مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 15 / 03 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 704

         27 / 1 / 2003

الأتراك مترددون تجاه العراق .. لمـاذا ؟

سونير كاجابتي: باحث ومنسق لبرنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن.

25/كانون أول/2002، قام سكرتير الولاية كولن باول بمقابلة رئيس الوزراء التركي عبد الله غول ورئيس حزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم، الطيب أردوغان، في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، في سويسرا. لقد هدفت مقابلة باول التي تبعت زيارة في 19/كانون الثاني إلى تركيا من قبل الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وزيارة في 6 كانون الأول من قبل نائب وزير الدفاع باول وولفوتيز. هدفت المقابلة إلى إقناع أنقرة بالسماح للجنود الأمريكيين بالدخول إلى تركيا ليقوموا بإعداد جبهة شمالية ضد العراق. بعد شهرين من المفاوضات تقريباً، ومع ذلك، فإنه يبدو أن الحكومة التركية لم تتخذ قراراً بعد في هذه القضية. لماذا هم الأتراك مترددون في التعاون مع خطط الولايات المتحدة العسكرية ؟ وكيف تستطيع واشنطن التغلب على حيرة أنقرة ؟ قد تساعد التطورات الأخيرة في تركيا على الإجابة على كل من هذه الأسئلة.

* لماذا هي تركيا مترددة ؟

إن الأتراك حذرون من الحرب على العراق لعدة أسباب:

ـ لقد تركت الأجندة السياسية التركية المزدحمة فراغاً قليلاً لقضية العراق. في العام الماضي كرست الجهود التركية للوصول إلى الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الوطنية، وأزمة اقتصادية. وبالتالي، فقد شهد عام 2002 القليل من النقاش في تركيا حول الحرب في العراق. رغم الجدال الشديد الذي أثير حول الموضوع في الولايات المتحدة. في الحقيقة فإن قضية العراق كانت قد بدأت في الظهور على الصفحات الأولى في الصحف التركية وفي برامج التلفزيون الإخبارية الرئيسية فقط منذ ستة أسابيع مضت، أثناء زيارة وولفوتيز, ولأن الجدال جديد عليهم تماماً، فإن الأتراك لا يعلمون لماذا هي الحرب ضد العراق ضرورية، أو لماذا ينبغي أن تشارك تركيا فيها.

 ـ يكن معظم الأتراك ارتياباً تجاه أي وجود عسكري أجنبي، وهم فخورون كونهم لم يخضعوا لأي استعمار أجنبي. لذلك، فإن كثيراً من الأتراك على الأخص الجيش، لا يشعرون بالراحة لفكرة السماح حتى لجنود الحلفاء للدخول إلى الأرض التركية. إن تاريخ مواجهة تركيا مع أوروبا، بما في ذلك ما بعد الحرب العالمية الأولى مع إنجلترا على شمال العراق، قد جعلت أنقرة غير مرتاحة خصوصاً لإمكانية السماح للقوات الأوروبية لاستخدام تركيا كأرض انطلاق ضد العراق. ويشعر الأتراك شعوراً أفضل تجاه القوات الأمريكية. فتركيا والولايات المتحدة لم تتحاربا مع بعضهما قط، وقد استضافت تركيا وجوداً أمريكياً عسكرياً، عدة آلاف من الجنود في قواعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ بداية الحرب الباردة، ومع ذلك، فإن حملة جديدة في العراق ستتطلب نشراً أكبر لجنود الولايات المتحدة في تركيا، والذين سيتمركز كثير منهم خارج قواعد الناتو.

ـ لا يشعر الكثير من الأتراك بأن صدام حسين يشكل تهديداً لبلادهم. ينظر إلى صدام على أنه جار مجنون استطاعت تركيا أن تتعايش مع وجوده لأكثر من ثلاثة عقود، والذي رغم ميوله الاستبدادية، لن يجرؤ على مضايقة تركيا. حتى تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية المحتمل لم يعد يؤبه له منذ مدة طويلة في تركيا.

ـ الأتراك قلقون حول التأثير الاقتصادي السلبي للحرب. منذ 2001 عانت تركيا من كساد حقيقي، ترك مليوني شخص بغير عمل، وقلص الاقتصاد بنسبة 9.5%، في حالة حدوث حملة ضد صدام، فقد يعاني الأتراك من خسارة مادية مهمة بسبب نقص السياحة وعائدات التجارة، مما يعرض اقتصاد تركيا الهش الآخذ في التحسن للخطر.

ـ يجب أن تبدد تأكيدات الولايات المتحدة قلق تركيا حول الانبثاق المحتمل لدولة كردية رسمية في عراق ما بعد الحرب.

* عقبات أساسية:

لقد تفاقم تردد أنقرة بحقيقة كون تركيا الدولة الديمقراطية الوحيدة بين الدول الإقليمية التي طلبت منها أمريكا المساعدة. أي أن تقرير موقف تركيا من الحرب في العراق، ينبغي أن يأخذ في حسبانه الكثير من العوامل بما فيها المعارضة، والإعلام، والرئيس. أكثر من هذا، فإنه وفقاً للقانون، يجب أن، يوافق البرلمان على أي نشر للقوات الأجنبية على التربة التركية. ورغم أن حزب العدالة والتنمية يحوز أكثر من ثلثي المقاعد في البرلمان، إلا أن الحزب ليس لديه رأي موحد تجاه العراق. ويبدو أن هناك فصيلين متميزين قد انبثقا في الحزب فيما يتعلق بالتعاون مع خطط الولايات المتحدة للحرب. كتب هذا التقرير قبل تصويت البرلمان التركي على رفض السماح للقوات الأجنبية بالانتشار داخل تركيا.

تقريباً فإن 30 % من نواب الحزب في البرلمان يشكلون فصيلاً متشدداً ـ معظمهم ذوي جذور في حزب الرفاه المنحل حالياً ـ وهؤلاء النواب يقودهم كرههم للولايات المتحدة أكثر من كونه تعاطفاً مع صدام. لذلك فإن بإمكانهم أن يكونوا حجرة عثرة للسماح بنشر الجنود الأمريكيين في تركيا.

نواب حزب العدالة والتنمية الآخرون يشكلون فصيلاً براجماتياً (عملياً) يقوده رئيس الوزراء الحالي غول ورئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، والذي يتوقع أن يتسلم رئاسة الوزراء في أواسط آذار. حتى الآن، فإن هذا الفصيل قد وجه الحكومة التركية عن طريق شوكة ثنائية فيما يتعلق بالعراق ومحاولة إحراز فوائد مادية مقابل مشاركة تركيا في الحرب. ومن جهة أخرى، فقد قدمت أنقرة مسار سلام غير ذي نتيجة حتى الآن مع سورية، والأردن، ومصر، والسعودية، وإيران. وقام غول بزيارة كل هذه البلدان في الفترة ما بين 4 كانون الثاني و12 كانون الثاني، واجتمع ممثلون من كل دولة في استانبول في 23 كانون الثاني، وأصدروا لاحقاً بلاغاَ يحذر صدام لكي يتجاوب مع مفتشي أسلحة الأمم المتحدة.

عادة، تتخذ قرارات تركيا الوطنية من قبل مجلس الأمن القومي، والذي يسيطر عليه ولوقت طويل هيئة الأركان التركية. ونظراً للإصلاحات السياسية الأخيرة، لم يعد الجيش يسيطر على أغلبية المقاعد في الجيش. فوق هذا، يبدو أن الجيش التركي غير واثق بما لديه كالحكومة حول قضية العراق.

* التغلب على تردد تركيا:

هناك عدة إجراءات قد تساعد تركيا للوصول إلى قرار في وقت أقرب، وتتضمن:

ـ التقليل من حجم قوات الولايات المتحدة. في 6 كانون أول، اقترحت واشنطن نشر ثمانين ألف جندي في تركيا، غالبيتهم وحدات في الجيش، بعد رحلة الجنرال مايرز استجابة للحساسيات التركية، ويبدو أن الحجم المقترح وتركيبة القوات المعدة للانتشار في تركيا من الممكن أن تنخفض إلى خمسة عشر ألفاً من الجنود، وستكون غالبيتها من وحدات القوات الخاصة، ووحدات القوات الجوية.

ـ المساعدة الاقتصادية، لقد وعدت واشنطن أنقرة بمساعدة مالية تبلغ 18 بليون دولار أمريكي، وذلك في مقابل جزء من خسائر تركيا في حالة الحرب، وسيكون ما مقداره 14 بليون من هذه الأموال قروضاً منخفضة الفائدة لكي يتم دفعها على المدى الطويل، بينما سيكون مبلغ الـ 4 بليون الأخرى على شكل تبرعات.

تستطيع واشنطن التفكير أيضاً في إعادة تقديم (الحزام الصناعي التركي المؤهل) والذي أنشئ على أرض البيت العام الفائت. هذه المرة، بدون القيود التي حدد نطاق الحزام. إن الحزام الذي يتم تفعيله حالياً في كل من الأردن وإسرائيل قد مكن هذه الدول من تصدير البضائع المصنعة في النطاقات الصناعية الخاصة دون جمارك إلى الولايات المتحدة. ويستطيع نظام الحزام مساعدة الاقتصاد التركي العليل وتعزيز العلاقات الاقتصادية التركية ـ الأمريكية (حالياً، فإن رتبة تركيا منخفضة إلى درجة 29 بين شركاء أمريكا في التجارة).

ـ تأمينات الدعم في حال حدوث هجوم. في 19 كانون الأول، أعلن السكرتير العام لحلف الناتو الجنرال جورج روبرتسون أنه إذا هوجمت تركيا أثناء الحرب مع العراق، فإن المادة (5) من دستور الناتو ستفعل لمنح أنقرة الدعم الكامل من دول حلف الناتو.

ـ تقوية النقاشات حول مستقبل المنطقة الكردية، ما بعد صدام. هذه النقاشات يجب أن تشمل ما هو أكثر من التطمينات المتكررة التي أصدرت حتى الآن والتي تؤكد أن الحرب لن ينتج عنها إنشاء دولة كردية في العراق.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ