ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

إسقاط قيود كامب ديفيد واستعادة السيادة الحقيقة

رسالة من محمد مهدى عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه .. أما بعد ؛

تحتفل مصر الآن بعيد تحرير سيناء وسط أجواء إقليمية تخيم على الوطن العربى تنذر بتفجر الأوضاع فى فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران والسودان والصومال .

فهل مصر اليوم قادرة على القيام بدورها العربى والإسلامى ؟

وهل مصر اليوم هى مفتاح الحرب والسلام فى المنطقة كما كانت طوال تاريخها؟

وهل مصر اليوم تمتلك قرارها الحر المستقل ؟

وهل مصر اليوم تتمتع بسيادة حقيقة على سيناء تستطيع أن تمنع بها اجتياح الجنود الصهاينة لحدودها كما حدث من قبل عدة مرات ؟

الجواب الواضح الصريح الذى يفجعنا هو .. لا ..

وهذا الجواب هو الذى يجب أن نرفعه عالياً مدوياً حتى نستطيع أن نخرج من المأزق الراهن الذى أوصلتنا إليه السياسات والاستراتيجيات المتبعة منذ ثلاثين سنة وحتى اليوم .

مصر اليوم عاجزة عن قيادة الوطن العربى بل عاجزة عن حل مشكلاتها الداخلية وها هى تشهد اضطرابات عديدة وأزمات خطيرة وصلت إلى العجز عن إدارة أزمة "رغيف الخبز" والعجز عن توفير الحد الأدنى للأجور الذى يكفل لموظفى الحكومة حياة آدمية كريمة .

ويكفى أن نتذكر جميعاً أن الشعار الذى رفعه الرئيس السادات عقب إبرامه إطار كامب ديفيد ثم اتفاقية السلام مع العدو الصهيونى كان "الرخاء" .

إن نقطة التحول التاريخية فى السياسات المصرية الحديثة كانت هذه الاتفاقيات الخطيرة ..

لقد أسفرت كامب ديفيد عن العديد من النتائج الخطيرة كان أبرزها :

  إخراج مصر من معادلة الصراع مع العدو الصهيونى الذى انفرد بالمنطقة وشن عدة حروب وضربات على عدد من الدول العربية .

  فقدان مصر لدورها القيادى فى المنطقة وتأثيرها على القضايا الرئيسية والملفات الهامة .

  انتقاص السيادة المصرية على سيناء بحيث أصبحت الحدود المصرية الشرقية مهددة دائماً وخاضعة فقط لإرادة العدو الصهيونى .

  التزام مصر بتأمين العدو الصهيونى وسلامته وعدم تهديده من أى طرف آخر (فقد وقعت مصر اتفاقاً أمنياً جديداً مع العدو عام 2005 دون علم المصريين ودون رقابة مجلس الشعب) وتم تعديله عام 2007 بعد نجاح حماس فى الانتخابات .

  وقوع مصر فى الفلك الأمريكى – الصهيونى استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وما اتفاقية "الكويز" واتفاقيات توريد الغاز الطبيعى للعدو بأسعار زهيدة عنا ببعيدة .

  انفراد العدو الصهيونى بالفلسطينيين وسعيه الحثيث لفرض أجندته الاستيطانية العنصرية لتحقيق حلمه الأصلى بإسرائيل الكبرى والهيمنة والسيطرة على المنطقة كلها وإلغاء كافة الحقوق الفلسطينية فى الأرض والأمن والدولة المستقلة والسيادة وإلهاء القيادة الفلسطينية بمفاوضات عبثية ومؤتمرات دولية .

لقد تم انتهاك السيادة الوطنية المصرية فى سيناء بناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية ( مع العدو الصهيونى) الموقعة  عام 1979 كما يقول الباحث المتخصص م . محمد سيف الدولة ( باختصار وتصرف ) على محورين :

الأول : التدابير الأمنية الواردة فى الاتفاقية .

الثانى : القوات الأجنبية الموجودة فى سيناء .

فقد تم فرض العديد من القيود على حجم وتوزيع القوات المصرية فى سيناء بما لا يتناسب مطلقاً مع ما تم فرضه على الجانب الآخر .

وتم الفصل بين خط الحدود الدولى السياسى بين مصر وفلسطين وبين خط الحدود العسكرى الأمنى الذى يقع على بعد 58 كم شرق قناة السويس الذى تم إبعاد كل القوات العسكرية المصرية المحدودة العدد خلف هذا الخط بعيداً عن خط الدفاع الطبيعى المتمثل فى ممرات الجدى ومتلا والخاتمية التى تمثل خط الدفاع الرئيسى عن سيناء .

وتم منع إقامة أى مطارات أو موانئ عسكرية فى سيناء .

وتم تحجيم عدد القوات المصرية العسكرية بما لا يكفى للدفاع عن سيناء ومصر أو التصدى لأى هجوم مباغت صهيونى .

وكذلك تم فرض قيود على السيادة المصرية والقرار المصرى فيما يتعلق بالقوات متعددة الجنسية التى أصبحت بديلاً عن قوات الأمم المتحدة وتتشكل من 11 دولة وتقودها قيادة مدنية أمريكية ولابد من الموافقة الجماعية للأعضاء الدائمين بمجلس الأمن لسحب هذه القوات إذا طلبت مصر ذلك، وهذه القوات المراقبة للالتزام المصرى فقط ولا تتواجد على الطرف الآخر بل اكتفت الاتفاقية بوجود مراقبين مدنيين عددهم 50 شخصاً على الجانب الصهيونى مقابل 2000 على الطرف المصرى .

اليوم ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء يصدمنا الواقع المر الذى وصل إليه الدور المصرى فى المنطقة وهو الأثر المباشر لاتفاقيات كامب ديفيد وملاحقها ويصدمنا أكثر الواقع الداخلى الأكثر مرارة الذى وصلت إليه مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر.

إن الانسداد السياسى وحصار القوى الشعبية وتجفيف المنابع السياسية فى مصر بل إلغاء السياسة تماماً بتزوير الانتخابات المحلية الأخيرة، هو أثر طبيعى ونتيجة متوقعة للالتزامات المصرية بالدوران فى الفلك الأمريكى الصهيونى .

وإن السياسات الاقتصادية المتوحشة التى تنحاز إلى الأغنياء والأثرياء على حساب الفقراء ومحدودى الدخل والتى تربط رجال الأعمال المصريين بالصهاينة والأمريكان هى تخطيط واضح لتنفيذ اتفاقيات الاستسلام للمطامع الصهيونية .

وإن الفساد الرهيب الذى استشرى اليوم فى كل المجالات والتردى الواضح فى كافة مرافق الدولة من التعليم إلى الصحة إلى الصرف الصحى إلى كل المجالات هو نتيجة متوقعة لاتفاقيات كان هدفها الواضح هو إخراج مصر من المعادلة الإقليمية ولن يتم ذلك إلا بإضعافها وتركيعها وشغلها بمشاكلها الداخلية وإهانتها باستمرار .

إن استعادة القرار لمصر الحرة والسيادة الوطنية الحقيقية على سيناء يبدأ بمراجعة أمينة لهذه الاتفاقيات وتوابعها والعمل على التخلص من القيود التى فرضتها على مصر والخروج من الفلك الأمريكي – الصهيونى والعمل على استعادة الدور المصرى وقيادة الوطن العربى والأمة الإسلامية والتصدى لمشاريع الصهاينة ومغامرات الأمريكان التى أشعلت الحروب فى المنطقة وزرعت الفوضى فى أرجائها .

ومما يزيد الحسرة والألم فى النفوس هو أن مصر اليوم تبدو غير قادرة على التجاوب مع مطالب الشعب الفلسطينى تحت الحصار خاصة فى غزة ، فقد تلخص دورها فى استجداء العدو الصهيونى لإمداد غزة بالوقود والمواد الأساسية وتقديم بعض العون الإغاثي للمرضى والمصابين، بينما تستصرخ النساء والأطفال والأرامل والشيوخ النخوة المصرية العربية لوقف المذابح اليومية وحرب التجويع والإبادة ولا مجيب .

وحتى الدعم الشعبى المصرى الذى تدفق عبر الحدود لتقوية صمود الفلسطينيين ضد آلة الحرب الصهيونية تم حصاره بواسطة الحكومة المصرية وقوات الأمن التى باتت تحرس حدود العدو بدلاً من حراسة الحدود المصرية وتحقق الأمن للعدو الصهيونى ولا تحقق الأمن للشعب المصرى، وتمد المستوطنين الصهاينة بالغاز والوقود بينما يحرم الفلسطينيين من الوقود والمواد الأساسية .

إن نقطة البداية الصحيحة هى إسقاط القيود التى فرضتها اتفاقيات كامب ديفيد على مصر وليس معنى ذلك الدخول فى حرب مفتوحة لم تستعد مصر لها بل يعنى بوضوح استعادة القرار الحر والسيادة الوطنية لمواجهة كل الاحتمالات والمخاطر التى تهدد وطننا الحبيب.

القاهرة فى : 18 من ربيع الآخر 1429هـ الموافق 24 من إبريل 2008م

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ