مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 03 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 810

تعزيز الديمقراطية في سورية:

خيارات لسياسة الولايات المتحدة

فلينت ليفيرت وفريد غادري.

في 14 تشرين ثاني 2003، قام كل من فلينت ليفيرت وفريد غادري بإلقاء محاضرة في معهد المنتدى السياسي الخاص بمعهد واشنطن. السيد ليفيرت هو زميل زائر من معهد بروكنجز (مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط) حيث ألقى الضوء على سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية. وقد عمل سابقاً كمدير كبير لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بعد الخدمة في هيئة التخطيط السياسية في الحكومة وفي الـ(سي.آي.إيه). السيد غادري هو مؤسس حزب إصلاح سورية مولود في حلب، الحزب يبلغ العامين من العمر، مكرس لإحضار الإصلاح الديمقراطي إلى البلاد. فيما يلي تقرير موجز عن ملاحظاتهما.

ـ فلينت ليفيرت:

هناك طريقان رئيسيان تستطيع الولايات المتحدة أن تشجع عن طريقهما انفتاحاً أكبر، ودمقرطة، وإصلاحاً اقتصادياً في سورية: مقاربة بتأثير خارجي (على سبيل المثال، دعم المعارضة الخارجية)، أو استراتيجية انخراط مع الحكومة السورية والمجتمع المدني. تاريخياً، فإن الاستراتيجية الأخيرة كان لها سجل ناجح مؤثر في أماكن أخرى، خصوصاً في أوروبا الشرقية وفي كتلة الاتحاد السوفييتي السابق. إن الاستراتيجية الديبلوماسية الأمريكية خلال عقد الثمانينات، قد أتاحت المجال أمام أوروبا الشرقية للقيام برسو هادئ بعد سقوط الكتلة الشيوعية، على نحو كبير لإنهاء الأنظمة الاستبدادية هناك؛ للانفتاح وسمحت بوجود ديموقراطية حقيقية. إن المفتاح لهذه الاستراتيجية يكمن في إشراك كل من الأنظمة ومنظمات المجتمع المدني.

إن الالتزامات التي قدمتها الولايات المتحدة أثناء عملية هيلسنكي.. والتي بدأت في عقد السبعينات وأدت في النهاية إلى تشكيل (المنظمة للأمة والتعاون) في أوروبا.. دفعت الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية للتوقيع على المعايير المتقدمة لحقوق الإنسان والحكم الداخلي. هذا بدوره أوكل إلى ناشطي المجتمع المدني لتحدي الحكومات في هذه البلدان واعتبارها مسؤولة وفق المعايير التي قبلت بها.

لقد استخدمت الولايات المتحدة استراتيجية مشابهة لتشجيع ناشطي المجتمع المدني في أمريكا اللاتينية. بالمقابل فإن استراتيجية الاعتماد على معارضة خارجية لديها سجل غير منقوص من الفشل. مع كل الاحترام للمنفيين الكوبيين في ميامي، إلا أن عملهم لإحداث تغيير في كوبا كان له أثر قليل جداً في تطوير الوضع السياسي وحيوات الكوبيين العاديين. إن استراتيجية المنفيين لتغيير النظام لم تنجح كذلك في العراق، وقد كان التدخل الأجنبي المباشر لازماً لتحقيق هذا الهدف. إضافة إلى ذلك، ومنذ سقوط نظام صدام حسين، فإن اعتماد الائتلاف الزائد على المنفيين العائدين أصبح واحداً من عدة عوامل شكلت تهديداً حقيقياً بالفشل في العراق.

فيما يتعلق بإيران، ورغم أن واشنطن لم تتبن بشكل رسمي سياسة لتغيير النظام هناك، إلا أن دعم حركة معارضة خارجية سيقلل على أي حال من الفرص أمام الانفتاح الديمقراطي.

على نحو مشابه، فإن حركة المعارضة السورية المنفية هي قاعدة غير ملائمة لتغيير المناخ السياسي في سورية نفسها. إضافة إلى ذلك، فإن البديل الأكثر معقولية للنظام الحالي، لن يكون ديمقراطياً بل على الأرجح دولة إسلامية يديرها الإخوان المسلمون.. المثير للسخرية، أنها هي الجماعة نفسها التي قام الرئيس السابق حافظ الأسد بسحقها بقوة منذ عشرين سنة خلت. على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للتعامل مع النظام الحالي على أساس أهدافها السياسية الرئيسية: تشجيع انفتاح أكبر وإنهاء الروابط السورية مع المنظمات الأجنبية الإرهابية. إن مقاربة مفتوحة وغير محددة لتغيير النظام لن تحقق هذه الأهداف. بدلاً من ذلك، فإن الدعم الدولي ينبغي أن يوجه تجاه مجموعات المعارضة القوية والشجاعة التي تعمل من أجل حقوق الأقليات داخل سورية. إضافة إلى ذلك، ينبغي رفع القيود من مبادرة إدارة الرئيس جورج بوش لشراكة الشرق الأوسط للسماح للمال بالتدفق إلى المنظمات غير الحكومية الناشطة في سورية. على سبيل المثال، فإن بنك الإقراض الصغير الذي تدعمه زوجة الرئيس بشار الأسد سيحقق الدعم الأجنبي.

إن هناك شعوراً بخيبة أمل واضحة وعدم وفاء بالوعد يحيط بالرئيس بشار الأسد. على الرغم من أنه يبدو مهتماً حقيقة بقيادة سورية في اتجاه مختلف، إلا أنه مقيد بعوامل محلية للمساعدة على التغلب على هذه القيود، ينبغي أن تقوم واشنطن بالتعامل معه ومع الأشخاص حوله. بإقرار قانون محاسبة سورية، فإن الكونغرس قد أعطى إدارة بوش المزيد من العصي، ولكنها تحتاج إلى الجزرات أيضاً لإحداث التغيير.

ـ فريد غادري:

هناك نقطة ضعف لكل ديكتاتور، وهي في سورية، الشعب نفسه. إن حقيقة كون 5% من الشعب السوري يسيطر على باقي البلاد هي حقيقة انحراف حسابي ومأساة سياسية. إن حزب الإصلاح السوري قد طلب من جميع أحزاب المعارضة السورية أن تنضم إلى الائتلاف الديمقراطي وتكوين خطة متماسكة للعودة إلى سورية وتغيير النظام سلمياً. إن حزب إصلاح سورية يقوم بعقد مؤتمرات مع عدة جماعات سورية، وفي ذهنه هناك هدفان: تطوير حكومة ديمقراطية لجميع السوريين رجالاً ونساء على حد سواء) واتباع وسائل سلمية في التغيير. رغم أن هذا الائتلاف قد استخدم منبراً خارجياً للتعبير عن آماله لسورية، إلا أنه ليس قوة خارجية. إن حزب الإصلاح السوري هو حزب مختلف تماماً عن المجلس الوطني العراقي، في كونه يسعى إلى تشجيع التغيير السلمي من داخل المجتمع السوري. لقد تعلم كذلك من تجربة المجلس الوطني العراقي أهمية القيادة ذات المقر الخارجي والتي لا يمكن أن تتهم بالعمل للمصالح الفردية لأي شخص. إن النظرة المزدرية بأن القوى الديمقراطية السورية تحاول ببساطة الوصول إلى السلطة بمساعدة واشنطن تتناقض مع صدق الإيمان بالديمقراطية كهدف عزيز في سورية كما في أي مكان آخر. إن الناس في سورية وفي العالم العربي قد عبروا بشكل متكرر عن حرصهم على الديمقراطية.

لسوء الحظ، فإن الشرق الأوسط في الوقت الحاضر مختلف تماماً عن أوروبا الشرقية في عقد الثمانينات. على سبيل المثال، فإن الأنظمة الشيوعية في جمهورية التشيك، وهنغاريا، وبلدان الكتل السوفييتية الأخرى لم يحرضوا الألمان على القيام بتفجيرات انتحارية. إن الطلب من الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط أن تتحرك بترحاب تجاه الديمقراطية هو أمر غير واقعي. إن إيديولوجية حزب البعث متركزة على العروبة وإعلان سورية الكبرى، وهما هدفان عدوانيان في جوهرهما. (!!)

إن أحداث 11/9/2001، قد تسببت في تغيير سياسية الولايات المتحدة الخارجية. في وقت سابق، بدت سياسة العصا والجزرة ملائمة تجاه دول مشاغبة مثل سورية. أما الآن، فإن الوضع يبدو مختلفاً. لقد أصبحت قضية الأمن أكثر أهمية حتى، وأصبحت الأنظمة التي تدعم الإرهابيين وتعمل على تكاثر التفجيرات الانتحارية ذات تهديد جدي. إذا ما كانت سورية ديمقراطية، فإنها لن تقوم بإرسال مقاتلين إلى العراق، وتدعم حزب الله في لبنان، أو تعمل مع القاعدة، كما زعمت الكثير من التقارير.

لا أحد ينكر شعبية الإخوان المسلمين، أو ارتفاع الإسلاموية في سورية. ومع ذلك فإن إنكار إمكانية وجود بديل ديمقراطي ثالث يعني تبني المسلك البعثي. في اجتماعات حديثة مع قادة القبائل العرب والأكراد في بلغاريا، وجد حزب إصلاح سورية أن الديمقراطية كانت أولوية. فقد جرد الآلاف من رجال القبائل من جنسياتهم بسبب نظام الأسد وعدائيته للأقليات.

تقوم الولايات المتحدة باتخاذ خطوات كبرى لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط، كما يظهر المثال العراقي. إذا ما كان لخطاب واشنطن فيما يتعلق بالدمقرطة أن يؤخذ بجدية أكبر، فإنه سيكون في حاجة لأن ينبع من كل مستوى في الحكومة بما في ذلك السياسيين، ومحترفي الديبلوماسية، وضباط المخابرات. ينبغي على الولايات المتحدة كذلك أن تقوم بإلغاء الحصانة التي تمنحها للأنظمة الاستبدادية وأن تقدم دعمها لأصول الحركات الديمقراطية المعارضة كتلك التي في سورية. إن العمل من أجل سورية ديمقراطية هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام، والأمن، والاستقرار في الشرق الأوسط.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ