ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 15/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف :

الرئيسان مرسي والمرزوقي ...

زهير سالم*

 

لم يدينا التدخل الروسي – لم يستنكرا عبور بوارج روسية لاحتلال سورية – لم يدينا التدخل الإيراني  – لم يستنكرا ما أكدته المنظمات الحقوقية استخدام الأسلحة المحرمة ضد أشقائهم – لم يلتفتا إلى نهر الدم يسيل تحت أقدامهم في التريمسة – لا إدانة – لا استنكار – لا تعاطف آدمي – لا رسالة عزاء – لم يقولا لبشار الجزار ارحل – لم يقدما للشعب السوري وعدا عمليا بنصرة – تذكرا فقط أن يرفضا الأخذ على يد القاتل – وعليه العوض ومنه العوض ..

 

في الحكاية عن عمر رضي الله عن عمر وأرضاه  أنه عندما مر على الأعرابية توقد نارها ليلا في خبائها على تخوم الصحراء قال : السلام عليكم يا أهل الضوء – وكره أن يقول يا أهل النار – أأدنو ؟ فأجابته الأعرابية : ادنُ بخير أو دع ....

 

أدنُ بخير أو دع ....

 

كلمة نستعيرها اليوم لنجعلها عنوانا لكل الذين يحاولون أن يعطوا أنفسهم الحق في الوصاية على ثورة شعبنا في سورية بلا مشورة ولا مراجعة ولا استئذان .

 

وشعبنا إذ يقدر لأشقائنا في تونس وفي مصر عواطفهم ومشاعرهم ومشاغلهم عما يجري على الأرض السورية من ذبح وانتهاك ؛ سبق له أن أعلن بجلاء ووضوح ( ما لنا غيرك يا الله ) . وهو إعلان لا يعقله إلا ( العالمون ) . ونضطر اليوم إلى إعادة شرحه بطريقة أوضح  لنقول لهم إن لم تكونوا معنا فلا تكونوا علينا . وإن انشغلتم بصغير أمركم عن عظيم ما نحن فيه  فانشغلوا كذلك عن أذانا وعن التحريض علينا ، وعن قطع الطريق على من قد يفكر يوما في مد يد المساعدة إلينا . فلنا في الله غنى . وله فيه تعالى كفاية . وهو الركن الشديد الذي يأوي إليه كل المستضعفين نناديه يا رب المستضعفين إلى من تكلنا إلى فريب يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا ...

 

الغريب والعجيب في عالم السياسة أن الرئيسين الربيعيين يلتقيان وست بوارج روسية تمخر البحار تحمل الموت والدمار لشعب سورية الذي خذله الأخ والشقيق والقريب والبعيد والخذلان ( مر مذاقته كطعم العلقم ) ولاسيما حين يأتيك ممن ترجو ومن حيث تأمل ..

 

البوارج الروسية الست التي تحمل على ظهرها  مشاة للبحرية الروسية لاحتلال سورية ، كما تحمل أدوات القتل وأسلحة الإبادة لم تلفت نظر الرئيسين الكريمين وهما يتحدثان باهتمام وشغف مصطنعين عن اهتمام بالشعب السوري وثورته . لم نسمع من أحدهما أو كليهما استنكارا أو إدانة أو رفضا للتدخل الروسي في الشأن السوري مع أن التدخل الروسي واقع لا تخطئه عين ولكنا سمعنا رفضا لتدخل يعشش في قلوب وعقول تسكنها عفاريت القبور .

 

لم نسمع من أحدهما أو من كليهما إدانة لتزويد روسية لعصابات بشار الأسد بالأسلحة المحرمة دوليا . وكانت تقارير المنظمات الحقوقية قد صدرت طازجة – قبل أن يتحدثا - تؤكد أن عصابات الأسد تقوم باستخدام هذه الأسلحة في حرب الإبادة التي تشنها على الشعب السوري . حتى الرئيس القادم من صفوف هذه المنظمات الحقوقية لم يهتم بما تقول . كان كل همه أن يحصل من شريكه على موقف يؤكد استصدار ضمانة لبشار الأسد : اقتل ولا تبالي ..

 

ألم يكن من حق أصحاب المواقف المبدئية أن يكونوا أوفياء لها فيستنكروا التدخل الواقع لتأييد القاتل قبل أن يرفضوا التدخل المتوقع في نصرة المقتول ...

 

ومن العجيب والغريب والمستنكر أيضا أن يقف الرئيسان يهذرمان ومجرى الدم من أعناق أبناء التريمسة السورية يفيض ، بلدة قصفت بالطيران الحربي وبالمدفعية واقتحمتها عشرات الدبابات ، ورجال ونساء وأطفال قتلوا وذبحوا وأحرقوا ( براي حسين ) بالحراب الإيرانية فلم يستحق شلال الدم العبيط ينهمر ساخنا من نحور أبناء سورية من الرئيسين اهتماما ،  لم نسمع من أحدهما أو كليهما كلمة تعاطف أو عبارة عزاء أو لفتة إدانة أو رسالة شجب واستنكار ترسل باسم بشار الجزار ، وليس تطيّر في الهواء إلى العنوان المجهول ..

 

عجز الرئيسان عن رؤية الحراب الإيرانية في موضعها – حيث طعن أبو جهل سمية رضي الله عن سمية – فلا استنكرا تدخلا إيرانيا صفيقا ، ولا أدانا مجزرة ، ولا تعاطفا مع منكوب كل الذي حرصا عليه ، بل كل الذي جاء الرئيس الضيف إلى مضيفه ليستنجزه  ، هو رسالة تطمين للجزار اقتل ولا تخف . وكل ما قيل خلاف ذلك كان الإطار المطلوب لتمرير الرسالة الأهم ...

 

عام ونصف من الثورة في سورية وعشرون ألف شهيد قتلوا بالسلاح الروسي والحراب الإيرانية والشعب السوري يردد ما قاله نبي الله لوط من قبل :

(( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ )).

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              



 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ