ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  18/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان جماعة الاخوان المسلمين في سورية

بمناسبة يوم الجلاء

أيها الإخوةُ المواطنون.. يا أبناءَ سوريةَ الحرةِ الأبيّة..

كان السابعَ عشرَ من نيسان سنة 1946 يوماً أغرّ في جبينِ تاريخنا الحديث. كان ذلك اليومُ الذي نعيشُ ذكراهُ اليوم، حصاداً طيباً لجهدٍ وطنيّ جماعيّ، شاركَ فيه أبناءُ (سوريةَ) أجمع، في الجنوب والشمال، والسهل والجبل.. إنه يومٌ للفخر الوطنيّ، يمسكُ كلّ مواطنٍ سوريّ من رداء عزته وكرامته بطرف.

كان من بهاء ذلك اليوم وجلاله، أنه مثّلَ في تصوّر جيل الآباء والأجداد الذين صنعوه، محطةَ انطلاقٍ لاستئنافِ مسيرة العزة والمجد والسؤدد، وبناءِ دولة الكرامة الوطنية، والرغد الوطني، وطريقاً للعودة بالوطن إلى مكانته، كما يعودُ الفرعُ إلى أصله، لتجمع الفروع التي مزقها مِعولُ (سايكس- بيكو) إلى دوحتها الأصيلة، الشجرة المباركة التي (أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء)، دوحة الأمة العربية المسلمة في آفاقها وتجلّياتها.

يا جماهير شعبنا السوريّ الأبيّ..

في حساب المعطَيات المادية الأولية، ثمةَ مفارقاتٌ كثيرةٌ بين واقعنا وواقع الملايين الأربعة الذين صنعوا الجلاءَ المجيد، وأسّسوا للدولة السورية الحديثة. ومدّوا الآفاقَ بعيدةً سامقةً أمامَ أعيننا: أن هذا هو الطريقُ فاسلكوه..

مفارقةُ المعطَيات (المادية) تقولُ لنا اليومَ الكثير، فمن حيثُ (الكم) البشريّ، هناك فجوةٌ بين الملايين الأربعة، والملايين العشرين التي تمثّلُ شعبَنا السوريّ اليوم. ولو تتبّعنا عمليةَ المقارنة على صعيد التعليم والثقافة والحداثة والتطوّر.. وما يُقالُ عن الوعي المنهجيّ، والقدرة على متابعة المخطّطاتِ الدولية والإقليمية، وتلقّي الأخبار والحصول على المعلومات.. سنجدُ فروقاً كبيرةً على كلّ صعيد، كلّ واحدٍ منها يحمّلُ أبناءَ جيلنا المزيدَ من المسئولية، ويوجّهُنا إلى ضرورة الفعل المنجز، لأداء الاستحقاقاتِ التاريخية التي تطلّ علينا من عهد الجلاء القريب .

أيها الإخوةُ المواطنون.. أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ..

لعل الفارقَ الأساسيّ بين جيلنا والجيل الذي صنعَ الجلاء؛ هو أنّ أولئكَ الأحرارَ عاشوا في ظلال (دوحة الأمة)، وتذوّقوا المعانيَ الحقيقيةَ للانتماء إلى كيانٍ عزيز، تخفِقُ بيارقُه من المحيط الى المحيط..

ورغمَ أن الفترةَ التاريخيةَ تلك، قد غلبَتْ عليها الانكسارات، وكثُرَتْ فيها المؤامراتُ والمكايد، إلا أنّ ذلك لم ينَلْ من رؤية أولئك الأماجد، ولم يفلّ من عزيمتهم..

كلنا يدركُ ما صنعَتْ نكسةُ السابعة والستين، في نفوس أبناء جيلٍ بأسره من وهن، وما خلّفَتْ من يأس، وما قادَتْ إليه من إحباط، وهنٌ ويأسٌ وإحباطٌ عزّزَته سياساتُ التفرّد والاستئثار والإقصاء والإمعان في إذلال المواطن الإنسان، حتى غابَ بريقُ الرؤية، ومضاءُ العزيمة التي يمتلكُها أبناءُ شعبنا وأمتنا تحتَ كثيف الرماد..

أيها الإخوةُ المواطنون.. أيها الأحرارُ أبناءَ سوريةَ الحرةِ الأبيّة..

في ذكرى يوم الجلاء الأغرّ ،الذي يحقّ لكلّ سوريّ أن يتيهَ على الزمان بمجيد إنجازه، يحقّ لنا، بل يجبُ علينا، أن نستمدّ الرؤيةَ والعزيمةَ والمضاء – بعد الله عز وجلّ - مما صنعه الآباءُ والأجداد؛ من عزيمة الملايين الأربعةِ بكلّ عنفوانها وقوّتها ومدادِ رؤيتها.. لنستأنفَ الطريقَ من حيثُ توقفَتْ عنده، لبناء سوريةَ وطناً عزيزاً سيداً، لكلّ أبنائه، متلاحمةً لحمتُه بسُداه،  متينةً وثيقةً عُراه. ولننفضْ عن كواهلنا غبارَ التعب، كما فعلَتْ (ميسلونُ) في الرابع والعشرين من تموز 1920، عندما فتحت الطريقَ أمامَ الجلاء العظيم، في السابع عشر من نيسان 1946، مردّدينَ مع الشاعر الكبير (عمر أبو ريشة) في يوم الجلاء:

 يا عروسَ المجـد طالَ الملتقَى      بعد ما طالَ جَوَى المغتربِ

 كم لنا  من (ميسـلونٍ) نفضَتْ      عن جناحَيْهـا  غبارَ التعبِ

 شـرفُ الوثبةِ أن تُرضي العُلا      غلَـبَ الواثبُ أمْ لـم يغلبِ

17 نيسان (أبريل) 2009

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ