ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  03/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من التيار الإسلامي الديمقراطي في

الوطن السوري على خلفية أحداث غزّة

أيّها الشعب السوري الأبي , يا أبناء الأمة العربية والإسلامية :

العدوان الّذي أقدم عليه الكيان الصهيوني الاستعماري الغاصب لأرض فلسطين في غزّة كان آخر سلسلة من حلقات المجازر البشعة لهذا الكيان العنصري ولن تكون آخرها , فقد بدأت وبدعم من الاستعمار الانكليزي منذ عام ست وثلاثين من القرن الماضي ولا زالت مستمرة مرورا بمجازر دير ياسين وقبية وكفر قاسم ومدرسة بحر البقر وصبرا وشاتيلا  ....الخ .

إن الكيان الغاصب لم يحدّد حتى الآن حدود دولة إسرائيل الّتي يريدون وشعارهم:(حدودك من النيل الى الفرات يا أرض إسرائيل ), إنهم يريدون أن ينتزعوا من الشعب الفلسطيني اعترافا بالكيان الغاصب , دون أن يقدّموا شيئا للشعب الفلسطيني وحتّى دون إقرار حقيقي بدولة فلسطينية قائمة على أرض الضفّة والقطاع .

إن قادة النظام العنصري ما فتئوا يمارسون سياسة الكذب والدجل حول التهدئة ونقض الهدنة وتضخيم حجم الصواريخ وإصابة المدنيين وهم لم ينقطعوا عن العدوان لحظة تجاه الضفّة الغربية والقطاع ومارسوا أبشع وأقسى صنوف الحصار والتضييق على شعب غزّة الصامد ولقد فضحهم بذلك الزعيم التركي المسلم رجب طيّب أردوغان , فله ولحزبه ولشعبه منّا كل تحيّة وإكبار .

إن ما يسمّى ب( السلطة الفلسطينية ) الّتي منحها الغرب تخديرا في أعقاب اوسلو لم تقدّم شيئا للشعب الفلسطيني بل هي الّتي شاركت بقتل عرفات بعد أن حاصرته قوّات الاحتلال في رام الله ما يزيد عن عامين وقد رفض أن يشارك في المخطط القذر وقام بطرد محمود عباّس بعد أن أرادت القوى الخارجية أن تفرضه على الشعب الفلسطيني رئيسا للوزراء كامل الصلاحية , إن هذه السلطة الخانعة القابعة في رام الله دون سيادة أو كرامة وقد انتهت مدة ولاية رئيسها هي الّتي قامت بتصفية العناصر الوطنية من حركة فتح المجاهدة وهي تقف الآن متفرّجة على الزعماء الحقيقيين القابعين ظلما وعدوانا في سجون الاحتلال أمثال القائد مروان البرغوثي الزعيم الحقيقي لحركة فتح والقائد في الجبهة الشعبية أحمد سعدات وقد أسرته وأخرجته قوات الاحتلال من سجن السلطة وأمام أعين حرسها في أريحا لتمارس عليه النكال والعذاب  وهناك حوالي أربعون عضوا منتخبا في المجلس الوطني التشريعي الفلسطيني ورئيسهم الدكتور عزيز الدويك من حركة المقاومة الإسلامية يقبعون في السجون الإسرائيلية  فضلا عن عشرات الآلاف من الأسرى , فأية سلطة هزيلة تلك الّتي يتكلّمون عنها تفاوض الكيان الصهيوني بعد أن تخلّت عن الورقة الأمضى ألا وهي سلاح المقاومة ؟!,ولم تتقدم تلك المفاوضات العبثية بين رموز السلطة وقادة الحرب الصهيونية خطوة واحدة على مسار الدولة الفلسطينية الحقيقية ,وإن الكيان الصهيوني الغاصب وأمام سمع السلطة وبصرها قامت ولا تزال بتكريس الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية فقد زادت عدد مستعمراتها في الضفة وارتفع عدد المستوطنين اليهود هناك المهاجرين من أصقاع الأرض الى ما يزيد عن ثلاثمائة ألف مستوطن وقامت ببناء الجدار العازل الممتد آلاف الكيلومترات حول البلدات والقرى الفلسطينية حيث تفرض واقعا من الكونتونات المنعزلة الهزيلة  , فكيف يمكن أن تقوم دولة فلسطينية كاملة السيادة في واقع كهذا يعتمد على الاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت ومصادرة المنازل في القدس العربية فضلا عن أنّ (القدس الموحّدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية) كما يكررون ليل نهار أمام سمع الدنيا وبصرها,هذا بالإضافة الى  الحصار الخانق المفروض على قطاع غزّة وذلك بالمشاركة مع أكبر دولة عربية  ؟؟!

إن الّذين يتباكون على دماء الشعب الفلسطيني ويحمّلون المقاومة مسئولية مجازر الكيان الصهيوني وجرائمه القذرة في غزّة الأبية, نقول: إن هؤلاء لا يعنيهم دماء الشعب الفلسطيني الطاهر لا من قليل ولا من كثير , بل كل ما يعنيهم هو رضاء الولايات المتحدة وإسرائيل عنهم , ويكفي أن رئيس الكيان العنصري شيمون بيريز قد استشهد بأقوال هذه الزمرة مؤخرا في مؤتمر دافوس .

إن الّذين يزاودون على المسار السلمي بالاعتماد على (الضغط الدولي) كما يقولون وإسرائيل تضرب بكل قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط , فأين قرار التقسيم الصادر عام سبع وأربعين وأين مصير القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الّتي انتزعوا منها , وما مصير القرار 242 و338 القاضي بانسحاب إسرائيل الى حدود عام 1967 من الضفة والجولان وأين عدم شرعية ضمّ القدس وهضبة الجولان , إن هؤلاء  يراهنون على وعود الدول الفاعلة ( الولايات المتحدة وأوربا) وهي ما فتأت تشد أزر المعتدي وتضع اللائمة على قوى المقاومة .

الى هؤلاء المتباكين على دم الشعب الفلسطيني المتذرعين بالمسار السلمي الوحيد , الرافضين لسلاح المقاومة  نقول لهم بكل صراحة : أنتم متواطئون مع الكيان الغاصب عن سلامة نيّة أو سوء نيّة , عن اجتهاد أو خيانة , وأنتم شئتم أو أبيتم متأمركون مع الولايات المتحدة الّتي تقيم حلفا استراتيجيا مع (إسرائيل) وهي ملتزمة بأمن وحماية ( إسرائيل ) وإيجاد المبررات لعدوانه وجرائمه دون صحوة أو تأنيب من ضمير , الى هؤلاء المستعربين نقول ؛ لا تعوّلوا على أمريكا فهي ستلفظكم أيضا كما لفظت إياد العلاّوي وأحمد الجلبي بعد أن استعملتهما ممسحة لها في العراق .

إن التيّار الإسلامي الديمقراطي الّذي هو فصيل مؤسس وأصيل في اعلان دمشق يرفض البيان المموه الصادر مؤخرا  باسم الأمانة العامة لإعلان دمشق وقد بات يصدر بيانات منفردة غير متوافق عليها  , يقولون في بيانهم المؤرخ في 27/1/2009 عن خيار الدولتين : " انّه الخيار الوحيد الممكن في ظل التوازنات الدولية في عالم اليوم " ويقول : "إن الدول –ذات رسوخ تاريخي كبير – وقلّما قامت دولة أو زالت أخرى إلا بقرار دولي " ولذلك انتظروا يا عرب ويا فلسطينيين ذلك القرار الدولي وأنتم تغطّون في نوم عميق على فرش وثيرة أو استجدوا الجلاّد ليعيد الحياة الى الضحيّة !!  

إن خيار الدولتين المبني على سراب هو حبر منقوش على ورق من خداع الولايات المتّحدة لتخدير الشعب الفلسطيني والدول العربية وتمييع القضية الفلسطينية , بينما الكيان الصهيوني لا يكلّ ولا يمل عن تكريس وجوده على الأرض وتقطّيع الأوصال بالجدار العنصري ويمارس الهجمات الجوية والبرية ويخطف المناضلين الشرفاء وقد ارتكبت قبل فترة مجزرة جنين دون عقاب من المجتمع الدولي وهاهو الآن أمام مجازر غزّة الباسلة والّتي أدانتها جميع شعوب العالم وتمر هذه المجازر أيضا بدون عقاب وحتى دون إدانة صريحة من مجلس الأمن 

إن الصراع في فلسطين بين فصائل المقاومة وفصائل الاستسلام هو صراع بين عقليتين , عقلية منهزمة تستجدي العطاء من إسرائيل والولايات المتحدة ولا تجد شيئا سوى الصد والصلف , وعقلية مقاومة تعتقد أنّ الصراع هو صراع بقاء ووجود لا يمكن ان تحصل على حقوقها بالاستجداء , وأن الحق الّذي لا يستند الى  التضحية والنضال هو حق مهان لا يعترف به أحد على أرض الواقع وقد أثبت التاريخ ذلك فالمفاوضات بين الوفد الفيتنامي والوفد الأمريكي كانت تجري في باريس والمقاومة الفيتنامية كانت تدكّ مواقع القوّات الأمريكية الغازية , والجزائر وهي أرض المليون شهيد لم تنجز استقلالها وسيادتها بكرم أخلاق الفرنسيين ولكن على وقع ضربات المقاومة , وفرنسا كانت تعتبر الجزائر جزءا منها لغا ية انتزاع استقلالها بالتضحيات والجهاد , إن التشكيك بانتصار أهل غزّة ومقاومتها بعد صمودهم ثلاثا وعشرين يوما وانسحاب القوات الغازية وهي لا تلوي على شيء سوى الدمار الهمجي الّذي خلّفته آلتها الحربية الإجرامية هذا التشكيك لا يعبّر سوى عن الانحياز الى معسكر التخاذل المرتبط بسياسة الولايات المتحدة وحلفائها , ولذلك فان البيان الصادر باسم الأمانة العامة لإعلان دمشق - دون توافق الفرقاء عليه- يعتبر " دعم كل الشعوب لأهل غزّة هو هياج عاطفي وصوت العقل يجب أن يطغى وأن الانجازات الّتي راكمتها تجربة النضال الفلسطيني الطويلة والدامية قد ذهبت أدراج الرياح " !! هكذا يقول البيان ويتساءل المراقب لماذا ؟؟ ويرد الجواب فورا: لأن محمود عبّاس وزمرته لم تدخل غزّة منتصرة على ظهر دبّابة إسرائيلية , هذه الزمرة الّتي لا تمثّل حركة فتح الأصيلة قد خسرت ثقة الشعب الفلسطيني في انتخابات برلمانية أجروها بأنفسهم وبالتالي هي فاقدة للشرعية الفلسطينية .

إن التيار الإسلامي الديمقراطي في سورية يتلمّس الحقوق ويدافع عنها كما يتبع نبض الشارع ويعبّر عنه , فهو لا يلتفت يمينا أو يسارا ولا يحرص على ود هذا الطرف أو ذاك , ونقول أخيرا : أنّ الأقوال النظرية بالصمود والممانعة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تعيد الحقّ الى أهله إذا لم تستند الى مرجعية شعبية ديمقراطية حقيقية تتولّى تهيئة الشعب لصد العدوان وتستعد الى مرحلة إستراتيجية دفاعية لإعادة حقوقنا المسلوبة من أرض الجولان الحبيب , كلّ الجولان بمائه وقراه وجباله وكل ذرة من ترابه ,كما تدعم الشعب الفلسطيني على أرض الواقع وحينئذ يفرح الشعب بالنصر المبين مع إخوانه الفلسطينيين,والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 

دمشق في السادس من صفر الخير لعام   1430الموافق الأول من شباط لعام 2009

التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في سورية  

-------------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ