ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خدام يوجه رسالة إلى البعثيين

بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب

أيها المناضلون في حزب البعث

بعد تسعة وخمسين عاماً من تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي والذي شكل في عقد الخمسينات أحد القوى الأساسية لحركة التحرر في الوطن العربي علينا أن نتساءل عن وضع الحزب ودوره خلال أكثر من أربعين عاماً كما علينا أن نمعن التفكير بما آلت إليه أوضاع البلاد من ضعف وفساد يسري في جسم الدولة من رأسها وما دونه ومن تعطيل للحياة السياسية ومصادرة الحريات وممارسة القتل للمواطنين وزرع الخوف في عقول الناس وفي قلوبهم ومن تصدع للوحدة الوطنية مما حول البلاد إلى سجن كبير في الوقت الذي نسي النظام الأراضي السورية المحتله في الجولان .

علينا أن نتساءل عن أسباب هذه الأوضاع المتردية التي أضعفت سوريا وجعلتها في موقع العجز عن النهوض والتقدم وتحرير الأرض .

هل الحزب مسؤول عن كل ذلك هل هو بالفعل يقود الدولة أم انه أسير سلطة ترتكب خطاياها بأسم الحزب .

هل أنتم أيها المناضلون في حزب البعث من زرع الفساد هل أنتم مارستم الظلم والقتل وسجن المواطنين ؟

وهل أنتم صادرتم الحريات العامة والفردية ومنعتم تحقيق الديموقراطية ؟

هل أنتم من سبب الأزمة الاقتصاديه الحادة التي تعيشها البلاد ؟

وهل تساءلتم لماذا سوريا رغم حيوية شعبها وقدراته تعيش هذا الوضع المؤلم والمقلق ليس لكم بل لأبنائكم والأجيال القادمة ؟

أيها البعثيون

أقول لكم بكل صدق وصراحة وشعور بالمسؤولية أننا في قيادة الحزب عند مناقشة الدستور إرتكبنا خطاً فادحاً في وضع نص المادة الثامنة التي تقول أن حزب البعث العربي الاشتراكي يقود الدوله والمجتمع وبذلك فقد أغلقنا الباب أمام بناء نظام ديموقراطي كثيراً ما ناضلنا لتحقيقه منذ تأسيس الحزب كما فتحنا الباب أمام تمركز السلطة لدى رئيس الدولة وهو الأمين العام للحزب فجمع السلطتين الحكومية والحزبية مما أدى عملياً إلى تنمية نزعة الإنفراد بالقرار وتعطيل المؤسسات الدستورية والحزبية وتحول الحزب إلى واجهة للسلطة وليس قائداَ لها .

جميعكم يعرف أن الأداة الأساسية بيد السلطة في ممارسة القمع وكم الأفواه ومصادرة الحريات كانت هي أجهزة الأمن التي تتلقى تعليماتها من مركز القرار .

لقد تحولت القيادة القطرية لاسيما بعد إلغاء الأنتخابات في الحزب ووضع إختيار أعضائها بيد الأمين العام للحزب إلى واجهة ليس لها قرار .

وكلكم يعرف أن جميع تلك القيادات لم يكن لها دور في القرار ولا قدرة على المحاسبة

وكلكم يعرف جيداً دور أجهزة الأمن في إختيار أعضاء قيادات الفروع والمرشحين لمجلس الشعب وللمواقع الحزبية والحكومية ولذلك فمن الظلم للحزب ولمناضليه أن يتهم حزب البعث بأنه كان يقود الدولة والمجتمع .

كلكم يعرف أيها الرفاق دور الأقرباء في التدخل في شؤون البلاد وفي التسلط على الأجهزة الحكومية وعلى الناس دون أن يكون لأحد قدرة على محاسبتهم هل كانت القيادة القطرية وفروع الحزب قادرون على ردعهم ، وهل كان معظم رؤساء الحكومة غير أدوات لتنفيذ ما يأتيهم من أشقاء الرئيس وأبنائه ؟ وهل تغير الوضع في ظل رئيس النظام القائم ؟

تعرفون كل ذلك أيها الرفاق وتعرفون أن لاصلة بين هذا النظام وبين حزب البعث العربي الاشتراكي بمبادئه وأهدافه ، فهو نظام عائلة أستاثرت بالسلطة وأحكمت الظلم والفساد ومن الأخطاء الكبرى للرئيس حافظ الأسد أنه كرس حكم العائلة فغلبت عاطفته مسؤولياته كرئيس للدولة وكان قراره بالتوريث تكريساً لحكم العائلة وخروجاً عن كل القيم السياسية والحزبية في سوريا .

أيها البعثيون إن وجود أعضاء في الحزب في مواقع السلطة والأجهزة الحكومية ليس لأن الحزب قائد للدولة بل لاستخدامهم في تحقيق أغراض أصحاب النظام وستراً لأخطائه ووضعاً للمسؤولية على الحزب .

علينا أن ندرك أن السلطة بالنسبة لأي حزب هي وسيلة لتحقيق أهدافه النبيلة وعندما تتحول السلطة إلى هدف يصبح الحزب أسيرها وأداتها عوضاً عن أن تكون أداته .

عندما يصبح الحزب أداة للسلطة يرتفع صوت الانتهازيين ويتراجع دور المناضلين عليكم أيها المناضلون في حزب البعث مدنيون وعسكريون أن تناضلوا لتحرير الحزب من سجن السلطة والكفاح مع جميع القوى السياسية والاجتماعية والنقابية والثقافية والإقتصادية في البلاد لتحقيق التغيير وإسقاط نظام مستبد فاسد في رأسه وفي قلبه وفي أطرافه من أجل بناء نظام ديموقراطي يضمن الحريات العامة والفردية ومبدأ تداول السلطة ويتمكن من معالجة أزمات البلاد ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين ورفع مستوى معيشة الشعب وتطوير التعليم والأهتمام بالأجيال وإستعادة سوريا لدورها في حمل مسؤولياتها القومية والوطنية .

تأملوا بإمعان وبشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية حالة البلاد ومعاناة شعبنا فهل ناضل

السوريون لتحقيق الأستقلال من اجل أن تتحول جمهوريتهم إلى نظام عائلي مستبد وفاسد ؟

هل ناضل آباؤكم وأجدادكم من اجل أن يحكمكم نظام زرع القتل دون رحمة في البلاد ونشر الجوع والخوف والقلق ؟

لماذا عليكم أن تتحملوا وزر نظام يتعارض مع مبادئكم وقناعاتكم وان تقبلوا أن يبقى الشعب سجين نظام يقوده رئيس وأخوه وصهره وبعض أفراد العائلة ؟

فكروا بمستقبل البلاد وبالمصير الذي يهددها في ظل استمرار هذا النظام كونوا شجعاناً بالأنضمام إلى قوى التغير حرروا الحزب من سلطة هي في طريق الانهيار وهي في أواخر أيامها فالانتهازيون والمرتزقة حول النظام لن يستطيعوا حمايته لأن ليس للانتهازي والمرتزق قضية .

لا يخدعكم رئيس يزعم أنه يجابه الولايات المتحدة الامريكية فأسألوه من يحاول أن يحميه أليس حلفاؤها وأصدقاؤها ؟

يصعد صراعاً خطابياً أملاً منه أن يساعده ذلك في زيادة قبضته وتسلطه على البلاد تحت شعار من يكون ليس معه فهو مع الأجنبي .

أيها المناضلون في حزب البعث إن حديثي إليكم ليس جديداً حول رؤيتي لطبيعة النظام بل كان دائماً حديثي في مؤتمرات الحزب وآخرها في المؤتمر القطري الأخير كما في اجتماعات القيادة القطرية ومؤتمرات قيادات الفروع والمنظمات الشعبية كما أوضحت ذلك في حديث نشرته مجلة المناضل التي تصدرها القيادة القومية .

إن ما كان يجمعني بالنظام خيط هو السياسة الخارجية وهذا الخيط إنقطع بعد القرارات المغامرة لرئيس النظام الحالي الذي وضع البلاد في مركز دائرة الخطر .

أما ماكان يبعدني عن النظام السياسات الداخلية ومنها الإنفراد بالسلطة وتعطيل الحياة السياسية وإغلاق الباب أمام قيام نظام ديموقراطي وهروب من معالجة الأزمات الاقتصادية وقتل وسجن الناس دون حق وفي ظروف شتى .

لقد وقعت أخطاء كبيرة في السياسات الداخلية أفرزت المعاناة والخوف والضعف وتصدع الوحدة الوطنية وهذه السياسات كانت وستبقى موضع أدانة من قبلي ومن قبل كل المواطنين في الحزب والوطن .

لتكن مناسبة ذكرى تأسيس الحزب مراجعة للرؤيا وللمواقف ووضع فكر ونهج جديدين للحزب ذلك أن جمود فكر الحزب عند مرحلة لم تعد قائمة بعد إنتهاء الحرب الباردة وبعد التطورات الكبرى التي شهدها العالم وتشهدها المنطقة يشكل خطراً كبيراً على الحزب وعلى أستمراريته فجمود الفكر دليل شلل في العقل مما يورث التخلف والضعف ويوصل إلى الانهيار واستمرار الجمود سيصيبه ما أصاب الأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفياتي السابق وفي أوربا الشرقية .

إن ربط النهج بالفكر المتحرر شرط أساسي لإنطلاق الحزب لأن التناقض بين فكر متحرر ونهج مقيد يقود إلى العجز .

لتكن مناسبة تأسيس الحزب أيها الرفاق المدنيون والعسكريون حافزاً وطنياً في أنقاذ البلاد من نظام فاسد ومستبد كان حزبكم ومبادؤه أول ضحاياه .

والخلود لرسالتنا

--------------

المكتب الاعلامي للسيد عبد الحليم خدام

07/04/2006

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ