ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 22/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

غزة هاشم.. من يوقف المحرقة؟.

بيان من جماعة الإخوان المسلمين  في سورية

إلى أحرار العالم في كل مكان.. إلى أبناء العروبة والإسلام.. إلى أبناء شعبنا في سورية الحرة الأبية..

تشكل متوالية الأحداث التي تجري على أرض غزة، بكلّ ما فيها من قسوة ووحشية، وتجاوز لكل الأعراف الإنسانية والسياسية.. جريمةً بحق الإنسانية، جريمة إبادةٍ جماعية، تُرتكَب تحت سمع العالم وبصره، بحقّ كل ما في غزة من عمرانٍ ونباتٍ وإنسانٍ وحيوان..

إنها محرقةٌ تنفذها الأيدي الآثمة، ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ، بل ضدّ كلّ معاني التحضّر والإنسانية، محرقةٌ تفوق بما فيها من وحشية وعنصرية وتحدٍّ للضمير الإنساني، كلّ ما عرف التاريخ الإنسانيّ من جرائم عنصرية متوحشة ومتعصبة. ففي غزة اليوم، وتحت سمع العالم المدّعي للحضارة وبصره، حصارٌ وجوعٌ وتدميرٌ وموت.. يطالُ في غزة كلّ شيء حيّ، فيهلك الحرث والنسل!!

يا أحرار العالم في كل مكان.. يا أبناء العروبة والإسلام..

 لا يمكن لكلّ الذرائع والمعاذير التي يسوقها المحتل الغاصب المتغطرس، أن تبرّرَ جريمته أو أن تسوّغها، فلم يكن قطّ الفعل المقاوم - على ما يتّسم به من محدودية وقصور - مسوغاً لانفلات آلة الحرب الغشوم، التي توفرت على مدى التاريخ في أيدي المحتلّين المتغطرسين. ولم يكن مسوغاً أبداً في تاريخ الصراع بين المحتلّ ومقاوميه، اللجوءُ إلى سياسة الأرض المحروقة، والعقوبات الجماعية، على نحو ما يجري في غزة اليوم. لقد صنفت هذه التصرّفات دائماً في التاريخ المدني الإنساني، في خانة جرائم الحرب التي ألحقت العار بمرتكبيها على مر العصور.

يا أحرار العالم في كل مكان.. يا أبناء العروبة والإسلام..

إنّ ما يجري في غزة اليوم هو محاولةٌ جبانةٌ من الساسة الإسرائيليين، لحلّ مشكلاتهم الداخلية، وحسم صراعاتهم البينية، على حساب أهلنا في فلسطين. إنها محاولةٌ يائسةٌ من "أولمرت" وحزبه، ليدفعَ ثمن بقائه في السلطة من دم أطفال غزة وشيوخها ونسائها!!

إنّ ما يجري على أرض غزة اليوم، أمرٌ له ما بعده، وما بعده هذا، سيستطير شرّه وشرره، ليمتدّ بعيداً إلى ما بين الفرات والنيل..

إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، وهي ترقب مجريات الأحداث الأليمة على أرض غزة، بألمٍ بالغٍ وقلقٍ كبير.. ليقلقُها أكثر، هذا الصمتُ العربيّ الرسميّ والشعبيّ المريب، وأن نرى شعوبنا التي حاول الاستبداد تدجينها سنوات طوالاً، تقف اليوم متفرّجةً على ما يجري في غزة، في طوابير الموت، تنتظرُ دورها أمام مقصلة الجلاد!!

وإننا لعلى يقين أن إعلانات الشجب والإدانة والاستنكار.. لم تعد تجدي أمام غطرسة المحتلّ وجبروته وتواطؤ قوى الشر العالميّ معه.

إنّ المطلوب من شعوب العالم الحرّ وحكوماته، ومن المنظمات الدولية ذات الصلة، أن تبادرَ إلى اتخاذ الإجراءات الفورية، الكفيلة بوضع حدّ لهذه المحرقة الرهيبة، ورصفها إلى جانب أخواتها من الجرائم التاريخية، من الهولكست إلى محاكم التفتيش.

كما أنّ المطلوب من منظمة المؤتمر الإسلامي ودولها، والجامعة العربية ودولها، والنخب والجماهير العربية والإسلامية، أن تستشعر أنّ معركة غزة هي معركتها، وأنّ ما يجري على أرض غزة يتهدّد وجودَها، حاضراً ومستقبلاً، فتنخرط بصدقٍ في معادلة الصراع، لإنقاذ ما تبقى في غزة من العمران والإنسان.

إنّ الردّ العمليّ الوحيد، على هذا العدوان الوحشيّ الهمجيّ، إنما هو في وحدة الموقف العربيّ، ووحدة الصف الفلسطينيّ، والتضامن الحقيقيّ مع أهلنا في غزة، بكسر الحصار وفتح المعابر، وإنها لمسئوليتنا جميعاً، حكاماً ومحكومين،

يا جماهير شعبنا في سورية الحرة الأبية..  اذكروا دائماً أنّ غزة كانت - وستبقى - لؤلؤةَ الشام، وبوّابتها نحو الشطر الأفريقي من عالم العروبة والإسلام. وأنّ الانتصار لأهلنا في غزة، لن يكونَ إلا بالضغط المباشر على من يستأثر بإمكانات الدولة وقرارها، لتحمّل المسؤولية التاريخية، بموقفٍ عمليّ، يتجاوزُ حرب الشعارات والخطابات.

أما أنتم يا أهلنا في غزة الصابرة المصابرة، كان الله معكم، وفي عونكم، فأنتم على ثغرةٍ من ثغرات العروبة والإسلام، تذودون عن حاضر أمة غاب الرشد عن كثير من أبنائها وولاة أمورها (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).

 

لندن في 22 كانون الثاني (يناير) 2008

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ