ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/02/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

خطاب الأخضر الإبراهيمي في مجلس الأمن كما سرب 

إلى الإعلام

الجزء الأول

1-يشرفني أن أحضر هذه المشاورات غير الرسمية في المجلس لمناقشة الوضع السوري, و يسعدني أن أقوم بذلك تحت رئاستكم ( الأمين العام للأمم المتحدة). كما لا يفوتني أن أهنئكم و رفاقكم و موظفيكم بالعام الجديد ....

 

2- في ملاحظاتي الأولى, أود أن أقدم لكم العواقب الكارثية لأزمة الشعب السوري. و سوف أتحدث بعد ذلك حول الوضع العسكري والسياسي و الكيفية التي يتوجب فيها التعامل مع هذه الأزمة من وجهة نظري. و أود أن أعبر لكم عن أن تدخل المجلس أصبح ضروريا جدا الآن.  دون تدخلكم سيدي الرئيس, فإن هناك خطورة من تحول سوريا إلى صومال جديدة.

 

3- إن الأمور في سوريا حاليا ليست أفضل من المرة الأولى التي خاطبتكم بها في 29 نوفمير 2012, و كما يردد و الكثير من المراقبين فإن الأمور مستمرة في التدهور يوما بعد يوم. لقد وصلتكم تقارير قبل 10 أيام من قبل مفوضة حقوق الإنسان في المجلس نافي بيلاي و منسق المساعدات الإنسانية فاليري آموس. و منذ ذلك اليوم فقد عشرات السوريين حياتهم و فقد المزيد منهم أطرافهم, كما فقد الكثير منهم الأمل.

 

4- أعتقد أن الهجوم الدموي على جامعة حلب بداية هذا الشهر كان المثال الأكثر قسوة للمعاناة الكبيرة التي تسببت بها هذه الأزمة للشعب السوري: هذا الهجوم الذي أدى إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص و تشريد النازحين الذين يعيشون في الحرم الجامعي, و إصابة العشرات  لم يكن له أي وزن عسكري. لقد كان قتلا من أجل إرهاب و إيذاء المدنيين وأمور أخرى.

 

5- ومن ثم جاءت تلك الصورة المرعبة التي التقطها المصور ليسي دوسيت من قرية الحصوية قرب مدينة حمص؛ حيث تبين هناك أنه لا يزال من الممكن مشاهدة المزيد من الرعب. في هذه المنطقة الريفية, وفي أماكن كانت تشهد سلما في سوريا, الله وحده يعلم كم عدد المدنيين من الرجال و النساء و الأطفال المسالمين الذين ذبحوا و حرقوا من قبل الأشرار.

 

6- و لكن هذه المأساة ببساطة ليس لها أي نهاية. قبل دخولنا هنا بقليل, قرأنا عن رعب جديد آخر, في ضاحية من ضواحي حلب هذه المرة, حيث تم العثور على 65 جثة مقيدة و مصابة برصاصة في رأسها.  

 

7- أو لننظر إلى ما يقرب من 30 مخبز تم استهدافها خلال عام 2012, غالبا عندما كانت هناك طوابير من الصفوف بانتظار شراء رغيف الخبز. بعد تنفيذ هذه الجرائم, يدعي كلا الطرفين براءتهما السريعة و يوجهان الاتهام إلى الطرف الآخر. بمتابعة السجلات و الأوقات و الأدلة الظرفية فإن هناك شكوكا تشير دائما في تنفيذ هذه الجرائم إلى القوات الحكومية أو إلى الشبيحة. كما إن هناك حقيقة أخرى ثابتة و هي أن مجموعات المعارضة المسلحة معروفة بارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين. 

 

8-  من المفيد الآن مع هذا الكم الكبير من الجرائم ضد الإنسانية أن يبدأ الآن التحقيق في هذه الجرائم مثل تلك التي ارتكبت بداية هذا الشهر في جامعة حلب و قرية الحصوية أو هجمات المخابز. بالطبع من الصعب تناول هذه الأمور عن بعد و لكنني متأكد و من خلال العديد من الأمثلة أنه سوف يكون من الممكن تحميل المسئولية للطرف المسئول. و هذا الأمر يستحق الشروع فيه, كما أنه من المفيد استكمال التحقيق الجاد الذي تقوم به المحكمة الدولية برئاسة البروفيسور سيرجيو بنيريو.

 

9- أخبرتكم فاليري آموس, سيدي الرئيس, كل ما يمكن أن يقال حول الوضع الإنساني السيئ هناك. و من أجل المزيد من تسليط الضوء على المشكلة, رجاء استمعوا إلى الجملة التالية التي أخذتها من واحدة من عدد كبير من التقارير و المقالات التي نراها كل يوم. "تقول وكالة اللاجئين في الأردن أن هناك ارتفاعا كبيرا في عدد اللاجئين السوريين الذين يهربون من الحرب الأهلية و يعبرون الحدود إلى الأردن. ممثل المفوضية السامية أندرو هاربر يقول أن ما يقرب من 3000 سوري دخلوا الأردن على مدار 5 أيام. و قال هاربر يوم الثلاثاء بأن سبب هذا العدد المتزايد هو القصف و القتال و  الوضع السيئ في القرى السورية الجنوبية. و يضيف بأن مخيم الزعتري للاجئين في الأردن يمتلئ بشكل سريع و أن أموال المفوضية على وشك النفاد بحيث إنها لا تستطيع توسيع و إنشاء مخيمات أخرى". 

10-  توضيح آخر لحجم المأساة جاء من قبل مبعوث الأمم المتحدة قبل أيام قليلة حيث قال مسئول حكومي سوري أن عدد سكان مدينة داريا في ضواحي دمشق قد انخفض إلى 70000 مواطن من أصل 300000, و هو ما يعني أن ما يزيد على ثلثي سكان هذه المدينة قد غادروها.

 

11- دعونا ندخل الآن في لعبة الاحتمالات قليلا: إذا ستمر الوضع العسكري حول دمشق بالتدهور فإننا سنشهد حالات تدفق هائلة من المدنيين تهرب من العاصمة. دعونا نفترض, أنه ليس ثلثي سكان مدينة مثل داريا و لكن ثلثها فقط سوف يغادرون. في هذه الحالة فإننا نتحدث عن أكثر من مليون و نصف المليون نازح من دمشق. و دعونا نفترض أيضا أن ثلث هؤلاء قد وجدوا مكانا آخر ليلجئوا إليه في الداخل.    

 

12- أين سيذهب المليون شخص المتبقين؟ طبعا إلى أقرب حدود و هي بالطبع الحدود الأردنية و اللبنانية.

 

13- بالطبع هذا أسوأ سيناريو يمكننا الحديث عنه؛ و لكن من الخطأ افتراض أن هذا هو أقصى ما يمكن أن يتم أو أنه أمر بعيد التحقق. أحد الأشخاص ممن يعرفون سوريا أفضل مني يتكلم عن سيناريو آخر أكثر  قتامة و رعبا: فهو يرى أن دمشق يمكن أن تتحول إلى أنقاض بسبب المواجهات الدامية و الطويلة حيث سوف تتعرض المدينة القديمة الجميلة إلى الدمار التام.

 

14- و لكن دعونا نبقى مع السيناريو الخاص بنا: أنا متأكد أنكم تتفقون معي أن لبنان سوف تنهار تحت وطأة 500000 إنسان إضافي يشقون طريقهم نحو أراضيها كما أن الأردن سوف تتعرض للاضطراب بالمثل بسبب تدفق نصف مليون واصل جديد من سوريا.

 

15- هل نريد إضافة هذا الوضع إلى عدد القتلى الذي يصل إلى 60000 شخص على الأقل و ما يقرب من 5 أضعاف على الأقل من المصابين خلال الصراع. و اللاجئون الذين وصلوا حاليا إلى ما يزيد على 700000 و هو رقم يتوقع أن يرتفع إلى مليون في بضعة شهور. أضف إلى ذلك النازحين في الداخل الذين يصل عددهم إلى 2 مليون. و أولئك الذين يحتاجون المساعدة داخل البلاد و الذي يصل عددهم إلى 4 أو لربما 5 مليون.

16- دعونا نتذكر أيضا المعتقلين: رأيت قائمة تضم حاولي 30000 شخص. ولكن أعدادهم الحقيقة و بكل تأكيد هي أكبر من ذلك بكثير, البعض يتحدث عن 60000 و آخرون عن 100000 معتقل. كما أنه أصبح من المعروف أن التعذيب يمارس بشكل روتيني في مراكز الاعتقال الرسمية و غير الرسمية التي يشرف عليها الشبيحة. أضف إلى ذلك المفقودين و الذين يقال أنهم اعتقلوا أو قتلوا من قبل العديد من الأجهزة الأمنية الرسمية أو من قبل الشبيحة الأكثر رعبا.

 

17- و هل أنا بحاجة إلى التذكير بالدمار الذي حل البلاد؟ تلك الأجزاء من المدن التي تبدو مثل برلين عام 1945. الإرث الثقافي الذي لا يقدر بثمن في سوريا يتعرض للتدمير أو للضرر. اللصوص و قطاع الطرق يقومون بأفضل ما يمكنهم أيضا. المستشفيات و المرافق الصحية الأخرى تعرضت للدمار الكامل أو أغلقت أو استخدمت من قبل أجهزة الأمن لاعتقال الأشخاص المشتبه بكونهم أعضاء في المعارضة. الكهرباء تقطع لساعات طويلة كل يوم, في بعض المناطق ليس هناك أي تيار كهربائي. هناك نقص في كل شئ تقريبا. و معدلات البطالة و ارتفاع الأسعار تشهد تزايدا يوما بعد يوم: مثالان سريعان حول صعوبة الحياة التي يعيشها السوريون اليوم: للحصول على كمية ضئيلة من الوقود فإنه من الضروري الوقوف في طابور طويل في سيارتك لمدة تصل إلى 24 ساعة أمام محطة الوقود. و ثمن غاز الطبخ يرتفع بصورة كبيرة من 350 إلى 50000 ليرة سورية.

 

18- السوريون أنفسهم يساعد بعضهم بعضا بقدر استطاعتهم. على سبيل المثال في بلدة سلمية الصغيرة و التي يسكنها من 100000 إلى 120000 شخص اسماعيليون في معظمهم. يستقبلون و يساعدون حوالي 100000 نازح داخلي, في حين أنهم لا يتلقون الكثير من المساعدات الخارجية. بعض القرى الكردية ارتفع عدد سكانها من 10000 إلى 60000 شخص.

 

19- إن جيران سوريا بحاجة إلى كل تعاطف و إعجاب بسبب إحساسهم العالي بالمسئولية الدولية, و بسبب تضامنهم مع جيرانهم و كرمهم و استضافتهم التي اتسعت لعشرات الآلاف من اللاجئين.

 

20- جميع وكالات الأمم المتحدة مستنفرة, كما تعلمون. و بالإضافة إلى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإنهم يقومون ما بوسعهم لإنقاذ جميع هؤلاء الأشخاص, سواء أكانوا داخل أو خارج سوريا أو موجودون في المناطق التي تحكمها الحكومة أو المعارضة. إنها مهمة ليست سهلة. و هم لا ينجحون دائما في الوصول إلى أصحاب الحاجة؛ كما أن عملهم محفوف بالمخاطر بالنسبة للعاملين المحليين أو الدوليين. و لكن لا مفر من القيام بهذا العمل وفقا لما تسمح به الظروف.

 

21- بالإضافة إلى الصعوبات المادية التي يواجهونها على الأرض, فإن المساعدات الإنسانية تتعرض لمصاعب تتعلق بالتمويل مما أدى إلى إنقاص الحصص الغذائية. إضافة لما أخبرتكم به فاليري آموس حول الموضوع, دعوني أقتبس مما قاله الأمين العام للأمم المتحدة قبل أيام قليلة في دافوس :"المجتمع الدولي بحاجة إلى 1.5 مليار دولار للشهور الستة القادمة, و هو أكبر نداء من نوعه في فترة قصيرة. إن نداءنا لم يلاقي ذلك القبول. و لهذا فإنني قمت بعقد مؤتمر في الكويت في 30 يناير. لسنوات طويلة, أظهر السوريون كرما و تضامنا كبيرا في استضافة اللاجئين من فلسطين و العراق و الصومال. و على المجتمع الدولي أن يلبي سوريا عندما تكون بحاجة للمساعدة".

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 


 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ