ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من الإخوان المسلمين بخصوص محرقة غزة

وحرب الإبادة التى يشنها الصهاينة لأهلنا فى فلسطين

يتعرض إخواننا الفلسطينيون منذ ما يقرب من قرن من أيام الانتداب البريطانى إلى مؤامرة دولية كبرى تستهدف إفراغ فلسطين من أهلها بكل وسائل القتل والإرهاب والتهجير، لإقامة دولة يهودية صهيونية مكانها، ولقد قاوم الفلسطينيون العزل هذا المخطط الإجرامى فى ثورات شعبية عارمة وقدموا آلاف الشهداء وعزيز التضحيات، إلا أن القوى العالمية الظالمة كانت أكبر من قدرتهم على المقاومة ومن النجدة التى قدمتها لهم الدول العربية المجاورة .

ولقد كانت هذه الجريمة النكراء مقدمة لمشروع أمريكى صهيوني يستهدف الهيمنة على المنطقة، وتفتيت دولها واستنزاف ثرواتها، ومحو هويتها الإسلامية وقيمها وحضارتها، ومن يومها لم تذق المنطقة طعم الاستقرار، وإنما تعاقبت الحروب وساد الخراب وسالت الدماء وتناثرت الأشلاء .

ولا يزال هذا المشروع يتقدم حتى استطاع إخراس كل الحكومات العربية عن جرائمه، واستخدام بعضها فى تنفيذ مخططه، وأوقع بينها وبين شعوبها التى ترفض هذا المشروع الخبيث، كل ذلك حتى  يقضى على القضية الفلسطينية تماما وينفض منها يديه ليتفرغ للضحية المقبلة، ولم يعرقل مخططه هذا إلا الفصائل المقاومة فى فلسطين، وفى غزة على وجه الخصوص، فرغم الحصار الخانق بالجوع والبرد والمرض ورغم القصف والقتل والهدم إلا أنهم بفضل الله ثابتون متمسكون بالحقوق والثوابت، مقدمون لأغلى التضحيات : القادة والأبناء، صابرون على البأساء والضراء، ضاربون أروع الأمثلة فى البذل والتضحية والفداء حتى لكأنهم الذين ذكرهم الله تعالى بقوله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) .

واليوم وقد جن جنون الصهاينة فصبوا عليهم جام حقدهم وغضبهم وقتلوا ما يزيد على ستين شهيدا وجرحوا ما يزيد على المائتين حتى اليوم، عدد كبير منهم من الأطفال، لا أقول فى مجزرة، ولكنى أستعير تعبير نائب وزير الدفاع الصهيونى : فى محرقة، وكأن الصهاينة قد تقمصوا شخصية النازى الذى طالما اتهموه وأدانوه ثم يقترفون جرائمه وطغيانه، وللأسف الشديد يتم ذلك فى ظل تشجيع من الإدارة الأمريكية وصمت من الدول الأوربية ودول العالم وكأن الفلسطينيين ليسوا بشرا وليست لهم حقوق، ولكن الأدهى من هذا كله هو صمت الحكومات العربية والإسلامية الذى هو أشبه بصمت القبور .

فيا حكام العرب، إن الذين يقاومون فى غزة والضفة لا يدافعون عن بلادهم فقط ولا عن مقدساتهم فحسب وإنما يدافعون عنا وعن بلادنا ومقدساتنا، ولا تحسبوا أنكم فى مأمن من هذا المخطط الشرير مهما قدمتم للصهاينة والأمريكان من حسن نية وطاعة وانصياع، فلو فرغوا من قضية فلسطين – لا قدر الله – فسوف يقلبون لكم ظهر المجن ولن يقبلوا منكم أقل من الذلة والمسكنة والتبعية الكاملة، وارجعوا إن شئتم إلى التوجيه الاستراتيجى الذى أصدره رامسفيلد وزير دفاع أمريكا منذ خمسة أعوام إلى قائد عمليات جيشه بأنهم سوف يستولون على ست دول فى المنطقة بدءًا بالعراق وانتهاء بإيران، وما حدث ويحدث فى العراق يصدق هذا المخطط .

فعليكم أن تقفوا وقفة رجل واحد وأن تعودوا إلى دينكم وتستقووا بشعوبكم للتصدى لهذا المخطط الإجرامى ، وهذا يقتضى اتخاذ مواقف سياسية ودبلوماسية واقتصادية وشعبية لإيقاف هذه المحرقة ونصرة إخواننا فى غزة وكسر الحصار عنهم .

فإن لم تفعلوا فاتركوا شعوبكم تعبر عن غضبتها ونصرتها لإخوانها وحميتها من أجل مقدساتها وفزعتها لحماية أمنها القومى وتقديم الدعم المادى لهؤلاء المظلومين المحاصرين المضطهدين من القريب والبعيد .

وأنتم يا حكام المسلمين ويا دول منظمة المؤتمر الإسلامى ، هذه قضيتكم الأولى والكبرى يفرضها دينكم وإنسانيتكم وإخوتكم ، فإذا لم تتحركوا الآن وتضغطوا من أجل نصرة الحق ورفع الضيم عن إخوانكم فماذا تفعلون ؟ ومتى تتحركون ؟

وإلى جامعة الدول العربية وأمينها العام : نقدر سعيكم لحل مشكلة لبنان ، ولكن ألا تستحق غزة والضفة وقضية فلسطين جهدا مماثلا إن لم يكن مضاعفا لما يبذل من أجل لبنان ؟

أما أنتم يا أهل الرباط أيها الصابرون الصامدون المجاهدون فى أرض الأنبياء فى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم منا كل التقدير وكل الدعاء وكل النصرة ووالله لولا الموانع التى تحول بيننا لكنا معكم فى خندق واحد نشارككم كل العناء ونقدم الغالى والنفيس فى سبيل الله ومن أجل تحرير الأرض وتطهير العرض والمقدسات ، سلام عليكم وعلى شهدائكم الأبرار ورجالكم ونسائكم الأخيار .

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

محمد مهدى عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة فى :  23 من صفر 1429هـ

1 من مارس 2008م

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ