ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 02/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

J

المرحلة ما قبل الأخيرة لضرب إيران

آخر تحديث:الأحد ,01/08/2010

عبد الزهرة الركابي

الخليج

دخل الملف النووي الإيراني في مرحلة خطرة، والتي تتمثل في تشديد العقوبات على طهران، وقد عدّها المراقبون مرحلة ما قبل مرحلة استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وتأتي العقوبات غير المسبوقة والمشددة التي فرضها الاتحاد الأوروبي أخيراً، لتكون بمثابة “الضوء الأخضر” الذي تنتظره واشنطن لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية .

 

وقد شهدت الأيام الأخيرة وقفات تستحق المعاينة في طريق هذا الملف، ففي يوم واحد تزامن اجتماع وزراء خارجية تركيا، وإيران، والبرازيل في أنقرة مع تصريحات الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “السي . آي . أيه” مايكل هايدن الذي ترأس الوكالة خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش، عندما قال في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الإخبارية، إن الخيار العسكري ضد إيران، كان في آخر لائحة الخيارات حينها، مؤكداً أنه يبدو حتمياً الآن، وفي المقابل أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أن أمريكا لن تجرؤ على ذلك .

 

وفي اليوم التالي من الاجتماع الثلاثي الآنف أقر الاتحاد الأوروبي عقوباته الأحادية على طهران، في وقت كان يسعى فيه وزراء خارجية إيران، وتركيا، والبرازيل الى إيجاد آلية جديدة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، حتى إن وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو صرح لوسائل الإعلام، بأن طهران مستعدة للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في سبتمبر/أيلول المقبل، معرباً عن استعداد بلاده لاستضافة اللقاء، كما أكد أن الاتفاق الثلاثي لتبادل الوقود، رسم إطاراً لتدابير بناء الثقة ولم يهدف إلى تسوية نهائية للمشكلة .

 

والعقوبات الأوروبية الجديدة تذهب إلى أبعد من تلك التي صوت عليها مجلس الأمن في التاسع من الشهر الماضي، حيث تنص على منع أي استثمارات جديدة أو مساعدة تقنية أو نقل التكنولوجيا والخدمات المرتبطة بمجال الطاقة خصوصاً التكرير وتسييل الغاز، كما ستحد العقوبات من إمكانات التبادل التجاري مع إيران وتوسع تجميد الأرصدة إلى عدد أكبر من المصارف الإيرانية .

 

ولو أخذنا تصريحات سابقة وقريبة زمنياً، وهي كلها تدخل في سياق ترجيحات واحتمالات شن الحرب من قبل أمريكا وحلفائها بما فيهم “إسرائيل” على إيران، من خلال توجيه ضربة جوية وصاروخية على المنشآت النووية الإيرانية المحددة وفق السيناريوهات التي ذُكرت أو تم تسريبها إلى وسائل الإعلام بغرض أو بغير غرض، كما أن ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها من إجراءات سياسية واقتصادية وإعلامية، هي تدخل في إطار الحرب النفسية أو الحرب الناعمة التي ترمي إلى تحقيق غرضين لهدف واحد إذا صحت التسمية، الغرض الأول ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية بما يجعل إيران “بطة جالسة” لا تقوى على الحراك حسب توصيف أحد المحللين الغربيين، وصولاً إلى إجبارها على إيقاف برنامجها النووي على النحو الذي تطالب به أمريكا والأوروبيون واللجنة الدولية للطاقة الذرية .

 

والغرض الآخر يتمثل في خطة الطوارىء، وذلك بتمهيد الأجواء وتصعيدها إلى الحد الذي يكون وقتاً مناسباً لشن الحرب عليها، وهذا الغرض يوصف بالتدرج التمهيدي لحين الوصول إلى نقطة الشروع بتوجيه الضربة العسكرية، وهو أمر أشار إليه قائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ديفيد بترايوس الذي قال في تصريحات سابقة، إن بلاده وضعت خطة طوارئ للتصدي لطموحات طهران النووية، منوهاً إلى إمكانية قصف المنشآت الإيرانية النووية في حال فشل المبادرات الدبلوماسية معها، كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مساعدين للرئيس الأمريكي باراك أوباما قولهم، إنهم يعرفون أن العقوبات هي أداة محدودة لن تجبر إيران على وقف برنامجها النووي، وأن الإدارة الأمريكية أعدّت خططاً احتياطية تكون الخيارات العسكرية هي الخيارات الأخطر والأخيرة فيها .

 

وفي هذا السياق كشفت مصادر أمريكية عالية المستوى النقاب عن أنّ “الاسرائيليين” أعدوا خطة كاملة ومتكاملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد قام باحثان أمريكيان بنشر البحث الذي أجرياه في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، وهذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها بحث من هذا القبيل بهذه الصورة، وبما أنّ إيران مملوءة بالمنشآت النووية، فإنّ الباحثين ركزا على إمكانية توجيه ضربة عسكرية لثلث المنشآت فقط، والتي تشكل عملياً لب المشروع النووي الإيراني، ويؤكدان أنّ ضرب هذه المنشآت سيؤدي إلى تأخير البرنامج النووي سنوات عدة .

 

وأخيراً وليس آخراً، من المفيد القول إن كل ما جرى حتى الآن من إجراءات وعقوبات بحق إيران من قبل أمريكا والغربيين عموماً من جهة، وإيران التي تحاول كسب الوقت بمظاهر سياسية ودبلوماسية وحتى عسكرية من جهة أخرى، لا يمنع أمريكا وحلفاءها من استخدام القوة العسكرية حيال إيران، ولو بعد حين .

=====================

ميكيافيلي الغائب الحاضر

آخر تحديث:الأحد ,01/08/2010

يوسف الحسن

الخليج

* لا يزال كتاب “الأمير” لميكيافيلي، بعد خمسة قرون على كتابته، المعلم الأول للسياسة الدولية، تستوحي قواعده، وتستلهم منه النصيحة والمشورة .

 

خمسة قرون مضت، ومازالت “الميكيافيلية” مدرسة للتفكير السياسي الخالي من المعايير الأخلاقية، إن على مستوى امبراطورية أو دولة، أو على مستوى بلدية صغيرة، يرفض مجلسها البلدي منح بعض مواطني البلدة، حق العبادة لطائفة، أو حتى دفن موتاها في مقبرة خاصة .

 

وحينما تخلو السياسة من قيم الأخلاق الإنسانية، تتسرب ممارساتها إلى مألوف الناس اليومي، وتشيع ثقافة الإقصاء والتمييز، وتزدهر حاضنات الانتهاكات الفظة للقانون والعدالة .

 

ان قيم الأخلاق الإنسانية، تحمل عادة صفة الشمول والكونية، ولا تفرض من خلال القانون، وإنما تحدد العلاقات بين الناس، وبين الناس والدولة، وبين الدول في البيئة الدولية في إطار من المعايير والقيم غير المادية وغير القياسية، كالصدق والوفاء بالعهود والتعهدات، والمبالاة مجمل المسؤولية المجتمعية والدولية، وهي ثابتة ونهائية ولا تخضع للتطور، وهي بذلك تختلف عن الأعراف والمعرفة التي تتطور حسب الزمان والمكان .

 

في السياسة الميكيافيلية، لا يهم صاحبها الوسائل المستخدمة في تحقيق الغايات المنشودة، ولا يعنيه لو هدم سد مائي . في مقابل حصوله على كأس ماء، وإذا ما ترسخت هذه السياسة الخالية من الأسس الأخلاقية، وأصبحت نمطاً للحياة وللعلاقات الدولية، فإنها لا تتعرض لنبذ المجتمع أو البيئة الأكبر .

 

في هذا العصر، تبدو روح السياسة الدولية ضائعة، فهي تتحدث مثلما تحدث أوباما في سنته الأولى من الحكم، لكنها تفكر مثل بوش الابن في سنوات حكمه الطويلة، فتعزل القضايا السياسية عن أسسها الأخلاقية، وتجعل من السياسة أمراً محصوراً بالأقوياء وبمصالحهم، ولا علاقة لها بالناس، الذين يتطلعون إلى عالم أكثر أمناً وعدلاً . ويحلمون بالمشاركة في بناء عالم يصلح للعيش المشترك .

 

إن الاستهتار بالمعايير الأخلاقية في السياسة الدولية، يؤذي الحاضر، ويدمر ممكنات المستقبل، والأمثلة كثيرة على هذا الاستهتار، وهي ساطعة وفي وضح النهار .

 

التسلط السياسي، وفقدان الحريات العامة، وتدمير البيئة والموارد الإنسانية، وتهديد الأمن الإنساني، وتنامي قوة “لوبيات” السلاح والشركات العملاقة، وهي لوبيات الموت والدمار . واستخدام حقوق الإنسان كأداة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وغيرها الكثير من السياسات والممارسات .

 

إن دولاً ديمقراطية عديدة، تتحدث بصوت عال عن حقوق الإنسان، لكنها ترفض التوقيع على إعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية .

 

وإن دولاً كبرى، تتحدث باستمرار عن حماية البيئة، لكنها هي الأكبر في التسبب بتلويثها وتدميرها، وترفض التوقيع على اتفاقيات دولية بشأن البيئة والتغير المناخي .

 

وإن دولة كبرى، لم توقع على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، وتعفي نفسها من احترام أي التزامات تجاه هذه المحكمة، لكنها أكثر الدول إلحاحاً على الآخرين بالالتزام بهذه المحكمة .

 

سياسات دول كثيرة، تعترف بأن الانتخابات التي جرت في أفغانستان والسودان وغيرهما، افتقدت المعايير الدولية، إلا أنها تقبل نتائجها، وهي نفس السياسات الخالية من الأخلاق والمعايير الثابتة، والتي تنقلب إلى الضد، أمام انتخابات نزيهة، جاءت نتائجها غير ملبية لرغبة هذه السياسات .

 

اليمين في الغرب، والذي ربط مصيره بمصير الكنائس والنظام البطريركي السائد، يبدي الآن شغفه المفرط، بالعلمنة والدفاع عن المرأة، ويطلق النقاش العام في فرنسا مثلاً حول برقع 376 امرأة، وأربع مآذن في سويسرا، بدلاً من معالجة نظم التقاعد والبطالة والأزمة المالية .

 

السياسة الدولية الخالية من الأخلاق، تحجب حتى التساؤل عن المنشآت النووية “الإسرائيلية”، وتغمض العين عن عنصرية “إسرائيل” وعن سرقتها للأرض، واستعمارها الطويل والفظ لشعب، وخرقها الصريح للقوانين الدولية .

 

في السياسة الدولية التي تفتقر إلى معايير العدل وقيم الأخلاق، ترفع صورة للجندي “الإسرائيلي” الأسير، على طول بناية عالية تقع بالقرب من شارع الشانزليزيه الشهير بباريس، ولا صوت يرتفع تنديداً بممارسات قوة الاحتلال المنتهكة للقوانين الدولية ولاتفاقيات جنيف الرابعة، ولمواصلة أسرها لأكثر من عشرة آلاف مدني، أطفالاً ونساء وشيوخاً، على مدى عقود .

 

السياسة الدولية، حينما تضيع روحها الأخلاقية، لا تنظر إلى الآخر، نظرة احترام وندية، فالآخر عندها، “لا يشبهنا”، بل متخلف “وبربري”، ولا يتحرك ضميرها، حتى حينما تتسبب شركات نفط عالمية، بكوارث بيئية هائلة في آلاسكا والبرازيل ودلتا النيجر وخليج المكسيك، ويتم تدمير حياة البشر هناك، ويقضي على المياه والنبات والطيور والأسماك .

 

وتغمض عيونها، حينما تقوم شركات عملاقة، بتمويل الحياة السياسة في أمريكا، ويتحايل بعضها على عقول المستهلكين . وينفق نحو مائة مليون دولار، لتغيير اللوغو الخاص بشركة نفط عالمية، ليصبح “أكثر اخضراراً”، أي صديقاً للبيئة .

 

الانتهازية السياسة، التي يتلون ويسبح فيها قادة ومفكروه اليمين المتطرف على مدى عقود، وصلت إلى حد إحياء فكرة “حزب الشاي”، الذي كان سائداً في أمريكا قبيل الاستقلال، ليبرز اليوم في مقاعد الكونجرس، وشوارع المدن الرئيسية، كقوة ضغط، تجدد الدماء في شرايين اليمين الجديد والكتلة الصهيونية المسيحية، وتعيد تأهيلها، بنزعة عدوانية وعنصرية مفرطة، تضيق بالمهاجرين، وتحرم العالم، من أمريكا الويلسونية، وتكرر مآسي الحروب العبثية الظالمة، وتغلق الآفاق أمام حس الناس بالعدالة، وبالحلم بالمشاركة في صنع عالم أكثر رخاء وأمناً ويليق بهذه البشرية في القرن الحادي والعشرين .

ميكيافيلي . . لم تطوِه صفحات الزمان .

=====================

لبنان: الغطاء والالتزام

الأحد, 01 أغسطس 2010

عبدالله اسكندر

الحياة

التطبيق الانتقائي، في لبنان، لاتفاق الطائف أدى الى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وما تبعه من أزمة سياسية كبيرة وتوترات ونزاعات تضمنت اغتيالات لشخصيات أخرى وللجوء الى استخدام السلاح. وجاء اتفاق الدوحة ليضع حداً لهذه الأزمة وانتخاب رئيس جديد توافقي، ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني، على أمل أن يمهد الوضع الجديد لاستكمال اتفاق الطائف ولارساء صيغة التعايش التعددي، سياسياً وطائفياً.

الاتفاقان حظيا بغطاء عربي ودولي، ورعاية خاصة سعودية وسورية. وتجدد الغطاء والرعاية من خلال القمة الثلاثية في بيروت وزيارة أمير قطر للبنان. وقبلهما خلال محادثات الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شرم الشيخ ودمشق. وبدا ان تجديد الغطاء بات ضرورياً، بعدما لاح في الافق إمكان العودة مجدداً للتوتر الأمني والتلويح باستخدام القوة في الداخل.

وهنا بيت القصيد في المعادلة اللبنانية الحالية. إذ ان أحد البنود الاساسية في اتفاق الدوحة هو الامتناع عن اللجوء للسلاح لحل الخلافات الداخلية. واليوم مع تجديد القمة الثلاثية التزام السلم الاهلي وحماية الاستقرار، يطرح السؤال مجدداً عن التطبيق الانتقائي لاتفاق الدوحة الذي، رغم انه وضع لمرحلة انتقالية، بات جزءاً من معادلة التسوية الداخلية.

والتهديد الذي استدعى زيارة خادم الحرمين والرئيس الأسد، معاً، الى بيروت يأتي من التطبيق الانتقائي لاتفاق الدوحة. إذ ان أحد طرفي النزاع، قبل التوصل الى الاتفاق، لم يلتزم بنوداً فيه تتعلق بالتهدئة السياسية وبعدم اللجوء الى السلاح أو التهديد به.

ويبدو ظاهرياً ان التصعيد مرتبط بالقرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والهجوم الاستباقي الذي شنّه «حزب الله» على المحكمة، انطلاقاً من الاشتباه بأن التقرير يتهم أعضاء في الحزب. لكنه في العمق يعني ان ادارة الدولة لقضايا البلد، بما فيها المحكمة الدولية، ينبغي ان تستند الى موقف الحزب. إذ ان أي تعارض مع هذه الادارة يتحول مؤامرة على المقاومة، ومن لا يؤيد الحزب في خلافاته مع الآخرين يتحول الى طرف معاد، إن لم يكن متعاملاً مع اسرائيل. وذلك بعد اقتطاع سلسلة من المسؤوليات المنوطة بالدولة وفرض الاعتراف بحق الاقتطاع هذا. لتتقلص مساحة مسؤوليات الدولة وأدواتها الرسمية وتتسع مساحة الاقتطاع منها لمصلحة الحزب.

وهذه العملية المستمرة، والمتناقضة مع اتفاقي الطائف والدوحة بما هما من أدوات حل لأزمة داخلية وتنظيم للاستقرار، تنطوي على خطورة أخرى تتعلق ببدء ترسيخ «شيطنة» مكونات في البلد، بما يضرب عميقاً في جذور التعددية اللبنانية السياسية والطائفية، وصولاً الى ترسيخ اللون السياسي الواحد.

في القمة الثلاثية، حقق كل من أطرافها ما يعتبره هدفه، وإن كان في البيان الختامي تركيز على مصلحة الاستقرار والسلم الاهلي كهواجس مشتركة. لكن المشكلة ليست في القناعات العربية والدولية العامة بضرورة انقاذ لبنان من احتمال الانزلاق مجدداً الى العنف، وإنما في تمسك الطرف الأقوى على الارض، وهو هنا «حزب الله»، باستخدام كل الوسائل عندما يعتبر نفسه مهدداً، وباعتبار ان كشف مرتكبي الجرائم السياسية في لبنان، عبر المحكمة الدولية، هو بالضرورة مؤامرة على الحزب.

واستناداً الى ما تسرب في الصحف اللبنانية عن المحادثات السورية - السعودية في دمشق، والمحادثات الثلاثية والثنائية في بيروت، لم يعط الحزب أي ضمانات أو أجوبة عن مدى التزامه بكل بنود اتفاق الدوحة، وتالياً يبقى التطبيق الانتقائي لهذا الاتفاق مفتوحاً.

ويوم أمس، جاء إخراج جولة أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، مصحوباً بأركان الدولة اللبنانية، على البلدات اللبنانية الجنوبية وكأن الجميع حلّوا ضيوفاً على «حزب الله» في هذه المنطقة.

=====================

الفتنة أولها تسريبات: سقوط لبنان في تجربة الحكم الذاتي!

الأحد, 01 أغسطس 2010

عادل مالك *

الحياة

كتبنا غير مرة في هذه الصفحة بالذات عن كثرة الوافدين إلى لبنان من الزعماء لتقديم الضمانات هل هي مدعاة للاطمئنان أم للقلق؟ («الحياة» 23 ايار (مايو) 2010). ومع ازدحام حركة مرور القمم العربية في بيروت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في وقت متزامن.

والواقع أن المؤشر الاستثنائي لهذا الوجود الكبير في لبنان لهو الدليل على الاهتمام العربي بما يجرى، لكنه في الوقت نفسه يقدم الدليل على خطورة الوضع في لبنان ودقته، وبلوغ أزماته المرحلة الخطرة.

وكأنه أصبح مطلوباً في شكل دائم ومتجدد حاضنة عربية على مستوى القمة لاحتواء الأزمات اللبنانية المتتابعة، أو «خلية أزمة» خاصة بلبنان تعمل على مدار الساعة. والوضع المحتضن في الوقت الحاضر ينتظر نتائج الخلطة السورية - السعودية المطعمة بالنكهة القطرية للتمكن من التخلص من الأزمة القابضة على الواقع اللبناني.

ظاهر الأزمة ما سيصدر في القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بالكشف عن قتلة الرئيس رفيق الحريري، والمعلومات التي تتحدث عن توجيه الاتهامات إلى عدد من عناصر تنتمي إلى «حزب الله»، والضجة المثارة حول هذا الموضوع والتي تهدد من جديد السلم الأهلي والعيش المشترك.

والواقع أن كل ما قيل حتى الآن في هذا المجال يدخل ضمن باب التسريبات، والكثير من الآراء التي جرى التعبير عنها تدخل ضمن سيناريوات متعددة لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في أعقاب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية. وكان أول «المبشرين» بتجدد الحرب الأهلية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي وتبعه أكثر من مصدر ينفخ في قرَب الفتن.

ولم يعد الحديث مطروحاً بصيغة السؤال: هل تقع الحرب أم لا؟ بل: متى ستقع الحرب؟ ما قبل شهر رمضان، أم خلاله، أم بعده؟ في أيلول (سبتمبر) أم في تشرين الأول (أكتوبر)؟ والمطروح الآن العدالة مقابل مقاومة «حزب الله». وقد تحدث الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حول استهداف المقاومة من طريق «إلصاق» التهمة بعناصر تابعة للحزب، وسيطلق عليها في القرار الظني «عناصر غير منضبطة»، الأمر الذي يراه الرئيس سعد الحريري عدم توجيه اتهام مباشر للمقاومة، فيما يرفض السيد نصرالله رفضاً قاطعاً «إلباس» عناصر غير منضبطة أو منضبطة لهذه الجريمة. ووعد نصرالله بالكشف عن المزيد من المعلومات في مؤتمرات صحافية لاحقة للكشف عن «المؤامرة التي تعد للبنان».

هنا تجب الإشارة إلي ملاحظة مهمة وتتمثل في الآتي: كلما ازداد التقارب السعودي - السوري تأثيراً وفاعلية يلاحظ تباعد الهوة بين مصر وسورية. وقد سعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولا يزال لإيجاد تقارب ما بين دمشق والقاهرة، لكن لم يتم الاهتداء حتى الآن إلى صيغة تعيد العلاقات إلى سابق عهدها وحرارتها يوم كان المحور الثلاثي السعودي - المصري - السوري القابض على وضع المنطقة.

وعلى صعيد التركيبة الداخلية جرى تحويل تيار «المستقبل» برئاسة سعد الحريري إلى حزب له هياكله ومؤسساته التنظيمية. وفي هذا المجال يتساءل الأستاذ وليد جنبلاط: «ما الخطأ في أن تجري القوي السياسية مراجعات نقدية لخطابها وتجاربها ومواقفها في مراحل معينة، فهذه هي طبيعة العمل السياسي الذي يتطور في شكل مستمر وتتبدل ظروفه وعناصره ومعطياته، فلو استطاعت كل القوى السياسية أن تترفع بعض الشيء وتتواضع قليلاً لتجري هذه المراجعة الضرورية لانتظام الحياة السياسية والوطنية ولنبتعد جميعاً عن التكرار الببغائي لشعارات وعبارات لا طائل منها». ويختتم بالقول: «إلى الذين ينسون أو يتناسون فلنتذكر اننا كنا نتحاور مع بعضنا بعضاً في أوج الانقسام السياسي ومرحلة التوتر الشديد، فلماذا لا نعود الى التحاور اليوم؟».

والجدير ذكره أن الأمين العام ل «حزب الله» قد دعا أخيراً في احد مؤتمراته الصحافية فريق الرابع عشر من آذار إلى إجراء مراجعة نقدية لكل المواقف التي اتُخذت وتصويب بعضها! ويضيف وليد جنبلاط في هذا الشأن: «ان العودة إلى الهدوء والحوار هي مسؤولية جماعية كي نوفر على لبنان الانزلاق مجدداً نحو الانقسام والتوتر الطائفي والمذهبي، والقدرة على العودة إلى الحوار ممكنة إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك».

ومثل هذه الدعوات تعطي فكرة عن حالة الاحتقان السائدة حالياً في لبنان والمخاوف التي تنطوي عليها من سقوط لبنان من جديد في الهاوية السحيقة للحرب الأهلية.

ومن كل ما تقدم والتوقف عند محطات بارزة في حال التشنج القائم في لبنان يمكن ملاحظة النقاط الرئيسة:

- كان يقال قديماً ان الحرب أولها كلام... ويقال اليوم ان الحرب أولها تسريبات صحافية وسياسية من هنا وهناك.

- حول ضرورة وجود مظلة عربية تؤمّن التغطية لمشاكل لبنان واللبنانيين يقول لنا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان: «لقد تعود اللبنانيون على مدى ثلاثة عقود ويزيد على من يتخذ القرارات عنهم وباسمهم، وبعد انتهاء عهد الوصاية وجد اللبنانيون انفسهم وجهاً لوجه في اتخاذ القرارات الصعبة».

وهنا يطرح سؤال في منتهى الخطورة والجدية: هل نجح لبنان فعلاً في حكم نفسه بنفسه أم انه سقط في امتحان الحكم الذاتي؟

- كثر هم الذين يتداولون الحديث عن الفتنة، وقلة هم الذين يعملون فعلياً على وأد هذه الفتنة.

- ومع هذه الأجواء المشحونة يتجدد الحديث عن بعض «المصطلحات» التي سادت منذ بدايات الحروب الأهلية اللبنانية، ومن ذلك، العودة إلى استخدام تعبير «اللبننة» بالمفهوم السيّئ والمنفر وليس بالأسلوب الجامع الذي ضم اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم يوم كانت الصيغة اللبنانية المثال الذي يحتذى به. أما الآن، ومع الأسف، ف «اللبننة» هي مرادفة للشرذمة والانقسام والتقسيم! تماما ك «العرقنة»! حيث يشهد العراق موجة متجددة من التفجيرات.

- وفي الإطار الإقليمي العام وبخاصة ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، هناك معلومات تؤكد اتجاه الأزمة نحو بعض الانحسار، بعدما بلغت الحد الاقصى من مداها، وقد صدرت خلال الساعات الأخيرة تعليقات من طهران، ومن واشنطن تتحدث عن احتمال تجدد الحوار حول الملف النووي الإيراني، وهذا الطرح ينطلق من زاوية أن ليس لدى إيران ولا لدى الغرب بدائل عملية لمواجهة الأزمة، بل إن نظام العقوبات الذي فرض على إيران لن تكون له نتائج سريعة. ويعمل الثلاثي: إيران، تركيا، والبرازيل على تقديم طروحات جديدة لإعادة الأزمة إلى طاولة المفاوضات. وآخر رسالة توجهت بها طهران إلى واشنطن تقول: «اننا مستعدون لاستئناف المحادثات بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. ولأن الغرب لا يملك الكثير من الحلول للتعاطي مع إيران في الأزمة الحالية، فهو يدرك أن العقوبات التي فرضت لن تأتي بنتائج ترغم إيران على الرضوخ للإرادة الدولية. يضاف إلى ذلك أن إيران ومع استمرار الأزمة هي ماضية في تخصيب اليورانيوم في الوقت نفسه وهذا ما يثير قلق الدول الغربية.

- وفي العودة إلى لبنان، ان حالة الورم الوطني السائدة تنذر بشر مستطير، ولا يملك أي طرف من مكونات التركيب اللبناني أي عذر لمنع انزلاق الوطن إلى شفا حرب أهلية جديدة.

فهل يعقل أن يعالج اللبنانيون نتائج حروبهم الأهلية بالتوجه إلى المزيد من الحروب الأهلية؟

وسؤال من وحي المرحلة الإقليمية: هل من دلالة في هذا التوقيت بالذات للإعلان عن الانتقال بالمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية إلى مرحلة التفاوض المباشر؟

* إعلامي وكاتب لبناني

=====================

سر الود الجديد بين أوباما ونتنياهو

بقلم: ألوف بن‏

هآرتس

ترجمة

الأحد 1-8-2010م

ترجمة: ريما الرفاعي

الثورة

ثمة ما يصدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما يوحي بتحول أساسي في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وتشير هذه المعطيات إلى حدوث تغير في ترتيب الأوليات لدى الولايات المتحدة، بما يجعل المواجهة التصعيدية مع إيران في المقدمة.

في هذا الوضع الجديد تعود إسرائيل لتظهر كحليفة حيوية للولايات المتحدة، كما قال نائب وزيرة الخارجية أندرو شابيرو، وليست عقبة أمام التقارب بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي، كما كان ينظر اليها في بدء ولاية أوباما.‏

للولايات المتحدة مصالح عليا في الشرق الاوسط تتمثل في التزود بالنفط رخيص الثمن، وضمان ذلك يمر من خلال الحفاظ على «الاستقرار» الذي يعتمد على نظم حكم مركزية يرتبط بقاؤها بأمريكا، وحمايتها تعطي أسواقاً مهمة للصناعة الأمنية الأمريكية.‏

ومنذ احتلت الولايات المتحدة مكان بريطانيا في حماية الشرق الاوسط، مع اعلان «مبدأ ايزنهاور» عام 1957 بعد أزمة السويس، حاربت كل جهة حاولت قلب النظام الاقليمي لصالحها وهددت التزويد بالنفط، من جمال عبدالناصر وحلفائه السوفييت إلى صدام حسين وأسامة بن لادن.‏

وخلال ذلك، كان لإسرائيل دور متبدل في الاستراتيجية الأمريكية. فكان ينظر إليها أحياناً كذخر استراتيجي وأحيانا اخرى مجرد عبء. في المراحل الذهبية، أبرز الامريكيون «العلاقات الخاصة» و «القيم المشتركة»، أما في الفترات السوداء فقد ضايقوا إسرائيل في قضية مفاعل ديمونا وفي قضية المستوطنات بعد ذلك.‏

وهذه السياسة معتادة في اميركا التي ركلت تايوان جانبا عندما احتاجت إلى الصين في مواجهة الاتحاد السوفييتي وتجاهلت خروقات ماو تسي تونغ لحقوق الانسان. وعندما اصبحت الصين تشكل تهديدا، اعلنت الولايات المتحدة بيع السلاح لتايوان، واستضافت الدلاي لاما، وباتت تبصر أن في بكين رقابة وأن معارضي نظام الحكم تتم مطاردتهم.‏

وفي العلاقات مع إسرائيل، تلعب المستوطنات اليوم الدور الذي تلعبه تايوان والتبت في العلاقات مع الصين، بوصفها قضية يمكن من خلالها ممارسة الضغط على إسرائيل، حيث تلجأ السياسة الأمريكية إلى التأكيد على هذه القضية او تجاهلها حسب الحاجة. وعندما يغضبون على رئيس الحكومة، يتذكرون الشيخ جراح ويتسهار وربابا. واذا احتاجوا إلى إسرائيل أو أرادوا مداعبتها من أجل تقدم آخر في المسيرة السياسية، يتركون لجان التخطيط في الضفة والقدس وشأنها.‏

عندما تولى أوباما مهامه، رأى أن بلاده ضعفت في الشرق الأوسط، فسعى إلى إحراز تسوية لتقاسم التأثير مع القوة الاقليمية الصاعدة مثل إيران. لهذا أظهر البرود نحو إسرائيل وسحب من المخزن هراوة المستوطنات. لكن ذلك لم ينجح. فقد صد الإيرانيون باستخفاف عروض صداقة أوباما، وتجاهلت الدول العربية الموضوع الفلسطيني، وكذا فعلت إسرائيل.‏

هذه هي خلفية تحول سياسة أوباما. وبدل ضرب إسرائيل والحصول على تصفيق المسلمين، يبدو أوباما أكثر تشددا حيال إيران. فقد ضاعف العقوبات عليها، مثلما رفع نبرته العدائية تجاهها، لتتحول إسرائيل من عبء ثقيل إلى شريك مطلوب وربما لا بديل عنه على خلفية التغييرات المتوقعة في الساحة العربية.‏

ومن هنا، زاد التعاون مع الجيش الإسرائيلي واختار الامريكيون إبرازه بخلاف ميلهم إلى التستر عليه في الماضي. وتحولت إسرائيل إلى شيء مطلوب في واشنطن، إلى درجة أن نائب وزير الخارجية شابيرو، الذي امتدح العلاقات الأمنية، أفرط في حماسته قائلا: إن الرئيسين جون أدامز وابنه جون كوينس أدامز، أيدا وطنا لليهود قبل هرتسل بعشرات السنين. ولدت الصهيونية في البيت الأبيض ولم نعلم.‏

في هذه الأجواء، سجل بنيامين نتنياهو لنفسه إنجازاً دبلوماسياً. فقد حاول في لقائه الأول مع أوباما ان يقنعه أن الأولوية هي للتهديد الإيراني، ولكن أوباما طلب منه أن يتوقف البناء في شرقي القدس. والان يعلن الرئيس أوباما ونتنياهو يجلس إلى جانبه، بأن النووي الإيراني هو المشكلة الاولى في سياسته الخارجية، دون أن يذكر شيئا عن المستوطنات. وهذا الإنجاز لنتنياهو ليس مجانيا، فقد وعد نتنياهو أن يحرز في غضون سنة تسوية دائمة، ولكنه يلمح إلى أن عمق التنازلات التي ستقدمها إسرائيل يتناسب مع عمق الضربة التي تتلقاها إيران.‏

=====================

بعد ما قالته القمة..؟!

الافتتاحية

الأحد 1-8-2010م

بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

الثورة

أينما كان هناك احتلال فستكون مقاومة.. دعَمَها من دَعَمها.. أو رَفَضَها من رفَضَها..

هذه حقيقة جدلية عبر التاريخ.. وحتى الذين يرفضون المقاومة اليوم، يقرؤون تاريخها بقدسية شديدة.‏

إن كانت المقاومة «جريمة».. فلا براءة لأحد.. ولا لشعب من الشعوب.‏

في منطقتنا.. في وطننا العربي.. ثمة احتلالات ودولة معتدية عدوانية توسعية ومحتلة هي إسرائيل..وبالتالي حتماً هناك مقاومة.‏

سورية تدعم المقاومة بالتأكيد.. ليس سراً.. ونفخر بذلك..‏

وسواء كانت سورية داعمة أم لم تكن، ستجد المقاومة دعائم لها.‏

لا شك أن الدعم السوري للمقاومة العربية للاحتلال الإسرائيلي يلاقي عداء.. وهجوماً.. ومحاولة اصطياد..‏

لماذا الدعم السوري بالذات؟!‏

لأن سورية تدعم المقاومة فكراً ونهجاً وأداء بغض النظر عن أي انتماء لهذه المقاومة.. كما هي ترفض الإرهاب نهجاً وفكراً وأداء.. ومن الموقع ذاته.‏

محاولة اصطياد المقاومة العربية عبر إغراقها بالتنابذات والتحديات والانتماءات الطائفية أو المذهبية أو غيرها.. تصطدم دائماً بالموقف السوري.. أو بالأحرى بالفكر السياسي لسورية الذي يدعم المقاومة دون كبير حساب لانتماء بعضها أو جزء منها أو كلها لهذه الفئة أو تلك.. ما يهمنا أنها بندقية مقاتل ضد الاحتلال.‏

بوضوح.. لا تستطيع دوائر صناعة التفرقة وإشاعة الفتن أن تضرم النار من حول المقاومة عبر وضعها في قوالب الانقسام وصراع الفتنة.. لأن الموقف السوري يقدم الدليل على غير ذلك.. نحن ندعم المقاومة الفلسطينية كيفما تجلى فعلها وكائناً من يكون الفاعل فيها.. وكذا المقاومة اللبنانية وغيرها وفي كل مكان.. وهو الموقف الذي يفضح محاولة «قولبة» فصائل المقاومة في أطر يسهل إثارة الفتن بينها.‏

قبل القمة العربية الثلاثية في بيروت.. قمة السيد الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان.. كثر الحديث وتتالت الاستنتاجات.‏

وقال من قال:‏

إنه سيطرح على سورية تخليها عن المقاومة في إطار ما..‏

وجاء التصريح الأميركي الفظ المرفوض.. ليعمم هذه الرؤية.. بالحقيقة كان هناك أكثر من تصريح مباشر وغير مباشر.‏

تفاهمت سورية والسعودية، وذهبتا معاً إلى القمة وهما على يقين أنها ستكون قمة دعم لبنان في وجه إسرائيل والإصرار على أمنه وسلمه الأهلي.. ورفض العدوان بكل أشكاله.. بما يوجب مقاومته.‏

في أصداء القمة يتضح ترحيب القوى المؤمنة بالسلام والاستقرار والبناء.. في حين تصدعت أصوات الذين أسرفوا في التحليل والاستنتاج.‏

انتهت القمة إلى:‏

«دعم لبنان وحفظه من الانزلاق نحو وضع لا يستفيد منه غير أعدائه».‏

هذا ما حدده سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في خطاب له في لبنان، تحدث من خلاله عن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين..‏

بيان القمة رد على كثير من التساؤلات.. فإن كان ثمة ما ظل بلا جواب.. تجدون جواباً عليه في ثبات المواقف السورية دون تردد.. ضد العدوان.. ضد الاحتلال.. ضد القتل والتخريب والتدمير.. ومع المقاومة والسلام.. وأمن واستقرار العالم.. والتنمية لكل البشر.. ومع التضامن العربي.. دائماً..‏

a-abboud@scs-net.org

=====================

قمّة "عودة" سوريا ؟

سمير منصور

samir.mansour@annahar.com.lb

النهار

1-8-2010

سيمر وقت طويل قبل ان يتوقف الحديث عن القمة الثلاثية التي استضافها لبنان قبل يومين والتي شكلت بالفعل حدثاً مفصليا يمكن وصفه بالتاريخي شكلا ومضمونا، وقد جاءت في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد. في الشكل، بمجرد ان يأتي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، يدا بيد من دمشق الى بيروت، وعلى متن الطائرة الملكية، فهذا يعني انهما متفقان على رؤية واحدة اقله في ما يتعلق بلبنان. وفي المضمون يعني انهما يدركان دقة المرحلة وخطورة ألسنة اللهب اذا ارتفعت في لبنان، على كل دولة عربية. وثمة امثلة ووقائع كثيرة ليست في العراق وحده. انه المشروع الجهنمي المزمن اياه الذي اشعلته "لعبة الامم" في غير منطقة من العالم، مع التركيز في العقدين الاخيرين - ويا للمصادفات - على افغانستان وباكستان والعراق طبعا، ودائما ومنذ 62 عاما على فلسطين، لب القضية واساسها. وقد بات الهدف من هذه اللعبة التي غالبا ما تحمل عنوانا اسرائيليا، وعمرها من عمر الكيان الاسرائيلي، مكشوفاً ويختصر بافتعال حروب طائفية تارة، ومذهبية طورا في هذا العالم، لتصفية القضية الفلسطينية. وقد يكشف التاريخ ذات يوم ان تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 ايلول 2001 والتي "قسمت العالم الى فسطاطين" كانت احدى محطاته المدوية...

ومن السذاجة الفصل بين هذا المشروع وما جرى في لبنان منذ ما قبل "حرب السنتين" قبل ثلاثة عقود ونصف من الزمن، مرورا بالاجتياحات الاسرائيلية على اختلافها وبحروب الزواريب والميليشيات في محطات كثيرة، وصولا الى حوادث مشبوهة لا تعد ولا تحصى ودائما تحمل بصمات المشروع نفسه: تعددت الاسباب والموت واحد!

وفي زمن استهداف لبنان - وهو لم يتوقف يوماً بأشكال متعددة – والدخول الاسرائيلي شبه اليومي على خط الازمة الاخيرة وصب الزيت على النار، جاءت القمة الثلاثية لمنع الحريق قبل نشوبه. ومن "التذاكي" والسخف اعتبارها مصادفة، او "ضمن جولة سنوية تعوّد العاهل السعودي القيام بها" كما يحلو لبعض "المنظّرين" ان يعتقدوا!

وهذه القمة التي تأتي بعد مصالحة تاريخية لرئيس الحكومة سعد الحريري مع القيادة السورية والرئيس بشار الاسد، تبدو في مكان ما، كأنها تشكل "عودة" سوريا "رسمياً" الى لبنان، برعاية سعودية، بل بمباركة الملك عبدالله المعروف بعلاقة شخصية تاريخية مع دمشق منذ ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد، ولطالما نوه كثيرون بفروسيته وبمواقفه الوطنية والقومية، ولم يكن آخرها في الكويت في 19 كانون الثاني 2009 عندما وضع حدا لخلاف مستجد مع سوريا بعد الخطاب "الشهير" للرئيس بشار الاسد. وكان الى جانب عبدالله والاسد خلال "قمة الكويت الاقتصادية" في ذلك الحين الرئيس المصري وامير قطر وملك الاردن ورئيس السلطة الفلسطينية. وكان لأمير الكويت دور فاعل للدفع في اتجاه المصالحة.

ولا تعني "عودة سوريا" هنا عودة عسكرية او استخباراتية تشكل "نقزة" او حساسية لدى اللبنانيين، ولا تعني ايضا عودة الى زمن تراكمت فيه الاخطاء والخطايا ويتحمل مسؤوليتها الجميع، لبنانيين وسوريين، او عودة الى زمن "الهيمنة" و"الوصاية" وما الى ذلك من عبارات كان يستخدمها خصوم سوريا، بل انها عودة مختلفة في الشكل والمضمون. ولعل صورة الرئيس بشار الاسد الى جانب الملك عبدالله والرئيس ميشال سليمان اثلجت صدور اللبنانيين، وعلى الارجح جميع اللبنانيين، شاء المكابرون ام أبوا، بعد مرحلة من التعب والارهاق والاخفاقات الداخلية أنهكت قواهم، وباتوا معها يسلّمون ب"عودة سوريا" للتدخل "بالتراضي" ومن باب مؤازرة لبنان في التخلص من مشاكله الداخلية، وبشعور هو اقرب الى الاستسلام يمكن اختصاره بعبارة: بين عودة سوريا وخراب البلد فلتكن هذه العودة!

واما عن المسؤول عما آلت اليه الامور وللوصول الى هذا الشعور لدى اللبنانيين، فحديث يطول ولا لزوم له، لأن فيه الكثير من نكء الجروح. وهذا الواقع ان دل على شيء، فعلى فشل ذريع على الجميع في لبنان، الاقرار به...

ومن الضروري الاشارة هنا الى تطور لافت في ادارة العلاقات اللبنانية - السورية، بدءا من اداء راق على مستوى السفارتين في بيروت ودمشق. وقد ساهم السفير السوري علي عبد الكريم علي في احداث نقلة نوعية في هذا الاتجاه، تحدث عنها "الخصوم" قبل "الحلفاء" وفي تصريحات علنية وفي حفلات تكريم، وبديهي القول ان الرجل يعمل بتوجيه من قيادته وليس "فاتحا على حسابه"، وهذا ما حدا بالطرفين الى الحديث عن مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية - السورية.

ومع "تحقيق" القمة السعودية - السورية - اللبنانية عاد الامل بمرحلة جديدة تبعث على التفاؤل بتحسن سياسي واستطراداً امني، يمكن ان يتحول امانا واستقرارا اذا احسن اللبنانيون ادارة شؤونهم، وبعيداً من الحسابات الفئوية والشخصية. واصبح في الامكان التفاؤل بامكان التوصل الى صيغة للخروج من المأزق الذي زجت به البلاد نتيجة التسريبات المتتالية حول القرار الظني المتوقع للمحكمة الدولية، والدخول الاسرائيلي المستمر على خط هذه التسريبات، واصبح في الامكان توقع لقاء في المدى المنظور بين الرئيس سعد الحريري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

ويبقى السؤال الكبير: هل ينجح العاهل السعودي في الضغط على دوائر القرار الدولي لتأجيل القرار الظني للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي النأي بالمحكمة عن التسريبات العشوائية والاتهامات التي تركزت في الفترة الاخيرة على "حزب الله"؟

والسؤال الاكبر: هل ينجح الجميع في لبنان، في التوصل الى صيغة ما في اطار "تصويب" عمل المحكمة الدولية والنأي بها عن التسريبات التي تجلب لها الاتهامات؟ وكيف؟

تلك هي المسألة!

=====================

ثمن ضرب محكمة لبنان: تطيير المحاكم الدولية الأخرى

علي حماده

النهار

1-8-2010

سيناريوات غير معقولة يجري تداولها، منها أن موقف "حزب الله" من القرار الظني الذي لم يصدر بعد، و"تفهم" سوريا ودعمها الموقف يمكن أن يغيرا مسار التحقيق، ثم القرار الظني فالمحكمة. وأهم من يروّج أن "حزب الله" الذي يتهدد اللبنانيين بالحديد والنار يمكنه أن يردّ على اتهام أفراد او مسؤولين منه (اذا حصل الامر) والاكتفاء باتهام التحقيق والقرار الظني والمحكمة بأنها ادوات اسرائيلية، وبالتالي يتم التأجيل او التعطيل، مما يجر البلاد الى واقع اشد صعوبة مما يظن. فلجنة التحقيق ثم المحكمة منبثقان من قرارات اتخذت في مجلس الامن بالاجماع، وتحت الفصل السابع بناء على تصنيف محدد لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى لقادة "ثورة الارز" حيث هناك رابط، على انها جريمة ارهابية تواجه بالتعاون الدولي والوسائل المنصوص عليها في جميع القرارات المتصلة، بدءاً من القرار 1373 الذي جاء في اعقاب هجمات 11 ايلول في نيويورك وواشنطن.

ثم هناك نقطة شديدة الاهمية يعيرها كثيرون اهتماما كافيا، فالمحكمة الخاصة بلبنان هي واحدة من المحاكم الدولية الناظرة في قضية ارهابية محددة، وثمة محاكم دولية أخرى ناظرة في قضايا مثل الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وهناك محكمة الجزاء الدولية. ومن القضايا الكبرى التي تجري ملاحقتها في المحاكم الدولية المختلفة جرائم رواندا وسييراليون ويوغوسلافيا السابقة ودارفور حيث اقتيد عدد من المسؤولين عنها الى المحاكمات، ويلاحق آخرون. هذه نقطة تفيد أن تعطيل المحكمة الخاصة بلبنان قبل القرار الظني أو بعده سيكون له أثر سيء يؤدي الى ضرب هيبة العدالة الدولية وهذه المؤسسات الدولية المستقلة التي أسّسها المجتمع الدولي من خلال قرارات في مجلس الامن مترابطة في ما بينها، مما يعني أن ضرب إحدى هذه المحاكم لاسباب سياسية او خضوعا لابتزاز أمني تمارسه حكومات او فصائل مسلحة يؤدي الى انهيار بناء المحاكم الدولية برمته وفقا لقانون الدومينو.

إذا، من الصعب بل من المستحيل أن يتخيل قادة "حزب الله" أو غيرهم ممن يبيعونهم اوهاما في ما يخص المحكمة الدولية والقرار الظني الذي لم يصدر بعد، أن الضغط الامني على حياة اللبنانيين، وتهديدهم بالطريقة التي تتم على شاشات التلفزيون منذ انطلاق حملة السيد حسن نصرالله سيدفعان مجلس الامن والمجتمع الدولي الى قبول اتهامات تطلقها "بروباغاندا" حزب، اعضاؤه الامنيون ملاحقون في معظم بلدان العالم، و الانهزام امامه "حقنا لدماء شعب لبنان" الذي صار رهينة في يد "حزب الله" .

ثمة من يقول انه لن يقبل بتأجيل القرار الظني، وان المطلوب انتهاء المحكمة. ولكن من قال ان تأجيل اصدار القرار الظني ممكن اصلا؟ ومن قال ان الانتهاء من المحكمة يحصل بمجرد ان يتفوه به قائد عربي او مسؤول حزبي مدجج بالسلاح على شاشة تلفزيون لبنانية؟

اكثر من ذلك، فإن من يعتبر أن التحقيق اسرائيلي يفترض أن يقدم شواهد على ما يقول، فأين الشواهد والادلة والقرائن؟ ولعل الناظر الى تاريخ المحاكم الدولية الاخرى يكتشف أن كل هذه المحاكم تعرّضت لحملات شبيهة بتلك التي تتعرض لها المحكمة الخاصة بلبنان، ولكنها واصلت أعمالها من دون الالتفات الى الوراء.

ان طرح سيناريوات لحلول تقوم على الخوف من غضب "حزب الله"، يضرّ بالحزب نفسه لأنه يحمل اتهاما ضمنيا له لا يواجهه الحزب إلا بالتهديد بقتل رهائن (اللبنانيون). فمطالبة اللبنانيين برفض القرار الظني (قبل الصدور) والمحكمة (قبل بدء اعمالها) أمر غير ممكن، لأنه لو حصل سيكون بمثابة الاستسلام الكامل امام التهديد بالسلاح، بما سيفتح الباب واسعا لمسلسل لا ينتهي من الابتزاز وانتزاع التنازلات على كل المستويات.

في اختصار شديد، فإن حملة "حزب الله"، أو حتى قيامه بتنفيذ تهديداته بتدميره البلاد فوق رؤوس اللبنانيين، لن يؤديا الى اقناع مجتمع دولي يضع بند محاربة الارهاب في أعلى سلّم أولوياته بالانهزام لتعلو راية "حزب الله".

=====================

سقطت شرعية إسرائيل...!

هل للعرب شرعية؟

المستقبل - الاحد 1 آب 2010

العدد 3728 - نوافذ - صفحة 13

غازي دحمان

يكثر الحديث السياسي، والإعلامي المتلقط له، في الديار العربية هذه الأيام، عن فقدان إسرائيل شرعيتها، كدولة ونظام سياسي، بالنظر للممارسات العنفية واللاإنسانية التي تقوم بها تجاه الفلسطينيين، سواء أولئك الذين تضرب عليهم الحصار في غزة، أو الذين تحتجزهم في الضفة الغربية، وحتى تجاه من يسمون (عرب الخط الأخضر) .

ويعتبر الحديث السياسي العربي هذا الأمر بمثابة معجزة اجترحها الفكر السياسي العربي (الحديث)، المتفاعل مع المتغيرات العالمية التي أحدثها عصر العولمة، والتي تعطي للرأي العام أهمية مميزة في توجيه سياسات الدول، وبخاصة الكبرى منها. وبالتالي فإن إبراز الصورة اللاإنسانية والمتوحشة لإسرائيل، عبر تظهير صورة عذابات الفلسطينيين، أو إدارة الخد للصفعات والإهانات الإسرائيلية المتكررة، هو اكتشاف واستثمار يتوجب تزخيمه ليتحقق النصر الناجز، الذي لن يتم تسطيره، بالطبع في ساحات المعركة، وإنما في ذهنية ووجدان المواطنيين الغربيين!..

لا شك أن هذا الإدراك العربي المتأخر لأهمية الرأي العام الغربي، يشبه تصابي العجوز في مجلس الصبايا، أو يماثل حالة الريفي الذي جاء من الحقل إلى صالونات المدينة ليعطي دروساً في الإتيكيت. فالاثنان، العجوز وريفي الحقل، يدخلان أنفسهما في سياق يبدوان محرجين فيه مقدماً، ليس بسبب عدم أهليتهما وحسب، ولكن بالنظر لكون هذا المجال هو شغلة الآخرين (الصبايا والمدينيين) .

والحال، أن إسرائيل التي ينظر لها العالم الغربي كتجسيد لمعجزة شعب استطاع أن يوجد كياناً ودولةً ومؤسسات، رغم الظروف التي واجهها، من المحرقة إلى العرب الذين أرادوا رميهم في البحر، هذه الإسرائيل في رأي ذلك الغرب، هي دولة لأشخاص "يحبون الحياة، ويحبون شرب القهوة صباحاً على شرفات منازلهم في سيديروت، وحرمتهم من ذلك صواريخ القسام، ويريدون لأولادهم في أسدود أن يذهبوا للحدائق، ولا يستطيعون بفعل الصواريخ السابقة الذكر" (مقتطفات من خطاب لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت واضح مدى محاكاته للذهنية الغربية) .

كما أن هذه الإسرائيل، في نظر الرأي العام الغربي، دولة ناجحة بكل المقاييس، استطاعت أن تحقق إنجازات مهمة عبر جوائز نوبل، ومن خلال الاكتشافات العلمية، ولديها عدد ضخم جداً من الشركات المسجلة في ناسداك، ومن خلال مستوى معيشة مواطنيها، ونشاطهم الاقتصادي والثقافي، وهذه كلها معطيات إنحفرت في ذهنية ووجدان الرأي العام الغربي. والأهم من كل ما سبق، أن ذلك الغرب يجد في الإسرائيليين تقارباً وانسجاماً فكرياً وحضارياً، وحتى بيولوجياً، لا يجده في سواهم من شعوب الشرق الأوسط.

وبالطبع، فإن إسرائيل، التي نحاول انتزاعها من الوجدان الغربي، وتشويه صورتها عبر خربشات تحمل تواقيع مؤلمة على أجسادنا وفي أرواحنا، ليس مستحيلاً تغيير صورتها، أو إسقاط شرعيتها، لكن ذلك لا يتأتى بالأعمال السهلة، إنما يتطلب تغييراً جذرياً في ممارساتنا وأفعالنا تجاه شعوبنا وثرواتنا ومستقبلنا، تلك القيم التي طالما قمنا بتقديمها بشكل مشوه ومحتقر للرأي العام الغربي .

ثم كيف لنا أن نقبل بالمعايير الغربية، القائمة على الرأي العام والديموقراطية لمحاكمة إسرائيل، والتي طالما اعتبرناها معايير مشوهة وغير صالحة للتعامل، وكم مرة رفضناها حينما تعلق الأمر بالمطالبة باحترام حقوق الإنسان في العالم العربي وتطبيق الديموقراطية، ترى أي ازدواجية للمعايير هي هذه!؟.

المشكلة في الأصل، أننا في العالم العربي، لا نملك شرعية الأطراف التي يحق أن تكون لها قضايا ونطلب العدالة من الآخرين في شأنها، وقد سبق أن قبلنا بهذا الواقع، أو بالأحرى قبلته الأنظمة السياسية العربية في سبيل إدامة سيطرتها ونهبها لثروات شعوبها، معطوفاً على ذلك تخاذل الشعوب وتنازلها عن حقوقها الأصيلة.

يبدو أن العزف على وتر سقوط شرعية إسرائيل، هو فصل عربي من فصول اللف والدوران التي مُورست لتمييع الحقائق المتراكمة على سطح واقعنا العربي، والتي باتت بحاجة إلى مخارج واقعية وليس إلى حلول عبثية... سقطت شرعية إسرائيل، وكأن الأخيرة قطعة من أوروبا وليس من الشرق الأوسط الذي تقوم فيه السلطات والأنظمة على جبال من الكرامات المذبوحة والأرواح المزهوقة...؟

=====================

الحراك العربي في الاتجاه الصحيح

علي الصفدي

الدستور

1-8-2010

شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية حراكاً عربياً مكثفاً وهادفاً على صعيد لقاءات عدد من القيادات العربية ذات الفاعلية والتأثير في سير الأحداث ، حيث شكل حراكها المتواصل توجهاً إيجابياً نحو صياغة موقف عربي موحد إزاء عدد من ملفات القضايا العربية الراهنة يتفق مع موجبات المصلحة العليا للأمة العربية ومع تطلعات شعوبها التي تتوق إلى استمرارية تفعيل التضامن العربي وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ، وتوحيد الرؤى السياسية تجاه سائر المواضيع وتطورات الأحداث الجارية ، وقد تمخض حراك القادة عن أكثر من قمة ثنائية وثلاثية أظهرت الحرص العربي على إيجاد حلول ذاتيّة عربية لتلك القضايا ، منها قمة عمان بين جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية والتي ركزت على آليات تفعيل علاقات التعاون بين البلدين في شتى المجالات وبحث الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل إحلال السلام والاستقرار فيها ، وسبقت قمة عمان قمة ثنائية بين العاهل السعودي والرئيس السوري بشار الأسد عقدت في دمشق ، وتواصلت بتوجه الزعيمين إلى بيروت وعقدهما قمة ثلاثية مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأقطاب حكومته جرى التركيز فيها على دعم التوافق اللبناني الذي تحقق منذ اتفاق الدوحة الذي وقع في أيار عام 2008 وتعزز بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري ، إذ دعت القمة إلى وجوب الاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية وإلى حكومة الوحدة الوطنية لحل الخلافات مع التأكيد على أهمية الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أية مصلحة فئوية وحرصت القمة على تثبيت استقرار لبنان وإزالة الاحتقانات الداخلية التي نشأت ترقباً لقرار المحكمة الدولية وتوقع صدور قرار اتهامي عنها بحق أفراد غير منضبطين من حزب الله وتحميلهم مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، الأمر الذي رفضه حزب الله بشكل مطلق.

 

واستمراراً للمسيرة التوافقة في لبنان ، فقد وصل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى بيروت في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام عمل فيها على تعزيز الحوار والتفاهم والتهدئة في لبنان ، وسبق أن بدأ الحراك العربي بعقد قمة سعويدة مصرية استهدفت السعودية منها تحسين العلاقات المصرية - السورية وإعادة الدفء إليها.

وضمن ذات الزخم التنسيقي بين الدول العربية عقدت لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً لها على مستوى وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية حضره رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي حصل على تفويض عربي للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على أن يتم توفير متطلبات بدئها وترك تحديد موعدها للرئيس عباس.

ملفات عديدة جرى التداول العربي حولها إلى جانب ما تقدم ، منها الوضع في العراق ودعوة القادة العرب للمسؤولين العراقيين إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن تحفظ عروبة العراق وأمنه واستقراره ، ومنها الملف النووي الإيراني والعلاقات العربية - التركية وغيرها.

لقد نجح الحراك العربي في تقريب وجهات النظر إزاء القضايا التي تم بحثها ، وفي إيجاد نهج مبتكر للتحرك القيادي السريع وصولاً إلى وحدة الموقف العربي.

=====================

لماذا لم يكن شريط نتنياهو صدمة حقيقية؟

سيث فريدمان - "الغارديان"

الدستور

1-8-2010

الشريط الذي عرض مؤخرا لبنيامين نتنياهو ، والذي يُظهر احتقاره للإدارتين الفلسطينية والأميركية ، أحدث زوبعة دبلوماسية أقل بكثير مما تأمل خصومه. بالرغم من أن محتويات التسجيل ، الذي يرجع تاريخه الى تسع سنوات مضت ، أظهرت العجرفة المتأصلة في نتنياهو والمبالغة في تعظيمه لنفسه ، إلا أن اللامبالاة الجماعية تدل على أن قلائل قد توقعوا غير ذلك من رجل يواصل التبجح ببراعته السياسية طوال فترة عمله المضطرب.

 

كلمات نتنياهو ، في الشريط الذي تم تصويره سرا أثناء لقائه بضحايا الإرهاب في مستوطنة عوفرا عام 2001 ، تُظهر عداءا وحقدا تجاه شركاء السلام مع إسرائيل ، الأمر الذي ينسجم تماما مع أسلوبه في المفاوضات مع الفلسطينيين عبر السنين. لقد قال ، مشيرا الى خططه لشن "هجوم واسع على السلطة الفلسطينية...[هجوم سوف] يوصلهم الى مرحلة التخوف من انهيار كل شيء: "أميركا شيء يمكن تحريكه بسهولة كبيرة ، يمكن تحريكها في الاتجاه الصحيح. فهي لا تستطيع إقناع أحد بما تريد".

 

لقد أضاف قائلا: "لقد سألوني قبل الانتخابات اذا ما كنت سأحترم (اتفاقيات أوسلو). قلت أنني سأفعل ذلك ، ولكن... سوف أفسر الاتفاقيات بطريقة تسمح لي بوقف هذا الزحف السريع نحو حدود ,1967 كيف فعلنا ذلك؟ لم يذكر أحد ما هو تعريف المناطق العسكرية. تعريف المناطق العسكرية هو مناطق أمنية - رأيي الشخصي أن وادي الأردن بأكمله معرّف بأنه منطقة عسكرية. ليثبتوا عكس ذلك. واختتم حديثه قائلا: "بهذه الطريقة ، أكون قد أنهيت اتفاقيات أوسلو بحكم الأمر الواقع".

 

رغم السياق الذي أدى إلى فورة غضبه - كان يتحدث بشكل غير رسمي وفي أوج الانتفاضة الثانية - فإن كلماته تعمل على تأكيد الانطباع بأن لديه اهتماما ضئيلا أو معدوما بالتعامل بإنصاف مع كل من الأميركيين أو الفلسطينيين حول طاولة المفاوضات. فيما يتعلق بمكانته الحالية كرئيس وزراء ، فإن الأمور التي باح بها ستعمل فقط على تعميق الشكوك بين منتقديه في الداخل والخارج ، الذين سيشككون فيما اذا كانت الشخصية السيئة لزعيم الليكود قد تغيرت ، أو يمكن أن تتغير يوما ما ، نحو الأفضل.

جميع المؤشرات من الفترة القصيرة الأخيرة لنتنياهو ، التي قضاها على رأس السياسة الإسرائيلية ، تدل على أنه عنيد كما كان دوما. التشويش والمماطلة والتنفير لا تزال مبادئ استراتيجيته السياسية: إمكانية إجراء محادثات سلام ، جادة وقادرة على الاستمرار لفترة طويلة ، تبدو ضعيفة كما كانت الحال دوما ، وفي غضون ذلك فإن الإجراءات التعسفية التي تُتخذ ضد الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وغزة تستمر في توسيع الهوة بين الجانبين.

غياب الضغط الداخلي لاستئناف المحادثات مع السلطة الفلسطينية يدعم اعتقاد نتنياهو بأن لديه تفويضا من شعبه كي يغلق أذنيه عن المطالب الخارجية بتقديم تنازلات. باستثناء الهجمات غير المنتظمة على البلدات الحدودية الاسرائيلية ، فإن الحياة هانئة وآمنة لأغلبية الإسرائيليين ، على الأقل مقارنة بالسنوات المروعة في الانتفاضتين الأولى والثانية - وبالتالي فإن نتنياهو لا يرى ضرورة لإصلاح ما لا يبدو مكسورا من وجهة نظره.

الرئيس أوباما لن يكون أكثر قوة من سلفه لإجبار نتنياهو على فعل ما لا يريد ، نظرا لكراهية نتنياهو لأي شخص يمارس الضغط عليه من أجل إبرام اتفاق مع الفلسطينيين. وفقا لتقييم نتنياهو في 2001 ، فإن بيل كلينتون كان "داعما للفلسطينيين بصورة متطرفة" ، وبالتالي فإن نتنياهو حارب بيديه وأسنانه لتجنب تطبيق الاتفاق الذي أُبرم تحت رعاية كلينتون. نظرا لارتياب العديد من الوزراء الإسرائيليين ، والمصرح به علنا ، تجاه أوباما ومجلس وزرائه ، يبدو أن نتنياهو سيستخدم أساليبه القديمة مجددا في معركته الأخيرة من أجل التفوق.

بغض النظر عن حجم المساعدة التي يقدمها نشر شريط عوفرا الى أعداء نتنياهو ، يجب أن نتذكر أنه ليس أول مشاركْ في السياسة الاسرائيلية الفلسطينية يُمسك به وهو يقول شيئا ما في العلن ويؤمن بشيء آخر في السر. ياسر عرفات لديه تاريخ طويل من الأقوال المؤثرة المزدوجة فيما يتعلق بالتفاوت بين التصريحات التي أدلى بها للغرب وبين التصريحات التي أدلى بها لمؤيديه في العالم الاسلامي ، بالإضافة الى اتهام كثير من الدبلوماسيين الآخرين من كلا الجانبين بممارستهم خداعا مماثلا.

قلائل هم الذين يمكن أن يكونوا ساذجين حقا لدرجة الاعتقاد بأن السياسيين لا يخفون غالبا آراء خاصة تتعارض مع السياسات التي يروجون لها في العلن ، وبالتالي فإن فضح أمر نتنياهو كشخص ذو وجهين لا يجب أن يكون أمرا مفاجئا بصورة كبيرة. الصدمة الحقيقية الوحيدة هي أنه كان متعجرفا لدرجة أن يصرح بمعتقداته الحقيقية ، ولكن من غير الواضح ما اذا كان قد شعر ، حيال اكتشاف ما قاله ، بقلق كبير عقب ذلك أو الآن. بالنسبة لرجل بنى سمعته ومسيرته المهنية على سياسات قومية استبدادية ، فمن غير المحتمل أن يؤدي ظهوره ك "صقر" متعنت الى إزعاجه أو إزعاج مؤيديه بشكل كبير.

فيما يتعلق بالمفاوضات الحالية ، فإن المسؤولين الأميركيين والفلسطينيين عالقون الآن مع شيطان يعرفونه أفضل قليلا من ذي قبل. بالرغم من كشف المعتقدات الحقيقية لنتنياهو الآن ، فهو لا يقوم بإحراز أي تقدم ولا يملك خصومه الكثير من الأشياء الهامة ليفعلوها تجاه ذلك ، بغض النظر عن عرض شريط عوفرا. إنعدام الثقة والشك المتبادل هما صفتان حاضرتان دوما في الطريق المسدود بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، وحالما يهدأ الوضع حيال الأمور التي كُشف عنها مؤخرا ، سيكون على جميع أولئك المشاركين في عملية السلام أن يتقبلوا الأمر ببساطة كما كانت الحال عليه سابقا.

=====================

ديفيد كاميرون: غزة معسكر اعتقال كبير

ابراهيم العبسي

Ibrahim.absi@yahoo.com

الرأي الاردنية

1-8-2010

يبدو ان بريطانيا بقيادة ديفيد كاميرون( حزب المحافظين) في طريقها الى النأي بنفسها عن التبعية للولايات المتحدة الاميركية، تلك التبعية التي تبدت بشكل مخجل ومهين وذليل في عهد توني بلير ( حزب العمال) الذي لعب دور تابع رخيص للادارة الاميركية السابقة وللرئيس الاميركي جورج بوش الابن تحديدا الذي طلب منه اثناء التحضير لغزو العراق ان تقوم مخابراته بفبركة تقرير عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وان هذه الاسلحة قادرة على تهديد وضرب العالم الحر واسرائيل خلال خمس واربعين دقيقة. ولم يتردد بلير ، فصدر التقرير القذر الذي شكل غطاء لغزو وتدمير العراق في نيسان 2003

 

. ففي زيارة كاميرون الاخيرة لتركياولقائه برئيس وزرائها رجب طيب اردوغان حاول كاميرون طمأنه اردوغان على ان بلاده تدعم انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، غير ان اردوغان فاجأ كاميرون بما مفاده ان بلاده لم تعد تسعى للانضمام الى اوروبا بعد ان اكتشف مدى تحيز اوروبا ضد الاسلام والمسلمين ووقوفها الى جانب الولايات المتحدة في تأييد ودعم العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني المسلم، بقدر سعيها الى تثبيت مكانتها في محيطها الاقليمي العربي والاسلامي، خصوصا ايران وسوريا على حد قول الكاتب الاميركي جاكسون ديل في صحيفة الواشنطن بوست وحينما ادرك كاميرون مدى جدية وحماس اردوغان لهذا التوجه ومناهضته لاسرائيل وفضح شرورها، قال في محاولة منه للتقرب لتركيا وللعالمين العربي والاسلامي وعلى غير توقع: ان الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية وعلى سفينة مرمرة التركية في ايار الماضي عمل غير مقبول على الاطلاق. واضاف: لا يمكن السماح بذلك، ولا بد ايضا ان لا يتم التسامح في ان يبقى قطاع غزة معسكر اعتقال كبير، في اشارة ضمنية الى ان اسرائيل تتبنى سياسات المانيا النازية التى ارتبط اسمها بمعسكرات الاعتقال الجماعية، وهو ما لم يقله اي رئيس وزراء بريطاني من قبل وبمثل هذه القسوة عن تعامل اسرائيل مع قطاع غزة كما ذكرت ذلك فيما بعد هيئة الاذاعة البريطانية. بالطبع لقيت هذه التصريحات ترحيبا كبيرا من اردوغان والاوساط التركية واعتبرها المراقبون تأييدا لرئيس وزراء تركيا الذي يقود حملة ضارية لا هوادة فيها ضد اسرائيل وسياساتها العدوانية في فلسطين والشرق الاوسط ولم يعتذر كاميرون عن تصريحاته كما يحدث عادة مع زعماء الغرب الامبريالي حينما «تزل السنتهم» وينتقدون اسرائيل ويدينون افعالها العنصرية الاجرامية بل بدا مصرا عليها، وحينما سئل في مجلس العموم البريطاني فيما بعد عن حقيقة هذه التصريحات قال انه لم يخرج فيها عما قيل في المجلس قبل زيارته لتركيا وان تصريحاته ترجمة امينة لما ردده مجلس العموم ما يؤكد جدية هذه التصريحات وعدم اعتذاره او تراجعه عنها. ومن المؤكد ان تصريحات كاميرون التي بدت مثيرة ومفاجئة ستكسب الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة كاميرون بعض نقاط القوة والتميز في انقرة على حد قول الكاتب الاميركي جاكسون ديل، ولكن الثمن سوف تدفعه اسرائيل التي اكتسبت الحملة الدولية لنزع الشرعية عنها قليلا من الزخم الاضافي كما يختتم الكاتب ديل تعليقه على تصريحات كاميرون التي يمكن اعتبارها محاولة لرسم سياسات بريطانية جديدة ومتميزة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والعالمين العربي والاسلامي.

=====================

هيننغ مانيكل: لا أؤيّد "حماس" وأعارض سياسات إسرائيل

المستقبل - الاحد 1 آب 2010

العدد 3728 - نوافذ - صفحة 9

نشرت مجلة "الكتب وجهات نظر" (عدد تموز 2010) ترجمة لحوار أجرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية مع الكاتب السويدي هيننغ مانيكل، الذي كان مشاركاً في "أسطول الحرية" والذي تعرض لعملية كومندوس إسرائيلية.

من هذا الحوار نقتطف:

[ أنت معروف بنشاطك الخاص في افريقيا. وغالباً ما تقوم برحلات مكوكية بين السويد وموزمبيق. من جهة أخرى فإن دعمكم للفلسطينيين يعد جديداً. كيف تطرقت الى هذه الفكرة؟

 ليست الفكرة جديدة بالنسبة لي فقد قاتلت ضد الظلم طيلة حياتي. كانت افريقيا هي بؤرة تركيزي ولكنني أبداً لم أتجاهل الصراعات الأخرى.

[ عندما تتحدث عن الإيدز والجوع في افريقيا فأنت تتحدث عن الحياة والموت. ولكن لا أحد يتضور جوعاً في قطاع غزة على الرغم من العديد من المصاعب.

 من وجهة نظري إن العلاقة بين افريقيا وفلسطين هي نظام التمييز العنصري الذي وضعته إسرائيل. لقد عشت تجربة الكيفية التي تم بها تدمير هذا النظام الوحشي في جنوب افريقيا. لقد بعث نفس هذا الوحش في إسرائيل ولكن بشكل مختلف. الفلسطينيون هم مواطنون من الدرجة الثانية. وعندما أرى بعيني الوجه البشع لهذا التمييز العنصري، أرى أن عليّ أن أفعل ما بوسعي لتدميره.

[ بالنسبة للمفكرين الأوروبيين، هناك دولة واحدة فقط في الشرق الأوسط يستطيعون أن يعيشوا فيها كما يعيشون في أوطانهم، إنها إسرائيل، وهي دولة حرة وديموقراطية وذات مجتمع منفتح. ألا تعد مساواتها بجنوب افريقيا أمراً يشكل مبالغة كبيرة؟

 لا أعتقد. لقد حضرت مهرجان الأدب الفلسطيني في العام الماضي بمدينة الخليل. كان من المقرر لي أن أتحدث في حفل الافتتاح بالمسرح الوطني الفلسطيني بالقدس. وكنا على وشك البداية عندما فتح الباب من قبل الجيش الإسرائيلي الذي عطل الحفل. وقد سألتهم عن السبب في ذلك فقيل لي إنني أشكل خطراً على الأمن. فتساءلت قائلاً: أنا. إنني كاتب؟ وأخبرتهم بأنني كنت هناك من أجل الحديث حول الثقافة. فأجابوا: لن تكون هناك مناقشة، ثم انتهى الحفل. إسرائيل ليست مجتمعاً مفتوحاً إنها فقط تتظاهر بذلك. إن الناس تتم معاملتهم فيها بالضبط مثلما كان متبعاً في الماضي في جنوب افريقيا.

[ هل تمثل حماس مصدراً للأمل بالنسبة لك كما كان حزب المؤتمر الوطني الافريقي؟

 أنا أنتقد حماس بشدة. ولا تروق لي التطورات السياسية في غزة على الإطلاق ومع ذلك فأنا لا أعرف ما يكفي عن هذه القضية.

[ هل تستطيع منظمة إسلامية مثل حماس بدينها الاستشهادي وازدرائها للمرأة وعنصريتها أن تكون شريكاً جاداً لمفكر يساري؟

 لقد شاركت في محاولة إنسانية لكسر الحصار البحري على قطاع غزة. إنها خطوة هامة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، ولكن لا ينبغي الخلط بينها وبين سياسات حركة حماس، إذا حال انتقادي لحماس من دون مشاركتي في هذه الحملة كوني جزءاً منها لفقدت مصداقيتي مع نفسي فكرياً وأخلاقياً، أستطيع أن أفعل شيئاً ما ولكن هذا لا يعني أنني يجب أن أتخلى عن الآخر.

[ في جنوب افريقيا ظهر نيلسون مانديلا في اللحظة المناسبة محولاً حزب المؤتمر الوطني الافريقي ANC الى منظمة سياسية قامت بإنشاء دولة مشتركة بين السود والبيض. كيف تتصور مستقبل إسرائيل والأراضي الفلسطينية؟

 لسوء الحظ لا يوجد في إسرائيل أي من مانديلا أو دي كليرك de Klerk. W.F. واقعياً هناك خياران فقط: حل جنوب افريقيا أو حل الدولتين، وأنا لا أعلم ما الذي سيحدث. ولكن إذا استمر كل شيء على ما هو عليه فسوف يحدث انفجار. وهذا هو السبب الذي من أجله يجب أن ينتهي الحصار. إنها الخطوة الأولى إن لم تكن الوحيدة، إنها قد تؤدي الى حوار حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أما الكيفية التي سيتم بها ذلك فهي من شأنهم.

[ هذا الصراع معقد بما فيه الكفاية ولكنه ربما لا يشكل أكبر تهديد للسلام في المنطقة في الوقت الراهن. هذا التهديد الذي تفرضه إيران من خلال برنامجها النووي المثير للجدل وتنبؤاتها باختفاء إسرائيل من على الخريطة.

 إنني قلق للغاية لعدم ثقتي في هذا الرئيس "محمود أحمدي نجاد" ولا في رجال الدين هناك، إنهم يريدون أن تكون لديهم أي أسلحة يمكن استخدامها لتدمير إسرائيل. وبطبيعة الحال لا يمكننا قبول ذلك.

[ ولكن ماذا تريد أن تفعل؟ حملات مثل هذه من الممكن توجيهها ضد دولة ديموقراطية مثل إسرائيل. أما الحكومة الإيرانية فلن تسمح للأمور أن تصل الى هذا الحد.

 لقد وجهت لي دعوة لحضور مهرجان الأدب في طهران ولكني رفضتها.

[ لماذا؟

 لأن إيران تزج بالكتاب والمثقفين في السجن وتجعل بعضاً منهم يختفي. لا أستطيع الذهاب الى دولة من هذا القبيل.

[ ولماذا لا تذهب الى هناك وتفضح هذا القمع؟

 لن أكون قادراً على فعل ما أود القيام به وسوف يسيئون استخدامي لأغراض دعائية.

[ المثقفون الأوروبيون منقسمون بشدة على إسرائيل فعلى أحد الجانبين هناك المنتقدون لإسرائيل مثلك أنت الكاتب السويدي الشهير، وعلى الجانب الآخر هناك منتقدو الإسلام مثل الكاتب الهولندي الشهير ليون دي وينتر Leon de Winter الذي يلقبك ب"الأحمق المفيد" لحركة حماس. ماذا تقول له؟

 بالطبع أنا لست كذلك. ولكني أود أن يكون لي نقاش مع أي شخص له وجهة نظر مختلفة سواء كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو ليون دي وينتر. ولكن ليس هناك أي معنى لأن نصرخ في وجوه بعضنا البعض. وبالمناسبة فأنا لدي العديد من الأصدقاء اليهود. كما تنشر كتبي بالعبرية وهي الأكثر مبيعاً، كما أن لدي فرعاً يهودياً في عائلتي.

=====================

الأزمة العالمية والانهيار القادم

بقلم :د. جانا بوريسوفنا

البيان

1-8-2010

أظهرت الأزمة المالية العالمية، أن أوروبا تمر الآن بمرحلة مشابهة لتلك التي سادت عشية انهيار الإمبراطورية الرومانية، بينما يمكن القول إن الاقتصاد الأميركي على وشك الدخول في طريق مسدود، لأنهم يصدرون الآن دولارات من دون غطاء مالي، وتواصل الماكينة طباعة الأوراق النقدية.

 

والمشكلة أنه لا بد من إيجاد طلب على منتج هذه الماكينة التي يتحكم فيها صندوق الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أما تحقيق هذا الهدف فيتطلب خلق أجواء من عدم الاستقرار في العالم، لأنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم أثناء الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية، نجد أن الجميع يشرعون في شراء الدولار والسندات الأميركية.

 

الآن، في الظروف العادية، أي في ظل غياب الاهتمام بشراء السندات الأميركية، لا بد من تحفيز هذا الاهتمام مرة أخرى، عن طريق زعزعة الاستقرار أو إشعال حرب.

 

كل هذا والأزمة المالية مستمرة وتتفاقم تدريجيا وتهدد العديد من الدول الكبيرة، ومنها الولايات المتحدة التي ربما يكون ترتيبها متأخرا في الانهيار، لكنه كما يقول العديد من الخبراء والمراقبين، قادم في ظل السياسات القائمة والمتبعة الآن، هذه السياسات التي تزيد الأزمة اشتعالا، مثل الإنفاق المتزايد على الحروب، خاصة في أفغانستان التي لا يمر شهر واحد دون أن تطلب الإدارة الأميركية من الكونغرس اعتمادات مالية إضافية لها.

 

من الصعب الآن التنبؤ بالأوضاع في المستقبل القريب أو حتى البعيد، وربما لا يجرؤ أحد الآن على التنبؤ بسقوط الولايات المتحدة أو تفتيتها، أو حتى تلاشي قوتها العظمى، رغم وجود مؤشرات واضحة على هذا على المدى الطويل.

 

ولكن على ما يبدو أن الخبراء والمراقبين يخشون طرح هذا التنبؤ فيقال إنهم متآمرون أو حاقدون، أو يتهمون بعدم الموضوعية والعلمية، بالضبط كما قال المستشار الأميركي الأسبق هنري كيسنجر من قبل إنه «ولا أذكى المحللين السياسيين في العالم وأكثرهم خبرة، كان يستطيع التنبؤ بانهيار الاتحاد السوفيتي قبل انهياره بعام واحد»، أيضا لو قال أحد قبل عشر سنوات فقط، إن الدولار ليس سوى ورقة خضراء لا قيمة لها، لبدا كلامه للجميع هذيانا مطلقا.

 

الآن هناك مناقشات جدية تدور على أعلى مستوى في الدول الصناعية الكبرى، حول إنشاء عملة دولية جديدة، وتطرح أسئلة حول مدى استعداد الدولار لأداء وظيفته، كما نرى أن النموذج الأنجلو  ساكسوني للمنظومة المالية العالمية، فقد جدواه ويقود البشرية إلى طريق مسدود.

 

أما السؤال عن نموذج بديل أو عن ثمن إيجاده، فالإجابة عليه صعبة جدا الآن، في ظل غموض تطورات الأزمة المالية العالمية. إننا نمر الآن بمرحلة تشبه تلك التي عاشتها أوروبا عند انهيار الإمبراطورية الرومانية، حيث كانت النتيجة مأسوية، فقد تغيرت خريطة أوروبا تماما، كما تغيرت لغات شعوبها، وحتى مظهر الناس.

 

لقد تغير كل شيء فيها. والمهمة المطروحة اليوم، هي فك هذا العالم الأنجلو  ساكسوني قطعة قطعة، كيلا تنهار هذه البناية الضخمة دفعة واحدة فوق رأس البشرية كلها.

 

على الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، الاعتراف صراحة بوجود الأزمة وتفاقمها التدريجي، وعليهم اتخاذ سياسات حازمة وأن يكفوا عن إعطاء المسكنات والمهدئات، خاصة وأنهم يعطون المسكنات في الولايات المتحدة لغير المرضى، حيث تم إنقاذ البنوك الكبيرة من الإفلاس، لكن لم يتم إصلاحها، حتى أنها نهضت من كبوة الأزمة أكبر وأقوى مما كانت عليه، فعادت هذه البنوك لممارسة أنشطتها التي كانت سببا رئيسيا للأزمة، مثل منح القروض، وإذا استمرت على هذا الحال، فحتما ستقود أميركا للهاوية.

 

هناك ستة بنوك أميركية كبيرة، تمتلك وحدها ما يقرب من ثلثي الناتج القومي الأميركي، أمثال «سيتي غروب» و»مورغان ستانلي» وغيرهما، وتملك هذه البنوك أكثر من نصف الرهون العقارية وبطاقات الائتمان والودائع، وهي بنوك تحميها الدولة ولكنها لا تراقبها في اعمالها.

 

وهذه البنوك لا يهمها سوى الأرباح العالية، سواء بالمضاربات أو المراهنات أو غيرها، ولهذا فهي معرضة للانهيار في المستقبل القريب، مثلها مثل العملاق «ليمان براذرز» الذي لم يكن أحد يتوقع انهياره. وإذا انهارت هذه البنوك، أو حتى ثلاثة منها فقط فستنهار أميركا.

خبيرة روسية في شؤون الطاقة

=====================

القرصنة الإسرائيلية وأزمة الوجود

بقلم :محمد خالد الأزعر

البيان

1-8-2010

أصبحنا الآن على مسافة زمنية تكفي لرصد ردود الأفعال المختلفة على السلوك الإسرائيلي الدموي ضد قافلة الحرية التركية، بالكثير من برودة الرأس والقليل من الانفعال والهياج العاطفي. وفي هذا الإطار، يمكن العثور على نمطين من هذه الردود.

 

أولهما، ذلك الذي انطلق في تقديراته من الأحكام والقوانين والأعراف التقليدية، التي تثور ويجري تداولها في هكذا مناسبات.. كرمي إسرائيل بالهمجية والتوحش ومخالفة الشرائع الدولية في معاملة المدنيين العزل، وانتهاك حرمة المياه الدولية، وصولاً إلى اتهامها بارتكاب جريمة قرصنة واضحة كشمس الظهيرة.. وعليه، لا بد من إخضاع هذه الفعلة للتحقيق الدولي المحايد، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القضاء المختص.

 

عموماً، فإن أصحاب هذه الردود هم الذين التزموا بمطالعة ظاهر الواقعة وحيثياتها بشكل أساسي، معتبرين أنها دليل إضافي على عصيان إسرائيل وعقوقها قانونياً وسياسياً وأخلاقياً، وأنه ما كان لهذه الدولة أن تتبجح بما فعلت، دون الاستقواء بالحماية الأميركية.

 

أما النمط الآخر من ردود الأفعال، فهو الذي تجاوز في مقاربته الأبعاد الظاهرية الشكلية للواقعة، محاولاً سبر أغوارها العميقة؛ إيديولوجياً وفكرياً وفلسفياً. ويندرج تحت هذا النمط الذي تبنته الأقلية  في رأينا  أولئك الذين قرروا أن العنف الإسرائيلي ضد «مرمرة» وأخواتها، هو في التحليل النهائي محصلة خليط من أحاسيس الحيرة والخوف والارتباك والعجز عن الإبداع السياسي، التي تعتمل في جوف هذا الكيان الاستيطاني.. بل وقد يكون هذا العنف أحد تجليات الشعور بالضعف لا القوة.

 

فالبطش الشديد بجماعة في عرض البحر، تعرف عيون إسرائيل المبثوثة في جهات الدنيا الأربع، أنها لا تملك حماية ذاتية أو خارجية مسلحة، ليس من شيم الأقوياء الواثقين في أنفسهم.

 

لنا أن نلاحظ بالمناسبة، كيف خلص بعض التحليلات الرسمية الإسرائيلية، إلى أن عملية اتخاذ قرار «غزو» قافلة الحرية، وكذا أسلوب تطبيق القرار، قد اعتورتهما عيوب جسيمة، ولم يكونا مناسبين في مثل هذه الأحوال.

 

إسرائيل عند أعضاء هذا الفريق، تبدو كياناً مأزوماً بالمعنى الوجودي. ومن أجل الخروج من هذه الأزمة، طرح بعضهم حلولاً وتصورات من طبيعة تاريخية جذرية، بحيث أصبح المطلوب لديهم، ليس مجرد البحث في كيفية ردع هذا الكيان ومعاقبته وإجباره على الانصياع لشرائع الأمم المتحضرة وأخلاقياتها، وإنما إعادة النظر في علة وجوده واستمراره من الأساس.

 

لنتأمل مثلاً كيف أن هيلين توماس، الصحفية الأميركية المخضرمة، دعت الإسرائيليين إلى مغادرة فلسطين والعودة إلى ألمانيا وبولندا والولايات المتحدة وغيرها من البلاد التي جاءوا منها، لأن «فلسطين هي أرض الفلسطينيين».

 

ولنتأمل من جهة أخرى، كيف أزعج الانتفاض العالمي شبه الجماعي الكامل ضد إسرائيل، رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أثنار، بحيث دعا للدفاع عن إسرائيل كجزء من عالم الغرب، مشيراً إلى أن التخلي عنها خطأ استراتيجي، وأن وجودها مرتبط بوجود الغرب ذاته وسقوطها يعني سقوطه.

 

نحن هنا إزاء وجهتي نظر متعارضين تقريباً، تنادي إحداهما بنقض الكيان السياسي للمشروع الصهيوني من أساسه، فيما تحرض الأخرى الغرب على صيانة هذا الكيان بحسبه بضعة منه. ومع ذلك، فإن هاتين الوجهتين تتفقان تماماً من حيث معالجتهما لأصول الصراع على أرض فلسطين، انطلاقاً من حادث مرمرة، على محدودتيه في المكان والزمان.

 

يضيق المقام هنا عن التوسع في مناقشة هذه الرؤى الجذرية.. لكن ربما كان من المفيد الاستطراد إلى أن السيدة توماس، تعرضت لحملة إرهاب فكري وعسف مادي واتهامات صهيونية بالتطرف، أكرهتها على الاستقالة.

 

هذا في حين لم ينل أثنار ما يستحقه من نقد وتقريع. لم يقل أحد لأثنار بأن الغرب أولى باحتضان الكيان الصهيوني في رحابه الإقليمية، طالما أنه جزء منه، وأنه لا منطق عقلاني في استزراع هذا الكيان واتخاذه قاعدة عدوانية لا تهدأ، في قلب العالم العربي.

 

ثم إن أحداً لم يجادل المسؤول الإسباني السابق المتفلسف، في قضية اعتباره الغرب ضعيفاً إلى حد أن ازدهاره وانهياره مرتبطان قياماً وقعوداً ببقاء أو زوال هذا النتوء الاستيطاني؟!

 

في كل حال، نحسب أن إطلاله التأملات الجذرية في وجود إسرائيل على هامش حادث مرمرة، أمر مثير للخيال. فإذا كانت هذه الواقعة العابرة قد أطلقت مثل هذه التأملات في عالم الغرب، فمعنى ذلك أن نجاح المشروع الاستيطاني الصهيوني من عدمه، ما زال مطروحاً للتناظر، وأن مقاومة هذا المشروع لم تكن ماضيا، ولا هي حاضرا ومستقبلا بلا جدوى.

كاتب وأكاديمي فلسطيني

=====================

الرئيس في طائرة الملك!

طارق الحميد

tariq@asharqalawsat.com

الشرق الاوسط

1-8-2010

أمضينا ثلاثة أيام مكوكية، ضمن الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ حيث كان المبيت في شرم الشيخ، ومنها إلى سورية، ويوم الجمعة كان الإفطار في دمشق، والغداء في بيروت، والعشاء في الأردن، مسافة متقاربة بين تلك العواصم المهمة، إلا أن القضايا تشعرك وكأن المسافة بينها تقطعها المحيطات.

إلا أن الحدث الأبرز، والتاريخي، هو وصول طائرة الملك السعودي وعلى متنها الرئيس السوري إلى مطار العاصمة اللبنانية، مشهد مختلف، ومدلولاته كثيرة. كما أن المتحمسين له كثر، مثلهم مثل المشككين، أو قل الرافضين، وليسوا من البعيدين عن منطقتنا فقط، لكن المبادرة السعودية بقيادة الملك عبد الله حيال الملف السوري - اللبناني، والملف اللبناني - اللبناني كانت مهمة جدا، ولها تأثير آني، وبعيد المدى.

التأثير الآني هو إعطاء لبنان، العليل، جرعة تطمينية مهمة، وغطاء عربيا عنوانه ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان. كما أن الجرعة السعودية التطمينية، المهمة، تعني أن الرياض ودمشق متفقتان على وحدة لبنان وسلامته، وضرورة أن يحتكم لبنان إلى الوسائل الشرعية في أي اختلاف. كما أن وصول الرئيس السوري على متن الطائرة الملكية السعودية يعني أن لبنان دولة كاملة السيادة أمام الدولة السورية، والشاهد على ذلك هو السعودية، وأن هذا الأمر موضع إجماع واتفاق.

وهنا تبقى نقطة مهمة بالطبع، وهي المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وانتظار القرار الظني الذي استنفر من أجله حزب الله. ففي الوقت الذي يستبشر به جل اللبنانيين بكافة توجهاتهم بالتقارب والتوافق السعودي - السوري تجاه لبنان، نجد أن المشغول الوحيد هنا هو حزب الله، حيث يحاول المحسوبون على الحزب، سواء كانوا إعلاميين أم سياسيين - وحتى إيران أيضا - تطمين أنفسهم، والتشويش، في نفس الوقت، بأن التقارب السعودي - السوري سيضمن للحزب مخرجا في حال اتهم أعضاء فيه باغتيال الحريري. وهذا ما بدأت تتناقله الوسائل المحسوبة على الحزب، بعد لقاء العاهل السعودي بالرئيس السوري في دمشق، بينما نعلم أن المحكمة باتت دولية، وليست مجلس وجهاء وجهود وساطة.

وعليه، فإن وصول العاهل السعودي لبيروت وبصحبته الرئيس السوري، كان رسالة مهمة للبنان واللبنانيين، وليس لجماعة ضد أخرى، بأن البلدين حريصان على استقرار لبنان، ودعم رئيس وزرائه، وأن أي خلاف يجب أن يتم حله وفق الوسائل الشرعية. والمعروف أن المحكمة الدولية جزء من الوسائل الشرعية، وفي حال اتهم القرار الظني حزب الله، أو منتمين له، (وهذه فذلكات لغوية، خصوصا وقد قال لي أحد المسؤولين اللبنانيين الكبار في بيروت: «اللغة العربية غنية، ولن يعجزنا التوصيف للتعامل مع المحكمة»). نقول: إذا تم اتهام الحزب، وبالتالي تبرئة سورية، فهذا يضعف حجة أن المحكمة مسيّسة.

فكيف تكون المحكمة مسيّسة، وتبرئ دمشق، خصوصا أننا لاحظنا أن واشنطن بدت وكأنها تحاول تخريب اللقاء السعودي - السوري في دمشق، مع رد فعل فرنسي متحفظ؟ (وهذا أمر سنتناوله غدا). أمر لا يستوي ولا يستقيم بالطبع.

ولذا، فإن ما فعله الملك السعودي، ومعه الرئيس السوري، هو محاولة إيقاف لبنان من الانزلاق الشديد، لكن على حزب الله أن يواجه قدره. فمهما حاول الحزب الالتفاف على المحكمة، تبقى أمامه المهمة الأصعب، وهي محكمة الرأي العام اللبناني، الذي يعرف الحزب جيدا، ويتذكر أفعاله، ومنها انقلاب بيروت.

=====================

كيف جلس صبي على 90 ألف وثيقة؟

عبد الرحمن الراشد

alrashed@asharqalawsat.com

الشرق الاوسط

1-8-2010

رغم كثرة التسريبات التي منيت بها أسرار الحكومة الأميركية فلم يحدث مثل هذا السيل الهائل من الأسرار التي فضحت مؤخرا، والنظام الأميركي يعاني أصلا من كثرة الثقوب القانونية والمنافسة الحزبية التي تشجع على الاعتراض والنقل والفضح المتعمد. ورغم كثرة ما انفضح في الماضي بسبب سرقة الحقائب، ونسيان الملفات في المطاعم، وأقراص الكومبيوتر في سيارات التاكسي، فكل ذلك لم يرق إلى فضح أرشيف كامل من معلومات عسكرية وأمنية هائلة كما حدث هذه المرة.

تسعون ألف وثيقة سرية كلفت الأعداء ما لا يزيد على دولار واحد لإنزالها عبر الكومبيوتر، وأصبحت الآن تحت الفحص الدقيق لمئات الموظفين المختصين في إيران وباكستان و«القاعدة» وطالبان وروسيا وكل من عنده اهتمام بالحرب أو شيء من الفضول.

والمفاجأة الأكبر أن المتهم بتسريب جبل الوثائق هو شاب عسكري صغير في الثانية والعشرين من عمره يعمل محلل معلومات في الجيش الأميركي. فكيف صار شاب بتجربة محدودة محللا لبيانات ومعلومات استخبارية معقدة محتوياتها سياسيا واجتماعيا وعسكريا؟ بل وكيف صارت مثل هذه الكمية الهائلة والحساسة من المعلومات في يده؟ ويقال إن سبب جرأته على فضح المعلومات السرية أنه تأثر بآراء الخصوم التي يفترض أنه يحللها ويعالجها، فانقلب السحر على الساحر.

نحن نعلم أن أهمية المعلومات مسألة وقتية محدودة، وربما لم تعد مهمة كما أوحى بذلك أكثر من مصدر أميركي حاول أن يخفف من خطورة المشكلة، لكن يحيرنا سؤالان، الأول حول الكفاءة؛ عندما يعهد لشاب جاهل تحليل بيانات معقدة في حرب خطيرة. والثاني حول السرية في حرب تعتمد كثيرا عليها خصوصا أن الأطراف الأخرى ميليشيات تعمل تحت الأرض، لا جيوش نظامية على أرض مكشوفة. فإذا تمكن شخص واحد بسهولة من إرسال تسعين ألف وثيقة إلى موقع إلكتروني مفتوح فهل هناك احتمال أن آخرين أرسلوا آلاف الوثائق أيضا إلى أشخاص مجهولين؟

وأهمية المعلومات ليست فقط الوثائق بل سلسلة من المعالجة من حيث المعرفة والتحليل السليم الذي يؤدي إلى قرارات صائبة أو خاطئة. فالأميركيون بعد احتلالهم بغداد سارعوا إلى جمع أكبر كمية ممكنة من الملفات الأمنية والسياسية والإدارية للحكومة المنهارة حينها. وقد شحنوا آلاف الصناديق المملوءة بهذا الكنز المعلوماتي إلى قاعدتهم في العيديد، لكن تركوها جالسة في صناديقها هناك لثلاث سنوات لم يبال أحد بمراجعتها، لأنها تحتاج إلى ترجمة وفهرسة وقراءة وتحليل وتلخيص واستنتاج ثم قرارات. تلك الصناديق المكتنزة كانت تحوي في الحقيقة أسرار الحرب اللاحقة، فيها كانت كل المعلومات عن العراقيين والأجهزة الأمنية والعسكرية التي صارت جزءا من الحرب. بسبب الجهل بقيمة المعلومات صار الأميركيون مثل العميان لا يعرفون من وماذا وكيف، في حين أنهم ورثوا العراق من عهد صدام، الذي كان نظامه قد سجل ووثق بشكل لا يوازيه بلد آخر في العالم، كل ما يحدث ومن يتنفس.

======================

8 علامات فارقة بين الناجحين والفاشلين

أماني سعد محمد

عرب نت5 25/7/2010

 كثيراً منا يتسائل لماذا الناجحون ناجحون ما الذى فعلوه ليصبحوا ناجحين؟ ، وهل لديهم إمكانيات وقدرات أكثر من غيرهم أو أنهم أكثر حظاً من الآخرين?. ولماذا الفاشلون فاشلون ما الذى ينقصهم ليحققوا النجاح ؟ ، وهل فشلهم راجع لضعف إمكانياتهم وقدراتهم ، أم أنهم أقل حظاً فى الحياة؟. والإجابة بسيطة عليك أن تعرف أن هناك فروق جوهرية بين الناجحين والفاشلين لتعلم من أين يبدأ طريق النجاح أو الفشل ، هذه الفروق تمثل علامات فارقة بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل ونعرضها كالآتى:

 العلامة الأولى: الحالة الذهنية

 * الإنسان الناجح: يفكر على أنه ناجح ، ويتصرف ويشعر كالناجحين ، ويحلم أحلام كبيرة كالناجحين ، ويؤمن بنجاحه ، و بقدرته على مواجهة كل المعوقات وتذليلها فى سبيل الوصول لأهدافه. فيجب أن نعلم أن النجاح ما هو إلا حالة ذهنية للفرد ، فإذا فكر الإنسان على أنه ناجح ينجذب إليه كل شئ من أشخاص وأحداث وفرص لتحقيق ما يفكر فيه وما يتوقعه لنفسه وحياته .

* الإنسان الفاشل: يفكر ويشعر ويتصرف كالفاشلين ، ويحلم بأقل شئ من الممكن أن يصل إليه أو يحصل عليه، ، وتكسره أول عقبه صغيره تقف فى طريقه ، فهو لا يثق فى نفسه ولا فى قدراته ، و يؤمن بشكل راسخ أنه مهما فعل فأنه سيفشل بالتأكيد. فهذه هى الحالة الذهنية الخاصة بالإنسان الفاشل .. حيث تجذب له كل شئ يؤكد فكرته عن نفسه ، وتساعده على الوصول للفشل بأسرع وقت.

الخلاصة : فكر فى النجاح يأتيك النجاح – فكر فى الفشل تحصل عليه .. ففى النهاية النجاح والفشل حالة ذهنية للفرد .. فإذا فكرت أنك ناجح فأنت ناجح ، وإذا فكرت أنك فاشل فأنت فاشل ، فكل ما تفكر فيه سيأخذه عقلك الباطن على أنه حقيقة وواقع ، ولن يجادلك فيه وسيطبعه فى حياتك لتصبح كما أردت .

العلامة الثانية: الحظ والاجتهاد

* الإنسان الناجح: يعرف ماذا يريد من حياته ، فيضع خطة لها ، ويعمل كل ما فى طاقته لتحقيق أهدافه ، ويأخذ بالأسباب ، ويصر على تحقيق النجاح ، فهو يستيقظ صباحاً نشيطاً يحدد مهام اليوم ويكتبها ويعمل بكل جد وإجتهاد ومثابرة لإنجازها كلها ، ويراقب النتائج ويعمل على تحسين خطته بإستمرار بما يتناسب مع الظروف والاحداث الجديدة .

* الإنسان الفاشل: لا يعرف ماذا يريد من حياته ، فتراه يعمل قليلاً جداً وينتظر مكافأة أو ضربة حظ تنزل عليه من السماء لتحقق له ما يتمنى .. وهو ينشغل بالمسابقات والحيل فى العمل ، ويبحث عن الكسب السريع بلا جهد أو عمل. وهويستيقظ صباحاً لا يعرف ما يفعله بيومه وتراه كثير المشاغل لكنه لا يكمل أمراً .. فحياته تفتقد للنظام وليس له خطة أو هدف يتحرك من خلاله ، فهو تائه لا يعرف طريقه .. يترك نفسه للحياة والظروف تتجه به أينما تشاء وكيفما تشاء دون تدخل منه.

الخلاصة : النجاح ليس ضربة حظ ، ولا يأتى بدون مجهود أو عمل .. النجاح يحتاج خطة وإصرار على تحقيق الأهداف ، والفشل يعنى الإستسلام لتيار الظروف والأوهام.

العلامة الثالثة: الايجابية والسلبية في التعامل

* الإنسان الناجح: أكثر تفهماً ووعياً لنتائج تصرفاته وأعماله وأقواله .. فهو يفكر بعواقب كل شئ ، ويحدد الأشخاص والأحداث التى من الممكن أن تسانده فى تحقيق أهدافه ويسعى لجعلها فى صفه ، ومبدئه (انجح وينجح معى الآخرون) فهو يصعد من خلال التعاون مع الآخرين .. فمن خلال نجاحهم يحقق نجاحه.

* الإنسان الفاشل: طائش ومتهور ، دائماً لديه حالة من اللامبالاة بكل ما يقول ويعمل ويتصرف ، فهو لايهتم بما ينتج عن تلك الأقوال أو الأعمال من ردود أفعال على من حوله أو على نفسه ، وبالتالى يعرض نفسه للكثير من المشاكل والمحن ، ومبدئه فى الحياة (أنا ومن خلفى الطوفان) يفكر فى نفسه فقط يريد النجاح ولا يهم من يدوس عليه فى طريقه ليحقق هذا النجاح المزعوم.

الخلاصة : الإنسان الناجح ، إنسان رصين يتعامل مع كافة الأمور بفاعلية وإيجابية وثقة ، أما الإنسان الفاشل متهور يضيع كل الفرص الطيبة على نفسه حتى مؤيديه ينقلبون عليه.

العلامة الرابعة: نهج الناجحين والفاشلين

* الإنسان الناجح: يسير على نهج الناجحين ويتتبع خطواتهم .. يسأل عن أعمالهم وكيف قاموا بها ، وكيف أصبحوا ناجحين ومتميزين فيها ، وما اتبعوه من خطوات لإنجاحها ، ويعمل مثلما يعملون لتحقيق نفس النتائج ويتقدم فى حياته كما يتقدمون.

* الإنسان الفاشل: يسير فى الحياة بلا هدى ، لا يخطط ولا يضع أهداف ، ويترك الحياة تسير به اينما تشاء وتضعه اينما تشاء ويكون خاضعاً دائماً للظروف لا مسيطراً عليها . فإذا كان فى عمل ما فلا بأس أن يكون موظف بسيط فى الأرشيف ، أو حتى مندوب فى المبيعات أو فى العلاقات العامة .. فالمهم لديه استلام راتبه بإنتظام ولا شئ آخر يهمه. فهو لا يسعى لشئ ولا يهتم بمستقبله وحياته ومكانته المهنية ، ولا يرغب فى ترك أية بصمات فى مجال عمله أو حياته.

الخلاصة : إذا أردت النجاح فتش عن الناجحين وأصنع مثلما يصنعون لتحصل على ما حصلوا عليه من نتائج ، أما إذا كنت لا تهتم أن تكون فاشل ، فدع الحياة تسيرك كما تشاء وكن مع التيار ولا تتوقع أن ترى بر الأمان بدون خريطة أو خطة لحياتك تسير عليها ، فعسى أن تنجو وربما تغرق فكل شئ لديك سيكون وفقاً لسيطرة الظروف .. لا لسيطرتك أنت.

 العلامة الخامسة: التغيير

* الإنسان الناجح: يجرب كل شئ وينتهز كل فرصة لتحقيق أهدافه أو لحل المشكلات والعوائق التى قد تقف فى طريقه ، فهو يرى فى كل فرصة منحة تساعده على التقدم ، وهو محب للتغيير .. فالتغير لديه يعنى التطور والتقدم والاستمرار فىالنجاح ، وهو يسيطر على حياته وعلى المتغيرات من حوله ويتحكم بها ولا ينتظرها حتى تأتى وتفرض قوانينها عليه.

* الإنسان الفاشل: قابع فى مكانه إلى ما شاء الله "لا يتحرك" ، فهو يفضل الوضع الآمن والمضمون ، ولا يجرب أى شئ جديد أو مختلف ، وهو يمكث فى نفس العمل طوال حياته ، ويكون له نفس الأصدقاء والمعارف ، ويذهب لنفس الأماكن ، ويعيش فى نفس المنزل حتى آخر حياته. فهو خائف من الجديد مرتعب من التغيير عدو للنمو والتطور. وهو يرى فى كل فرصة محنة .. ويركز على المشاكل والعقبات ولا يحاول حلها ابداً ، فالسلبية جزء من تفكيره وحياته . والانسان بهذا الشكل .. يعانى طوال حياته من التوتر والتوجس ويخضع كل حياته وأسرته لسيطرة الظروف والمتغيرات لتتحكم فيه وتسيطر عليه.

الخلاصة : التغير سيأتى لا محالة فعليك أن تستخدمه فى الوقت المناسب وتخضعه لتحقيق أهدافك وطموحاتك .. أم تنتظر فيأتى هو ويخضعك لسيطرته . فأما أن تكون أنت المسيطر على حياتك وإلا ستجعل حياتك عرضة لسيطرة الظروف والمتغيرات عليها وتلعب بك حتى النهاية .

العلامة السادسة: الجرأة والتردد

 * الإنسان الناجح: يتمتع بالجرأة والشجاعة لتحقيق أهدافه ، وما يؤمن به ، يقول جون واين : (الشجاعة هى أن تكون خائفاً حتى الموت ، ومع ذلك تمتطى صهوة جوادك). فالشجاعة هى ما تجعلك تنجز أهدافك وتتغلب على كل المعوقات والتحديات ، وتتخذ القرارات الأكثر جرأة لتحقيق كل ما تريده من الحياة.

* الإنسان الفاشل: متردد دائماً .. يتسائل فى نفسه يإستمرار (أفعل أو لا أفعل .. أقرر أم لا أتعجل) ، فهو ينتظر سنين وسنين حتى يتقلص هدفه أمامه ويضيع ويتيه منه .. حتى عندما يقرر شيئاً يكون قد انتهى الوقت وضاعت الفرصة .

الخلاصة : إذا أردت شيئاً أذهب لأخذه .. فأنت تحتاج الشجاعة لتحصل على الحياة التى ترغبها وتريدها بل وتستحقها ، فإذا تأخرت فلا تلمن إلا نفسك ، فقد يكون الأوان قد فات وأخذ الفرصة غيرك بينما كنت أنت لا زلت تفكر.

 العلامة السابعة: الحب

 * الإنسان الناجح: يحب نفسه ومن حوله ، ويدرك تماماً قيمة الحياة ، ويقيم لغة تفاهم وحوار مع العالم من حوله.. هذه اللغة التى تفتح له كل أبواب النجاح والسعادة. فهو يعمل ما يحب ويتقبل الحياة كما هى ويمشى وفق قوانينها ، ويحب لاخيه فى الإنسانية ما يحبه لنفسه.

* الإنسان الفاشل: يكره نفسه ومن حوله .. فهو ناقم على الناس وعلى الحياة .. متمسك بمشاعر الغل والحقد والكراهية ، وهى مشاعر تدفعه خلاف الفطرة وخلاف قوانين الكون .. فيكون لديه دوماً حالة من الإضطراب والغضب الداخلى المستمر فهو متخاصم مع نفسه ومع الحياة .. فتراه لا يذوق حلاوة الحب أو حلاوة السلام مع النفس بل ويعتبرها خرافة أو غير موجودة ، مما يدفعه لخسارة نفسه وكل من حوله. كما أنه لا يحب الخير لأخوته لذا ترى الحياة تسير دوماً معاكسة لكل ما يريد.

الخلاصة : الحب هو ثروة الناجحين وبدونه لا يتحقق النجاح فى آى شئ ،والمحروم من الحب محروم من النجاح فى حياته. فما قيمة النجاح إذا لم تجد من يشاركك نجاحك ويسعد به معك. يقول اوج ماندينو : (ادخر الحب الذى تتلقاه قبل آى شئ آخر ، انه الشئ الذى سيدوم طويلاً بعد أن يذهب مالك وصحتك).

 العلامة الثامنة: التفاؤل والتشاؤم

 * الإنسان الناجح: يرى جميع الأمور الجيدة والسيئة والتى تحدث له على انها فرص ومنح من الله سبحانه وتعالى. فهو المتفائل الأكبر فى الحياة والذى يأخذ منها على قدر ما يستطيع ، ويبحث عن الظروف التى يريدها ، فأن لم يجدها يصنعها. يقول تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله).

* الإنسان الفاشل: يرى الصعوبة فى كل شئ .. فهو متشائم على الدوام يتوقع دائماً السئ وكل ما ليس فى صالحه ، فهو يرى دوماً من الكأس النصف الفارغ ويتجاهل القسم المملوء ، ويفتش عن اسباب وأعذار تقنعه أن الفشل حتمى ولا مفر منه فيقول لنفسه دائماً : (هناك معوقات فى هذا الأمر – الظروف لا تسمح فى كل الاحوال – أنا لا أصلح للقيام بعمل خاص ... الخ) ، وهكذا تتوالى الأعذار حتى تضيع كل الفرص عليه ، فهو ليس لديه الاستعداد لخوض معركة الحياة وتحقيق ما يصبو إليه من أهداف ، أو ربما تراه يبحث عن من يقوم بالعمل بدلاً عنه ويحلم بالأرباح التى سيجنيها من وراء من يخوض معركته ، وهيهات أن يجد هذا الشخص المنشود إلا فى نومه.

الخلاصة : تقول مرجريت تاتشر : ( يظن الناس أنه ليست هناك مساحة كافية على القمة. أنهم يميلون للتفكير فى القمة على أنها قمة إفرست التى لا تقهر. وأقول هنا أن هناك مساحة هائلة تتسع للكثيرين على القمة). لذا لابد أن يعرف كل إنسان أن الحياة تتسع للكثير من الناجحين .. فقط أعرف ماذا تريد من حياتك؟ ،وأسعى لتحقيقه بكل شجاعة وقوة وإصرار ، وكن متفائلاً محباً ترى من الحياة أجمل ما فيها .. لتبادلك الحياة بالمثل هذا الحب والعطاء. ولتكن فيك طبيعة الماء الذي يحطم الصخرة .. بينما ينساب قطرة.. قطرة

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ