مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 15 / 07 / 2002م

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ

.....

   
 

متابعات

قسم الترجمة والمتابعة

قمة كروفورد:

هل هي تأوج في العلاقات الأمريكية ـ السعودية

سيمون هندرسون وباتريك كلاوسون: هما على التوالي باحث مساعد ومدير البحث في معهد واشنطن.

بعد رفض دعوتين على الأقل منذ كانون الثاني 2001، فإن اجتماعاً يضم الأمير عبد الله ولي العهد في العربية السعودية، بالرئيس جورج. دبليو بوش للمرة الأولى سيؤدي إلى نتائج حاسمة. إن القائد الفعلي، لمزود النفط الأكبر لأمريكا (أخوه غير الشقيق الأكبر، الملك فهد معتل الصحة)، قد انتقد في وقت سابق مساعي واشنطن، بغضب ظاهر تجاه ممانعة الرئيس للمشاركة في عملية صنع سلام (إسرائيلية ـ فلسطينية). إضافة إلى الأزمة الحالية، يتوقع أن تشمل محادثات الغداء في مزرعة الرئيس بوش في (كروفورد) في تكساس مجموعة كاملة من القضايا، تتضمن مشاركة السعوديين في أحداث 11/9، وتوسيع الحرب ضد الإرهاب لتشمل صدام حسين.

إن الاحتمالات الديبلوماسية للاجتماع ليست مبشرة، ففي آذار 2002، في القمة العربية في بيروت، أثنى الأمير عبد الله بحرارة على نائب صدام حسين عزت إبراهيم، بعد تسوية باهرة في البيان النهائي، قامت بغداد فيه بتكرار اعترافها المشكوك فيه بسيادة الكويت، ودعمت خطة السلام السعودية للشرق الأوسط، في مقابل حصولها على إنكار عربي لأي خطط توضع للهجوم على العراق. أكثر من هذا، فلا بد أن الرئيس بوش قد تسبب بإثارة القلق في المعسكر السعودي الأسبوع الفائت، بتقريره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون (كان رجلاً للسلام)، وأن إسرائيل كانت تسير وفق الجدول الزمني للانسحاب من المناطق الفلسطينية.

كمفتاح لنجاح المحادثات، أو تقليل الفشل، ستكون الكيمياء بين الرجلين. بعمره البالغ تسعة وسبعين عاماً، فإن ولي العهد الأمير عبد الله هو من جيل مختلف مقارنة بالخمسة والخمسين عاماً من عمر بوش، والذي قد لا يحب أن يتم تذكيره بأن السعوديين يرون حكومة والده، على أنها واحدة من الحكومات الأكثر دعماً وتفهماً في السبع والخمسين سنة من العلاقات بين البلدين.

على الصعيد الثقافي، ليست هناك أرضية مشتركة واضحة بين الزعيمين، فمزارع الأمير عبد الله الفخمة الخاصة به والموجودة في العربية السعودية ومراكش، مختلفة تماماً عن بساطة مزرعة (كروفورد). إضافة إلى ذلك، فإن طريقة الرئيس بوش العنيدة، وأسلوبه المباشر في الكلام، قد تتصادم مع أسلوب الأمير عبد الله  الذي لا يقل صراحة عنها.

هل يعجزان عن التقدم؟

إن الاجتماعات غالباً ما تكون في الوقت الذي يرسم فيه الزعماء رؤيتهم للمستقبل، ساعين وراء أرضية مشتركة، ولكن هناك خطر من عرقلة محادثات كروفورد بسبب الالتواءات الأخيرة في القضية (الإسرائيلية ـ الفلسطينية). ولي العهد عبد الله، المشاهد الشره للفضائيات التلفزيونية العربية، يقال أنه غاضب لاستمرار الحصار على ياسر عرفات في رام الله. إن رؤية عبد الله لسلام الشرق الأوسط، طرحت مبدئياً في مقابلة في النيويورك تايمز في شهر شباط، مطالبة إسرائيل بالانسحاب إلى خطوط وقف إطلاق النار كما كانت في حزيران /1967/، والسماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة، والذي يعد السعوديون أن يقودوا باقي العرب بعده إلى علاقات تطبيعية مع إسرائيل. لقد كان قصد عبد الله الظاهر التعاهد مع حكومة الولايات المتحدة، في نفس الوقت الذي يعطي فيه الأمل لشعب إسرائيل، مفترضاً أنهم سينتخبون حكومة أكثر استعداداً للموافقة من حكومة شارون.

إن رؤية واسعة الانتشار ساهمت في إنشائها، بشكل جزئي، الممانعة السعودية في المشاركة في تفاصيل مبادرتهم للسلام حتى تنسحب إسرائيل.. إن عملية السلام اقترحت جزئياً لخلق علاقات عامة إيجابية في الولايات المتحدة، حيث مايزال الناس غاضبين من ثقل مشاركة أفراد سعوديين في أحداث 11/9. مايزال الكثيرون في واشنطن قلقين من عدم فعل السعوديين ما فيه الكفاية لتفكيك تنظيم القاعدة، رغم الخطر المباشر الذي يشكله ابن لادن إيديولوجياً على العائلة السعودية الحاكمة. إن التفضيل السعودي للدفع بدلاً من مواجهة التهديدات مايزال رد فعلهم الأساسي.

على المستوى الشخصي، من المرجح أن يقوم الرئيس بوش بالضغط على ولي العهد عبد الله في قضية المناهج المدرسية السعودية، والتي تعزز الكراهية بدلاً من التسامح، إلى جانب الدعاية العنصرية الصريحة في الإعلام السعودي المسيطر عليه بإحكام.

في العراق، فإن الدعم السعودي العام لأي تحرك أمريكي ضد نظام صدام حسين غير متوقع. وما يمكن تأمله أنه ورغم موقف العرب جميعاً، والذي تحقق في قمة بيروت، قد يذعن عبد الله لخطط الولايات المتحدة، أو حتى قد يسير إلى تعاون كامل، في قضايا مثل نقل التجهيزات العسكرية للولايات المتحدة، عبر موانئ السعودية إلى الكويت. من الممكن إعطاء إشارة كهذه خلال قسم من الاجتماع الذي يكونان فيه وحدهما تماماً، ويعرف عبد الله أهمية لحظة كهذه؛ فعندما قابل الرئيس بيل كلينتون في واشنطن في 1998، كانا وحدهما أثناء جزء من الحوار، بعيداً عن المترجم الأمريكي المصاحب.

إن مديري أمريكا التنفيذيين يأملون أن زيارة ولي العهد عبد الله قد تشكل تطوراً هاماً في المفاوضات الطويلة الأمد، فيما يتعلق باستثمار 25 بليون دولار في الغاز الطبيعي، والكهرباء، ومشاريع المياه. هذا الأسبوع / شهر 5 2002/، كررت صحيفة الوول ستريت هذه المفاوضات، والتي فقدت حتى الآن موعدين آخرين، وتم تأجيلها مرة أخرى. ورغم أنه يقال أن سبب المأزق عدم الاتفاق على حجم عائدات الاستثمار، فإن المحادثات في توقف تام بسبب الاضطراب الكبير قي الشرق الأوسط، كما تقرر الصحف.إن النفط هو الدعاية المفترضة للعلاقة الأمريكية ـ السعودية، ولكنه جانب مايزال يستحق الاهتمام. في الربع الرابع من العام الماضي، زلقت المملكة بشكل مؤقت عن موقعها، باعتبارها المزود الأول بالنفط الأجنبي للولايات المتحدة.

إعلان النجاح:

يقال إن ولي العهد عبد الله منتبه إلى مغزى كونه مدعواً إلى مزرعة الرئيس، رغم أن كرهه الظاهر للطائرات المروحية يعقد عملية النقل، ويقلل مقدار الوقت المتاح أمام الرجلين للاجتماع. في الشتاء الماضي، قبل 11/9 بقليل، كان عبد الله مهتماً بما رأى أنه ميل من الرئيس بوش تجاه إسرائيل، حتى أنه بعث برسالة إلى البيت الأبيض، محذراً فيها من أن العلاقات بين البلدين كانت (على مفترق طرق). ومع ذلك، فإن مشاركة المنشقين السعوديين في هجمات 11/9، حتى لا نذكر الهجمات نفسها، قد هزت العلاقات الأمريكية أكثر بكثير من الأحداث بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما قلل مستوى الثقة بين واشنطن والرياض.

أكثر من هذا، فإن القائد السعودي لا يقوم بعمل مؤتمرات صحافية، إلا إذا تولى وزير خارجيته رفيقه الموثوق به الأمير سعود الفيصل المهمة، إن نتائج القمة قد تنبثق من طريق تعليمات المسؤولين الرسميين. نظراً للطبيعة الحساسة للقضايا، فإن هذه المعلومات ستكون مخططاً لها على الأرجح ولن تكون تلقائية.

قد يكون المجال الأرجح في التقدم العام في قضية سلام الشرق الأوسط، حيث بإمكان الرئيس بوش على الأقل استخدام أجزاء من خطة السلام السعودية، لتعزيز نقاشات واتصالات أكثر بين الطرفين. قد تدفع الولايات المتحدة فكرة شارون لمؤتمر دولي على نحو قوي، ولكن هذا الأمر لن يلقى على الأرجح ترحيباً حاراً من الجانب السعودي.

رغم كونها قصيرة إلا أن قمة (كروفورد) ذات أهمية معتبرة لصحة العلاقات الأمريكية السعودية، وضرورية أيضاً لاستمرار العمليات العسكرية في أفغانستان. رغم المخاوف من أن المحادثات ستكافح ذيل النيران، بدلاً من بناء مقاربة استراتيجية، فإن كلاً من الأمريكيين والسعوديين سيأملون الإعلان عنها كنجاح. السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة لمركز الشرق العربي     

   

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ