ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بيان من إعلان دمشق حول الأوضاع اللبنانية

مازال العدوان الإسرائيلي وتداعياته على لبنان موضع الأهتمام الرئيسي في المنطقة؛ رغم صدور القرار 1701 القاضي بوقف العمليات العدائية. فالحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه إسرائيل، وخرقها المتكرر للقرار الدولي يجعلان الأوساط اللبنانية والعربية والدولية قلقة من معاودة إسرائيل عدوانها. فالمنطقة مازالت تموج بالتحركات والتصريحات والمواقف التي تشير إلى تعقد الصراع الإقليمي، وإلى احتمالات اتساع دائرة الحرب  في أكثر من موقع .

فالعدوان الإسرائيلي الذي غطته الإدارة الأمريكية بمختلف الوسائل على مدى أكثر من شهر، جعل لبنان يقع تحت وطأة التدمير المنهجي الوحشي الذي طال المدنيين العزل ومنازلهم والبنية التحتية. غير أن العدو الذي فوجئ بمقاومة باسلة في الجنوب، وبتضامن وتوحد لبنانيين شاملين في مواجهة العدوان، و بضغط دولي متزايد ، اضطر للتراجع والقبول بوقف الأعمال العسكرية. جاء هذا التراجع الإسرائيلي الأميركي بسبب  عجزه عن تحقيق إنجاز عسكري سريع على الأرض اللبنانية ، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى صمود المقاومة والشعب اللبناني وإلحاقها خسائر كبيرة بقوى العدو. ولقد رافق هذا الصمود تحرك لبناني رسمي وعربي ودولي واسع أدى إلى صدور  قرار 1701 . ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الحنكة السياسية للحكومة اللبنانية والجهود المخلصة للرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة اللذين طرحا البنود السبعة التي كانت موضع نقاش في مجلس الأمن وأخذ بالعديد منها في القرار المذكور.

استفادت الحكومة اللبنانية من تحرك الشارع العربي الرافض للعدوان، ومن تضامن الرأي العام الدولي معها والذي عبر عن ذلك بالتظاهرات  الواسعة في العديد من البلاد، ولا شك أن مرد هذا التضامن الواسع مع لبنان يعود في الأساس إلى توحد الشعب اللبناني بمختلف قواه وطوائفه في مواجهة العدوان.

 إن التمسك بالوحدة الوطنية، والخطاب الوطني العقلاني المتوازن, والحوار الديموقراطي بين الأطراف والفعاليات، كل هذه الأمور تعزز إمكانية لبنان في انتزاع أقصى ما يمكن من القرار السابق لمصلحته، وستساعده على إبطال مفعول كل الألغام التي تزرع هنا وهناك الهادفة إلى تقويض دولته ومؤسساته الديموقراطية واستقراره. إن خروج لبنان مما أريد له من انقسام يودي به إلى حافة الحرب الأهلية لا يمكن أن يتحقق دون التمسك بهذه الأهداف، ودون اتفاق الأطراف على استراتيجية دفاعيه في مواجهة العدو الإسرائيلي تحظى بإجماع وطني وشعبي، وتمنع الآخرين من استخدامه ساحةَّ للصراعات الإقليمية والدولية، وتعيده وطناً سيداً ومستقلاً لكل أبنائه. كما تمهد الطريق لدولة متماسكة قوية تبسط سلطتها على كامل أراضيها، وتمضي قدماً في ترسيخ مؤسساتها الديموقراطيه.

إن حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه ليس فقط مهمة الشعب اللبناني , إنما هي حاجة حقيقية للشعوب العربية وكل شعوب المنطقة، وعلى وجه الخصوص  المصلحة الوطنية للشعب السوري وقواه الوطنية الديموقراطية؛ بهذا المعنى  على الأنظمة العربية وخاصة النظام السوري أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وهذا ما يسهل نجاح القوى اللبنانية في حل تناقضاتها وعدم الاستقواء بالخارج الدولي والإقليمي.

إن عودة لبنان موحداً وديموقراطيا بمؤسساته الدستورية ومجتمعه المدني وصحافته الحرة , وبتعدديته  وتعايش تنوعاته, هي من جانب النقيض الصارخ لنموذج الكيان الصهيوني القائم على العنصرية، ومن جانب آخر هي نقيض الاستبداد العربي. من هنا لا نستطيع أن نفهم موقف النظام السوري و خطاب الرئيس التحريضي ضد بعض الأطراف اللبنانية والعربية والدولية، في الوقت الذي يحتاج لبنان إلى أوسع تضامن معه، وإلى تجنب أية خلافات بين أطرافه من شانها أن تكون موضع استغلال إسرائيلي.

إن خطاباً كهذا  لا يخدم المصلحة السورية خصوصاً في هذه الظروف المعقدة حيث يتربص بنا الأعداء، الأمر الذي يتطلب الكثير من الحنكة والدراية والعقلانية في معالجة أوضاع هذه المنطقة. وقد لقي هذا الحطاب انتقادا لأنه.يزيد بلادنا ضعفاً وعزلة عن محيطنا الإقليمي والدولي.

يتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن تحصين البلاد وتمتين قدرتها على مواجهة العدوان والمخاطر الأخرى، وتحقيق مساهمتها الإيجابية والفعالة في صد الأطماع والمخططات الخارجية، يستوجب التغيير الديمقراطي الجذري في الحياة العامة ، الذي يخرج سورية من إسار التفرد والتسلط والقمع ، وينقلها إلى رحاب النظام الديموقراطي القائم على سيادة القانون والمساواة والحرية والعدالة.

دمشق في 29/8/2006

لجنة المتابعة والتنسيق لإعلان دمشق

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ