ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 وقائع

من أخبار حقوق الإنسان في فلسطين

فلتهدم مقابر العزل الإنفرادي

فروانة : لم يعد العزل مقتصراً على الأسرى الرجال

غزة- 6-1-2008 - حذر الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة السرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، من خطورة سياسة العزل الإنفرادي التي تنتهجها ادارة مصلحة السجون بحق الأسرى والأسيرات ، والتي تهدف الى تعذيبهم واذلالهم وكسر ارادتهم وتحطيم نفسياتهم ، معتبراً اياها أقسى أنواع التعذيب .

وأوضح فروانة أن سياسة العزل ليست مرتبطة بحقبة زمنية معينة ، بل انتهجت ومورست على امتداد الأسر في السجون الإسرائيلية كنهج منظم ، وتصاعدت خلال انتفاضة الأقصى وامتدت فترة العزل ، وافتتحت ادارة السجون أقساماً جديدة للعزل أكثر قسوة وقهراً من التي كانت قائمة ، وتعددت اقسام العزل الجماعية والزنازين الإنفرادية من ايلون الرملة واهلي كيدار وايشل في سجن بئر السبع ، الى الشارون والجلمة وعسقلان .

وبيَن فروانة أن زنازين العزل هي أقل ما توصف بمقابر الأحياء ، حيث يعزل من خلالها الأسير عن عالم الأسر ورفاقه الأسرى الآخرين ، بعد عزله عن العالم الخارجي و ويعيش وحيداً في زنزانة صغيرة جداً رديئة قذرة سيئة ، معتمة صامتة كصمت القبور بكل معنى الكلمة ، ويجرى فيها قتل الأسرى جسدياً ونفسياً ، وأن فترة العزل تمتد لتصل في بعض الأحيان الى أكثر من خمسة عشر عاماً كحالة الأسير أحمد شكرى المعتقل منذ أكثر من ثمانية عشرعاماً قضى غالبيتها العظمى ولا زال متنقلاً ما بين أقسام وزنازين العزل ، وهناك العشرات من الأسرى أمضوا في العزل أكثر من عشرة سنوات كالأسير عويضة كلاب ، لافتاً الى أنه يوجد الآن قرابة ( 40 ) اسير يقبعون في زنازين العزل الإنفرادية الموزعة على سجون مختلفة .

سياسة العزل لم تعد مقتصرة على الأسرى

وكشف فروانة أن سياسة العزل الإنفرادي لم تعد مقتصرة على الأسرى ، بل امتدت لتشمل الأسيرات أيضاً ، أمثال الأسيرة آمنة منى التي تقبع في العزل الإنفرادي منذ قرابة عام ونصف ، والأسيرة مريم طرابين(المحكومة 8 سنوات )  البالغة من العمر "28" عاما من قرية العوجا قضاء أريحا والأسيرة نورا محمد شكري الهشلمون من محافظة الخليل المعتقلة ادارياً .

وأعرب فروانة عن قلقه على حياة لكافة الأسرى المعزولين ، وبشكل خاص حياة الأسيرتين ( آمنه منى ونورا الهشلمون ) ، اللتين يخضن إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ ما يزيد عن عشرين يوما ، مشيراً الى أن الأولى منى اعتقلت قبل 6 سنوات وتقضي حكماً بالسجن المؤبد وهي ممثلة الأسيرات ، وأعلنت اضرابها لإستمرار عزلها منذ عام ونصف ، فيما أن الثانية الهشلمون اعتقلت في سبتمبر 2006 ، وأعلنت اضرابها المفتوح عن الطعام ، بسبب تمديد سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري لها وللمرة السادسة على التوالي، ومنذ اليوم الثاني لإعلانها الإضراب وضعتها سلطة السجن بالعزل الإنفرادي في محاولة منها لإرغامها على فك اضرابها، الأمر الذي ترفضه وتُصر على الإستمرار به  حتى يتم الإفراج عنها ، .

ومن الجدير ذكره أنها متزوجة وأم لستة أولاد، ويقبع زوجها في السجون الإسرائيلية أيضا ، وتعاني من مرض الكلى قبل اعتقالها والذي تفاقم بعد الإعتقال والإضراب عن الطعام كما تعاني من نقص في الوزن.

يذكر بأن وزير الأسرى و المحررين أشرف عجرمي تمكن قبل اسبوعين  من زيارة الأسيرتان آمنة منى و مريم طرابين في مكان عزلهما في نفي ترتسيا و اطلع على أوضاعهن المعيشية ووعدهن بمحاولة حل موضوعهن مع ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية من واقع مسؤوليته .

وحمل فروانة إداراة مصلحة السجون الاسرائيلية ومن خلفها حكومة الإحتلال ، المسؤولية الكاملة عن حياة الاسيرتين وحياة كافة الاسرى والاسيرات في قبور زنازين العزل .

مطالباً في الوقت ذاته ادراج قضية الأسرى والأسيرات الذين يقبعون في زنازين العزل ضمن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ، وناشد كافة السلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات كافة ووسائل الإعلام امختلفة الى منح قضية العزل والأسرى المعزولين الأهمية التي تستحقها ، من أجل اغلاق هذا الملف المؤلم .

----------------

مركز رسالة الحقوق يدين حملة الاعتقالات في الضفة من قبل السلطة الفلسطينية

أدان مركز رسالة الحقوق حملة الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة السلطة الفلسطينية في محافظة وقرى رام الله ،  بحق أعضاء وأنصار حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس .

وقال المركز أن هذه الحملة تتنافى مع القيم الوطنية والنضالية والأحكام القانونية المنصوص عليها في القانون الأساسي ، والقوانين المعمول بها ، معتبرا ما يجري من اعتقالات عشوائية هي إجراءات غير قانونية ولا يوجد بينها وبين القانون أي صلة تذكر وخاصة أن لا تهمة حقيقة ثبتت على أي من المعتقلين .

وطالب المركز حكومة تسير الأعمال برئاسة سلام فياض بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين إعمالا لأحكام القانون واحترام لسيادته.  

5/1/2008

---------------------------------

بيان صحفي صادر عن مركز رسالة الحقوق حول

قرار محكمة العدل في دولة الاحتلال بالسماح للمتدينين الصهاينة بالصلاة في ساحات الأقصى

عبثاً تحاول ما يسمى بمحكمة العدل العليا في دولة الاحتلال الصهيوني تجميل صورة دولة الاحتلال وجيشها وأجهزتها القمعية التي تبطش بالشعب الفلسطيني صباح مساء.

فمحكمة العدل الصهيونية هي من شرعت لأجهزة الأمن الصهيونية استخدام الأساليب العنيفة عند التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين والعرب، وهي من غطت وما زالت على جرائم جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المظلوم، وباسم القانون !!!! وباسم العدل !!!! المذبوح على عتباتها، واليوم وحتى تستكمل هذا الدور لتزيف الحقائق وطمسها تسمح للصهاينة المتدينين بالصلاة في باحات الحرم القدسي والأقصى، فأي عدل هذا وأي قانون هذا الذي يتحدثون عنه عندما يستبيح عدلهم المزعوم القيم الحضارية والإنسانية والدينية والتاريخية للشعب الفلسطيني، أي عدل هذا الذي يحاولون توقيعه على العالم وهم يمارسون الظلم والاستبداد والقهر والقتل والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة

مركز رسالة الحقوق إذ يستنكر قرار ما يمسى بمحكمة العدل الصهيونية بالسماح للمتدينين الصهاينة بالصلاة في المسجد الأقصى وانتهاك المقدسات الإسلامية يعبر عن بالغ قلقه من تكرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وبأشكال قد تكون مختلفة تارة بالسماح بالصلاة وأخرى بحفريات ومصادرة وتهويد ، وندعو كافة المنظمات والهيئات الدولية لإدانة هذا القرار الغير قانوني والمخالف لأبسط قواعد احترام الأديان وحقوق الإنسان المكفولة بالمواثيق والأعراف الدولية .

 

مركز رسالة الحقوق / فلسطين

الوحدة القانونية

5/1/2008

-----------------------------------

حصـاد العام المنصرم 2007

فروانـة : العام 2007 كان الأكثر انتهاكاً لحقوق الأسرى وشهد تصاعداً في أعداد المعتقلين

فلسطين -30-12-2007 – أعلن مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين والباحث المختص بقضايا الأسرى ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، أن تصاعداً ملحوظاً قد طرأ على نسبة الإعتقالات خلال العام المنصرم 2007 ، وأن الإنتهاكات بحق الأسرى تواصلت وتصاعدت هي الأخرى، ولربما كان سِجِل العام 2007 الأكثر سوءاً في انتهاكات حقوق الأسرى والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ، في ظل تخاذل دولي لم يسبق له مثيل .

وأكد فروانة في تقرير مفصل أنه مهما كان نوع العلاقة القائمة بين الأسرى والدولة الحاجزة ، فهي مسؤولة عن حياتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومسكن وعلاج وغيره ، لافتاً أن كل الممارسات الإسرائيلية فيما يتعلق بما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين والعرب من تعذيب ومعاملة غير انسانية وظروف إحتجاز لا تليق بالحياة الآدمية وحرمان من العلاج و منع زيارات الأهل والمحامين ، واجراء تجارب لأدوية خطيرة على الأسرى ، واغلاق حسابات "الكانتينا " ومصادرة أموال الأسرى وسوء الطعام كماً ونوعاً ، ، والعزل الإنفرادي والتفتيش العاري ، .. .إلخ إنما ُتمثّل انتهاكات فظة لجميع قواعد القانون الدولي– عموماً- والقانون الدولي الإنساني على وجه الخصوص وترقى بها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، التي تستدعي ملاحقتها ومحاسبة مرتكبيها ومصدري قرارات تنفيذها .

وأضاف فروانة أن العام 2007 شهد تصاعداً في عمليات القمع العنيفة من قبل وحدات نخشون وميتسادا المزودة بأحدث الأسلحة ، وسجل خلاله أكثر من خمسين عملية قمع عنيفة من قبل تلك القوات ، التي استخدمت خلالها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الدمدم ، وشملت غالبية السجون تقريباً مثل نفحة ورامون ونيتسان وجلبوع وعوفر ، مشيراً الى أن أعنفها وأكثرها شراسة واجراماً كانت تلك الأحداث التي جرت في معتقل النقب الصحراوي بتاريخ22-10-2007 واستشهد على اثرها الأسير محمد الأشقر ، فيما أصيب أكثر من ( 250 ) معتقل باصابات مختلفة لا زال البعض منهم يعاني لغاية الآن من آثارها .

الإعتقالات تتزايد بشكل مضطرد

وكشف مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة أن العام 2007 شهد ارتفاعات في عمليات الإعتقال بنسبة ( 34.2 % ) عن العام الذي سبقه 2006 ، حيث أن قوات الإحتلال اعتقلت خلاله ما مجموعه ( 7612 ) مواطن ، بمعدل ( 21 ) حالة يومياً ،  فيما اعتقلت خلال العام 2006 ، ما مجموعه ( 5671 ) مواطن بمعدل ( 15.5 ) حالة يومياً ، في الوقت الذي شهد فيه العام 2006 تزايداً بنسبة ( 62.2 % ) عن العام الذي سبقه 2005 وهذا مؤشر خطير يدلل على أن مسار الإعتقالات في تصاعد مستمر .

وبيَّن فروانة أن الغالبية العظمى من بين الذين اعتقلوا خلال العام 2007 ، وعددهم ( 6824 ) معتقلاً كانوا من الضفة الغربية والقدس ومناطق 48 أي ما نسبته (89.6 %  ) ، عازياً ذلك الى التواجد المكثف والمباشر لقوات الإحتلال العسكرية هناك ، فيما ( 788 ) مواطناً من قطاع غزة أي ما نسبته (10.4%  ) إعتقلوا من خلال المعابر او في عرض البحر من الصيادين أو خلال الإجتياحات لبعض المناطق الحدودية في قطاع غزة .

 لافتاً الى أن هذا لا يعني أن كل من اعتقل لا زال محتجزاً بل جزء كبير منهم قد أطلق سراحه بعد ايام أو شهور وجزء لا زال في الأسر .

وأضاف فروانة ، بأن هناك المئات من حالات الإعتقال لم يتم توثيقها ، كاحتجاز المواطنين العزل والطلبة لساعات طويلة على الحواجز ونقاط التفتيش وفي الأماكن العامة أو لأيام محدودة في مراكز التوقيف.

الإعتقالات لم تستثنِ أحداً

وأكد الباحث فروانة ، أن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة أو شريحة محددة، كما لم تستثنِ أحداً ، فطالت الأطفال والشيوخ ، القاصرات والأمهات الحوامل ، الطبيب والقائد السياسي، النائب والوزير ، معتبراً أن الكل مستهدف ومتهم والذرائع متعددة والأحكام جاهزة بغض النظر عن العمر أو المكانة أو طبيعة العمل.

وعن أساليب الإعتقال التي استخدمت بيّن فروانة أن قوات الإحتلال استخدمت كافة أساليب وأشكال الاعتقال ، من اقتحام المنازل ومروراً بالإجتياحات واختطاف المواطنين ووصولاً لتحويل المعابر  والحواجز العسكرية ، إلى كمائن لاصطياد المواطنين .

مضيفاً بأنه في بعض الأحيان، استخدمت المواطنين العزل كدروع بشرية أثناء عمليات الاعتقال ، وهذا ما أكدته وبثته بعض وسائل الإعلام المرئية ، إضافةً إلى استخدام المنازل والمؤسسات العامة، وحتى المدارس كأماكن اعتقال واحتجاز للمواطنين العزل .

تصاعد اعتقال امهات وزوجات المطلوبين والمعتقين

وأشار فروانة أنه في العام المنصرم ، تصاعدت ظاهرة اعتقال أمهات وزوجات وأخوات المعتقلين الذين يرفضون التجاوب مع أجهزة الأمن بهدف اجبارهم على الاعتراف ، وأيضاً أقارب من تدعي بأنهم مطلوبين لها ، بهدف الضغط عليهم واجبارهم على تسليم أنفسهم .

الأطفال الأسرى

وفيما يتعلق بالأطفال الأسرى، بيَّن فروانة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت خلال العام المنصرم 2007 قرابة ( 220 طفل ) ، أفرج عن الكثير منهم فيما لا زال العشرات  قيد الإعتقال ، بينما بعضهم تجاوز سن الطفولة ولا زال في الأسر ، مشيراً أن اجمالي عدد الأطفال الأسرى الآن ( 350 ) طفل ،  وهؤلاء الأطفال موزعين على العديد من السجون والمعتقلات، ومحتجزين في ظروف سيئة جداً، ويعاملون بقسوة ومحرومون من مواصلة مسيرتهم التعليمية ومستقبلهم مهدد بالضياع والدمار .

الأسيرات

وأشار مدير دائرة الإحصاء إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى أكثر من ( 700 ) مواطنة ، منهن قرابة ( 60 مواطنة ) اعتقلن خلال العام المنصرم2007 ، بقيَّ منهن لغاية الآن في السجون الإسرائيلية ( 97 ) أسيرة ، وجميعهن من الضفة الغربية والقدس ومناطق ال48 باستثناء ( 4 ) أسيرات من قطاع غزة ، ويجري احتجازهن في ظروف صعبة وقاسية دون مراعاة لجنسهن واحتياجتهن الخاصة، ودون توفر حقوقهن الأساسية .

وذّكر فروانة بأن من بين الأسيرات من اعتقلن وهن قاصرات ، فيما بينهن متزوجات ومطلقات والعديد من الأمهات ، وفي سابقة خطيرة هي الأولى تم في نوفمبر الماضي اعتقال النائبة د. مريم صالح وهي أول نائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني يتم اعتقالها .

إجـمالي عدد المعتقلين الآن

وعن اجمالي عدد المعتقلين الآن ، أوضح مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة ، أن عددهم بلغ قرابة ( 10400 ) معتقل منهم ( 97 ) اسيرة و( 350 ) طفلاً ، وهؤلاء المعتقلين من مناطق جغرافية مختلفة فمنهم ( 8816 معتقلاً ) من الضفة الغربية ، و( 820 ) من قطاع غزة ، و( 540 ) من القدس ، و( 154 ) من المناطق التي أحتلت عام 1948 ، بالإضافة لعشرات من المعتقلين العرب ، مبيناً ان جميع هؤلاء أعتقلوا خلال إنتفاضة الأقصى  بإستثناء ( 540 معتقل ) فقط كانوا  معتقلون منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000 .

وذكر فروانة أن من بين المعتقلين ( 5026 ) معتقلاً يقضون أحكاماً مختلفة ، ويشكلون ما نسبته 48.3% من اجمالي عدد المعتقلين ، وأن ( 4484 ) معتقلاً بانتظار المحاكمة ويشكلون ما نسبته 43.1 % ، فيما بينهم ( 890 ) معتقلاً  رهن الإعتقال الإداري وبدون تهمة أو محاكمة ونسبتهم 8.6 % .

أسرى قدامى يدخلون موسوعة غينتس بشكل فردي وجماعي

وبالنسبة لمن أمضوا سنوات طويلة ، كشف فروانة في تقريره ، أنه مع نهاية العام 2006 ، كانت قائمة الأسرى الذين أمضوا أكثر من خمسة عشر عاماً تضم ( 181 ) اسيراً ، فيما خلال  العام 2007 دخلت أسماء جديدة لتلك القائمة ، فارتفع عددهم مع نهاية العام المنصرم 2007 الى ( 232 ) أسيراً ، لافتاً الى أن ارتفاعاً قد طرأ أيضاً على عدد من أمضى منهم أكثر من عشرين عاماً ، ليصل الى ( 73 ) اسير ، فيما كان عددهم ( 64 ) أسيراً مع نهاية العام 2006 ، أما من أمضوا أكثر من ربع قرن فارتفع عددهم الى ( 10 ) أسرى وأقدمم الأسير سعيد العتبة الذي دخل في تموز الماضي عامه الواحد والثلاثون ، وهم بذلك سجوا اسمائهم بشكل فردي وجماعي في موسوعة غينتس العالمية ، لافتاً الى أنه أصدر قبل اسبوع تقريراً شاملاً عنهم وتجدونه على موقعه فلسطين خلف القضبان .

الأوضاع الصحية

ولم يغفل الأسير السابق والباحث فروانة في تقريره ، أوضاع الأسرى الصحية، التي تفاقمت وازدادت سوءاً وخطورة خلال العام 2007 ، واعتبرها استثنائية قلما شهدتها سجون أخرى في العالم ، وهي سبب رئيسي في بروز العديد من الأمراض أو تفاقمها واستفحالها ، وأشار أنه يوجد مئات من الأسرى  يعانون من أمراض خطيرة تستدعي اجراء عمليات عاجلة ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها إدارة السجون في علاج المرضى، ورفضها لمطالب وزارة الأسرى بادخال طواقم طبية للكشف عن الأسرى وتقديم العلاج لهم ، ومنعها ادخال الأدوية الضرورية لهم عن طرق الأهل أو المحامين ، مما يعرض حياة الأسرى للخطر .

التعذيب في السجون يتواصل ويزداد قسوة

وحول التعذيب في السجون الإسرائيلية أكد الباحث فروانة أن ممارسة التعذيب ضد الأسرى اشتدت خلال العام المنصرم وأصبحت اكثر قسوة وشراسة ، فبالإضافة لشهادات المعتقلين السابقين ، استرشد الباحث بتقرير " اللجنة الشعبية ضد التعذيب في إسرائيل " الذي جاء تحت عنوان " القنابل الموقوتة " و نشر منتصف العام 2007 ، وتناول التعذيب الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السنة الأخيرة من قبل محققي جهاز الأمن العام (الشاباك) ، وبحسب التقرير فإن قرار المحكمة العليا الذي سمح وأتاح بتعذيب المعتقلين المشتبهين بأنهم " قنابل موقوتة" ، هو الذي أدى إلى التعذيب القاسي لكل معتقل فلسطيني .

ويؤكد التقرير أنه لا يوجد اليوم في " إسرائيل " أي حاجز فعَّال، لا قضائي ولا أخلاقي، أمام ممارسة التعذيب ، فوزارة القضاء، بدءاً من المستشار القضائي للحكومة ونيابة الدولة، وحتى المدعي المعين، يمنحون الغطاء المنهجي لطرق التحقيق التي يستخدمها الشاباك، في حين يتجاهل الجهاز القضائي شكاوى ضحايا التعذيب.

وتعقيباً على ذلك أكد فروانة أن دولة الإحتلال هي الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب ، ومنحت ممارسيه الغطاء القانوني والحصانة القضائية .

الإكتظاظ يتواصل ومتوسط مساحة السكن للأسير انخفضت خلال العام المنصرم

وأفاد الباحث فروانة أن متوسط المساحة المخصصة للأسير الواحد قد تقلصت خلال العام المنصرم من 3.4 متر مربع الى 2.9 متر مربع فقط ، مقابل 4.5 متر متوسط مساحة كل سجين في السجون الأوروبية ، وهذا ما أكدته معطيات ادارة مصلحة السجون للجنة القانون والتشريع في الكنيست الإسرائيلي في أكتوبر الماضي ، حيث أشارت الى أن متوسط مساحة السكن للأسير الواحد في سجن عوفر شمال القدس المحتلة تبلغ 1.37 متر مربع، والوضع في سجن كيشون قرب حيفا ليس أفضل بكثير حيث متوسط مساحة السكن فيه 1.97 متر مربع ، وفي سجن رامون 2.04 متر مربع للسجين، فيما سجن شطة أفضل حالاً بقليل حيث أن متوسط مساحة السكن للأسير الواحد بلغت 2.16 متر مربع وفي سجن الكرمل 2.20 متر مربع.

( 7 ) أسرى إلتحقوا بقائمة شهداء الحركة الأسيرة

وعن الشهداء من الأسرى أظهر التقرير وحسب ما هو موثق ، بأن قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ارتفعت الى ( 193 ) شهيداً ، منهم ( 7 ) أسرى استشهدوا خلال العام المنصرم 2007 ، وهم :

جمال السراحين ( 37 ) عاماً ، من بلدة بيت أولا شمال الخليل واستشهد بتاريخ 16-1-2007 نتيجة الإهمال الطبي في معتقل أنصار 3 في النقب ، وائل القراوي ( 34 عاماً ) من حي الطور بالقدس واستشهد بتاريخ 9-3-2007 نتيجة التعذيب والضرب المبرح بعد الإعتقال مباشرة من قبل حرس حدود الإحتلال ، ماهر دندن ( 38 ) عاماً ، من مخيم بلاطة نابلس واستشهد بتاريخ 9-6-2007 نتيجة الإهمال الطبي ، شادي السعايدة ( 28 عاماً ) من مخيم المغازي بقطاع غزة واستشهد بتاريخ 31-7-2007 في سجن نفحة نتيجة الإهمال الطبي ، عمر المسالمة ( 42 عاماً ) من بلدة بيت عوا – الخليل واستشهد بتاريخ 25-8-2007 في سجن الرمة نتيجة الإهمال الطبي،  و محمد الأشقر من صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 نتيجة اصابته بعيار ناري في سجن النقب خلال قمع الأسرى من قبل القوات الخاصة وأصيب بالأحداث آنذاك أكثر من 250 معتقل ، فادي أبو الرُّب ( 21 عاماً ) من قباطية في جنين واستشهد في سجن جبوع بتاريخ 28-12-2007.

حالات منع الزيارة ازدادت خلال العام المنصرم

ولاحظ فروانة أن حالات منع الزيارة قد ازدادت هي الأخرى خلال العام المنصرم ، بشكل فردي عبر ما يسمى " المنع الأمني "  المفروض على بعض أهالي الأسرى في الضفة الغربية ، أو توقف برنامج الزيارات بشكل جماعي تحت حجج مختلفة ، أو بشكل جماعي لأشهر طويلة كما هو حاصل مع أهالي الأسرى من قطاع غزة الممنوعين من الزيارات منذ منتصف يونيو الماضي ، أو حرمان الأسير من الزيارة كاجراء عقابي ، واعتبر فروانة أن زيارة الأهل هي حق مشروع للأسير وذويه كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية ، وسلبه من أي طرف بشكل فردي ، أو جماعي ، يعني جدلياً سلبه من الطرف الآخر ، الأمر الذي يمثل انتهاكاً فاضحاً لتلك المواثيق ولأبسط حقوق الإنسان الأسير .

تصاعد سياسة اغلاق حسابات الأسرى ومصادرة أموالهم

كما وتصاعدت خلال العام المنصرم ، سياسة اغلاق حسابات الأسرى " الكانتينا " ومصادرة أموالهم ، وحرمانهم من تلقي الأموال عن طريق الأهل والوزارة لشراء احتياجاتهم من مقصف السجن ( الكانتيا ) ، واستهجن فروانة هذا السلوك في وقت لم تلتزم فيه سلطات الإحتلال بتوفير احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية اليومية من حيث كميتها ونوعيتها وتنوعها لتكفل المحافظة على صحة الأسرى في حالة جيدة ، واعتبرها سياسة تهدف لإذلال الأسرى وتجويعهم، مما يعني تعرضهم للإصابة بمزيد من الأمراض . 

الإضراب عن الطعام

وبيَّن فروانة في تقريره أن تصاعداً قد طرأ خلال العام المنصرم على مجمل الإضرابات الجزئية والتكتيكية التي خاضها الأسرى والتي تمثلت بارجاع وجبة أو الإضراب عن الطعام في بعض السجون ليوم واحد أو اضراب شامل عن الطعام في كافة السجون ، وذلك احتجاجاً على أوضاعهم السيئة وغير الإنسانية ، واعتبر فروانة أن تلك الإضرابات هي شكل من أشكال النضال وأن الأسرى أمسكوا بزمام المبادرة ، مما يعكس مدى خطورة الأوضاع التي يعيشونها .

الفعاليات التضامنية

ولاحظ فروانة أن العام المنصرم 2007 شهد فعاليات عديدة ، حيث استمرار الإعتصامات المتفرقة أو الإسبوعية أمام مقرات الصليب الأحمر في الكثير من المدن الفلسطينية ، لافتاً الى أن العديد من المؤسسات الحقوقية أو المعنية بالأسرى نظمت العديد من الفعاليات والندوات ، معتبراً أن الفعاليات المميزة كانت موسمية ، فيما استحوذت قضية الأسرى على  مساحة لا بأس بها  في وسائل الإعلام المختلفة ، مؤكداً أن تفاوتاً قد برز جلياً في المساحة الممنوحة لقضية الأسرى في هذه الوسيلة أوتلك ، داعياً وسائل الإعلام الى منح قضية الأسرى مزيداً من المساحة .

وفي ذات السياق انتقد الفضائيات العربية بمختلف مسمياتها لغيابها الواضح خلال العام المنصرم في تناولها لقضايا الأسرى ومعاناتهم ، باستثناء ما نذر .

دور الوزارة خلال العام المنصرم

وعن دور وزارة الأسرى والمحررين في ظل تزايد الإعتقالات وتصاعد الانتهاكات بحق الأسرى خلال العام المنصرم ، أكد مدير دائرة الإحصاء بالوزارة في تقريره ، على أن قضية الأسرى تقف في صلب اهتمام الرئاسة والحكومة وعلى رأس أولوياتهما ، مبيناً بأن الوزارة واصلت تقديم خدماتها للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين على كافة المستويات ، وتسعى جاهدة للإفراج عن كافة الأسرى ، ولحين تحقيق ذلك تسعى لتقديم كل ما من شأنه أن يساعد في تحسين أوضاعهم و شروطهم الحياتية والتخفيف من معاناتهم ومعاناة ذويهم ، ومساعدة المحررين.

الإفراجات السياسية

وذكر فروانة أنه خلال العام 2007 ، أطلقت " اسرائيل " سراح ( 778 ) معتقل على  ثلاث دفعات ، في اطار ما يسمى حسن النوايا وتعزيز الثقة ، وفق قوائم أعدت من قبل الجانب الإسرائيلي فقط ، دون مشاركة الجانب الفلسطيني ، وأطلق سراح الدفعة الأولى بتاريخ 20 تموز 2007 وشملت ( 256 ) أسير ، أما الدفعة الثانية ( 91 ) أسير فأطلق سراحهم أواخر  سبتمبر، فيما كانت الدفعة الثالثة والأخيرة بتاريخ 3 ديسمبر وشملت ( 431 ) أسير ، معرباً عن ترحيبه باطلاق سراحهم ومتمنياً لهم حياة سعيدة .

اسرائيل تعيد أربعة معتقلين أردنيين الى بلادهم في تموز 2007

وأشار فروانة في تقريره ان السلطات الإسرائيلية أعادت في تموز 2007 أربعة أسرى أردنيين الى بلادهم لمواصلة قضاء فترة محكوميتهم هناك ، بناءاً على اتفاقية بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية وكان الأسرى الأردنيين الأربعة قد حكم عليهم بالسجن المؤبد بعد ان أدينوا بقتل ضابط وجندي من الجيش الإسرائيلي عام 1990 ، وهم  سلطان طه العجلوني ( 33 عاماً ) وأمين عبد الكريم الصانع ( 41 عاماً ) وخالد عبد الرازق أبو غليون ( 39 عاماً ) ، وسالم يوسف أبو غليون ( 38 عاماً ) ، وجميعهم معتقلون منذ نوفمبر 1990.

عملة تبادل محدودة

وذكر فروانة أن العام 2007 شهد عملية تبادل محدودة ما بين حكومة الإحتلال الإسرائيلي ومنظمة حزب الله اللبنانية وذلك بتاريخ 15-10-2007 ، حيث استعادت بموجبها " اسرائيل " جثة أحد مواطنيها ، فيما استعاد حزب الله جثتي مقاتلين من حزب الله استشهدا  خلال حرب تموز من العام 2006 ، واطلاق سراح أسير لبناني كانت قد اعتقلته القوات الاسرائيلية خلال حرب تموز .

ورحب فروانة بعملية التبادل رغم محدوديتها ، واعتبرها حدث سعيد بالنسبة للأسرى الفلسطينيين والعرب ويبعث لديهم الأمل من جديد ، في امكانية حدوث عمليات تبادل جديدة تتضمن اطلاق سراح عدد منهم .

الخاتمة

وفي ختام تقريره أكد الأسير السابق والباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أن الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو واحد من نماذج الإحتلال البشعة واللاإنسانية على مدار التاريخ البشري ، وهو واحد من النماذج القمعية الدموية ، واللا إنسانية واللا أخلاقية ، وحياة الإنسان الفلسطيني عموماً والأسير خصوصاً هبطت عند المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بما فيها السجانين والمحققين ، في محاولة يائسة للإستفراد بالأسرى في ظل حالة الإنقسام الداخلي التي يحياها الشعب الفلسطيني ، وفي ظل اللامبالاة العربية والإسلامية ، والتخاذل الدولي ، داعياً الجميع بدون استثناء الى شحذ الهمم واستنفار الإمكانيات وتنظيم حملة تضامنية مساندة ونوعية ترتقي الى مستوى حجم الخطورة التي يتعرض لها الأسرى ، وذلك على كافة المستويات المحلية والعربية والإسلامية .

ندعوكم لزيارة موقعنا الشخصي / فلسطين خلف القضبان للإطلاع على المزيد من الموضوعات والتقارير المتعلقة بالأسرى www.palestinebehindbars.org

موقع فلسطيني شخصي ومستقل للأسير السابق والباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين

عبد الناصر عوني فروانة  غزة- فلسطين - للإتصال جوال / 0599361110 البريد الألكتروني ferwana2@yahoo.com

-----------------------------------

تقرير صادر عن مركز رسالة الحقوق

تواصل إدارة السجون الإسرائيلية  الانتهاكات اللا إنسانية بحق الأسرى

أفاد محامي مركز رسالة الحقوق بأن إدارة مصلحة السجون الصهيونية تواصل سياستها التعسفية اللاانسانية بحق الأسرى الفلسطينيين حيث نقل عن الأسرى في سجن أيالون (العزل) بان إدارة السجن قامت بوضع الأسير المجاهد إياد أبو فنونة بالعزل لمدة شهر و الجريمة التي نسبت له هو أنه أعطى جلسة قرآن في شهر رمضان للأسرى داخل السجن !!!  

هذا و قد أفاد الأسرى لمحامي مركز رسالة الحقوق بسجن أيالون (العزل) بأنه مازال يقبع في العزل منذ شهرين  حتى اللحظة , و أشار الأسرى بان الأسير إياد أبو فنونة ممنوع من زيارة الأهل منذ فترة طويلة، كما انه موجود بالعزل برفقة شخص يعاني من اضطرابات نفسية مما يؤثر سلبا ً على نفسية الأسير إياد أبو فنونة و يأتي ذلك بهدف الإذلال و الاهانة المتعمدة بحق الأسرى وكسر إرادتهم وصمودهم.

هذا و قد ناشد الأسرى المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل لوقف هذه التصرفات والإجراءات التعسفية بحقهم و الوقوف بجانبهم خاصة ً و أن ظروف السجن الصعبة بالغة السوء.

وفي إطار تواصل الإجراءات التعسفية بحق الأسرى من قبل إدارة سجن نيتسان أفاد الأسرى لمحامي مركز رسالة الحقوق بان إدارة السجن قامت بإخراج الأسرى من الغرف إضافة إلي مصادرة جميع الأدوات الكهربائية و ذلك بحجة تفتيش الغرف و أوضح الأسير سلامة شنايطة لمحامي مركز رسالة الحقوق بان إدارة السجن قامت بمصادرة الكتب و الأوراق الخاصة بكل أسير حتى الصور العائلية و الشخصية.

كما أفاد الأسرى بأن قوات النحشون الإجراميـة الخاصة قامت بالاعتداء على الأسرى بالضرب المبرح دون أي مبرر , هذا و قد أشار الأسير محمد السايس لمحامي المركز بان إدارة سجن نيتسان تعتدي بالضرب والقمع على جميع الأسرى دون استثناء و دون مراعاة لمريض أو كبير أو صغير بشكل تعسفي و دون رحمة لأحد .

يذكر أن الأسيرين سلامة شنايطة و محمد السايس تتهمهما سلطات الاحتلال بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

مركز رسالة الحقوق

وحدة دعم الأسرى

29/11/2007

الخبر في الموقع

http://www.cmrlaw.ps/arabic/news.php?id=428

---------------------------------

تقرير شامل : إضرابات الأسرى عن الطعام شكل من أشكال النضال

يلجأون له رغماً عنهم وهم بحاجة لحملة تضامن واسعة النطاق وعلى كافة الصعد

بقلم/ عبد الناصر عوني فروانة

30 نوفمبر 2007

أخبار الأسرى تتفاعل يوماً بعد يوم ، وتزداد سخونة لتذكرنا بلهيب شمس يوليو في النقب ونفحة ، وتصلنا مرة كمرارة زنازين عسقلان والمسكوبية ، وتكون كالصاعقة على رؤوسنا ، قاسية على مسامعنا كـقساوة عزل السبع والرملة ، ونراها حمراء اللون كدماء الأشقر ومن قبله المئات من الشهداء والمصابين .

واليوم أمسك الأسرى بزمام المبادرة ، فكان اضرابهم عن الطعام رسالة معلنة لإدارة مصلحة السجون  يؤكدون فيها رفضهم لسياساتها القمعية ، وأنهم لم ولن يقبلوا بالظم ولن يسمحوا بسحب انجازاتهم التي دفع ثمنها رفاقهم دماً ومعاناة ، و في الذكرى الأربعين لإستشهاد رفيق دربهم الأسير محمد الأشقر  ليؤكدون أنهم أوفياء لدمائه ولن يسمحوا بتكرار ما حدث أو استمرار الإعتداءات عليهم والمساس بكرامتهم .

ولأننا أسرى سابقين ، أدعي أننا نشعر أكثر من غيرنا باضرابهم ، واستذكر حينما كنا نَجوع ونَجوع ، ولا تَجوع المبادئ فينا ولو مرة واحدة ، نَحِنُ للخبز والشاي والقهوة ، ولا يَحِنُ التراجع و الركوع فينا ولو لبرهة واحدة ... نتحدى الجلاد بجوعنا وعطشنا ويسقط الجسد منهكاً ولا تسقط المبادئ ، ويبقى الصمود والأمل عنوان المعركة .

 هذا الإحساس وبدون أدنى شك يدفعنا لنلتحم بمشاعرنا وأحاسيسنا مع أسرانا ، ويؤدي لتجذر إنتمائنا أكثر بقضية عادلة عمرها عقود من الزمن ، ويدفعنا هذا الإنتماء للتحرك دائماً صوب العمل والعطاء لأجلهم ، وفق إمكانياتنا المتواضعة وبما يمكن أن يخدم قضاياهم ومطالبهم العادلة .

كما أننا نُدرك قيمة الفعل الجماهيري المساند للأسرى ، ولا نجاح لأي اضراب للأسرى دون أن يحظى بالمساندة الجماهيرية والإلتفاف الشعبي ، والتجارب السابقة أكدت أن اضرابات الأسرى التي حظيت بدعم ومساندة جماهيرية أكثر ، هي التي حققت انجازات أكثر بالنسبة للأسرى ..

الإضراب عن الطعام شكل من أشكال النضال

ان الإضراب عن الطعام أو ما يسمى " معركة الأمعاء الخاوية "  ليس هدفاً بحد ذاته ، بل هو شكل من أشكال النضال يلجأ له الأسرى رغماً عنهم من أجل الحياة الكريمة وانتزاع حقوقهم الأساسية ، وضد ممارسات الظلم والإضطهاد ، وذلك  في حال فشل كافة الوسائل النضالية الأخرى والأقل قساوة وألماً كالإحتجاجات ، المناشدات ، المفاوضات ، والإضرابات الجزئية الهادفة لتحسين أوضاعهم وظروف حياتهم المعيشية ، والإضراب  يخوضه الأسرى بإرادة صلبة وبقرار طوعي ولديهم الإستعداد لمواجه الموت الشريف على أن يحيو في خنوع وركوع لإرادة السجان وإملاءاته وجبروته . 

وفي الوقت الذي يقرر فيه الأسرى انتهاج هذا الشكل النضالي فانهم  يراهنون على ارادتهم الصلبة وقوة إصرارهم وعزيمتهم التي لا تلين ، وعدالة مطالبهم ومساندة الجماهير لهم ،  وجدلياً أينما وجد الظلم والإضطهاد وجد النضال والمقاومة  .

ويخوض الأسرى الإضرابات تحت شعار " نعم لآلام الجوع ولا لآلام الركوع "  ، لكنها متنوعة الشكل والمضمون ، فمنها ( الإحتجاجي ،التكتيكي ، الإستراتيجي) أي منها ما يتمثل بارجاع وجبة واحدة أو أكثر من وجبة أو قد يكون ليوم كامل أو لبضعة أيام ، ومنها الإستراتيجي طويل الأمد وهو اضراب شامل عن الطعام يمتد لحين أن تستجيب ادارة السجون لمطالب الأسرى أو جزءاً منها وهنا يصل الى شهر أو أكثر بكثير .

وقدم الأسرى خلال مسيرتهم وفي اطار هذه الإضرابات عن الطعام العديد من الاسرى شهداء أمثال عبد القادر أبو الفحم والذي يعتبر أول شهداء الحركة الأسيرة خلال إضراب عن الطعام واستشهد بتاريخ 11/5/1970 م في سجن عسقلان ، والأسرى الشهداء راسم حلاوة ، على الجعفري ، اسحق مراغة ، أنيس دولة ، حسين عبيدات و آخرين ، واستطاعوا بنضالاتهم هذه أن يحققوا العديد من الإنجازات النوعية .

وأكد الأسرى أن الإنسان الفلسطيني الأسير ، لم ولن يقبل بالظلم والإضطهاد ولا بسلب حقوقه الإنسانية ، مثلما لم ولن يقبل من قبل بسلب حقوقه الوطنية والتاريخية .

وفي كل ساعة من ساعات الإضراب يسجل فيها الأسرى صفحات جديدة في سفر الحركة الأسيرة الحافل بالصفحات المضيئة ، ولا مبالغة لو قلنا بأن تجربة الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، هي التجربة الجماعية الأكثر نضالاً وإشراقاً على مدار التاريخ .

 

أبرز الإضرابات عن الطعام

نؤكد على أنه لا يمر اسبوع واحد إلا وأن تشهد السجون والمعتقلات أو احداها اضراباً عن الطعام شاملاً أم جزئياً ، وأحياناً كما حصل اليوم تتفق كل السجون على خوض اضراب موحد عن الطعام ولقد خاض الأسرى عشرات الإضرابات عن الطعام والتي استمرت لبضعة أيام ، ونستعرض أدناه أبرز الإضرابات وليست جميعها والتي تحتاج لمجلدات .

- اضراب سجن الرملة بتاريخ 18/2/1969 واستمر (11) يوما

- اضراب معتقل كفاريونا بتاريخ 18/2/1969 واستمر الإضراب (8) أيام ورافق إضراب الرملة.

- اضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفي ترتسا بتاريخ 28/4/1970 واستمر (9) أيام.

- اضراب سجن عسقلان بتاريخ 5/7/1970 واستمر الإضراب (7) أيام.

- اضراب إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13/9/1973 وحتى تاريخ 7/10/1973.

- الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 11/12/1976 والذي انطلق من سجن عسقلان واستمر لمدة (45) يوما لتحسين شروط الحياة الاعتقالية ، والإضراب المفتوح بتاريخ 24/2/1977 واستمر لمدة (20) يوما في سجن عسقلان وهو امتداد للإضراب السابق.

-اضراب سجن سجن نفحة بتاريخ 14/7/1980 واستمر لمدة (32) يوما ، احتجاجاً على افتتاح هذا السجن في نفس العام ونقل الأسرى إليه في ظروفه قاسية جداً ، وشاركت باقي السجون بإضراب إسنادي وأيضاً كان هناك مشاركة جماهيرية واسعة إستشهد خلاله الأسير راسم حلاوة والأسير علي الجعفري وفيما بعد الأسير إسحق مراغة .. ورافق هذا الإضراب حملة شرسة لقمع الأسرى من قبل إدارة مصلحة السجون بإشراف وزير الداخلية الإسرائيلي آنذاك د. يوسف بورغ وتم نقل قسم من المضربين من سجن نفحة إلى سجن الرملة ، ويعتبر هذا الإضراب وهو الأشرس والأكثر عنفاً .

-  اضراب سجن جنيد في سبتمبر عام 1984 واستمر لمدة (13) يوما.

-  - اضراب الأسيرات بتاريخ 12/11/1984 واستمر عدة أيام .

-  اضراب سجن نفحة في آذار 1985 واستمر لمدة 6 أيام .

-  اضراب سجن جنيد بتاريخ 25/3/1987 وشاركت فيه معظم السجون وخاضه أكثر من (3000) أسير فلسطيني واستمر لمدة (20) يوما والذي كان له إسهام في اندلاع الانتفاضة الأولى.

-  23/1/1988 أعلن الأسرى الإضراب عن الطعام تضامناً وتزامناً مع إضرابات القيادة الموحدة للإنتفاضة

-  اضراب سجن نفحة بتاريخ 23/6/1991 واستمر الإضراب (17) يوما .

-  اضراب شامل في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27/9/1992 أسير واستمر (15) يوما ،  وأصطلح على تسميته لدى الأسرى أم المعارك كونه شكل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير حيث شارك في هذا الإضراب نحو 7 آلاف أسير ، ولقد كانت مشاركة السجون على النحو التالي (جنيد وعسقلان ونفحة وبئر السبع ونابلس في 27/9، سجن جنين 29/9/، سجن الخليل 30/9، سجن رام الله وأسيرات تلموند في 1/10، سجن عزل الرملة في 5/10، سجن غزة المركزي في 10/10، فيما شاركت السجون التالية مشاركة تضامنية مجدو، النقب، الفارعة، شطة، وحظي بمساندة جماهيرية واسعة في الوطن و الشتات ،وحقق الإضراب العديد من الإنجازات واستشهد خلاله الأسير المقدسي حسين عبيدات .

-  اضراب معظم السجون بتاريخ 21/6/1994 حيث خاض الأسرى إضرابا مفتوحا عن الطعام على أثر توقيع اتفاقية القاهرة (غزة – أريحا أولاً) احتجاجاً على الآلية التي نفذ بها الشق المتعلق بالإفراج عن خمسة آلاف أسير فلسطيني حسب الاتفاق، واستمر الإضراب ثلاثة أيام .

-  اضراب الأسرى بتاريخ 18/6/1995 تحت شعار (إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء) وجاء الإضراب لتحريك قضيتهم السياسية قبل مفاوضات طابا واستمر الإضراب لمدة (18) يوما.

-  إضراب معظم السجون عام 1996 و استمر 18 يوما .

-  اضراب الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام بتاريخ 5/12/1998 على أثر قيام "إسرائيل" بالإفراج عن (150) سجينا جنائيا ضمن صفقة الإفراج عن (750) أسيرا وفق اتفاقية اتفاقية واي ريفر وعشية زيارة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلنتون للمنطقة ، وتزامن مع ذلك نصب خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية امام الجندي المجهول بغزة واعلان ( 70 ) اسير محرر وفي مقدمتهم الأخ هشام عبد الرازق وزير شؤون الأسرى والمحررين الإضراب المفتوح عن الطعام ..

-  اضراب الأسرى عن الطعام بتاريخ 2/5/2000 احتجاجاً على سياسة العزل والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين واستمر هذا الإضراب ما يقارب الشهر ورفع خلاله شعار إطلاق سراح الأسرى كأحد شروط السلام والجماهير الفلسطينية انتفضت تضامناً مع الأسرى وقدمت 8 شهداء في أيام متقاربة خلال الإضراب في قلقيلية ونابلس ورام الله والخليل ، والعشرات من الأسرى المحررين اضربوا عن الطعام في خيمة التضامن التي نصبت قرب جامعة الأزهر بغزة .

-  بتاريخ 26/6/2001 الأسيرات في سجن نيفي تريستا يضربن عن الطعام لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجاً على اوضاعهم السيئة ويتعرضن للإبتزاز والتعامل بقسوة وظلم خلال الإضراب.

- اضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15 /8/2004 واستمر ( 19 يوماً )  وحظي بمساندة جماهيرية مميزة أبرزها إعلان العشرات من الأسرى المحررين الإضراب عن الطعام تضامناً مع إضراب الأسرى وذلك في خيمة التضامن أمام الجندي المجهول بغزة ، وحقق هذا الإضراب انجازات عديدة .

- 10/7/2006 اضراب اسرى سجن شطة لمدة 6 أيام .

- 18 /11/2007 اضراب السرى في كافة السجون والمعتقلات ليوم واحد .

خطوات لا بد منها لإنجاح الإضراب

وهنا لا بد من الإشارة الى أن قرار خوض الإضراب ، هو قرار صعب ، وهو ليس سهلاً ، كما أن الإضراب ليس نزهة ، لهذا قلنا بأن الأسرى يلجأون إليه رغماً عنهم ، وتختلف التحضيرات والإعدادات باختلاف نوعية الإضراب المنوي خوضه ، وأكثر تلك الإعدادات تلك التي تسبق الإضرابات الإستراتيجية الطويلة ، أو تلك التي تسبق الإضرابات التكتيكية في المعتقلات التي تضم أعداداً كبيرة من المعتقلين الجديد الذين يفتقرون للتجربة .

لهذا وقبل اتخاذ أي قرار بالاضراب عن الطعام يتم الإعداد الجيد له والتنسيق مع الخارج ، وخاصة الإعداد النفسي للأسرى، وشرح أهداف الإضراب وتأثيراته الصحية والخطوات التي يجب اتباعها  واذا كان اضرباً استراتيجياً يتم استثناء الأسرى المرضى وكبار السن حفاظاً على حياتهم ويتم عزلهم بغرف لوحدهم حتى لا يتأثر الآخرون سلباً  .

كما ويتم جمع كل المواد الغذائية الموجودة في السجن وتسليمها للإدارة حتى لا تدعي أن الأسرى غير مضربين.

وخلال مسيرة الحركة الوطنية الأسيرة استطاع الأسرى انتزاع حقوق أساسية وانجازات عديدة ونوعية من خلال الإضرابات عن الطعام .

الأسرى بحاجة لحملة تضامن واسعة النطاق وعلى كافة الصعد

وعودة على بدء فإن اضراب الأسرى اليوم حمل رسالة ضمنية وغير معلنة لنا جميعاً ،  حيث يصادف هذا اليوم ذكرى الأربعين لأحداث معتقل النقب التي أدت لاستشهاد الأسير البطل محمد الأشقر واصابة قرابة مئتين وخمسون معتقلاً .. دون أن تتحرك جدياً المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بما فيها الإعلامية ، الحقوقية أو الانسانية بمختلف مسمياتها ومضامينها ، طوال الفترة الماضية لضمان ملاحقة مرتكبي الجريمة أو على الأقل لضمان عدم تكرارها  ؟

وجميعنا اعتبر أن ما جرى يومذاك في معتقل النقب هو جريمة حرب تضاف الى قائمة جرائم الإحتلال بحق الأسرى ، واتفقنا في بياناتنا وتصريحاتنا وأصبنا في تحليلاتنا على أن قائمة الإنتهاكات بحق الأسرى تطول وتطول ، وأن الهجمة بحق الأسرى تتصاعد يوماً بعد يوم وبشكل أكثر عنفاً ، و أن سلطات الإحتلال تشن حملة شرسة مدروسة ممنهجة تهدف إلى تجريد الحركة الأسيرة من كل شئ وإعادتها إلى الحالة التي بدأت عليها قبل أكثر من أربعين عاماً .

لكننا وللأسف لم نتفق بعد على آلية وطنية للنضال السلمي التضامني المساند للأسرى وحقهم في العيش بكرامة واسترداد حقوقهم الإنسانية المسلوبة وفق ما تنص عليه كافة الإتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف ...!!

وآمل أن تحمل الأيام المقبلة أخباراً سارة في هذا الصدد وأن تشهد خطوات عملية نوعية لمساندة الأسرى ودعم نضالاتهم ومطالبهم العادلة .

موقعنا الشخصي فلسطين خلف القضبان وهو مختص بشؤون الأسرى

http://www.palestinebehindbars.org/

بريدنا ferwana2@yahoo.com

 موقع فلسطيني شخصي ومستقل للأسير السابق والباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين

عبد الناصر عوني فروانة  غزة- فلسطين - للإتصال جوال / 0599361110 البريد الألكتروني ferwana2@yahoo.com

----------------------------------

فروانـة :الأسرى القدامى ..اسطورة الحركة الأسيرة ،ألم مضاعف وأمل طال انتظاره ..!

وأرقام في موسوعة " غينتس " وحكايات تحتاج لأشهَر الكُتاب والمؤرخين لتدوينها

غزة 23-12-2007- كشف مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، في تقرير شامل حول " الأسرى القدامى " ، أن هؤلاء القدامى سجلوا أسمائهم بشكل فرادي وجماعي في موسوعة " غينتس " العالمية للأرقام .

مبيناً أن الأسير سعيد العتبة المعتقل منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، قد  حفر اسمه في موسوعة " غينتس " للأرقام القياسية ، حيث تعتبر أطول فترة في العالم  ، ولم يسبق لأي أسير سياسي أن أمضى مثل هذه الفترة ، فحتى نلسون مانديلا لم يمضي سوى 26 عاماً ، وقاتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي أمضى 28 عاماً خلف القضبان .

ويضيف فروانة أن من بين الأسرى القدامى ( 232 ) اسير أمضوا أكثر من خمسة عشر عاماً ، بينهم  ( 73 ) أسير مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ( تجدون أسمائهم كاملة على موقعنا فلسطين خلف القضبان ) وهؤلاء يطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح عمداء الأسرى ، ولم يسبق وأن سجلت تجارب الشعوب ، تجربة جماعية لأسرى سياسيين بهذا العدد وقد أمضوا بشكل جماعي أكثر من عشرين عاماً في الأسر ، ولا عن مجموعة من الأسرى وصل عددهم ( 10 أسرى ) أمضوا أكثر من ربع قرن في الأسر ، وستجدون صورهم على موقعنا فلسطين خلف القضبان ، وهذا يعني أيضاً أن هؤلاء الأسرى القدامى قد سطروا أسمائهم كتجربة جماعية في موسوعة "غينتس " للأرقام القياسية ، وقد يكونوا قد سجلوا أسمائهم في موسوعة " غينتس " بالنسبة لمجموع أيام الإضرابات عن الطعام التي خاضوها في الأسر خلال فترة اعتقالهم  .

وبذلك يكون الأسرى القدامى قد سجلوا عدة أرقام بشكل فردي وجماعي في موسوعة " غينتس " للأرقام القياسية .

وأعرب فروانة عن فخره بهؤلاء وبصمودهم الإسطوري ، إلا أنه في الوقت ذاته عبر عن حزنه وخجله من إستمرار احتجازهم ، وانتقد الفصائل مجتمعة على قصورها وعجزها عن تحريرهم ، معتبراً أن لا معنى لأي عملية تبادل قادمة لا تشمل إطلاق سراحهم .

وبين أنه إذا استمر هذا الحال فسنجد أمامنا العام القادم أكثر من أسير وقد مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً ، وسينضم العشرات من الأسرى لقائمة من أمضوا أكثر من عشرين عاماً ، وبدلاً من أن يسجلوا أرقاماً فإنهم سيضطرون رغماً عنهم لأن يسجلوا صفحات في موسوعة " غينتس " العالمية .

وأوضح فروانة أن مصطلح " الأسرى القدامى "  يطلق على قدامى الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو في سبتمبر عام 1993 ،  وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في 4 آيار 1994 ، باعتبارهم قدامى الأسرى ، حيث أن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله أربعة عشر عاماً ، فيما أقدمهم مضى على اعتقاله أكثر من ثلاثين عاماً ، وهؤلاء ليسوا من منطقة جغرافية واحدة ، بل من مناطق جغرافية مختلفة ومنهم من مناطق تتخطى حدود فلسطين .

وكشف مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة في تقريره أن عددهم وصل إلى  ( 356 ) أسير ، منهم ( 141 ) أسير من الضفة الغربية وأقدمهم وأقدم الأسرى عموماً هو سعيد وجيه العتبة ( 57 عاماً ) من نابلس ، وهو أعزب ومعتقل منذ 29/7/1977 ، و ( 139 ) أسير من قطاع غزة وأقدمهم الأسير سليم علي الكيال ( 56 عاماً ) من مدينة غزة ، متزوج ولديه بنت ومعتقل منذ 30/5/1983 ، و ( 49 ) أسير من القدس وأقدمهم الأسير فؤاد قاسم الرازم ( 49 عاماً ) أعزب ومعتقل منذ 30/1/1980 و ( 22 ) أسير من المناطق الفلسطينية التي أحتلت عام 1948 ، وأقدمهم وأكبرهم سناً هو الأسير سامي خالد يونس ، وهو متزوج ومعتقل منذ 5/1/1983 وقد تجاوز السبعون عاماً من عمره ، فيما بينهم ( 5 ) أسرى عرب وأقدمهم وعميدهم هوالأسير اللبناني / سمير سامي القنطار ( 46 عاماً ) من قرية عبية في الجنوب اللبناني ، وهو أعزب ومعتقل منذ 22 نيسان 1979 ، بالإضافة إلى  ( 4 أسرى ) سوريين من هضبة الجولان المحتلة وهم بشير سليمان المقت ( 42 عاماً ) وصدقي سليمان المقت ( 40 عاماً ) ، وعاصم محمود والي ( 40 عاماً ) وستيان نمر والي ( 41 عاماً ) ، وجميعهم معتقلون منذ أغسطس1985 .

وأكد فروانة أن لهؤلاء الأسرى القدامى حكايات وقصص طويلة تحتاج لمجلدات ولأشهر الكتاب والشعراء والمؤرخين لتدوينها ، وهم يعانون ضعف مما يعانيه الأسرى الآخرون ، ولكل منهم قصصه وحكاياته ، فهم أفنوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، وتعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب وتنقلوا للعيش من سجن لآخر ومن زنزانة إلى أخرى ، وذاقوا مرارة العزل بأنواعه المختلفة ، وعاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم ، ومنهم من أمضى من عمره في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم ويعانقهم للمرة الأولى وهم أسرى مثله خلف القضبان كالأسير فخري البرغوثى الذي اجتمع بنجليه فى سجن عسقلان ليحتضنهم لأول مرة بعد اعتقال استمر سبعة وعشرين عاماً ، والأمر نفسه بالنسبة للاسير أحمد أبو السعود الذي ترك أولاده الخمسة في السنوات الأولى من عمرهم ليلتقي هو وأحد أبناءه بعد أكثر من عشرين عاماً في السجن بدلاً من أن يلتقيا في منزل العائلة كباقي الناس.

وأضاف أن منهم من كبر أبنائه وتزوجوا ، واكتفى لأن يرسل لهم ببعض الكلمات كهدية بمناسبة زفافهم بدلاً من أن يحضر حفل الزفاف بنفسه ، ومنهم من فقد والديه أو احداهما ، دون أن يُسمح لهُ بأن يُلقي ولو حتى نظرة الوداع الأخير عليهما قبل الدفن ، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات ،  و الكثير منهم لم  يرَ أحبة وأصدقاء له منذ لحظة اعتقاله ، بل ونسى صورهم وملامح جيرانه وحتى أقربائه ، ومنهم .. إلخ

وعن أوضاعهم المعيشية والصحية يؤكد فروانة أنهم  يعيشون كباقي الأسرى، فلا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية عليهم من جراء ظروف السجون التى هي أصلاً لا تتناسب وأبسط الحياة البشرية وتفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية ، و إلى وسائل الرعاية الصحية، وهم يعيشون مع باقي الأسرى في ذات الظروف الإعتقالية القاسية ويتعرضون لما يتعرض له الأسرى من معاملة غير إنسانية واستفزازات يومية وقمع متواصل ومداهمة غرفهم بشكل مفاجئ ليلاً ونهاراً واجراء تفتيشات استفزازية ، وفي أحياناً كثيرة ولأتفه الأسباب تقدم الإدارة على عزل بعضهم في زنازين انفرادية ، كما وتجري تنقلات مستمرة لهم خشية من تأثيراتهم على الأسرى ولإحداث ارباكات وعدم استقرار داخل السجون ، مما يعني جدلياً معاناة للأهل ، حيث عليهم التنقل معهم متحملين اشكال مختلفة من العذاب والمعاناة .

وأعرب فروانة عن قلقه الشديد على أوضاعهم الصحية  ، حيث أن جميعهم يعانون من أمراض مختلفة وبدرجات متفاوتة ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، مما يفاقم أمراضهم ويؤدي الى استفحالها ، ويعرض حياتهم للخطر ، ومنهم من يعاني من أمراض خطيرة تستدعي عمليات عاجلة ، ولكن نادراً ما يتم نقل أحدهم إلى ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، في ظل نقص العلاج الضروري وعدم السماح بادخاله من الخارج وهذا مخالف لكل الإتفاقيات الدولية التي تلزم الدول الحاجزة على توفير العيادات المناسبة والعلاج والأدوية الضرورية ، وجزء منهم إلتحقوا بقافلة شهداء الحركة الأسيرة ، بعد ان ساءت وتدهورت اوضاعهم الصحية ، ورفض سلطات الإحتلال الإفراج عنهم رغم مرور سنوات طوال على اعتقالهم مثل الأسير محمد حسن ابوهدوان من القدس، والذى استشهد فى مستشفى اساف هروفيه الاسرائيلى بتاريخ 4-11-2004 ،  بعد أمضى 19 عاماً في الأسر، وأيضاً الأسير يوسف دياب العرعير من غزة والذي استشهد في سجن الرملة بتاريخ 20-6-1998.

وتطرق فروانة في تقريره الذي سينشره كاملاً على موقعه " فلسطين خلف القضبان " ، إلى الموقف الإسرائيلي منهم ، مؤكداً أن حكومات الإحتلال المتعاقبة لا زالت متمسكة بشروطها ومعاييرها المجحفة الظالمة ، حيث تصف هؤلاء القدامى ( بالأيادي الملطخة بالدماء ) ، وبالتالي ترفض إطلاق سراحهم ، وبالتالي تم استبعادهم من الإفراجات التي أعقبت اتفاق أوسلو والإتفاقيات الأخرى ،  ومن كافة الدفعات التي أطلق سراحها خلال إنتفاضة الأقصى، ليس هذا فحسب بل عملية التبادل مع حزب الله في يناير 2004 لم تتضمن هي الأخرى أيٍ من هؤلاء الأسرى القدامى أيضاً .

وبالنسبة للإتفاقيات الموقعة ما بين الحكومة الإسرائيلية من جانب ومنظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية من جانب آخر ، فبين فروانة أن اتفاق أوسلو والإتفاقيات اللاحقة لم تتضمن نصاً واضحاً يكفل الإفراج عنهم ، سوى اتفاقية شرم الشيخ الموقعة بتاريخ 4 سبتمبر 1999 ، التي عالجت جزءاً من الخلل وتضمنت نصاً واضحاً يكفل الإفراج عن كافة الأسرى القدامى حيث ورد النص التالي : (  ان الحكومة الاسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 ايلول 1993 ، والذين اعتقلوا قبل 4 أيار 1994 ( أي قبل إعلان المبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ) ، وأوضح فروانة أن حكومة الإحتلال وبموجب ذلك أطلقت سراح المئات منهم ، فيما لا تزال تحتجز المئات منهم وترفض اطلاق سراحهم بالرغم من مرور أكثر من ثماني سنوات على تلك الإتفاقية .

وبهذا الصدد دعا فروانة الى ضرورة تفعيل اللجنة الفلسطينية – الإسرائيلية المشتركة ونسف المعايير الإسرائيلية المجحفة التي تعتمد عليها الحكومة الإسرائيلية في تحديد قوائم الأسرى المقرر الإفراج عنهم ، والضغط من أجل إلزام اسرائيل بتنفيذ الإتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية.

الأسرى .. قضية وطنية ويجب أن تكون قضية عربية إسلامية

وعن الموقف الفلسطيني أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة أن قضية الإفراج عنهم وعن الأسرى عموماً تقف في صلب اهتمام الرئاسة والحكومة الفلسطينية وعلى سلم أولوياتهم وأصبحت المعيار الأساسي لمدى جدية " إسرائيل " فى التعاطي مع العملية السلمية ، باعتبارها مقدمة أساسية لنجاح وتقدم العملية السلمية.

والشعب الفلسطيني عامة لن يقبل بعملية سلمية تُبقى أسراه القدامى في السجون ، ودون جدول زمني واضح يكفل الإفراج عن كافة الأسرى ، كما واعتبر أن نجاح أي عملية تبادل للأسرى مرهون بمدى شموليتها للأسرى القدامى .

وأعرب فروانة عن ثقته بالرئاسة والحكومة الفلسطينية بأنها لن تقدم على التوقيع على أي اتفاق لا يتضمن جدولاً زمنياً يكفل الإفراج عن كافة الأسرى وفي مقدمتم القدامى ، مستحضراً رسالة الرئيس أبو مازن للأسرى بمناسبة عيد الأضحى والتي أكد فيها أنه لن يكون هناك اتفاق سلام نهائي بدون الإفراج عن كافة الأسرى المناضلين وتبييض سجون الاحتلال و شدد سيادته على انه لن يألو جهداً من أجل تحقيق ذلك ، كما وأشاد فروانة بجهود وزير الأسرى أشرف العجرمي وزياراته المستمرة لأهالي الأسرى القدامى ، والإطلاع عن كثب على أوضاعهم ، وما تبعه من قرار للحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض والقاضي بتكريم هؤلاء والتخفيف من معاناتهم المضاعفة ومعاناة ذويهم وصرف مبلغ ( 5000 $ ) خمسة آلاف دولار لذوي كل أسير أمضى أكثر من عشرين عاماً ولا زال في الأسر .

وناشد فروانة الأمتين العربية والإسلامية بتبني قضية الأسرى عموماً والقدامى خصوصاً ، لا سيما وأن هؤلاء الأسرى ناضلوا وضحوا من أجل قضية عربية اسلامية ، ومساندتهم والدفاع عنهم والعمل على تحريرهم ، هو أيضاً واجب عربي واسلامي .

وذكر فروانة في تقريره أن من بين الأسرى القدامى ( 73 ) أسيراً مضى على اعتقاله أكثر من عشرين عاماً في الأسر ، وهؤلاء يطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح عمداء الأسرى ، وأورد في تقريره كافة أسمائهم ، وهؤلاء موزعين على مناطق جغرافية مختلفة ، فمنهم ( 32 ) أسير من الضفة ، و( 13 ) أسير من القدس ، و( 12 ) أسير من مناطق ال48 ، و( 11 ) أسير من قطاع غزة ، و( 5 ) أسرى عرب .

وبيَّن أن من بين هؤلاء  ( 10 ) أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن ، وهم بالترتيب حسب الأقدمية : سعيد وجيه العتبة المعتقل منذ 29-7-1977 من نابلس ، نائل صالح برغوثي المعتقل منذ 4-4-1978 من رام الله ، فخري عصفور برغوثي المعتقل منذ 23-6-1978  من رام الله ، الأسير العربي سمير قنطار المعتقل منذ 22-4-1979 من لبنان ،  أكرم عبد العزيز منصور المعتقل منذ 2-8-1979 من قلقيلية، محمد ابراهيم أبو علي المعتقل منذ 21-8-1981 من الخليل ، فؤاد قاسم الرازم المعتقل منذ 30-1-1981  من القدس ،  ابراهيم فضل جابر المعتقل منذ 1-8-1982 من الخليل ، حسن علي سلمة المعتقل منذ 8-8-1982  من رام الله ، عثمان علي مصلح المعتقل منذ 15-10-1982  من نابلس .

 ويلاحظ أن جميعهم من الضفة الغربية باستثناء الأسير فؤاد الرازم من القدس والأسير القنطار من لبنان ، فيما سينضم لهم اسرى آخرين العام القادم من مناطق ال48 وأسير آخر من غزة هو سليم الكيال  .

وفي ختام تقريره أعرب الباحث فروانة عن آمله في أن يرى جميع هؤلاء النور وينالوا حريتهم قريباً ، ليعودوا سالمين الى ذويهم وأحبتهم وشعبهم الذي اشتاق لهم وطال انتظاره لعودتهم .

 وقال أن على العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن والإستقرار في المنطقة لم ولن يتحقق يوماً إلا بالسلام القائم على العدل الذي يبدأ بإنهاء الإحتلال وإطلاق سراح كافة الأسرى وفي مقدمتهم الأسرى القدامى ضمن جدول زمني واضح وملزم .

ملاحظة / سننشر التقرير شاملاً على موقعنا فلسطين خلف القضبان وأسماء من أمضوا أكثر من عشرين عاماً

* أسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

--------------------------------

عقب الإعلان عن استشهاد الأسير أبو الرب ليلة أمس

فروانة : (193 أسيراً ) استشهدوا منذ العام 67 ولغاية اليوم

منهم ( 120 ) استشهدوا منذ العام 1987 ، بينهم ( 7 ) اسرى استشهدوا خلال العام 2007

رام الله 29-12-2007- أعلن مدير دائرة الإحصاء بوزارة شؤون الأسرى والمحررين، والباحث المتخصص بقضايا الأسرى ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم، أن باستشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرُّب ، ارتفع اجمالي عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والموثقين لديها  منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967 ، وحتى اليوم ، الى ( 193 ) شهيداً .

وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد أعلنت ليلة أمس عن استشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرَّب ( 21 عاماً )  من بلدة قباطية شمال محافظة جنين شمال الضفة الغربيّة بعد تدهور وضعه الصحي في سجن جلبوع ، فيما أكد الأسرى أنه كان يعاني من قبل من أمراض عدة وأبلغ إدارة السجن مراراً بشعوره بتدهور خطير في صحته ، دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة له ، وهو ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي .

 وفي تقرير احصائي جديد حول شهداء الحركة الأسيرة عقب الإعلان عن استشهاد الأسير أبو الرب ، أشار فروانة إلى أن ( 73 أسيراً )، أي ما نسبته 37.8 % استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى  8 ديسمبر 1987 ، وأن ( 120 ) أسير استشهدوا منذ بداية الإنتفضة الأولى في ديسمبر 1987 ولغاية الأول ، حيث أن  (42 أسيراً ) استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى  9 -12-1987 لغاية منتصف 1994 ، يشكلون ما نسبته 21.8% ، وأوضح التقرير أن (8 أسرى ) استشهدوا من منتصف 1994 م ولغاية 28 سبتمبر- أيلول 2000 ، ويشكلون ما نسبته 4.1 % .

فيما استشهد ( 70 ) أسير خلال انتفاضة الأقصى منذ 28 سبتمبر 2000 ولغاية اليوم ، ويشكلون ما نسبته 36.3 % ، وأرفق فروانة مع تقريره قائمة شاملة لكافة الأسرى الذين استشهدوا منذ العام 1967 وي منشورة على موقعه فلسطين خلف القضبان .

وحول كيفية الإستشهاد أوضح فروانه في تقريره أن ( 70 ) أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب القاسي والمشَّرع في السجون الإسرائيلية والذي يحظى بحماية قانونية لممارسيه وحصانة قضائية لمرتكبيه ويشكلون ما نسبته 36.3 % من مجموع الشهداء الأسرى  ، فيما استشهد ( 47 أسيراً ) وما نسبته 24.3 % ، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتبعة بشكل ممنهج ومبرمج والتي تهدف الى قتل الأسرى ببطء وكان آخرهم الأسير أبو الرب الذي كان يعاني كان يعاني من عدّة أمراض، ورفضت إدارة السجن تقديم العلاج اللازم له ، مبيناً أن الغالبية العظمى من الشهداء ( 76 ) أسيراً وما نسبته 39.4 % ، استشهدوا نتيجة القتل العمد والتصفية الجسدية المباشرة بعد الإعتقال أو اطلاق النار عليهم وهم في السجن كما حصل مؤخراً مع الشهيد محمد الأشقر ، وسياسة القتل العمد هي سياسة قديمة جديدة ، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى .

وحول توزيع الأسرى الشهداء بالنسبة للمناطق الجغرافية بَين التقرير، أن (111 شهداء) من مجموع الشهداء الأسرى، هم من مواطني الضفة الغربية، ويشكلون ما نسبته 57.5 %، وأن (61 شهيداً ) هم من أبناء قطاع غزة، ويشكلون ما نسبته 31.6%، و(14 شهيداً ) من أبناء القدس وأراضي الـ"48"، ويشكلون ما نسبته 7.3%، وأن هناك (7 شهداء) من مناطق أخرى ويشكلون ما نسبته 3.6 %.

وعن شهداء انتفاضة الأقصى من الأسرى أوضح فروانة أن الغالبية العظمى ممن استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى  ( 51 أسيراً ) استشهدوا نتيجة للقتل العمد والتصفية المباشرة بعد الإعتقال ، ويشكلون ما نسبته 72.9 %  من مجموع الأسرى الشهداء خلال انتفاضة الأقصى والذين بلغ عددهم ( 70 أسيراً ) ، فيما استشهد ( 3 أسرى ) نتيجة التعذيب ، و( 16 أسيراً ) نتيجة الإهمال الطبي منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد الدهامين ، أحمد جوابرة ، وليد عمرو ، محمد أبو هدوان ، بشار بني عودة ..الخ ، بينهم ( 7 أسرى ) استشهدوا خلال العام الجاري 2007 ، وهم جمال السراحين ، وائل القراوي ، ماهر دندن ، شادي السعايدة ، عمر المسالمة ، محمد الأشقر وكان آخر من التحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة هو الأسير فادي أبو الرب الذي استشهد ليلة أمس في سجن جلبوع والذي كان معتقلاً منذ بضعة شهور .

وبيَّن الباحث فروانة أن باستشهاد الأسير فادي عبد اللطيف أبو الرُّب من بلدة قباطية شمال محافظة جنين شمال الضفة الغربيّة، ليلة أمس الجمعة  28-12-2007، نتيجة الإهمال الطبي في سجن جلبوع  ، ارتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا في ذات السجن منذ افتتاحه في نيسان 2004 ، الى ثلاثة شهداء ، حيث سبق وأن استشهد الأسيران بشار عارف عبد الوالي بني عودة من بلدة طمون في جنين بتاريخ 23-6-2005 ، و ماهر عطا دندن من مخيم بلاطة بنابلس بتاريخ 9-6-2007 ، نتيجة للإهمال الطبي أيضاً .

هذا وأشار التقرير الى أن كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية تفتقر للظروف الصحية المناسبة ، وتنعدم فيها الرعاية الطبية اللازمة في ظل سياسة الإهمال الطبي التي تهدف لقتل الأسرى ببطء ، ويعاني المئات من الأسرى من أمراض صعبة وخطيرة تستدعي اجراء عمليات عاجلة ، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.

وعن طبيعة سجن جلبوع ونشأته ذكر فروانة أن سجن جلبوع الإسرائيلي ، يقع في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءٌ منه ، وتم تشييده حديثاً خلال الإنتفاضة ، ومع بداية إفتتاحه في نيسان 2004، نقل اليه العشرات من الأسرى أعتبروا من النواة الصلبة للأسرى من كافة السجون ومن مختلف التنظيمات ،  أما الآن ففيه قرابة (780 ) أسيراً ويشهد إكتظاظ شديد وظروفه قاسية جديدة.

معتبراً اياه السجن الأشد حراسة في السجون الإسرائيلية حسب المصادر الإسرائيلية ،حيث شُيد بإشراف خبراء ايرلنديين على طريقة السجون الايرلندية ، وهو عبارة عن صندوق مسلح سماءً وأرضاً يفتقد لكل المقومات الانسانية الاساسية ويصفه الأسرى بأنه آخر إبداع للقهر والاضطهاد ، ففيه تمتهن الكرامة وتداس كافة المواثيق الدولية ، وترتفع فيه أسهم البشاعة والقساوة والمعاملة اللاإنسانية تفوق ما سمعناه وعرفناه عن الأوضاع في السجون الأخرى .

وكشف فروانة الى أن العديد من رسائل الأسرى التي سُربت من السجن أو نقلت شفهياً عبر المحامين ، قد حملت مناشدات عدة للهيئات الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل لإنقاذ حياتهم ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها ، وأشار الأسرى مراراً في رسائلهم إلى تردي الأوضاع الصحية للعديد منهم ، بسبب سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج بشكل دائم منذ فترة طويلة .

وحمل فروانة حكومة الإحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد  المعتقل فادي أبو الرب وعن حياة المئات من الأسرى المرضى المحتجزين في ظروف مشابهة وغير  إنسانية في العديد من السجون والمعتقلات التي  تنعدم فيها العيادات الطبية المناسبة ، وشحة الأدوية الملائمة ، وسيواجهون نفس المصير في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد ، داعياً الى إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقل أبو الرب ومن قبله العشرات من الأسرى .

وناشد فروانة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة فعالية متابعتها لأوضاع الأسرى و ارسال مندوبيها على وجه السرعة للإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى و ظروف احتجازهم ، والعمل مع المؤسسات الدولية الأخرى لإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي و القانوني الإنساني الدولي والإتفاقيات الدولية وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة ، معتبراً أن قائمة الممارسات الإسرائيلية الطويلة بحق الأسرى تصنف ضمن القانون الدولي كجرائم حرب ، تستوجب محاكمة منفذيها .

---------------------------

في الذكرى الـ59 لليوم العالمي لحقوق الانسان

الجرائم الإسرائيلية تتواصل دون ملاحقة لمرتكبيها

*بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

9 ديسمبر 2007

يصادف غداً العاشر من كانون الأول / ديسمبر الذكرى التاسعة والخمسين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو اليوم الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليضع أسس عالمية جديدة في التعامل مع الإنسان وإحترام إنسانيته وكرامته وقدسية الحياة الإنسانية ، والإعتراف بالكرامة المتأصلة في جمع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة كأساس للحرية والعدل والسلام في العالم .

ولقد تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ثلاثين مادة ، تكفل للبشرية حياة تتمتع فيها بالكرامة والحرية والأمن والآمان ، كجوهر لكرامة الإنسان .

وقد كفل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، للإنسان حقه في الحياة ، أي حق الإنسان في حريته وأمنه الشخصي ، ونصت المادة الأولى " يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء " ، فيما كفلت المادة الثانية  حق الإنسان بالتمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أوالجنس أواللغة أوالدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء.

كما وتضمنت المواد الأخرى حق الإنسان في الحياة والحرية وسلامة شخصه والحق في التعلم والعمل والضمانة الإجتماعية وحرية الرأي والتعبير، بما في ذلك حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، وحمايته من الرق والإستعباد والتعذيب والمعاملات القاسية والإعتقال أو الإحتجاز التعسفي والنفي القسري والإبعاد .

ومنحت الإنسان حق التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة ، وحظرت التدخل التعسفي في حياته الخاصة أو حياة أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو الحملات على شرفه وسمعته، واعتبرت ان كل انسان متهم بجريمة هو بريء إلى ان تثبت ادانته قانوناً بمحاكمة علنية وعادلة تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه ، والكثير من الحقوق الأخرى التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والتي كانت أكثر من رائعة في نصوصها وكلماتها فيما لو احترمت وترجمت على أرض الواقع .

وباختصار شديد فإن حقوق الانسان والتي تسمى أيضاً الحقوق الطبيعية الأساسية ،هي تلك الحقوق التي لا نستطيع العيش كبشر بدونها ، وانها تمكننا من أن نطور ونستعمل على نحو كامل خصالنا الانسانية وقدراتنا العقلية ومواهبنا وضمائرنا ، وأن نفي بإحتياجاتنا الروحية وغيرها.

وفي الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بالذكرى التاسعة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، فأن مبادئ ذاك الإعلان ، وما تلاها من إتفاقيات ومواثيق ذات العلاقة تداس وتنهك على مدار اللحظة وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي صاغ وأقر تلك النصوص ، دون أن يحرك ساكناً ، ولا زالت تلك النصوص بمجملها حبراً على ورق بالنسبة للشعب الفلسطيني ...!

فالشعب الفلسطيني لا يزال يتعرض للعدوان الإسرائيلي وجرائمه المختلفه ، ولا زالت حقوقه الإنسانية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية تنهك على مدار اللحظة وبشكل لم يسبق له مثيل .

فحياة الإنسان الفلسطيني وحياة أسرته وأطفاله ليست آمنه ، فيما يستمر حرمانه من العمل والعلاج والطعام والتنقل والسفر والتعلم وحتى من المواد الغذائية الأساسية ، في ظل تصاعد سياسة القصف والإغتيالات واقتلاع الأشجار والتشريد والإبادة ، والإستمرار في بناء الجدار العنصري واقامة مئات الحواجز التي قطعت أوصال الوطن .

ولا زالت عشرات المقابر الإسرائيلية التي تسمى بالسجون والمعتقلات منتشرة على طول الوطن وعرضه ، يرزح بداخلها آلاف المواطنين الأبرياء بينهم مئات الأطفال والشيوخ والنساء ، بينهم القائد السياسي والنائب المنتخب ، والطبيب والمعلم والطالب ، في ظل تصاعد حملات الإعتقال التعسفي واختطاف المواطنين العزل واحتجاز مئات المواطنين ادارياً بسبب آرائهم ومعتقداتهم السياسية .

ولا زال قطاع غزة تحديداً يخضع لحصار سياسي واقتصادي خانق ، أدى الى ازدياد معدل البطالة والفقر بين سكانه ، مما حوله إلى سجن هو الأكبر في العالم ، بل قد تكون الأوضاع الإنسانية في بعض السجون في العالم أفضل منها في قطاع غزة .

فالجرائم الإسرائيلية تتواصل والإنتهاكات تتصاعد ، ولربما كان سجل العام 2007 الأكثر سوءاً في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 ، والسؤال من يكفل للإنسان الفلسطيني حقوقه الانسانية ؟.

ومن هنا نناشد المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته الأخلاقية والإنسانية وأن يعمل على حماية القانون الدولي وأن يصون اتفاقياته التي تُضرب بعرض الحائط ، ويضمن تطبيقها وتنفيذها على كافة شعوب العالم بما يكفل للإنسان أينما وجد حقوقه الأساسية وكرامته وحقه في الحياة ، وأن يكف عن ممارسات التمييز والتسييس وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والانتقائية وثنائية المفاهيم ...الخ ، والعمل الفوري على وضع حد للانتهاكات وجرائم الحرب الإسرائيلية المنفذة ضد المدنيين الفلسطينيين، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة ، وإرسال لجنة تحقيق دولية محايدة على وجه السرعة للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ، ومحاسبة مقترفيها.

فالشعب الفلسطيني سُلبت حقوقه التاريخية منذ عقود وانتهكت ولا زالت تنهك حقوقه الأساسية ، وهو لا زال يمارس حقه في النضال من أجل استرداد حقوقه المشروعه وصون كرامته وتحرير أسراه ، ولا زال يتطلع الى حل عادل لقضيته ، ويأمل من كل أحرار العالم مساعدته ومساندته في استرداد حقوقه المسلوبة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

واليوم مناسبة للتأكيد على حق شعبنا في أن يحيا حياة حرة كريمة تُحترم فيها حقوق الإنسان وتصان كرامته .

البيانات الحقوقية المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ