مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 30 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

لا توجد منظمات إنسانية في العراق

د. إبراهيم علوش

هي نغمة رتيبة كم سمعت في فلسطين : "المدنيون"، "التقدميون"، "الانسانيون"، الخ...

وها هي اليوم تكرر على مسامع المقاومة في العراق : لا تقتلوا المدنيين من المحتلين أو ممن أتوا مع الاحتلال!

فتارة تسمع أن هذا المحتل ليس عسكرياً أو أن ذاك الذي يخدم في صفوف المحتلين ومنظماتهم فلسطيني أو أن هناك منظمات "إنسانية" في العراق لا يجوز استهدافها...

ولكن من قال أن البنى التي يعتمد وجود الاحتلال عليها كلها ذات طبيعة عسكرية؟!

ومن قال أن الشركات التي تسرق خيرات العراق، أو المنظمات "المدنية" الممولة أجنبياً الآتية مع الاحتلال،  أو "المدنيين" الذين يلعبون دوراً اقتصادياً أو أمنياً أو سياسياً، هم أقل خطراً منه؟!  أليسوا جميعاً جزءاً من ذلك الاحتلال بشكلٍ أو بآخر؟!  أليسوا جميعاً شيئاً من لحم وعظم ذلك الاحتلال؟!  أليسوا جميعاً موجودين في العراق فقط لأن الاحتلال يجعل ذلك ممكناً؟

واقع اليوم في العراق أنه تحت الاحتلال، فليست هناك مشروعية لأية منظمة "إنسانية" أو شركة خاصة أو "مناهضين للعولمة" أو فلسطينيين أو غيرهم لا يدخلون العراق على قاعدة دعم المقاومة.

وكل ما يدخل العراق على أرضية مشروعية الاحتلال هو بالضرورة هدف مشروع سياسياً، وليس لأحد أن يزايد على المقاومة من ناحية "الإنسانية" و"التقدمية" وهي التي تناهض الاحتلال بدماء أبنائها ولحمهم، وهي التي تدافع عن إنسانية العراق في وجه أشرس قوة معتدية في التاريخ: الاحتلال الأمريكي.  ومن لا يعجبه ذلك، فليخرج من العراق غير مأسوفٍ عليه، فليس من مهمات المقاومة أن تحصل على السيرة الذاتية لكل متطفل على أرض العراق في ظل الاحتلال، أو لكل من يعمل مع المنظمات والشركات المرتبطة بالاحتلال، بل من واجب كل من يدعم المقاومة العراقية أن يجعل دعمه لها ملموساً حتى لا يبقى لبس أو اختلاط.

فليذهب الذين يزايدون على المقاومة بالإنسانية والتقدمية إلى الجحيم.  فالمقاومة من حقها أن تستهدف كل أجنبي يدخل العراق ليلعب دوراً مشبوهاً تارة، أو ليعمل في مشاريع نهب العراق طوراً، أو ليعطي الاحتلال وجهاً إنسانياً مرةً أخرى.

ومن الطبيعي أن تحطم المقاومة دون هوادة كل منظمة أو فرد يتعاون مع الاحتلال تحت واجهة "إنسانية" أو "تجارية" أو غيرها، سواءٌ أكان فلسطينياً أو يابانياً مناهضاً للعولمة على ما زعموا.  ومن الغريب أن تقدم بعض الأقلام المشبوهة اختطاف فلسطينيين يعملان مع الاحتلال كتجاوز أخلاقي في الوقت الذي تذكر فيه صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 10/3/2004 أن أحدهما كندي من أصل سوري دخل العراق باسم مزور!!!

فالمناهض الحقيقي للعولمة يأتي من الجهة الواضحة، والفلسطيني العامل مع المنظمات المشبوهة لا يجوز أن تشفع له فلسطينيته عند المقاومة ما دام دوره مناهضاً للعراق، وبالتالي لفلسطين،  والتاجر أو الموظف الذي يأتي مع الشركات الناهبة للعراق، أو مع المنظمات المشبوهة سياسياً، ليس من حقه المحاججة ب"إنسانية" دوره ما دام يسهم بسلب إنسانية العراق وشعبه بمشاركته بالبرامج التي يروج لها الاحتلال.

ومن الغريب أن يسود الصمت المريب تلك المساحات الخرساء بين المغرب والبحرين في الوقت الذي يذبح فيه الشعب العربي في العراق إلا لترتفع أصوات الغربان لتنعق حول "المدنيين" الذين يفترض أن المقاومة أخطأت بحقهم.

ألا فليذهب منتقدو المقاومة بجميع مقاساتهم إلى الجحيم.  المقاومة من حقها أن تحرر أرضها بكل الطرق التي تجدها مناسبة، فهناك مشروعان فقط في العراق اليوم كما في فلسطين : المشروع الأمريكي-الصهيوني من جهة، ومشروع التحرير من جهة أخرى.  وكل من لا يقف بكليته في صف المقاومة عليه أن يتساءل ضميره أن يقف بالضبط، وكل من لا يملك كلمة طيبة يقولها في المقاومة المسلحة ضد المشروع الأمريكي-الصهيوني في العراق وفلسطين، فإن عليه أن يخرس تماماً احتراماً لنفسه على الأقل، إن لم يكن احتراماً للشهداء.

وعلى كل حال، أتمنى أن لا تلقي المقاومة بالاً لكل هؤلاء الأوباش.  فالكلاب تعوي، ولكن القافلة تسير.  ونحن الذين تتعلق قلوبنا بكم، لا نجرؤ أن نوجه لكم النصح والإرشاد من شدة تقصيرنا، ولكننا نقول لكم سيروا كما تفعلون على درب المقاومة الذي اخترتموه، ولا تلتفتوا لأحد.  هم إلى مزبلة التاريخ، وأنتم إلى قممه تعلون.  كم فقأتم جرحنا!  كم شفيتم صدورنا! ولو قيض لكم أن تسمعوا كيف يتغنى شعبكم العربي بكم، لسمعتم غير الذي تسمعونه من الصحف الصفراء والفضائيات.  فأصغوا لفرح الشارع بكم لا للحناجر الموبوءة بالمصطلحات الغريبة عن لغة القرآن.

شبكة البصرة

السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ