاب ضد المواطنين وعمم الاستبداد بقهر الشعب وإذلاله وتهميشه وحرمانه من أبسط الحقوق الديمقراطية، مما أفسح في المجال للمتسلطين من الحزب الحاكم وأقاربهم وأعوانهم، وأصحاب المناصب العليا في الدولة، أن يكونوا مطلقي الأيدي والإرادة في مقدرات الدولة والمجتمع، يعبثون فيها دون رقيب أو حسيب. وبعدها فتح الباب أمام الجميع للتلوث بهذه الآفة الخطيرة بحيث يتساوى الجميع، ولا يستطيع أحد أن يحاسب أحداً ( وما في حدا أحسن من حدا ). من هنا فإن الإفساد سياسة قامت في أجهزة السلطة والدولة من أجل تأمين الانصياع، بحيث لا يستطيع ( اللي تحت ) محاسبة ( اللي فوق ) واستنكار أعمالهم والوقوف في وجهها. وهكذا صار الجميع يتحدثون عن الفساد حتى الفاسدين والمفسدين أنفسهم، وكأنه ظاهرة كونية أو فلكية لا مهرب منها، ويدعون للتكيف معها، لأنها قدر أو ما يشبه القدر.

الفساد في المرافىء نموذجاً:

إن رموز الفساد المتفشي في مرفأي اللاذقية وطرطوس معروفون بالأسماء والأشخاص للجميع. وهم عبارة عن مافيا مسيطرة، تستخدم ( أزلاماً / شبيحة ) تقوم بتنفيذ إرادة وقرارات أسيادها من أصحاب الحظوة والنفوذ في السيطرة على كل أعمال المرفأ وحركة الدخول إليه والخروج منه. ويتحقق الفساد وتجنى الرشاوى بطرق عديدة وأشكال مختلفة، حتى يبدو أن النظام العام والقوانين غائبة على الأرض، وبالفساد وحده تدار الأمور:

- نظام شركة المرفأ يحتم إدخال البواخر التي تنقل البضائع بأدوارها وفق تاريخ محدد، حيث تفرغ الباخرة حمولتها وتخرج بتاريخ يحدد أصولاً. لكن غالباً ما يجري تجاوز هذه القواعد، وذلك بإدخال بواخر قبل موعدها المحدد للتفريغ على حساب تأخير بواخر أخرى. ينتج عن ذلك غرامات تأخير في التفريغ تدفعها شركة المرفأ للباخرة المعنية، وهي عشرة آلاف دولار عن تأخير كل يوم، مما يرتب على الشركة خسائر سنوية تقدر بملايين الدولارات. المستفيد من هذه الظاهرة هم رجال المافيا المسيطرة ورموز الفساد المتحكمون بآلية عمل وحركة الملاحة في المرفأ. يقبضون ملايين الدولارات من البواخر التي يدخلونها خلافاً لنظام المرفأ، وكذلك من شركات النقل البحري، تذهب إلى جيوبهم. بينما تدفع خزينة الدولة غرامات التأخير المفتعل والمقصود، فتخسر شركة المرفأ الملايين التي يجنيها رموز الفساد المعروفون وسارقو الأموال العامة بشكل موارب.

- يجري تهريب الدخان الأجنبي إلى سورية عن طريق مرفأي اللاذقية وطرطوس دون أي مساءلة. فرموز الفساد والمهربون محميون من مراكز قوى مسؤولة في النظام. وبعدها يوزع الدخان المهرب في المدن السورية علناً، على مرأى ومسمع من الجميع، برعاية مافيات أخرى تشرف على شبكات التهريب والنقل والتوزيع، وهذا معروف للجميع.

- تخسر معامل وشركات القطاع العام سنوياً المليارات نتيجة الهدر والفساد وسرقة الأموال العامة. وقدرت الإحصاءات الرسمية هذه الخسارة في عام 2004 وحده بسبعين مليار ليرة سورية.

- يملك معظم مدراء هذه المؤسسات ( المخسرة والمسروقة ) الملايين والكثير من العقارات والأملاك والثروات المختلفة، دون أن يتعرض أحدهم لاستفسار أو مساءلة عن مصدر هذه الثروات وطريقة جنيها. فمن يحاسب من؟! إذا كان الفساد شاملاً ومعمماً من الأعلى إلى الأدنى.

- ناهيك عن الفساد المستشري في وزارات الدولة المعنية بالاقتصاد الوطني مثل وزارة الاقتصاد ووزارة المالية،والذي يهدف على التهرب من الاستحقاق الضريبي. حيث يشترك بعض رجال الأعمال والسماسرة من الصناعيين والتجار مع هذه المافيات لاقتناص الأرباح على حساب خزينة الدولة والأموال العامة. ومن المعلوم أن المسؤولين وأولادهم وحاشيتهم وشركاءهم يعملون بكل حرية دون أن تعرف الدوائر المالية شيئاً عن أعمالهم ونشاطهم وأرباحهم، ولا يترتب عليهم أية مستحقات لهذه الدوائر، وهناك ألف طريقة وطريقة لتجنب ذلك.

- قدرت وزارة المالية على لسان وزيرها حجم التهرب الضريبي في سورية بـ / 200 / مليار ليرة سورية سنوياً، يقضمها الفساد، وتحرم منها الخزينة العامة.

- تقدر الأموال التي سرقت نتيجة الفساد وهربت إلى الخارج بأكثر من / 150 / مليار دولار، يعود معظمها إلى طغمة الفساد التي احتلت مراكز هامة في أعلى هرم السلطة ولمدة عقود من الزمن.

"العدد 49 من نشرة الرأي" 01/07/2006

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ