مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 09 / 06 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

    متابعة سياسية رقم 746

       10 / 4 / 2003

مقارعة إيديولوجية الإسلام الراديكالي

دانييل بايبس وجراهام فولر.

في 3/4/2003، قام كل من دانييل بايبس وجراهام فولر بالمحاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. السيد بايبس مدير لمنتدى الشرق الأوسط وباحث كبير في المعهد. أحدث كتبه كان (الإسلام المقاتل يصل إلى أمريكا) (دبليو . دبليو. نورتون 2002).

السيد فولر، له مقعد نائب أسبق في مجلس الاستخبارات القومي في وكالة الاستخبارات المركزية وعالم سياسي كبير في راند. آخر كتاب له كان: مستقبل الإسلام السياسي (2003). فيما يلي تلخيص موجز لملاحظاتهما.

دانييل بايبس

هذه الأيام، من المرجح أن يسمع الأمريكيون إجابة واحدة من ثلاثة أجوبة على سؤال (من العدو ؟)

الإجابة الأولى: (الإرهابيون) وهو رد حكومة بوش، التي تصر على أنه لا يوجد هناك ارتباط بين الإسلام والإرهاب. وبناء على وجهة النظر هذه، فإن الإسلام دين السلام، والعنف المرتكب باسمه انحراف عن الدين الصحيح.

الإجابة الثانية: (المسلمون) والتي تعني أن العدو هو الإسلام نفسه. هذه الرؤية، التي يستطيع المرء بالكاد أن يستبينها قد أخذت في تكوين أرضية لها منذ 11 أيلول، وأصبح لها ناطقون ثابتون باسمها ونقاشات بقدر كتاب، وهي قوية أيضاً بين النصارى الإنجيليين.

الإجابة الثالثة والأفضل: هي أن العدو هو الإسلاموية، وهي تفسير إرهابي للإسلام. إن الإسلاموية هي الجذر الاستبدادي للمشكلة، وليس الإرهاب سوى غرض، أداة للحرب يستخدمها الإسلامويون لتحقيق أهدافهم. وما إن يتم فهم هذه الحقائق، يصبح واضحاً أن الصراع هو في النهاية صراع أفكار وجيوش، لا صراع فرض قانون أو دين. وكما في الحرب العالمية الثانية، وفي الحرب الباردة، فإن العدو الإيديولوجي كان يتوجب دحره، وأن يتبع ذلك عملية إعادة بناء للمجتمعات التي تجد فيها الإيديولوجية مقراً.

إذا كان الإسلام المقاتل هو المشكلة، فإن الإسلام المعتدل هو الحل. إن العالم لا يشهد صدام حضارات، بل صراعاً بين المسلمين المعتدلين والمقاتلين. يحتاج المسلمون إلى إعادة تفسير قضايا أساسية من مثل مفهوم الجهاد، ووضع المرأة، ومكانة الأقليات غير المسلمة. بإمكان الولايات المتحدة أن تعزز تفسيراً حديثاً، ومعتدلاً، ويمتاز بحسن الجوار للإسلام، ولكنها لا تستطيع أن تكفل وحدها انتشار تفسير كهذا. فقط المسلمون بإمكانهم أن يفعلوا هذا.

لا يوجد شيء اسمه إسلاموي معتدل، وذلك لأن جميع الإسلامويين يشتركون في نفس الأهداف الطويلة الأمد؛ إنهم يختلفون فقد حول الوسائل. على سبيل المثال، فإن حزب العدالة والتنمية في تركيا مختلف تماماً عن الطالبان في وسائله، ولكنه ليس مختلفاً كثيراً في غاياته. إذا فاز الحزب بالسيطرة الكاملة على تركيا، فإنه قد يصبح خطراً بالقدر الذي كان عليه الطالبان في أفغانستان.

لقد كانت أكبر أخطاء حكومات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط القبول بحكم الطغاة، ولم تخش أن يكون البديل أشد سوءاً: إسلامويون، بعثيون، أو قوات عدائية أخرى.

لقد حان الوقت لأن تقوم واشنطن بتشجيع التقدم الديمقراطي، ولكن بخطوات تدريجية صغيرة. هذا يعني بناء مجتمعات مدنية، يسود فيها حكم القانون، وتتحسن فيها حرية الكلام والاجتماع، وتأخذ فيه الانتخابات مجراها، وهكذا. ستكون الانتخابات الوطنية ذروة هذه التغيرات. إن عكس هذا الترتيب.. أي التحرك بشكل حاد من السلطوية القاسية إلى الانتخابات الوطنية دون بناء مجتمع مدني أولاً.. يثير خطراً، تقوم القوى الإسلاموية باختطاف الانتخابات كما حدث في الجزائر.

جراهام فولر

إن الإسلاموية إيديولوجية ذات امتداد أوسع بكثير من امتداد الإرهابيين الراديكاليين. إن الإسلاموي هو أي شخص يؤمن، ويحاول بشكل فعلي تطبيق فكرة أن القرآن والسنة ينبغي أن يستعان بهما لتكون مرشداً في طريق إدارة المجتمعات والحكومات. هذا التعريف يشمل طيفاً واسعاً من المسلمين، من مؤيدي حزب العدالة والتنمية إلى أسامة بن لادن. إن الحركة الإسلاموية آخذة في النمو والتنوع بشكل سريع، ويعتنقها أناس بشكل أكبر، أناس ذوو رؤى مختلفة لما ينبغي أن يكون الإسلام عليه.

إن الإسلاموية ليست مشابهة للفاشية أو الشيوعية. بل هي بالأحرى، إطار ديني وسياسي وثقافي يخاطب اهتمامات المسلمين، وتشكل البديل الأكثر جاذبية للحركات العربية الإيديولوجية السابقة التي فشلت في توصيل احتياجات المسلم العادي. ليس للإسلاموية قائد مركزي أو نص مركزي، كما أنها لا تتخذ موقفاً ثابتاً فيما يتعلق بدور الحكومة أو كيفية إدارة الاقتصاد. إنها ليست مبدأ ثابتاً، فهناك خلاف عميق بين الإسلامويين حول كيفية نشر الإسلام أو ما الذي ينبغي أن تكون عليه الحكومة الإسلامية. ورغم أن فكرة تطبيق الشريعة شعبية جداً، إلا أن هناك الكثير من الصيغ المختلفة فيما يتعلق بالكيفية التي ينبغي أن يحدث هذا بها. بعض الصيغ ضيقة جداً وخطرة، ولكن الصيغ الأخرى أوسع بكثير وأكثر تسامحاً. بعد كل شيء، فإن الشريعة تناقش فقط نطاقاً ضيقاً جداً من النشاطات الإنسانية ولا تتعامل مع معظم مهام الحكومة. إن الظاهرة الإسلاموية ما هي إلا نتيجة لاتجاهات عالمية تجاه التحديث، بل إنها استجابة لمشاكل وطموحات العالم الحديث. إن الإسلاموية جزء من الصراع الكوني لجعل العالم المقلق ذا معنى، في هذه المحاولة، باستخدام الدين.

إنها كذلك جزء من حملة لاستعادة الهوية ولاستعادة كرامة العالم الإسلامي. إن التوترات بين الغرب وبين المسلمين ليست نتيجة لصدام الأديان، بل هي على الأصح عرض لصدام مصالح عميق الجذور. ينبغي على الولايات المتحدة أن تحذر من خلق المزيد من أمثال ابن لادن في محاولة لاجتثاث ابن لادن نفسه. وهذا هو السيناريو الأكثر احتمالاً فيما لو استمرت واشنطن في سياستها الحالية في دعم الحكومات التي تسحق الإسلامويين. إن سياسة كهذه ستكون ذات نتيجة عكسية على الأرجح. والحل سيكون بدعم الإسلامويين المعتدلين حتى وإن لم يشجبوا العنف صراحة كأداة سياسية. إن الديمقراطية هي الخيار الأفضل للعالم الإسلامي. وإن وضع نهاية لحكم القادة من غير ذوي الشعبية سيكون ذا مصلحة فضلى للولايات المتحدة. فهؤلاء القادة يوجهون العدائية بشكل مستمر ضد الولايات المتحدة بدلاً من اتخذا إجراء ضد مشاعر كهذه. وكنتيجة، فإنهم أهداف سهلة للإسلامويين، الذين يقارنون ضعف هؤلاء الحكام بتصرفاتهم هم، وينصبون أنفسهم على أنهم الوحيدون الذين يبدو أنهم قادرون على عمل شيء تجاه الإمبريالية الغربية. إن عملية الدمقرطة ستكون عملية طويلة، وهذا هو السبب الذي يتوجب على واشنطن لأجله أن تبدأ العمل عليها من الآن بدلاً من أن تفعل ذلك في وقت ما نهاية الطريق. لقد حبست الشعوب الإسلامية لسنوات، وعندما تفتح البوابات، فسيكون الطريق وعراً.

سيفوز الإسلامويون بالانتخابات الأولى، ولكنهم لن يفوزوا بالثانية، وإذا لم يصل الإسلامويون مرة إلى السلطة، فإنهم سيفشلون. على المرء فقط أن ينظر إلى إيران ليرى الدليل على هذه الحقيقة.السابق

 

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ