ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  18/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بيان تضامني مع السودان وضد المحكمة الجنائية الدولية

لائحة القومي العربي

تتواصل الهجمة الإمبريالية على الوطن العربي، بقيادة الولايات المتحدة والحركة الصهيونية العالمية وحلفائها الإقليميين، بغرض تفتيته وتجزئته وتغيير خارطته الإقليمية بالقوة.  وتستمر هذه الهجمة بعد احتلال العراق ومحاولة تفكيكه وصعود مقاومته الباسلة، وبعد فشل العدوان المباشر على كل من لبنان وفلسطين، وبعد تهاوي مشاريع سورية وعزلها... وإزاء هذه الخلفية بالتحديد تأتي الهجمة الشرسة على السودان دولة وشعباً.. وما استهداف الرئيس عمر البشير في هذه الهجمة من قبل المحكمة الجنائية الدولية والدول الإمبريالية إلا استهداف لسيادة الدولة السودانية، بغض النظر عن الاسم عمر البشير، وهو ما يمثل تعدياً على هيبة الدولة وتحريضاً للحركات الإنفصالية على التمرد بهدف شطب وحدة السودان وإلغاء عروبته.   

 

ولو تمعنا في إحصائيات الأمم المتحدة حول اختلال عدالة توزيع الثروة على المستوى العالمي لأدركنا على الفور مغزى تمسك الغرب بكامله فيما يسمى "الشرعية الدولية" ومؤسساتها المختلفة للإبقاء على ديمومة نهبه للثروات الوطنية . وتفيد تلك الإحصائيات أن 1% من سكان العالم الأغنياء يمتلكون 40% من ثروة العالم، وان 50 % من سكان الأرض الفقراء بالكاد يحصلون على 1% من تلك الثروة.  وهذا الخلل يعكس نفسه على القانون الدولي ومؤسساته، وعلى ً"الشرعية الدولية".  فالهجمة الإمبريالية على السودان تتجدد أيضاً في سياق تصدير النظام الرأسمالي لأزمته  إلى دول الأطراف، العربية منها تحديداً، متدثرة بعباءة ما يسمى "الشرعية الدولية" التي تتحكم دول المراكز الإمبريالية وحدها في آليتها وقرارها للنيل من سيادة وكرامة الأقطار والنظم التي تتمسك بثروتها الوطنية لتحقيق برامجها التنموية.

 

العدوان على السودان لا يمكن فصله إذن عن العدوان على الأمة، وقد ازدادت وتيرة الضغط  على السودان في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اكتشاف النفط بغزارة، تحديداً في جنوب السودان وجنوب دارفور، وكذلك اكتشاف اليورانيوم في شمال دارفور، علاوة عن أن السودان يتحكم بمنابع النيل، وعلاوةً عن نزعته الاستقلالية لاستخدام موارده للتنمية الوطنية، وعزوفه عن استخدام الشركات الغربية في برامجه التنموية مما أضحى يمثل خطرًا استراتيجيًّا كبيرًا على المصالح الإستراتيجية للصهاينة والغرب.

وتجدر الإشارة هنا لتصريحات وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق، آفي ديختر، حول الهدف من استهداف السودان، يوم 10 أكتوبر 2008، أي خلال وجوده على رأس الوزارة، في مقالة له بعنوان "الهدف هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية"، إذ قال: "السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولةً إقليمية قوية، وقوةً مضافة إلى العالم العربي". ويأتي هذا التصريح تعبيراً فاضحاً عن الدور الصهيوني المباشر في: 1) العمل على تفتيت السودان ودعم الحركات الانفصالية فيه، وهو ما لا يمكن فصله عن المشروع الصهيوني لتفكيك الأمة العربية، وبالأخص لاستهداف مصر وتفكيكها أيضاً، 2) تبني المنظمات الصهيونية في الغرب لقضية دارفور بقوة، في حملة إعلامية تقوم على التلفيق والمبالغة، وهي حملة مفبركة سياسياً بدورها لإحياء أساطير "المحرقة"، وبالتالي لتقوية نفوذ الحركة الصهيونية العالمي، باعتبار أن "ضحايا المحرقة" المزعومين هم الذين آلت إليهم تاريخياً الآن مهمة "منع الإبادة الجماعية" عالمياً! 3) قيام نفس المنظمات اليهودية المذكورة بتحويل الصراع في دارفور من صراع بين البدو والفلاحين على رقعة أرض تزداد تصحراً إلى عملية "إبادة جماعية" مزعومة يقوم بها العرب، بدعم حكومي من الخرطوم، ضد الأفارقة من أجل تفكيك السودان داخلياً وتخريب علاقاته الأفريقية وتصوير العرب عالمياً كعنصريين!   

وقد اكتشفت حكومة الولايات المتحدة بعد هزيمة مشروعها "الشرق الأوسط الكبير" على يد المقاومة العراقية أن الأسلوب العسكري وحده مكلف للغاية، سواءٌ كان بشريًّا أو ماديًّا، وغير مضمون النتائج، وأن جريمة قصف مصنع الشفاء الدوائي في السودان وتدميره سنة 1998 لا تكفي كوسيلة فعّالة لتحقيق المراد، خاصةً أن السودان بلدٌ ضخمٌ جدًّا يجاور تسع دول مما يجعل حصاره مسألة صعبة للغاية، ومِن هنا كرّس الغرب كل جهوده من أجل تفتيته وسحقه قبل أن ينهض ويكمل دوره الطبيعي. 

وقد تناوب الأوروبيون والأميركيون، في إطار منظومة إمبريالية واحدة، في الضغط على السودان حتى أصبح الأمر يبدو عالميًّا وليس أميركيًّا فحسب، وكأن البشير وحده يحارب العالم ويخالف إرادته، تماماً كما حدث في العراق... وبدلاً من "أسلحة الدمار الشامل" و"العلاقات بالقاعدة"، يتم الترويج الآن لفيلم "الإبادة الجماعية" في دارفور... وقد سخرّوا الوسائل والإجراءات القانونية والدبلوماسية والاقتصادية، بل والإغاثية الإنسانية عبر التركيز على ملف دارفور في غرب السودان، بغية  فصله عن الوطن الأم، خاصةً وأنه يمتلك مخزونًا كبيرًا من النفط واليورانيوم لتحقيق الهدف المنشود.  وقام مجلس الأمن، 2006، الذي تهيمن عليه أميركا مباشرة وتتجاوزه علناً عندما ترغب، بإنشاء ما يُسمّى ب"المحكمة الجنائية الدولية" المحتكمة بالكامل للإملاءات الأميركية والصهيونية للاستفراد بمن تصنفهم بأنهم يشكلون عقبة أمام مشاريع الهيمنة في المنطقة والخارجين عن سلطانها.

 

الهدف، كما أفصح عنه آفي ديختر، هو تفتيت السودان وعزله عن محيطه العربي وامتداداته الأفريقية المؤثرة.  ولكن من المهم أيضاً توضيح أن الهجمة ليست على السودان وحده بل على الوطن العربي برمته وأن الأقطار العربية ستتلو الواحدة تلو الأخرى ما لم ندرك أهمية التوحد في وجه الهجمة الشرسة، وأن ما يجري اليوم للسودان هو تتمة ما جرى للعراق وجنوب لبنان وغزة.

 

وما "المحكمة الدولية" إلا إحدى سبل التدخل السافر بالأوضاع الداخلية وتغيير النظام بالقوة، مستندة إلى أجندة سياسة معادية لكل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة، وقد افتضح أمرها وانكشف سترها حين اتخذت لنفسها دور التعبئة الإعلامية العامة ضد السودان خدمة لأمر "قضائي" بحت مما شكل انتهاكا فريدا للأسس القانونية الهزيلة المبررة لإنشائها.

وعليه، نرفض رفضا قاطعا وحازما المحكمة المشكّلة الموصوفة بالدولية، وكذلك المحكمة الخاصة بدافور، وكل ما يتمخض عنهما جملة وتفصيلاً، ونرفض كل أساليب التدخل الاستعماري في شؤون السودان العربي، ونقف معه شعبا وقيادة، ونتوجه بالتحية  للموقف الوطني الذي اتخذه السودان بمقاومة كافة أشكال الضغط الأميركية والحليفة لأمريكا حمايةً لوحدته وسيادته وحفاظاً على حقه بثرواته الوطنية، كما نتوجه بالتحية للرئيس عمر البشير على تحديه العلني لقرارات المحكمة الجنائية الدولية وجرأته على السفر حيثما يرغب مما حول قراراتها الرثة والاعتباطية إلى مهزلة مضحكة عالمياً كما يجب؛ وأخيراً، نوجه بالتحية للسودان على  دعمه للقوى العربية المقاومة للمشاريع المضادة لأمتنا.   كما نعلن عن تفويض إدارة لائحة القومي العربي للقيام بالاتصالات اللازمة لترتيب أمر تسيير وفد تضامني إلى السودان، والتنسيق مع الأخوة السودانيين في مواجهة الحملة الإمبريالية سياسياً وإعلامياً.

 

وتظل أمريكا رأس الحربة، إن كان أوباما الرئيس أو بوش.. فقد يتغير شكل الهجمة ولكن جوهرها يبقى  واحداً: تفكيك الوطن العربي وإنهاء مقاومته.  أما نحن فلن نكون إلا مقاومين أبداً حتى النصر والتحرير والوحدة.

عاشت أمتنا العربية حرة متحدة،

تحية إلى شعب السودان البطل مدافعا عن عروبة أراضيه ووحدتها،

المجد والخلود للشهداء الأكرم منا جميعا ،

ــــــ

لائحة القومي العربي - 14/4/2009

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ