مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 03 / 12 / 2003م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 788

تقرير دجيرجيان عن الديبلوماسية العامة

الانطباعات الأولى

بقلم روبرت ساتلوف: مدير التخطيط السياسي والاستراتيجي في معهد واشنطن.

في تقريرها البالغ ثمانين صفحة (تغيير العقول، والفوز بالسلام) الذي أُصدر في وقت سابق، قامت مجموعة وزارة الخارجية الاستشارية العامة للعالم العربي والإسلامي.. والتي يترأسها (ادوارد دجيرجيان) بتسليم تقويم صريح بشكل ملطف لكثير من حالات الفشل في مساعي واشنطن لتبليغ رسالتها إلى المسلمين في العالم بأسره، مقدمة سلسة من الاقتراحات المفيدة عموماً، والمبتكرة غالباً، والجريئة أحياناً. بالرغم من ذلك، فإن عيوب التقرير الرئيسية تكمن في صمته عن الراديكالية الإسلاموية باعتبارها جوهر التحدي أمام (القلوب والعقول) لصالح الولايات المتحدة في المنطقة، والتي هي قيد البحث. لقد تأكد تركيزها الضمني على المبادرات التي يوجهها الاستفتاء، وافتقارها إلى ترتيب الأولويات في تقديم العديد من المبادرات الجديدة، وميلها المقلق نحو دفاع مؤسساتي خاص.

العناوين الرئيسية:

فيما يلي توصيات التقرير الأكثر أهمية:

ـ توضيح الالتزام الرئاسي باتجاه استراتيجي جديد في الديبلوماسية العامة والذي لن يقتصر على الاعتراف بالأهمية التي تلعبها الديبلوماسية العامة في الأمن الوطني الأمريكي، بل يعزز كذلك هذا الاعتراف بالموارد، والموظفين، والاهتمام الرئاسي المستمر.

ـ البدء بإصلاح كامل للتصميم البيروقراطي للديبلوماسية العامة الأمريكية، بما في ذلك إيجاد مستشار رئاسي، وإنعاش مجلس الأمن القومي، لجنة التنسيق الأساسية في الديبلوماسية العامة، وتشكيل مجلس خبراء في الديبلوماسية العامة، وتأسيس شركة ديبلوماسية عامة مخطط لها من قبل الحكومة، وتمويل مركز لدراسات أمريكية عربية مسلمة وللحوار.

ـ تمويل جديد هام في الميزانية لمجموعة واسعة من مبادرات الديبلوماسية العامة، بما في ذلك موظفين إضافيين وتدريب، وتبادلات أكاديمية ومهنية؛ استخدام مطور وموسع لتكنولوجيا المعلومات، والاستثمار في التدريب على اللغة الإنجليزية، ومكتبات جديدة للثقافة الأمريكية وترجمة كتب وفرص للدراسات الأمريكية في الجامعات الأجنبية في العالمين العربي والإسلامي.

مهاجمة البقر المقدس:

بعض أهم فقرات التقرير عبارة عن انتقادات للبرامج الحالية. مع كون المعدين حذرين من صياغة تعليقاتهم بلغة بناءة، وغير تهديدية، فإن مراميهم واضحة.

وقد فحصت ثلاثة برامج فحصاً خاصاً:

ـ راديو سوا وشبكة التلفزيون الشرق أوسطية الجديدة. قد يكون التقرير مهماً جداً لحقن بعض العقل في النقاش الدائر في واشنطن حول محطات الراديو والتلفزيون الجديدة التي تستهدف جماهير الشرق الأوسط. في انتقاد موجه إلى الاستراتيجية الحالية بالسوق لراديو سوا، والتي حلت محل صوت أمريكا العربي السنة الفائتة، يوضح التقرير: (ينبغي أن يكون لدى سوا هدف أوضح من مجرد جمهور كبير.. في الحقيقة، فإننا قلقون من كون أن هدف (مجلس إدارة الإذاعة) الوحيد تقريباً تكوين جمهور، وهو هدف قد يمنع سوا من إضافة محتوي أكثر تأثيراً). فيما يتعلق بالتلفزيون، فإن التقرير أكثر انتقاداً، ويقترح أن يتم إنهاء المشروع بأكمله (قد يكون إيجاد بديل أو مكمل جذاب، وأقل كلفة لشبكة تلفزيون الشرق الأوسط التطوير الجريء لعملية البرمجة بالاشتراك مع الشركات الخاصة). بلغة بيروقراطية، فإن هذا تصويت لحجب الثقة في مجلس إدارة الإذاعة.

ـ برامج المتحدث الأمريكي في الخارج. أثناء التأكيد على حكمة إرسال مئات من الخبراء غير الحكوميين عبر البحار للقيام بإطلاع الجماهير الأجنبية عن جوانب السياسة والثقافة الأمريكيتين والمجتمع الأمريكي، يذكر التقرير ثلاثة اختبارات جديدة ينبغي أن تمر البرامج عبرها قبل أن يتم دعمها. إن حقيقة أن معدي التقرير يشعرون بأنهم مكرهون على ملاحظة أن المتحدثين ينبغي أن يجتازوا (اختبار الرائحة) السياسي.. أي، (كيف بإمكان هذا المتحدث أن يساعد في تحسين المواقف نحو الولايات المتحدة. يؤكد على ضآلة الفحص الذي أجري على هذه البرامج في الماضي.

ـ مراكز دراسة الشرق الأوسط. هناك الكثير مما يختلف عليه فيما يتعلق باقتراح  التقرير إنشاء مركز وطني للدراسات العربية والإسلامية وللحوار (على سبيل المثال، انسجام إسرائيل مع المجموع، الأثر الضار لتكتيل دول متباعدة كتباعد نيجيريا، وسورية وإندونيسيا، وأوزبكستان، في معهد واحد للدراسات يرتكز على دينها المشترك). ومع ذلك فإن حقيقة أن لجنة دجيرجيان قد رأت الحاجة إلى مشروع جديد تموله الحكومة دليل إضافي على أن مراكز مصادر الشرق الأوسط الموجودة والتي تمولها الحكومة في الجامعات حول البلاد لا تفي بالحاجات الهامة التي لخصت في التقرير.

الطريقة الفطرية:

بالمصطلحات العملية، فإن لجنة دجيرجيان قد قدمت خدمة مفيدة بإقرارها بالكثير من التصورات التي ينبغي إدخالها في الطريقة التي تنخرط بها الحكومة في الديبلوماسية العامة، على سبيل المثال، المزيد من التثقيف اللغوي والإعلامي وبالإشارة إلى المجالات التي تستحق أن تستثمر (خصوصاً نشر وتعليم اللغة الإنجليزية). بهذا الصدد، فإن تغيير ثقافة الديبلوماسية العامة، وتقديم حوافز للإبداع، ورسم خطة للديبلوماسية العامة في المكاتب الإقليمية هي كلها أمور أساسية. إضافة إلى ذلك، فإن التقرير الذي ذكر الدور المهم الذي ينبغي أن يقام به بمشاركة العام والخاص في الديبلوماسية العامة، بما في ذلك التعاون مع قطاع التجارة، والجامعات، والمنظمات غير الحكومية.

مشاكل:

رغم أن العديد من مقترحات التقرير تستحق الدعم، فإن لجنة دجيرجيان قد تخطت للأسف عدة قضايا أساسية هامة:

ـ تحدي الراديكالية الإسلاموية. إن الثغرة الرئيسية في التقرير فشله في تحديد الإسلام المتطرف بشكل واضح على أنه التحدي الرئيسي أمام (قلوب وعقول) في العالم الإسلامي. بدلاً من ذلك، يقدم التقرير تعريف أعمى لإيديولوجية التحدي (إن الحلول التي نؤيدها تجمع هذه الأوقات عندما نكون منهمكين في صراع كبير وطويل الأمد ضد قوى التطرف، سواء كانت علمانية أم دينية). بالتأكيد فإن مؤلفي هذا التقرير يعلمون أن التطرف العلماني لا يشعل حرب الإرهاب، ولا يمول معاداة الأمركة في آلاف المدارس والجامعات، ومخيمات الأطفال الصيفية في العالم العربي والإسلامي. بدون تحديد واضح للتحدي، فقد لا يكون هناك نقاش جدي عن المحتوى الملائم للإذاعة، وأهداف التبادلات، أو مواضيع الترجمة، والتي لم تتم مناقشة أي منها في التقرير.

ـ الاعتماد الزائد على الديبلوماسية العامة التي يوجهها الاستفتاء. يقوم التقرير بجهد كبير في مواجهة مشكلة واحدة.. تقص مجهود قياس الفاعلية في البرمجة الحالية، إلا أن تشديده على اختبار الجمهور والاستفتاء كحل رئيسي لن يزيد على استبدال مشكلة بأخرى. يبدو أن المعدين يريدون سلوك كلا الطريقتين. أي تأييد مقاربة طويلة الأمد لإيجاد حلفاء مستقبليين عن طريق عمليات التبادل والتعليم، وتأمين نتائج سريعة، يمكن قياسها، بحيث تظهر في الجولة القادمة من استفتاءات (بيو) حول الرأي العام الأجنبي. في الحقيقة، فإن المفهوم الحقيقي لـ (تغيير العقول) يقترح تركيزاً على الاستفتاءات بدلاً من الحاجة إلى تكوين جمهور. إن تقريراً أكثر شجاعة كان سيحث مسؤولي الولايات المتحدة بصراحة على عدم أخذ الاستفتاءات بعين الاعتبار، باستثناء ما يتعلق بقياس الاتجاهات طويلة الأمد.

ـ الافتقار إلى ترتيب الأولويات. مثل كل التقارير الأخرى عملياً في الديبلوماسية العامة، فإن تقرير دجيرجيان يركز على الحاجة إلى مزيد من التمويل، ويدعو إلى تمويلات إضافية، هو الجزء الأسهل.

ما هو مفقود، حس بالأولوية والأكثر إلحاحاً ما يتوجب تمويله بشكل أكبر في المدى القصير (على سبيل المثال، طباعة منشورات مقابلة يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت) وما الذي يمكن قطع تمويله، اقتراح آخر غير مفيد مراجعة الإنفاق على الإذاعة الدولية، لا يبدو أن التقرير يقدم أي مفاتيح فيما يتعلق بأولويات التمويل الجديدة.

بهذا الصدد يفشل التقرير في أن يكون مساعداً خصوصاً للهيكل الذي استخدمته لجنة مجلس التخصيصات.

دفاع خاص عن قاع ضبابي:

يبرئ ملخص التقرير وزارة الخارجية وموظفيها من أي مسؤولية عن الوضع المؤسف للديبلوماسية العامة: لا يكمن الخطأ في الرجال والنساء المتفانين الذي يمارسون الديبلوماسية العامة في وزارة الخارجة وفي أماكن أخرى.. بل في نظام أصبح عتيقاً. هذا تمويه. في حين أن أمر وجود مئات من ذوي القدر، والإبداع، من المتخصصين الوطنيين في الديبلوماسية العامة في قاع ضبابي وفي مراكز حول العالم هو أمر حقيقي، فإن من الحقيقي كذلك أن ديبلوماسية أمريكا العامة قد عانت من القرارات قصيرة النظر، الصحيحة والخاطئة سياسياً، والتي اتخذها مسؤولو الديبلوماسية العامة. إذا أخذنا الدور المركزي الذي لعبه أعضاء فريق الديبلوماسية العامة الموجودون في وزارة الخارجية في إعداد التقرير بعين الاعتبار، فقد يكون من المبالغ فيه توقع نقد مباشر، ومع ذلك، فإن منح عفو عام إلى كل عضو من هذا الفريق يقوض الجدية التي يخاطب بها التقرير القضايا الأخرى.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ