مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 19 / 04 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

متابعات

القبض على ممولي الإرهاب في العربية السعودية

ماثيوليفت : باحث كبير في معهد واشنطن

11/3/2002

في الوقت الذي يؤكد فيه وزير مالية الولايات المتحدة على تعاون العربية السعودية بشكل علني، وعلى الاهتمام المشترك فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، إلا أنه قام باستشارات خاصة الأسبوع الفائت في الرياض مع مسؤولين ورجال أعمال سعوديين فيما يتعلق بمنظمات وأفراد سعوديين محددين يشتبه في قيامهم بتمويل نشاطات إرهابية. مع الوعد بإيجاد أوضاع محددة، فقد طمأن أوئيل مضيفين بأن الولايات المتحدة تجمع بين قيامها بضبط دقيق لإجراءات استهداف المؤسسات الخيرية وتعقب سريع لتقدم الأفراد والمؤسسات الذين قد تم تسجيلهم على لوائح الإرهاب والمخضعين لقوانين الحجز المالية .

تمويل الإرهاب عبر الأعمال الخيرية :

في تشرين الأول الماضي، أغارت قوات الناتو على اللجنة السعودية العليا لمساعدة البوسنة، والتي يقوم على تمويلها الأمير سلمان بن عبد العزيز والتي يدعمها الملك فهد. وقد وجد بين المواد في الصدقات السعودية صور لواجهة خلفية لمركز التجارة العالمي، وسفارات الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، والـ (يو.إس.إس.كول)؛ وخرائط لمبانٍ حكومية في واشنطن، ومواد لتزوير شعارات إدارات حكومة الولايات المتحدة؛ وملفات عن استخدام طائرات رش المحاصيل (بالمبيدات)؛ ومواد معادية للسامية وللأمركة معدة للأطفال. إن ستة جزائريين مسجونون اليوم في معسكر جوانتينامو ذي الأشعة السينية لقيامهم بتخطيط هجوم على سفارة الولايات المتحدة في سراييفوا، بما في ذلك موظف في اللجنة السعودية العليا لمساعدة البوسنة وأعضاء آخرون في الخلية والذي كان على اتصال تليفوني مع أسامة بن لادن والقائد الحركي العملياتي أبو زبيدة. وتحاول السلطات الآن تعقب حوالي 41 مليون دولار من أموال اللجنة المفقودة. وفي حين أنه لا توجد هناك معلومات تشير إلى مشاركة أو معرفة المسؤولين السعوديين الكبار، إلا أن هذه ليست الحملة السعودية الخيرية الوحيدة المتصلة بالنشاط الإرهابي .

إن المنظمات الخيرية التي تدعمها السعودية من مثل منظمة (الرحمة الدولية للإغاثة) لعبت دوراً أساسياً في تفجير سفارة الولايات المتحدة في 1998. في محاكمة نيويورك لأربع رجال أدينوا بالمشاركة في الهجمات على السفارة، سمى عضو سابق في القاعدة عدة جمعيات خيرية تعمل كواجهة للجماعات الإرهابية، بما فيها جمعية الرحمة. وقد أظهرت الوثائق التي قدمت في المحكمة أن جمعية الرحمة هربت أسلحة من الصومال إلى كينيا، وأن عبد الله محمد، أحد مفجري نيروبي، تسلم ثمانية صناديق من ممتلكات عضو القاعدة النشط والمدان وادي الحاج.. وقد اشتملت على وثائق خاصة وجوازات سفر.. لمكتب الرحمة في كينيا. إضافة إلى جمعية الرحمة، حظرت الحكومة الكينية كذلك منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية بعد تفجيرات السفارة. من 1986 إلى 1994، ترأس صهر ابن لادن لأخته، محمد جمال خليفة، مكتب منظمة الإغاثة الإسلامية الفلبيني، حيث قام عبره بإيصال تمويلات إلى الجماعات الإرهابية المنتسبة إلى القاعدة، بمن فيهم جماعة "أبو سياف". في كانون الثاني/1999، أحبطت قوات الأمن الهندية مؤامرة لتفجير القنصلية الأميركية في كلكتا ومدراس. وكان العقل المدبر للمؤامرة سيد أبو ناصر، موظف في منظمة الإغاثة الإسلامية والذي كان قد تلقى تدريباً إرهابياً في أفغانستان. في 2001، احتجزت السلطات الكندية محمد جبالة على أساس مذكرة من الإنتربول تتهمه بأنه إرهابي من الجهاد الإسلامي المصري. في 1999، حاول مسؤولون كنديون، ترحيل جبالة على أساس من عملية في منظمة الإغاثة الإسلامية وما وصفوه على أنه مشاركة لمنظمة الإغاثة الدولية في الإرهاب والخداع. وأخيراً، فإن أحد المختطفين في 11/9، فايز أحمد، كما تقول التقارير، أخبر والده بأنه كان ذاهباً إلى الخارج ليعمل لمنظمة الإغاثة الإسلامية عندما غادر ليقوم بالمهمة الانتحارية .

ومثل الكثير من المنظمات الخيرية السعودية الأخرى، فإن منظمة الإغاثة الإسلامية هي جزء من المنظمة الإسلامية العالمية التي ترعاها الحكومة السعودية (في الحقيقة فإن (المنظمة الإسلامية العالمية) ومنظمة الإغاثة الإسلامية يتشاركان مكاتب الكثير من المواقع على مستوى العالم.) لقد جمدت وزارة المالية موجودات منظمات أخرى تعتبر كأعضاء في (المنظمة الإسلامية العالمية) يشتبه في قيامهم بتمويل الإرهاب، بمن فيهم أمانة الرابطة. إن مسؤولاً كبيراً للمنظمة في باكستان، وائل حمزة الجليدان، موجود على لائحة الوزارة للتجميد المالي الإرهابي.

جمعية خيرية سعودية أخرى ذات ارتباط بالتمويل الإرهابي هي منظمة الوفا الخيرية. لقد وصف مسئولو الولايات المتحدة (الوفا) كعنصر رئيسي في منظمة ابن لادن. وقد اقتبس من أحد المسؤولين قوله أن (الوفا) وجماعات أخرى مدرجة على لائحة "قم بعمل خيري مشروع صغير واجمع الكثير من المال للمعدات والأسلحة."

في شهر 12، هاجمت السلطات الأميركية مكاتب جمعية خيرية سعودية الأصل في شيكاغو، (مؤسسة الإحسان الدولية). إن أشرطة الفيديو التابعة للمؤسسة وأدبياتها تمجد الشهادة، ووفقاً لنشرة إخبارية خاصة بالجمعية، فإن سبعة من موظفيها كانوا قد قتلوا في معركة السنة الفائتة في الشيشان والبوسنة. ويشتبه المسؤولون في الولايات المتحدة في قيام المؤسسة بتمويل نشاطات إرهابية، وعلى الأقل، فإن موظفاً سابقاً واحداً قُدِّم إليه أمر بالحضور إلى المحكمة ليمثل أمام هيئة المحلفين .

جمعيات خيرية أخرى، مثل (التجمع العالمي للشباب الإسلامي) والحرمين، لها أيضاً أهمية خاصة للولايات المتحدة، ولكن عدداً متزايداً من الأفراد السعوديين هم كذلك ذوو أهمية خاصة. مصطفى أحمد الحسناوي، سعودي الجنسية ورجل أموال ابن لادن، أرسل بالتمويلات إلى مختطفي 11/9 وسحب على الأقل 15000 دولار على شكل أموال غير منفقة قبل أن يغادر الإمارات العربية المتحدة إلى باكستان في 11/9. ووفقاً لمسؤولي الولايات المتحدة فإن ياسين الكادي، رجل أعمال بارز في جدة ورئيس مؤسسة موفق، قد دعم عدة جمعيات إرهابية من القاعدة إلى حماس. وفقاً لوثائق محكمة الولايات المتحدة، فقد قام الكادي في 1992 بتقديم 27000 دولار إلى قائد حماس المتمركز في أميركا محمد صالح وأقرض 820000 دولار إلى واجهة منظمة حماس في شيكاغو، معهد التعليم القرآني، وعلى أساس من صلتهم بحماس، فقد قامت الولايات المتحدة بتجميد أصول كل من صالح ومعهد التعليم القرآني. وعلى نحو مشابه فقد اعتبر مسؤولو الولايات المتحدة مؤسسة موفق منظمة واجهة حيث يقوم أثرياء سعوديون بتقديم ملايين الدولارات عبرها إلى القاعدة.

وقد حذر محاورو أوئيل السعوديون بأن تصعيداً مستمراً للنزاع العربي الإسرائيلي سيتسبب على الأرجح في تمويل عربي متزايد للجماعات الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. وعندما سئل في العربية السعودية عن السبب في تصنيف هذه الجماعات كجماعات إرهابية، أجاب أوئيل "بإمكانك أن تميز الإرهابيين بما يرتكبونه من أعمال.. فأناساً أبرياء يتم قتلهم في الشوارع." وقد أعاد أوئيل تأكيد أن "إعطاء الأموال للإرهابيين عن دراية.. هو تصرف إرهابي." وفي الواقع، فإن الجماعات الإرهابية الفلسطينية تتلقى تمويلاً ذا شأن من السعوديين. على سبيل المثال، في شهر كانون الأول، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض على ناشطٍ من حماس يعبر إلى مصر في الطريق إلى السعودية. وكانت مهمته.. الثانية من نوعها.. إطلاع أشخاص مجهولين على تطورات صواريخ قسام و الحصول على المزيد من الأموال للمشروع.

كسب الربح السعودي :

إن لدى المسؤولين السعوديين على الأقل أسلوباً واضحاً في النظر إلى الجهة الأخرى عندما يكون معروفاً أن التمويلات موجهة لدعم أهداف متطرفة؛ وفقاً لمسؤول الحكومة السابق جوناتان وينر "فإن عدداً من المحسنين السعوديين يقومون إما بتقديم الأموال إلى الإرهابيين أو أنهم يفشلون في منع أموالهم من أن تصرف لمنفعة الإرهابيين" الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في الولايات المتحدة، اعترف بمشكلة تعقب الأموال في مقابلة مع (النيويورك تايمز). وقد وضح بندر أن المسؤولين السعوديين "وجدوا أن الأموال التي تغادر العربية السعودية، وتذهب إلى أوروبا فإننا نستطيع تعقبها، أما التي تذهب إلى الولايات المتحدة، وأميركا، فإننا نفقد الصلة بها."

لقد قام السعوديون بأخذ خطوات في معركة غسل الأموال وتجميد الحسابات ذات العلاقة بمؤامرة 11/9، وقاموا مؤخراً بإقرار تشريعات جديدة تحكم الاستثمار الخاص. ويتم تشجيع السعوديين الآن على التبرع بهباتهم وفاءً لالتزام الزكاة فقط لجماعات مؤسَّسة تعمل تحت الرعاية المباشرة لعضو من العائلة المالكة. ومع ذلك، وكما يؤكد الوضع في البوسنة، فإن الكثير من هذه الجماعات هي نفسها يشتبه في كونها تقوم بتمويل الإرهاب .               

رغم أن قرار تجميد أموال منظمة لا يتم اتخاذه بسهولة، فإن ترتيبات الولايات المتحدة المتخذة حالياً للقيام بمناقشة هادئة لما يتعلق بمنظمات خيرية معينة مع المسؤولين السعوديين قبل أن يتم وضعها على لوائح الولايات المتحدة للإرهاب يلائم قالب ديبلوماسية الولايات المتحدة التقليدية مع السعودية. وقد يثبت أنه أكثر فائدة من طريقة أحادية ثقيلة الوطأة، ولكن فقط عندما يكون لدى السلطات الأميركية والسعودية ثبات في الإقدام على تجميد حسابات المنظمات والأفراد الذين عثر على أنهم يمولون الإرهاب في النهاية ...

السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |