ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية

في ختام الدورة العادية الثالثة

إلى أبناء شعبنا المصابر في سورية الأبية..

بالثقة المطلقة بحسن وعد الله تعالى، ثم بالعزيمة الصادقة.. نمضي معاً إلى سوريةَ الغدِ المأمول، سوريةَ الوطنِ الحرّ لجميع أبنائه، على قاعدة الشراكة الوطنية السواء.

لقد انعقد مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، في دورته الاعتيادية الثالثة، ودرس المتغيّراتِ الداخليةَ والخارجيةَ التي تحيطُ بقطرنا، فاستوعبَ المستجدّات، وأكّدَ الثوابت، ورسمَ السياساتِ في ضوء المبادئ العامة، منطلقاً من الإيمان بدور الجماعة على الساحة الوطنية، وما تمثّله من حضورٍ بشريٍّ وفكريٍّ وسياسيٍّ واجتماعيّ لا يمكنُ تجاوزُه أو القفزُ عليه، هذا الحضورُ الذي يحمّلُ جماعتَنا المزيدَ من المسئولية التاريخية والوطنية، وينأى بها عن ردود الأفعال الآنية الضيقة، لتبقى سوريةُ الوطنُ والإنسانُ والمستقبل.. هي رأسَ الأولويات.

يا جماهير شعبنا في سورية الحرة الأبية..

بين صرخاتِ الصراع، ونداءاتِ الحوار في هذا العالم، تنحازُ أمتُنا وشعبُنا وجماعتُنا، بما نملكُه من إرثٍ حضاريّ.. إلى جانب الحوار الحرّ المسؤول، الحوارِ الذي يشكّل جسراً للتعارف المؤسّسِ للعلاقاتِ الإنسانية السويّة، التي تقومُ على احترام الإنسان وتكريمه، مع الاعتراف بالخصوصيّاتِ العقائدية والذاتية.

وحيالَ العدوانِ الذي تشنّه بعضُ القوى في هذا العالم على شعوبنا، فتحتلّ الأرض، وتنتهكُ الحقوق.. نعتبرُ المقاومةَ بكلّ وسائلها وأدواتها المشروعة، حقاً أساسياً للشعوب المستضعَفة، لتدافعَ عن وجودها وتستردّ حقوقها.. ومن هنا؛ فليس في وسع أيّ إنسانٍ حُرّ، إلاّ أن يقفَ موقفَ المساند للمقاومة في فلسطين والعراق، وفي كلّ مكانٍ وُجِد فيه الاحتلال.

ولا بدّ لنا في هذا السياق من التمييز بين المقاومة والإرهاب، بين المقاومة بأهدافها القاصدة المشروعة.. وبين العنف الأعمى الذي يضربُ دونَ تمييز، ليروّعَ الآمنين ويقتلَ الأبرياء.. فبقدر ما تقفُ جماعتُنا مع المقاومة المشروعة وتساندُها.. فإنها تُدينُ العنفَ الأعمى وتستنكرُه، وتحذّرُ من أسبابه وذرائعه ومغذّياته. كما لا بدّ لنا – بهذه المناسبة – أنّ نسجلَ استنكارَنا لما يتعرّضُ له المواطنون العرب وإخوانُنا السوريون المهجّرون المقيمون على أرض العراق، من تضييقٍ واضطهاد.. مطالبين بوقف الممارسات غير الإنسانية التي تُرتَكبُ بحقهم.

يا جماهير شعبنا الأبيّ..

لقد جاءت مجموعة المبادرات الإيجابية، التي تقدّمت بها جماعتنا على الصعيد الداخليّ، بدءاً من ميثاق الشرف الوطنيّ، والمشروع السياسيّ لسوريةَ المستقبل، والنداء الوطنيّ للإنقاذ.. جاءت متساوقةً مع حالةٍ وطنيةٍ عامة، ومنطلقةً من رؤيةٍ سياسيةٍ شرعيةٍ متجدّدة، مستجيبةً لحراكٍ وطنيٍّ جماعيّ، أنضجَتْه سنواتُ المعاناة الطويلة، فتوحّدَتْ بذلك المطالبُ الوطنيةُ في رؤيةٍ واحدة، وتمسّكتْ جماعتنا بضرورة بناء الموقفِ الوطنيّ الموحّد، للخروج بسوريةَ من الأزمةِ الخانقةِ التي سيقت إليها.

لقد أثبتت مقرّراتُ المؤتمر القطريّ العاشر لحزب البعث، أنّ ثمةَ فئةً معدودةً معزولةً متسلّطة، لا تريدُ أن تقرأ الأحداثَ قراءةً صحيحة، ولا أن تستوعبَ المتغيّرات، وتصرّ على أن تكرّسَ الدولةَ والمجتمعَ وكلّ مؤسّسات الوطن، وحتى الحزبَ الحاكمَ نفسَه.. لمآربها ومصالحها الفردية. هذه الرؤيةُ لم تكن بعيدةً عن أنظارنا من قبل، إنما كنا نحاولُ أن نتيحَ الفرصة، ونقيمَ الحجّة، ونُعطيَ المعذرةَ الوطنيةَ مداها.

إنّ جماعتنا وبعدَ مضيّ الأشهر الثلاثة التي أشارَتْ إليها في ندائها الوطنيّ للإنقاذ.. وبعد  مسرحية المؤتمر القطريّ العاشر وما تمخّضَ عنه.. تعلنُ انحيازَها إلى الإجماعِ الوطنيّ المطالبِ بضرورة التغييرِ الجذْريّ الشامل، ونبذِ أولئك الذين يضعون مصالحهم الضيقة في الكفة المقابلة للمصلحة الوطنية العليا، منطلقةً من حقيقة أنّ النظامَ السوريّ بتركيبته الحالية، غيرَ قابلٍ للإصلاح، متوجّهين بالنداء في هذا المقام، إلى كلّ الفاعلين الخيّرين على ساحتنا الوطنية، للانخراط في برنامج التغيير الإيجابيّ السلميّ، لنبنيَ معاً، بعيداً عن التسلّط والاستئثار والخوف والتخويف.. وطنَ الوحدة والعزة والعدل والرفاه..

يا جماهير شعبنا في سورية الأبيةّ..

إن عشرات الآلاف من المفقودين من أبناء شعبنا المصابر، الذين غيّبتهم يدُ الإثم والاستبداد، يرتبطون بقلوب مئات الألوف من الآباء والأمهات والأبناء والبنات والأهل والعشيرة، القلوب المنكسرة بانتظار الغائب الذي لا يعود!.. وإن المتاجرةَ بمعاناة المواطنين، والتشفّي بآلام المعذّبين.. هو نوعٌ من التغذيةِ المدمِّرة بعوامل الكراهية والانتقام، وهو فعلٌ لا تخفى أبعادُه المستقبليةُ على قراءة المتعقّلين. وينضمّ إلى هؤلاء في صنع الجرحِ الوطنيّ النازفِ الذي يتجاهلُه المتجاهلون.. آلافُ المعتقلين الذين تغصّ بهم السجون والمعتقلات، من السجناء السابقين واللاحقين.. بسبب آرائهم ومعتقداتهم، إلى جانب عشرات الآلافِ من المهجّرين القسْريّين المرابطين من أجل بناء سورية المستقبل التي يستحقّها شعبُها العريق.

لقد قادت السياساتُ العنصريةُ الاستعلائيةُ مجتمعَنا، إلى حالةٍ من الفصامِ الوطنيّ، على أكثرَ من صعيد.. ونال أشقّاءَنا الأكرادَ من هذه السياسات المنحرفة ما نالهم، فأضافَتْ إلى معاناتهم العامة مع سائر المواطنين، معاناةً خاصةً بهم، طالَتْ حقوقَهم الإنسانيةَ والمدنيةَ والثقافية.. وإنّ مجلس الشورى الذي يؤيّدُ الورقةَ التي تقدّمت بها القيادة، في بيان موقف الجماعةِ من القضية الكردية.. ليؤكّدُ من خلال تمسّكه باللحمة الوطنية والوحدة الوطنية.. ضرورةَ الاعتراف بجميع مكوّناتِ الشعبِ السوريّ، على قدم المساواة، وعلى أساس المشاركةِ الوطنيةِ الحقيقية.

إن جماعتنا إذ تضعُ هذه الحقائقَ ببعدها الإنسانيّ، في قَوْسِ المسؤوليةِ الوطنيةِ العامةِ أولاً، تضعُها أيضاً أمامَ الضميِر الإنسانيّ العالميّ، والمنظماتِ الدولية لحقوق الإنسان، وأمامَ النخبِ العربية والإسلامية، ومنظّماتِ المجتمعِ المدنيّ في عالمنا العربيّ والإسلاميّ.

إن صورةَ الفساد السياسيّ والإداريّ والاقتصاديّ في بلدنا، لم تنشأ - كما هو شأنها في كلّ دول العالم- على هامش النظام، بل كانت هي البنيةَ المؤسّسةَ للنظام، منذُ أولِ يومٍ قام فيه، وإنّ الفسادَ الاقتصاديّ هو السببُ المباشرُ لحالةِِ الفقر التي يعيشُها المواطنُ في بلدنا المنكوب، كما أنه العاملُ الأولُ المكوّنُ لجدول المديونية التي أغرقَ بها المفسدون قطرَنا، حيث تحوّلَت الملياراتُ التي تُسرَقُ من أموالِ الشعب وثرواتِ الوطن، إلى الحساباتِ السرّية الخاصة. ولقد بدا واضحاً أنّ كلّ الوعودِ التي أطلِقَتْ لمواجهة الفساد، لم تكنْ إلاّ زخرفاً من القول، يُرادُ به كسبُ الوقت، أو الانقضاضُ على بعض الخصوم المرحليين، في لعبة التصفية المقيتة بين الأشرار والفاسدين!..

يا جماهير شعبنا السوريّ الأبيّ..

إن الجولانَ المحتلّ المنسيّ، يشكّلُ عاملاً مقلقاً للضمير الوطنيّ، في وقتٍ يتشاغلُ عنه من ضيّعَه، ويستسلمُ لإرادة المحتلّ الغاصبِ بلا شروط. وإن إسقاطَ جميع الخياراتِ المشروعةِ لاستردادِ الحقّ وتحريرِ الأرض، وتفريغَ جيشِنا الوطنيّ من الطاقاتِ والإمكاناتِ والأدوات، وتحويلَه عن دوره الأساسِ في حماية الوطن والمقدّسات.. كلّ ذلك كان سبباً مباشراً في تكريس الاحتلال وإطالة أمده.

ولم يكنْ لبنانُ وشعبُه الشقيق، إلاّ النافذةَ للحرية، والمساندَ في ساعة الضيق، وإنّ ما آلت إليه العلاقةُ مع أشقّائنا في لبنان، كان ثمرةً طبيعيةً للسياساتِ الخرقاءِ التي مارسَها المتنفّذون، وإنّ جماعتنا التي تؤكّدُ ضرورةَ احترام سيادةِ لبنانَ وحرية شعبه، لتستنكرُ كلّ عملياتِ الاغتيال التي تهدفُ إلى العبث بأمنه، لتكونَ مَعْبراً للتدخّل في شئونه، كما تستنكرُ ما يتعرّض له المواطنون السوريون المقيمون على أرضه من اعتداءات.. مؤكّدةً ضرورةَ الفصلِ بين ممارساتِ السلطة المستبدّة وبين العلاقاتِ الأخوية التي تربطُ بين الشعبين الشقيقين.

يا جماهير شعبنا في سورية الحرة الأبيةّ..

إن سياساتِ النظام بأبعادها السلبية غير المبالية، وإصرارَها على نهج الاستبداد والإقصاء والاستئصال، ومواصلةَ العمل بقانون الطوارئ والأحكام العرفية والقوانين الاستثنائية.. واستمرارَ مُسَلْسَلِ الاختطاف والاعتقال والاغتيالات.. وإحالةَ المعارضين إلى المحاكم الاستثنائية والميدانية والعسكرية.. ومواصلةَ إشهار قانون الخزي والعار رقم (49) لعام 1980 في وجه المواطنين.. كلّ ذلك إنما يؤكّدُ حقيقةَ أنّ هذه الفئةَ المتسلّطةَ الغارقةَ في مصالحها الذاتية، المعزولةَ عن جماهير شعبنا.. غيرُ قادرةٍ على إدراكِ حجمِ التداعيات التي يفرزُها الحراكُ الوطنيّ، ولا حجمِ التحدّيات التي يفرضُها الوضعُ الجديدُ في لبنان والعراق وفلسطين، غيرَ عابئةٍ بما تجرّه سياساتُها على الوطنِ والمواطنين من أخطارٍ ودمار..

إنّ مجلسَ شورى الجماعة، ومن خلال محطّات الرؤية المتقدّمة.. ليؤيّدُ الخطواتِ التي خَطَتْها القيادةُ باتجاه الانفتاح على المجتمع السوريّ بكلّ مكوّناته، ويعزّزُ المساعيَ الحثيثةَ والجهودَ المبذولة، للوصول إلى حالةِ توافقٍ وطنيّ، تقودُ إلى مؤتمرٍ وطنيّ شامل، يؤسّسُ لبناء سوريةَ الحديثة، دولةً لجميع أبنائها، يَحوطُها المبدأ العام الذي أعلنت عنه الجماعةُ في ميثاق الشرفِ الوطنيّ، الذي يرفضُ الاستقواءَ بالأجنبيّ، كما يرفضُ أن تُرتَهَنَ إرادتُنا الوطنيةُ الحرّةُ والمستقلة، لأيّ إرادةٍ خارجية.

وفي الختام، يتقدّم مجلسُ شورى الجماعة، باسم عشرات الآلافِ من المهجّرين السوريّين.. بالشكرِ والعرفانِ للدول المضيفة التي آوت وساعدت، كما يتقدّمُ بالتحيةِ والتقدير، إلى أبناء شعبنا السوريّ بكلّ مكوّناته، وإلى نُخَبِهِ وقُواهُ الحية، التي تقودُ الحِراكَ الوطنيّ نحو فجر الخلاص.. ونخصّ بالتحيةِ والتقديرِ إدارةَ منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطيّ، وكلّ الأحرار الذين يشاركون في صنع فجرِ سوريةَ القريب بإذن الله. (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه، فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً).

لندن في 5 آب (أغسطس) 2005

مجلس الشورى

لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ