ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 12/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا

يبدي برأيه في رؤية جماعة الإخوان المسلمين

 للقضية الكوردية في سوريا

www.kurdayeti.com

قبل كل شيء يمكن القول بأنه لو أبدى الإخوان المسلمون برأيهم هذا في هذه القضية السورية الهامة قبل الآن بعقدين من الزمن لكانت الخريطة السياسية والآيديولوجية لسوريا غير التي عليها الآن بالتأكيد. ونأمل أن يعتذر الإخوة في جماعة الإخوان للشعب الكوردي للتقصير الذي حصل في حقه طوال العقود الماضية ولعدم الوضوح في رؤيتهم تجاه الكورد وكوردستان، بحيث بلبل الأمر نظرة الكورد إلى الإخوان المسلمين  من مختلف الاتجاهات السياسية، مما أفسح المجال للنظام البعثي لأن يستفيد من ذلك استفادة قصوى.

وعلى الرغم من أن هذا البيان الإخواني ليس منة على الشعب الكوردي، بل من صلب واجبهم الشرعي، إلا أنه يجدر بنا نحن الكورد الاعتراف بأن موقف جماعة الإخوان المسلمين هذا أكثر "تقدمية" من مواقف كثير من القوى السياسية السورية، من يسارية وديموقراطية وليبرالية علمانية وتحديثية، تجاه الشعب الكوردي وحقه القومي المغتصب في "سوريا الأسد!"  وعلينا أن نشكرهم على هذه الجرأة السياسية وهذا الاهتمام بثاني أكبر قومية في سورية بعد القومية العربية، ونحاورهم للتوصل إلى ما فيه خير كل مواطني سوريا بقومياتها وأقلياتها وطوائفها وقواها الوطنية من مختلف التيارات والآيديولوجيات...

والآن لندخل في صميم الموضوع:

- الإخوان المسلمون يعودون في رؤيتهم للقضية الكوردية إلى أربعة عقود من الزمن فقط، حيث بدأت الأوضاع الشاذة التي لا تزال قائمة حتى الآن، وحيث بداية المشاريع العنصرية والتهميشية والاقصائية ضد الشعب الكوردي على أيدي البعثيين الذين يعتبرهم الإخوان سبب شقاء الكورد والعرب السوريين معا، هذه المشاريع التي لا تزال سارية المفعول ولم يغيّر من وضعها التملق الكوردي للسلطة بسبب "مراعاة الظروف الشائكة، الخارجية والداخلية للوطن المشترك!".

ولكن - في الحقيقة - الإخوان المسلمون يعلمون بأن القضية الكوردية أكثر عمقا وتشعبا وسعة وتمتد جذورها إلى بلدان أخرى مسلمة ومجاورة، وهي قضية أمة تعرضت للتقسيم والتجزئة على أيدي الاستعمارين الانجليزي والفرنسي، أثناء الحرب العالمية الأولى، في عام 1916 بموجب معاهدتهم المشؤومة آنذاك والمعروفة بإسم معاهدة سايكس – بيكو والتي يتحدث عن نتائجها السلبية والإجرامية القوميون العرب والاشتراكيون والشيوعيون والإسلاميون على حد سواء في ما يتعلق بمشاكل الشرق الأوسط ولكنهم مع الأسف لم يتطرقوا في إبداء وجهة نظرهم حول القضية الكوردية كمشكلة لهذه الأمة المجزّأة، قبل أن تكون مشكلة سورية فقط، وهي قضية دولية أشمل وأكبر، وكان يجدر بهم التطرق إليها ولو بمقدمة مختصرة ليكون المرء في الصورة كما يقال، وهم يؤكدون بأنهم قد تجاوزوا (ضيق اللحظة)! وانطلاقهم من منظور وطني متطلعين إلى (رحابة المستقبل) وعلى الرغم من أن ثلاث مؤتمرات إسلامية عقدت في ألمانيا في تسعينات القرن الماضي، حول القضية الكوردية بشكل عام، قد أقرّت عدالة هذه القضية وأكدت على مظلومية الأمة الكوردية التي تعاني من اضطهاد واجحاف وتمييز ونهب واستعباد، ومن الضروري انصافها بحل إسلامي شامل وعادل.

- يقول الإخوان المسلمون في رؤيتهم هذه أن المواطنين الأكراد مكوﱢن أصيل من مكوﱢنات الشعب السوري (يعيشون على أرضهم التاريخية (!)تضرب جذورهم في أعماق الأرض والتاريخ والحضارة)..  وجزاهم الله خيرا على هذا القول الجميل... ولكن ماذا يقصدون حقا ب"العيش على أرضهم التاريخية"؟ فالكورد يسمّون أرضهم التاريخية بكوردستان التي تعني لغويا (وطن الكورد) ويسمّون الجزء الخاضع لسورية نتيجة تلك المعاهدة الاستعمارية اللعينة، أو بعد تأسيس الدولة السورية الحديثة، بكوردستان سوريا. ويوافقهم على ذلك مفكرون ومثقفون عرب وعجم ومنهم إسلاميون كبار، فهل يتجرّأ الإخوة في جماعة الإخوان المسلمين على لفظ الحقيقة كاملة والاعتراف بهذه التسمية أم لا؟ في حين أن كل الدراسات والمراجع العلمية الموضوعية تثبت بأن جزءا من وطن الكورد قد ألحق بسوريا الحديثة كما ألحق جزء عزيز من سوريا (لواء الاسكندرون) فيما بعد بالدولة التركية. وإذا كان تطبيع الحدود وترسيمها بين فرنسا وتركيا لا ينفي حقيقة أن لواء الاسكندرون جزء من سوريا، فإن ذلك لا ينفي أيضا أن كوردستان سوريا جزء من كوردستان الأم تاريخيا وليس من سوريا الدولة.

أما إذا كان المقصود بالوطن في رؤية جماعة الإخوان المسلمين(سوريا الحالية) فهذا يثير إشكالا كبيرا. هل تنازل الإخوان أيضا عن (لواء الاسكندرون) السوري؟ هل اعترفوا بالحدود التي رسمها المستعمرون في الحرب العالمية الأولى واعتبروها أبدية ومقدسة ولا يجوز المساس بها؟ طبعا سيقولون:"نحن ضد الحدود بين الشعوب الإسلامية أصلا!" أي أنهم لا يمانعون إذا ما توحدت الأمة الكوردية ضمن السياق الإسلامي العام. وهنا كان يجدر بهم إلقاء نظرة شاملة على القضية الكوردية بشكل عام ومن ثم تخصيص ما يتعلق منها بسوريا الحالية أو المستقبلية. فالقضية شائكة ومعقدة وليست بالسهولة التي ينظر إليها الإخوان المسلمون.

- يجدر بنا كأكراد سوريين التأكيد على أن موقف جماعة الإخوان المسلمين من الانتماء الكوردي للأمة الإسلامية الذي يعزز انتماءهم الوطني، أي غير الانفصالي!! وحقهم كمواطنين في دولة المواطنة على قدر المساواة مع المواطنين الآخرين، ودعوتهم المتأخرة جدا إلى فتح قنوات الحوار مع الأشقاء المواطنين الكورد، دون ذكر الحركة السياسية الكوردية!! وإدانتهم لكل السياسات العنصرية التي مورست ضد الكورد، ودعوتهم للتوقف فورا عن ممارسة سياسات التمييز العنصرية بحق المواطنين الكورد، وضرورة تعويضهم عن الخسائر التي ألحقت بهم نتيجة الإجراءات العنصرية على كافة الأصعدة، إضافة إلى الاعتراف بالخصوصية الكوردية والحقوق الثقافية لهم، دون ذكر الحقوق القومية والسياسية !! خطوة يمكن وصفها بالموضوع الساخن الذي سيفتح باب النقاش على مصراعيه في سوريا بشكل عام وداخل الحركة السياسية الكوردية بشكل خاص...

إلا أن الاعتراف بالخصوصية الكوردية يجب أن يكون أكثر وضوحا، فالكورد يطالبون بحقوق قومية وإدارية، بل هناك حزبان كورديان أحدهما بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا، يطالبان بالحكم الذاتي للمناطق الكوردية، والحكم الذاتي متبّع في العديد من دول العالم، ولا يعتبر غريبا عن أسلوب الإدارة الإسلامية التي شهدها العالم في عهود الدول الإسلامية المترامية الأطراف وفي الدول الصغيرة بل على مستوى الإمارات أيضا. فهل يعقل أن الكورد الذين يشكّلون ثاني أكبر قومية في البلاد لا يطمحون إلى أية حقوق قومية، سياسية وإدارية، سوى حق المواطنة؟ في وقت تشكّل فيه بعض القبائل والعشائر دولا وإمارات مستقلة!

وكيف يمكن لهم حماية خصوصيتهم الكوردية التي ذكرها الإخوان المسلمون هنا.   على كل حال:

لا نستبعد أن يتوصلّ ممثلو الحركة السياسية الكوردية في حوار هادىء وطويل مع جماعة الإخوان المسلمين إلى نقطة اتفاق حول هذه المسألة، إذ كيف نطالب جميعا بدولة للشعب الفلسطيني ونجد الحكم الذاتي للشعب الكوردي خارقا للقانون الدولي أو الشرع الإلهي؟ وهل لا يزال هناك عاقل على وجه الأرض يخلط بين الحكم الذاتي والانفصال... ونحن واثقون من الإخوان - إن كانوا جادين في رؤيتهم هذه وليست مجرد تكتيك لمحاصرة النظام – يعلمون بأن الحكم الذاتي يزيد من تماسك وتلاحم القوميات ويعزز المساواة واحترام الخصوصيات.

- طبعا يلعب الانتماء الديني المشترك دوره الكبير في تقوية أواصر التآخي والتآلف بين الشعوب، ولكن لا يخفى أيضا أن أشنع الحروب في أوروبا وأمريكا كانت بين المسيحيين أنفسهم، وأن تاريخ الدول والإمارات الإسلامية مليء بالحروب الرهيبة التي حصدت أرواح خلق كثير من المسلمين. وهذا لا يستطيع أحد إنكاره أو تجاهله، إذ أن كتب التاريخ الإسلامي موجودة وتروي لنا كل شيء... ولذا من الضروري حل المشاكل في قواعدها والإمساك بجذورها...

- إن سوريا ديموقراطية تعددية وحديثة يجب أن تنظم فيها العلاقة بشكل متوازن ومتين ودستوري بين شعوبها وأقلياتها وبخاصة بين الشعبين العربي والكوردي، على أساس احترام خصوصية كل منهما، لا ثقافيا فحسب وإنما قوميا وسياسيا أيضا، وهذه الخصوصية التي يفترض بها أن يتم الاعتراف بها دستوريا يجب أن تنظم العلاقة بين الحكومة المركزية والمناطق الكوردية التي من المفترض إدارتها ذاتيا من قبل ممثلي الشعب الكوردي، وهذا ما نسميه بالحكم الذاتي، ونطالب به لأنه أولا أدنى حق من حقوق الشعب، ومصان في مبدأ حق تقرير المصير للشعوب دوليا، وثانيا لأنه يسهل العلاقة بين المركز والأطراف، كما نربط بينه وبين مطلب الديموقراطية لسوريا ربطا محكما لا تنازل ولا تراجع عنه...

وحبذا لو قامت سوريا كلها على أساس فيدرالي لا مركزي، حيث يمنع ذلك سيطرة فئة طاغية مستبدة برقاب العباد ويغلق الطريق أمام قيام دكتاتورية فئوية أخرى، طبقية أو قومية عنصرية أو دينية....

نحن من طرفنا في بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا نرحّب بإعلان جماعة الإخوان المسلمين رؤيتهم هذه حول قضيتنا القومية العادلة، التي هي قضية سورية وطنية أيضا، ونعلن استعدادنا للبدء بحوار هادئ وأخوي حول هذه الوثيقة التاريخية التي لابد وأن يكون لها تأثير كبير في العلاقة بين الحركة السياسية الكوردية وجماعة الإخوان المسلمين مستقبلا...

19/5/2005

اللجنة القيادية

بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ