مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 21 / 04 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

متابعات

إعداد قسم الترجمة

على الولايات المتحدة أن تستعد لقطع العلاقات مع عرفات

دئيس روس ، مستشار الأمن القومي المعروف

صحيفة وول ستريت 30/01/2002

   يمكث عرفات في رام الله عملياً كسجين. إن السيد عرفات (بمعيار جزئي) يدفع الآن ثمن فشله في اتخاذ قرار استراتيجي للسلام .

   فمنذ عام مضى، لم يستطع أن يقول نعم لأفكار (كلينتون). وهي أفكار كانت ستعطي الفلسطينيين دولة مستقلة، مع الجوار العربي الموجود في القدس الشرقية كعاصمة لها، وتقريباً كل الضفة الغربية وغزة كأراضي لها. لقد كان عاجزاً عن قول نعم للسلام، ولكن لسوء الحظ قادراً تماماً على أن يقول نعم للعنف فقط.

   بدلاً من أفكار كلينتون، ماذا قدم السيد عرفات لشعبه؛ إنني أعتقد أنني لا أخطئ إذ أقول كارثة: ما يزيد على 850 ميت، (حتى تاريخ هذا المقال)، وتقريباً 17 ألف جريح، واقتصادا مدمراً ولا يوجد هناك أي احتمال في تحقيق طموح هذا الشعب في وقت قريب. منذ عام  كان الفلسطينيون أقرب ما يكونون من أي وقت مضى لتحقيق آمالهم وأحلامهم. واليوم، هم أبعد من أي وقت مضى منذ بداية عملية أوسلو عن ذلك .

   هل يقدم السيد عرفات أي رؤية للمستقبل؟ خطابه في 16/12 أعطى شعبه بعض الأمل. نداؤه من أجل وقف إطلاق النار، وإصراره على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلطات متعددة في الأراضي الفلسطينية أدى إلى جيشان (الشعب) بتأييده: إنهم لا يستاءون من فساد السلطة الفلسطينية، ويريدون رؤية انبثاق الديمقراطية. ولكن، في نفس الوقت، يريدون قادتهم هم أن يقودوهم .

   لسوء الحظ، فقد نجح عرفات كرمز ولكنه فشل كقائد. حتى في هذه اللحظة، لا يستطيع أن يختار. لقد قام باعتقالات رمزية، ولكنه لم يقم باعتقالات ذات معنى. لقد قطع التعامل مع حماس والجهاد الإسلامي عندما كان فعل ذلك مريحاً، لقد دعا إلى وقف إطلاق النار، في نفس الوقت الذي يسعى فيه إلى تهريب كميات هائلة من الأسلحة والمتفجرات من إيران. إن الخيار الوحيد الذي قام به السيد عرفات باستمرار هو تجنب الاختيار .

   إن خطأ عرفات التاريخي لم يكن فقط فشله في قيادة شعبه، ولكن أيضاً في أنه جعل الإسرائيليين يشكون في أن لديهم شريكاً في السلام. لقد نجح في إقناع الشعب الإسرائيلي بأن هدفه تدميرهم. وفي مثل هذه الظروف، من سيضغط على الحكومة الإسرائيلية كي لا تصب المزيد من الألم والمعاناة على الشعب الفلسطيني ؟

   في الماضي جادلت من أجل إعطاء السيد عرفات إنذاراً نهائياً: قم باعتقالات، جرد البنية التحتية لحماس والجهاد الإسلامي، أجمع الأسلحة الغير قانونية، وتحدث بالطريقة التي يتحدث بها الرئيس برويز مشرف إلى شعبه حول الإرهاب والعنف. اجعل السلام هو الأمر الشرعي، لا الإرهاب. اعترف بأن السلام كاد أن يقدم شيئاً للفلسطينيين، في حين أن العنف يدمر طموحاتهم .

   ولمعرفتي بالسيد عرفات، فإن الإمكانية الوحيدة على الإطلاق لجعله يتخذ هذه الخطوات هي سد أبواب جميع الفرص أمامه. لسوء الحظ، فإنه قد لا يصدق هذا أبداً. إنه بالتأكيد لا يصدق هذا في الوقت الراهن. إنه ما يزال يعتقد أنه سينجو من هذه اللطخة كما نجا من كثير من اللطخ من قبل. إنه ما يزال يعتقد أنه لا يمكن الاستغناء عنه، ولذلك فإنه يستطيع تخطي أي صعوبات. وهو يعتقد أن الإسرائيليين سيرتكبون خطأً فادحاً عاجلاً أم آجلاً: واحدة من غاراتهم على إحدى المدن الفلسطينية التي يقتلون فيها عدداً كبيراً من الناس وعندها يصبح هو الضحية مرة أخرى. وعندها سيتم الضغط على رئيس الوزراء آرييل شارون .

   بالطبع، فإنه قد يكون على حق. وقد يقوم الإسرائيليون بخطأ فاجع. إلا أن هذا لن يغير قواعد الوضع حيث يقع الفلسطينيون والإسرائيليون في شرك حرب تصعيد وقودها الغضب والثأر.

   قد يكون صحيحاً أن هذه القواعد لا يمكن تغييرها طالما بقي عرفات قائداً للفلسطينيين. ولكن لا يستطيع خلع قائد للفلسطينيين إلا الفلسطينيون أنفسهم. وفي الحقيقة، فإن أي جهد من الخارج لاستبدال السيد عرفات سيؤدي فقط إلى حشد التأييد له .

   هل تركنا بلا خيارات باستثناء ترك المأساة تزداد سوءاً؟ إنني لا أزال (أفكر) في فرض إنذار نهائي على السيد عرفات، أطالبه فيه بالقيام بالاعتقالات، والتصرف ضد البنى التحتية، وجمع الأسلحة الغير شرعية، والتكلم على نحو مختلف مع شعبه. إذا فعل ما هو مطلوب منه، فينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تتجاوب معه برفع الحصار وتنفيذ التزاماتها وفقاً لمشروعي تنت وميتشل ولكن لا توجد لدي أية أوهام. إنني أشك في أن السيد عرفات سيقوم بما هو ضروري. ليس لأنه فقط عاجز عن إنهاء الصراع، إنني أشك الآن في أنه قادر حتى على ما هو أكثر محدودية، وإن كان صعباً، فإن التدابير ضرورية لتحقيق الاستقرار والمفاوضات .

    في ضوء هذا، فإنني أعتقد أن حكومة بوش ينبغي أن تستعد لتعليق العلاقات معه. يجب أن تفعل ذلك بشكل علني، لا بشكل صامت. يجب أن توضح حقائق محددة للشعب الفلسطيني: إن الفلسطينيين فقط يستطيعون تقرير قيادتهم، وأن الطموح الفلسطيني ينبغي أن يتم تحقيقه، وأنه لا يوجد هناك حل عسكري لهذا النزاع، وأنه لا العنف الفلسطيني ولا القوة الإسرائيلية سيؤديان إلى تسوية نهائية، وأننا سنتعامل مع أي قيادة فلسطينية، بمن في ذلك القيادة الحالية، إذا أخذت على عاتقها مسؤولية صنع السلام، إنهم يقومون بتقديم التزامات، ولكنهم لا يفون بها أبداً، ويتحدثون عن السلام في ضوء النهار في حين يدعمون الإرهاب في الظلام. نحن لا نستطيع خلع الرئيس الفلسطيني، ولكننا نستطيع أن نختار أن لا نتعامل مع قائد غير مسؤول .

    في ظل مثل هذه الظروف، فإن السيد عرفات ربما يرى في النهاية ان لا فرص لديه. وبالفشل في هذا، فعلى الأقل فإن الشعب الفلسطيني والأصدقاء العرب سيفهمون ما هو مطلوب قبل أن يتم تحقيق طموحات الفلسطينيين .السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |