ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المجزرة الرهيبة

الانتقام

ـ جرت في أواخر شهر حزيران 1980 محاولة لاغتيال حافظ الأسد..

ـ أقدم على العملية شابان من أفراد الحرس الجمهوري.

ـ لم يكن الشابان على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين من قبل أبداً، شأنهم في ذلك شأن النقيب إبراهيم اليوسف الذي نفذ عملية مدرسة المدفعية قبل ذلك بعام.

ـ لم تكن جماعة الإخوان المسلمين على علاقة بالعملية، كما لم تكن على علم مسبق بها.

ـ ومع ذلك..

فقد دفع أبناء الجماعة هذا الثمن الرهيب لعمل فردي يفرض القانون الذي تمثله الحكومة أن يسأل عنه أصحابه..

ـ كانت المجزرة الرهيبة عملية انتقام. كانت تعبيراً عن حقد دفين. مازالت شجرته تثمر كراهية وفرقة واستعلاء وتمييزاً حتى اليوم. لم يرتو أخطبوط الكراهية هذا من دم الشعب السوري حتى اليوم. بالأمس كان الطفل مصعب الحريري يدفع ضريبة الحقد المكنون في صدور أصحابه. واقعة الطفل مصعب الحريري الذي حكم بموجب القانون 49 بعد ربع قرن من صدوره تختصر كثيراً من العناء في فهم أبعاد الموقف اللاإنساني لهذه المجموعة من الناس!!

الضحايا

أما الضحايا الأبرياء، رحمهم الله تعالى، فقد كانوا شباباً وكهولاً وشيوخاً زهراً من خيرة أبناء المجتمع السوري.

كانوا أولاً بشراً، رجالاً من لحم ودم..

وكانوا ينتمون إلى أسر..

كانوا آباء وأبناء وأزواجاً..

وكان لهم آباء وأبناء وإخوة وأعمام وأخوال، وكانت لهم أمهات وزوجات وأخوات وعمات وخالات..

كانوا جزء حياً من نسيج مجتمع حي لايزال يتلمس مواضع الجرح الذي خلفوه حتى الآن..

مازالت ذكراهم تؤجج تحت الرماد وميض جمر..

وكانوا، مع كل ذلك، أطهاراً أبرياء..

كانت أيديهم متوضئة ومضوا وقلوبهم وضيئة..

دفعوا ضريبة حقد لم يعرفوه..

ومضوا قبل أن تمس مياه المستنقع الآسن ذيل أحدهم..

لا يستطيع أحد أن يدعي عليهم بشيء..

ولا يستطيع أحد أن يحملهم مسؤولية أي شيء..

فهم كانوا رهن الاعتقال قبل أن تتفجر الأحداث، مهما اختلف الناس في تقويم هذه الأحداث..

كل دم سفك على الساحة السورية تتحمل مسؤوليته السلطة التي ذبحت الناس بسكينها ذي الحدين. السلطة هي التي ذبحت الناس في مدرسة المدفعية وهي التي ذبحتهم في سجن تدمر على السواء..

مسؤوليتهم الكبرى أنهم يوم استسلموا لإرادة معتقليهم ظنوا أنهم يتعاملون مع دولة ذات قانون وليس مع عصابة يسوسها الحقد وحب الانتقام..

ففي زنازين تدمر الجرباء، في 27/6/1980 ذبح بالدم البارد والحقد الأسود وبالرصاص الذي أبى أن ينطلق دفاعاً عن الجولان، فانفلت على صدور من دفع ثمنه ليحميه، ألف إنسـان، ألف مواطن، ألف كلهم أديب وطبيب ومهندس ومحام ومدرس وعالم وعامل وفلاح..

ذبحتهم سكين الحقد والكراهية..

المسؤولية

وقعت الجريمة النكراء ساعة الصبح تحت سمع عالم يدعي التحضر وبصره. لم يعلن أحد من بني البشر حتى الآن مناط المسؤولية عن الجريمة النكراء..

يتحمل مسؤولية الجريمة بلا شك ومسؤولية كل جريمة ارتكبت في الفضاء السوري المسؤول الأول في البلد، الذي اغتصب الحكم بانقلاب عسكري، المسؤول الذي صنع الهزيمة المشؤومة فترقى..

ويتحمل المسؤولية عن الجريمة النكراء.. النظام الأمني أجمع الذي تناط به المسؤولية العملية لحماية المعتقلين فلذات أكباد الوطن وليس الآباء والأمهات فقط..

ويتحمل المسؤولية.. حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تمت الجريمة النكراء تحت شعاره المنكر..

أنا بعث وليمت أعداؤه

ولم يكن أعداؤه يوماً إلا أبناء دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب وجسر الشغور ودير الزور والحسكة والقامشلي واللاذقية ودرعا والسويداء. لم يكن له عدو قط على أرض الجولان الذي سُلم للعدو في خمس ساعات دون قتال!!

تتحمل المسؤولية.. الجبهة الوطنية التقدمية، بكل رثاثتها التي ارتضت أن تقوم كل هذه السنين الطوال مقام شاهد الزور على شعب تزعم أنها تنتمي إليه.

يتحمل المسؤولية.. أعضاء مجلس الشعب الذين عاصروا المأساة ثم سكتوا عنها، والذين صوتوا على القرار /49/.

مسؤولية سيراها غداً أبناؤهم في صفحات تاريخ سورية الحديث..

حيث سيكتب التاريخ: وكان ممن سكت على الجرائم النكراء والمذابح السوداء. وكان ممن صوت على القانون /49/. وكان ممن رفع اليد تأييداً للطغاة والمستبدين.

وسيرونها هم ماثلة أمام: أعينهم، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، يوم يتعلق الضحايا الأبرياء برقاب هؤلاء المجرمين: يارب سل هذا فيم قتلني؟ يارب سل هذا فيم تواطأ على قتلي؟ يارب سل هذا فيم سكت على قتلي..

تتحمل المسؤولية اليد الأثيمة التي باشرت الفعل أمراً ومتابعة وتنفيذاً.

يتحمل المسؤولية الرأي العام العالمي الذي غطى علىالجريمة بصمته المريب. والضمير العالمي الذي كان في إجازة يوم ذبح بنو البشر على أرض الشام..

الحدث الفاجعة برواية الشهود نضعه بين أيديكم، بين يدي العالم أجمع، لعله يسمع أو يرى ..

* إفادة أكرم بيشاني

أكرم بيشاني

س: ممكن تقدم نفسك؟

ج: أنا أكرم علي جميل بيشاني من محافظة طرطوس قرية يحمور مواليد سنة 1962، أعزب شهادتي الصف السادس الابتدائي، علوي، اسم والدي علي جميل بيشاوي علوي، اسم أمي حليمة يعقوب والاثنين حالياً يقيموا في قرية يحمور.

س: ايش عملك يا أكرم؟

ج: حالياً عريف في سرايا الدفاع.

س: شو خدمتك العسكرية؟

ج: في 23/2/1979 التحقت في صفوف سرايا الدفاع ونقلت إلى معسكر التدريب وهو معسكر القابون في دمشق، وهناك التحقنا في دورتين الدورة الأولى هي دورة لغة، والثانية دورة الصاعقة ومن بعدها نقلت إلى كتيبة مدفعية رقمها 149 من لواء 40 تابع للواء 40 سرايا الدفاع بالضبط هي في شهر 5 سنة 1980 نقلت ضمن مجموعة الحراسة، لمفرزة حراسة بيت الرائد معين ناصيف والمجموعة هذه حوالي 25 عنصر.

س: ايش مركزه الرائد معين ناصيف؟

ج: قائد، هوه معين ناصيف قائد لواء 40 من سرايا الدفاع علوي من قضاء اللاذقية وتزوج ابنة العقيد رفعت الأسد، تماضر الأسد، والعقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد وقائد سرايا الدفاع.

 

حافظ الأسد

س: ايش المهمات التي كلفت للقيام بها أثناء خدمتك في سرايا الدفاع؟

ج: كلفت في مهمتين المهمة الأولى مهاجمة سجن تدمر....

س: ايش المهمة الأولى؟

ج: المهمة الأولى هي مهاجمة سجن تدمر حيث أنه بعد محاولة اغتيال الرئيس حافظ الأسد في الشهر السادس السنة الماضية أيقظونا في اليوم التالي، حثونا من المهجع حوالي الساعة الثالثة والنصف صباح وقالوا لنا اجتماع بالسينما في قاعة السينما الموجودة في اللواء بما فيه السلاح الميداني الكامل، وطلعنا ووصلنا إلى السينما وأخذت المجموعات تتوافد إلى القائد بالسينما، كان عدد المجموعة الموجودة في السينما من اللواء 40 حوالي 100 عنصر مع ثلاث ضباط بعد ذلك حضر قائد اللواء اجتمع فينا وألقى كلمة، بعد الكلمة قال إن الإخوان المسلمين قتلوا ضباط، قتلوا المشايخ، قتلوا الأطباء، وبالنهاية حاولوا اغتيال الرئيس حافظ الأسد والآن سنكلفكم بأول مهمة قتالية، وطلعنا بعدين من اللواء 40 بسيارات أوصلتنا إلى مطار المزة، كان موجود هناك بالمطار مجموعة من اللواء 132 يقدر عددها بحوالي 100 عنصر واللواء 132 قائده المقدم علي ذيب علوي قضاء اللاذقية، فاهناك كان موجود 9 طائرات هيلوكبتر، جمعونا هناك على شكل مجموعات وكل مجموعة تسلمها ضابط وطلعونا على الطائرات الموجودة هناك وكل طائرة تسع حوالي 24 عنصر، وطلعنا من مطار المزة كان قائد العملية هناك يعني اللي هوه قائد أركانه للمقدم علي ذيب علوي من قضاء اللاذقية بس ما بعرف شو اسمه أقلعنا إلى مطار تدمر هناك يعني أقلعنا حوالي الساعة الخامسة وصلنا هناك حوالي الساعة السادسة أو السادسة وعشرة دقائق فجمعونا هناك وطلب قائد العملية المقدم اجتماع للضباط، جمع الضباط وقال لهم أعطوا العناصر استراحة حوالي ثلاثة أرباع الساعة وبعد الاستراحة ثلاث أرباع الساعة قسمونا على شكل مجموعات فاللواء 40 كان على شكل ثلاث مجموعات، وكل مجموعة استلمها ضابط وأخذوا ينتقوا العناصر اللي بدها تدخل إلى سجن تدمر بشكل عشوائي، مثلاً واحد بيعرف اسمه يقول له فلان أنت تعال أو ما بيعرف اسمه يأشر له بإيده أنه تعال انتقوا حوالي 80 عنصر كذلك انتقوا حوالي 20 عنصر لحراسة الطائرات والباقي خلوهم على شكل احتياط في المطار، بعدين توجهت العناصر التي انتقوها ويقدروا حوالي 80 عنصر وهم الذين سينفذون العملية داخل السجن، توجهوا على شكل مجموعات بسيارة نقلتهم إلى باب السجن الخارجي بدأنا نسمع صوت إطلاق نار دوي انفجار صوت قنابل يقدر عدد القنابل بحوالي 7 قنابل تفجرت هناك، ودام إطلاق النار حوالي ثلاث أرباع الساعة وبعد أن طلعت العناصر من السجن مثلما دخلوا طلعوا على شكل مجموعات.

س: أنت كنت مع أي مجموعة؟

ج: أنا كنت مع مجموعة الاحتياط التي ظلت هناك في المطار، وبعدين طلع العناصر من السجن كان فيه بعض الناس ملطخين دماء ملطخين ثيابهم بالدماء بعرف أسماء الذين تلطخوا ثيابهم بالدماء هوه الملازم الرئيس عبد الله، الملازم منير درويش، الرقيب علي محمد موسى، وطلعنا كل واحد على الطائرة.

س: من اللواء 40 وإلا؟

ج: لا من اللواء 40 هؤلاء، طلعنا بعدين على الطائرات مثل ما اجينا ورجعنا إلى مطار المزة وصلنا لمطار المزة حوالي الساعة الثانية عشرة الظهر، كان مصاب معنا واحد والشي الذي خلاني أعرف أنه مصاب معنا واحد هو أن الملازم أول ياسر باكير من اللواء 40 قال موجهاً كلامه لكافة العناصر أن قائد اللواء يريد يجتمع فينا الآن في السينما إذا سأل عن الإنسان الذي أصيب قولوا له أنها طلقة مرتدة ضربت في الحائط ورجعت عليه بعدين انصاب، قلنا له ماشي الحال وطلعنا بالسيارات واتجهنا اتجاه اللواء 40 واجتمعنا في قاعة السينما.

س: جميعكوا اتجهتوا مع بعض انتوا وأفراد اللواء 138 وإلا 40 لوحده؟

ج: اللواء 40 لوحده وأولئك ذهبوا لمعسكرهم فاللواء 40 أعني هم الناس الذين اشتركوا من اللواء 40 اجتمعوا في السينما وإجا قائد لواء ألقى فيهم كلمة شكر.

س: اللي هوه الرائد معين ناصيف؟

ج: الرائد معين ناصيف ألقى فيهم كلمة شكر أذكر منها انه انتوا قمتوا الآن بعمل بطولة رجولة مع العلم أنه لأول مرة بنكلفكوا بهيك مهمة، بعدين طلعنا من قاعة السينما وأخذ يعني كل إنسان يتحدث مع زميله فالتقيت أنا مع أحد زملائي هناك وهو الرقيب علي محمد موسى من مفرزة حراسة الرائد معين ناصيف سألته لأنه هو من الجماعة الذين دخلوا على السجن نفسه أنه كيف هناك تمت العملية قال لي أنه قسمونا على شكل مجموعات كل مجموعة كانت حوالي 8 عناصر وكل مجموعة تسلمها ضابط كانوا يفوتوا يعني –حسب ما قال لي- كانوا يفوتوا إلى الغرفة التي فيها السجناء يفتحوا الباب ويطخوهم مباشرة بدون سؤال بدون أي كلام فقلت له طيب هذولاك ما كانوا يستنجدوا قال كانوا يستنجدوا ويقولوا الله أكبر كانوا يقولوا لنا مشان الله مشان محمد مشان أمك مشان أختك مشان ما تقتلنا قال لي أنه ما كانوا يستمعوا لهالحكي هذا نهائياً وطخوهم بعدين طلعوا قلت له طيب قديش تقدر عدد القتلى الذين داخل السجن من السجناء قال لي عدد القتلى يطلعوا 500 أو 600 قتيل من السجناء هؤلاء الذين في السجن وفي اليوم الثاني وزعوا لكل الناس الذين اشتركوا لكل الزملاء الذين اشتركوا بالمهمة كل واحد 200 ليرة سوري.

س: مين تعرف من اللي اشتركوا بهالعملية؟

ج: بعرف العريف ناصر عبد اللطيف من قضاء طرطوس أو اللاذقية ما بعرف بالضبط علوي، بعرف العريف غسان شحادة من قضاء اللاذقية علوي، بعرف الرقيب علي محمد موسى من قضاء حمص اللاذقية، بعرف العريف طاهر زيادي من قضاء اللاذقية علوي، والرقيب طلال محي الدين أحمد علوي من اللاذقية، والرقيب نزيه بلول علوي من قضاء حمص والعريف حسين عيسى علوي من قضاء حمص والرقيب همام أحمد علوي من اللاذقية هؤلاء هم الناس الذين بعرفهم من الذين اشتركوا.

س: مين تعرف من الضباط اللي اشتركوا فيها؟

ج: الضباط الذين اشتركوا هم الملازم رئيس عبد الله من كتيبة المشاة تابعة للواء 40 سرايا الدفاع قضاء اللاذقية علوي، والملازم منير درويش كمان من كتيبة المشاة تابع للواء 40 سرايا الدفاع قضاء اللاذقية علوي، والملازم أول ياسر باكير من اللواء 40 كمان علوي من قضاء حماة.

................

س: انته يا أكرم كشاب في بداية شبابك ما الذي ورطك في هيك مهمات ولماذا اخترت سرايا الدفاع؟

ج: أولاً أقول أنه الشي الذي جعلني أختار سرايا الدفاع هوه سوء حالتي المادية والرواتب التي يتقاضاها جنود سرايا الدفاع أعلى من الرواتب في أي من قطعات الجيش الثانية، حيث إنه جندي في سرايا الدفاع يتقاضى حوالي 1200 ليرة سوري، أما أي جندي في بقية قطعات الجيش يتقاضى حوالي 500 أو 600 ليرة سوري أما بالنسبة لورطتي في هذه العملية إنه بستطيع أن أقول أنهم استغلوا ظروفي كإنسان حالتي المادية سيئة وأغروني بالفلوس واستغلوا صغر سني كمان استغلوا كوني عسكري مأمور ولا أستطيع رفض هيك أوامر.

س: بالنسبة للضباط تعرف شي يعني من تميزهم عن الضباط الآخرين يعني ضباط السرايا سرايا الدفاع يتميزوا بشي عن ضباط آخرين في الجيش السوري؟

ج: والله ما بعرف عن الضباط ككل بس بعرف عن الضابط اللي أنا موجود عنده.

س: الذي هوه؟

ج: الرائد معين ناصيف موجود عنده حوالي 8 سيارات.

س: خاصة منه؟

ج: خاصة منه، وحالته المادية كويسة يعني.

س: كيف عايش هذا الضابط اللي انته تقوم بحراسته؟

ج:  عايش إنسان مرفه يعني بشكل.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* إفادة عيسى إبراهيم فياض

عيسى فياض

س: ممكن تقدم نفسك؟

ج: عيسى إبراهيم حامد فياض، بلدتي قويقة تابعة لمحافظة اللاذقية، تاريخ الولادة 1960. أعزب، علوي، والدي إبراهيم حامد فياض، مزارع، والدتي جميلة صقر مربية بيت، ثقافتي الحادي عشر، درست بالقرية، بقرية قويقة حتى الثالث الإعدادي، والتحقت بقرية عين العروس، مدرسة ثانوية، تابعة لمحافظة اللاذقية، تركت المدرسة، اشتغلت مع أبي، مزارع عادي لمدة سنة، والتحقت بسرايا الدفاع في 10 - 3 - 1979 وأنا الآن رقيب بسرايا الدفاع رقمي (956982).

س: سيد عيسى وضّح لنا خدمتك العسكرية بشيء من التفصيل.

ج: التحقت بسرايا الدفاع بمعسكر اسمه القابون كدورة أغرار ظلت دورة الأغرار حوالي 45 يوماً والتحقت بدورة ثانية بنفس المعسكر دورة صاعقة استمرت حوالي ثلاثة أشهر وأكثر وانتقلنا من معسكر القابون لمعسكر يعقوب الواقع في دمشق، كدورة قتال عادي للكتيبة لدورة يعني كتيبة مشاة هنيك تدربنا على السلاح على بارودة كلاشن، رشاش، قاذف قنابل، رمي قنابل، وتدريبات عادية ككل التدريبات. أي كتيبة مشاة استمرت هذه الدورة حوالي ثلاثة أشهر. رجعنا لمعسكر قابون وهناك عملنا مظلات حوالي 25 يوم لثلاثين يوم بعدها التحقت باللواء أربعين اللي قائده الرائد معين ناصيف زوج بنت العقيد رفعت أسد، (تماضر الأسد) علوي من محافظة اللاذقية واستمريت على هالشي يعني تدريب عادي في الكتيبة 302 بنفس اللواء مشاة حتى تم التحاقي بحراسة منزل الرائد معين ناصيف اللي هو قائد اللواء، عدد مجموعة الحراسة كان 25 عنصر مسؤول عنا الرقيب أول صلاح إبراهيم/علوي وهو وجميع عناصر الحراسة علويين.

س: عيسى.. إيش المهمات اللي كلفت فيها أثناء خدمتك بسرايا الدفاع؟

ج: كلفت في مهمتين:

س: إيش المهمة الأولى؟

ج: المهمة الأولى مهمة سجن تدمر.

في 26/6 /1980 تعرض سيادة الرئيس حافظ الأسد لمحاولة اغتيال.

فجر اليوم الثاني 27/6/1980 أيقظونا الساعة الثالثة بالليل الصبح وقالوا لنا: اجتماع في لباس الميدان الكامل مع الأسلحة. واجتمعنا بالساحة وأخذونا إلى سينما في اللواء /40/ وهناك كان منتظرنا الرائد معين ناصيف قائد اللواء ألقى فينا كلمة.. قال هؤلاء العرصات الإخوان المسلمين ما عم بفرقوا بين مسلم علوي ومسلم سني ومسيحي عم بقتلو في الشعب وامبارح حاولوا اغتيال الرئيس. لذلك اليوم راح تقوموا بهجوم على أكبر وكر لهم وهو سجن تدمر. قال مين ما بده يقاتل؟ ما حدا رفع إيده، الآمر العسكري قال لنا اطلعوا بالسيارات، طلعنا السيارات مجموعة قدرها 82 واحد تقريباً ووصلنا لمطار المزة القديم وكان في انتظارنا مجموعة من اللواء 138 أحد ألوية سرايا الدفاع اللي قائده المقدم علي ديب -علوي- من اللاذقية وكان في انتظارنا عشر طائرات هليكوبتر. طلعنا بالطائرات بقيادة قائد أركان اللواء 138 المقدم سليمان مصطفى -علوي- وكان معنا ضباط الملازم أول ياسر باكير -علوي- من حماة والملازم منير درويش -علوي- والملازم رئيف عبد الله -علوي- يعني الثلاثة هذول من لواء أربعين. طلعنا بالطائرات اتجاه تدمر ووصلنا حوالي الساعة ستة ونصف الصبح بنفس اليوم وهناك نزلنا من الطائرات وفرقونا إلى مجموعتين مجموعة اقتحام ومجموعة ظلت بالمطار. المجموعة اللي راحت على السجن إجت سيارة دوج تراك يعني ونقلتنا للسجن. بالسجن توزعنا لمجموعات حوالي شي ست مجموعات وأكثر يعني كانت مجموعتي أنا حوالي إحدى عشر واحد يعني المجموع الكلي اللي تحرك للسجن حوالي ستين واحد هيك شي مجموعتي كانت بقيادة الملازم منير درويش وفتحوا لنا باب المهجع يعني الباب بتاع المهجع اللي دخلنا حوالي ستة لحد السبعة قتلنا اللي فيه كان مجموع اللي فيه حوالي ستين واحد سبعين واحد. سمعت أنا أنه فيه قتيل أخذ بارودة من زميلي من السرايا اسمه إسكندر أحمد رقيب رحت أنا لعنده وشفته وإلا واحد بناديلي قلت له شو بدك قال اعطيني مخزن قلت له ليش قال لي في واحد لسه ما مات بدنا نموته قلت له أعطيني بارودتك بما أنا أعطيت بارودتي لزميلي بارودته كانت خربانه. أخذت بارودته ورشيته يعني كان مجموع اللي رشيتهم حوالي 15 واحد.

ومجموع اللي قتلوا في السجن من العرصات الإخوان المسلمين كان حوالي 550 واحد والمجموع اللي قتلوا منا السرايا كان واحد واثنين جرحى طلعنا عاد صار يغسل ايديه ورجليه وفي كانوا ملطخين بالدماء وكان الملازم رئيف عبد الله. طلعنا سألوه للملازم رئيف عبد الله ليش كنت تفرق المساجين هيك كل واحد لوحده. قال امبارح كانوا يقتلوا اخوانا في حلب بكلية المدفعية.

س: كيف كان يفرق بين المساجين؟

ج: يعني اللي ما مات يموته.

س: يتفقد فيهم؟

ج: آ، قلت في كمان ضابط أطلق نار على واحد ما قتل قال له تعال نقضني عليه ما قتلت واحد من عصابة الإخوان المسلمين. فطلعنا بسيارة واحدة ونقلتنا للمطار وكان في انتظارنا المجموعة التي ظلت بالمطار وطيارات الهليكوبتر.

س: كم استغرقت المهمة هذه؟

ج: استغرقت حوالي نص ساعة. كان في دوي قنابل وصيحات الله أكبر وطلعنا بالطائرات واتجهنا باتجاه الشام لمطار المزة القديم ومن هنيك مجموعة اللواء 138 اللي تابعة لسرايا الدفاع طلعت على لوائها ومجموعتنا لواء 40 طلعت على لوائها كان بانتظارنا الرائد معين ناصيف قائد اللواء قال لنا شكرنا على جهودنا وعزانا بوفاة زميلنا وقال لنا كل واحد يلتحق بعمله فالتحقنا بعملنا.

س: أنت بينت لنا إيش كان دورك، ما بينت لنا أدوار زملائك اللي اشتركوا في العملية هذه؟

ج: مثلاً في محمد عمار قتل اللي قتل إسكندر أحمد هذا الرقيب اللي قتل معنا خلصوه البارودة قتلوه وقالوا لي أنه رش كمان في المهجع نفسه. محمد عمار بحراسة منزل الرائد معين ناصيف -علوي- إبراهيم مؤنس -علوي- عريف مجند من منطقة مصياف وكمان قال لي رشيت ما بعرف ماذا رش بس قال لي انه رشيت.

س: ما حدد عدد معين من اللي رشهم؟

ج: أبداً ما قال لي في إبراهيم مكنا كان مع الملازم رئيف عبد الله. إبراهيم مكنا علوي عريف مجند من منطقة جبلة محافظة اللاذقية كان يفرد مع الملازم رئيف عبد الله المساجين.

س: وين ذكروا لك هذا الشي عن أدوارهم؟

ج: إبراهيم مكنا أنا رأيته، كان مع الملازم رئيف عبد الله في ال. إبراهيم يونس حكى لي بالسكن. كنت نازل أنا وياه عالبلد حكى لي. محمد عمار قال إنه أنا قتلته.

س: طيب لما رجعتم من السجن جرى أي توجيه لكم أمر؟

ج: الرائد معين قال إنه ما لازم يعني تطلع هالعملية خارج منا يعني لازم تظل مكتومة وسرية.

س: بالنسبة لسجن تدمر كيف كان جو السجن قبل قيامكم بهذه العملية؟

ج- كان هادئ ما في أصوات ما في شيء بعدين طلعت الأمور مرتبة قبل دخولنا يعني ما حدا اعترضنا بالدخول الشرطة كانت حرس واقفة في جماعة حرس على الباب ورئيس حرس وفي شرطة بالساحة. أخذوا التفقد قبل العملية تفقد للمساجين.

س: أخذوا تفقد للمساجين؟

ج: قبل بدء العملية.

............

س: طيب رقيب عيسى بالنسبة لزملائك في سرايا الدفاع في حد منهم كلف في مهمات أخرى؟

ج: ..... بعرف علي موسى رقيب من حمص علوي بعرف همام أحمد رقيب من منطقة جبلة، بدر منصور رقيب من منطقة جبلة علوي، وعلي صالحة عريف من منطقة مصياف علوي، عبد الرحمن هدلان علوي عريف، نزيه بلول عريف علوي، بشير قلو وعلي موسى شاركوا في عملية تدمر.

س: شاركوا في عملية تدمر؟

ج: نعم.. وفي علي صالحة وطاهر زباري راحوا بمهمة سرية لروما وإسبانيا.

س: متى؟

ج: قبل شي شهر ونص.. شهرين.

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ