ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 02/03/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

مذكرة من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

إلى المؤتمر العام الرابع للأحزاب العربية

المزمع عقده في دمشق بتاريخ (4 – 6) من آذار (مارس) 2006

السادة المشاركون في أعمال الدورة الرابعة للمؤتمر العام للأحزاب العربية

المنعقدة في دمشق بتاريخ 4-6/3/2006

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة وبعد..

نرحب بكم على أرض وطنكم الشام المبارك، ونشكر لكم اهتمامكم بقضايا الأمة، وحرصكم على تحسس آلام أقطارها وجراحها ونعتقد أن من حقكم علينا وأنتم تمثلون النخبة المتقدمة لهذه الأمة أن نضع بين أيديكم خلاصة أوضاع إخوانكم أبناء الشعب السوري الذي تعقدون مؤتمركم بين ظهرانيه، وأبعاد معاناة هذا الشعب، وحقيقة موقف قواه الوطنية، المحاصرة بين فكي كماشة: الاستبداد والاستسلام، المناهض للخيارين السيئين بإرادة لا تلين.

    أيها السادة..

لا نظن أحداً على الساحة العربية يشك في خطورة المرحلة التي تعيشها أمتنا وقطرنا بشكل خاص، ولا أحد يتغافل عن الانعكاسات المدمرة للمشروعات الخارجية التي تستهدف العقيدة والإرادة والهوية والإنسان.

    ولا نظنكم أيها السادة تخالفوننا الرأي بأن إثبات مصداقية شعارات الممانعة والصمود يقتضي عملاً ناجزاً جاداً يعمل على إسقاط جميع أشكال الصراعات البينية، ويتجاوز المعارك الصغيرة، فئوية كانت أو حزبية، ويطلق طاقات جميع القوى المجتمعية في اتجاه واحد، ويحشدها جميعاً في معركة الأمة، وفي خندق الوطن الموحد..

وإيماناً منا بهذه الحقائق التي تفرضها علينا رؤيتنا الشرعية وفقهنا المبدئي؛ تجاوزنا - منذ أن لاحت في الأفق سحب التهديدات الخارجية – محنتنا على شدتها، وجراحنا على عمقها، وأعلنا استعدادنا لوقف جميع أشكال الصراع البيني، وطرحنا موقفنا الوطني الإيجابي القائم على الوحدة الوطنية، ومشروع الإصلاح المتدرج الذي يضم الجميع إلى الصدر الوطني الأرحب.

    وركزنا ابتداءً على المنظومة الأولية لحقوق الإنسان، وانتهاءً على أفق الحياة السياسية التي تعيد المجتمع السوري إلى المشاركة في بناء الحاضر والمستقبل، والدفاع عن الوطن.

ولكن هذا الخطاب الذي توافقت عليه جميع القوى الوطنية لم يجد عند رجال الحكم أذناً صاغية، بل وجد ما هو أكثر من الصدود والإعراض، فقابلوه بالإمعان في سياسات التعسف والظلم والتجاوز على حقوق الإنسان.

    أيها السادة...

لا نظنكم تعتقدون أن بقاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تكرس وصاية حزب واحد على الدولة والمجتمع، أو بقاء القانون رقم (49) لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام لمجرّد شبهة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، (والذي نُفِّذ بأثر رجعي على الألوف من أبناء جماعتنا، والذي ما يزال معمولاً به حتى اليوم).. لا نظنكم تعتقدون أن بقاء هذا القانون الشائن يدعم صمود سورية ويوحد موقف أبنائها أو يحشد طاقاتها في معركتها الحقيقية...

أيها السادة...

لا نظنكم تعتقدون أن وأد ربيع دمشق وإغلاق المنتديات السياسية والفكرية، ومصادرة الحياة العامة، والزجّ بدعاة الإصلاح في غياهب الزنازين من أمثال الدكتور عارف دليلة وزملائه معتقلي ربيع دمشق.. الذين رددوا دائماً مع سائر قوى المعارضة الوطنية رفضهم الاستقواء بالأجنبي، وتأكيدهم على ضرورة أن ينبثق الإصلاح من مشروع وطني داخلي.. لا نظنكم تعتقدون أن هذه الممارسات مما يدعم صمود سوريا أو يعطي مصداقية لأولئك الذين يريدون أن يوظفوا قضايا الوطن في خدمة قضاياهم الصغيرة..

    أيها السادة...

لا نظنكم وأنتم تجتمعون في دمشق العروبة والإسلام تتغافلون عن حالة الطوارئ المعلنة في هذا القطر المنكوب منذ أربعين سنة، حالة الطوارئ التي كبّلت الإنسان السوري، وشلت طاقاته، وأفقدته الكثير من قدرته على الإنجاز والإبداع، وكرَّست احتلال الجولان، ونفت عن الحياة العامة كل حراك سياسي أو اجتماعي أو فكري أو ثقافي.

    سورية التي تحبكم وتحبونها، تعيش منذ أكثر من أربعين سنة بدون أحزاب حقيقية، ولا مؤسسات نقابية، فمنذ أن حُلَّت النقابات بأمر عرفي سنة 1980، ما تزال هذه النقابات تتشكل تحت الوصاية الأمنية. سورية التي تزورون اليوم وطن بلا رأي عام، ولا معارضة سياسية، ولا صحف حرة، ولا إعلام غير الإعلام المردِّدِ لأصوات الحاكمين...

    أيها السادة.. بل أيها الإخوة الأحباب الأعزاء...

لا نظنكم تتصورون أن ما يقرب من عشرين ألف إنسان انقطعت أخبار معظمهم في أعماق الزنازين منذ ربع قرن!! عشرون ألف إنسان وراءهم عشرات الآلاف من الأمهات والآباء والزوجات والإخوة والأخوات.. ينضم إليهم عشرات الألوف من المهجّرين المنفيّين موزعين على ثلاثة أجيال؛ لا نظنكم تعتقدون أن بقاء هذا الملف المثقل يمكن أن يخدم مشروع الصمود، أو يمنح المصداقية لمدّعيه، ولا نظنكم تغفلون عن انعكاس مثل هذه الملفات المثقلة بالآلام والعذابات على الضمير الوطني والنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. ولا نظنكم تنتظرون من الأمهات والزوجات والآباء والأبناء الذين ما زالوا منذ ربع قرن ينتظرون عودة أحبّائهم، أن يقوموا الليل ليدعوا لمن غيَّب الحبيب المنتظر تحت شعاراتٍ زائفةٍ من الصمود والممانعة والتصدي..

    أيها السادة...

إننا في جماعة الإخوان المسلمين، وكل فصائل المعارضة الشريفة، التي ضمها إعلان دمشق، نقف معكم في المطالبة بدعم صمود سورية، وفي المطالبة بحشد الطاقات لمواجهة المشروعات الخارجية المريبة. ونظنكم تقفون معنا في إدانة جميع الصفقات الخارجية التي يسعى إليها من يحاول استرضاء القوى الخارجية بتقديم التنازل تلو التنازل حرصاً على مغنم عارضٍ، وسلطة لا تجد مجدها إلا في إذلال شعبنا أو التجاوز على حقوقه...

    أيها السادة.. بل أيها الإخوة الأحباب...

أهلاً وسهلاً بكم بين أهليكم وشعبكم ومن حقكم علينا أن نذكركم بأن الأوطان
لا يحميها المستبدون، ولا يدافع عنها الفاسدون، داعين الله تعالى أن يجعل من جهدكم دعماً لسورية الشعب والوطن، دعماً للمعتقلين والمشردين والمضطهدين والمقهورين... دعماً لرجال المشروع النهضوي الذين رفضوا، وسيظلون يرفضون جميع مشروعات الاستتباع والاستسلام والتذويب...

نحن في جماعة الإخوان المسلمين لم نكن قط ولن نكون أبداً إلا الممثل الوفي لمشروع الأمة المنافح عنه مهما طالت المحنة وبلغت التضحيات؛ ولقد بسطنا يداً إيجابية بالخير لجميع أبناء وطننا فأصدرنا ميثاق الشرف الوطني بتاريخ 3 أيار (مايو) 2001، وأتبعناه بمشروعنا السياسي بتاريخ 16 كانون الأول (ديسمبر 2004، والتحمنا مع القوى الوطنية تحت راية (إعلان دمشق) بتاريخ 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2005، لنؤكد أن المعركة الوطنية هي معركة الجميع...

ولقد حوصرنا وحوصرت معنا جميع القوى الوطنية - حتى بعد استلام الرئيس الجديد السلطة - في مربع اليأس والصدّ والإعراض، والإمعان في سياسات الإذلال، رغم أن مطالبنا الوطنية العامة لم تتجاوز حزمة الحقوق الإنسانية والسياسية الأولية التي لا يمكن بدونها أن تُبنى الأوطان...

ومع اندماجنا في الكلّ الوطني لشعبنا، تركّزت مطالباتنا التي رأيناها مدخلاً لمرحلة جديدة من العمل الوطني في النقاط التالية:

-  إلغاء حالة الطوارئ، ووقف العمل بالأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ عام 1963

- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.

- الكشف عن مصير الآلاف من المفقودين.

- السماح بعودة عشرات الآلاف من المهجرين والمنفيّين.

- إلغاء القانون رقم (49) لعام 1980 الذي يحكم بإعدام كل من يُشتبَه بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين مجرّد شبهة الانتماء.

أيها السادة... بل أيها الإخوة الأحباب..

إن لنا في المعارضة السورية الحرة الشريفة، وفي جماعة الإخوان المسلمين، مشروعنا الوطني الخاص المطالب بالتغيير، والملتصق بالوطن وبقضاياه الكبرى، والمدافع الحق عن الحاضر والمستقبل، والحامل لعبء مشروع الأمة العام في ثنايا المشروع الوطني الخاص...

إن محاصرة المواطن السوري بين فكي كماشة الاستبداد أو الاستسلام، ظلم لهذا المواطن، فلقد اشتق الإنسان السوري على وعي وبصيرة مشروعه من مشروع الأمة الصامد والمقاوم، في أبعاده العقائدية والثقافية والسياسية... وعلى الذين يريدون الانخراط في هذا المشروع الوطني والقومي أن يتقدموا بشهادة المصداقية الحقة، بإنفاذ جميع مقتضيات الصمود والمقاومة التي تتطلبها المرحلة.

مرة أخرى.. إن محاصرة الإنسان السوري بين فكي كماشة الاستبداد والاستسلام، هو ظلم لهذا الإنسان بل هو انحياز مسبق لمشروع الاستبداد.

نحييكم ونتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأول من شهر آذار (مارس) 2006

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ