ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 29/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

في دورته الاعتيادية الثانية

إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. وإلى أبناء شعبنا المصابر في سورية الحبيبة..

إنّ المواقف الانفعالية، والسياسات المستفزّة المغامرة، تدفع بقطرنا السوري إلى قلب العاصفة. وإننا من موقع انتمائنا الوطني الذي يضع سورية الدولة بكل مقوماتها: هويتها وانتمائها وأمنها وسلامة أرضها ووحدة أبنائها.. فوق كل اعتبار، ومن قلب المحنة التي فُرِضَت على شعبنا وعلى جماعتنا، والتي تتعمق أبعادها في حياتنا العامة يوماً بعد يوم.. نخطّ ملامح رؤيتنا ومواقفنا حقائقَ ناصعة، عصمةً لمستعصمٍ وبياناً لمستبين.

إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، بما تمتلك من رصيد رؤية، تعرف مكانتها وتتمسك بثوابتها، وتسعى على بصيرة، لتحقيق أهداف شعبنا في إطار إرادة الأمة. إنّ موقفنا في معادلة أمتنا الحضارية والإسلامية والقومية، وفي معادلتنا الوطنية.. محدَّد وثابت غير قابلٍ للمساومة أو المداهنة.

إننا في إطار دعوات الغلوّ والتطرّف، التي تطفو على الساحة العامة، وتحاول أن تذهبَ بالإسلام ودعوته في وديان التيه والتهلكة، نتمسك برؤيتنا الوسطية المعتدلة، القائمة على فهم النصوص، والتمسك بمقاصد الشريعة، وتقدير ضرورات العصر، من غير إفراط ولا تفريط.

إننا حيال ما تفرضه دوائر الهيمنة العالمية الكبرى، وحيال الخلل الناجم عن سقوط دولة العراق، الظهير الحقيقي لقطرنا السوري، وما نجم عن ذلك من فراغٍ في القوة، ومشروعاتٍ للهيمنة والاستحواذ، كلها تريد السوء بأمتنا وشعوبنا.. نؤكد رفضنا لجميع هذه المشروعات والخيارات، ورفضنا أن نحاصَرَ بين أطرافها، ونعلن اعتصامنا بخيارنا الذاتي، خيارنا العربيّ الإسلاميّ المستقلّ، الذي يعبّر عن رؤيتنا الشرعية، كما يعبّر عن تطلّعات شعوبنا وطموحاتها لمستقبلها الأفضل. مشروعنا العربيّ الإسلاميّ هذا، هو ورقة عملنا التي سنطرحها على الجماهير والقوى العربية لتكون ميثاق عمل، ومُحَدِّد بوصلة، تميط عن محيط أمتنا العام أشكالاً من الغبش والتردد.

إنّ جماعة الإخوان المسلمين، التي رفضت طوال عقود الحرب الباردة، جميع الأحلاف السياسية والعسكرية.. ترفض اليوم جميع المحاور الدولية والإقليمية التي تسعى إلى الهيمنة والاستحواذ، تحت عناوين وشعاراتٍ مزخرفةٍ، لا تخفى حقيقتها على ذي بصيرة. وفي سياق هذا الرفض القاطع لهذه المحاور والمشروعات، نؤكّد تمسّكنا بهويّتنا العربية والإسلامية، وبانتمائنا الأصيل إلى أمتنا العربية، وإيماننا أنّ سورية جزء أصيل من العالم العربيّ، وأنّ هذا العالم بكلّ تناقضاته هو عمقنا الاستراتيجيّ الذي نرفض أن يُنتَزَعَ وطننا منه، مهما تكن المعاذير والمسوّغات. كما ندين كافة السياسات والمواقف والتصريحات، التي تحاول النيل من هذا الانتماء أو تحاول إضعافه، كالتصريحات التي صدرت عن فاروق الشرع بحق الشقيقة المملكة العربية السعودية.

إنّ جماعتنا تنظرُ بقلقٍ بالغٍ، إلى مسيرة العلاقة مع دولة إيران، وتؤكّد - في هذا السياق -أنّ شعب إيران مكوِّن من مكوّنات الأمة الإسلامية، وهو شريك في التاريخ والجغرافية والجوار، لكنّ سياسات الاستحواذ، ومحاولات التمدّد، وطروحات الكراهية التي تتردد على مسامع شعوبنا ليل نهار.. لممّا يثير قلق العقلاء وتخوّفهم، ويدعو إلى مراجعةٍ ذاتيةٍ، تضع حدّاً لما آلت إليه العلاقة بين الشعوب.

إنّ على العقلاء في إيران، أن يحسنوا الاختيار بين مكاسب محدودةٍ يجنيها بعض المتعصّبين هنا وهناك، في إطار حركة تبشيرٍ مذهبيٍ، لدقّ الأسافين في بُنى المجتمعات المسلمة، وبين كينونةٍ مريحةٍ، تحت عباءة أمة الإسلام التي لا تحمل للشعب الإيراني إلاّ الأخوّة والودّ.

إنّ مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، يجدّد التعبير عن أسفه وقلقه، من مشروعٍ إيرانيٍ على أرض الشام، ينطلق بأبعادٍ مذهبيةٍ وثقافيةٍ واجتماعيةٍ واقتصادية.. ويتناقض في كثيرٍ من مفرداته مع شرائع الإسلام الأساسية. كما تستنكر جماعتنا مايلقاه هذا المشروع من دعم النظام السوري وقواه الأمنية.

وإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نرى أنّ المسئول الأول عمّا جرى ويجري على أرض العراق، مما تقشعرّ منه الأبدان، ويهتزّ له الوجدان.. هو الاحتلال المدان ابتداءً، دون أن يُعفيَ ذلك إيران والمليشيات المتحالفة معها، من مسؤوليتها، وكذلك الدول التي تمدّ أصابعها إلى الساحة العراقية بالسوء.

إننا نُدين كلّ الأيدي الخارجية، والمناهج المتطرّفة، التي تعمل على تسعير نار الفتنة، وضرب أبناء المجتمع العراقي بعضهم ببعض، والتي تسعى إلى حَرْف المقاومة العراقية الأصيلة عن مسارها الصحيح.

إنّ المخرجَ من هذه الورطة التي زُجَّ فيها العراق، هو بإنهاء حالة الاحتلال، وكلّ الأوضاع والمؤسّسات والبُنى الطائفية الشاذة التي نتجت عنه، وبالعودة الراشدة إلى بُنى الدولة العراقية المكينة التي أطاح بها الاحتلال - الجيش والأمن - وكذلك بالكفّ عن سياسات التهميش، و نظام المحاصصات الطائفية التي أوصلت الحالة العراقية إلى هذا الوضع المتردّي.

وترى جماعتنا في الصراع (الفلسطيني- الفلسطيني) حرفاً للجهد الفلسطيني عن وجهته الحقيقية، وترى في تغذية هذا الصراع، محاولةً دنيئةً للعبث بقضية الأمة المركزية. ونؤكّد أن الحوار الايجابيّ غير المشروط، والعودة إلى اتفاق مكة المكرمة، هو المخرج الوحيد من الأزمة الخانقة التي تدفع بالإخوة الفلسطينيين إلى الطريق المسدود. كما أنّ هذا الحوار يحتاج إلى رعايةٍ راشدةٍ من الجامعة العربية، ورجالات العرب والمسلمين، حتى تطوَّقَ الأزمةُ ويُرَشَّدَ الخلاف.

كما تستنكر جماعتنا الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وقطع شرايين الحياة عن أهلنا في غزة،  في صورة للعقوبات الجماعية المدانة إنسانياً ودولياً.

إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، تتمسّك بحق الأشقاء اللبنانيين في السيادة والاستقلال والخيار الحرّ، وتُدين جميع أشكال التدخّل الخارجيّ، لإحداث الفرقة وإشاعة الفتنة، ومحاولات الهيمنة على الساحة اللبنانية، بذرائع ساقطةٍ واهية. إنّ الحوار اللبناني الداخليّ، هو الأساس الذي يمكن أن يضع حداً للأزمة المستحكمة، التي تكاد تُلقي بلبنان من جديدٍ بين براثن الحرب الأهلية .

وترى جماعتنا في المحكمة الدولية هيئةً حقوقيةً قانونية، للاقتصاص من القتلة الذين دأبوا على ارتكاب الجرائم، وإشاعة الفوضى والفساد في المنطقة، وإنّ جماعتنا ستدعم أي جهدٍ حقيقيٍ، لتحقيق مناط العدل والأخذ على أيدي المجرمين، بغضّ النظر عن الأشخاص أو مواقعهم أو انتماءاتهم.

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. أيها الإخوة المواطنون..

إنّ قوس الأزمات التي تحيط بقطرنا، تزيد من خطورته السياسات غير المتوازنة، التي ينتهجها النظام، وإصراره على تنكّب سبيل الرشاد.

وإنّ مجلس شورى الجماعة، بعد اطّلاعه على التطورات الداخلية على الساحة السورية، وتشاغل القائمين على الأمر بقضاياهم الذاتية ومعاركهم الشخصية.. ليدعو أبناء شعبنا السوريّ كافة، إلى موقفٍ موحّد، لدفع الخطر عن البلاد والعباد، وللالتقاء على هدفٍ واحدٍ للتغيير الوطني الديمقراطي الراشد.

إنّ محنة شعبنا الإنسانية والمدنية والسياسية، بما تشتمل عليه من ملفّاتٍ للمعتقلين السياسيين والمفقودين والمهجرين، وإن الإصلاحات الدستورية والقانونية التي يتطلبها بناء الدولة الحديثة، وإنّ المشاركة السياسية الفاعلة لجميع أبناء المجتمع السوريّ، لحماية وجودهم والدفاع عن أمنهم وضمان مستقبل أجيالهم.. إنّ إصلاح كلّ هذه الملفات جميعاً، هو مدخلنا العمليّ لحياةٍ مدنيةٍ معاصرةٍ، تشكّل الحاملَ الموضوعيَّ لمشروع النهوض العام.

لقد اطلع مجلس شورى الجماعة في دورته العادية الثانية، على التقارير التي قدّمتها القيادة، حول الأوضاع السياسية السورية والإقليمية والدولية، و تقويم التجارب الوطنية التحالفية، والموقف السياسي المقترح، وتابع أعمالَ القيادة التنفيذية في مختلف المجالات، فناقشَ وسدّدَ وقارب، وأكّد استراتيجيةَ الاعتدال والانفتاح على القوى الوطنية، التي تنتهجُها القيادة، وأكّد أنه ما يزال يرى في تحالف إعلان دمشق، وجبهة الخلاص الوطني، مدخلاً صالحاً وقابلاً للتوسيع والتطوير، ليشمل الوجود الوطني أجمع، في إطار الثوابت المعلنة لجماعتنا، باشتراط التغيير السلميّ المتدرّج بالجهد الوطنيّ الخالص.

وفي الختام، يتوجّه مجلس الشورى بالتحيةِ والتقدير، إلى أبناء شعبنا السوريّ بكلّ مكوّناته وأطيافه، وإلى نُخَبِهِ وقُواهُ الحية، التي تقودُ الحِراكَ الوطنيّ نحو فجر الخلاص.. وإلى كلّ الأحرار الذين يشاركون في صنع فجرِ سوريةَ القريب بإذن الله، وكلّنا أملٌ بغدٍ أفضل، ينتفي فيه الظلم والاستبداد، ويسود فيه العدل والحرية، من خلال صفٍّ وطنيّ مرصوص، وعملٍ دائب، وعقولٍ منفتحة، وتعاونٍ وثيق..

إنها دعوةٌ إلى التضامن والتعاون وتوحيد الجهود.. وإنّ الصبح قريبٌ بإذن الله، فلا يأسَ ولا قنوط، بل جِدّ وعملٌ وأمل، على طريق التحرّر والتغيير، وبناء دولة الحرية والعدل والمواطنة.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان..

لندن في 27 آب (أغسطس) 2007

مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ