ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأقصى بين الثورة والإحراق

د. زكريا إبراهيم السنوار

في مثل هذه الأيام, كان حدثان مهملان, يرتبطان بالمسجد الأقصى, هما: ثورة البراق التي اندلعت عام 1929م, وإحراق المسجد الأقصى عام 1969م, ومن الضروري الوقوف عليهما اليوم, والأقصى يصرخ ويستصرخ العرب والمسلمين والعالم كله شعوباً وحكومات.

يتصور البعض, ويحلو له أن ينشر تصوره بين الناس أن ثورة البراق التي اندلعت في آب (أغسطس) عام 1929م, كانت نتيجة تزايد الهجرة الصهونية, والاستيطان, والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية, وكأن الأمر سياسي اقتصادي بحت, وهذا غير صحيح, فرغم التغول الصهيوني, والدعم البريطاني في مجالات الهجرة والاستيطان والاقتصاد, إلا أن ذلك لم يسبب ثورة البراق, رغم حالة الغليان التي وصل لها الشارع الفلسطيني.

هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى يجب أن لا يغيب عن بالنا أن أحداث ثورة البراق, لم تندلع فجأة, وهكذا دون مقدمات, المطالبة الصهيونية بالحائط الغربي للمسجد الأقصى , الذي يطلق عليه المسلمون اسم (حائط البراق), لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربط دابة البراق في ذلك الحائط, بدأت تلك المطالبة منذ عام 1918م, فبعد احتلال بريطانيا أرض فلسطين سمحت بتشكيل بعثة (لجنة) صهيونية برئاسة حاييم وايزمان, لدراسة أوضاع فلسطين, ووضع الخطط الكفيلة بالإسراع بتنفيذ تصريح بلفور, فكان من بين مطالب تلك البعثة تسليم اليهود حائط البراق, الذي أطلقوا عليه اسم حائط (المبكى).

لم توافق السلطات العسكرية البريطانية على المطلب الصهيوني, خشية إثارة أهل فلسطين, والعرب, والمسلمين في العالم, فبدأ الصهاينة احتكاكاتهم بالمسلمين عند ذلك الحائط منذ عام 1922م, وتدخلت سلطة الانتداب أكثر من مرة, ووضعت على الصهاينة شروطها, لمنع استفزاز مشاعر المسلمين, لكن الصهاينة لم يلتزموا, وتكررت أعمالهم العدائية , حتى كان عام 1928م , فزادوا عدوانهم واستفزازهم, فجعلوا بعض الأدوات والأقداح والستائر والموائد اللازمة لطقوس العبادة عندهم, ووضعوها في ذلك المكان, ولم يلتزموا بما أمرت به السلطات من إزالة كل تلك الأدوات التي أثارت نفسيات المسلمين, واضطرت السلطات لإزالتها بالقوة, وتعهد الصهاينة: عدم تكرار ذلك في الأعوام القادمة, فلما اقترب موعد ذلك العيد اليهودي من عام 1929م, أكدت السلطات على بنحاس روتنبرغ الصهيوني ضرورة الالتزام بتعليماتها, ووافق, لكنه فوجئ بمظاهرة وصلت من تل أبيب إلى القدس, كان بعض عناصرها مسلحين, وطافت بشوارع القدس, مرددين (الحائط حائطنا), وبعدها تجمع المسلمون في المسجد الأقصى في عيد المولد النبوي, واستمعوا إلى خطابات أوضحت خطورة الموقف, وانطلقوا يهاجمون أحياء اليهود في القدس, ومن هنا بدأت الثورة, وامتدت لتشمل عدة مدن وقرى فلسطينية فالثورة اندلعت بسبب محاولة الصهاينة السيطرة على حائط البراق الإسلامي, وادعائهم أنه ملك اليهود, وهذا ما نفته لجنة البراق الدولية التي وصلت فلسطين عام 1930م , في أعقاب ثورة البراق, وأكدت إسلامية الحائط والرصيف والشارع المجاور له .

صحيح أن ثورة البراق لم يطل وقتها, كما إنها لم تكن منطقة بل كانت حركة شعبية انطلقت للدفاع عن المسجد الأقصى, لكنها صفحة مهمة من تاريخنا الحديث, تؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على الحفاظ على مقدساته.

مضت الأيام والسنون, واحتل الصهاينة الشطر الغربي من مدينة القدس عام 1948م , ثم احتلوا الشطر الشرقي منها, والذي يضم المسجد الأقصى عام 1967م وبدأ رفع شعار القدس الموحدة عاصمة (إسرائيل) إلى أبد الآبدين.

بدأت سياسات تهويد القدس منذ اللحظات الأولى من احتلالها, وفي 21 آب (أغسطس) عام 1969م, فوجئ الجميع باندلاع حريق هائل في المسجد الأقصى, وادعت السلطات الإسرائيلية في بداية الأسر أن الحريق قد اندلع بسبب ماس كهربائي, لكنها منعت وصول سيارات الإطفاء من القدس ومن المدن العربية في الضفة المحتلة, أيضا, ولم تحرك ساكناً بهدف التهام النيران المسجد, فهب الأهالي ودخلوا المسجد ونقلوا الماء بالدلاء وأطفؤوا النار وتبين أن النار قد أشعلت من عدة أماكن وعلى ارتفاعات عالية وأنها لم تكن ماسا كهربائيا, وكل ذلك دلل على كذب ما اضطرت السلطات الإسرائيلية إلى الإعلان عنه في نهاية المطاف من أن شاباً استرالياً صهيونياً يدعى (دنييس مايكل موهان) هو الذي أحرق المسجد الأقصى, لأن كل تلك الأفعال لا يمكن أن ينفذها شخص واحدة بل مجموعة تعمل وفق خطة مرسومة.

احترق جزء من المسجد الأقصى ولم يحرك العرب والمسلمون ساكناً بمعنى الكلمة, فقد اقتصرت ردود الأفعال على الشجب والاستنكار والرفض, الأمر الذي أراح القادة الصهاينة كثيراً وجعلهم يتمادون في تهويد القدس أكثر فأكثر حتى أصبحنا نسمع كل يوم عن فاجعة جديدة تحت المسجد الأقصى أو في محيطه والعرب والمسلمون نائمون.

لا تعجب إذا علمت أن كثيراً من العرب والمسلمين لا يعلمون حتى الساعة أن القدس تحت الاحتلال وأن بعضهم يتفاجأ إذا سمع بذلك وتتملكه الدهشة. 

فأين أنتم يا عرب يا مسلمون؟

ـــــــــ

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام 24 - 8 - 2009م

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ