ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 30/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف :

أيها الثوار

برنامج للثورة لا يتحكم فيه غيركم ...

زهير سالم*

 

السحب المتراكمة في الفضاءات السورية الداخلية والإقليمية والدولية  لا تبشر بخير . على المستوى الأول ما يزال الذين باعونا السمن والعسل على مدى قرن مبشرين بدولة نهضوية حداثية تريحنا من تراكمات القرون ، وتعيد بناء واقعنا على قواعد عصرية متينة ، فلم نر منهم إلا أنظمة فاسدة مستبدة متوحشة تسللت وتغولت علينا باسم الحداثة بطريقة هي إلى عالم الغابة أقرب . والأغرب من كل ذلك أنهم مازالوا يدّعون ويعيدون على مسامعنا ما سئمناه ونحن نسمع ترانيمهم على مدى قرن ، والتي لم نعرف منها غير القتل والسجن و الذلة والقهر والتشريد والتخلف ..

 

أما على المستوى الثاني المستوى الإقليمي فيبدو أن لكل قيس ليلاه ، وإن ألمنا الذي لم يوجع أحدا على مدى أربعين عاما ما زال غائبا أو مغيبا . وكلما أردنا أن نحسن الظن نرى ونسمع من الإمعان في إقصاء الشعب السوري عن قضيته ، والرغبة في إعادته إلى بيت الطاعة في ظل من لم نر منه إلا الأذى والهوان ....

 

وتمضي الأمور على المستوى الدولي في إطار إقصاء كل ما هو حقيقي على الأرض السورية ، إقصاء كل ما هو حقيقي على صعيد العقائد والمبادئ كما على صعيد الهوية والإنسان . إنهم يريدون سورية بلا سوريين منتمين . يريدون سوريين بلا هوية ولذا يصرون على البحث عن خشب تعجبهم ، ويدفعون لمن هب ودب ليجعلوا منه ممثلا للشعب السوري مشتق من طريقة تمثيل حزب البعث وآل الأسد لهذا الشعب على مدى نصف القرن . ألم يكن حافظ الأسد أولا وبشار الأسد ثانيا من اختيارهم .

 

اليوم حين يظن هؤلاء وألئك أنهم أصحاب القرار فيما يجري على الأرض السورية . وأنهم قادرون على رهن إرادة الشعب السوري مرة أخرى كما فعلوا منذ مطلع الستينات فإنهم لاشك يغامرون كثيرا بمصداقيتهم وسمعتهم .

 

من المفيد أن نعبر في هذا السياق عن القلق العميق الذي يستشعره كل السوريين من محاولات الالتفاف على ثورتهم من كل المزيًّفين والمزيفين الذين ثار الشعب السوري على ادعاءهم واستكبارهم وإقصائهم .

 

كل أولئك  فيما يبدو ينظرون إلى الدم السوري الزكي والعزيز على قلوب أوليائه كرافعة يحققون بها مآربهم وأهدافهم . وكل هؤلاء حين يقاربون المشهد السوري بما يبدو للقائمين على هذه الثورة  أنه شكل من أشكال الدعم والمناصرة والتأييد إنما يفعلون ذلك لتحقيق الأهداف الخاصة مع تجاهل تام لمطلب الشعب السوري المتمثل في : إسقاط نظام الاستبداد والفساد وبناء الدولة المدنية الحديثة والتأسيس للحكم الرشيد الذي ينبثق عن إرادة الشعب السوري كما يريده هو وليس كما يريده البعض أن يكون ...

 

وحين يبادر السيد عنان اليوم مدعوما من الروس إلى تقديم مبادرة جديدة لإنقاذ مبادرته الأخيرة فإن من حق الشعب السوري أن يهز كتفيه بأنه لن يبالي بما يفصله من جديد الروس والصينيون والعراقيون والأوربيون والأمريكيون ..

 

إن كل ما سبق يجعل من الواجب على رجال الثورة السورية أن يكون حذرين أشد الحذر من السبل التي لا يملكون نهاياتها . كل الأدوات التي يقدمها الآخرون يمكن في أي لحظة أن يمنعوها و يحال بيننا وبينها . يجب أن نكون حذرين دائما من مشروع مصادرة الثورة وليس فقط من مشروع خطفها . حين يتداعون في أي مكان من العالم لبحث ما أصبح يعرف ( الأزمة السورية ) بحضور أعدائنا وعلى غير مشورة منا يجب أن نشعر بالقلق الأكيد على ثورتنا ، وحين تفرض على شعبنا مبادرة كوفي عنان ، وبعثة المراقبين المشلولة والتي تتحرك على إيقاع عصابات الأسد ، وتكتب تقاريرها بأقلامهم علينا أن نشعر بالقلق .

 

لا شك أن الكثير من السوريين يشعرون بالنشوة اليوم وهم يحققون انتصارات محدودة ولكن عليهم أن يتذكروا أنهم  يتحركون في فضاء لا يسيطرون تماما على مداخله ومخارجه .

 

وحين كان الكثير من السوريين يتمسكون بسلمية الثورة فإنهم كانوا على المستوى الاستراتيجي البعيد المدى إنما يتمسكون بثورة لا يحتاج فيها الثائر لغير إرادته وعزيمته وساعده وصدره العاري . فيظل قرار الثوار بأيديهم لا يفرض عليهم أحد قرارا ولا هيئة ولا موقفا .

 

أيها الثوار السوريون تذكروا اليوم ، وأنتم تنادون سيدنا محمد قائدنا للأبد أنه صلى الله عليه وسلم قال : إن الله رفيق يحب الرفق . وإنه قال : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق وأنه صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ستجدون من يدعوكم إلى ركوب الصعب فاحذروا تذكروا حديث الصحيفة التي كانت عنوان حضارة قامت على البساط المحمدي الذي كان دائما متسعا للجميع ومرحبا بهم . تذكروا أنه صلى الله عليه وسلم استقبل في بيته عدي بن حاتم وصليبه في عنقه – وما ضاق به – وجلس على الأرض وأجلسه على وسادته . من يعلمنا احترام الآخر أكثر تذكروا ..

29/6/2012م

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ