ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/06/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بيان المثقفين المسيحيين إلى الشعب السوري

سوريا الجديدة 13/6/2011م

بداية نتوجه لشعبنا السوري العظيم بالتعزية والمباركة بشهدائه جميعاً من المواطنين المدنيين والعسكريين والأمنيين، فكل قطرة دم سوري هي خسارة لكل الوطن. والأمنيات بالشفاء لكل جرحى هذه الانتفاضة السلمية.

 

أيها الشعب السوري النبيل:

لقد بدأ الصراع مع النظام البعثي الاستبدادي الآخذ شرعيته من الدبابة والمدفع منذ استيلائه غير الشرعي على مقدرات البلاد. وكان الصراع سلمياً من طرف الشعب، بينما كان عنفياً من قبل السلطة الغاشمة. ولم تفلح مسيرة النصف قرن السابقة من تطوير هذا النظام أو تحسينه. وكنا كمثقفين نحذر من اندلاع الثورات الشعبية منذ زمن طويل لكن هذا النظام لا يحسن لغة الحوار ولا يستطيع أن يستوعب أن شرعيته وقوته هي من الشعب وليس من الدبابة، وهو كان يقول دوماً لنا عبر الأمن أن القضاء علينا لا يكلفه كبير عناء.

حذرنا النظام وحذرته بعض أطياف المعارضة،قبل الانتفاضة من مغبة التلكؤ في الإصلاح السياسي، لكنه لم يستمع معتمداً أن هذه النداءات هي ترف فكري لبعض المثقفين الذين لا قوة لهم في الشارع. إلا أن اندلاع الانتفاضة أدهش الجميع، وشعرنا أن رهاننا على حيوية الشعب السوري وكرامته ووعيه كان في محله، وأن الشعب سبق كل النخب والإيديولوجيات والأحزاب وأن كلمته وإرادته لا ترد.

لجأ النظام السوري منذ بداية الأحداث إلى إثارة الفتنة الطائفية وتخويف الأقليات عامة والعلويين خاصة، من أن السنة قادمون لتقتيلهم، وهذه أكاذيب باطلة لا تقنع إلا الجهلة، حيث تعيش جميع مكونات الشعب السوري منذ مئات السنين وبشكل متعاون ولم يفرق بينها إلا المستعمر والمستبد، والخلاص من الاستبداد وبناء دولة القانون والمؤسسات هو الضامن لجميع أبناء الشعب السوري. وحاول قمع هذه الانتفاضة بالعنف والقتل والاعتقال والدبابات والمدافع ونهب البيوت، إلى جانب الإعلام العاهر الذي حاول تكفيرها وتقزيمها، إلى جانب الإشاعات التقسيمية والتفريقية، إلى جانب تقسيم التظاهرة الواحدة إلى سلفيين ومندسين وحثالة، إلى جانب الاعترافات الكاذبة، إلى جانب الشبيحة من رجال الدين والسياسة، إلى جانب الوجوه الإعلامية المرتزقة إلى جانب فرق الفنانين الشبيحة. وكل هؤلاء ليصورا أن معارضيه هم بعض العشرات من السنة السلفيين المندسين الذين سيقتلون الأقليات ويسبوا نساءهم ويمثلوا بجثث أطفالهم، وهم حثالة. وجوابنا كمثقفين مسيحيين أن هذا كله كذب، وأن المسيحيين كغيرهم من أطياف الشعب السوري الواحد يخرجون في المظاهرات ويرفضون خيانة شعبهم بإطلاق النار عليه، وقد سقط منهم شهداء نتيجة هذين الفعلين وهذا مدعاة فخر أن تمتزج دماءهم بدماء إخوتهم المسلمين.جوابنا أن السوريين الاسماعيليين والعلويين والأكراد والسريان والآشوريين خرجوا أيضاً وقدموا التضحيات، جوابنا أن المظاهرات سلمية وشعاراتها راقية وتبعث في نفوسنا الاعتزاز والفخر بنبل وسمو أهداف الشعب السوري.

إن موقف المثقفين السوريين المسيحيين كان منذ اللحظة الأولى منحازاً لخيارات الشعب، إلا أن تأخرنا بذلك الإعلان هو لإتاحة الفرصة لهذا النظام البائس ليقتنع بالإصلاح وليوفر على البلاد كلف عالية وليجنبه أخطار التقسيم أو التدويل أو الحروب. لذلك نعلن لشعبنا السوري العظيم أننا معه بكامل قوتنا وإرادتنا وأننا لا نقبل نفسنا إلا كامل التضحية لخدمة نهوضه وحريته وكرامته، وأننا على كامل الثقة بسمو ونزاهة أهدافه وتطلعاته.

إننا نتوجه إلى الشعب السوري وخاصة من الأقليات – رغم عدم تبنينا لهذه التسمية – إلى الاطمئنان التام لنبل مقاصد هذه الانتفاضة، ولبعدها عن التطرف والسلاح. لقد حاول النظام جاهداً لجرها للعنف والسلاح واستفزازها واستنفاذ صبرها ومحاصرتها بالماء والغذاء لكنه لم ينجح، لقد حاول تيئيسها وقمعها لكنها كانت تخرج من جديد كطائر الفينيق متمردة على الموت والكره.

نتوجه إلى عموم المسيحيين الذين يسيطر النظام على عقول البعض منهم بالتجهيل والإشاعات والعناوين الكاذبة من سلفيين وغير ذلك لنقول لهم: إن أية سلفية أرحم وأقل جوراً من هذه العصابة الحاكمة الفاجرة. عشنا مع إخوتنا المسلمين 15 قرناً ولم نختلف يوماً إلا بفعل المستعمر أو المستبد.

نتوجه أيضاً لرجال الدين – والمسيحيين منهم على وجه الخصوص – ألا يتعاملوا مع هذا النظام ويتحولوا إلى شبيحة. إن لهم مهمة دينية ليمارسوها مع ربهم بعيداً عن موائد النظام. أما المهمة الإنسانية التي يجب أن يمارسونها وهي الوقوف مع المظلوم فإننا نعفيهم منها لأنهم ليسوا أهلاً لها. أهل من المعقول أن ترى أحدهم يتظاهر مستنكراً الموقف الفرنسي!!!! لقد فجر النظام كنيسة زحلة لنشر البلبلة، وخرب الكثير من الكنائس في بانياس وحماة وغيرها من المدن. لا بأس نقول له لأننا لا نساوم على حرية شعبنا وكرامته.

نتوجه أيضاً إلى رجال المال والأعمال لسحب ثقتهم وأموالهم من بنوك وجيوب النظام لئلا يخسرونها كما خسروا ثقة الشعب بهم، وكل تأخر بذلك لا يزيد إلا القتل وأعداد الشهداء، ولا ينقص إلا في قيمة أموالهم. أم أنهم يريدون تطبيق المثل القائل: “الفاجر يأكل مال التاجر”.

نتوجه أيضاً إلى حلب ودمشق ونقول لهم أن المدن الأخرى قدمت الكثير من التضحيات أما في هاتين المدينتين فإن النظام لا يستطيع أن يقتل بهما بنفس الطريقة، وآن لهما أن تأخذا نصيبهما من الشرف، إن التحرك الكبير سيلجم النظام عن القتل.

نتوجه إلى جيشنا المؤسس على قدوة البطل الشهيد يوسف العظمة أن يكون على قدر قدوته وأن يحسم خياراته لصالح الشعب وألا يلطخ نفسه بأن يكون مرتزقة للعصابة الحاكمة الذي سلمته للجوع والقتل على أيدي الشبيحة.

نتوجه لجيشنا لنقول له عن أية مؤامرة تلك التي يتحدث عنها النظام؟ وهو منذ أكثر من شهرين يقتل الناس والجيش بالشوارع ولا أحد في الخارج يضع له حد بل يشجعه من تحت الطاولة. لقد استغنت أمريكا عن مبارك رغم تدخل إسرائيل بعد أقل من ثلاثة أسابيع، في الوقت التي تسكت عن كل جرائم النظام السوري وقصفه المدفعي وبالدبابات لشعبه لأنه على ما يبدو النظام الأكثر أهمية لإسرائيل وأمريكا. إن المؤامرة هي على الشعب السوري. أية عصابة مسلحة يتحدث عنها النظام؟ إنها العصابة المسلحة التي تحكمنا وتتعامل معنا كعبيد في مزرعة تمتلكنا ولها الحق في قتلنا بدون أي وسائل إعلام تنعينا لأننا ببساطة مجرد عبيد تملكنا.

نتوجه لأشقائنا في لبنان لنقول: إن لبنان غالي جداً علينا بحق، وهو جوهرة متلألئة في الشرق ومنارة حرية وإبداع فلا تقدموه ضحية على مذابح الذئب المفترس الذي افترسه 30 عاماً وافترسنا 50 عاماً وجاء وقت حريتنا وحريتكم ونرجوكم أن تتفاهموا ولا تعميكم الأهواء السياسية. ولا تكونوا ألعوبة في يد هذا النظام وتقتتلوا لصالحه وليدخل لبنان من جديد “ليصلح بينكم وينقذ السلم الأهلي” ويستمد من جديد شرعية دولية. نرجوكم المحافظة على لبنان الرسالة والإنسانية نرجوكم ألا تنقلوا الصراع إليكم فيختلط الحابل بالنابل كما يريد المستبد الذي يحرص على خلط الأوراق في المنطقة وسوريا بكل زعرنة وبلطجة وتشبيح!!! كونوا على ثقة أنه لا يوجد خطر على مسيحي أو درزي أو علوي أو كردي أو أرمني… إنها انتفاضة كل السوريين ضد الكبت والقمع والقهر. إنها طائر الفينيق التي ستساهم في نهضة المنطقة.

سورية قوية بشعبها العظيم المتنوع، كباقة ورد ملونة، يعطي كل لون جمالاً جديداً للباقة. سورية تتسع للجميع ولا تقوم إلا بالمحبة والحرية. سورية بلد المسيحية المعتدلة والإسلام المعتدل سورية بلد التفاعل والامتزاج الحضاريين. سورية تريد أن تبني دولة المواطنة والمؤسسات والعدل والكرامة لجميع أبنائها لتكون منارة جميلة في الشرق. سورية التي أهدت العالم الحرف والموسيقا والفن والأديان والفلسفات والعلوم والمراكب التي جالت البحار عصية على الاستسلام للجلاد، الذي ستستبدله بالمؤسسات الوطنية.

المجد لأرواح شهداء سوريا الأبرار، الحرية لمعتقليها ولمدنها المحاصرة،

المجد والحرية للشعب السوري.

وقع هذا البيان مجموعة كبيرة من المثقفين السوريين في الوطن، ولا نفصح عن أسمائهم لنفوّت الفرصة على النظام على اصطيادهم، وليستمروا في نضالهم بهدوء، وهم أبداً مستعدين لتقديم دمائهم على مذبح حرية الشعب السوري عندما يتطلب الأمر ذلك.

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ