مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 06 / 07 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

    متابعة سياسية رقم 752

تأثير النجاح في العراق على دول الخليج

أعد تقرير المنتدى السياسي الخاص هذا: شوشانة هابرمان.

سيمون هندرسون.

في 15 نيسان 2003، قام سيمون هندرسون بالمحاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. السيد هندرسون مساعد يتخذ من لندن مقراً له، وصحفي سابق في التايمز المالية، ومؤلف كتاب: (طموح صدام حسين للعراق) (دار ميركري، 1991)، ولدورية معهد واشنطن (ما بعد الملك فهد: الخلافة في السعودية العربية) (1994). فيما يلي تلخيص موجز عن ملاحظاته.

تقدم نهاية نظام صدام حسين عدة منافع هامة فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة. فسيزداد تزويد العالم النفطي عندما يزيد العراق، الذي لم يعد منذ بداية حرب الـ 1990 ـ 1988 مع إيران مصدراً رئيسياً للنفط، عندما يزيد من قدرته على إنتاج النفط إلى إمكانيته الكاملة. والتي تقدر بـ 5 ـ 6 مليون برميل يرمياً. وسيعزز النفط الرخيص أوضاع الاقتصاد العالمي، وسيحد من سيطرة العرب على سوق النفط، وسيتيح للولايات المتحدة أن تصبح أقل اعتماداً على السعودية العربية وفي موضع أفضل لمطالبة الأنظمة الشرق أوسطية بإحداث إصلاحات. إضافة إلى ذلك، فإن عراق ما بعد الحرب لن يشكل بعد الآن تهديداً بأسلحة الدمار الشامل للمنطقة. إن نهاية نظام صدام ستقلل كذلك من التأثير الروسي والفرنسي في المنطقة.

ـ تأثير الحرب على الأنظمة الملكية في الخليج:

إن النشاط العسكري في الأسابيع القليلة الفائتة ما كان ليكون ممكناً دون مساعدة البحرين والكويت وقطر وعُمان واللاتي قدمت كل منهن إسهاماً هاماً في العمل العسكري. ورغم أن السعوديين كانوا مساعدين في الحرب على العراق في كونهم قد وافقوا على زيادة إنتاج النفط، متظاهرين بأنهم دولة يمكن الاعتماد عليها وترحب بالتعاون مع واشنطن، إلا أن السعوديين لم يكونوا متعاونين بالقدر الذي كانوا يستطيعونه. إن تقوية علاقة الولايات المتحدة بدول التعاون الخليجي الأصغر حجماً، إضافة إلى إضعاف العلاقة مع السعوديين، سيغير على الأرجح توازن القوى في الخليج الفارسي. لقد ازدادت قوة دول التعاون الخليجي الصغرى وقد تبدأ بمقاومة الهيمنة السعودية في الخليج. سيتحدى هذا قوة ووحدة دول مجلس التعاون نفسها.

لأن الولايات المتحدة ماتزال معتمدة بشكل كبير على السعودية العربية من أجل النفط، فقد تكون الرياض قادرة على إبقاء يدها هي العليا في المنطقة. هذا يجعل من خفض الاعتماد على نفط الشرق الأوسط هدفاً هاماً لواشنطن. حتى إذا اشترت الولايات المتحدة نفطها من روسيا، وأمريكا الجنوبية، وآسيا الوسطى، فإن دولاً أخرى ستستمر في شراء النفط من الشرق الأوسط، والذي سيحتفظ لذلك بدوره المركزي كإقليم في تحديد تزويد النفط العالمي وفي تحديد سعر النفط.

ـ مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي:

إن لدى الولايات المتحدة فكرة أوضح عن أهدافها في المنطقة مما لدى دول مجلس التعاون الخليجي. بالنظر إلى هذه الحقيقة، ينتظر الآخرون تقييم متضمنات حرب العراق. إن الولايات المتحدة ملتزمة بالإصلاح السياسي في المنطقة وستطالب بأن تكرس هذه الحكومات اهتماماً أكبر فيما يخص شعوبها.

ستبقى دول مجلس التعاون الخليجي قلقة حول الوجود العسكري الأمريكي في أراضيها، وستتوقع من القوات الأمريكية أن تغادر المنطقة في وقت قريب. إن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى وجود كبير ودائم في الخليج لكي ترد بسرعة وفعالية على الأزمات. فقد أظهر الجيش الأمريكي أن بإمكانه أن يكون فعالاً عندما يعمل ضمن ضغط الوقت بأعداد صغيرة. لذلك، فسيكون من الحكمة تقليل تواجد القوات الأمريكية قبل أن تقترح دول مجلس التعاون الخليجي علناً تقليل هذه القوات أو انسحاباً كاملاً لها.

قلق آخر لدى دول مجلس التعاون الخليجي، التأثير الذي ستحدثه حرب العراق على شعوبهم. ففي الوقت الحالي، تغمر الشعوب صور تحرير العراق والحرية. لقد فقد القادة السيطرة على نوعية الصور التي تصل إلى شعوبهم. وقد يواجهون لذلك بضغط جماهيري متزايد لإحداث إصلاح.

ـ عوائق أمام أهداف الولايات المتحدة:

إن أكبر تحد قصير الأمد يواجه الولايات المتحد هو ضمان خمود الفوضى في العراق. في وقت قريب، ستواجه واشنطن على الأقل تحديين آخرين في الخليج. أولاً، قد تكون دول مجلس التعاون الخليجي غير متحمسة لمحاولات الولايات المتحدة للتوسط في معاهدة السلام في الشرق الأوسط، والتي تنصب على مخاوف إسرائيل الأمنية. إن الرأي العام في دول مجلس التعاون الخليجي كما في كثير من دول العالم عدائي على الأغلب لسياسة الولايات المتحدة في هذه القضية. فقد وجهوا اللوم لحكومة بوش لقصور التقدم أكثر من إسرائيل، والفلسطينيين، أو الجماعات الإرهابية.

ثانياً، قد تتعلم إيران والدول الأخرى التي لديها برامج أسلحة الدمار الشامل الدرس الخاطئ من نجاح الولايات المتحدة في العراق، خصوصاً المقارنة مع سياسة الولايات المتحدة تجاه كورية الشمالية، على الأخص، تلك الدول التي قد تقرر تطوير مخزون أسلحة نووي بالسرعة الممكنة، قبل أن تستطيع الولايات المتحدة الوصول إليهم، وذلك لردع التدخل الأمريكي. لمنع حدوث هذا السيناريو، ينبغي على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات قوية وسريعة، ومدروسة ضد الدول التي تحاول الانهماك في مسار عمل كهذا.

في نفس الوقت، ينبغي على واشنطن أن تدرك أن علاقتها مع المملكة المتحدة هي أكثر هشاشة مما تبدو بكثير. فإن كثيراً من التعاون الثنائي الأخير كان معتمداً على شخصية رئيس الوزراء توني بلير. لقد نجح بلير في الإبقاء على العلاقة حتى هذا الوقت ولكنه بحاجة مستمرة إلى مساعدة الولايات المتحدة. بشكل محدد، فإنه بحاجة إلى دعم واشنطن فيما يتعلق بعملية السلام، والمكاسب البريطانية التجارية من العراق، وإعادة الالتزام بإنشاء مجتمع دولي. ورغم أن بلير لا يواجه انتخابات وطنية إلا بعد ثلاث سنوات، إلا أن الانتخابات المحلية التي سيتم إجراؤها هذا الصيف ستكون اختباراً لردود الفعل البريطانية تجاه سياسته. لكي تدعم علاقتها الحالية مع المملكة المتحدة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تقدم شيئاً أكثر من المساعدة الكلامية لاحتياجات بلير السياسية.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ