ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان منتدى المفكرين المسلمين حول الثورة السورية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

     إذا كنا قد فوجئنا باندلاع الشرارة الأولى للثورة السورية في مدينة درعا الجريحة؛ إلا أننا لم نفاجأ أبدا بإقدام السلطات السورية الحاكمة بقتل العشرات من أبناء درعا والصنمين وغيرهما من المدن التي انتفض أهلها على نظام دموي لا يتورع، منذ استيلائه على السلطة قبل أربعين عاما، عن ارتكاب المذبحة المروعة تلو الأخرى، وممارسة أشد صنوف القهر والبطش في السكان الآمنين، أفرادا وجماعات، دون أن يرتد له طرف أو يردعه رادع.

 

     فقد استمرأ النظام السوري القتل، والإمعان في القتل، في أقل من الاحتجاج على سياساته ومظالمه. كما استمرأ التشريد والتنكيل والاعتقال والفتك بمجرد الشبهة. وامتلأت سجونه، غيلة وغدرا، بكل حر وشريف وبريء لا شأن له بالسياسة وغيرها، وصمت الأهل، رعباً وقهراً، على فقدان أبنائهم واختفائهم في غيابات السجون وغير السجون، وشنَّ الحربَ على الإسلام والمسلمين، وبدَّل الدين وحرفه، وأهلك أهله حتى إنه حظر الصلاة على جنود وضباط الجيش السوري، وأشاع الفاحشة وركب فيها كل مركب.

 

    كما أننا لم نفاجأ بالكذب الممجوج الذي سار عليه النظام طوال عقود تفرده المطلق بالحكم، وفساده المدقع، ومصادرة الحريات الخاصة والعامة، وترويع المواطنين، فضلاً عن ترهيب كافة الجماعات السياسية والشخصيات الاجتماعية وتقتيلها، سراً وعلانية، في بلاد تظللها ملائكة الرحمن. وامتطى، كغيره، القضية الفلسطينية متاجراً بها، وغرز أقدامه طويلاً في الساحة اللبنانية، حتى صارت أثمن أوراقه في التسلط، وشق الصفوف، وملاحقة الخصوم، وشن الحروب الأهلية، وممارسة القتل بأبشع صوره.

 

   ما فعله النظام من مذابح في بضعة أيام، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، تقشعر من هوله الأبدان، وتشمئز منه النفوس، والفطر السليمة. فلم يكد يبرر مذبحة مدينة درعا التي ذهب ضحيتها أربعة أفراد في اليوم الأول، ثم ضحية خامسة، خلال تشييع الجنازة في اليوم التالي، حتى ارتكب مذبحته الوحشية في اليوم الثالث مودياً بحياة ستة مواطنين دفعة واحدة ومئات الجرحى والمصابين .. مذبحة لم يتورع عن تبريرها بأقبح الأعذار التي اعتاد عليها، فألصقها، كذباً وزوراً، بعصابات مسلحة ظهرت فجأة في درعا. لكن ماذا عن المذابح التي تبعتها خاصة في مدينة الصنمين؟

 

    إننا نقول للنظام الحاكم في سوريا بأن عهد الكذب والتزوير انتهى. وإذا كانت الأمة قد كبلتها القيود والمظالم ردحاً طويلاً من الزمن فهي الآن تنتفض شامخة، ومتحدية كل الطغاة حيثما كانوا. وعليه فإن ساعة الحساب اقتربت لتسقط صروح الظلم حيث كانت. أما أهل الشام فنقول لهم: اصبروا .. واثبتوا .. واحذروا من أن يجركم هذا الطاغية إلى ما فعله مجرم ليبيا، الذي كان المدخل الرئيس للتدخلات الدولية الظالمة، والتي ما انتصب هؤلاء الطغاة إلا بدعم من رؤوسها، وما استمروا طيلة هذه العقود المؤلمة إلا بحمايتها.

 

يا أهل الشام ..

      إن أمانتكم ثقيلة، وفضائلكم عظيمة لا تقل عن فضائل أهل اليمن .. ومستقبلكم ليس بأقل من مستقبل اليمن. فلا تبتئسوا .. فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  : « سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً جُنْدٌ بِالشَّامِ وَ جُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَ جُنْدٌ بِالْعِرَاقِ قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِه»». قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.

 

     فلا يحبطنكم ما أشاعه نظام الطاغية من فساد، وظلم على مرّ العقود .. ولا يمنعنكم من الصلاح، وردع الظالمين، وقلع جذورهم، وتطهير الأرض منهم، وقولُ الزور والبهتان، وفساد الأئمة المفسدين .. ولا يخيفنكم عدوان النظام، وحلفاؤه الجبناء من الصفويين، وأدواتهم، وشيعهم من الرافضة الحاقدين .. ولا تركنوا إلى وطنية زائفة، أو قومية فاسدة، أو دعوة ضالة مضلة .. ولا تتنازلوا عن حقكم في استعادة فضائلكم، وإياكم أن تتهيبوا من تشويه مزعوم، كما فعلوا بأهل ليبيا، وما زالوا يفعلون.

 

   لقد حانت فرصتكم في التخلص من الظلم والقهر، كما حانت فرص أشقائكم في مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها. فلستم الأوائل، ولستم الآخرين. وكما تستبشر الأمة بأهل الحكمة، فهي تستبشر بكم، وتتحرق شوقا إليكم، وإلى ملاحمكم وانتصاراتكم. فأروا الله منكم ما تقرّ به الأعين .. وأروا الله منكم ما يشفي صدور قوم مؤمنين .. ويغيظ الطغاة الظالمين، وأعداء الأمة والدين.

   

 يا علماء الشام

اتقوا الله في أمتكم، ولا تقفوا موقف المتفرج، الذي لا علاقة له بما يحصل ... ويا بعض علماء الشام .. يا من لا يلقي لكم النظام بالا، حتى إذا احتاجكم لتغطية عوراته، وتسويغ جرائمه دعاكم من على رفوف التخزين، ونفض عنكم غبار السنين، وطلب منكم مخاطبة الجماهير لمصادرة حقوقها .. فاتقوا الله ولا تقوموا بدور المخذل للأمة، واغتنموها فرصة لقيادة الأمة بالإسلام، ولإثبات وجود الدين العظيم الذي تمثلونه. وإلا فليسعكم السكوت. أما سدنة النظام ومن يتكلمون باسمه، فنقول لهم: كفاكم تشويهاً للإسلام، وتغييبا له، واتقوا الله في أمتكم. 

 

    اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم. اللهم وفق أهل الشام وشبابها الأحرار لما تحبه وترضاه، وسدد خطاهم، وصوب رأيهم، وقِ البلاد والعباد شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

آمين والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدر في الكويت عن:

منتدى المفكرين المسلمين

الأمانة العامة

23 ربيع الثاني 1432هـ

الموافق 27 آذار / مارس 2011م

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ