ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  20/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة الثلاثاء السادسة والستون

 للحزب الإسلامي العراقي

إلى شعبنا العراقي الصابر وإلى الأمة العربية والإسلامية نقدم الرسالة السادسة والستين للحزب الإسلامي العراقي وفيها أربعة محاور:

المحور الأول: الاتفاقية وموقفنا والاستفتاء الشعبي

وجهت بعض الأوساط السياسية والإعلامية نقدا للحزب الإسلامي العراقي على موقفه من الاتفاقية وضرورة استفتاء الشعب حولها .

نقول : إننا كنّا ولا نزال نتحّفظ بشدة حول فقرات جوهرية في الاتفاقية وقد أرسلنا ملاحظاتنا وتحفظاتنا إلى الجانب الحكومي والأمريكي معاً ، إلا انه تم تجاهل جلّ ملاحظاتنا . ولا تزال الاتفاقية بصيغتها الأخيرة تكرّس الوضع القائم وهو وضع بحاجة إلى إصلاح حقيقي ، فالمصالحة الوطنية والتوازن الوطني والمهجرّون والمعتقلون والمفقودون وإصلاح القوى الأمنية والنزاهة وتعديل الدستور والمشاركة الحقيقية في القرار ، ووضع نهاية للشعور بالحيف والظلم وغيرها ، بل وحتى ملف نفوذ دول الجوار في الشأن العراقي كلها ملفات ساخنة بحاجة إلى خطط للمتابعة والعلاج والإصلاح و الإرادة الأمريكية قادرة أن تفعل الكثير في ذلك .

وإذا قيل : إن الولايات المتحدة غير مسؤولة عنها على اعتبار أن هذه المسائل إنما تعنى بالشأن الداخلي ، نقول : فلماذا إذاً تدخلت الولايات المتحدة في تغيير النظام السابق وتدخلت في تشكيل الحكومات المتعاقبة وفي الانتخابات والدستور وقانون النفط وقانون الانتخابات وملف كركوك وغيرها ؟ هل يكفي أن تتدخل لترضي أطرافاً سياسية معينة دون تلبية المطالب المشروعة لبقية أبناء الوطن ؟

تحمل وزراء جبهة التوافق مسؤوليتهم عند التصويت على الإتفاقية ورغم أن مواقفهم تراوحت بين الرفض و التحفظ فالغاية واحدة وهي عدم توفر القناعة بالاتفاقية الأمنية وتأكيد الحاجة لتعديلها وتصويبها وهو موقف تأريخي يسجل للجبهة ، ومحاضر اجتماعات مجلس الوزراء موجودة وبالإمكان الإطلاع عليها ، أما ما قيل أن موقف وزراء الجبهة باستثناء موقف الأخت وزيرة المرأة جاء بالموافقة فهذا كذب صراح .

أما فيما يتعلق بالاستفتاء الشعبي فإن جبهة التوافق تؤمن بضرورته على اعتبار أن كشف بنود الاتفاقية مهم جداً ليطلع الشعب العراقي على التفاصيل وتتاح فرصة للأكاديميين والمثقفين والسياسيين المستقلين ورجال القانون والاقتصاد والأمن إبداء آرائهم ويتسنى لأبناء الشعب الاستماع لهذه الآراء قبل أن يدلوا بأصواتهم في صندوق الاستفتاء .

وإذا قيل إن أعضاء مجلس النواب هم ممثلوا الشعب ، قلنا نعم ولكن الاتفاقيات الأمنية ذات طابع خاص ومتميز بسبب ارتباطها بالأمن الوطني العراقي . ولذلك لا مفر من مواجهة الشعب والتصويت عليها مباشرة ً . ثم إن التاريخ سوف يسجل ولن يعذرنا أبناؤنا إذا فرطنا بحقوقهم وثبت لاحقاً أننا إرتكبنا خطأً استراتيجياً في هذه المسألة أو تلك .نكرر لا ينبغي للساسة والمعنيين بالشأن العراقي أن يقرؤا مشروعنا هذا وكأنه وضع العصى في العجلة ، أو تعقيد الأمور ولكنه تعبير لا ينبغي أن يرقى إليه الشك في إحترام الارادة الشعبية والنزول عند رغباتها .

كلمة اخيرة نقولها لأبناء شعبنا ونحن نعذرهم بسبب المعاناة الطويلة التي مرت بهم . أيها الشعب الكريم : لا يحملنكم استبطاء النصر والفرج على أن تتعجلوا باتخاذ قرار قد نندم عليه جميعاً .

الاستفتاء ضروري ، وضروري جداً .. والشعب وحده هو الذي يقرر مصير الوطن وهو الذي يتحمل المسؤولية بالتظافر مع جهود من يمثلونه .. والله المستعان وهو على كل شيء قدير .

****

المحور الثاني : اقليم البصرة خطوة في طريق تمزيق العراق

لم يكد بلدنا الجريح يتنفس الصعداء قليلاً حتى تصاعدت من جديد أصوات تدعو إلى تمزيق الوحدة الوطنية الناشئة التي تحتاج إلى الدعم والمساندة لكي يعود وطننا معافى سليماً يخطو خطوات واثقة بين الأمم المتحضرة .

نحن في الحزب الإسلامي العراقي نستغرب أشد الاستغراب من تعالي الصيحات المطالبة بانشاء اقليم البصرة ، ونسأل اولئك الذين يرفعون هذه الرآية : هل شفي بلدنا من كل امراضه ومن كل ما أصابه حتى نجهز عليه قبل أن يبلغ درجة الشفاء الكامل ، كمن يطعن مريضاً خرج للتو من غرفة الإنعاش ؟ وهل هذه هي  المواقف الوطنية التي ينتظرها عراقنا المكلوم من أبنائه وممثلي شعبه ؟

منذ الأيام الأولى لكتابة الدستور كنا نقول أن وضع بلدنا غير مهيأ لمناقشة موضوع خطير مثل الفيدرالية ، لكن الأطراف السياسية الأخرى كانت تتجاهل نداءاتنا المخلصة من اجل إبعاده عن الدستور ، واليوم عادت بعض هذه الأطراف لتشعر بالخطر من ذلك في وقت لم تقف الدولة العراقية على قدميها لحد الآن ، إلا أن أصواتاً اخرى لا زالت غير مدركة للعواقب والمخاطر في طرق مثل هذه الموضوعات الآن ، وهو أمر يدعو للإستغراب والدهشة .

إننا في الحزب الإسلامي العراقي ندعو الجميع أن يتقوا الله في العراق ولا يكونوا عامل تقسيم له وليتعظوا مما مضى والسعيد من اتعظ بما حدث واستفاد من الدروس والعبر .

****

المحور الثالث: مأساة جديدة للمعتقلين في السجون الأمريكية

يبدو أن المعاناة القاسية التي تعرض لها المعتقلون الأبرياء في سجون بوكا وكروبر وغيرها من السجون الأمريكية لم تنته ، حين حلت لحظة اطلاق سراحهم من قبل القوات الأمريكية التي غربلتهم امنياً كما يغربل الدقيق ، وسامتهم سوء العذاب وألقت بالألوف منهم في مخيمات المجرمين والمتطرفين يسملون عيونهم ويجدعون أنوفهم ويقطعون ألسنة بعضهم فضلاً عن الضرب المبّرح والتعذيب وعلى مرأى ومسمع من الجنود الأمريكان ، كلّ ذلك حدث ويحدث بل وأشد منه ، ثم ينتظر ذوو المعتقلين الأبرياء أن يطلق سراح ابنائهم لكننا نفاجأ باعتقال جديد بعد خروجهم بأيام من قبل القوات العراقية وبحجج شتى وادعاءات باطلة مبنية على وشايات كيدية من ضعاف النفوس وما اكثرهم في أيامنا هذه ، والمؤسف أن الاتفاقية المزمع توقيعها تكرّس مثل هذه الحالات .

إننا في الحزب الإسلامي العراقي ندعو الحكومة أن تكون راعية لمواطنيها رحيمة بهم وأن تترك هؤلاء الأبرياء ليعودوا من جديد إلى الحياة الحرة الكريمة ويكفي ما عانوه في غياهب السجون الأمريكية وما قاسته عوائلهم وأبناؤهم من تشريد وجوع وشظف العيش .

مرة أخرى .. لا يجوز شرعاً ولا قانوناً الانتقام من الشعب ثأراً لمظالم سابقة ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وأثماً مبينا )

****

المحور الرابع : زيارة الإمامين العسكريين

ينقل الحزب الإسلامي العراقي إلى العراقيين أخباراً عن قيام اكثر من عشرة آلاف شخص بينهم ذوو جنسيات عربية وأجنبية بزيارة مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري وسط أجواء أمنية هادئة تماماً وترحيب منقطع النظير من أهالي مدينة سامراء الطيبة الذين وفروا كل مستلزمات الراحة للزوار الكرام .

لقد عادت من جديد اللحمة السنية ــ الشيعية كما كانت طيبة حميمة صادقة، وهذا هو خلق العراقيين جميعاً ، كرماء مضيافون ، طيبون .

لقد سقطت كل مؤامرات الأعداء لدق إسفين الكراهية بين العراقيين وتعلم أبناء شعبنا الدرس وبدأت قلاع الأعداء بالسقوط واحدة تلو الأخرى ، فبالأمس افتتح جسر الأئمة الذي يربط بين أهلنا المخلصين في الأعظمية والكاظمية ، وكما فتح الجسر بين الحيين فقد فتح الطريق من جديد بين قلوب الناس .

فمرحى لكم أيها العراقيون النجباء ، وبوركت عقول ذوي الرشاد وصبرهم على الأذى .

وحفظكم الله ورعاكم وحفظ العراق وطناً لكل العراقيين .

المكتب السياسي

في العشرين من ذي القعدة عام 1429 هـ

الموافق الثامن عشر من تشرين الثاني عام 2008 م

-------------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ