ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

شلّالات الدم الليبيّ ستجرف الاستبداد

 

ما تزال سنّة الله في أرضه ماضيةً بثبات، وما تزال عروش الظلم والاستبداد تهتزّ بزلازل الشعوب المقهورة، لِيَهوي الطغاةُ الظالمون من قمّة الجبروت..

فها هو ذا شعب (عمر المختار) ينتفض بوجه جلّاديه، الذين أمعنوا في قَمعه واضطهاده طوال أكثر من أربعة عقود.. ليبرهنَ أنه قادر على دفع ثمن حرّيّته من دم أبنائه وبناته، مهما كان باهظاً..

وها هو ذا جلّاد ليبية الدمويّ، قد برهن أنه أشدّ قهراً لشعبه من أي استعمارٍ مرّ على البلاد في تاريخها كله.. فسفَكَ الدماء بلا رحمة، وحارب شعبَه بالسلاح الثقيل الذي كدّسه بزعم الدفاع عن ليبية وإنسانها، وذلك تحت سمع ما يُسمى بالعالَم الـحُرّ وبَصَره وغِطائه.

مئات القتلى، وآلاف الجرحى، من الليبيّين، هم ضحايا الحاكم السفّاح خلال الأيام الأولى فحسب، من عمر انتفاضة الحرية الغائبة عن البلاد منذ اثنين وأربعين عاماً.. ليسجّلَ التاريخ أنّ حِقبة الطغاة الذين يحكمون البلاد، ليست سوى امتدادٍ لحقبة الاحتلال البغيضة.. وأنّ سلوك الطاغية وحاشيته مع رعاياه، من هدرٍ للدم، وتسليطٍ للغرباء المرتزقة على الأنفس والأعراض والأموال، وعدوانٍ بالطائرات الحربية، وإبادةٍ للزرع والضّرع.. خيرُ دليلٍ على صلف المستبدّ واستعباده شعبَه.

يا أهل ليبية المجاهدة:

نسأل المولى عزّ وجلّ، أن ينصرَكم على ظالميكم، ويرحمَ شهداءكم، وأن تجرفَ شلّالاتُ دمكم الطاهر الذي بذلتموه في سبيل الله لتحرير وطنكم.. عصابةَ الحكم الدكتاتوريّ التي أسفرت عن وجهها الحقيقيّ تجاهكم، والمستبدَّ الذي يضطهدكم.

يا أحرار ليبية الأبيّة:

لا تطلبوا النجدةَ إلا من الواحد القهّار، فالحكومات الغربية –كما اتّضح- فشلت في إثبات مزاعمها بالحرص على حقوق الإنسان، بقدر حرصها على مصالحها المادية مع نظامٍ دكتاتوريٍّ سفّاح، حتى لو تحقّقت هذه المصالح على حساب أرواحكم ودمائكم.. ولعلّكم -بتضحياتكم الجسيمة- قد كشفتم عن الوجه الحقيقيّ لهؤلاء الذين يتفرّجون على عمليات ذبحكم، ويصمتون على جرائم حكّامكم الذين ينتهِكون إنسانيّتكم وكرامتكم وأعراضكم، فيا لَفَضيحة المرتكِبين، ويا لَفَضائح الصامتين المتواطئين!..

يا أبناء ليبية الحُرّة:

إنكّم ترسمون مستقبلكم بدمائكم، وقد قطعتم شوطاً مهماً نحو بناء مستقبلكم الزاهر بإذن الله، فليكن الإصرارُ والصبرُ وسيلَـتَكم، والثباتُ على الحق مبدأكم، وإزهاقُ الباطل منهجَكم.. فخيوط الشمس بدأت تنسلّ إلى واقعكم، وستُشرِق –بإذن الله- في كل ربوعكم، وقد برهنتم أنّ الشعوب لا تُقهَر، وأنّ الطغاة –مهما امتلكوا من سلاحٍ ومكرٍ ووحشيةٍ- لا يستطيعون الصمود أمام شعبٍ مجاهدٍ يتوق إلى التحرّر من ربقة الظلم والاضطهاد.. فهي سنّة الله في أرضه، وسنّة التاريخ في كل حِقَبِهِ وعُصوره.

يا أهلنا في سورية العزّ والفخار:

لعلّكم تعلّمتم الدرس المهمّ من ثورة أشقّائكم الليبيّين، أوّله: إنّ الحرّية دونها التضحيات الجِسام، وآخره: إنّ الشعوب التي تمتلك إرادة التحرّر، لا يمكن أن تقهرَهَا قوّةٌ على وجه الأرض مهما بلغت.

يا حكّام سورية الأبيّة:

إن لم تتّعظوا من الدرس التونسيّ، فلكم العبرة في الدرس المصريّ.. فإن لم ينفعكم الدرسان، فجدير بكم أن تستوعبوا الدرسَ الليبيّ البليغ، فإرادة التغيير ما تزال فرصتُها –التي ضاقت- رهنَ أيديكم وعقولكم.. فهل وصلتكم الرسالة الليبية؟..

والله أكبر ولله الحمد.

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5)

يوم الخميس في 24 من شباط (فبراير) 2011م

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ