ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 20/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

توضيح وبيان من الشيخ عبد الله السلقيني بشأن موقف أخيه الشيخ إبراهيم السلقيني من الثورة السورية

بسم الله الرحمن الرحيم

توضيح وبيان

أحببت أن أشير إلى كلمات سمعتها من أحد الأخوة الفضلاء، وأخرى نُقلت عنه أو كتبها على صفحته على الإنترنت أو على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك تتعلق بأخي الدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله، فربما كان بعض هذا الكلام نقل عنه في بداية الثورة في بداية عام 2011م، حيث كان هناك شيء يسير من الأمل في اصلاح الأمور اصلاحاً جذرياً، والكف عن إراقة الدماء، والفتوى على قدر الواقع الذي يستفتى فيه، ولكن بعد أن استمر القتل، واستمر سفك الدماء، للأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يكبّرون الله ويطلبون الحرية التي أرسل الله الرسل من أجلها ليحرر الإنسان من تسلط الإنسان، ويطيعوا خالقهم فيما شرعه لهم.

وأنزه أخي رحمه الله تعالى أن تصدر عنه فتوى لا تصدر إلا عن من لا يدرك الواقع العالمي والداخلي، ولا يعلم الحكم الشرعي الذي يناسب ذلك الواقع. و أنا كنت مع أخي رحمه الله في كل شؤونه ، ونتدارس الواقع والأحكام على انفراد دراسة متأنية، راجين الله في ذلك أن يلهمنا الحكمة والسداد فيها {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} البقرة269 وإن كان عند أخي رحمه الله أسرار فعندي أسراره لا عند غيري، ولا يعقل أن يفشي رحمه الله لهذا الإنسان وحدة دون غيره أسراراً مزعومة تظهره بمظهر الموالي للظلم والكفر والفسوق والعصيان. ثم لو كان سراً فهل يجوز له شرعاً أن يفشيه؟!!

ثم إني قرأت للشيخ المذكور حفظه الله في كتاباته على موقع الفيس بوك: (أن الله أكرمه بالقرب منه ..... كما أكرمه أن يعيش معه الأزمة السورية أيام الثمانينيات وأن يشاركه الرأي فيها، ويتعاون معه في سبيل معالجتها مع ثلة كريمة من أهل العلم والفضل، الذين توفى الله أكثرهم – رحمهم الله....)

فيبدو أن الشيخ المذكور حفظه الله نسي أن الدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله كان في تلك الأيام مستقراً في دمشق، وأن معايشة الشيخ المذكور للأزمة في الثمانينيات كانت معي وليست مع أخي، ومع ثلة من علماء حلب، ومنهم والدي الشيخ محمد سلقيني - رحم الله جميع من توفي منهم - وكنا بدون الدكتور ابراهيم نلتقي في جامع أبي ذر مراراً، كما التقينا بدون حضور الدكتور ابراهيم في جامع أسامة بن زيد وهو جامع الشيخ أديب حسون رحمه الله.

ولم يلتق الشيخ المذكور بأخي الدكتور ابراهيم في الثمانينيات إلا مرة أو مرتين وبحضوري، ونسي الشيخ أني كنت أسافر وإياه فقط إلى دمشق مرات، ثم بعد أن أُخرِجنا من ديارنا وأموالنا واستقر بنا المقام في السعودية، فهل نسي الشيخ لقاء علماء دمشق وحمص وحلب بوجود الشيخ أبي زاهد رحمه الله.

لقد كانت لقاءات ولقاءات كثيرة في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وغيرها.

 هل نسي الشيخ آراء الجميع آنذاك في تسليم الجولان، وتدمير حماه ...... ولم يكن معنا الدكتور ابراهيم رحمه الله، ولكني كنت على اطلاع على رأي أخي رحمه الله في تلك الأمور في السعودية عندما زارني عدة مرات، وفي الإمارات العربية المتحدة عندما كنت أزوره، وبعد أن استقر بي الحال فيها في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.

وبخصوص لجنة الفتوى فإن سماحة مفتي حلب رحمه الله طلب مني أن أكون في لجنة الفتوى فاعتذرت وقلت له رحمه الله: (لا حاجة لأن أتفرغ للجنة الفتوى طالما أننا نتدارس الأمور الفقهية من مختلف جوانبها)

وإني إذ أظن أن الشيخ نسي ذلك ونسيني أستغرب أشد الاستغراب كيف ينسى رأيه هو قديماً يوم كنا في السعودية، وفي بغداد في العراق. وأستغرب أن يميل حكمه في الأمور180 درجة إلى من مال معهم وسعى إليهم وأكثر دعوتهم إلى طعامه في مناسبة، وغير مناسبة مع دعوة أخي ابراهيم رحمه الله لأنه أضحى مفتياً. أنا أكاد لا أصدق ذلك. فلعل من لازمهم أثروا فيه نفسياً دون أن يشعر، فنسي ولم نجد له عزماً، ولا أظن به سوءاً، لما أعلم فيه من التواضع والخير والله حسيبنا.

وهل نسي فضيلة الشيخ منذ عهد قريب لا في الثمانينيات بل منذ شهور عندما أصدر في صفحته (.... إننا علماء حلب ما زلنا نرى منع التظاهر....) فلقد غضب أخي الشيخ ابراهيم رحمه الله – وربما كان هذا من أسباب موته البطيء – واستدعى الشيخ المفتي رحمه الله الشيخ المذكور إلى بيته وطلب منه حذف البيان، فرفض لئلا تنكسر كلمته. عندئذٍ طلب منه الدكتور إبراهيم رحمه الله أن يعدلها في أمرين؛

الأول: (ما زلت أرى أنا الدكتور فلان منع التظاهر.....)؛ لأن علماء حلب لم يوكلوه بالكتابة عنهم والتحدث باسمهم.

ولأن نفي العلماء لكلامه بهذه النقطة في ذاك الوقت يجعلهم عرضة للتنكيل بهم من قبل أجهزة أمن النظام.

الثاني: أن يكتب عبارة أخرى غير عبارة (منع التظاهر)؛ لأن عبارة المنع تعطي مبررّاً للنظام بقمع التظاهر، ولا يجوز – بإجماع المسلمين – منع الناس من بيان رأيهم الحق بالتظاهر أو غيره.

وهذا ما أعلمني به أخي الدكتور ابراهيم رحمه الله في حينه.

ثم القول بعد قوله السابق بقليل ( ولا يزالون – أي علماء حلب – وعلى رأسهم المفتيين الكريمين: د ابراهيم سلقيني، و د محمود عكام يتابعون أمور الاصلاحات التي وعد بها السيد الرئيس والتي ظهرت بوادرها للعيان والحمد لله....).

أقول: كيف يكون هذا صحيحاً وقد سمعت بأذني، وكان معي غيري أيضاً، وهم أحياء يرزقون، من أخي الدكتور ابراهيم رحمه الله:

(كنا نكلم الرئيس بأمور، وربما تكلم معنا بأمور أوضح مما قلنا، ووعد الرئيس بتنفيذها واصلاحها، والبعد عن الإرهاب وسفك الدماء. ثم يكون العمل بعد ذلك عكس ما قال وما وعد، فيزيد القمع ويشتد الارهاب). مما جعل أخي رحمه الله بعدها يرفض الذهاب لمقابلة الرئيس رغم الإلحاح عليه من جهات رسمية وأخرى غير رسمية، كما رفض حضور دعوة الإفطار المعتادة سنوياً والتي كانت قبل مرضه بأيام رغم الإلحاح والضغط الشديد عليه.

فهل يعقل بعد هذا أن ينتظر ويتابع ويأمل بتحقق الاصلاحات التي وعد بها الرئيس مراراً، وقد رأينها وعشناها قنابل تنزل على رؤوسنا في بيوتنا ومساكننا.

وهل نسي الشيخ المذكور آخر لقاء لنا في بيت أخي الشيخ ابراهيم رحمه الله بعد منتصف رمضان - أي قبل مرضه رحمه الله بأيام - وقد حضر اللقاء ثلة من أهل العلم، كما حضر مفتي سوريا أحمد حسون واقترح فتوى - من النظام أو من آراءه الشخصية الله أعلم - لتحريم التظاهر والخروج عن النظام. وأيده أحد الحضور بقوة ثم لما لم يجد استجابةً بل إنكاراً من كل الحضور الآخرين بدأ يتكلم على استحياء، وكلنا يعرف من هو. ثم علا صوت البعض بالإنكار ثم هدأ الأمر، وسكت الجميع وانطفأت القضية كلياً بقول الدكتور محمود عكام: (نحن يجب ألا نتدخل بهذه الأمور فنحن دعاة .....) وعليه لم تصدر الفتوى بالتحريم، والحاضرون في المجلس أحياء.

وأقول للشيخ حفظه الله : كأني أراك لم تعلم أو لم تفهم موقف أخي من الحراك السوري، الذي لم يتغير يوماً ما حتى وفاته، فأنا أعلم بذلك؛ لأني كنت وإياه على اتصال مستمر في البيت وخارجه.

ومن خلال خبرتي بأخي الدكتور ابراهيم رحمه الله وملازمتي له آخر 15 سنة في دبي وحلب وفي لقاءاته العامة والخاصة, كان من حسن خلقة أنه كان يستمع من الجميع, ولكن في اتخاذ القرار كان يتخذه بنفسه دون أي تأثير, ولعل استماعه لوجهة نظر الشيخ المذكور أعلاه, ظن المذكور أن الدكتور إبراهيم سلقيني يوافقه, وأصبح يبني على هذا التصور الأمور الكثيرة.

لقد توفي رحمه الله على الإيمان، والاستقامة عليه، لا يبتغيها عوجاً، ولا يبيع دينه بعَرضٍ من الدنيا قليل. وربما سكت في بعض المجالس التي يكون القصد من السؤال فيها الإيقاع أو الاستدراج بنقل كلامه لأهل البغي والطغيان، لا طلب الحكم الشرعي؛ فمن الحكمة هنا السكوت والامتناع عن الفتوى لأن عدم الفتوى دليل الإنكار.

فهو - رحمه الله - لا يخاف في الله لومة لائم، فلم يكن ليخفي حكماً شرعياً عند هذا وذاك؛ لا خوفاً من ظالم، ولا طمعاً في شيء من متاع الدنيا، وما يريد أن يقوله قاله بوضوح وجلاء في حياته رحمه الله.

والذي أرجوه من الشيخ وغيره أن يكف عن ذكر ما يعتقدون أنها فتاوى أخي الشيخ ابراهيم سلقيني رحمه الله إلا إذا كانت مكتوبة من قبل أمناء الفتوى، ومنقولة عنه بشكل رسمي محفوظ في السجلات.

وربما كان الناقل لفتوى من فتاوى أخي رحمه الله عنه شفوياً - لا ندري - حفظ أو ضيع، أو يريد أن يلبس فتواه برأي ينسب إلى المفتي حتى يقبله الناس دون إنكار. وعلى كل فقد أنكر العلماء في حلب ودمشق وحمص وحماة مثل هذه الفتاوى التي يقول بها مفاتي السلطان، الله أعلم بقلوبهم وسيحاسبهم على نياتهم وأعمالهم القولية والفعلية.

كما أرجو أن يكف الجميع عن ذكر الأسرار المزعومة لأخي رحمه الله، وبالأخص التي تخالف الواقع والشرع الإسلامي معاً، بل وأهداف الدين وأصوله - مما لم يقل به -، فالرجل قد توفاه الله، وكل من يعرفه من المسلمين علماء وجهالاً يشهد له بالخير والحكمة والعلم والاستقامة.

وإذا كان لأحد رأي في أمر، فليسند الأمر لنفسه، وليذكر دليل فتواه، ولا يسند الفتوى لغيره ليؤيد رأيه. اتركوا من مات واعتمدوا على آراءكم، ادعموها بالأدلة، لا بنسبة الرأي إلى الغير لتقوية رأيكم، خصوصاً بعد وفاة أصحابها، ولا ندري متى نلحق بهم.

كما أرجو ألا تدس الأمور العاطفية في الأمور والأحكام الشرعية (وكنت كلما زرته في بيته أو مكتبه ، شكا لي مما يلاقيه من بعض الأقارب والأباعد، من إنكار لموقفه ، ومحاولات لتغيير قناعته، وكثيرا ما كان يبكي ألما من موقف بعض هؤلاء ..!! وقد شاهدت خلال زياراتي له في بيته أو مسجده بعض هذه المواقف المؤلمة، التي كانت تدفعني إلى التدخل أحيانا بالنقاش، أو في التخفيف عن الشيخ من هذا العبء، فيشكر لي ذلك، ويتصل بي مباشرة أو عن طريق.............. معتذرا عنهم)؛ فهل كان الشيخ رحمه الله يبكي من تصرفات الأقارب والأباعد؟!! أم كان يبكي من حال البلد والبطش والتنكيل الذي يحل بأهلنا؟!! وهل كان الشيخ مضطراً أن يعتذر عن غيره وأن يعتذر عن طريق فلان أو علان؟!!

وأحب أن أختم بأنني لم أنشر ذلك سابقاً إلا بعد أن كثر الجدل بين الناس فيما إذا كان الدكتور إبراهيم رحمه الله يفتي بهذه الفتاوى، أو هي مكذوبة على لسانه، أو فهمت منه بشكل غير صحيح فدخلها التحريف. فذكرت ما ذكرت إجلاءً للحقيقة وبياناً للواقع.

والحمد لله رب العالمين.  

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ