ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 23/08/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

ندوة مدينة القامشلي لتحالف (إعلان دمشق)

غسّان النجّار*

كان هناك جمع غفير من قوى المعارضة حضرت ندوة التعارف هذه والتي دعت إليها لجنتي الحسكة والقامشلي ، لقد كان حقا عرسا ديمقراطيا رائعا ، شمل معظم الفصائل والتيارات في الجزيرة العليا وحضور مندوبين عن لجان " إعلان دمشق " من المحافظات السورية .

كان في مقدمة الحاضرين ؛ رئيس مكتب الأمانة في إعلان دمشق : الأستاذ رياض سيف على الرغم من مرضه وكذلك الأساتذة الأجلاء : عبد الحميد درويش رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ، نذير مصطفى رئيس حزب البارتي الكردي ، إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الكردي ، عبد الحكيم بشّار سكرتير حزب البارتي ، كبرئيل كورية نائب رئيس المنظمة الآثورية الديمقراطية ومحمد إسماعيل عضو المكتب السياسي لحزب البارتي وغيرهم كثير .

تناوب على الكلام كثير من الحاضرين ؛ كلّهم يبحثون هموم الوطن والمواطن ووحدة الأمة ونبذ التجزئة وجاء دوري لأستلهم من هذا الجمع الكريم خواطر شتى من الحاضر والتاريخ والجغرافية .

طرحت في البداية شعار الندوة : الآية الكريمة " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " الحجرات13 وتحدثّت عن فضل ( إعلان دمشق ) وسيرته منذ قرابة عامين قائلا : كان حلما جميلا لأمة حملت في أحشائها مولودا سويا طال انتظاره،

كان مخاضا عسيرا لطفل جميل زكي مثل ولادة (يسوع) عيسى ابن مريم عليه السلام ، تكلّم المولود الحلم ، كما نطق عيسى الطفل من قبل حيث قال : ( وجعلني مباركا أينما كنت )مريم31 وتكلّمت وثيقة إعلان دمشق فقالت عن مشروع التغيير والإصلاح السياسي : "يجب أن يكون سلميا، متدرجا ومبنيا على التوافق وقائما على الحوار والاعتراف بالآخر".

إن ( إعلان دمشق ) لايوازيه في التاريخ شيء سوى ( حلف الفضول ) حيث تداعت إليه القبائل العربية لنصرة المظلوم وتعاهدوا على ألاّ يجدوا في مكّة مظلوما إلا نصروه ، وقد حضره النبي محمّد صلى الله عليه وسلم وهو في سن العشرين من عمره قبل بزوغ الإسلام وقال عنه الرسول بعد البعثة :

"لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحبّ أنّ لي به حمر النعم** ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت " .

ثمّ تكلّمت عن قصّة ( عدّاس ) الآشوري مع الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم حين آذاه أهل الطائف وطردوه وأغروا صبيانهم يضربونه بالحجارة حتى أدموا قدميه ، ولمّا آوى محمّد صلى الله عليه وسلم إلى جدار بستان وإذا به يفاجأ برجل يدعى (عدّاس) يقدّم له قطفا من العنب فسأله النبي محمد : "من أيّ البلاد أنت"؟!  أجاب عدّاس : نصرانيّ من نينوى فقال محمّد صلى الله عليه وسلم:

من قرية الرجل الصالح يونس بن متّى ، قال عدّاس : وما يدريك ما يونس بن متّى ؟ ! والله لقد خرجت من نينوى وما فيها عشرة يعرفون ابن متّى ؛ أجابه صلى الله عليه وسلم:  ذاك أخي كان نبيّا وأنا نبي  .

ثمّ تكلّمت عن أمير الموصل نجم الدين أيّوب والد البطل العظيم صلاح الدين الأيوبي المولود في تكريت واستنتجت من الواقعتين ؛ أنّ يونس بن متّى النبي الأشوري عليه السلام ونجم الدين أيّوب الكوردي وشقيقه أسد الدين شيركوه كانت لهم صولات وجولات في هذه البقعة من الأرض الطيبه ، وعليه فانّ إخواننا الأكراد والأثوريين السريان ليسوا أقليّات مهاجرة بل هم سكّان هذه البلاد يعيشون على أرضهم التاريخية مع باقي إخوانهم من الأعراق والأديان الأخرى ، فلهم كامل حقوق المواطنة فيها  ، وإذا كانت معاهدة سايكس بيكو هي الّتي فرضت هذه التقسيمات الحدودية المزيّفة ولم يكن لنا يد فيها ، فإنها فرّقت بين الأعراق والأديان والشعوب الواحدة فلقد مررنا بحذاء مدينة نصيبين التركية الّتي فصلت عن شقيقتها مدينة القامشلي السورية كما اقتطعت بلدة جزيرة ابن عمر التركية من الجزيرة السورية ، وسرنا على ضفّة نهر دجلة وقد رسمه الاستعمار حدودا فاصلة مع دولتي العراق وتركيا .

لقد تكلّمت عن العدالة وما يقابله من الظلم ، حيث يقول بعض الفقهاء : " إن الحاكم العادل غير المسلم هو أفضل من الحاكم الظالم المسلم " لأنّ كفر الحاكم أو إسلامه هو لنفسه بينما عدله أو ظلمه ينعكس على شعبه .

إن مايحاول البعض إثارته – بدون مبرر – من أنّ الإسلاميين هم البدلاء لأي تغيير ديمقراطي ، إنما هي عملية تخويف مصطنعة وإثارة مشاعر قلق لباقي الفئات والفصائل الأخرى ، كي تحجم وتتأخر عن المشاركة في عملية التغيير الديمقراطية السلمية .

إن الإسلاميين المعتدلين لن يحتكروا أيّة سلطة ولو جاءت عبر صناديق الاقتراع ، ولن يمارسوا ديكتاتورية ولو كانوا هم الأكثرية ، ولن  يفرضوا آراءهم على الناس ولو كانت حجّتهم قوية ، فهم أولّ من يقبل بالتعددية والمشاركة الديمقراطية مع الآخر وسيرفعون شعار الدولة المدنية .

إن تحالف " إعلان دمشق " ومشاركة الإسلاميين المستقلين المعتدلين فيه وكذلك غالبية الأحزاب الكردية هما صمّام الأمان يحول دون التعصّب أو التطرف سواء من قبل غلاة المسلمين أو القلّة من إخواننا الأكراد الّتي قد تفكّر في رفع شعار التجزئة والانقسام .

إن " إعلان دمشق " الّذي ولد في 16/10/2005 قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه فأنصاره الآن يعدون بالآلاف ، لقد هبّوا في وضح النهار يعلنون رفضهم الظلم والانفراد في صنع القرار ويحاربون الفساد المستشري ويطالبون بحرّية الرأي والتعبير ونشر ثقافة الرأي والرأي الآخر وقبول الحوار مع الجميع بما فيهم أصحاب السلطة والنظام .

  إن قوى " إعلان دمشق " لاتحتكر حقّ الناس في المعارضة كل حسب طريقته وقيام فصائل معارضة أخرى، ولكنّ برنامجهم الّذي أعلنوه على الملأ واضح كبزوغ الشمس : سلميّ ، ديمقراطي ، حواري ، توافقي ، حضاري ، فهم ليسوا حزبا سياسيا ولا طلاب حكم أو سلطة ، كما أنّهم ليسوا بديلا عن النظام الحالي ، إنما الشعب هو سيّد نفسه ويجب أن يكون كذلك في الماضي والحاضر والمستقبل .

لقد قدّمت قوى" إعلان دمشق " ومؤيديهم من رجال المعارضة الشرفاء تضحيات من زملاء أعزّاء يقبعون حاليا في السجون دون ذنب أو جريمة، اللهم سوى ممارسة الحق الطبيعي في التعبير عن الرأي ومن هؤلاء : عارف دليلة ، ميشيل كيلو ، كمال لبواني ، رياض ضرار ، محمود عيسى ، أنور البني وشباب ديمقراطيون في عمر الزهور.

إن كلّ فرد في تحالف قوى " إعلان دمشق " هو مشروع شهادة في سبيل رفع راية الحق ونصرة المظلوم وإعلاء شأن الأمة .

فيا أيّها السلطان ؟! ويا رجالات النظام ! انحازوا إلى شعوبكم تنالون عزّ الدنيا وفوز الآخرة وسيذكركم التاريخ في أعلى مقام، " وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون " .

وأخيرا الشكر كل الشكر لإخواننا الأكراد والأثوريين على حسن الوفادة وكرم الضيافة فهم بحق أهل مكرمة ونخوة وشهامة ؛  ما أريد الاّ الإصلاح - ما استطعت – وما توفيقي الاّ بالله عليه توكّلت واليه أنيب 0

*نقابي – إسلامي

Ghassan-najjar@maktoob.com

----------------------

**حمر النعم:نوع من الإبل يضرب به المثل في الجودة والقيمة                       

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ