ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 18/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف

المعارضة السورية ولعبة الفك والتركيب

زهير سالم*

 

فوجئ المجتمع الدولي بالثورة السورية ، وبجرأة شبابها وشجاعتهم ؛ فوجد نفسه مربكا أمام واقع غير متصور ولا محسوب . لقد كان من السهل على هذا المجتمع أن يجد بديلا سريعا لابن علي ولمبارك وحتى لمعمر القذافي ،  ولكنه ما يزال يجد من الصعوبة الاقتناع ببديل في سورية . من هذه الحقيقة يشتق المجتمع الدولي موقفه المضطرب مما يجري في سورية . تناقض صارخ بين القول والفعل ، بين المبادئ والسياسات ، مما يعني في مآله نوعا من الارتداد على الذات في صورة  التمسك ببشار الأسد والصمت عن جرائمه. .

 

لم يكن وضع المعارضة التونسية أو المصرية أو الليبية أفضل حالا من المعارضة السورية . ولم يكن ما سمي المجلس الانتقالي الليبي أكثر تمثيلا للشعب الليبي من المجلس الوطني السوري . إن كل ما نسمعه من تشكيك في تعبيرات المعارضة السورية ، وبشكل خاص مجلسها الوطني ، إنما هو تعبير غير مباشر عن أن هذا ( المجلس ) بما يمثله ، وبمن يمثله ، لم يلب اشتراطات المجتمع الدولي و الغرب منه بشكل خاص . الغرب الذي له في سورية معادلة  تختلف عن معادلة الشعب السوري .

 

 ومعادلة الغرب في سورية تقوم على حقيقة أن سورية بموقعها وشعبها هي مفتاح لتحولات إقليمية ممتدة ليس من السهل على الغرب التسليم بها .

 

 إنهم حين يدرسون التغيير في سورية لا بد أن يدرسوا تداعياته على إيران التي قررت الولايات المتحدة تسليمها العراق على طبق من ذهب لتعظيم دورها  في إدارة الصراع المذهبي بين ظهراني أمة الإسلام . إن إيران بدون العراق ، وبدون سورية ، وبدون لبنان ؛ لن تكون قادرة على التحدي والتصدي وبث الخوف والذعر في نفوس الذين ينتظر منهم أن يظلوا ملتصقين بالجدار الغربي طلبا للأمن والأمان .

 

وحين يدرسون التغيير في سورية لا بد أن يدرسوا تداعياته على عراق ( المالكي ) الذي أنفقوا على بنائه المليارات . كم كلفهم من دم ومن مال ومن جهد ومن تزييف وتزوير .  وحتى بمفهومهم للأقليات التي يظلون يلوحون بورقتها في سورية ، لم نرهم قط قلقين على الأكثرية التي خلعوا عليها وصف الأقلية زورا وبهتانا في العراق .

 

وحين يدرسون التغيير في سورية يدرسون تداعياته على لبنان ، لبنان الذي ظنوا أنهم استراحوا من أمره ، يوم باعوه رخيصا لحافظ الأسد وتركوا له فيه أن ( يحيي ويميت ) حسبما اعتقد نمرود . لبنان الذي تدمر وتحاصر فيه المخيمات ، ويطرد منه ياسر عرفات . ويقتل فيه المفتي حسن خالد ورئيس الوزراء رفيق الحريري . كما يقتل فيه المفكر والزعيم كمال جنبلاط ومن بعده رئيس الجمهورية بشير الجميل . ثم التويني والقصير والحاوي . لبنان الذي أرادوه دائما ورقة بيد ( بطرس الناسك ) . ولعبث ميشيل سماحة وسادته وليس لمسيحييه الحقيقيين .

 

وحين يدرسون التغيير في سورية لا بد أن يدرسوا تداعياته على الكيان الذي أنشئوه ووكلوا حافظ ومن بعده بشار الأسد بحمايته فعاهد كلٌ منهما وصدق ووفى على مدار أربعة عقود ..

 

من كل أولئك نستطيع أن نفهم سر الموقف الغربي من الثورة السورية ومن ممثليها الثوريين والسياسيين. إنهم لم يكونوا يتوقعون هذه الثورة . وهم ما زالوا غير قادرين على التعامل مع مخرجاتها . وما يزال بديلهم على الأرض السورية غير جاهز فيها . وكما عشنا في الخمسينات مسلسل انقلابات الفك والتصفية والاختزال والحذف والإضافة والجمع والطرح ثم إعادة التركيب حتى استقرت الصخرة في حضن القائد إلى الأبد . واستقرت باستقرارها ا بلابل الغرب ، ووجد القناعة والرضى .

 

 واليوم عندما نسمع صوتا جهوريا رخيما أو حادا يندد بقوى المعارضة السورية – بغض النظر عن نيته وباعثه – ندرك أن الذي أعاره المنبر لم يكن يملك مثله الهدف البريء أو الجميل.

 

إنها لعبة الفك والتركيب . وباختزال شديد هذه المعارضة لا تعجبهم . ولا توفي باشتراطاتهم . ولا تطمئن مخاوفهم . إنهم لا يطمئنون إلى هؤلاء القادة الذين يبذلون دماءهم على الأرض مع جنودهم ، ولا يطمئنون إلى هذه التركيبة السياسية التي لا يجدون لهم عليها أي ممسك.

 

  والحل إذن في العودة إلى لعبة الفك والتركيب . لعبة الحذف والإضافة والتصفية والاختزال والجمع والطرح والضرب والقسمة حتى تعود الكرة أو مضربها إلى يد أصحاب العناوين والنياشين والدهاقين وأهل الغفلة من الصالحين ...

 

أيها الثائرون : خذوا حذركم .

لندن : 1 ذو الحجة 1433

17 / 10 / 2012

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

ملاحظة : ما يكتبه مدير مركز الشرق العربي يعبر عن رأي المركز فقط


 


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ