ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خط أحمر مصطلح بلا معنى في حالة القدس

الوطن السعودية

4-11-2009

 قال بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي اجتمعت مؤخراً في جدة "إن قضية الحرم القدسي الشريف تشكل خطاً أحمر، وإن المساس به ستكون له تداعيات خطيرة".

والحق أن كلام اللجنة كبير جداً كبر حجم قضية القدس فضلاً عنه أنه بمثابة تحذير واضح استخدم مصطلح "الخط الأحمر" الذي يستغل عادة في التلويح بالرد.

وبالتزامن مع البيان الكبير والكلام الأكبر قال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي إن خطة "إن ون" الإسرائيلية تشمل تدمير ما يزيد على 1100 بيت فلسطيني في القسم العربي لمدينة القدس، ومصادرة أكثر من 12000 دونم من الأراضي الفلسطينية لتبنى عليها آلاف الوحدات السكنية قرب مستوطنة معاليه أدوميم.. وقال أوغلي أيضاً إن الاستمرار في ذلك ستكون له نتائج خطيرة، مؤكداً أن ما يجري من انتهاك لباحة المسجد الأقصى يُعد انتهاكاً صارخاً لمواثيق حقوق الإنسان.

ومع الاحترام التام للمنظمة وأمينها العام يظل السؤال مطروحاً.. وماذا بعد؟

ماذا بعد التنويه والتحذير والإدانة والمناشدة؟

لقد دعا بيان المنظمة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إضافة إلى روسيا لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن من أجل بحث الانتهاكات الإسرائيلية.. حدث ذلك الأحد الماضي، ولسوف يأتي أحد آخر وثالث ورابع دون أن يجتمع مجلس الأمن، وبافتراض أنه انعقد، وبافتراض متفائل جداً أنه سيدين ويحذر ويشجب .. سيظل السؤال مطروحاً.. وماذا بعد؟ إنه من الصعب أن نحمل منظمة المؤتمر الإسلامي وحدها مهمة الإجابة الصعبة عن هذا السؤال الكبير، فقد أدت المنظمة دورها وما زالت في التحذير واستنهاض الهمم لإنقاذ القدس والأقصى لكن استخدام "الخط الأحمر" أصبح بلا معنى منذ بدأ الفلسطينيون يستخدمون المصطلح ذاته في الحديث عن مرجعية الضفة الغربية للسلطة مرجعية غزة لحماس.

===============================

خيبة أمل ساركوزي من أوباما

الاربعاء, 04 نوفمبر 2009

رندة تقي الدين

الحياة

بدأت خيبة الأمل إزاء سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، تسود الأوساط العربية التي كانت تفاءلت بالخير عند انتخابه.

فبعد حرب بوش في العراق وتأييده الأعمى لإسرائيل واعتماده القوة مع خصومه، لم يتوقع أحد أن تسفر ديبلوماسيته في الشرق الأوسط عن أي مبادرة سلام أو رؤية لصيغة سلام في المنطقة.

أما أوباما الذي بدأ عهده، بعد خطابه في القاهرة بالرغبة في إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أسس متوازنة، فقد تراجع الأمل في تحقيق ذلك مع تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المؤيدة لإسرائيل ولرئيس حكومتها بنيامين نتانياهو، وبعد التراجع عن الموقف الأميركي الذي كان يصر على وقف الاستيطان لمعاودة التفاوض.

وكما كتب هنري سيغمان في صحيفة "هيرالد تريبيون" فإن مشكلة إسرائيل تجاه السلام هي "مرض" بالفعل، لأنها تريد سلاماً تهيمن عبره على الفلسطينيين وترفض الانسحاب ووقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال. وطالما لم ينجح الرئيس الأميركي في ممارسة ضغط حقيقي على الدولة العبرية، لا يمكن التوصل الى سلام.

فتراجع الموقف الأميركي الذي كان واضحاً خلال زيارة كلينتون الى إسرائيل لا يمكن إلا أن يُضعف السلطة الفلسطينية ورئيسها ويعزز وضع القوى المتطرفة في المناطق الفلسطينية. كما ان الحوار الذي يريده أوباما مع إيران، يصطدم بتلاعب هذه الدولة باقتراحات الدول الست التي تتحاور معها، ما يعطي ذرائع لنتانياهو ليركز على الملف النووي الايراني بدلاً من العمل على إرساء تفاوض فعلي مع الفلسطينيين.

ان السياسة التي وعد بها أوباما بدأت تخيب آمال من اعتقدوا أنه سيتمكن من الإفلات من تقليد رئاسي أميركي يتمثل بالخضوع للوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي بدأ نتانياهو يستعيد تأثيره عليه، بعد أن كان انحسر نتيجة استياء يهود أميركا من استمرار توسيع إسرائيل المستوطنات.

والآن وفي ظل خيبة الأمل هذه الى أين سيذهب العالم مع تعنت اسرائيل في التعاطي مع الفلسطينيين وإصرار إيران على تطوير قنبلة ذرية واستمرار جبهة جنوب لبنان في وضع هادئ مع حوادث شبه يومية متزايدة ووضع أمني هش في العراق في ظل عمليات انتحارية تشكل كارثة للشعب العراقي؟

في ظل هذه الأوضاع المتأزمة يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأسبوع المقبل أصدقاءه في المنطقة الذين يصلون الى باريس تباعاً. فالرئيس المصري حسني مبارك يبدأ زيارة الى باريس مطلع الأسبوع المقبل، ثم يتبعه نتانياهو، الذي تلقى دعوة من صديقه ساركوزي ايضاً. ثم يصل الرئيس السوري بشار الأسد في 13 من الشهر الجاري وبعده الرئيس العراقي جلال طالباني في 16 من الشهر نفسه. وبدوره، يتوجه ساركوزي بعد كل هذه اللقاءات الى المملكة العربية السعودية، ويضع خادم الحرمين الشريفين في صورة محادثاته المكثفة مع زواره.

وساركوزي على قناعة بأنه ينبغي العمل بسرعة على إطلاق مسار تفاوضي على كل المسارات وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة وليس ضدها. لكن واقع المنطقة لا يبشر بالخير كون صديقه نتانياهو يريد فرض شروطه على أصدقاء الرئيس الفرنسي الآخرين. وسيحاول ساركوزي مرة أخرى مع صديقه الجديد الرئيس بشار الأسد لإقناعه بضرورة استئناف المفاوضات مع إسرائيل، علماً أن الرئيس السوري أبدى رغبته في ذلك إنما عبر الوسيط التركي.

ويريد الأسد أن تتزامن زيارته الى فرنسا مع تشكيل الحكومة اللبنانية، بحيث تكون بادرة إيجابية يقدمها للرئيس الفرنسي، فيقول له ان سورية ساعدت عبر صديقها في لبنان الوزير سليمان فرنجية على تجاوز العراقيل وتشكيل الحكومة.

وساركوزي يطمح الى النجاح حيث فشل أوباما، لأن فرنسا ترى ان النهج الأميركي في إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم يكن صحيحاً. إلا أن جميع الأطراف في المنطقة تتطلع الى دور أميركي لأنه أساسي في الضغط على إسرائيل، ولأن الدور الأوروبي يبقى هامشياً مهماً كانت علاقة الصداقة بين أي رئيس أوروبي ونتانياهو.

والزيارات العربية والإسرائيلية المتتالية الى فرنسا لن تأتي بجديد سوى انها تعزز موقع فرنسا في ما يتعلق بالسياسة الأوروبية في الشرق الأوسط. وعلى رغم ان ساركوزي تربطه علاقة صداقة خاصة بنتانياهو، فإن فرنسا لن تتمكن من إطلاق نهج سلمي على المسارات الثلاثة لأن الإدارة الأميركية وحدها قادرة على الضغط على الدولة العبرية.

=========================================

رأس الشؤون الخارجية الأوروبية على المحك

جان كاترومتر *

الاربعاء, 04 نوفمبر 2009

الحياة

مهمة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي هي حمل لواء سياسة الاتحاد الخارجية والدعوة إليها، على رغم حصول البريطانيين، في أثناء المفاوضة على معاهدة لشبونة، على وعد بترك اللقب الذي ينص عليه مشروع الدستور واستبداله باللقب العسير والممتنع: «الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية وسياسة الأمن». والمنصب لن يشبه ذاك الذي يتولاه اليوم الاسباني خافيير سولانا، منذ 1999. فالوزير القادم ينتخبه المجلس الأوروبي الى ولاية من 5 سنوات بغالبية موصوفة، على أن يوافق عليه رئيس المفوضية. وهو الرئيس الدائم لمجلس وزراء الشؤون الخارجية، ونائب رئيس المفوضية. ويتولى تقليده مهماته البرلمان الأوروبي. ويقع على عاتقه التنسيق بين عمل المفوضية الخارجي (وتتنازع هذا العمل، اليوم، العلاقات الخارجية، وتدبير مخصصات التنمية، ومفوضية التجارة) وبين مجلس الوزراء.

وصلاحيات الوزير راجحة. فهو يتمتع بحق المبادرة، ويمثل الاتحاد الأوروبي في الهيئات والمحافل الدولية كلها، ويعاونه «سلك ديبلوماسي» أوروبي نصت معاهدة لشبونة على إنشائه. والمسالة العالقة الى الآن هي ترتيب الصلاحيات بين الرئيس وبين وزير الخارجية، وتوزيعها على نحو واضح. والأرجح أن يحسم المسألة الرئيس والوزير العتيدان حين تسميتهما وتعيينهما.

ولم يُعلن ترشح أحد أو ترشيحه بعد. والاسم المتداول، او أكثر الأسماء تداولاً، هو ديفيد ميليباند، رئيس الدييلوماسية البريطانية، وميليباند أنكر مرات كثيرة ترشحه الى المنصب، ولكنه، من جهة أخرى، أكثر من إلقاء الخطب في موضوع أوروبا. واستوقف التزامه الأوروبي المستمعين والمهتمين. وتعيينه يستبعد، إذا حصل، تعيين طوني بلير. وزميل ميليباند السويدي، رئيس الوزراء المحافظ السابق، كارل بيلدت، كان مرجحاً الى وقت قريب، غير أن مرافعاته عن ضم تركيا الى الاتحاد أثارت حفيظة فرنسا والمانيا، وأضعفت حظوظه. والى هذا، فالمرشح السويدي محافظ، والمنصب يلمَع فيه الاشتراكيون. ويترتب على هذا أن حظوظ المرجح المحافظ في المنصب تتعاظم في حال انتخب اشتراكي الى رئاسة المجلس الأوروبي.

والأسماء الأخرى المتداولة في ردهات بروكسيل هي أسماء سياسيين يمينيين. وكلها تطرح مسألة الموازنة بين المنصبين الكبيرين ومن يتوليان المنصبين. والمرشحون هم: وزيرة الخارجية النمساوية السابقة أورسولا بلاسنيك، والبريطاني كريس باتِن، المفوض الأوروبي السابق، وفرنكو فراتيني، وزير الخارجية الإيطالي، ومفوض التوسع الحالي، الليبرالي أولي ريهن.

ويتنافس على منصب الرئاسة رئيس وزراء لوكسمبورغ الحالي، جان كلود يونكِر، عضو المجلس الأوروبي منذ 1995. وهو كان المرشح الأوفر حظاً الى اندلاع الأزمة الاقتصادية، والتزامه الصمت حيالها قبل وقوفه وراء سياسة المانيا الحذرة، واستفزازه الرئيس الفرنسي، وتتحفظ بريطانيا عن ميله الفيديرالي المعلن والقوي. والمرشح الآخر، طوني بلير، تتحفظ عنه ألمانيا والنمسا وبلجيكا، وتطعن في سياسته العراقية، ونقضه على ترشيح غي فيرهوفستاد الى رئاسة المفوضية وانتهاكه عدداً من تعهدات لشبونة. ومرشحو التسوية كثر. وتؤيد الواحد منهم دولة كبيرة، وكل واحد منهم يشكو علة: فهذا خسر الاستفتاء على الدستور (يان بالكنندي الهولندي) وذاك اشتراكي (بافو ليبونين الفنلندي)...

* مراسل، عن «ليبراسيون» الفرنسية، 30/10/2009، إعداد و. ش.

=============================

صرخة كوشنير

بقلم : رئيس التحرير- أسعد عبود

الافتتاحية

الأربعاء 4-11-2009م

ليست منطقتنا قريبة من السلام.. هذا يعني أن جهود العقدين الماضيين التي بذلها المجتمع الدولي ودول المنطقة والوسطاء والرعاة والناشطون بالعلن ومن خلف الكواليس كلها لم توصل إلى نتيجة..

وما زالت إسرائيل تؤكد سلوكاً وتصريحاً عدم جاهزيتها، ما يجعل عملية السلام بلا شريك إسرائيلي، وهو لب المشكلة.‏

عقدان من الزمن انتقلت فيهما مساعي السلام من فشل إلى فشل، ما أحاط النيات الخيرة بأجواء غائمة ضبابية، تكثر فيها الاعتداءات والجرائم والشكاوى وفقدان الأمان والاستقرار والثقة بمستقبل السلام.‏

هذا يضع القوى العالمية أمام عبء إضافي كبير، إن كانت تريد فعلاً السلام..‏

القوى العالمية تعبير عام وعنوان يشمل في تفاصيله، الولايات المتحدة.. الاتحاد الأوروبي.. روسيا الاتحادية.. الصين.. و.. دولاً أخرى وهيئات دولية عديدة.‏

لكن..‏

قادت الولايات المتحدة معظم إن لم نقل كل التحركات الدولية باتجاه السلام خلال المرحلة الماضية - الاستثناء الأهم كانت المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي - وكان لافتاً انصياع الاتحاد الأوروبي تحديداً لقيادة الولايات المتحدة رغم مرور السنين والانتقال من فشل إلى فشل.. وقد انتظرنا طويلاً دوراً أوروبياً يسعى للسلام دون انتظار الحصان الأميركي.‏

في الأيام القليلة الماضية تحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن مسألة السلام مراراً... في زيارته لكرواتيا «أكثر من مرة».. ولدى استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً وآخر سويسرياً.. وفي كل هذه المرات أكد سيادته على دور أوروبي منتظر.‏

مشروع السلام وما يعانيه بسبب رفض إسرائيل وإصرارها على سياسة القوة والعدوان والتردد الأميركي.. بل في الحقيقة التراجع الأميركي الثابت، رغم محاولة السيدة كلينتون تحسين صورة تصريحاتها في فلسطين المحتلة أمام وزراء خارجية عرب في مراكش، كل ذلك يجعل المنطق يستعجل دوراً أوروبياً..‏

ويبدو أنه حتى الدبلوماسية الأوروبية تستعجل دوراً لها.. ذاك ما عبرت عنه صرخة السيد برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي «لا يمكن لأوروبا أن تستمر بدور الكومبارس في حل قضية الشرق الأوسط» أو دور الممول.. مشيراً إلى ما تدمره إسرائيل في الأراضي الفلسطينية من بنى تحتية موّلها الاتحاد الأوروبي.‏

هل ننتظر شيئاً من فرنسا بعد صرخة كوشنير هذه؟!.‏

أم إن الصدى سيأتي من الجدار الأميركي؟!.‏

بكل الأحوال.. في هذا الكلام المنسوب للسيد كوشنير اعتراف - على الأقل - بوضعية الكومبارس للدور الأوروبي في سلام الشرق الأوسط!!‏

هل يليق بأوروبا ذلك؟! نحن نرى لاوروبا دوراً أكبر.. أهم.. أوضح.. وأكثر استقلالية.‏

الاتحاد الأوروبي قوة عالمية قادرة فاعلة.. وفرنسا.. من أهم دوله.. وأكثرها قرباً لقضية سلام الشرق الأوسط..‏

فهل سيُفتح الأفق الأوروبي المضيء من البوابة الفرنسية.

a-abboud@scs-net.org

=========================

المبيدات الزراعية ...15 معملاً و 50 مستحضراً دوائياً تغطي 45 % من حاجتنا .. 55 % استيراداً...ما تأثير الأغذية الزراعية المعالجة بالأدوية الهرمونية على الصحة العامة ؟...... و ما حجم الأدوية المهربة و المزورة التي تدخل السوق المحلية ؟‏

تحقيق:موسى الشماس‏

‏الثورة - الأربعاء 4-11-2009م‏

أدوية مهربة‏ ... تعتبر المبيدات الزراعية الشغل الشاغل للمزارع فإذا نجح باختيار الصنف المناسب منها غلّ محصوله و إلا فسيحصد الريح في نهاية الموسم

و هذا ما يعبر عنه المزارع محمد الشيخ أحد مزارعي البندورة في بلدة خيارة دنون حيث يقول :‏‏‏‏

أخبرني أحد بائعي الأدوية الزراعية المهربة بأن لديه صنفاً دوائياً يجعل الموسم مضاعفاً ,و صدقته و بعد أن استخدمته بأسابيع قليلة, بدأ يظهر لكل حبة بندورة صرة كبيرة من الأسفل و أحيانا اثنتين و لما عرضته للبيع لم يشتره أحد فضاع الموسم عليّ ولم أحصل حتى على رأس المال ,نحن المزارعين مغلوب على أمرنا، فإضافة لندرة الأمطار في السنوات الأخيرة و تبدلات الطقس الكبيرة و الظروف المناخية , نجد أن المبيدات الزراعية تفعل فينا فعلتها ويقول مزارع الحمضيات ياسين الأحمد من اللاذقية يؤسفني أن إنتاج الحمضيات الكبير الذي نتج عندي في الموسم الأخير ذهب مع الريح لأنه تم استيراد كميات كبيرة من مصر غطت السوق .‏‏‏‏

 

‏‏‏‏

أما المزارع عبد الرحمن الأسمر من منطقة المزرعة فعبر عن ألمه لوجود مشاكل و أمراض زراعية دائمة و قلما يتم إيجاد الحلول المناسبة لها كما حصل هذا العام حيث يقول : توجد ذبابة بيضاء منتشرة في منطقتنا و كافة المناطق المحيطة بنا ولم نجد حلا لها حيث إن كل من زرع خضروات حصد ربع المحصول المنتظربينما المزارع عمر الحجي من درعا سأل عن ارتفاع أسعار الأسمدة وعن دور الدولة و صناديق الدعم واغلاق آبار الري الخاصةبالمزارعين‏‏‏‏

 

‏‏‏‏

الأجنبي فعال‏‏‏‏

من جانب آخر يجد السيد دحام المفلح رئيس الوحدة الإرشادية الزراعية في بلدة القصر بريف دمشق أن المزارع معذور باختياره أدوية مهربة ،فالأجنبي يعطي نتائج ايجابية خاصة عندما يحضره شخص تثق به و جربه مزارعون ووجدوا أنه فعال.‏‏‏‏

صيدلية زراعية‏‏‏‏

السيد زياد الحسيني و هو صاحب صيدلية زراعية في دمشق رأى أن الأدوية الزراعية المحلية أثبتت مصداقية كبيرة في السنوات الخمس الأخيرة حيث ظهر إنتاج محلي غزير لأحد المعامل غطى احتياج السوق و فاض إلى الدول المجاورة و بأسعار ممتازة ويتابع قائلا : لم يعد معها المزارع و لا نحن مضطرين للاستعانة بالأجنبي أبدا لأنه أعطى نفس الفعالية وبنصف أو ربع الثمن إن لم يكن أقل كما هو الحال بمادة المثيونيل حيث توفرت محليا و بسعر 135 ل.س بينما كان سعرها ببقية الشركات 245 ل.س وتوجد مواد تهريب أسعارها مشجعة للمزارع كما يقول السيد زياد ويؤكد أن لها نفس الفعالية مثلا مادة أبامكتين عيار 1.8-250 غراماً المستورد النظامي سعره 1250 ل.س بينما يتوفر المنتج الصيني ب 125 ل.س فقط وهو بنفس فعالية المستورد النظامي إن لم يكن أفضل‏‏‏‏

 

‏‏‏‏

غزت العالم‏‏‏‏

أما المهندس الزراعي أيمن محاسن فتعجب أن الصين التي غزت العالم لا تعترف وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي على أدويتها و مبيداتها الزراعية مع أن أسعارها مناسبة جدا للمزارع و هي تفي بالغرض حيث لمسنا فعاليتها و لا أعتقد أن حجة وزارة الزراعة بعدم قبول المبيدات الصينية مقنعة حيث يعللون السبب بعدم وجود نظام تسجيل متقدم لديهم و يتابع محاسن قائلا : لقد سمح بالاستيراد من الدول الغربية المتطورة التي حسب خبرتي الدقيقة أشادت معاملها الرئيسية التي تصنّع مبيداتها في الصين وهي التي تقوم بدورها بالإنتاج لفروعهم الموزعة بألمانيا و ايطاليا و فرنسا و....‏‏‏‏

بطاطا فاسدة‏‏‏‏

وهذا يدفعنا للتساؤل عن أسباب منع الاستيراد ليس من الصين فقط بل من الهند أيضا وهي بلد متطور و لديه الكثير من المبيدات الجيدة و هذا ما أثبتته التجربة , ويضيف م.محاسن : أعتقد أن المنع يدفع المزارع إلى أدوية التهريب لأنه من خلالها يكافح أمراض مزروعاته من جهة و لا يتكبد مبالغ طائلة عبر شراء أدوية نظامية في ظل عدم وجود الكثير من المبيدات المحلية، و ليس ذلك فقط بل إن مزارعي البطاطا يضطرون للذهاب إلى الدول المجاورة , من أجل شراء بذار بطاطا مجهولة المصدر و كثيرا ما سبب لهم ذلك المشاكل و الأمراض التي تنتقل من مناطق الاستيراد إلى بيئتهم من خلال البذار، و السبب أن الفلاح لا يستطيع الحصول على البذار بالطرق النظامية إلا إذا كان يملك أرضا باسمه و لديه بئر مرخص و أرضه مسجلة بالخطة و إلى ما هنالك من أساليب التعجيز‏‏‏‏

و استغرب م.أيمن هذه الإجراءات وتساءل لماذا لا تمنع الدولة هذه الإجراءات الصارمة و بالتالي تجتذب المزارع إليها بدلا من ( تطفيشه ) و هنا تكون الدولة قد احتوت المزارع و جعلته يأخذ بذوراً سليمة؟ .‏‏‏‏

 

‏‏‏‏

نظام أختام‏‏‏‏

هناك نظام في وزارة الزراعة يتضمن وضع ختم على كل عبوة يسمى ختم مراقبة استيراد المواد الزراعية و مع الختم يتم وضع طابع كثيرا ما لا يلتصق بشكل جيد على العبوة و يجعلنا نقع بمشكلة كبيرة مع الوزارة هذا ما يؤكده المهندس الزراعي حسان الحسيني و يقول : الأدوية أو المبيدات الزراعية قبل دخولها سورية تمر عبر أربع جهات فعند سحب العينة هناك مراقبة و عند التحليل و كذلك عند التخليص و من ثم تطابق المادة فلماذا الإمعان بالروتين حيث يجب وضع ختم و طابع من قبل لجنة التختيم ...‏‏‏‏

و تساءل م.حسان طالما أن على كل عبوة يوجد اسم بلد المنشأ و اسم التاجر المستورد و رقم الموافقة و إلى ما هنالك من المستلزمات القانونية النظامية، فوجود لصاقة لا يقدم و لا يؤخر من ناحية الحماية و ضمان الجودة‏‏‏‏

كما نطالب من جهة ثانية بأن يصبح تسجيل الأصناف التي يتم استيرادها من الأدوية الزراعية ورقيا و ليس حقليا‏‏‏‏

فالعلوم تتطور كل يوم بينما نحتاج إلى مدة زمنية تتراوح بين السنة و السنتين لنأخذ نتيجة نهائية هل نستورد الصنف أم لا فالأمر يحتاج من وزارة الزراعة إلى أن يزرعوا النوع النباتي المناسب للمبيد و ينتظروا حتى ينموا النبات ليرشوا عليه المبيد و لينتظروا ليروا هل هو فعال أم لا هذا كان عمليا بعض الشيء في وقت كان فيه صنف دوائي معين يبقى في السوق لعشر سنوات و لكننا وصلنا الآن لوقت كما هو الحال في العام الحالي تم تسجيلنا على عشر أنواع دوائية مخصصة فقط لصنف واحد من الخضروات هو البندورة و قس على ذلك ...‏‏‏‏

ولحل هذه المسألة المعقدة بنظر المهندس حسان يرى أن الأمر يحتاج إلى كسر الروتين عبر محاسبة التاجر المستورد على ما يقدمه من أوراق ثبوتية ذات مصداقية دولية و عند أي إخلال بتلك الشروط يكون المستورد جاهزا لأي إجراء قانوني بحقه‏‏‏‏

هرمونات نباتية‏‏‏‏

شاع عند البعض أن الهرمونات النباتية و التي هي إحدى الجوانب الهامة في معرض الحديث عن الأدوية الزراعية قد تسبب أمراضا للمستهلك ولكن هذا مناف للواقع كما يؤكد المهندس الحسيني إذ إن هذه المركبات الكيماوية هي من صميم تكوين النبات و هي موجودة داخل النبات منذ الأزل و ستبقى مع الإنسان ما دام هناك نبات و محاصيل زراعية , فهذه المركبات تعمل على تنظيم العمليات الحيوية في النبات و لكنها لا تؤثر على جسم الإنسان , و تضاف منظمات النبات الحيوية بتراكيز قليلة قد تصل إلى بضعة أجزاء من المليون لتحقيق هدف معين مثل تحسين إنبات البذور أو تجذير ساق نباتي (عقلة ساقية ) بهدف الإكثار أو تحسين عقد الثمار‏‏‏‏

تقوم بذلك مجموعة من الهرمونات النباتية أبرزها الجبريلينات و السيتوكينيات و الاثيلين و حامض الأبسايسيك‏‏‏‏

و لذلك يمكن الاستفادة من المبادئ التي تعمل بموجبها الهرمونات النباتية للتحكم بإنتاج المحاصيل الزراعية و تسويقها‏‏‏‏

ثمار الزيتون تظل صغيرة الحجم قريبة من حبة الحمص , و قد تبين أن عدم تكون البذرة هو نقص بإفراز مادة الجبر يلين اللازمة للنمو الطبيعي ويمكن معالجة ذلك برش الزيتون بحامض الجبر يلين‏‏‏‏

كما أكد الحسيني أن أصناف العنب عديمة البذور تظل صغيرة الحجم إلا إذا تم رشها بحامض الجبر يلين‏‏‏‏

رأي مخالف‏‏‏‏

أما الدكتور عدنان ابراهيم اختصاصي الغدد الصم و الهرمونات فله رأي مخالف اذ يقول : لا يمكن نكران التأثير السلبي للهرمونات النباتية سواء كان ذلك تأثيراً تراكمياً يؤدي مستقبلا لسمية مباشرة أو يؤدي لظهور طفرات جينية في خلايا جسم الإنسان و المطلوب الحذر في استخدامها و إخضاعها للرقابة و ربما الأجدى من ذلك الاستغناء عنها‏‏‏‏

ويضيف ابراهيم : و لا بد هنا عند تقرير السمية من عدمها حتى نكون منصفين الأخذ بعين الاعتبار معطيات تتعلق بمنشأ منظمات النمو و تواجدها الطبيعي في النبات و مدى ثبات مركبات هذه المنظمات و سرعة تفككها‏‏‏‏

و نسبة استعمال المادة الفعالة فيها وهنا يؤكد العلماء و الدارسون لهذه القضية أن جميع منظمات النمو التي توجد بدون معاملة في الأجزاء النباتية لا يعتبر ضارا أما بالنسبة للمركبات فنتبع الأثر المتبقي منها أثناء الاستهلاك و طوال الفترة التي تفصل بين المعاملة و الإنتاج وبرأيي أخيرا تعتبر الأسمدة الازوتية داخل البيوت البلاستيكية الزراعية أشد ضررا من الهرمونات النباتية لأنه داخل البيوت البلاستيكية يزداد امتصاص النبات للأسمدة‏‏‏‏

مديرية الوقاية‏‏‏‏

تساؤلات كثيرة نضعها أمام وزارة الزراعة وتحديدا أمام المديرية المعنية مباشرة بهذه المسألة في الوزارة وهي مديرية وقاية النبات حيث يوضح مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة الدكتور عبد الحكيم محمد نائب رئيس لجنة تسجيل المبيدات بسورية , أن عدد المعامل التي تنتج المبيدات و الأدوية الزراعية هو 15 معملا تعطي 50 مستحضراً دوائياً يمكنها أن تسد 40 – 45 % من حاجة سورية‏‏‏‏

وأضاف قائلا: ينظم أمور تسجيل و استيراد المبيدات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي القرار رقم 18-ت تاريخ 6-3-2002 و القرار رقم 64-ت تاريخ 25-6-2003 و بناء على ذلك يتم الاستيراد من الشركات المنتجة للمادة الفعالة و تصنع المستحضر التجاري للمبيد , و أن تكون هذه الشركة قد سجلت مبيداتها بدولة متقدمة تخضع مستحضراتها للاختبارات السمية و الصحية و الزراعية و البيئية و البيولوجية و لديها رقابة على الإنتاج و التداول قبل الترخيص بالتسجيل , من هذا المنطلق فالصين مع أن لديها إنتاجاً للمواد الفعالة و المستحضرات لكنها لا تخضع إنتاجها لكامل الاختبارات المذكورة قبل الترخيص باستخدامه ولذلك لا نفضل الاستيراد منها و هذا ينطبق على الهند حفاظا منا على استيراد منتجات آمنة و إلا تسببنا بأمراض سرطانية و فقدان أجنة و .. ناهيك عن الآثار التراكمية الأخرى التي لا تظهر نتائجها سريعا لكنها موجودة‏‏‏‏

مثال عملي‏‏‏‏

ويذكر د.عبد الحكيم مثالا على تطبيق ذلك حيث يقول: تم إيقاف المبيدات المسجلة من استراليا العام الفائت بسبب عدم استيفائها للشروط الناظمة من حيث الاختبارات التي تتم على هذه المبيدات قبل السماح بتسجيلها مما جعلنا نشك بأنها دولة متقدمة في مجال تسجيل المبيدات وتم مراسلة وزارة الزراعة الاسترالية لتزويدنا بالشروط الخاصة المتبعة لتسجيل المبيدات الزراعية لأكثر من مرة عبر وزارة الخارجية و كانت إجابتهم كل شيء على الانترنيت و بما أن الانترنيت لا يعتد به كوثيقة لتسجيل المبيدات وفق الأنظمة المعمول بها وردتنا الإجابة عبر سفارتنا و اتضح أن هناك 3 أنواع من تسجيل المبيدات باستراليا هي:‏‏‏‏

التسجيل العادي – التسجيل المدرج بقوائم – والمنتج المعفى من التسجيل و الجدير بالملاحظة أنه بعد إيقاف التعامل بنظام التسجيل الاسترالي قامت بعض الشركات الهندية التي لها تسجيلات في استراليا بإحضار بعض شهادات التسجيل لها من دول الاتحاد الأوربي و أمريكا بما يتوافق مع الأنظمة و القوانين المعمول بها في سورية و ذلك يدل بوضوح على وجود فرز لشركات هندية ذات سمعة و تسجيل و منتج متقدم معترف به دوليا و أخرى لا تمتلك تلك المزايا .‏‏‏‏

دمج القرارات‏‏‏‏

و أوضح د.عبد الحكيم أنه سيتم قريبا دمج القرارات الخاصة بالتشكيل و التصنيع و البيع و التداول للمبيدات بقرار موحد بعد أخذ رأي و ملاحظات كافة الجهات المعنية في وزارات الصناعة و البيئة و القطاع الخاص بما ينسجم و الأنظمة و القوانين المتبعة بمديرية الوقاية‏‏‏‏

ختم العينات‏‏‏‏

أما عن موضوع ختم المبيدات فهو موضوع مهم و حساس كما يرى د.عبد الحكيم و يضيف: الغاية منه تمييز المبيدات المنتجة محليا أو المستوردة و المرخصة و المدخلة نظاميا عن المبيدات المهربة , حيث يتم تختيم عبوات المبيدات بعد تحليلها في المخابر المختصة و المعتمدة من قبل وزارتنا و من ثم يتم ختم عبوات دفعة الانتاج التي يتم تحليلها أصولا بعد وضع لصاقة نقابة المهندسين الزراعيين عليها حسب القرارات الناظمة .‏‏‏‏

معاملها في الصين‏‏‏‏

أما عن سبب الموافقة على إنتاج الدول الأوربية مع أن معاملها موجودة في الصين فلا يرى المهندس جعفر الغصين رئيس قسم المبيدات بمديرية الوقاية تناقضا بذلك لأن الدول الأوربية تخضع إنتاجها للمعايير الدولية العالمية رغم أن معاملها موجودة بالصين لكن الإدارة أوربية و الرقابة عالمية و لكن رخص اليد العاملة في الصين أو الهند تجعلهم يشيدون معاملهم هناك و لهذا السبب فان بعض المستوردين يفضلون الاستيراد من الصين أو الهند فقط لأنها رخيصة جدا قياسا بالمستحضرات العالمية وليس لنوعيتها المميزة .‏‏‏‏

من جانب آخر يضع الغصين اللوم على الجهات المعنية بضبط الحدود في منع مرور المبيدات المهربة و المزورة , أضاف حاليا يوجد لجان من الضابطة العدلية لوزارة الزراعة تقوم بجولات على الصيدليات الزراعية لمراقبة وجود أي مبيدات مشكوك بأمرها .‏‏‏‏

=================

الدعاية.. لطمس الأسباب الخفية للحروب

بقلم ميشيل شوسدوفسكي‏

ترجمة: حسن حسن

موقع ALTER -INFO

الأربعاء 4-11-2009م

الثورة

يدرك القائمون على الإعداد والتحضير للخطط الحربية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تماماً أهمية الدور الرئيس الذي تلعبه الدعاية للحرب، حيث تنطلق من أروقة البنتاغون ووزارة الخارجية والاستخبارات المركزية الأميركية حملة ترهيب وتضليل، تمثل التشويه السافر للحقائق والتلاعب المنظم بمصادر المعلومات جزءاً لايتجزاً منها.

وينخرط في هذا العمل عدد من الوكالات الحكومية، حيث تقلب الحقائق رأساً على عقب،وتعلن الأعمال الحربية على أنها تدخلات إنسانية تهيئ لإحداث «تغيير في النظام» واستعادة الديمقراطية كمايقدم الاحتلال العسكري وقتل الأبرياء على أنه »حفظ للسلام« ويصور كتب الحريات المدنية في ظل مايسمى »تشريعات مكافحة الإرهاب« على أنه وسيلة لتوفير »الأمن الداخلي« ودعم الحريات المدنية،وتأكيد لتلك الحقائق المتلاعب فيها فإن البيانات الخاصة بأسامة بن لادن وأسلحة الدمار الشامل التي تتداولها وسائل الإعلام على نطاق واسع تشكل أساساً لفهم مايدور من أحداث في العالم.‏

في »مراحل التخطيط« الحرجة قبل القيام بغزوالعراق، اعتبر تغيير اتجاه الرأي العام داخلياً وخارجياً جزءاً لايتجزأ من أجندة الحرب، واستمرت الدعاية للحرب في كل المراحل: قبل وأثناء العمليات الحربية وكذلك في أعقابها، كماتستغل الدعاية للحرب لطمس الأسباب الحقيقية للحرب وتبعاتها.‏

صحيفة »نيويورك تايمز« أكدت أن حملة التضليل كانت متواصلة بقوة وأن البنتاغون كان »يدرس إصدار توجيهات سرية للجيش الأميركي للقيام بعمليات سرية تهدف إلى التأثير على الرأي العام وصناع السياسات في الدول الصديقة والمحايدة..«.‏

ولتعزيز أجندة الحرب، لابد من أن تصبح هذه »الحقائق الملفقة« التي تثبت يومياً في قنوات الأخبار حقائق لاتمحى تكون بمثابة جزء من سياسة واسعة النطاق وإجماع إعلامي واسع، وفي هذا الصدد تمثل وسائل الإعلام أداة لهذا النظام الاستبدادي رغم أنها تعمل مستقلة عن جهازي الجيش والمخابرات.‏

يقع المكون الأكثر أهمية في حملة الترهيب والتضليل في يد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التي تدعم سراً الكتّاب والصحفيين والنقاد والإعلاميين من خلال شبكة من المؤسسات الخاصة والمنظمات الرئيسية التي تدعمها الوكالة كما أن وكالة الاستخبارات لها تأثيرات على نطاق واتجاه العديد من أفلام هوليوود، فمنذ 11 أيلول أصبحت ثلث أفلام هوليوود أفلام حرب.‏

تطرح مبادرات التضليل السرية تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية من خلال العديد من وكلاء الاستخبارات في الدول الأخرى، وقد نتج عنها منذ أحداث 11 أيلول، نشر يومي لمعلومات زائفة بخصوص »هجمات إرهابية« مزعومة في جميع الحالات المعلنة تقريباً (في بريطانيا، فرنسا، أندونيسيا، الهند والفلبين...) يقال: إن الجماعات الإرهابية المزعومة لديها »اتصالات مع تنظيم القاعدة« دون الإقرار بالطبع بالحقيقة (الموثقة توثيقاً مسهباً في تقارير الاستخبارات ومستنداتها الرسمية) والقائلة إن الاستخبارات الأميركية هي التي أنشأت »القاعدة« وهذه »الحقائق الملفقة« تبث ليس فقط عبر وسائل الإعلام واسعة الانتشار ولكن أيضاً من خلال عدد من المواقع الإعلامية على شبكة المعلومات الدولية.‏

الحرب على أنها عمل مشروع للدفاع عن النفس، بينما تخفي بعناية الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية الواضحة للحرب.‏

وتنمو حملة الدعاية لتصبح ذريعة للحرب، ومبرراً لها وشرعية سياسية لشن الحرب، تعتمد »الحقيقة الرسمية« (التي عبر عنها جورج بوش بوضوح في خطاباته) على »الحجة الإنسانية« الواضحة لما يسمى بالحرب »الوقائية« أو »الدفاعية« وهي حرب لحماية الحرية : »إننا نهاجم لأننا نحب الحرية.. ومادمنا نحب الحرية ونقدر حياة كل إنسان فإنهم سيحاولون إيذاءنا«.‏

وكما هو محدد في استراتيجية الأمن القومي، تشكل »الحرب الدفاعية« الوقائية و»الحرب على الإرهاب« ضد »القاعدة الدعامتين الأساسيتين لحملة البنتاغون الدعائية التي ترمي إلى تقديم »عمل عسكري وقائي« أي الحرب كإجراء »للدفاع عن النفس« ضد فئتين من الأعداء هما: الدول المارقة والإرهابيون الإسلاميون:‏

»الحرب ضد الإرهابيين الدوليين عمل دولي مدته غير محددة.. وستعمل أميركا لإجهاض تلك التهديدات الناشئة قبل أن يتم تشكيلها«.‏

»الدول المارقة والإرهابيون لايسعون إلى مهاجمتنا باستخدام وسائل تقليدية، لأنهم يعلمون أن تلك الهجمات مصيرها الإخفاق، ويعتمدون بدلاً من ذلك الأعمال الإرهابية وعلى الأرجح أسلحة الدمار الشامل..«.‏

تستهدف هذه الهجمات قواتنا المسلحة ومواطنينا الأبرياء، وهو مايُعد انتهاكاً صارخاً لأحد قواعد الحرب، وكما يتضح من خسائر أحداث 11 أيلول 2001 أن أرواح المدنيين هي الهدف الرئيسي للإرهابيين، وقد تصبح هذه الخسائر أكثر حدة إذا امتلك الإرهابيون أسلحة الدمار الشامل واستخدموها.‏

وقد امتلكت الولايات المتحدة منذ أمد طويل خيار القيام بأعمال وقائية لمواجهة تهديدات محتملة على أمنها القومي، وبدورها تصنع عملية التضليل فيما يتعلق بـ (الهجمات الإرهابية) أو »أسلحة الدمار الشامل« جواً من الخوف الذي يحشد الوطنية الصامدة ويدعم الدولة والشخصيات الرئيسة القائمة على سياساتها وجيشها.‏

==========================

أميركا والاستيطان .. سبق السيف العزل

بقلم :رأي البيان

مسارعة الوزيرة كلينتون إلى الإيحاء بأنها تراجعت عن التراجع، بشأن الاستيطان،غير موفقة. بأحسن أحوالها، متأخرة. استدراكها، جاء كمحاولة حجب الشمس بالغربال. كلامها حول اعتبار مطلب وقف التوسع الاستيطاني، بأنه شرط فلسطيني مسبق وبالتالي غير مقبول؛ سمعه العالم بعبارات لا تحتمل التأويل ولا الاجتهاد. كانت إدارة أوباما مع هذا المطلب.

 

أو هكذا هي زعمت. لكنها عادت عنه واستدارت باتجاه تبنّي إصرار حكومة نتانياهو على مواصلة البناء. هو يزعم أن النشاط في هذا المجال سيكون «جزئياً»؛ وأن حكومته لن تقوم بمصادرة أراض ولا بناء مستوطنات جديدة، خداع مكشوف ومفخخ.

 

الإدارة الأميركية، لم تقبض هذا التحايل فحسب؛ بل اعتبرته بمثابة سخاء «غير مسبوق»؛ تولّت تسويقه والترويج له، لدى الجانب الفلسطيني، في إطار تقديم نصيحة مزعومة لهذا الأخير بأن «الحصول على نصف رغيف أفضل من لا شيء». المعنى واضح، لا يسمح بالرقص حوله. لكن رئيسة الدبلوماسية الأميركية أبت إلاّ أن تزعم بأنها أرادت من كلامها شيئاً آخر. شدّدت على أن الموقف الأميركي «لم يتغيّر» !

 

إذا لم يكن ما قالته في القدس، قبل يومين، يختلف عما كانت الإدارة تقوله سابقاً، بشأن الاستيطان؛ إذاً ماذا يكون التغيير وكيف؟ هل كانت زلّة لسان؟ لو كان الأمر كذلك، لكان استوجب التصحيح الفوري.

 

ثم حتى محاولة الترميم التي قامت بها جاءت، هي الأخرى، لذرّ الرماد في العيون وليس للتصحيح. تقول الوزيرة، في معرض الشرح إن الإدارة الأميركية «لا تقبل بشرعية الاستمرار في بناء المستوطنات». وأضافت بأن عرض نتنياهو جاء « أقل كثيراً مما كنا نود».

 

حتى مثل هذا الكلام المبطّن والملتبس، لم تتفوّه به الوزيرة أمام نتنياهو في المؤتمر الصحفي المشترك. لو كان الموقف حازماً قاطعاً، لكان على واشنطن الإعلان، ببساطة وشفافية، عدم شرعية الاستيطان ومن ضمنه التوسع في المستوطنات القائمة. اللف والدوران، من خلال عبارات مطاطة وملغومة، من نوع «لا تقبل بشرعية الاستمرار»؛ يمكن تفسيرها بأكثر من صيغة. ليس المقصود بها غير حجب الرجوع إلى احتضان سياسة الاستيطان الإسرائيلية.

وزيرة الخارجية كانت واضحة في تعبيرها عن الموقف الرسمي لإدارة الرئيس أوباما، عندما كانت في القدس؛ قبل ثلاثة أيام. استخدمت مفردات ساطعة في معناها، كالشمس؛ في تصنيفها لطلب تجميد الاستيطان، على أنه شرط مسبق تخلّت عنه الإدارة. أثار تنصلها انتقادات وخيبة فلسطينية وعربية. عندما التقت بوزراء ورسميين عرب في المغرب، كان لا بدّ من ترطيب الأجواء. لكن محاولة تلميع الموقف لم تسعفها. السيف كان قد سبق العزل.

================================

جولة هيلاري والثقة المفقودة

الجمهورية - مصر

4-11-2009

تحاول هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية خلال جولتها ببعض العواصم العربية استعادة الثقة المفقودة في الدور الأمريكي الذي بشر به الرئيس باراك أوباما لتحقيق تسوية سلمية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي.

 

تلاشت هذه الثقة نتيجة دعوة كلينتون نفسها إلي استئناف ما يسمي بمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين دون انتظار لايقاف أو تجميد عمليات الاستيطان الإسرائيلية علي الأرض الفلسطينية المسروقة وهو ما يمثل تراجعا مزريا في الموقف الأمريكي ورضوخا مشينا أمام تعنت إسرائيل ورفضها الانصياع إلي نداءات السلام الصادرة من المجتمع الدولي بأسره.

 

تخطيء الإدارة الأمريكية خطأ بالغا إذا انتظرت من العرب أو الفلسطينيين رضوخا مثل رضوخها أو امتثالا لمشيئة إسرائيل يعيدهم إلي تلك الدائرة العبثية من المفاوضات من أجل المفاوضات بينما المعدة الإسرائيلية الشرهة تمتص العصارة الفلسطينية الغالية.

تعوّل واشنطون في استعادة الثقة علي من تسميهم حلفاءها في المنطقة في تمرير ما تريده ولكن تحالفها الدائم مع إسرائيل ربما يجعلهم يدركون قبل فوات الأوان أنهم بالنسبة لها ليسوا سوي حلفاء تحت الطلب.

====================================

عفواً سيدة كلينتون

تشرين السورية

4-11-2009

إذا كان قول كلينتون في إسرائيل: (إن وقف الاستيطان ليس شرطاً لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين) هو الموقف النهائي للإدارة الأميركية، فإن هذه الإدارة تكون قد أعطت الجواب الكافي الوافي على وعودها السلمية، وأكدت أن لا شيء تغير من سياسات إدارة بوش تجاه المنطقة، وأن ما قاله الرئيس أوباما عن الوضع المختلف، والتغيير، والعمل من أجل السلام في المنطقة كان ابن ساعته وليس سياسة أميركية دائمة.

 

أوباما وفريقه قالوا الكثير عن التغيير والحوار والسلام في المنطقة، والرئيس بالذات تعهد بالعمل الجاد من أجل دفع العملية السلمية، بدءاً من وقف الاستيطان الإسرائيلي، وكلامه في هذا الشأن كان واضحاً في جامعة القاهرة، فما الذي تغيّر حتى تدلي كلينتون بهذه التصريحات عن الاستيطان؟.

 

وللتذكير فقط فإن كل الإدارات الأميركية التي عاصرت الاستيطان كانت تؤكد أنه غير شرعي، ويعرقل جهود إحلال السلام في المنطقة، وحتى إدارة جورج بوش الابن كانت تقول ذلك في العلن على الأقل. ‏

 

الاستيطان يعد شكلاً من أشكال الاحتلال، ويعني تشريد المزيد من الفلسطينيين من أرضهم وديارهم، وتمكين المحتل من بناء ما يسمى أمراً واقعاً جديداً على الأرض يدعم من خلاله احتلاله ومشروعاته التوسعية والتهويدية والمسؤولون الأميركيون يعرفون ذلك جيداً، وهم مطلعون على تفصيلاته بحكم علاقاتهم الاستراتيجية مع إسرائيل. ‏

 

والاستيطان يعني، إضافة إلى ما سبق، استجرار المزيد من المستوطنين إلى الأراضي المحتلة بعد تقديم الإغراءات المالية الكبيرة لهم، وهذا ما يحدث فعلاً، إذ تؤكد الأرقام أن أكثر من 75 ألف مستوطن استقدموا بهذه الوسائل إلى الضفة الغربية منذ عام 2003، وأن الأراضي الفلسطينية المستولى عليها بالقوة بهدف إقامة المستوطنات عليها منذ العام المذكور تقدر بآلاف الدونمات. ‏

 

فكيف والحال هذه، يمكن إقامة السلام، وعلى من تضحك كلينتون عندما تقول: إن وقف الاستيطان ليس شرطاً لاستئناف مفاوضات السلام؟ ‏

 

وللحقيقة هنا لابد من الإشارة إلى أن ما قالته كلينتون في إسرائيل اختصر سلسلة من التراجعات في مواقف إدارة أوباما حيال عملية السلام، وأكد أن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. ‏

وأخيراً لابد من التساؤل عن الفرق بين ما قالته كلينتون وما يقوله الإرهابي المتطرف أفيغدور ليبرمان مثلاً عن الاستيطان؟ ‏

باختصار، ما حدث يؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام، وأن إدارة أوباما تدعمها في ذلك، فعفواً سيدة كلينتون.‏

========================

نكتة العام السوداء

ميشيل كيلو

آخر تحديث:الأربعاء ,04/11/2009

الخليج

لم يجد جورج بوش، الرئيس الأمريكي السابق، شيئاً أفضل يفعله بعد خروجه من البيت الأبيض، غير تدريس مادة اختار عنواناً غريباً لها هو “إتقان فن القيادة المحكمة”.

 

هذه، ورب البيت، أحسن نكتة سوداء سمعها العالم هذا العام، فالرجل الذي ترك بلاده وهي على حافة الهاوية، في الداخل والخارج، وقادها إلى هزيمة سياسية محتملة في العراق وعسكرية مؤكدة في أفغانستان، واستلم رئاستها وهي تملك فائضاً من خمسمائة مليار دولار، وتركها وهي مدينة بنحو ترليوني دولار، وأوصل اقتصادها إلى حافة إفلاس محقق، يريد تعليم الآخرين، وخاصة منهم خلفه باراك أوباما، “إتقان فن القيادة المحكمة”.

 

عندما كان ولداً صغيراً، أرسلت إدارة مدرسته رسالة إلى أبيه تعلمه أن مظاهر التخلف العقلي بادية عليه، وتطالبه بمعالجته. في العام التالي، كررت الإدارة الرسالة مع ملاحظة نقدية تجاه الوالد، لأنه لم يفعل شيئا لعلاج ابنه: جورج دبليو بوش، رئيس أمريكا بعد قرابة أربعين عاماً، الذي قال خبراء نفسيون فحصوا قدراته العقلية أنه عاجز عن تركيز ذهنه أكثر من دقيقة واحدة على أي موضوع. هذا الرجل المعجزة يريد تعليم العالم “إتقان فن القيادة المحكمة”، ليس مجاناً بل مقابل مائة ألف دولار في الساعة الواحدة.

 

لن أتوقف عند جورج بوش الابن، يكفي تذكر أنه خرج من البيت الأبيض وشعبيته في مستوى من التدني لم يبلغه أي رئيس خلال قرن كامل، قال الأمريكيون رأيهم فيه، وأصدروا حكمهم عليه، حتى إن بعضهم اقترح شطب اسمه من قائمة رؤساء أمريكا، كي لا يقال ذات يوم إنه كان رئيساً لها. سأتوقف عند ظاهرة مقلقة هي انحطاط مستوى النخبة الحاكمة الأمريكية، التي يبدو أوباما وكأنه يمثل محاولة يائسة وربما أخيرة لإخراجها من بؤسها، لكنها وهنا يتظاهر بؤسها على خير وجه ترفض ذلك، وتشن عليه حملة عمياء ترميه بكلمات مفعمة بالتحقير والإهانة، يطلقها ضده الحزب الجمهوري، ويسهم فيها حزب الرئيس الديمقراطي، الذي أخذ يخذله ويتخلى عن وعده بالسير معه إلى نهاية الشوط، حتى ليبدو وكأن أنصار أوباما قد تلاشوا تماماً، بينما يسن أعداؤه وخصومه اليمينيون واليساريون سكاكينهم لذبحه. ومن يقرأ ما يكتبه المحافظون الجدد، وهم الناطقون المعتمدون باسم الجمهوريين، عن إدارته وسياساته الخارجية، سيجد أنهم ينسبون فشلهم إليه، ويحمّلونه مسؤولية التخبط في أفغانستان، متناسين إقرارهم مرات عديدة أنهم خرجوا إلى الحرب ضد أفغانستان والعراق دون استراتيجية، وأن كبار جنرالات جيشهم اتهموهم بإرساله إلى الحرب من دون تحديد الخطوة التالية، ومن دون استراتيجية خروج منها. كما نسي المحافظون الجدد أن حرب أفغانستان بدأت قبل ثمانية أعوام، قال فنان القيادة المتقنة بوش بعد اشتعال نيرانها بأسابيع قليلة إنها انتهت بانتصار أمريكي، مثلما قال الشيء ذاته في العراق، في الثلث الأول من شهر إبريل/ نيسان عام ،2003 قبل يوم واحد من بدء المقاومة الضارية ضد جيشه، المستمرة منذ نيف وستة أعوام، بينما حققت طالبان والقاعدة، بعد انتصار أمريكا المزعوم، إنجازات حربية كثيرة واستعادتا نصف مساحة البلاد، وفق مصادر عسكرية ومدنية غربية.

 

جسّد وصول بوش ورهط المحافظين الجدد إلى سدة الرئاسة دليلاً على انحطاط نخبة أمريكا السياسية، التي صدقت فكرة مجنونة تضع قيادة العالم بين يدي أمريكا، وتلزم غير الأمريكيين وهم أغلبية ساحقة من سكان العالمبما تراه قيادتها لهم، وإلا واجهوا قوتها المسلحة. تتجسد مظاهر الانحطاط أيضا في تمسك قسم كبير من المحافظين الجدد، وبوش ونائبه تشيني، بفكرة أكثر جنونا من الفكرة السابقة، تزعم أن في قدرة أمريكا إجبار العالم على قبول ما تقرره له وبالنيابة عنه، رغم عجزها الفاضح عن حسم صراعها ضد قوى شديدة التخلف في بلدين متأخرين وضعيفين كالعراق وأفغانستان، احتلتهما بقوتها المسلحة المتفوقة، واكتشفت منذئذٍ فشل القوة في حلّ المشكلات التي ترتبت على استخدامها، وعجزها عن إخضاع شعبيهما. أخيراً وليس آخر، يتجسد انحطاط نخبة أمريكا المسيطرة في موقف المحافظين الجدد وبوش وتشيني من سياسة أوباما تجاه إيران، وفي وصفها بالتردد والضعف، كأن امتناع بوش وإدارته عن مهاجمة إيران كان تعبيراً عن القوة، أو كأنه بقي لها من القوة ما تستطيع بواسطته فعل ما تشاء. أشير هنا إلى رئيس أركان جيشها الأميرال مايكل مولن، الذي ذكّر بوش قبيل انتهاء فترة رئاسته أن الجيش الأمريكي متعب وعاجز عن خوض حرب جديدة، خاصة إن كانت ضد دولة كإيران تستطيع زعزعة الاستقرار الإقليمي وإلحاق خسائر كبيرة بالأمريكيين. عن أي ضعف يتحدث بوش، وهل كانت سياسته الإيرانية قوية أم كانت سياسة ضعف غطته لغة متبجحة مقطوعة الصلة بحقائق الأمور؟

 

يغري انحطاط النخبة السياسية الأمريكية بمقارنتها مع النخب السياسية العربية، التي تركز جهودها على إلحاق الأذى بخصومها من العرب دون غيرهم. إنها سياسة مناكفة تمنع الخصم من بلورة بدائل لمواقفها، ومن تحقيق أي نجاح، لأن نجاحه يعد فشلاً لها. أخيراً، هل هناك من انحطاط يمكن أن يصيب نخبة سياسية حاكمة أكبر من قيام أكثر رؤساء أمريكا فشلاً خلال القرن الماضي كله بتعليم “إتقان فن القيادة المحكمة”؟

 

عندما انتخب جورج بوش، خشيت دول وشعوب كثيرة أن يكون انتخابه دليل انحطاط سياسي يهدد العالم، سيزج بالبشرية في مأزق خطير، إن لم تجد القيادة البوشية وسيلة للتعامل معها غير القوة العسكرية. واليوم، وبعد أن غادر بوش المسرح السياسي، ها هو يعمل، مع تشيني والمحافظين الجدد، على معارضة جديد أوباما بقديمهم، ليمنعوه من حل مشكلات كثيرة ترتبت على سياساتهم الرعناء.

 

قلت إن إعلان بوش هو نكتة العام السوداء. وأضيف الآن إن سوادها قد يكون أبرز ما فيها، وإن لها وجها كالحا يجب ملاحظته، باعتبارها جزءاً من حملة تريد إطاحة أوباما، تشارك فيها أطراف داخلية، يمينية وفاشية ومحافظة ورجعية وعنصرية، ليس انضمام بوش إليها أمراً عابراً أو عرضياً. صحيح أن أوباما لم يشل الزير من البير، لكن هذه الزمر ترى فيه دخيلا وخائنا وصل إلى البيت الأبيض، كي يقوّض مكانة أمريكا ومصالحها الدولية وقوّتها، فلا بد من تضافر جهودها لإخراجه منه، ولو في تابوت.

 

أعلن بوش أنه سيدرّس “إتقان فن القيادة المحكمة”، وشنت أوساط عنصرية وصهيونية ويمينية متطرفة حملة قتل معنوي على أوباما، جعلته اشتراكياً مرة، وعاجزاً وضعيفاً وخطراً على أمريكا والغرب مرة أخرى، ومسلماً وغير أمريكي مرات ومرات. إنها جوقة ينضم بوش إليها كرمز من زمن مجرم وعنيف وقاتل، لإنقاذ الغرب من عدو تسلل إلى أعلى موقع قياديّ فيه اسمه باراك أوباما. وفي أمريكا، يقتلون رؤساءهم بدم بارد، من دون أي تردد، متى توفر الظرف لذلك، فهل يوفّر بوش مثل هذا الظرف ب”القيادة المتقنة والمحكمة”، البديلة لقيادة أوباما، والتي عانى العالم الأمرّين منها.

=========================================

ندوة ... "أبعد من الاعتذار واليوتوبيا": الدولة العبثية في فلسطين - الدولة الباهتة في لبنان

جهاد الزين

( – وندسور (كندا))

jihad.elzein@annahar.com.lb

النهار 4-11-2009

الفائدة الفكرية – السياسية التي يمكن ان يجنيها مشارك في ندوة ذات عنوان نقدي واضح حول تجارب والتزامات مفهوم "الحاكمية الرشيدة" في العالم العربي، ستتجاوز هذا العنوان عندما لا يبدو ان حصيلة الابحاث والمناقشات قد حققت فعلا هدف المنظمين او جزءا اساسيا منه... فالندوة التي عقدتها كلية العلوم السياسية في جامعة وندسور على ارض المدينة التي تحمل اسمها في الجنوب الشرقي الكندي يومي 23 و24 تشرين الاول المنصرم لا يمكن القول انها وفرت مراجعة نقدية كافية لمفهوم "الحكم الرشيد" (Good Governance) الذي انتشر في العالم العربي اعتبارا من نهاية الثمانينات او اوائل التسعينات من القرن الماضي.

لقد بدا ان الندوة التي ارادت اجراء مراجعة شاملة مؤسساتية، تمويلية، سياسية، داخلية وخارجية لمجموع محاولات دعم فكرة "الحكم الرشيد" في العقدين المنصرمين قد تشتت الى موضوعات مختلفة لم يكن ممكنا في سياق برنامج الندوة تلافيها كموضوعات مشتقة: المجتمع المدني، الاعلام، القضاء، الاصلاح السياسي، "الاصلاح" الامني، فكرة الدولة بين القانون والشريعة الخ...

يجب الانتباه جيدا هنا الى العلاقة بين موضوع الندوة ومكان الندوة:

لقد كنا على ارض جامعة كبيرة من جامعات بلد – دولة، هو – هي، احد – احدى اكبر المانحين الغربيين في مجال دعم المنظمات غير الحكومية وانشطة مفهوم "الحكم الرشيد" في العالم العربي... اي كندا.

انطلاقا من هذه الاشارة العامة ابدأ الملاحظات الآتية:

1 – كان الاستثناء الوحيد ربما على قصور المراجعة بالمستوى الذي اراده اصلا المنظمون الذين جعلوا الندوة تحت عنوان: "ابعد من الاعتذار واليوتوبيا: الانخراطات النقدية مع الحكم الرشيد في العالم العربي" هو النقاش الذي دار بين المشاركين الفلسطينيين الآتين من "اربع اصقاع" المأساة الفلسطينية:

عرب 48، الضفة الغربية، الشتات، عمان.

كان للنقاش الفلسطيني – الفلسطيني بالذات سمة "وجودية" هذه المرة اذا جاز التعبير، ويجب ان يجوز. فتحت وطأة الانغلاق السياسي للعملية التفاوضية حول التسوية السلمية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، كانت مناقشة فكرة "الدولة" ودورها في اي مجال اصلاحي تبدو في خلفية مساهمات المشاركين الفلسطينيين وبينهم استاذان جامعيان واعلامي معروف واحيانا على ألسنتهم أقرب الى فكرة عبثية منها الى فكرة محققة قياسا بالاوضاع "الطبيعية" الاخرى لدول المنطقة. كنا في بعض لحظات النقاش ليس فقط امام شكل من اشكال نهاية حقبة "المشروع الوطني" الفلسطيني لاقامة "دولة مستقلة في الضفة والقطاع" الذي عرفناه بعد اتفاق اوسلو عام 1993، بل ايضا امام وضع جديد يعكس قلقا من نوع لا سابق له – الا ربما بعد عام 1948 – للعرب داخل الكيان الاسرائيلي.

هكذا بسهولة مفهومة ومبررة لم يكن ممكنا لمراجعة حول "الحكم الرشيد" في فلسطين ان لا تنزلق، بل ان لا تتحول الى مناقشة لمستقبل الموضوع الفلسطيني برمته.

هذه هي الآن خصوصية "الاكتئاب السياسي" الفلسطيني قياسا بالاوضاع العربية. فاذا كان العرب المشاركون من اي دولة حضروا يحملون معهم وضعية الآتي من "دولة متدهورة" كلبنان او مصر او السودان، فان فكرة "الدولة" نفسها تبدو بذاتها فكرة بعيدة جداً، ابعد من اي وقت آخر بالنسبة الى المشارك الفلسطيني حتى لو دارت المرجعية على دور "اجهزة الامن" الفلسطينية وسلوكياتها.

هكذا لم يكن صعبا – اذا اعتبرنا النواة الفلسطينية في الندوة عينة مؤشرة – ان تحضر فكرة "الدولة الثنائية القومية" على كل ارض اسرائيل – فلسطين بشكل شبه طبيعي. فحجم الهجوم الاستيطاني – السياسي الاسرائيلي يجعل المثقفين والناشطين الفلسطينيين اكثر من اي وقت آخر حتى المعارضين لـ"حركة حماس" يشعرون انفسهم موجودين على مساحة سياسية واحدة داخل الاحتلال الاسرائيلي. وهذا ما جعل احدهم، وهو آت كعربي من "الداخل" يدعو الى تغيير المصطلحات الرائجة المستخدمة للتعبير عن الوضع الفلسطيني باعتبارها تأتي حاليا من قاموس غير فلسطيني!

... كأن كل هذا "الجو" يعكس بدءا صعبا لمواجهة مديدة من ضمن معادلات جديدة... وهذه الصورة تدفع على الجانب الاسرائيلي الى تذكر تبرير مختلف يقدم فيه المسؤولون الاسرائيليون مشروع "الجدار الفاصل" الجاري بناؤه امام الاوساط الدولية الرفيعة المستوى التي تنتقده في الجلسات الخاصة المشتركة.

ان هذا التبرير – حسب ما اخبرني به ديبلوماسي غربي – يقوم على اعتبار "الجدار الفاصل" عملية هدفها الاساسي فرض واقع حدود الدولتين على المجتمع الاسرائيلي نفسه لا على المجتمع الفلسطيني؟! قلت للديبلوماسي عندها: علينا اذن، حسب هذا المنطق، ان نرحب بالجدار لا ان ندينه كجدار فصل عنصري. فأجاب: حسب المنطق الاسرائيلي هذه هي الطريقة الوحيدة لارغام الاسرائيليين على القبول بـ"حل الدولتين" كأمر واقع!! على اي حال هذه "لغة" من نتائج الوضع الانغلاقي الجديد للمسألة الفلسطينية.

2 – لفت نظري – ومن الصعب ان لا يلفت النظر – ان العناصر الاكاديمية الاساسية المنظمة للندوة في جامعة وندسور تأتي جميعا من اصول عربية: لبناني، فلسطينية من اصل مقدسي، وسوداني. وهذه الملاحظة، اذا اضيفت الى تجارب ندوات اخرى في جامعات غربية تعني ان دراسات الشرق الاوسط بدأت تصبح في جزء اساسي منها في يد جيل شاب من اصل عربي اصبح كامل الاندماج في المؤسسات الغربية، مواطنا واكاديميا. بعض هذا الجيل لم يعد يتقن اللغة العربية، حتى المحكية منها، لكن لا شك ان مقارباته لمنطقتنا لا يمكن الا ان تحمل قدرا اكبر من المعرفة الداخلية بها؟

3 – عليّ هنا ان اصدم بعض اللبنانيين الذين لا زالوا يعتقدون ان التجربة السياسية اللبنانية تحظى بجاذبية خاصة كتجربة "ديموقراطية". لقد بات هذا الاعتقاد اقرب الى السذاجة حين يعود المراقب من مشاركة في ندوة نخبوية كهذه... كما في غيرها.

يجب ان نكف كلبنانيين عن اي توهم بانه ينظر الينا في اوساط النخب الغربية (الاكاديمية على الاقل) كديموقراطية استثنائية في المحيط العربي... اذ لا اثر الآن لهذا التميز الموهوم، وتجري معاملة لبنان كإحدى دول "الانكماش الديموقراطي" في المنطقة حسب تعبير احد المشاركين.

الجاذبية اللبنانية لا تزال واضحة في المجال الاجتماعي – الحداثي لمدينة بيروت. هنا، بعكس المعيار السياسي، يظل لبنان بالنسبة الى نخب المنطقة او النخب الغربية، موضع اهتمام واسئلة... واحيانا ذكريات. بهذا يبقى من بيروت "جوها" الثقافي – الاجتماعي، ولكن قطعا دون اي اهتمام بـ"النموذج السياسي"... لا بل اصبح "النظام الطائفي" حالة "فضائحية" مكشوفة في نظر هؤلاء لا تثير لديهم اية جاذبية...

4 – كان هناك اجماع – واستطيع ان استخدم التعبير بدون تردد – بين المشاركين على تسجيل نجاح انظمة الحكم العربية عموما في السيطرة على وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة. وحتى في الحالات التي تشهد حضورا تقليديا خاصا لوسائل الاعلام غير الحكومية كما في لبنان ومصر، فان السيطرة السياسية الاجمالية حاصلة. لكن تأثيرات ثورة الاتصالات على النمو العشوائي لوسائل الاعلام البصرية في فلسطين والعراق جرى تسجيلها كتجربة لم تتحول الى عنصر دعم اقوى لـ"المجتمع المدني"... وكان احد الاقتراحات التي قدمت في نهاية الندوة تخصيص موازنات لدراسات حول الوسائل الفاعلة التي لجأت اليها الحكومات العربية للسيطرة على اعلام عصر الانترنت...

لكن الاقتراح الذي قدمته شخصيا... كان تعزيز الدراسات حول الاعلام العربي... ليس في مجال اختصاص كليات الاعلام... وانما في مجال اختصاص كليات العلوم السياسية... استيحاء من تجربة اكاديمية غنية في الفيليبين خلال تسعينات القرن المنصرم... تحولت الى عنصر تغيير في النظام السياسي – الاعلامي.

===========================

لقمان الارهابي والفقيد «فريدي»

حسين الرواشدة

الدستور 4-11-2009

هل بددت تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية الاخيرة آمال «المراهنين» العرب على وعود اوباما وخطته لحل القضية الفلسطينية؟ هذا مؤكد ، لكن - مع الاسف - لا يوجد لدى عواصمنا العربية المعنية اي خيار آخر سوى انتظار ما تجود به الصيدلية الامريكية من وصفات وعقاقير ونصائح طبية.. حتى لو كانت مغشوشة بامتياز.لماذا تتعامل امريكا معنا - كعرب وكمسلمين - بهذه الصورة البائسة؟ سؤال وجدت اجابته في خبر طريف قرأته امس ، ومنه ان مكتب التحقيقات الامريكية الفدرالية «اف بي آي» قام بحملة دهم للقبض على امام مسجد في ولاية متشيغان «اسمه لقمان عبدالله وعمره 53 عاما» ، وحين رفض الرجل اوامر الجنود بالاستسلام اطلقوا عليه النار فأردوه قتيلا ، وبالمصادفة لقي احد «الكلاب» «اسمه فريدي» وهو تابع للمكتب الفدرالي حتفه ، فأصدر المكتب على الفور بيانا نعي فيه الكلب ، واشار الى سيرته الذاتية بالتفصيل والى خدماته الجليلة في الجهاز ، واكد ان الجثة سيتم اعادتها الى موطن «الكلب» الاصلي في ولاية فرجينيا ، وسوف يتم انشاء نصب تذكاري له ، كما سيتم اضافة اسمه الى جدار تذكاري.. واختتم المكتب بيانه بقوله «لقد قدم فريدي حياته من اجل فريقه ، سوف تظل عائلته من «اف بي اي» تفتقده» كما وضع عنوانا لتلقي التعازي وافتتح باب «التبرع» لانشاء نصب تذكاري لجميع «الكلاب» من نوع «فريدي» تخليدا لذكرى الكلب القتيل.لا تعليق ، بالطبع ، لكن لتنشيط الذاكرة فقد اشير الى ان نحو ستين من كبار المثقفين الامريكيين وجهوا الى عالمنا العربي والاسلامي رسالة عنوانها «لماذا نقاتل» بعد احداث ايلول المعروفة ، واعتبروا فيها انفسهم جزءا لا يتجزء من الحرب ضد ما اسموه بالارهاب «وقتها حظيت الرسالة بردود مختلفة من ابرزها بيان اصدره نحو 130 مثقفا امريكيا ضد الحرب» وكان السؤال الذي تردد آنذاك في اوساط الامريكيين هو: لماذا يكرهوننا؟ والمقصود نحن العرب والمسلمين ، لكن - الان - وبعد ان انتهى عصر بوش وحروبه ، وجاء اوباما بوعوده وآماله وجائزة «السلام» التي حظي بها من نوبل ، صار بوسعنا - مثقفين وشعوبا - ان نرد السؤال مرة اخرى: لماذا تكرهنا السياسة الامريكية ، وتنحاز ضدنا؟ وتتنصل من وعودها لنا ، ثم ماذا تريد منا حقا؟ الم تسقط ذريعة «الارهاب» التي حاربت تحت ذرائعها افغانستان وقتلت بسببها اكثر من نصف مليون افغاني ، واحتلت من اجلها العراق وقتلت نحو مليون عراقي؟ وعبثت في باكستان حتى انتهت لما هي عليه الآن من صراعات داخلية؟عدت للارشيف - هذا العدو التاريخي لذاكرتنا - فقرأت خطاب اوباما الذي وجهه لعالمنا الاسلامي من جامعة القاهرة «حزيران الماضي» وما ورد فيه من عروض ووعود ، وما حظي به من تصفيق ومديح ، خاصة فيما يتعلق «بالقضية الفلسطينية» وتحديدا بناء المستوطنات التي «آن الاوان لكي تتوقف» كما قال ، باعتبارها غير مشروعة وتنتهك الاتفاقيات السابقة وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام - وانا انقل حرفيا - ثم ما ورد فيه من اشارات «لتبييض» صفحة العلاقة بين امريكا والمسلمين ، ومن دعوة للشراكة والتفاهم ، وأتساءل الان بعد مضي اربعة اشهر على هذا الخطاب: ما الذي تحقق؟ وما الذي فعله اوباما لترجمة تلك الوعود؟ افغانستان قال انه «جيشه لن يبقى فيها» لكنها عاد وقرر زيادة عدد جنوده هناك ، العراق كذلك ، لكن الانسحاب - كما صرحت كلنتون - سيتأخر اذا تم تأجيل الانتخابات.. لا تسأل - بالطبع - عن الصراع العربي الفلسطيني ولا عن المواجهة مع ايران ، ولا عن «العبث» الذي استمر من قبل واشنطن في الصومال والسودان وغيرهما من بلادنا الاسلامية.باختصار ، امريكا لن تتغير ، وبوسعنا الآن ان نبحث عن «وجهة» اخرى ، او ان نبدأ بتغيير «انفسنا» ورفع اصواتنا لتذكير المنصفين - من المثقفين وغيرهم - في امريكا والغرب بقضايانا: المثقفون العرب - مثلا - يمكن ان يوجهوا رسالة ليسألوا اوباما عن وعوده ، السياسيون يمكن ان يقولوا بصراحة لواشنطن ان «مبادرتهم» ستسحب من الطاولة ، الفلسطينيون يمكن ان يتوحدوا على قرار «المقاومة» والتشدد في مطالبهم لاستئناف المفاوضات.ومع كل ذلك ، دعونا - دائما - نتذكر قصة الكلب فريدي الذي سقط دفاعا عن الواجب ، وما حظي به من احترام ونعي واحتفاء.. ولقمان المسلم الذي سقط قتيلا دون ان يشير اليه احد.. عزاؤنا في الاجيال القادمة.

التاريخ : 04-11-

=================================

ما وراء الاستدارة الأميركية، وبعدها ؟

عبد الله أبو رمان

abdromman@yahoo.com

الرأي الاردنية 4-11-2009

عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، عن ذكاء لغوي، مصطنع، حين حاولت التمييز، في خطابين متباينين، بين عدم شرعية الاستيطان من ناحية؛ ورفض اشتراط وقفه، من الناحية المقابلة، كأساس لاستئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، كما كانت تعد وتتوعد إدارتها منذ مطلع العام الجاري.. ومثل هذا التذاكي اللغوي، لا يترجم محاولة للعب بالكلمات، فحسب؛ ولكنه يكشف تلاعبا بالحلفاء والالتزامات، وأيضا: مستقبل المنطقة.

 

إذن، لم يعد أمام السيدة هيلاري كلنتون الا البلاغة ، واجتراح التعبيرات السياسية الجديدة، للتغطية على الموقف الأمريكي الذي برهن انحيازا كليا لإسرائيل على حساب العرب والفلسطينيين، ومثل استدارة حادة، وانقلابا على خطاب أسس له الرئيس أوباما، بوصفه خير خلف لشر سلف.

 

أما السبب، والذي يكشف وجها آخر للمأساة، فليس مقبولا اختزاله بقوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، فحسب.. بل إن مثل هذا التفسير قد يحمل في طياته محاولة ما للتبرير، والتغطية بتوظيف واستحضار الكلاشيهات الجاهزة، من مثل ضعف التأثير العربي في مصانع القرار الأمريكي، وما شابه. وكأن اللوبي الإسرائيلي كان أقل تأثيرا عندما شرب أوباما حليب السباع، وبشر بخطته وآلياته لفتح طرق التسوية في المنطقة، أو أن التأثير العربي حينها كان يجتاح صالات ومكاتب البيت الأبيض..

 

الحقيقة، التي لا بد من التعامل معها، بمسؤولية هنا؛ هي أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة، ملحة، للعرب بعدما استبدلت سياسة المواجهة بسياسة الحوار مع إيران. وها هو الموقف الأمريكي من عملية التسوية، واضح، فالقصة لم تكن رومانسية على النحو الذي أحببنا أن نراه.. وشكل الخطاب المتسامح والمنفتح على العالم الإسلامي، والوعود السخية من أوباما بالتكفير عن سياسات أسلافه، وكأن الشعب الفلسطيني، قد وجد أخيرا من ينحاز له؛ كل ذلك لم يكن إلا في سياق الصراع مع إيران، وفق رؤية جديدة لإعادة صياغة شكل العلاقات ومواقع النفوذ، والقوى المؤثرة في الشرق الأوسط..

 

لقد ساد الاعتقاد لدى بعض أوساط المحللين والمتابعين، أن التحالف مع الولايات المتحدة في ملفات الحرب على الإرهاب، والاشتباك مع المشروع الإيراني المتمدد؛ سيكونان المقابل الذي تنتظره واشنطن من العرب للشروع بتسوية عادلة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، كمكافأة أمريكية للتعاون العربي، وعلى غرار ما حدث إثر حرب الخليج الثانية، عندما كافأت إدارة بوش الأب الموقف العربي بمؤتمر مدريد عام 91 .

 

أما النتيجة؛ فلم تقف عند حدود التنصل من الوعود، بل جاءت على نحو سافر لتكشف اعتماد إدارة اوباما لحلفاء إقليميين، جدد، وعلى حساب العرب كحلفاء تقليديين؛ باتجاه تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة للمرحلة القادمة، مع الالتزام الأمريكي المستمر، والمؤكد، بأمن إسرائيل ومراعاة مصالحها الحيوية. في حين أصبحت المصالح العربية والمتمثلة بشكل رئيس بتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؛ جزءا من تاريخ البلاغة الأمريكية.

 

..الموقف الأمريكي إزاء العرب وقضاياهم، لم يعد يحتمل الوهم. وكل ما رافق صعود نجم الرئيس أوباما كصديق للعرب والمسلمين، لا بد من إعادة قراءته، لا على صعيد الملف المركزي، الفلسطيني، فحسب، ولكن على كل صعيد؛ ففي السودان يبدو الموقف الأمريكي واضحا من الاستفتاء على انفصال الجنوب، وفي العراق تتحرك قوتان إقليميتان، غير عربيتين، لإعادة ترتيب الأوضاع العراقية، وفق مصالحها وحساباتها. أما موضوع أمن الخليج، فمن الواضح أنه سيكون جزءا من العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة وحليفها المستقبلي (المحور الإيراني- التركي).

 

لقد آن الأوان لتقييم العلاقة مع الولايات المتحدة واعطائها حجمها الحقيقي، وإزالة كل وهم قائم. صحيح أن أحدا لا ينادي بمعاداة واشنطن، ولكن ليس من المعقول أو المنطقي استمرار الرهان على نواياها مثلما كان، والاعتماد الكلي والمطلق عليها؛ في غياب وتغييب أية توازنات أخرى، قد تكون عاملا مهما في تحقيق مصالح المنطقة، واستعادة العرب لجزء من دورهم، على صعيد إقليمهم، بدلا من ان يتحولوا إلى مجال تقاسم نفوذ بين اللاعبين الحقيقيين.

===================

حرب الجنرالات: حالوتس ادار وحالوتس فشل

اوري هايتنر

04/11/2009

القدس العربي

كانت حرب لبنان الثانية حربا عادلة لا مثيل لها. فلا تستطيع دولة ان تسلم لوضع تخل فيه منظمة ارهابية في سيادتها اخلالا منهجيا. ولا تستطيع دولة ان تسلم لاختطاف جنودها وقتلهم، ولا تستطيع ان تسلم بيقين لاطلاق كثيف للصواريخ على بلداتها المدنية، كما حدث في الصباح الذي نشبت فيه الحرب.

لكن هذه الحرب كانت اخفاقا. فبعد اكثر من شهر من القتال، لم تنجح اسرائيل في ان تضائل اطلاق صواريخ الكاتيوشا. نذكر من اجل تشنيف الآذان، انه قد اطلق في آخر يوم من المعركة على اسرائيل مئتا صاروخ كاتيوشا. وهذه نتيجة لا تحتمل. ان الحرب بين اقوى دولة في المنطقة وبين منظمة ارهابية صغيرة انتهت بلا حسم. لا يحل لاسرائيل ان تسلم لنتيجة كهذه.

سبب الاخفاق هو صورة ادارة المعركة. قررت الحكومة وقيادة الجيش الاسرائيلي الحرب، بتأييد من 90 في المئة من الجمهور، لكنهم خافوا معنى القرار. لقد خافوا ان يجيزوا للجيش الاسرائيلي القتال كما ينبغي، ولا يمكن ان نصرف الحرب بغير قتال. ولا يمكن القتال بغير دفع ثمن مؤلم، وغير المستعد لدفع الثمن لن ينتصر.

اديرت الحرب في بدئها على حسب التصور الحالم من مدرسة رئيس هيئة الاركان دان حالوتس عن النصر بحرب جوية، بغير عملية برية. وعندما تبين بعد أيام معدودة أن نصرا كهذا غير ممكن، اخطأ قادة الدولة كل خطأ ممكن. فقد أجلوا وأجلوا العملية البرية، وتلقينا قدرا أكبر من صواريخ الكاتيوشا. وعندما تم الاتفاق على عملية برية، ادخلت قوات صغيرة في قريتين او ثلاث وأضيعت أيام اخرى استمر فيها تلقينا الصواريخ. عندما سقط 8 جنود اسرائيليين في بنت جبيل، ذعرت القيادة الاسرائيلية وأوقفت هذه العملية ايضا. ترددت القيادة اسابيع الى ان قررت تجنيد قوات الاحتياط، وهم جنود كان يجب تجنيدهم منذ اول يوم. وأجلت ثم أجلت استعمال قوات الاحتياط بعد تجنيدها وأضعفت القوات وأضرت بمعنوياتها.

وعندما أدركت القيادة الاسرائيلية في نهاية المطاف انه لا مناص من عملية عسكرية ذات شأن وحصلت على تأييد ذلك بقرار المجلس الوزاري المصغر، اجلتها 48 ساعة، وهذا قرار غامض لا يمكن تفسيره. بدل التعجيل بالعملية واقرار حقائق تقوي موقف اسرائيل في المسار، انتظرت القيادة الاسرائيلية الى ان قرر مجلس الامن وقف اطلاق النار الذي أنقذ حزب الله من الهزيمة، آنذاك فقط أمرت بالخروج للعملية، حينما لم يمكن القرب من موعد وقف اطلاق النار من استنفاد العملية البرية وجعلها لا حاجة اليها ولا داعي. وهكذا نشأ عند الجمهور احساس بأن الثمن الدامي الباهظ الذي دفعناه في العملية الاخيرة كان عبثا.

ما معنى 'القيادة الاسرائيلية' آنذاك؟ قاد ثلاثة اشخاص تلك الحرب وهم المسؤولون عن الاخفاق. رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ووزير الدفاع عامير بيرتس ورئيس هيئة الاركان دان حالوتس. المسؤولية عن الاخفاق ملقاة عليهم بحسب هذا الترتيب. يكمن جل مسؤولية حالوتس في التصور المخطىء الذي قاده في بدء الحرب وفي عدم الاستعداد للاعتراف بالخطأ في الوقت وتغيير الاتجاه العسكري في اثناء الحرب.

مع ذلك، ليس من المناسب ان يحصر النقاش العام للحرب في شخصية حالوتس خاصة. من المناسب ان يكون النقاش للتصور وآثاره وللحاجة الى تغيير الاتجاه من أجل العودة الى واقع لا تنتهي فيه المواجهة بين الجيش الاسرائيلي والعدو الى اقل من نصر اسرائيلي ساحق لا لبس فيه.

اسرائيل اليوم 3/11/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ