ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 18/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

في التطويروالتنوير

 

جســور

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في ذكرى الجلاء

تهل علينا هذه الأيام الذكرى الحادية والستين ليوم الجلاء العظيم ، " جلاء المحتل عن أرض الوطن وجلاء الذل عن نفوس الناس " في السابع عشر من نيسان 1946، يوم نهاية الانتداب الفرنسي على بلادنا  وولادة الدولة الوطنية المستقلة .

الاستقلال هذا الإنجاز  العظيم الذي قدم السوريون في سبيله الكثير من التضحيات . حين عمت الثورات المناطق السورية كافة من الأيام الأولى التي وطئت بها قوات الاحتلال أرض الوطن . ثورات عديدة بقيادة وطنيين كبار من أمثال صالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود وعبد الرحمن الشهبندر . وتوج السوريون نضالاتهم ضد الاحتلال بإطلاق  الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش 1925- 1927 . وكان مثالهم وقدوتهم في ذلك الشهيد يوسف العظمة في مواجهته البطولية للقوات الفرنسية الزاحفة على سوريا واستشهاده في معركة ميسلون عام 1920 .

أنجز السوريون طموحهم بنيل الاستقلال الوطني ، كي يبنوا بلدهم بأيديهم ولمصلحتهم وبالطريقة التي تناسبهم . فأسسوا دولة ديمقراطية تعددية ، بنظام جمهوري برلماني قائم على الحياة الدستورية واحترام إرادة الشعب ، يوفر صيانة الحريات العامة، وسيادة القانون الذي يتساوى جميع المواطنين أمامه في الحقوق والواجبات . ورغم حداثة التجربة الديمقراطية القصيرة التي بناها جيل الاستقلال ، إلا أنها تشكل أحد المعالم الهامة في التاريخ السوري الحديث ، لما قدمته من مثال يحتذى في البناء الوطني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، يحقق الوحدة الوطنية الفعلية ، ويحصن البلاد في مواجهة قوى العدوان والتآمر الخارجي . واستطاعت سورية الانتصار في العديد من المعارك ، وتجاوز الكثير من الصعوبات بفضل النظام الديمقراطي الذي أطلق طاقات الشعب ونظمها ووحدها،  ووضعها في خدمة الوطن .

في ستينيات القرن الماضي ، وفي ظروف المد القومي المترافق مع حالة الاستقطاب الدولي ، انقطع المسار الديمقراطي المبني على الشرعية الدستورية، واستبدل بنظام الطوارئ والأحكام العرفية، ووقعت سورية تحت سطوة النظام الشمولي، حيث صودرت الحريات ولوحقت الأحزاب السياسية، وفتحت السجون أبوابها للوطنيين والمناضلين . وأصبحنا أمام نظام الحزب الواحد والرأي الواحد واللون الواحد، وصار الآخرون كل الآخرين مجرد رعايا في دولة أمنية تغولت على المجتمع، فهمشته وأخرجته من السياسة والعمل العام . ومع تقدم الزمن تراجع الإنتاج وغاب الإبداع وعمت الفردية والانتهازية وشاع الفساد، وصار الشعب مستباحاً في حريته وأحلامه ومقدراته. أربعة وأربعون عاماً لا وجود فيها للحقوق المتساوية والفكر الحر والرأي المختلف، فتراجعت فكرة الوطن والمواطن ولم تتقدم عملية البناء الوطني، بل دخلنا في دوامة لا تنتهي من الأزمات والأخطاء التي لم تستطع أساليب القمع السلطوية أن تجد سبيلاً لعلاجها أو الخروج منها، فوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم من أزمة بنيوية شاملة تمس جميع جوانب الحياة وتلامس حدود الخطر .

ذكرى الجلاء التي يحتفل بها شعبنا السوري هذه الأيام، تعيد علينا طرح سؤال الاستقلال من جديد، وأين نحن من الدولة الوطنية المأمولة التي ضحى أجدادنا من أجلها ؟ وما الذي أنجز من مهامها في المجتمع والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون ؟ وأين أصبحت دولة القانون والمؤسسات ؟ وما هو وضع الحريات وحقوق الإنسان فيها، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتنظيم والتنقل ؟ يقيناً إن النتيجة مخيبة للآمال .

إن القوى الوطنية الديمقراطية المؤتلفة في إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي، إذ تهنئ الشعب السوري بذكرى انتصار الجلاء، لا يغيب عنها استمرار وجود الجولان الحبيب تحت الاحتلال الإسرائيلي . فتحيي أهله الكرام وصمودهم البطولي في وجه قوات الغزو ، وخاصة الأسرى منهم في السجون الإسرائيلية. وتعتبر أن الجلاء العظيم سيكتمل بتحريرهم وتحرير الأرض من رجس الاحتلال.

إن التغيير الوطني الديمقراطي الذي تنادي به مختلف قوى المعارضة السورية على اختلاف مواقعها وانتماءاتها هو مهمة جميع السوريين، يتم بأيديهم ولمصلحتهم ومصلحة بلدهم، فيعيد للشعب حقوقه وحرياته المفقودة ، و دوره في تقرير شؤونه . ويرجع للبلاد دورها العربي والإقليمي والدولي بعد طول معاناة مع العزلة والاستبداد .  وفي سبيل نظام ديمقراطي، ينقذ البلاد من التخريب والفساد، ويعيد الاعتبار لقيم العمل والإنتاج، للإنسان والمواطنة والحياة الدستورية، لدولة القانون والمؤسسات . ويفسح المجال في الحقل السياسي ليتسع لكل الرؤى والأفكار والتوجهات السياسية على امتداد الوطن، دون إبعاد أو استبعاد ودون أثرة أو تمييز من أي نوع .

تحية لأرواح شهداء الاستقلال وجميع المعارك الوطنية الأخرى .

تحية للمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في سجون السلطة .

تحية للمناضلين من أجل التغيير الوطني الديمقراطي .

دمشق في 17 / 4 / 2007

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مكتب الأمانة

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ