ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/05/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

J

 

سورية .. والقرار الصعب؟!

فرد نوار

الشرق

23-5-2011

من المستحيل ان يتقبل الرأي العام العربي والاقليمي والدولي اخبار الاعلام السوري طالما ان مضمون تغطية الاحداث يجافي الحقيقة والواقع. وقد دلت عمليات البث الميداني لجوانب من الحال العامة في سورية على انها لم تقنع احدا لا في الداخل ولا في الخارج، لاسيما ان ابتعاد الاعلام الرسمي المرئي والمسموع القسري عن حقيقة ما يجري يشكل نوعا من الفضيحة المرفوضة، حيث يقال غير ما هو حاصل كما يتم التركيز على مشاهد اين منها الجثث المنتشرة في غير مدينة وبلدة وشارع في سورية؟!

من الصعب تشبيه الوضع في سوريةبما هو سائد في ليبيا واليمن مثلا، غير ان القرار الدولي لم يعد في متناول من بوسعه الدفاع عن النظام في سورية، داخليا واقليميا ودوليا. وهذا الجار التركي لم يعد قادرا على لجم انتقاداته وبالتالي نصائحه الداعية الى وقف المجازر، اما الجيران العرب فانهم وان حافظوا على السنتهم وحاذروا انتقاد تصرفات الرئيس الاسد، فان بعض هؤلاء يخاف من ان يصل دوره في معمعة التغيير باتجاه الاحسن او الاسوأ لا فرق؟!

اما الذين يستخفون بالعقوبات التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما ومعه اجراءات الدولة السويسرية فانها لا تقاس بما تعده كل من فرنسا وبريطانيا لمعاقبة موجعة بحق سورية والرئيس بشار الاسد بالتحديد!

والذين يتحدثون عن مخرج سياسي - ديبلوماسي للازمة في سورية، يشددون على ما اورده الرئيس الاميركي تكرارا لجهة وضع الرئيس الاسد امام خيار الاصلاح او الرحيل، حيث يقال ان احلاهما بالنسبة الى النظام في سورية بالغ المرورة، خصوصا ان اجراءات القمع بوسائل مفرطة تشير الى عكس ما هو مرجو للخروج بحل قريب يكفل الاصلاح من دون مقاربة المصير الشخصي للرئيس الاسد، شرط بلورة رد الفعل الميداني بعكس ما هو قائم عسكريا وسياسيا وديبلوماسيا!

ولجهة الدور الايراني فان الرئيس محمود احمدي نجاد لن يتوانى عن دعم النظام في سورية، لكن ظروفه الاقليمية والدولية لا تسمح له بان يعادي العالم قاطبة اكثر مما هو فيه من خلافات مع اميركا واوروبا ودول الخليج، فضلا عن ازماته الداخلية والاقليمية التي تمنعه من ان يتحرك بحرية مطلقة كما درجت العادة، لان الوضع في العراق مأزوم مذهبيا وسياسيا مثله مثل الوضع في البحرين حيث يعرف الجميع الدور الايراني السلبي في المنطقتين!

وفي حال لم يستوعب السوريون ما عليهم فعله لعدم الوصول بازمتهم الداخلية الى طريق مسدود، فان الكلام على دعم عربي للرئيس الاسد قد تقلص اخيرا الى ادنى مستوياته، وثمة من يجزم بان علاقة سورية مع السعودية ليست جيدة كي لا نقول متوترة على خلفية الواقع في لبنان، لم يترجم حرف منها بقدر ما حصل العكس جراء اعطاء حزب الله وحلفائه كمية هائلة من الدعم في مواجهة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومجموع مؤسسات الدولة وصولا الى مناهضة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي لم يعد يعرف من هو معه ومن هو خصمه؟!

===================

سورية... توسيع دائرة اللهب

الإثنين, 23 مايو 2011

ميسر الشمري

الحياة

من المؤكد أن النظام السوري سينتهج منهجاً مختلفاً في التعامل مع ثورة الشعب. النظام السوري لديه سوابق وأوراق، وقدرة على القمع من جهة، ومهارة في المناورة من جهة أخرى. الولايات المتحدة تريد بقاء النظام السوري، وإن لفترة محددة، كون سورية بنظامها الحالي قادرة على ضبط إيقاع الحدود الشمالية للكيان الصهيوني أولاً والسيطرة على المقاومة العراقية ثانياً، وهاتان مسألتان مهمتان بالنسبة لصناع القرار الأميركي، في المقابل واشنطن لا يمكن أن تغامر بسمعتها كراع للديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم، من أجل نظام يرفضه شعبه، لكن واشنطن التي تعلمت من درس العراق، وأصبحت تستخدم الاتحاد الأوروبي، رأس حربة في التعامل مع خصومها، ستضطر في النهاية إلى نزع ورقة التوت عن النظام في سورية، ليس حباً في حقن دماء الشعب السوري، ولكن سعياً لتأمين مصالحها، وكذلك هي الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي لا يريد أن يكرر الخطيئة الفرنسية في التعامل مع ثورة تونس.

في سورية، سيختلف الأمر عما حدث في تونس ومصر، وما يحدث في ليبيا واليمن. البعثيون الذين حكموا في العراق وسورية عقوداً، ابتكروا طرقاً مختلفة في التعامل مع الأزمات الداخلية، فهم وما إن تشتعل النار في ديارهم، يسارعون إلى دحرجة كرة اللهب إلى جيرانهم، وأحياناً يستبقون اشتعال النار، كما فعل صدام حسين في الكويت، وحافظ الأسد مطلع السبعينات في لبنان. العرب شاركوا في تغطية دخول القوات السورية إلى لبنان آنذاك، وهو ما قوى شوكة الأسد، وجعله يفتك بحماة، لهذا على العرب الذين مكّنوا الأسد الأب، أن يهبوا لمساعدة الشعب السوري من فتك الابن.

قوات الأمن السورية وكذلك الجيش أحكمت سيطرتها على محافظة درعا، وأغلقت الحدود مع الأردن، وإن بشكل غير معلن، لأنها لا تريد نزوح مواطني درعا إلى الأردن البلد القوي أمنياً، والقادر على تأمين حياة من يلجأ إليه، لهذا اتجهت دبابات الجيش إلى تل كلخ القريبة من حدود لبنان الضعيف، والتي لديها فيه حليف قوي هو حزب الله، ومن المتوقع أن تعطي الدبابات السورية ظهرها للجولان، وتتجه شرقاً إلى البوكمال، بهدف توسيع دائرة اللهب داخلياً، وجعل «أسطورة الجماعات السلفية» التي ابتدعها الإعلام السوري أمراً حقيقياً، فوجودها في تل كلخ سيجعل من السهل جر التنظيمات الإسلامية في لبنان إلى الداخل السوري بإيعاز من بعض القوى اللبنانية الموالية للنظام في سورية، وكذلك هي الحال بالنسبة لمدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق.

إشعال المنطقة الشرقية في سورية، خصوصاً المقابلة منها لصحراء الأنبار، سيسهل عملية انتقال جماعات إسلامية تعمل في العراق وتحت إمرة إيران وسياسيين عراقيين نافذين إلى الأراضي السورية، ومن ثم تصبح «أسطورة الجماعات السلفية» أمراً واقعاً، وبالتالي يصبح من حق الجيش السوري إبادة الشعب من أجل حماية الشعب.

في تل كلخ الوضع معقد. هناك جيش لبناني وإن كان هشاً يحاول حماية الحدود، لكن النظام السوري يراهن على تهور الجماعات الإسلامية في لبنان، إن بدافع «الغيرة المذهبية»، أو بدافع «الثأر» من نظام قتل أكثر من 30 ألف مواطن قبل ثلاثة عقود في حماة، بحجة أنهم من الاخوان المسلمين.

في البوكمال الوضع أقل تعقيداً، خصوصاً أن إيران هي التي تحرك غالبية القوى الإسلامية في العراق، بدءاً بدولة العراق الإسلامية، وصولاً إلى أصغر الفصائل هناك، وهي (الفصائل الإسلامية في العراق) تدار من نوري المالكي وعراقيين نافذين في البرلمان والشرطة والجيش، يضاف إلى ذلك أن أغلب العرب الذين دخلوا العراق تحت ذريعة الجهاد في بلاد الرافدين مروا من تحت اليد السورية.

بهذا السيناريو يكون النظام السوري نجح في تصديق كذبة «الجماعات السلفية» وجعلها أمراً واقعاً، وجر لبنان والعراق إلى كرة اللهب السورية. الأخطر أن يوعز النظام السوري لحزب الله بحرب على إسرائيل لخلط الأوراق في المنطقة.

==================

عن أي سورية يدافعون؟

ياسر أبو هلالة

22/05/2011

كشفت الثورات العربية عن أجمل ما في الشعوب وعيا ونقاء وذكاء وبطولة وتضحية وفداء. وبقدر ما قدمت نخبا ادخرتها الشعوب لهذه اللحظة التي "هرمت" في سبيلها، أخرت نخبا أخرى تنكرت لحق الشعوب الطبيعي في الحرية والكرامة والعدالة، وانحازت جحودا ومصلحة أو جهلا وسوء تقدير إلى الطغاة، متذرعة بالحفاظ على الاستقرار أو مناكفة للغرب الذي لا يضمر ودا لأنظمة ممانعة، تقف بمواجهة أميركا وإسرائيل.

الاختباران التونسي والمصري مرّا بسرعة. ومع ذلك، يمكن للباحثين مستقبلا رصد تواطؤ أو تخاذل من بعض "النخب". بعضهم أصيب ببكم أعياه عن القول، ومنهم من ارتبك وناور، ولا ننسى فزعة الذين راهنوا في ربع الساعة الأخير على عمر سليمان بوصفه بديلا من داخل النظام. وحين جرفهم مد الجماهير زاودوا عليها بعد انتصارها، وبدلوا تبديلا فاضحا مخزيا.

الاختبار الليبي سهل أيضا على رغم التدخل الغربي الفج. فالعقيد لم يبق له صاحبا بسبب ركونه إلى الغرب واستبداله بالمنظمات الثورية الشركات الغربية والأميركية، وتخليه الفاضح عن كل شعاراته الثورية لصالح "البزنس" الذي صار سيف الإسلام عنوانا له.

الاختبار الصعب كان سورية. فهي التي انقلبت على شركائها في المقاومة والممانعة وليس هم من انقلبوا. وهي التي فشلت في الاختبار لا هم. فتلك النهضة العربية الثورية، وإن انحنى الغرب وأميركا أمام عاصفتها، كانت في جوهرها قاصمة استراتيجية للغرب الممالئ للصهيونية. وإلى اليوم يناضل ليبرمان ونتنياهو وأجهزتهما وحلفاؤهما في سبيل وقف النهوض العربي والتقليل من تداعياته التاريخية.

ليس في ذلك وثائق سرية و"ويكليكس"، تحركات الصهاينة مكشوفة، ويكفي الرجوع إلى "غوغل" لمعرفة كم بذلوا من جهد لإنقاذ مبارك، وكم يبذلون اليوم لتقليل الخسائر. وليس صادما القول إن إيران وإسرائيل، على ما بينهما من خلاف حقيقي، يتفقان على ضرورة الحفاظ على "الاستقرار" في سورية. وفي صريح ما قاله رامي مخلوف، وهو مثل سيف الإسلام في ليبيا في موقع القلب من النظام، ماليا وأمنيا، عن ربط الاستقرار في سورية بأمن إسرائيل، قطع لقول كل خطيب من الممانعين الصادقين والمزايدين الانتهازيين.

بعيدا عن اللغة المؤامراتية المتخلفة والطائفية المتزمتة، سورية ركن ركين للمقاومة في مثلثها الفلسطيني-اللبناني-العراقي، وهي لم تقدم شعارات داعمة، بل كانت وظلت (إلى متى؟) حاضنة حقيقية لها. فصائل المقاومة لا تقيم احتفالات في دمشق، هي متهمة علانية من أميركا بدعم "الإرهاب"، ولم تمح من صفحة الدول الداعمة للإرهاب في سجل الخارجية الأميركية. هي رئة لحماس وللجهاد وللقيادة العامة ولسائر الفصائل والشخصيات الفلسطينية، وحزب الله يعامل كفرقة من فرق الجيش السوري تسليحا وتدريبا، وقد زار أولمرت موسكو ليبحث معها تسرب سلاحها الحديث المضاد للدروع إلى حزب الله، ما أنهك إسرائيل في حرب تموز. وإسرائيل قصفت مشروعا نوويا حقيقيا في دير الزور، ولم تقصف محطة أبحاث زراعية. أما العراق، فالاتهامات من الحكومة العراقية والأميركيين لم تتوقف بدعم "الإرهاب" أو المقاومة التي أفشلت المشروع الأميركي في العراق.

دفعت سورية غرم مواقفها تلك، تماما كما قبضت مغانمها. والقوى الإسلامية تناست الماضي الدموي مع النظام، واعتبرت نفسها شريكا لسورية المقاومة. الإخوان المسلمون السوريون حتى بعد الثورة، وفي مقابلة للمراقب العام مع ال"بي. بي. سي" قال إننا مع مواقف النظام الإيجابية من المقاومة. والقوى القومية الديمقراطية التي تختلف جذريا مع سلوك النظام الداخلي اعتبرت نفسها شريكة له في المعركة الكبرى مع المشروع الصهيوني.

فرق بين الشراكة الندية وبين التبعية. قد يكون سرا أن قيادة حماس نصحت النظام السوري بالانتباه لرياح التغيير قبل الثورة في سورية. والنظام لم يتجاوب مع نصح المحبين، واعتبر أن الانسجام مع "معتقدات" الشعب السوري الرافض للاحتلال والهيمنة كاف في ظل وتيرة الإصلاح التي يسير بها. حتى قيادة حزب الله نصحت أيضا. الفارق بين حماس وحزب الله أن الأولى أخذت مسافة وتمنت الخير لسورية شعبا وقيادة، والثاني انحاز بشكل فج للنظام في معركته الدامية.

أما القوى القومية الديمقراطية فقد فضّ النظام شراكته معها ممثلة بالمفكر عزمي بشارة. وعلى طريقة بوش "معنا أو ضدنا"، صار بشارة على لسان دريد لحام في التلفزيون السوري "الشيطان"، مع أنه شرد من بلده وطورد ولوحق بتهمة "التخابر" مع حزب الله. وحتى بعد خروجه من فلسطين لوحق حزبه واستهدف بتهم التواصل مع المقاومة. كل ذلك لأنه اختلف مع السلوك الدموي للنظام. ليس سرا أن بشارة كان يختلف مع النظام وهو يستقبل من بشار الأسد. لم تكن علاقته بسورية من خلال سفير أو ضابط، كان ضيفا مكرما عند حافظ الأسد وعند بشار. لكنه في محاضرته بحلب في حفل توقيع كتابه تحدث علانية عن الأسر الحاكمة وشراكة رجال الأمن والأعمال. وكان يقول لبشار أن شقيقه ماهر مثل رفعت الأسد.

في بداية الثورة السورية وقبلها كان محبو سورية يأملون من النظام أن يصلح. وبذلت جهود حقيقية للمصالحة مع المعارضين، لكن النظام تعامل باستخفاف وغطرسة. يشار هنا للجهود التركية السرية والعلنية. وللتاريخ، كان المتظاهرون قبل أن يهتفوا يا "جزيرة يا أميرة" يهتفون "وينك وينك يا جزيرة.. إنت بديرة واحنا بديرة"! وأعطيت فرص للنظام السوري لالتقاط لحظة الإصلاح بددها لصالح الحل الأمني الدموي. لم يستمع النظام لشركائه من دول وجماعات وشخصيات، وانساق وراء دمويين فاسدين لا يعرفون غير لغة القمع والقتل.

من الذين استمع إليهم بشار الأسد، وهم الذين سكبوا القطرة التي أفاضت كأس الشعب السوري؟ محافظ درعا فيصل كلثوم، دموي من طراز نادر، وفاسد كبير، ورث مسدس شرف البعث الذي ناله بعد دوره في مجزرة حماة، ويقال إنه قامر عليه. العميد عاطف نجيب مدير الأمن السياسي في درعا، وهو دموي فاسد له شراكات مع رجال الأعمال والمهربين.

في درعا، قبل اكتشاف المقبرة الجماعية، اعتقل نجيب امرأتين وعذبتا بسبب مكالمة هاتفية تشمت بمبارك وتقول عقبال سورية. وحين رد الأطفال بشعارات على الجدران اعتقلوا وعذبوا. وحين رجاه وجهاؤها الإفراج عنهم أهانهم وقال إن عدتم اعتقلت نساءكم. وحين احتجوا للمحافظ أهانهم وكان ما كان. هذه هي المؤامرة التي قادها أركان النظام الأمنيون، ولم تكن المعارضة السورية تدري عنها.

لو أن الأمور توقفت هنا لأمكن تدارك الأمر بمعاقبة المجرمين. لكن الكارثة خطاب الرئيس في مجلس الشعب! كل ما أريق من دماء لم يستحق دقيقة صمت حدادا على أرواح من قضوا بفعل "الطرف الثالث" أو "العصابات الإجرامية". إلى اليوم لا يوجد تفسير لتلك الضحكات التي تسببت بتأجيج الغضب في كل سورية.

مع من يقف محبو سورية؛ مع الشعب المظلوم أم مع النظام الظالم؟ هل تكفي دماء زهاء ألف شهيد وآلاف المعتقلين ليحددوا موقفهم؟ حتى لو حرر الجولان واللواء السليب الأسكندرون لا يمكن أخلاقيا وسياسيا أن تقف معه.

إن من وقفوا مع فرسان سورية الذين تصدوا بعارية الصدور لرصاص القناصة وقذائف المدفعية يقفون مع أنفسهم؛ مع أبسط المبادئ الأخلاقية. وأولئك الفرسان ليسوا عصابات إجرامية، بل شباب وجدوا أنفسهم في قلب الثورة، ولم يجدوا بدا من مواصلة المسير. ليسوا طائفيين، ألم يعلنوا عن "الجمعة العظيمة" تضامنا مع المسيحيين، هل هكذا تفكر القاعدة؟!

قبل درعا كانت أول مظاهرة في الحميدية ترفع شعار لا طائفية، وسهير الأتاسي التي اعتقلت بعدها ليست محجبة. والمعارضة السورية طيف غني واسع من الشيخ أحمد الصياصنة إلى الشيوعي العتيق رياض الترك، إلى رجل الأعمال رياض سيف، إلى فنانين ومثقفين علويين ومسيحيين ودروز. هل الطيب تيزيني وبرهان غليون أقل علمانية من حزب البعث؟

الذي استخدم ورقة الأقليات والطائفية هو النظام. استنجد بأوسخ الطائفيين اللبنانيين من أمثال ميشال سماحة الذي يذكر بإيلي حبيقة في انتقاله من حضن شارون إلى حضن غازي كنعان. والأوسخ من ذلك التنكر للمشروع القومي واللعب بالورقة الكردية استعانة بجلال طالباني الذي يجمع في علاقاته بين إيران وسورية وأميركا وإسرائيل.

تسرب أوساط كردية ما جرى بينها وبين الرئيس بشار. قال لهم إنه فوجئ بأن الأكراد يشكلون 7 في المائة من السوريين، أي لا يوجد طائفة كبرى! يخاطب فيهم النموذج العراقي في تحويل السنة العرب إلى أقلية! واستغرب الأكراد الذين يخوضون معركة "الإحصاء الظالم" في سورية منذ عقود البعث تلك الإحصائية التي لا يقبلها العقل.

فرق بين من يريد أن يمزق الوطن إلى أقليات، ومن يريد أن يعيده كما كان وطنا لكل أبنائه. في سورية من أيام الكواكبي والثورة العربية الكبرى ولد الوعي القومي المنفتح على حضارة العرب والإسلام والمتصالح مع العالم. في سورية كان السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين ينتخب فارس الخوري وهو ينتخبه. في سورية رفض الشعب دول الطوائف التي أرادها المستعمر الفرنسي. وهو الشعب الوحيد الذي توحد طوعا مع مصر.

سورية أكبر من بشار الأسد، وأكبر من الذين يقفون ضدها. وتلك الدماء المراقة أصدق من كل ما يكتب. وستعود سورية ذات المجد كما كانت. ومن يخشون على المقاومة عليهم أن يتذكروا أن الشيخ السوري عز الدين القسام قاتل في فلسطين قبل أن يولد حزب البعث.

===================

(الحرِّية) هي مجتمع لا يُنْتِج ظاهرة (مخلوف) ! (1-2)

جواد البشيتي

2011-05-23

العرب اليوم

الشعب السوري (مع سائر الشعوب العربية) يريد "الحرِّية"; و"الحرِّية" إنَّما نميِّزها (معنىً ومفهوماً) من نقيضها "الاستبداد", الذي هو, بشهادة التاريخ, أصل كل فساد.

ولو كان لي أنْ أُعرِّف "الحرِّية" الآن (وبما تنطوي عليه "الآن" من معانٍ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية) وفي سورية (وسائر البلاد العربية) لَقُلْتُ إنَّها المجتمع الذي لديه من القوى ما يسمح له بمنع (والاستمرار في منع) نشوء (أو وجود) ظاهرة كظاهرة "رامي مخلوف" بكل معانيها; فإنَّ مجتمعاً يُنْتِج, ويعيد إنتاج, ظاهرة "رامي مخلوف" لا يمكن أنْ يكون حُرَّاً (ولا يمكن أنْ يكون ديمقراطياً; مع أنَّنا لم نَعْرِف بعد من الديمقراطية, عالمياً, إلاَّ الديمقراطية التي يريدها, ويرضى عنها, النظام الرأسمالي).

وظاهرة "رامي مخلوف" لا تعني أبداً "الثروة الضخمة (نحو 40 بليون دولار, على ما يَزْعُم بعض معارضي نظام الحكم السوري)", أو "النفوذ (السياسي, وغير السياسي) الضخم" المُكْتَسَب من هذه "الثروة الضخمة"; فالظاهرة بمعناها هذا إنَّما هي ظاهرة طبيعية عادية مألوفة (وحتمية) في كل مجتمع رأسمالي, ولو كان نظام الحكم فيه ديمقراطياً.

ظاهرة "رامي مخلوف" إنَّما تعني, في المقام الأوَّل, وعلى وجه الخصوص, "الأسلوب", و"الطريقة", و"الكيفية"; فإنَّ معناها الحقيقي نقف عليه إذا ما تحرَّيْنا الموضوعية والصدق في إجابة سؤال "مِن أين له هذا?", أي "مِن أين له كل هذه الثروة (ومِن أين له كل هذا النفوذ?)?".

الظاهرة "رامي مخلوف (ابن خال الرئيس بشار الأسد)" إنَّما هي في أصلها التاريخي "شعار", هو شعار "وحدة حرِّية اشتراكية".

مِن رَحْم "الاشتراكية", "اشتراكية" حزب "البعث" الذي استولى على السلطة من طريق الانقلاب العسكري, جاءت ظاهرة "رامي مخلوف"; فالقادة البعثيون العسكريون الذين أحكموا قبضتهم على السلطة في سورية أسَّسوا لظاهرة توسُّع وتنامي سلطة الدولة في الاقتصاد, مُسمِّين "القطاع العام", والذي هو في بلادنا "رأسمالية الدولة" في أسوأ أشكالها وصورها, "القطاع الاشتراكي"; وقد ركَّزوا في هذا القطاع جزءاً عظيماً, متعاظِماً, من ثروة المجتمع.

ومِن هذا "القطاع الاشتراكي (البعثي)", المُقْتَرِن, وجوداً, بالاستبداد السياسي, وُلِدَ الفساد, ونما; واتُّخِذت السرقة والنهب وسيلة للثراء والكسب غير المشروعين (حتى وُفْق شريعة النظام الرأسمالي).

وفي مناخ العولمة (الاقتصادية) الرأسمالية المحتوى والشكل (حتى الآن) اشتدت الحاجة إلى "تغيير" و"تطوير" العلاقة (القديمة) بين التُّجار وقادة "القطاع الخاص" من "الطائفة السنية (التي هي الأكثرية السكَّانية)" وبين أرباب السلطة (السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية) من "الطائفة العلوية"; فشرعت "العائلة الحاكمة", التي انتقل إليها الحكم من الجيش الذي كان الحكم قد انتقل إليه من الحزب, تُفكِّك, وتبيع, "القطاع الاشتراكي (قطاع الدولة)", متَّخِذةً من رامي مخلوف ما يشبه "همزة الوصل" بينها (بصفة كونها مالك "القطاع العام" من قبل, وبائعه الآن) وبين المشتري من أرباب "القطاع الخاص", وبعضهم من العرب والأجانب.

مِن سرقة ونهب "المال العام (ومنشآت ومؤسَّسات قطاع الدولة)", ومِن ابتزاز المال من المستثمرين السوريين والعرب والأجانب, بدأت ثروة العائلة تتراكم; ثمَّ أصبح للعائلة (وواجهتها رامي مخلوف) إمبراطورية مالية من تفكيك وبيع منشآت ومؤسَّسات "القطاع العام".

"الواجهة" رامي مخلوف تلاعب, وتمادى في التلاعب, بالنظام القضائي لمصالحه الشخصية, واستخدم الأجهزة الأمنية لترويع خصومه ومنافسيه من رجال الأعمال; رَفَع الحصانة عن النائب رياض سيف, وسجنه سبع سنوات, لكونه تجرَّأ وسأل عن مخالفات شركة "سيرياتيل" التي يملكها.

===================

الحوار السوري في المقبرة

مها بدر الدين

الرأي العام

23-5-2011

كل يوم يزداد فتيل الثورة السورية اشتعالاً، وتزداد معه تصريحات المسؤولين السوريين استفزازاً وتضارباً بين القول والفعل، ففي الوقت الذي تؤكد فيه المستشارة بثينة شعبان إصدار أوامر رئاسية حازمة بوقف إطلاق النار على المواطنين يكتشف فيه أهالي درعا مقبرة جماعية لعدد كبير من أحبائهم وأهلهم الذين استشهدوا برصاص الأمن السوري ودفنوا سراً في أحد تلال المدينة، وبينما يشكل رئيس النظام لجنة حوار لبدء التحاور مع المعارضة، يُسمع في تلكلخ أزيز الرصاص العشوائي على الأهالي وقصف دبابات الجيش لبيوت المدينة السكنية فتقتل من تقتل وتجرح من تجرح وتشرد من تشرد.

وتتزامن تصريحات القريب الحبيب للنظام السوري رامي مخلوف حول أمن إسرائيل المرتبط بالأمن على الجانب السوري، مع الوصول المفاجئ لمئات من الشباب السوريين واللاجئين الفلسطينين إلى الجولان المحتل والهادئ منذ أربعين عاماً من عمر الممانعة والمقاومة، وهو ما يعتبر رسالة سيئة الصيغة يبعث بها النظام المتمرس بالسيناريوهات السياسية الركيكة إلى الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنه حامي حمى الديار الإسرائيلية وأن بمقدوره أن يفتح حدود الجبهة الآمنة عندما يستشعر الخطر الأميركي على كيانه ويخترق أمن ربيبتها إسرائيل إذا حاولت الضغط السياسي على النظام، ومن جهة أخرى يحاول هذا النظام المتخلف إعلامياً وديبلوماسياً إبعاد أنظار الرأي العام العالمي عما يحدث في الأراضي السورية من انتهاكات إنسانية خطيرة وتحويلها إلى ما يحدث في إسرائيل.

وبينما تحاول المستشارة شعبان بصفتها عضواً في لجنة الحوار بدء التحاور مع بعض الشخصيات المعارضة المعروفة للشارع السوري نجد أن هؤلاء يسارعون إلى التأكيد بأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم وآرائهم وأن الشباب السوري الثائر لم يفوضهم بالتحاور نيابة عنهم ما يجعل هذا الحوار الوطني المزمع إجراؤه يبدأ بعزف منفرد طويل وممل، مع معارضة متناثرة هنا وهناك تحتاج إلى أجواء من الحرية السياسية لتتمكن من تنظيم نفسها تحت لواء واحد وهو ما يصعب توافره حالياً في ظل الممارسات القمعية الأمنية المتزايدة لفرض العبودية على الشعب السوري.

كما يحيط الشك والريبة الكثير من السوريين حول قدرة أعضاء لجنة الحوار مع المعارضة على استحواذ ثقة الشارع السوري لارتباط هذه الشخصيات ارتباطاً وثيقاً بالنظام الحالي وسياسته، فالسيد فاروق الشرع خدم النظام منذ أعوام طويلة وبإخلاص شديد منعه من تسجيل أي موقف معارض لقصف مدينته درعا فلم يبد أي احتجاج على قتل أهله وعشيرته وأبناء مدينته مما أفقده الاحترام والمصداقية بعد أن كان ينتظر منه على الأقل تقديم استقالته والبعد عن العمل السياسي الدنيء الذي استهدف أولاً مسقط رأسه.

أما المستشارة الإعلامية بثينة شعبان فليست بأكثر قبولاً من السوريين بعد أن احترقت أوراقها منذ الأيام الأولى للاحتجاجات عندما باعت الوهم الإصلاحي لملايين السوريين وسوقت لهم سورية الجديدة الإصلاحية بحزمة من القرارات الزائفة التي نفذ عكسها تماماً على أرض الواقع، وسقطت ورقة التوت الأخيرة عنها بتصريحها المريب عن أن سورية قد اجتازت المرحلة الصعبة في أزمتها وهو ما نحاول حتى الآن تفسيره وربطه بالأحداث الدموية الجارية في الكثير من المدن السورية حالياً من جهة وبمواقف بعض الدول الغربية المتباطئة والمتواطئة من جهة أخرى، وهو ما يوحي بإمكانية وجود صفقات دولية تجري وراء الكواليس لإطلاق يد النظام وأجهزته الأمنية في سورية.

ويعتبر التاريخ المخابراتي للواء محمد ناصيف كونه كان من قادة أجهزة الأمن الجبابرة حتى زمن قريب، حجر عثرة في إضفاء حسن النوايا على الحوار مع المعارضة، فللرجل نقاط سوداء في الذاكرة السورية لايمكن إغفالها عند الجلوس معه على طاولة واحدة يفترض أن تفرش عليها الأوراق بكل حرية وجرأة وتجرد، ولا تقل السيدة نجاح العطار عنه قهراً ثقافياً ذاقته الثقافة السورية والمثقفون السوريون على يديها منذ توليها منصب وزارة الثقافة لمدة أربع وعشرين عاماً لم تزد خلالها ثقافتنا السورية إلا ذبولاً وهي التي كانت يوماً منبعاً ومنارة وزهرة عبقة تنشر شذاها على كل البلاد الناطقة بالضاد.

ان هذه التشكيلة الفريدة والمتأصلة بالعمل في أروقة النظام الحالي وبلاطه الملوث بدماء الشهداء لن تتمكن من إدارة الحوار مع المعارضة السورية التي فقدت الثقة بأركان النظام من قمة هرمه إلى قاعدته، ولن تستطيع بدء الحوار الإصلاحي والمتحضر والمتطلع إلى مستقبل أفضل في ظل الممارسات القمعية المستمرة من أجهزة النظام الأمنية للمحتجين السلميين، ولن تقدر أن تبني حواراً وطنياً فعالاً وفاعلاً على أرضية تخوينية وتخريبية تطلق فيها التهم جزافاً على الناس الأبرياء ويتستر على القتلة تحت مسميات مختلقة وكاذبة ومفضوحة، في حين كان الأجدر بالنظام لو صدقت نواياه تجاه الحل السلمي وفتح باب التعرف على الآخر أن يختار شخصيات مقبولة نسبياً في ساحات الاحتجاج ليهدأ المواطن السوري ويطمئن قلبه لمساعي النظام الجادة للإصلاح، كما كان عليه أن يخلق المناخ السياسي الصحي والآمن ليشجع المعارضين على تقديم أوراقهم وتطلعاتهم ووجهات نظرهم باطمئنان نفسي على النفس والروح والأهل، فلا يمكن للحوار أن يكون حراً وجدياً ومجدياً تحت سماء يغطيها دخان الدبابات والمدرعات وعلى أرض امتلأت بقاعها بالمعتقلات.

والأهم أن هذه اللجنة المنوط بها وضع النقط على الحروف لن تسطيع أبداً أن تحدد النقطة الأولى التي سينطلق منها الحوار الوطني، هل ستكون البداية من لحظة الصفر قبل سقوط أول قطرة دم من دماء شهداء الحرية من الشعب السوري، أم أنها بعد اكتشاف المقبرة الجماعية في درعا، التي قد تكون واحدة من مقابر أخرى في المناطق التي تم استهدفها بالقصف ولعل ما خفي كان أعظم؟

===================

أين هو الرئيس بشار الأسد ولماذا لا يُشرك السوريين في الإصلاح؟!

طلال سلمان

السفير

23-5-2011

يكاد دوي الرصاص يغطي على الكلام عن الإصلاح في سوريا الذي تعهّد بإنجازه الرئيس بشار الأسد، ويطوي صفحة الحوار الذي شكّل له لجنة رئاسية لم يُنشر شيء عن جدول أعمالها وعن المدعوين ليشاركوا فيه، ولا خاصة عن موعد محدد للإنجاز.

تغطي الأحداث الأمنية كل ما عداها، خصوصاً وقد صار التواصل صعباً، وطغى هدير الدبابات وأصداء هتافات المتظاهرين والنعي الرسمي مصحوباً بالتشييع المهيب للضباط والجنود ورجال الأمن الذي يحتل مساحة ثابتة على شاشة الفضائية السورية، في حين تتناوب الفضائيات العربية النفطية على بث صيحات المتظاهرين وأعداد قتلاهم وصورهم المشوشة ولافتاتهم التي تتراوح كلماتها بين الدعاء وتمجيد الوطن والدعوة إلى إسقاط النظام.

في الإعلام الرسمي تتردد أوصاف «عناصر الفتنة» و«أهل الإجرام» و«العصابات المسلحة» أو «المضللين» و«المغرّر بهم» في أحسن الحالات... ولكن من هم هؤلاء بالضبط؟! من يغذيهم ويحرّضهم ويمد انتشارهم بامتداد سوريا؟

«المؤامرة باتت مكشوفة» لكن أحداً لا يعرف هوية «المتآمرين» الذين تتزايد أعدادهم كل يوم جمعة، وتتوسع مناطق انتشارهم وإقدامهم على تخريب المؤسسات الرسمية حتى لتكاد تشمل أنحاء سوريا كافة، من درعا إلى بانياس مروراً بحمص وحماه وإدلب وضواحي دمشق وبلدات ريفها وصولاً إلى القامشلي ودير الزور على حدود العراق وانتهاءً بتل كلخ والعريضة على الحدود مع لبنان.

من هم هؤلاء «المتآمرون»؟ ما هي هوياتهم السياسية، وكيف تسنى لهم أن «يكمنوا» طوال دهر من الحكم الذي كثيراً ما وُصف ب«الحديدي» والذي تتواجد أجهزته الأمنية المتعددة القيادة، حزبياً وعسكرياً وسياسياً في كل مكان بما يمكنهم من معرفة كل شيء عن كل الناس في كل الأماكن.

السؤال الأخطر والأهم: أين هو الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يحظى بشعبية ملحوظة، في الداخل، وبتقدير عال في المنطقة عموماً، خصوصاً بعد نجاحه في فك الحصار الدولي عن بلاده وفي كسب تحالفات جديدة عززت موقعه ودور سوريا ومكانتها؟!

ولماذا لم يواجه الرئيس الأسد «جماهير المعارضة» بالجماهير المؤيدة له ولنظامه، والتي خرجت في بداية الأزمة في مختلف مناطق البلاد تهتف له وترى فيه «بطل الإصلاح المنشود»؟! لماذا لم يتخذ مجموعة من الخطوات التي تعبّر عن جديته في إطلاق الحريات العامة، وفي إعادة صياغة النظام بما يلبي مطامح الشعب الذي انتخب الرئيس الشاب بالتزكية مرتين، وبغير منّة...

ولقد استطاع هذا «الرئيس الشاب» أن يحظى في سنواته الأولى بسمعة طيبة نتيجة إقباله على الحوار مع «أطياف المجتمع»، من المعارضين ومنتقدي النظام، والمطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي وتحرير العمل السياسي من قيود الحزب الواحد الذي انتهى لأن يكون غطاءً شرعياً (ولو وهمياً) للأجهزة الأمنية والتفرّد بالقرار.

ثم زاد من رصيد «الرئيس الشاب» ثباته على موقفه المعترض بقوة على الاحتلال الأميركي للعراق، واستضافة سوريا ملايين الأشقاء العراقيين الهاربين من جحيم الفوضى الأمنية التي تسبّب فيها الاحتلال كوريث لحكم الطغيان الصدامي.

ولعل نجاح «الرئيس الشاب» في استيعاب الزلزال الذي ضرب لبنان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي أدى إلى خروج القوات العسكرية السورية من لبنان بطريقة أقل ما يقال فيها إنها كانت «مهينة» لتاريخ هذا الجيش الذي يحمل وسام حرب تشرين، كان الانتصار السياسي الأبرز، خصوصاً وقد عاد بعده إلى «الساحة اللبنانية» بوصفه طرفاً مؤثراً وشريكاً في القرار داخل لبنان وفي دوائر التأثير الدولية على هذه الساحة المفتوحة أبداً.

بل إن «الرئيس الشاب» استطاع أن يتجاوز الحصار الغربي المفروض عليه ليقيم علاقة كثيراً ما وصفها ب«الاستراتيجية» مع الجار التركي الكبير وحكومته «الإسلامية»، محققاً بذلك توازناً مؤثراً في دوره الذي تبدّى في لحظة وكأنه «محوري» في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستثنائية دولياً، خصوصاً أنه ربح تركيا من دون أن يخسر إيران التي تفرّدت سوريا بعلاقة حميمة معها منذ تفجرها بالثورة الإسلامية في العام 1979.

لماذا إذاً إطلاق رصاص القتل، في درعا، حيث كان يمكن علاج الأمر بقليل من الحكمة، قبل أن يمتد هذا الرصاص ليطارد أي محتج على فعل القتل، لا فرق بين أن يكون «من أبناء النظام» أو من المعترضين على ممارسات بعض أهله النافذين، أو المتوجهين إلى «الرئيس الشاب» نفسه بطلب الإصلاح الذي طالما تحدث عنه وحاور حوله من دون أن تظهر له أية نتائج عملية، خصوصاً أن «المعارضة» لم يعرف لها أحد رأساً أو تنظيماً محدداً، وإن ظلت أجهزة النظام تلمّح إلى أنها «أصولية» أو «متطرفة» و«واردة من الخارج»، عبر سيناريو رديء لا يمكن لأي عقل أن يتوقف أمامه لحظة.

ها هي سوريا الآن غارقة في الفوضى الدموية، فالرصاص يقتل الحوار ولا يفتح الباب أمام الإصلاح، ومواكب الجنازات لا توصل إلى أبوابه الموصدة بالدبابات.

لقد تناثرت الوعود بالإصلاح في الفضاء الذي تغطيه رائحة البارود.

كل ذلك و«الرئيس الشاب» لا يواجه الشعب الجريح. يلتقي من ترشح له «الأجهزة» من وجوه العشائر والأعيان وبعض التجار ووجاهات المدن والنواحي البعيدة، فيستمع إليهم ويسمعون منه وعوداً بقرب انفراج الأزمة... ثم يدوي الرصاص بعد صلاة الجمعة فتخر الوعود صريعة، ويشحب الأمل في تغيير السلوك، وينفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبي، بشعارات إنسانية في البداية سرعان ما تتحوّل إلى إدانات سياسية واقتصادية، وعبر «تظاهرة» تحاول الإيحاء بأن «الأجنبي» قد بات أرأف بالشعب السوري وأحرص على الإصلاح وحقوق الإنسان من دولته.

وبالتأكيد فإن الغرب عموماً، يستوي في ذلك الإدارة الأميركية أو الدول الأوروبية التي تسابقها على محاولة «تبني» الثورات العربية واحتوائها بالتهليل لنجاحها، أو بقذائف طائرات الحلف الأطلسي لمراكز قيادة القذافي وكتائبه المسلحة التي يقودها أبناؤه، قد حاول توظيف التحرك الشعبي في سوريا للتشهير بالنظام وفرض العقوبات على العديد من رموزه.

وبالتأكيد فإن العديد من أهل النظام العربي قد هلّلوا لارتفاع أصوات الاعتراض ضد النظام في سوريا وتورّطه في مواجهة التظاهرات بالرصاص، فأوفدوا إليه من «ينصحه» بتعديل الصح في سياساته، في حين انطلقت أجهزة إعلام دول النفط العربي تشهّر بنظامه  بالصوت والصورة بالخبر والتعليق  على مدار الساعة، وكأنها القيمة على التراث الديموقراطي الإنساني... وبالمقابل فإن صمتاً عميقاً قد رفرف على البلاط الملكي السعودي الذي كان إلى ما قبل شهرين يتبدى في صورة الشريك للرئيس الشاب في لبنان وربما أبعد منه.

وكان بين الطرائف أن يأتي وزير خارجية البحرين إلى دمشق حاملاً «خبرات» نظامه في التعامل مع المعارضة التي تكاد تكون أرقى حركة سياسية في الأرض العربية.

أما المثير للدهشة، وربما للريبة، فهو اندفاع «الأصدقاء الأتراك» إلى توجيه «النصح» و«التنبيه» علناً، وعبر خطب متلفزة، كما عبر مؤتمرات وتظاهرات لقوى معارضة للنظام السوري في اسطنبول، فضلاً عن أحاديث صريحة لأردوغان وأوغلو ذكّروا خلالها بمأساة حماه منبّهين من خطر انفجار المسألة الطائفية في سوريا...

[ [ [

بديهي أن تتزاحم الأسئلة الدالة على عمق الأزمة وأخطرها: أين هو «الرئيس الشاب»؟! ولماذا لا يخرج ليواجه الناس بخطته الفعلية للإصلاح؟! لماذا يترك الساحة لمواجهات دموية بين قوات الأمن و«عناصر الشغب»، أو لمشاورات بالمفرق مع من لا يملكون القدرة على مواجهة الناس بما يقنعهم بأن ثمة حلاً جدياً في الأفق؟ ولماذا لا يأخذ الرصاص في الميادين إجازة طويلة بحيث يمكن أن يتوفر الحد الأدنى من المناخ الضروري لبدء مثل ذلك الحوار المرتجى كمدخل إلى حسم المشكلة المتفجرة والتي تتدحرج نحو الفتنة، بمقررات إصلاحية يمكن أن يستظهرها أي طفل عن ظهر قلب؟!

إن المطالب الأصلية معروفة. لكن القمع المتواصل يجعلها تتصاعد وتتعاظم متجاوزة سقف النظام، خصوصاً أن دوي الرصاص يتردد في مختلف الجهات، تواكبه عمليات انتقامية لقوى مجهولة دمرت الكثير من مؤسسات الدولة وإداراتها، فضلاً عن أن الأزمة المفتوحة قد أغلقت حدود سوريا، فشلّت قطاعاتها الاقتصادية والإنتاجية، واضطرت الدولة إلى الاستعانة ببعض المتهمين في ذمتهم المالية ومستغلي النفوذ، فضلاً عن المصارف للحفاظ على نقدها.

[ [ [

الكلمة، بعد، للرئيس بشار الأسد، على أن يبادر بنفسه أو يخرج على الناس بوعوده الإصلاحية وقد تحولت إلى برنامج عمل تشترك في وضعه كل القوى الحية في المجتمع السوري، متخطية حزب البعث الذي لم يظهر له أثر في كل ما شهدته سوريا من أحداث خطيرة هددت مجتمعها في تماسكه، وشطبت بعض مواقع التأثير التي تتلطى خلف شعارات الحزب بقياداته التي تجاوزتها الأحداث منذ زمن بعيد؟!

أين هو لا يظهر مخاطباً الشعب السوري، محدداً خطته لمعالجة الأزمات، مستدعياً جميع المخلصين من أبناء هذا الشعب ذي التاريخ النضالي المشرف، إلى المشاركة في جهود إخراج البلاد من محنتها، والتقدم بها على طريق المستقبل الأفضل؟!

أين هو لا يتحرّر من قيود الشكليات، ومن المحطات الوسيطة، ليعلن  بنفسه  أنه قد أمر بوقف العمليات العسكرية، داعياً الجميع إلى المشاركة في الحوار من أجل إنقاذ الوطن ودولته من أخطار مصيرية تتهدده عبر ارتفاع أصوات مشروخة بشعارات طائفية، ممّا يحوّل الأزمة إلى فتنة عمياء تصدع وحدة الوطن وشعبه الذي كان مضرب المثل في صلابة وحدته الوطنية؟!

[ [ [

إنها أزمة سياسية خطيرة. إنها أزمة النظام الذي اهتم بالخارج كثيراً وأغفل الداخل مكتفياً بترك «الأمن» يقرّر للناس حياتهم بكامل أساسياتها وتفاصيلها.

إنها أزمة مصيرية لا تحلها القوة العسكرية، بل إن استخدام هذه القوة يعقّد الأمور ويضع مصير النظام كله على المحك.

ولعلنا في لبنان أكثر خوفاً على سوريا من السوريين أنفسهم، فالاضطراب فيها يزعزع الاستقرار هنا، أما الفتنة فيها، والعياذ بالله، فلسوف تمتد نيرانها لتحرق الأخضر واليابس في بلد الطوائف والمذاهب التي تعيش قياداتها على خوف شعبها الدائم من خطر التفجر، بذرائع داخلية لا تنفع في تمويه الأغراض الأجنبية... بل قد تمتد هذه الفتنة إلى بلاد المشرق العربي جميعاً.

... وها هو الرئيس الأميركي باراك أوباما ينصّب نفسه قائداً للثورة في مختلف أرجاء الأرض العربية، ما عدا الدول التي تتفجر أرضها بالذهب الأسود، تاركاًَ لشريكه الإسرائيلي أن يقرّر مصير فلسطين شعباً وأرضاً وحلم دولة.

والكلمة، بعد، للرئيس الشاب بشار الأسد، شرط ألا يتأخر أكثر في إعلانها، وألا تكون «توجيهية» في نصها، بل أن تكون حاسمة في التزامه الإصلاح الذي لا تحتاج صياغة منهجه وبنوده وتوقيت التنفيذ إلى القادة الأبديين للحزب الذي مات ولم يجد من يدفنه، بل إلى قرار ممّن لا يجوز ولا يصح أن يكون القرار لغيره وإلا فهي الكارثة.

===================

سورية في القلب

عبد الحليم قنديل

2011-05-22

القدس العربي

 أن تكون مصريا، فلا بد أن تحب سورية، وأن تكون قوميا عربيا، فلا بد أن يصيبك الفزع من تصرفات نظام ينسب نفسه لخط القومية العربية، ويحكم من وراء ستار حزب قومي تاريخي هو حزب البعث.

ولم يكن لمثلي أن ينتظر حتى تنشب النار في سورية، وحتى تتوالى مجازر حقيقية لمدن الثورة السورية الراهنة، من درعا إلى ريف دمشق، ومن بانياس إلى حمص، ومن حماة إلى تلكلخ وطلبة حلب، فليس لأحد أن يتوقع غير ما جرى ويجري، فالنظام لا يملك غير لغة القمع والعصف، وشعب سورية العظيم لا يملك غير طلب الحرية، حتى لو كلفته عشرات الآلاف من أرواح أبنائه وبناته، وفي التزام صارم بالتحرك السلمي، الذي لا يخشى الرصاص، ويحافظ على التفوق الأخلاقي الموصل لباب النصر.

وقد دعوت من سنوات طوال إلى توقي الخداع، وترك وصف الأنظمة لنفسها جانبا، والنفاذ إلى جوهر تكوينها، فقد انتهت الأنظمة  على اختلاف شعاراتها  إلى نسخ مطابقة للأصل، كلها تحكم بدعوى الحق العائلي، ومن حول عائلة تحكم وتسيطر على السلطة والثروة، دائرة ضيقة من مليارديرات المال الحرام، ومن تحتها خازوق أمنى متضخم ومتورم، وتدير اقتصادا ريعيا في غالبه، وبغير قاعدة انتاجية واسعة، وتقيم أحزابا صورية لزوم الديكور، ولا تنتسب  في الحقيقة  إلى أيديولوجيا بذاتها، لا إلى يمين، ولا إلى يسار، ولا إلى وسط، بل تنتمي إلى معنى النهب العام المستند إلى عصا الكبت العام، وتتحول إلى ما يشبه عصابات السرقة بالإكراه، وفي المحصلة تجد نفسك أمام نظم معلقة، قواعدها الشعبية متلاشية، وتشبه وضع النبي سليمان حين مات، وهو يتكئ على عصا، فلم يلحظ أحد أنه مات، إلا حين نخر النمل العصا، أنظمة تبدو مخيفة جدا، لكنها ضعيفة جدا في الوقت نفسه، وتفتقد إلى معنى السلطة بالتزاماته الحرفية، وهو الإذعان مقابل الإشباع، فهي تطلب الإذعان بغير مقدرة على إشباع احتياجات الناس، وتتصرف كالجراد الذي يأكل كل شيء، وينتهى إلى تصحير المجتمعات، ولا يستبقي غير صورة لصوصية مسلحة، مليارات فلكية يجرى شفطها إلى فوق، وعسس وعسكر تحت تخت السلطان، وتجريف للزراعة والصناعة والسياسة والثقافة، وغضب شعبي مكبوت ينزل إلى آبار تحت الأرض، وما ان ينزاح الغطاء، حتى تنزح الملايين من آبار بلا قرار، وتصنع ثورات تشبه عواصف الطبيعة وبراكينها وأقدارها.

وأي رهان على جدوى القمع في غير محل، فالقمع نفسه يؤدي دورا حيويا في رفع الغطاء عن آبار الغضب المختزن، ويدفع بالثورة إلى حدود تذهل القامعين، وتدفعهم إلى جنون دموى يعجل بانتصار الثورة نفسها، ولا يبدو أمام هذه النظم من خيار آخر، حتى ولو تظاهرت بالكلام عن خيار الحوار، فالعصا لا تحاور، ولم يبق في هذه النظم غير العصا، ومحكوم عليها بالخطأ الأمني الخلقي والجبري، فأنت لا تستطيع أن تربي وحشا، ثم تمنعه من نهش الناس، والدموية المفرطة في السلوك من جنس طبيعة هذه النظم، وطبعها الوحشي يغلب تطبعها المتكلف في لحظة طلوع الروح، وقد لا تحتاج عزيزي القارئ إلى أمثلة، فكتالوج الصور مفتوح أمامك، والثورات وما يجرى فيها تنتقل إليك في بيتك، وعلى الهواء مباشرة.

وقد يقول البعض ان النظام السوري مختلف، لكنه اختلاف في تفاصيل تضاف إلى تطابقات الأصول، فالتكوين الطائفي الضيق للنظام يزيد في حدة عنفه، لكنه يزيد أيضا من احتمالات نجاح الثورة السلمية، وقبل ما يزيد على عشر سنوات، قال مبارك ان مصر ليست سورية، ثم مضى في سيناريو توريث ابنه على الطريقة السورية، وحين دار الزمان دورته، وخلع المصريون مبارك وابنه، قال بشار الأسد ان سورية ليست مصر، ونبهت وقتها  في لقاء تلفزيوني  إلى المفارقة الساخرة التي بدت هروبا من حكم الأقدار، وقلت: ان سورية سوف تمضي في طريق مصر ذاته. وقلت: انتظروا الثورة في سورية، وجرى الذي جرى، وهو واصل إلى منتهاه مهما كانت العوائق، ومهما طال الزمن، ليس هذا توقعا ولا نبوءة، بل في حكم الأقدار، وكل تكلفة دم مضافة يتحمل وزرها النظام السوري، وكل خطر على سورية وأهلها سببه إصرار النظام على البقاء بغير مبرر مقبول ولا معقول، فقد تحدث بشار كثيرا عن الإصلاحات، ولم يفعل، وحتى لو أراد، فشبكة المصالح والمطامع التي تحكم لن تمكنه من تصفية نفوذها وامتيازاتها، فسورية تحكمها ميليشيا النهب، وليس حزب البعث الذي تحلل تكوينه، وأصبحنا بصدد حكم عائلة وحكم طائفة، فهل يملك بشار طاقة التمرد على الجيتو المحبوس فيه؟ هو يدعو إلى حوار، لكن الحوار ليس فوائض صور، بل مبادئ والتزامات، فهل يملك بشار فرصة كسر التحكم العائلي والطائفي باسم حزب البعث؟ هل يملك فرصة إلغاء خرافة الحزب القائد للدولة والمجتمع؟ هل يملك فرصة إلغاء نص وحشي يفرض عقوبة الإعدام على المنتمين إلى فكر بعينه؟ هل يملك فرصة إطلاق الحريات كافة؟

هل يملك فرصة تحطيم النفوذ المتوحش للنظام الأمني؟ هل يملك فرصة إجبار أهله وأصهاره على إعادة المليارات للشعب؟

هل يملك فرصة العفو العام والنهائي عن معارضيه جميعا؟ هل يملك فرصة التقدم لمرحلة انتقال ديمقراطى سلمي في سورية، وإقرار دستور جديد، وتنظيم انتخابات برلمان ورئاسة حرة، وإطلاق طاقات الشعب السوري، وإعادة بناء نظام قضائي يكفل العدالة والحرية؟ كلها أسئلة برسم أي حوار جاد، وتنطوي على فرصة لبشار نفسه، فبوسعه التحول إلى قائد لكل سورية، وليس إلى رجل أسير لمطامع طائفة وامتيازات عائلة، ولا يبدو، للأسف، أنه يستطيع، تماما كما أن الشعب السوري  بغالبيته الساحقة  لا يستطيع التخلي عن حقه في طلب الحرية والكرامة الإنسانية.وقد لا نخشى على سورية من خطر تفكك طائفي، ففي تكوينها عناصر تماسك غالبة، ونحن نحترم كل الطوائف، بما فيها الطائفة العلوية الكريمة، لكن القصة أكبر من مظالم طوائف، وليس الإنصاف الطائفي هو المطلوب، بل المواطنة العروبية الجامعة، والحرية هي التي تضمن عروبة سورية، وهي التي تعيد لها دورها الأمامي إلى جوار مصر، وهي التي تعيد بناء فكرة القومية العربية على أسس شعبية راسخة، والنظام العائلي الطائفي ليس ضمانا لشيء، اللهم إلا الخراب والفوضى واحتمالات التدخل الأمريكي، ولم يطلب تدخل أمريكا غير شواذ، بعضهم  على طريقة خدام  من رجال النظام نفسه، وقد كان خدام نائب بشار، كما كان نائبا لأبيه، بينما المعارضة السورية، في تكوينها الميداني الغالب، ضد ديكتاتورية النظام، وضد الأمريكيين والإسرائيليين معا، وهذه نقطة بالغة الأهمية، فلابد من عزل كل صوت شاذ يطلب أي تدخل أجنبي، ولابد من الحفاظ على السلمية التامة للتحرك الشعبي مهما زادت كثافة القمع الدموي، ولابد من الصبر واحتمال التضحية إلى أبعد مدى، ولابد من الثقة بنصر الله لثورة الناس الأحرار، ولابد من الابتعاد عن المكائد والمصائد واللغات الطائفية جميعا، وتلك كلها ضمانات النصر الأكيد، وواجبات الوفاء لدم الشهداء، التي تلزم بتجنب الانزلاق إلى فخاخ الوقيعة بين حرية سورية وعروبة سورية ووحدة أهلها الوطنية التامة.

ونثق أن الثورة السلمية السورية سوف تنتصر، فقد كانت سورية دائما في قلب كل عربي، وما يصيبها من جرح يصيبنا جميعا، وما تصيبه من نصر هو نصر للأمة كلها، وللمصريين بالذات.

' كاتب مصري

===================

محاولة لرؤية ما يدور داخل الصندوق السوري الأسود

الإثنين, 23 مايو 2011

بكر صدقي *

الحياة

بعد مرور أكثر من شهرين على بداية انتفاضة الشعب السوري، ما زالت النخبة الحاكمة تحافظ على تماسكها، وما من إشارة إلى احتمال تفككها قريباً. بغياب الشفافية، لا يسع المراقب إلا قراءة السلوك على الأرض للتكهن بما يدور داخل الصندوق الأسود، بهدف الحصول على كود للسلوك المتوقع في المرحلة المقبلة. ونتحدث عموماً عن سلوك لا عن سياسة، لأن هذه غائبة تماماً بما في ذلك ما يمكن أن نسميه «سياسة أمنية» على تناقض هذه العبارة المنطقي.

اعتمدت النخبة الحاكمة منذ بداية أزمتها مجموعة من المبادئ لم تحد عنها إلى اليوم، وهي أولاً مواجهة الانتفاضة السلمية بالعنف وما يتضمنه ذلك من رهان على كسر شوكة العدو وتحطيم إرادته. فإن لم ينفع العنف فسينفع المزيد منه. وثانياً، عدم تقديم أي تنازلات للعدو حتى لو كانت لا تمس جوهر دوام النخبة الحاكمة في الحكم. لأن أي تنازل وإن كان شكلياً سيرفع من معنويات العدو ويزيده قوة. ثالثاً، تطوير رواية إعلامية رسمية تبرّر هذا العنف، بصرف النظر عن تماسكها، والتمسك بهذه الرواية إلى النهاية. رابعاً، فرض تعتيم إعلامي شامل لإخفاء الجرائم المرتكبة بحق المحتجين السلميين ولتسويق الرواية الرسمية باعتبارها الحقيقة الوحيدة، مع محاربة الروايات المخالفة أو المحايدة. خامساً، المحافظة على وحدة النظام مهما تقلبت الأوضاع ومهما اختلفت الاجتهادات في المعالجة التنفيذية للخطة. سادساً، عدم التهاون مع النصائح المقدمة من أي جهة خارج النخبة الحاكمة، من حلفاء أو أصدقاء أو أتباع، حتى لو انطوى ذلك على المجازفة بتلك العلاقات المهمة. على القوى والجهات الحليفة والصديقة أن تتبنّى سلوك النخبة الحاكمة في الأزمة بلا نقاش أو تنتقل إلى جهة العدو، فأهل مكة أدرى بشعابها.

هامش المناورة خارج هذه المبادئ الأساسية يتضمن الحديث عن إصلاحات وحوار وتمييز بين مطالب مشروعة وتخريب ومؤامرات خارجية. على أن لا تجازف المناورات بأي من الثوابت، بل تقوم بوظيفتها في تفكيك وحدة العدو. فحين يتم الحديث عن إصلاحات، ليست الغاية كسب قسم من الرأي العام بتقديم إصلاحات جزئية، بقدر ما هي محاولة لشق صفوف العدو بين داعين لإصلاحات وداعين لإسقاط النظام. وكذا حين يتم الترويج لحوار، فالغاية من ذلك فتح معركة بين مرحبين بالحوار وخصوم له، أو بين معتدلين ومتطرفين. وفي الحالتين يكسب النظام بعض الوقت يستثمره في مزيد من القمع الوحشي على أمل أن تتحطم إرادة العدو ويستسلم.

هل هناك من خطة ب؟ لا نملك أية مؤشرات الى ذلك، وهذا ما يكشف بصورة إضافية عن غياب السياسة في مواجهة الأزمة. تتعامل النخبة الحاكمة مع الوضع بصفته صراعاً وجودياً ضد عدو لا محل للتفاوض معه على أية حلول وسط. حتى تأمين منفى لأفراد النخبة الحاكمة يحصنهم ضد المساءلة يبدو أنه غير مطروح. لا خيار غير الانتصار التام على إرادة الشعب وتركيعه مرة وإلى الأبد. ولكن ماذا إذا فشلت في ذلك؟ لا شيء. نموت ولا نستسلم. ندمر البلد ولا نعطيه لغيرنا. هذا هو الخيار الشمشوني الذي اختارته النخبة الحاكمة. من آيات ذلك الوحشية المفرطة في القمع المجنون الذي بلغ حد الإجهاز على الجرحى وإطلاق النار على خزانات المياه بعد قطع كل أسباب الحياة عن المدن المحاصرة بالدبابات، الأمر الذي لم نشهد مثيلاً له حتى في ليبيا القذافي أو عراق صدام حسين.

غياب السياسة عند نخبة الحكم في أخطر أزمة تواجهها منذ الانتقال الوراثي لمنصب الرئاسة من الأب إلى الابن، حتى في إدارة غريزة البقاء، يشير إلى جوهر المشكلة السورية: غياب الدولة، ناهيكم عن الشعب و «الوطن»، لمصلحة نخبة حاكمة - مالكة خارج أي قانون وضعي أو سماوي، تتصرف في الأرض وما عليها من بشر وشجر بالنزوات والغرائز العارية. وهذا هو الوضع الوحيد الممكن. أي تغيير في هذه المعادلة غير مقبول. إما الدوام هكذا وإما الخراب.

والآن في ضوء المبادئ المذكورة أعلاه، هل تم كل شيء على خير ما يرام؟ هل نفذّت جميع الأدوات ما هو مطلوب منها على أكمل وجه؟

المراقبُ سلوكَ النخبة الحاكمة يلاحظ تخبطاً شديداً وأخطاءً جسيمة في التنفيذ. ففي خطابه الأول أمام مجلس الشعب في الثلاثين من آذار الماضي، لم يكن الرئيس مضطراً إلى خسارة الأسطورة القائلة بأنه رئيس إصلاحي تعيقه حاشيته المحافظة، الأمر الذي رفع من منسوب خيبة الأمل لدى قطاع واسع من السوريين كان يؤمن فعلاً بهذه الأسطورة. لعله وقع في هذا الخطأ لأن رهان الحكم في حينه على تحطيم الإرادة الشعبية بسرعة كان كبيراً، فأراد الحكم أن يؤكد للمحكومين أن خيارهم الوحيد هو الركوع التام أمام نظام خالٍ من أي نقطة ضعف «إصلاحية». لكن الخطأ ارتد عليه بسرعة غير متوقعة حين خرجت التظاهرة الاحتجاجية في اللاذقية بمجرد انتهاء الرئيس من إلقاء الخطاب.

كذا لم يكن الرئيس مضطراً للوعد مرتين بعدم إطلاق النار على المتظاهرين العُزَّل من قبل الأجهزة الأمنية، لتستأنف الأجهزة تلك قتلها المتظاهرين في اليوم التالي. الأمر الذي انطوى على مدلولات خطيرة منها أنه لا يسيطر على أجهزته أو أنه لا يعني ما يقول.

كذا فشل النظام في فرض التعتيم الإعلامي الشامل، فانعكس ذلك في فشل آخر في تسويق روايته الأحداث. فلم تقطع خدمة الانترنت إلا بصورة متأخرة، في أوائل أيار (مايو) الجاري، وبصورة جزئية، فاستمر تسريب مقاطع الفيديو التي تكذِّب الرواية الرسمية، فبدا قطع هذه الخدمة من شركة الاتصالات التي يملكها ابن خال الرئيس، عقاباً جماعياً أكثر من كونه وسيلة للعفة الإعلامية.

وتمادى النظام في المجازفة بخسارة حلفائه وأصدقائه من دول وقوى وأفراد، فضلاً عن المجتمع الدولي. فخسر باستهتار غريب تركيا وقطر وحركة حماس وجريدة الأخبار اللبنانية وعزمي بشارة وعبدالباري عطوان، على سبيل المثال لا الحصر. صحيح أن بعض هؤلاء الحلفاء والأصدقاء تطاولوا عليه بالنصح من موقع الحريص، فانتقدوا شيئاً من سلوكه، لكنه كان يمكن أن يكتفي بتجاهلهم بدلاً من تخوينهم وإعلان حرب إعلامية عليهم.

الخلاصة أن نظاماً يقوم على حكم أجهزة الأمن لا يمكن أن يملك سياسة - وجوهر الحكم هو السياسة، فلا مناص من سقوط نظام لا يملك أي سياسة، بصرف النظر عن حجم الاحتجاجات الشعبية عليه. ولا يملك الشعب السوري بالمقابل إلا مواصلة كفاحه البطولي لنيل حريته المسلوبة.

* كاتب سوري

==========================

قيادة أمريكا للعالم برسم السؤال!

جواد الحمد*

المصدر: صحيفة الدستور الأردنية، 29/04/2011

كثيرة هي الملاحظات والانتقادات بل والاتهامات التي وجهت للولايات المتحدة في تعاملها مع العامل الإسلامي ومن ثم مع الوطن العربي، وتفاصيل الصراع العربي-الإسرائيلي، وكثيراً ما قدم المدافعون عنها التبريرات التي لم تقنع الشعوب العربية والإسلامية وأن اقنعت جزءاً من النخب السياسية الحاكمة وبعض من يسمون بالليبراليين في البلاد العربية والإسلامية.

 لكن الثورة العربية الجديدة شكلت منعطفاً لم يتعامل وفق المقاييس والمعايير والحسابات، فقد أعلنت ومنذ اللحظة الاولى بأكثر من شكل وتعبير وواقع بأنها لن تقبل بتبعية دول العرب للولايات المتحدة بعد اليوم.

الملفت للأنتباه أن الإدارة الأمريكية فوجئت بإندلاع الثورة في تونس وفوجئت بانتقالها إلى مصر، ولذلك أتسم تعاملها مع هذه الثورات بالتردد والإرتباك، حيث شكلت هذه الثورة متغيراً استراتيجيا دفع بقوى جديدة إلى الحكم، وأبعد قوى قديمة عنه، ما وفر جواً جديداً ومنطقاً جديداً يعتمد على بناء الشرعية الشعبية التي يفترض أن تحقق مصالح الشعب والأمة أولاً، ولذلك عكفت مراكز التفكير الأمريكية عل دراسة المتغير بكل جوانبه لتقديم توصياتها في كيفية التعامل معه خلال التشكل وبعده، ولم تنجح الولايات المتحدة بتقديم الجيوب المتقدمة التي مولتها وأعدتها لمثل هذه اللحظة، وأن كانت لم تيأس حيث تحاول عبر مؤسسات وشخصيات، وعبر تدخل مع القيادات الجديدة، المشاركة في رسم المشهد والبنية الجديدة للنظام السياسي، وعينها ترنو على مصالحها المتعددة والتي من بينها حفظ أمن إسرائيل.

ولذلك فإذا كانت الولايات المتحدة قد فقدت السيطرة على الوضع السياسي في الشرق الأوسط بنجاح ثورات وتصاعد أخرى في أنحاء الوطن العربي، وإذا كانت لم تنجح في توقع هذه الثورات أو قريباً منها، وإذا كانت أدواتها وسياساتها القديمة لم تعمل بشكل يحفظ مصالحها، ما يؤكد فساد السياسات والأداوات والأنظمة الموكل لها أو التي أعتمد عليها حفظ هذه المصالح، فأن التساؤل المشروع اليوم يثار حول أهلية الولايات المتحدة وقدرتها على قيادة العالم وسياساته في المنطقة.

لقد تعرضت السياسة الخارجية الأميركية لانتقادات لاذعة في العقود الاربعة الماضية، حيث تداول الساسة الامريكيون مسالة الدرجة التي يمكن للولايات المتحدة ان تعمل بها كشرطي عالمي، وكقوة طاغية في تهديد او حماية الآخرين وفق مؤشرات مصالحها، واليوم يعود التساؤل من جديد، هل ستبقي الولايات المتحدة على ادواتها ومقاييسها وفلسفاتها الاستراتيجية السابقة في ظل هذه الثورات العربية، وهل ستنجح في ان تحفظ مصالحها في ظل الاوضاع الجديدة التي تسوق قوى مناهضة لهيمنتها ولاسرائيل الى الحكم حسبما يلحظ المراقبون، وهل ستكلف نفسها عناء التحول الاستراتيجي في التعامل مع العرب كطرف ولاعب مهم على الصعيدين الاقليمي والدولي ؟

ان التساؤل في العالم العربي يتزايد عن مدى الاستعداد الامريكي للاعتراف باستقلال المنطقة وحريتها، والابتعاد عن سياسة الهيمنة والسطوة الامنية في التعامل مع النخب الحاكمة الجديدة، وسواء تمكنت امريكا من تحقيق نصيب وافر في تشكيل الوضع الجديد أو تراجعت نجاحاتها إلى نسب متواضعة فأن التساؤل سيبقى مشروعا لان منهج وبرنامج الثورة الشعبية أصبح مظهراً اجتماعيا وأستند إلى ديناميكيات التغير والتطور الاجتماعي الخاص بالمنطقة والذي ساهمت فيه برامج وسياسات قوى عربية وإسلامية حية من جهة، كما ساعده سياسات الدول والنخب الحاكمة التي استنارت بالوصفات الامريكية للتعامل مع التطور والحراك وبما في ذلك استمرار انتهاك حقوق الانسان وممارسة الاستبداد بابشع صوره، ناهيك عن الارتهان للسياسات الامريكية على حساب مصالح الشعب والامة وعلى حسبا قضاياها الكبرى مثل قضية فلسطين والعراق والتجارة البينية العربية وغيرها من القضايا القومية الكبرى.

لذلك فان النظر الى المستقبل بروح الثورة ونتائجها الاولية، وفي ظل تطلعات شعوب المنطقة للحرية والكرامة والاستقلال والتقدم، والقضاء على الفساد والاستبداد والظلم، يؤكد ان صورة الولايات المتحدة لا تزال بعيدة كثيراً عن الاحترام في مثل هذا الجو وهذه البيئة السياسية والفكرية، ما يؤثر تأثيراً بليغاً على صلاحيتها قائداً أو زعيماً للنظام الدولي الذي يعتمد على نفط المنطقة ويعتبر إسرائيل مصلحة استراتيجية وهي تعادي الأمة وتنتهك كل القوانين والحقوق، فهل بالفعل أصبحت قيادة الولايات المتحدة للنظام الدولي وعلى الأقل في منطقة الشرق الأوسط برسم السؤال والبحث الجاد عربياً وأمريكياً؟

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن

=======================

ثورة سوريا والكيل بمكيالين!

د.صلاح الخالدي

23/5/2011

البوصلة

موقف كثير من الناس عندنا _وكثير من الإسلاميين على وجه الخصوص_ من ما يجري في سوريا غير مريح، ولا يتفق مع مواقفهم، سابقة من أحداث خطيرة في دول عربية أخرى.. لقد كان الموقف من ثورة تونس ثم ثورة مصر إيجابياً متفاعلاً، وكان صوتهم عالياً في الإنكار على الحاكمين والمطرودين، وعلى العصاباتِ والبلطجية الذين حكموا بهم البلاد، ورفضوا ما صدر عن الأنظمة من ظلمٍ واستبداد، وكان انحيازهم إلى الشعب المظلوم في تونس ومصر واضحاً وقوياً.

كذلك كان موقفهم من الثورتين في ليبيا واليمن إيجابياً طيباً، ولغتهم في رفض الظلم والدفاع عن الشعب المظلوم واضحة ورائعة، ونحن نشكرهم على هذه المواقف الإيجابية من تونس ومصر وليبيا واليمن.

أما سوريا وأحداثها الخطيرة، وما يجري فيها من مذابح ومجازر، وما يكتشف فيها من مقابر، فقد كان موقف هؤلاء منها يدعو إلى العجب والإستغراب والإنكار!

بعضهم يتردد في الإنكار على حكام سوريا جرائمهم منذ بداية الأحداث، حيث مرت أيام عديدة، والشعب يثور، والحكام يَذبحون، وهؤلاء ساكتون، بينما كان صوتهم عالياً منذ الأيام الأولى من أحداث تونس ومصر، فلماذا هذا الصمت المريب؟!

وبعضهم "اضطر" إلى الكلام والإدانة والإنكار على النظام السوري، فتكلم بكلام على "استحياء"، فجاء كلامه باهتاً، ولو بقي ساكتاً لكان أفضل له!!.

وبعضهم بالغ في الخطأ، فأدان الشعب السوري المظلوم المضطهد، وأنكر عليه ثورته على "النظام" العربي الثوري، المواجه لإسرائيل، والداعم لحماس والمجاهدين!!

مواقف هؤلاء من أحداث سوريا غريبة ومرفوضة ومنكرة وباطلة!

نقولها بصراحة ووضوح وحسم وتحديد، وبالصوت العالي، والكلام البين، وننطقها بالفم الملآن:

لا يجوز أن "نكيل بمكيالين"! فالظلم ظلمٌ ومنكر، مهما كان اسم صاحبه الظالم أو لونه، ويجب أن ننكر على الظالمين ونحاربهم، والنظام التونسي أو المصري أو الليبي ليس أكثر ظلماً وبغياً وإفساداً واستبداداً من النظام السوري القائم، ولا يعلم إلا الله عدد القتلى والشهداء والجرحى والمصابين في مختلف المدن السورية.

ومواقف النظام السوري من اسرائيل وأمريكا "مسرحيات إعلانية دعائية" وليس جاداً ولا صادقاً، أومواقفه من دعم المجاهدين "لتلميع" وجهه الإعلامي.

ولو كان صادقاً في هذه المواقف لفتح جبهة الجولان، واسألوا "حافظ" كيف تم تسليم الجولان!!

والشعب السوري المظلوم المستعبد المضطهد، الذي يعاني من جرائم هذا النظام منذ أكثر من أربعين عاماً، شعب طيب وكريم وأصيل، ويجب علينا أن ننصره وأن نقف معه وأن نواجه جلاديه المفسدين، فهذا أقل ما نفعله لأجله وذلك أضعف الإيمان.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ