ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

في تقدير الموقف

زهير سالم*

عقارب ساعة الدم تدور

دعوة إلى التفكير خارج مجلس الأمن

 

المواقف السياسية لا تصنع بردات الفعل. والسياسي لا يكون متعجلا ولا نزقا؛ هذه بعض قواعد العمل السياسي نذكرها حتى لا نُذّكر بها . ولكن دمنا الوطني المراق بإرادة دولية يجعل من الزمن عاملا أكثر أهمية في حساباتنا، وإن لم يكن كذلك بالنسبة للآخرين.

 

بشار الأسد يعتقد أنه كلما استطال أمد الأزمة أضاف إلى رصيد صموده يوما، واكتسب فرصة أخرى لإقناع العالم أنه الخيار الوحيد الممكن والقائم. ولا يبدو بشار الأسد مهتما أبدا بالجواب على سؤال : كم هو مستعد ليدفع ثمن بقائه من دم الشعب السوري؟! فالحساب بالنسبة إليه مفتوح على العشرين مليون ولا يبالي. ألم يكن جواب والده يوم الجولان: بقينا تعني انتصرنا، ولا يهم ما ضاع. وكم ظلوا يتفاخرون بانتصارهم في الثمانين على شعب سورية دون أن يشعروا بالحرج من الثمن الذي دفعوه!!!

ولم يجد أحد عليهم حرجا في ذلك.

 

والروس والصينيون هم الآخرون لهم تجاربهم المماثلة، بوتين وقتل مواطنيه في مسرح موسكو لا بد أن يذكرنا بشمشون والمعبد. والصينيون ليسوا أحسن حالا في الاهتمام بحياة الإنسان، وربما نسأل عن بعض ذلك أهلنا أبناء تركستان.

عام على الثورة  مع عشرة آلاف شهيد، ولا يزال وزير الخارجية الروسي يريد أن يشرح وجهة النظر الروسية للسوريين أو للعرب أجمعين ، ولا يزال بعض أولئك وهؤلاء يريدون أن يشرحوا للروس وجهة نظرهم. علما أن عاما من الدروس الخصوصية المتبادلة ممهورة بدم عشرة آلاف سوري لم تنجح في تبادل مقدمة واحدة على طريق الشرح والتفهيم..

 

لا يشك أحد ولا يشكك في دور مجلس الأمن في صنع الموقف الدولي. ولا يشك أحد في أن الولوج إلى التعامل مع القضايا الإنسانية عن طريق مجلس الأمن هو خيار أساسي من نوع : إتيان البيوت من أبوابها.

 

وليس على صعيد الساحة الوطنية السورية كذلك من يحدد موقفه من روسيا أو من الصين على أساس إيديولوجي أو قومي أو على أي خلفية مسبقة. بل لقد كانت الرسالة الأولى التي أُرسلتها جميع القوى الوطنية السورية إلى القيادتين الروسية والصينية: أن الثورة السورية ثورة وطنية متطلعة إلى العدل والكرامة على الصعيد الوطني. مع إصرار القائمين بها على أنهم ليسوا جزء من أي صراع دولي أو إقليمي...

 

بعد كل هذا نؤكد أن عقارب ساعة الدم ، والتي يجب أن نلاحظها بما تستحق من حساسية، تجعل التفكير خارج إطار مجلس الأمن الأجدى على كل المستويات للتقدم في مشروع الثورة الوطنية السورية وفي مشروع نصرتها..

 

إنه وبعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأبعاده الإنسانية والأخلاقية والسياسية؛ ينبغي أن تُترك كل دولة في هذا العالم وما اختارت لنفسها.فلا وقت أكثر نضيعه في ضخضاخ الدم للمزيد من الشرح والتوضيح. ومن لم تقنعه جثامين خمس مائة طفل سوري ذبحوا على يد النظام لن يقنعه بعد شيء. ومعرفتهم بحقيقة الحديث عن المؤامرة والعصابات المسلحة ليست أقل من معرفة بشار الأسد.

 

نعتقد أن اللهاث بعدُ وراء موقف روسي أو صيني ليعيدنا إلى مجلس الأمن سيكون فيه مضيعة لمزيد من الوقت، وبتعبير حقيقي فيه هدر لمزيد من الدماء. وكذا سيكون الحديث عن انغلاق الخيارات خارج مجلس الأمن نوعا من العجز.

 

ونعتقد أيضا أن التحرر من التفكير تحت سقف الاشتراطات الروسية والصينية سيجعل المواقف العربية والدولية أكثر تجاوبا مع أماني وتطلعات الشعب السوري.

 

التفكير خارج إطار مجلس الأمن حين تتبناه صراحة المعارضة السورية سوف يسقط (الفيتو الذريعة) الذي يختبئ وراءه الكثير من اللامبالاة أو العجز الدوليين. سيوجه الواقع السوري خطابه الإنساني والأخلاقي  لكل دولة في العالم وسيتلقى الجواب العملي عليه.

 

وعندما يقرر الروس والصينيون أن يصححوا موقفهم، وأن يلحقوا بالركب الإنساني ربما سيجدون بعد لهاث لأنفسهم مكانا في المنظومة الأخلاقية العالمية..

توقفوا عن اللهاث.. دعوهم يلهثون فقطار الثورة لن يتوقف..

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الأحد 19/2/2012م

   


تعليقات القراء

     

يحق لثورة الشعب السوري أن تلجأ إلى كل المحافل الدولية من منظمات دولية و منظمات دولية غير حكومية لتنشد الدعم و التأييد و العون على إنهاء نظام صار خارج التاريخ بممارساته و سلوكه ضد شعبه . مجلس الأمن ليس هو نهاية المطاف  و سدرة المنتهى يسعى إليه الثوار السوريون لتحقيق هدفهم  , و يجوز لنا أن نستنبط وسائل و أدوات أخرى  قادرة على دعمنا بالمدد  الكفيل بإزالة الغم و الهم المفروضان على شعب سورية .  إن إجتماع أصدقاء الشعب السوري في تونس  هو  أحد الأبواب التي يمكن أن تمر منها القضية السورية بعد أن أفشل الروس و الصين  مجهودات الجامعة العربية التي صبرت كثيرا على جرائم النظام  , و منحته مهلا  طويلة و متعددة دون جدوى .  على المجتمع الدولي أن يساهم بمزيد من الجهود الصادقة لوقف حمامات الدم و مجازر  القتل التي نشاهدها يوميا و منذ سنة إلا قليلا . لم يعد من الممكن السكوت على جرائم  نظام  بشار  التي روعت المدنيين العزل  و سفكت الدماء من غير حساب أو عقاب .  إن الرأي العالم الدولي يرى و يسمع ما يجري في سورية , و بات مفروضا على أصحاب القرار السياسي  في  الدول المؤثرة على المسرح الدولي لأن يتحركوا ليكفوا  يد نظام مجرم  بعدما أسرف  في إرتكاب جرائم موثقة ضد الإنسانية .

عبدالباسط البيك

 

====================

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ