ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 24/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

تقدير الموقف

التمييز العنصري في ثوب جديد

نستنكر القتل والانتهاك والاختطاف والاعتقال....

من أي جهة صدر وعلى أي ملة وقع !!

زهير سالم*

 

نحن بحاجة دائما أن نؤكد رفضنا وإدانتنا واستنكارنا لكل عمل يقع خارج إطار منظومة القيم التي نؤمن بها ، والقانون العام الذي توافق المجتمع الدولي عليه ، وكذا القانون المحلي في وجهه الإيجابي الذي انتهض شعبنا لإعادة السيادة إليه .

 

آمنا دائما أن الذي ينقصنا في سورية على مدى حكم الاستبداد هو الحد الأدنى من سيادة القانون ، التي تجعل الناس آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم . نرى أن عملية اختطاف عابري سبيل أو أي زائرين أو آمنين مدنيين على أي خلفية وبأي تفسير كان الاختطاف هو خطوة عكسية على طريق الثورة التي تريد أن تنتقل بسورية من الفوضى إلى الانتظام ومن حكم المزاج إلى سيادة القانون . ومن هذه الرؤية نبادر إلى توظيف الحدث الخطأ الذي وقع بالأمس لنعلن رفضنا له ولكل مشتقاته من الأعمال التي تنقض على الثورة أصل مشروعها وتحشر أبناءها في إطار التي (( نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا.. ))

 

وإذا كان الخطأ جائز على شباب الثورة وهو جائز عليهم وعلى غيرهم بالطبع ؛ فإننا نرى أن الالتزام بالمرجعيات الثورية والانضباط في أطرها يظل العاصم من كل خلل . إن الرجوع إلى هذه المرجعيات في تقدير انعكاسات أي خطوة على مشروعنا الوطني بكل أبعادها السياسية والدولية والإقليمية والوطنية أمر شديد الأهمية في هذه المرحلة من تقدم ثورتنا على طريق بناء العلاقات ..

 

لقد وقعت حادثة الاختطاف في مدينة حلب بالأمس لمدنيين لبنانيين عابرين للأرض السورية. والعملية في هذا السياق مرفوضة بجملته من أي جهة صدر وعلى أي خلفية عرقية أو دينية أو مذهبية وقع . ولكن لن ننسى أن نذكر أن عمليات القتل والاختطاف والانتهاك أصبحت في سورية خبزا يوميا تمارسها عصابات النظام ضد أبناء الشعب السوري تحت سمع العالم وبصره دون أن تلقى مع نكارتها ما لقيه حادث الأمس من الاهتمام والتعليق والمبادرات ، مع الشكر لأصحاب مبادرات إطفاء الحرائق وتلافي الأخطاء . لم يعد الرأي العام الدولي ولا العربي يتوقف ولو قليلا عند حوادث القتل والقصف والاعتقال تقع على الأبرياء من الأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري . ولقد أصبح الحديث عن قتل هؤلاء ( المدنيين الأبرياء ) أمرا معتادا ، وخبرا مكرورا ومملولا في وقت معا . تعايش مع قتل هؤلاء الأبرياء وانتهاكهم الرأي العام على كل المستويات فكان ذلك من باب التسليم للقاتل في حقه بالقتل والإقرار على المقتول أن الله – جل الله – قد كتب عليه أن يقتل وأن عليه أن يقبل ويسلم ويستسلم ..

 

كان يمكن لحادث الأمس أن يُضم بسهولة إلى عشرات الحوادث التي ترتكبها عصابات النظام ضد أبناء الشعب السوري خارج إطار منظومة القيم وخارج سياق القانون الدولي والمحلي ؛ ولكن ( خلفية ) من وقع عليهم الخطأ المستنكر هي التي أثارت من الضجيج وحركت من المبادرات ما لم يفعله مقتل الشيخ المعمم أحمد عبد الواحد رحمه الله على أرض وطنه في لبنان نفسه . أو ما لم يفعله التمثيل بجسد الطفل حمزة الخطيب وإخوانه . إنها صورة جديدة للتمييز العنصري تفرض على الشعب السوري والشعب اللبناني الذين يستهين المجتمع الدولي والإقليمي بدمائهم وحرماتهم ....

 

يقول الإمام علي رضي الله عنه ( من يطل هنو أبيه ينتطق به ) ولقد طال والله في هذا الزمان البئيس هنو أبيهم فلم ينتطقوا به فقط بل كوّورا به عمائمهم ...

 

ما على ظنـي باس ... يجرح الدهر وياسو

وكذا الدهر  إذا مـا ... عـز ناس ذل ناس

 

وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ..

 

لندن : 23 / 5 / 2012 م

 

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ