مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 20 / 02 / 2003م

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

كتـــــب

الكنز المرصود في قواعد التلمود

القسم الثاني

كتاب (شارل لوران)

في حادثة قتل الأب توما، وخادمه إبراهيم عمار

الكتاب الأول

مقتل الأب توما

التحقيقـات التي جرت في قضية خطف اليهود للأب توما

وذبحهم إياه لأخذ دمه  

(2)

يوم الأحد /13/ ذي الحجة

بالنسبة للشبهة المحصورة في الحلاق وما كان يظن فيه من أنه كتم الحقيقة صدر الأمر بتعذيبه بالضرب بالكرباج. ولكنه عندما سمع الأمر التمس أن يعافى من الضرب، وهو يقول الحق. وعندما صرح له بذلك قال:

(إن المتهمين السبعة الذي قلت عنهم أدخلوا الأب توما في منزل داود هراري، ودعوني بعد الغروب بنصف ساعة وقالوا لي قم فاذبح هذا القسيس! ووجدت الأب توما مربوط الذراعين فقلت لهم لا أقدر على ذبحه، فوعدوني بأنهم سيعطوني دراهم. فأخبرتهم بأن ذلك لا يهمني، فسلموني الإعلان الصغير وأمروني أن أعلقه على دكاني. والذي أعطاه لي هو هارون هراري. وقابلني داود هراري بعد ضبطي عندما كنت منقاداً إلى سراي الحكومة، فسألني هل اعترفت بشيء؟ ولما أجبته سلباً شجعني على الثبات، ووعدني بإعطائي نقوداً. والذي دعاني من الحانوت هو مراد الفتال خادم داود هراري)

ومن هنا أمر باستحضار مراد الفتال:

س ـ إلى الحلاق ـ قلت أمس كل هذا، واليوم أعدته. إنما يظهر أنك اتهمت باقي الأشخاص الذين قلت عنهم لأنك ضربت. فقل لنا الحق لأنه ليس القصد من التحقيق أنك تتهم أشخاصاً بالزور. فإذا كانت لديك أقوال أخرى فأبدها بدون خوف.

ج ـ الحق هو الذي قلته أصمم عليه أمامهم.

س ـ هل كان يوجد نساء معهم في المنزل.

ج ـ لا لم يوجد إلا هؤلاء السبعة. والخادم كان خارج المنزل.

س ـ من فتح الباب ؟

ج ـ داود هراري.

س ـ بعدما أمرك بقتل القسيس هل بقيت هناك أو انصرفت ؟

ج ـ لم أبق هناك بل رجعت لقفل حانوتي ثم دخلت منزلي.

س ـ هل كان يمكنك سماع صراخ القسيس إذا صرخ وهو في الغرفة التي كان فيها ؟

ج ـ المنزل محاط من كل جهة بمنازل اليهود، ولا يمكن أن يسمع صراخه من الخارج، مع أنهم كانوا يمنعونه من أن يصرخ.

 س ـ هل كان خادمه معه ؟

ج ـ لا لم يكن معه، إنما الخادم قتل في محل آخر. والذين قتلوه كانوا متفقين على هذا الأمر مع من قتلوا الأب توما.

وحين حضر مراد الفتال خادم داود هراري سئل فأجاب:

إن سيدي أرسلني عند الحلاق سليمان بعد المغرب فقلت له اذهب إلى منزلنا لأن سيدي يدعوك، وتركته بعد ذلك ودخلت بيتي.

س ـ من كان عند سيدك ؟

ج ـ لم أنظر أحداً عنده، وكان مصاباً بنزلة في خده ولم يخرج. ثم استحضر داود هراري، وتليت عليه الإجابات السابقة فصمم على الإنكار.

وسئل قبل ذلك عن محل وجوده في يوم الأربعاء الذي حصلت فيه الواقعة فقال:

إني كنت في السوق، وتوجهت إلى الجمرك لاستلام جانب جوخ، ثم توجهت عند جرجس عنحوري، وبقيت في السوق لغاية الساعة إحدى عشرة (عربي).

استحضر جرجس عنحوري وسئل عن حقيقة ما ادعاه المتهم السابق فقال: ج ـ حضر عندي هراري يوم الخميس لا يوم الأربعاء بعد العصر وقال لي: إن المسيحيين يتهموننا بقتل الأب توما فهل تصدق أننا نرتكب مثل هذا الأمر؟ فأجبته هم يزعمون ذلك..

كتبت إفادة لمصلحة الجمرك للاستفهام منها عن حقيقة ما جاء بأقوال المتهم؟ فورد الرد من رئيس المصلحة يفيد: أن داود هراري لم يحضر إلى المصلحة البتة يوم الأربعاء، بل حضر مخزنجي من طرفه، واستلم جانباً من الجوخ.

يوم الثلاثاء /15/ ذي الحجة

حضر في هذا اليوم الخواجه بودين إلى سراي الوالي، وسأل الحلاق عمن أعطاه الإعلان الذي وجد على حانوته، فقال:

ج ـ هارون هراري هو الذي أعطاني هذه الورقة.

س ـ متى أعطاها لك، وفي أي محل؟

ج ـ أعطاها لي يوم الأربعاء بعد المغرب بنصف ساعة حينما كنت عند داود هراري.

س ـ من أين استحضرت البرشان؟

ج ـ هارون هراري أعطاه لي.

س ـ ومن أين استحضره ؟

ج ـ لا أعلم وهو الذي أعطاه لي مع الورقة.

س ـ هل أحد نظرك عندما كنت تعلق هذه الورقة على دكانك ؟

ج ـ لم ينظر أحد، لأني وضعتها يوم الخميس في الفجر.

 س ـ هل أخبرت والدك أو زوجتك أو أحداً غيرهما بهذا الأمر ؟

ج ـ لم أخبر أحداً.

س ـ هل أعطاك نقوداً في كتمان السر ؟

ج ـ لم يعطني شيئاً بل وعدني بذلك.

س ـ من يقوم بأود عائلتك  مدة وجودك في الحبس ؟

ج ـ وعدوني بأن يقوم بما يحتاج إليه عائلتي، ولكنهم لم ينفذوا ذلك الوعد.

س ـ كيف حصل ذلك الوعد ؟

ج ـ لما حضر يوم الأحد التفتشجي باشا أبو شهاب، وضبطني بعد العصر جاء داود هراري بالقرب مني، وقال لي: لا تخف، سنعطيك نقوداً.

س ـ هل يمكنك أن تحلف يميناً على حسب أصول ديانتك إذا طلب منك ذلك لتأييد ما قلت ؟

ج ـ إني أحلف بكل ما تريدون.

س ـ هل رجعت بعد يوم الأربعاء مساء عند داود هراري لتنظر ما حصل بالقسيس ؟

ج ـ لم يمكني الدخول في المنزل.

س ـ هل تعرف إذا كان الأب توما وضع إعلانات يوم الأربعاء أم لا ؟

ج ـ نعم وضع إعلاناً، ولكني لم أنظره وقت وضعه، لأني ما كنت وقتئذ في الدكان، بل كنت عند الحاخام ميمون لأجل حجامة زوجته. ولما ذهبت عنده وجدت أن عملية الحجامة ليست ضرورية فرجعت إلى دكاني، ونظرت جملة من الأشخاص يقرأون الورقة، وأخبروني أن الأب توما لصقها على الحائط وأنها تختص بمزاد عمومي.

س ـ هل تعرف من نزع هذه الورقة ؟

ج ـ أنا لا أعلم ذلك، ولكن أظن أنه أحد عائلة هراري، لأنه إن لم يكن الأمر كذلك لم يعطوني ورقة أخرى لوضعها عوضاً عن الأولى.

يوم الأربعاء /16/ ذي الحجة

استدعي مراد الفتال وسئل:

س ـ أين كان سيدك عندما أرسلك لاستدعاء الحلاق؟

ج ـ كنت راجعاً من السوق وعند مروري أمام باب المنزل نظرت سيدي جالساً على العتبة، فقال لي: ادع الحلاق، فذهبت إليه وأخبرته بذلك، وذهبت لمنزلي.

س ـ سيدك أنكر إرسالك للحلاق فما قولك ؟

ج ـ أنا صناعتي الخدمة، فصدعت بما أمرت، واعترفت بما حصل.

س ـ إذا كان أَمَرك بذلك فلماذا ينكر ؟

ج ـ يمكن أن الحلاق اتهمه بشيء في هذه القضية،وهو خائف أن يعترف خلوصاً من المخاطرة بنفسه.

س ـ لا يعقل أنه كان جالساً على عتبة الباب وقت إرسالك إلى الحلاق، لأنه كان مريضاً ولا يمكن أن يعرض نفسه للهواء، فقل لنا على الحقيقة ولا تخف، لأنك خادم مأمور وليس لك دخل في هذه القضية.

ج ـ نعم سأقول الحق الآن، وكل ما قلته لا يعول عليه لأن الخوف ألجأني إلى تلفيقه: أما سيدي فلم يرسلني إلى الحلاق، وأنا لم أرسله إليه، وكل ذلك لم يحصل.

وحينئذ أّمر بضرب المتهم بالكرباج، ثم سئل فقال:

(أنتم استجوبتموني أمام المعلم رفائيل فارحي، فخفت منه لأنه زغر لي بعينه، فعدلت عن أقوالي الأولى).

س ـ كيف تخاف من رفائيل أكثر مني ؟

ج ـ لا شك أني أخاف من رفائيل أكثر، لأنه قادر أن يقتلني في الحارة إذا اعترفت. أما سعادتكم فغاية ما في الأمر أنكم تضربوني ثم تخلون سبيلي بعد ذلك.

يوم الجمعة /18/ ذي الحجة

وجد قنصل فرنسا في منزل (سرازيتوم) اليهودي جارية سوداء اسمها (كيتا)، وسألها بعض أسئلة فلم تجبه بكيفية معقولة. فأرسلها للسراي لأجل استجوابها، ولكنه ظهر من استجوابها أن بها خللاً في قواها العقلية فأعيدت لسيدها.

يوم الجمعة /25/ ذي الحجة*

حيث أن الشبهة قوية ضد الحلاق وأنها تتقوى من وقت إلى آخر، وأنه يظهر عليه انه يخفي الحقيقة في مسألة قتل الأب توما، وأن باقي المتهمين مصممون على الإنكار، رؤي أنه من الضروري استرجاع سليمان المذكور والتضييق عليه في الأسئلة، وأنه يسامح من العقاب إذا قال الحق في مسألة القتل. فبعد ما توقف قليلاً وأبدى حججاً باطلة اعترف بما يأتي:

(إن داود هراري أرسل بعد المغرب بنصف ساعة خادمه ليدعوني من الحانوت. فحضرت عنده ووجدت هارون هراري، وإسحاق هراري، ويوسف هراري، ويوسف لينيوده، والحاخام موسى أبا العافية، والحاخام موسى بخور يودا سلونكلي، وداود هراري صاحب المنزل، والأب توما مربوطاً. فقال لي داود هراري وأخوه هارون. قم فاذبح القسيس، فقلت لهما لا أقدر. فقالا لي، اصبر، وقاما فأحضرا السكين، وألقيته أنا على الأرض، ومسكته مع البقية، ووضعت رقبته على طشت كبير، وأخذ داود السكين الكبير، وذبحه وأجهز عليه هارون أخوه،  وحافظا على عدم سقوط نقطة من دمه خارج الطشت! وبعد ذلك جررناه من الأوضة[1] التي ذبحناه فيها إلى التي فيها الخشب. ثم نزعنا ثيابه وأحرقوها. ثم حضر الخادم مراد الفتال ونظره عرياناً في المربع[2] الذي فيه الخشب. فقال لي وللخادم السبعةُ المذكورون؛ قطعا القسيس إرباً إرباً فسألناهم أين ترمونه؟ فقالوا ارمياه في المصارف. فصرنا نقطعه إرباً إرباً، ونضعه في الكيس مرة بعد أخرى، ونحمله إلى المصرف. والمصرف الذي رميناه فيه عند أول حارة اليهود بجانب منزل الحاخام موسى أبي العافية. ثم رجعنا إلى بيت داود هراري،وعند انتهاء المأمورية قالوا للخادم أن يكتم السر، ووعدوه بأنهم يزوجونه من مالهم مكافأة له على ذلك، ولي أنهم سيعطوني دراهم. وتوجهت إلى منزلنا.

س ـ كيف عملتم بعظامه ؟

ج ـ كسرناها بيد الهاون.

س ـ ورأسه كيف عملتم به ؟

ج ـ كسرناه بيد الهاون أيضاً.

س ـ هل دفعوا لك شيئاً من النقود ؟

ج ـ وعدوني بأن يدفعوا لي دراهم إذا كتمت السرّ، وإذا بحت به يتهموني بالقتل. وأما الخادم فوعدوه بالزواج كما ذكرت.

س ـ كيف كان الكيس الذي وضعتم فيه الجثة، وهل كان كيساً واحداً أو اثنين، وإذا كان واحداً فهل حملته بمفردك، وإذا يوجد اثنان فهل كنت تحمل واحداً والخادم الآخر؟ وما كان لون هذا الكيس؟

ج ـ الكيس مصنوعاً من القماش المستعمل عادة لتحزيم البضائع، وهو مثل أكياس البن، ولونه سنجابي، وكان يوجد كيس واحد، وكنا نحمله أنا والخادم بمساعدة بعضنا.

س ـ كيف كانت تلك المساعدة ؟

ج ـ كنا تارة نحمله معاً، وطوراً كل منا يحمله بمفرده.

س ـ وماذا فعلتم بذلك الكيس بعد نقل الجثة ؟

ج ـ تركناه عند داوه هراري.

س ـ من تقريرك ظهر أنكم حين ذبحتم الأب توما وضعتم دمه في طشت، ولم يذهب من دمه نقطة واحدة فبعد أن جررتموه إلى المربع الثاني هل خرج منه دم وأنتم تقطعونه ؟

ج ـ بسبب اضطرابي لم أنتبه لذلك.

س ـ المربع الذي قطعتموه فيه بأي شيء مفروش وهل هو مبلط أم لا ؟

ج ـ المربع خراب وفيه تراب وخشب فقط والتقطيع كان على التراب.

س ـ كيف عملتم بأحشائه وهل قطعتموها ؟ وماذا صنعتم بما في داخلها، وكيف حملتموها ؟

ج ـ أحشاؤه قطعناها وأخذناها في الكيس أيضاً وألقيناها في أحد المصارف.

س ـ هل كانت المواد التي وجدت داخل الأحشاء تنقط من الكيس ؟

ج ـ لا لأن أكياس البن لما تكون مبلولة لا ينقط منها شيء.

س ـ وقت تقطيع الأب توما كم كان عدد الذين قطعوه، وكم سكين كان معكم، وما هي أجناسها ؟

ج ـ كنت أنا والخادم نقطعه. والسبعة الذين ذكرتهم كانوا يعلموننا كيف نقطعه. وكان معنا سكين واحد أقطع بها أنا والخادم، فكلما تعب الواحد أخذها الآخر وجنسها من جنس السكاكين التي يستعملها الجزارون.

س ـ وماذا فعلتم بهذا السكين ؟

ج ـ تركناه في المنزل.

س ـ على أي بلاطة كسرتم العظام بعد تقطيع الأب توما ؟

ج ـ على بلاطة موجودة بين المربعين.

س ـ هل المحل بين الأوضتين مغطى ؟

ج ـ إنه مكشوف.

س ـ لما ذبح الأب توما هل كان الخادم مراد الفتال حاضراً ؟ وإذا كان غير حاضر فهل حضر فيما بعد، ومن الذي فتح له الباب ؟

ج ـ وقت الذبح لم يكن حاضراً، إنما حضر وقت نقل الأب توما من المربع الثاني، ونزع ملابسه عنه. والذي فتح له الباب أحد المتهمين.

س ـ هل كان يوجد في المنزل غير المتهمين كنساء أو خلافهن؟

ج ـ لم أنظر غير هؤلاء السبعة والخادم.

س ـ في أي ساعة حصل القتل بالتقريب ؟ وتصفى الدم في كم من الزمن؟ وفي أي وقت نقلتموه إلى المربع الثاني؟ وفي أي وقت رجع الخادم ؟ وفي كم ساعة حصل القتل ؟ وبعد أخذ الدم ماذا فعلتم ؟

ج ـ أظن أن القتل حصل في العشاء أو بعد العشاء بقليل واستمر القسيس على الطشت مدة نصف ساعة أو ثلثي ساعة لغاية ما تصفى الدم بالكلية. ثم نقلناه في المربع الثاني بعد العشاء بساعة ونصف. وحضر الخادم وقتما كانت الجثة في الأوضة التي فيها الخشب. ولما تم كل شيء كانت الساعة ثمانية[3] تقريباً. أم الدم فإنه بقي في الطشت في الأوضة المفروشة. ولا أعرف ما صنعوا به وعند خروجي تركت الخادم في المنزل.

س ـ في أي محل نزعت الملابس ومن الذي نزعها ؟

ج ـ نزعت الملابس في المربع الذي حصل فيه التقطيع. والذين نزعوها هم داود وهارون هراري، وباقي الحاضرين.

س ـ ما هو لون الملابس التي كانت على القسيس ؟ وما نوع ولون الحزام؟

ج ـ الملابس كانت سوداء والحزام حبل أبيض كالعادة.

س ـ المصرف الذي ألقيت فيه الجثة مغطى أو مكشوف؟ وإذا كان مغطى فكيف صنعتم في كشفه؟

ج ـ المصرف يوجد في أول سوق الفراخ بالقرب من منزل الحاخام (موسى أبي العافية). ويوجد هناك حجر مغطى به. فرفعناه وألقينا الجثة فيه.

(ملحوظـة)

بعد استجواب الحلاق أرسل إلى حبس منفرد. واستحضر مراد الفتال، وسئل عما حصل وقت قتل الأب توما. ووُعد أن ينال العفو إذا قال الحق. فأجاب بأنه ما كان حاضراً وقت القتل بل حضر بعده، ووجد الجثة عارية من الملابس في المربع الخراب الموجود فيه التراب والخشب، وأنه قطعه بمساعدة الحلاق، وبحضور داود وهارون هراري، وإسحاق هراري، ويوسف هراري، ويوسف لينيوده، والحاخام موسى أبي العافية، والحاخام موسى بخور يودا المشهور بسالونكلي، وأن الجثة قطعت إرباً إرباً، وأنها رميت بمساعدة الحلاق في أحد المصارف،وأنهما نقلاها في كيس بن.

س ـ وماذا فعلتم بعظامه ؟

ج ـ سحقناها على البلاط بيد الهاون.

س ـ والرأس ؟

ج ـ كسرناه على البلاط أيضاً بالكيفية نفسها.

س ـ هل أخذتم أجرة على ذلك ؟

ج ـ وعدوني أن يزوجوني من مالهم، وقالوا للحلاق أنهم سيعطونه دراهم.

س ـ ما نوع القماش الذي كان مصنوعاً منه الكيس الذي نقلت فيه الجثة، وهل كان يوجد كيس واحد أو أكثر، وهل حملتموه معاً، أو كان الحلاق يحمل واحداً وأنت تحمل الآخر، وما لون الكيس ؟

ج ـ كان معنا كيس واحد وكنا نتساعد في حمله وأحياناً يحمله كل منا بمفرده. أما لونه فكان سنجابياً فاتحاً.

س ـ وماذا فعلتم بالكيس بعد النقل.

ج ـ لا أعرف ما صنعوا به.

س ـ  ظهر من تقرير الحلاق أنه وقت ذبح الأب توما وضعوا دمه في طشت، ولم يذهب نقطة واحدة ولكن هل وقت تقطيع الجثة في المربع الثاني خرج منها دم ؟

ج ـ نعم قد بل الأرض وقتئذ، ولكن لم يؤخذ ذلك الدم في آنية من الأواني.

س ـ كيف عملتم بالأحشاء وهل قطعتموها، وماذا صنعتم بما في داخلها، وكيف حملتموها ؟

ج ـ قطعنا الأحشاء بما فيها، ووضعنا الكل داخل الكيس، ورميناه في المصرف.

س ـ هل كان ينقط شيء من الكيس ؟

ج ـ لا، لأن الكيس كان من القماش المتين القوي.

س ـ كم كان عدد الذين قطعوا الجثة، وكم سكين كان معكم، وما هي أجناسها ؟

ج ـ كان معنا سكين واحد، وجنسها من جنس سكاكين الجزارين. وكنت أنا وسليمان نقطعه والباقون كانوا حاضرين فقط.

س ـ لما حضرت ووجدت الجثة عريانة هل سألت عن الملابس ؟

ج ـ سألت فقيل لي إنها حرقت.

س ـ بعد تقطيع القسيس كسرتم عظامه على أي بلاطة ؟

ج ـ على بلاطة بين المربعين وأمام أبوابهما، وهو محل مغطى بسقف في هذه النقطة.

س ـ لما كسر الرأس بالطبع خرج منه المخ فماذا صنعتم به ؟

ج ـ جمعنا العظام والمخ ورميناها معاً.

س ـ في أي وقت ابتدأتم في التقطيع ومتى انتهيتم ؟

ج ـ ابتدأنا الساعة ثلاثة ليلاً وانتهينا الساعة السابعة على الأكثر.

س ـ هل كان المصرف الذي ألقيتم فيه البقايا مكشوفاً أم لا، وإذا كان مغطى فكيف صنعتم ؟

ج ـ هذا المصرف هو بالقرب من منزل الحاخام موسى أبي العافية وكان مغطى بحجر فرفعناه ورمينا ما كان معنا فيه.

س ـ وأين توجه الحلاق ؟

ج ـ الحلاق ذهب إلى منزله.

س ـ وأنت إلى متى بقيت عند سيدك بعد ذلك ؟ واستيقظ هؤلاء الأشخاص في أي ساعة، وما الذي صنعوه، وأين نمت تلك الليلة ؟

ج ـ مكثت ساعة أو ساعة ونصفاً بعد خروج الحلاق. ولما خرجت من المنزل تركت فيه أناساً لا أعرف أمضوا ليلتهم هناك أم ذهب كل منهم إلى منزله. ولا أعلم ما فعلوه لأني ذهبت لأنام في منزلي بعد ما قدمت لهم بعض نرجيلات ملآنة من التنباك.

سؤال من قنصل فرنسا: ما منفعة الدم عندهم ؟

ج ـ يستعملونه في الفطير.

س ـ كيف تعلم ذلك.

ج ـ سمعت منهم أن الدم يستعمل للفطير.

سؤال من الأمير الاي حسن بك: بما أنك ما نظرت الدم فمن أين علمت أنه يستعمل للفطير ؟

ج ـ سألتهم لأي سبب أخذتم الدم ؟ فقالوا لي لأجل عيد الفطير(!!)

س ـ هل حصل قتل الأب توما لمسألة دينية، أو كان يوجد بينه وبين القاتلين ضغائن، وهل كانوا يريدون أن يسلبوا دراهمه ؟

ج ـ أنا لا أعلم السبب الحقيقي بالضبط.

(ملحوظة) من الأمير الاي حسن بك ـ حيث أن اعتراف المتهمين لا يوجد فيه اختلاف فلنذهب مع الخواجه بودين والدكتور مساري لمعاينة المحل الذي حصل فيه تكسير العظام، لأنه من الجائز أن نجد آثار على البلاط. ثم نعاين ذلك المربع الذي صار تقطيع القسيس فيه، والمصرف الذي ألقيت فيه الجثة، ولنأخذ معنا المتهمين ليدلونا على هذه المحلات كل منهم على حدته. ولنبحث عن إمكان تحويل المياه الجارية في ذلك المصرف عن مجراها الأصلي بسهولة حتى يمكننا أن نجد البقايا التي رميت فيه.

بناء على ذلك توجه المذكورون ووصلوا إلى منزل داود هراري، وسئل سليمان الحلاق!

س ـ في أي محل ذبحتموه ؟

ج ـ في هذه الأوضة المفروشة، وكان مسطحاً في وسطها، ووضع الطشت تحت رقبته وذبح.

س ـ وأين صار تقطيعه ؟

ج ـ في هذا المربع الخراب الموجود فيه الخشب (هنا أشار سليمان أن التقطيع حصل تحت القبوة) بالقرب من باب المربع من جهة الغرب (شوهد وقت المعاينة آثار دم على حائط المربع المذكور).

س ـ أين صار تكسير العظام ؟

ج ـ في هذا المحل بين الأوضتين أمام الليوان (وجد البلاط منخفض في الجهة المعينة عن البلاط الموجود في باقي الأوضة). ثم صار استحضار يد الهاون، وعرفها المتهمون أنها هي التي استعملت في التكسير. ثم طلبت السكاكين فاستحضر ثلاثة منها. وعندما نظرها الحلاق قال: إن التي استعملت ليست بينها لأنها أكبر من هؤلاء وأحسن فطلبت سكاكين أخرى، وقيل أنه لا يوجد غير ما استحضر.

وبعد ذلك حبس الحلاق في الأوضة التي حصل فيها القتل واستحضر الخادم وسئل عن المحل الذي كان فيه القسيس عرياناً ؟ فعين المحل السابق بعد تعيينه من الحلاق.

س ـ أين صار تكسير العظام ؟

ج ـ (عين المحل الذي عينه الحلاق).

ثم طلبت يد الهاون ونظرها فقال أنها هي نفسها التي استعملت. وعندما نظر السكاكين قال: إن السكين الذي استعمل في القتل ليس ضمن هؤلاء. ولما أرادوا معرفة المحل الذي ألقيت فيه الجثة دل المتهم على سوق الجمعة المسمى أيضاً بسوق الفراخ أمام منزل موسى أبي العافية،وعين المحل الذي فتح لرمي البقايا.

عند ذلك أُخذ مراد الفتال وأرسل إلى السراي، واستحضر الحلاق سليمان من منزل داود هراري، وعند وصوله إلى النقطة التي عينها المتهم الأول قال: ها هي وأشار بيده نحوها.

ثم فتح المصرف فوجد فيه آثار دم، قطع لحم. واستحضر بعض الشغالة ونزلوا في المصرف، واستخرجوا منه جملة قطع لحم، ورضفة (فلكة الركبة) وقطعة من القلب، والجمجمة، وبعض عظام، وقطعاً من طاقية القسيس. ووضع كل ذلك في سلة، وسلم إلى قنصل فرنسا لتوقيع الكشف عليه بمعرفة الأطباء بعدما نظره شريف باشا، واطلع المتهمون عليه.

ووصل بعد قليل جواب من قنصلاتو فرنسا مرفق بالأوراق الآتية وهي:

أولاً ـ شهادة من قنصل النمسا مؤرخة /3/ مارس (آذار)

ثانياً ـ تقرير من أربعة أطباء أورباويين.

ثالثاً ـ تقرير من ستة أطباء مسلمين ومعهم طبيب مسيحي من البلد.

رابعاً ـ شهادة من حلاق الأب توما الذي كان يحلق له عادة.

ثم استحضر إسحاق هراري، وسئل عن كيفية حصول قتل الأب توما، ولأي سبب قتل، فقال:

ج ـ حقيقة أحضرنا الأب توما عند داود باتفاقنا معاً، وقتلناه لأخذ دمه. وبعد أن وضعنا الدم في قنينة أرسلناه إلى الحاخام موسى أبي العافية. وكنا نصنع ذلك اعتقاداً بأن الدم ضروري لإتمام فروض ديانتنا.

س ـ هل الزجاجة التي كان فيها الدم سوداء أو بيضاء ؟

ج ـ الزجاجة كانت بيضاء.

س ـ من سلم الزجاجة للحاخام موسى أبي العافية ؟

ج ـ الحاخام موسى سلونكلي.

س ـ لماذا يستعمل الدم في ديانتكم ؟

ج ـ يصير استعماله لأجل خبز الفطير.

س ـ هل يوزع الدم على جميع اليهود.

ج ـ كلا إن ذلك غير ضروري إنما يحفظ عند الحاخام الكبير.

س ـ كيف فعلتم لما استحضر الأب توما ؟

ج ـ موسى سلونكلي، وموسى أبي العافية، هما اللذان دبرا هذه الحيلة

س ـ أين قتلتموه ؟

ج ـ في الأوضة المفروشة على المسطبة.

س ـ من ذبحه ؟

ج ـ موسى أبي العافية وداود هراري.

س ـ وبعد الذبح أخذتم الدم في أي شيء ؟!

ج ـ في طشت من نحاس

س ـ وهل بقي بعد ذلك مدة طويلة في الأوضة ؟

ج ـ بقي نصف ساعة تقريباً.

س ـ في أي محل صار تقطيعه ؟

ج ـ في المربع الخراب.

س ـ من قطعه ؟

ج ـ كلنا تقريباً، وخصوصاً سليمان ومراد الفتال.

س ـ من رمى البقايا وفي أي شيء صار نقلها ؟

ج ـ نقلها الحلاق والخادم، ووضعت في كيس سنجابي من القماش المعد لحزم البضائع.

س ـ في أي ساعة حصل القتل وفي أي وقت تم ؟

ج ـ حصل الساعة واحدة ونصف، وانتهى الساعة الرابعة.

س ـ هل نمت في المنزل أم كل واحد ذهب إلى منزله.

ج ـ بعد انتهاء المسألة كل منا ذهب إلى منزله.

س ـ هل كان أحد من الحريم في المنزل ؟ وإذا كن حاضرات ففي أي أوضة ؟

ج ـ أظن أنهن كن في أوضة بحرية ولكني لم أنظرهن.

س ـ بالطبع اتفقتم على هذه المسألة قبل وقوعها بأيام، فقل لنا كيف حصل ذلك بينكم.

ج ـ اعتمدنا أن يستحضر القسيسَ موسى أبي العافية، وموسى سلونكلي بدعوى أنه يطعم لهما طفلاً بالجدري، وقد اتفقا على استحضاره بهذه الحيلة في منزل موسى أبي العافية من يومين أو ثلاثة قبل حصول الواقعة. ثم استحضرناه عند أخي داود هراري وذبحناه.

س ـ قلت إن الزجاجة موجودة عند موسى أبي العافية، فإذا استحضرناه أمامك وأنكر فهل لديك ما يثبت وجودها عنده ؟

ج ـ أنا متأكد أن موسى أبي العافية هو الذي أخذ الزجاجة، ولكني لا أعرف أين وضعها. فإذا أنكر أجادله.

س ـ عندما أخذ موسى أبي العافية الزجاجة هل وضعها في علبة أو في شيء آخر ؟

ج ـ لا لم يضعها داخل شيء، بل أخفاها تحت جبته وخرج بها.

(يتبع)


* ـ لا يملك الإنسان وهو يقرأ تفاصيل هذه الجريمة البشعة والمروعة إلا أن يتذكر قوله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك  فهي كالحجارة أو أشد قسوة) فأي دين هذا الذي يأمر أتباعه بذبح الآخرين لإتمام نسكهم.. وأي رجل دين هذا الذي يمارس القتل تقرباً إلى الله ؟!! لا شك أن الدين الذي جاء به موسى عليه السلام والوصايا التي تنزلت في التوراة كتاب الله بريئان من موسى أبي العافية وأشياعه وأتباعه.

[1] ـ أي الغرفة

[2] المربع : الغرفة المرتفعة قليلاً.

[3] ـ أي بعد غروب  الشمس بثماني ساعات بالتقويم العربي.

السابق

 

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ