ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الجمعة  02/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

استمرار مجزرة غزة.. بين العجز والتعجيز

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

يا جماهير أمتنا العربية المسلمة.. يا أبناء شعبنا الأبيّ في سورية..

أسبوعٌ مضى والمجزرةُ ما تزالُ مستمرة، والأشلاءُ والدماءُ والأطفالُ والنساءُ والشيوخُ والشباب.. وأكثرُ من أربعمائة شهيد، وأكثرُ من ألفَيْ جريح، والعدد في ازدياد.. كلّ هؤلاء لا يعنون لحضارة حقوق الإنسان شيئاً؛ أسبوعٌ مضى والمحرقةُ مفتوحة.. والدمُ المسفوكُ هو دمُنا، واللحمُ المحترقُ هو لحمُنا، والأفقُ المسدودُ أو المفتوحُ على اليأس والقنوط والعدمية، يحيط بأطفالنا ونسائنا وشبابنا وأجيالنا.. حقائقُ يستدعينا الواقعُ الذي نشهده، أن  نذكّرَ بها؛ لتكونَ حاضرةً ماثلةً في سلوكنا ومواقفنا وسياساتنا..

يا جماهير أمتنا العربية المسلمة.. يا أبناء شعبنا الأبيّ في سورية..

إن الجريمةَ الوحشيةَ التي يرتكبها العدوّ الصهيونيّ بحق أهلنا في فلسطين، لهيَ أفظعُ من كلّ إدانةٍ واستنكار. وهي جريمةٌ تُرتَكَبُ بيدٍ صهيونيةٍ مجرمة، وبإرادةٍ دوليةٍ ما تزالُ مصممةً منذ قرن مضى على كسر إرادة أمتنا، وتدمير وجودها، انطلاقاً من فلسطين أرض الإسراء والمعراج، إلى الأفق الصهيونيّ الممتدّ حلماً ومشروعاً، بأبعاده التي لا تخفى إلاّ على المكابرين أو المتجاهلين. حقائقُ إستراتيجية، تقتضي من أبناء الأمة جميعاً - قادةً وحكوماتٍ وشعوباً - أن يضعوها في سياقاتها، وأن يتصرّفوا على أساسها، في إطار الحفاظ على أمنهم القوميّ. وهذا يعني أن التعاطيَ الإيجابيّ الشجاع، مع مجريات الجريمة المحرقة، التي تنفذ فصولها على أرض غزة؛ إنما هو تصرفٌ وقائيّ، لحماية الأمن القوميّ لدول المنطقة وشعوبها.

يا جماهير أمتنا المسلمة.. يا أبناء شعبنا الأبي في سورية..

مع شدة القرح وعمق الجراح ووحشية العدوان، وتجاوزه لكلّ الشرائع والقوانين الدولية والأخلاقية الإنسانية؛ فإنّ الثباتَ الفلسطينيّ وبطولاتِ الصامدين من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. تستحقّ أكثرَ من التحية والدعم والتأييد. إن مسئوليتنا في هذه الحرب العدوانية الشرسة، هي مسئوليةٌ مباشرة، فهذه الحربُ ليست موجّهةً ضدّ أهلنا في فلسطين وحدَهم، بل هي مفروضة - بنفس القدر والاعتبار - على أمتنا أجمع، وعلى قطرنا العربيّ السوريّ بشكلٍ خاص.

يا جماهير أمتنا العربية المسلمة..يا أبناء شعبنا الأبيّ في سورية..

إنه لمما يزيد في قلقنا وآلامنا، أننا نلحظُ أنّ هذا الخطبَ الجلَل، والخطرَ الماحق، والعدوّ الشرس، وشلالاتِ الدم العربيّ المسلم التي تنهمرُ على أرض فلسطين، وأشلاءَ الأطفال وصرخاتِ المستضعفين من النساء والولدان.. كلّ ذلك لم يوقظْ من قادة أمتنا نائماً، ولم ينبّه غافلاً، ولم يوحّد موقفاً، ولم يستثرْ نخوةَ صاحب نخوة، فتدفعه إلى مبادرةٍ تجمع الصفّ، وتوحّد الكلمة، وتردّ على العدو بعضَ عدوانه، وتأخذُ على يديه، انتصاراً للأهل والعشيرة والقوم.. وللدين والملة والأرض والمقدّسات.. بل بدا وكأنّ الساحة شُغِلَتْ - عكسَ مقتضى العقل والحكمة والتدبير - بتعميق الانقسامات، وتقاذف الاتهامات، والانشغال بالصغائر والترّهات.

يا جماهير أمتنا المسلمة .. يأبناء شعبنا الأبيّ في سورية..

إن جماعتنا جماعةَ الإخوان المسلمين في سورية، ومن موقعها الوطنيّ المسئول، لتدعو جميعَ القوى الوطنية، أن تنأى بنفسها عن الانخراط في أيّ شكلٍ من أشكال الصراعات العربية أو المحلية، فالخطبُ أعظم، وبوصلتُنا الوطنيةُ والإسلاميةُ لا تؤشّرُ إلاّ إلى عدوّ واحد، هو المحتلّ للأرض، المرتكبُ لأفظع وأقسى أنواع الجرائم. وإن الأوْلى بالإدانة في هذا السياق التاريخيّ الذي سيكون له ما بعده، هي سياساتُ العجز ومطالباتُ التعجيز.

كما تدعو جماعتنا حكامَ العرب والمسلمين، والمسئولين في قطرنا العربيّ السوريّ، ورجالَ القوات المسلحة في الجيش العربيّ السوريّ بتاريخه المجيد.. إلى تحمّل مسئولياتهم الوطنية والقومية والتاريخية، فإن الصمتَ أمامَ هذه الجرائم الوحشية، وفي هذا السياق التاريخيّ إنما هو صمتٌ مريب. وإنّ الاقتصارَ على الدعم الإعلاميّ بالمهرجانات والخطابات والمسيرات وحده، ليس من شيَم القادة الراشدين.

أما أنتم يا أهلَ غزةَ الإباء والثبات والصمود، يا من تخوضون عن الأمة كلّها معركة وجودها وحريتها وكرامتها، إنّ أبناءَ الأمة جميعاً معكم، بقلوبهم ودعواتهم وبكلّ ما يستطيعون.. والله معكم ولن يتِرَكم أعمالَكم. فاصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون.

لندن في الأول من كانون الثاني 2009

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ