مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 02 / 07 / 2002م

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ

.....

   
 

متابعات

قسم الترجمة والمتابعة

ديناميكيات الديموغرافيا في الشرق الأوسط

رؤية من الأمم المتحدة

أعد تقرير المنتدى السياسي الخاص هذا محمد عبد الدايم

في 25 نيسان 2002/ قامت الدكتورة ثريا عبيد (المديرة التنفيذية لصندوق السكان في الولايات المتحدة ومساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة، بإلقاء محاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. وقد عملت الدكتورة عبيد ذات الجنسية السعودية سابقاً كمديرة لقسم الدول العربية والأوروبية لصندوق السكان). فيما يلي تقرير موجز عن ملاحظاتها.

الديموغرافيا (السكان) والاستقرار السياسي:

لا يوجد شك في كون الديموغرافيا والسكان مرتبطين بالاستقرار السياسي. ورغم كون مصادر الماء والطعام ذات أهمية كبرى في الشرق الأوسط، فإن هناك مصدراً آخر يستحق الاهتمام إنه الشباب، إن اضطراباً متزايداً وشعوراً بعدم المساواة، وعدم العدل يعم المنطقة. ورغم أن المفجرين الانتحاريين يجتذبون اهتمام العالم في الوقت الحالي، فإن ظاهرة أخرى بالغة الخطورة تتطلب اهتماماً مشابهاً: تطرف (ردكلة) شباب الشرق الأوسط. وذلك عندما يترافق الفقر المدقع مع الإحساس بالظلم أو الإهمال، ونقص الوسائل الشرعية لمعالجة المشاكل؛ فإن الطريق سيكون معبداً أمام التطرف.

لقد عجلت بعض القضايا في تطرف الشباب عبر العالم ولكن ذلك حدث بشكل أكبر في الشرق الأوسط.. حيث التزايد السكاني السريع، والفقر وقلة الفرص، أمام كل من الرجال والنساء، وكنتيجة لثورة الاتصالات، فإن تصورات عن نوعية الحياة أصبحت تعرض يومياً على شاشات التلفزة في البيت وبشكل عام. هذه التصورات، رغم كونها محترمة بشكل كبير، هي بمثابة أحلام خيالية للشباب في كثير من بلاد المنطقة. إن هذه التصورات تزيد من إحباطهم وحسب، لأنهم يعلمون أنهم لن يكسبوا أبداً ما يجعلهم يحصلون على ما يشابهها. إضافة إلى ذلك، فإن التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي حدثت في مجتمعات الشرق الأوسط قد خلفت توتراً جديداً للشباب بين التقاليد كما يفهمونها، وبين الحداثة كما تقدمها وسائل الإعلام، وكما تمارسها النخب. إن الشعور بأن كلاً من تأزم الشعب الفلسطيني المهجّر، ومعاناة الشعب العراقي، هما أمران جائران يزيدان أيضاً من الراديكالية.

لسوء الحظ، فإن التطرف السياسي والديني له نفوذ كبير على هؤلاء الشباب، إذا لم يحصل الشباب على منافذ بناءة لطاقاتهم، فقد يتحولون إلى العنف، وينضمون إلى الجماعات الإرهابية. في الكثير من الحالات، فإن الخيار الوحيد الآخر هو السقوط من المجتمع عن طريق مفاسد المخدرات، وهو مرض آخر يقتل الشباب ويستنزف قدرة المجتمع على التجدد.. أحد الحلول لهذا المنحدر الحلزوني، يكمن في تطور متوازن يشمل التعليم، والصحة، وحقوق الإنسان، والحكم العادل، وحكم القانون، والمؤسسات القوية، والحماية البيئية.

تحديات النمو السكاني:

يتوقع أن يتضاعف عدد الشعب العربي في الاثنين والعشرين عاماً القادمة، ويمثل هذا تطوراً عن دراسة سابقة، كان يتوقع فيها أن يتضاعف خلال تسعة عشر عاماً، وهو تغير من الممكن أن ينسب إلى تغير معدلات الخصوبة. إن الزيادات السكانية المبينة في الخطة في نصف القرن التالي مروعة: حيث يتوقع أن ترتفع نسبة السكان في سورية من 16.6 مليون إلى 36.3 مليون؛ وفي السعودية العربية من 21 مليون إلى 60 مليون تقريباً؛ وفي العراق من 23.6 مليون إلى 114 مليون تقريباً؛ وفي اليمن من 19 مليون إلى 102 مليون.

من الجوانب الأساسية في سياسات السكان والتطور: التوصل إلى إعادة إنشاء العناية الصحية، والتي تتضمن التنظيم الأسري. فإذا كانت المرأة لا تستطيع السيطرة على عدد، وفترات، وتوقيت إنجابها للأطفال؛ فسيكون لديها بالتالي سيطرة ضعيفة على بقية حياتها، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة لكسر حلقة الفقر وضعف الصحة. عامل آخر رئيسي يؤثر على نمو السكان: التعليم، والذي يؤثر على العمر الذي يتزوج فيه الأفراد، وعلى استخدامهم لوسائل منع الحمل. في عمان، على سبيل المثال، تظهر الإحصاءات أن المرأة غير المتعلمة تنجب أطفالاً يتراوحون بين ثمانية وتسعة أطفال، مقارنة بثلاثة أو أربعة تنجبهم المرأة التي أكملت تعليمها الثانوي. اليوم، في دول كثيرة في الشرق الأوسط، فإن ارتفاع مستويات التعليم، وارتفاع معدلات بقاء الأطفال الصغار على قيد الحياة، وإتاحةً أكبر لاستخدام وسائل منع الحمل، قد أدت إلى ظهور عائلات أصغر وأصح. في معظم البلدان حول العالم اليوم، فإن الناس ينجبون، ويرغبون كذلك في إنجاب، عدداً أقل من الأطفال. وكذلك في الشرق الأوسط، فإن معدلات الخصوبة تتناقص: إن معدل عدد الأطفال في الشرق الأوسط قد نزل من6.6 في 1950إلى 3.0 في 2002. وتستخدم ما نسبته 40% من الأزواج موانع الحمل.

ويشار إلى إيران في قصة نجاح سعيها الوطني لاستقرار السكان. لقد جعلت الحكومة من صحة النساء والأطفال أولوية لها، وأدت برامج تخطيط الأسرة التطوعية إلى إنقاص معدل الولادات إلى النصف خلال العقد الأخير. اليوم، تبدو بنية السكان في إيران كما لو أنها لدولة متطورة. فالمرأة العادية تختار أن يكون لها طفلان، والنساء الشابات يشكلن أكثر من نسبة 40% من طلاب الجامعات في البلاد. ويبدو حمل المراهقات هو أمر غير اعتيادي تماماً، وتستخدم ثلاثة أرباع النساء المتزوجات موانع الحمل. قصة نجاح أخرى في مصر، حيث يتباطأ النمو السكاني. لقد تلقت مصر منحة صندوق السكان التابع للأمم المتحدة في عام 2000 لمساعي الحكومة والمجتمع المدني لزيادة خدمات الصحة الإنجابية (بما في ذلك التنظيم الأسري) للشعب.

دور صندوق السكان التابع للأمم المتحدة:

لقد عمل صندوق الأمم المتحدة لثلاثة عقود في مشاركة حميمة مع الدول النامية في كل المناطق. وتقوم المنظمة (ببحث) المصادر البشرية والمادية لتوفير وصول عالمي نحو التعليم الثانوي والعناية بالصحة الإنجابية، والتي تتضمن التخطيط العائلي التطوعي، والعناية أثناء الحمل والولادة، والوقاية من الأمراض الجنسية المعدية، بما في ذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز.

رغم أن الحاجة إلى هذه الخدمات كبيرة جداً، إلا أن صندوق السكان في الأمم المتحدة يواجه حالياً نقصاً في التمويل. فلكونها وكالة تابعة للأمم المتحدة، تعتمد على المساهمات التطوعية المقدار، الذي يأتي من الحكومات. إن لدى صندوق السكان (126) دولة متبرعة، ولكن الدول الصناعية الخمس عشرة تقدم 90% من موازنته. فكل دولة صناعية تدعم الوكالة، بعضهم.. مثل هولندا والنرويج تدعم بكرم بالغ. ولقد كان الاستثناء الكبير هذا العام  حتى الآن، دعم الولايات المتحدة، لقد وافقت أغلبية كبيرة من الحزبين في مقري الكونغرس على مساهمة تبلغ 34 مليون دولار، كمساهمة لصندوق السكان التابع للأمم المتحدة لعام 2002، وفقاً لمشروع الموازنة الذي قدمه الرئيس جورج. دبليو. بوش. وحتى الآن، لم يتم الإفراج عن هذه المساهمة، رغم دعم سكرتير الولاية كولين باول. وفقاً للنائبة باربرا بوكسر، فإن السياسات الداخلية هي التي تحبسها.

إن الصحة الجيدة والتعليم هما الأساسان الضروريان تماماً للهرب من الفقر، وبناء حياة لائقة. إن تقليل الفقر وتوسيع الفرص سيقلل احتمالات الصراع وعدم الاستقرار. وكما أن الدول النامية نفسها ينبغي أن تنفق المزيد من الأموال على الفقراء، وأن تحارب الفساد، وأن تحترم حقوق الإنسان، وحكم القانون، فإن الدول الأكثر ثراء ينبغي أن تدعمهم بتقديم المزيد من أعمال الإغاثة، وبفتح أسواقهم، وتقديم مساعدات واستثمارات هادفة أكبر وأفضل.

السابق

 

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة لمركز الشرق العربي     

   

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ