مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 17 / 07 / 2002م

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ

.....

   
 

متابعات

خاص بمركز الشرق العربي

رفعت وجميل الأسد

وتحدي بشار الكبير

خلال فترة الثلاثين عاماً لحكم حافظ أسد في سوريا، فإن الأقلية العلوية وطبقة السياسيين ذوي الامتيازات والوجهاء العسكريين والتجاريين، كل هؤلاء نمّوا لأنفسهم فوائد مكتسبة في ظل نظامه (الأبدي). الخوف الجلي الذي نشره النظام بين معظم السوريين، كان مرتبطاً بشكل وثيق بمؤيدي الأسد، مما جعل هناك إجماعا واضحا بين هؤلاء الوجهاء البارزين بأن الرئاسة يجب أن تنتقل إلى شخص آخر من نفس العائلة ليحفظ لهم الجو لاستمرار مصالحهم. ولكن هؤلاء الوجهاء لا يؤيدون بشار ضرورة على غيره من أفراد عائلة الأسد الطموحين، إن الألحان العسكرية التي تعزف في سورية تشير فقط إلى استمرار "جو" النظام السابق، وأنه موضع تقدير فوق الجميع. أما إذا حاول بشار إجمالاً حرمان وجهاء النظام البارزين من امتيازاتهم، أو أثبت أنه غير قادر على حماية هذه الامتيازات، فإنهم سينقلبون عليه بسرعة، ويرفعون شخصا آخر من العائلة إلى سدة الرئاسة، حتى لو كان ذلك الرئيس رئيساً صورياً .

يعد بشار سياسياً مبتدئاً بالمعايير السورية، فحتى عمر 28، كان يدرس بهدوء مهنة الطب، بخلاف أخيه الأكبر باسل الأسد، الطموح سياسياً الوريث الظاهر لديكتاتورية سورية. ولكن كل هذا تغير في 1994، عندما قتل باسل في حادث سيارة، بسبب السرعة العالية، حيث نقل بشار عندها بسرعة من دراسته لطب العيون في مستشفى سانت ماري في لندن، وبدأ تدريبه السياسي. وتخرج بعجلة من الأكاديمية العسكرية السورية في نفس السنة، ورقي إلى رتبة رائد في الحرس الرئاسي بعد شهرين. لقد أصبح بسرعة مكسواً تماماً بكل الحلية الرسمية للقوة السياسية، ولكنه لم يثبت نفسه بعد .

أكبر تحدي صريح لسلطة بشار من خلال العائلة، جاءت من عمه المُغَّرب، رفعت أسد. لعقدين من الزمن قاد رفعت مؤسسة دفاع الوجهاء البارزين (سرايا الدفاع) الحرس الرئاسي لنظام الأسد، والتي كانت وسيلة قمع المتمردين الإسلاميين في سوريا (1980-1982). ونفي بعد إطلاقه محاولة انقلاب فاشلة في 1984، بالرغم من بقائه محتفظاً اسمياً بلقب نائب الرئيس حتى عام 1998. وقد انتظر رفعت فرصة لتسلم الرئاسة لنفسه أو لابنه خريج السوربون سومر،30عاماً، والذي يدير محطة أخبار فضائية في لندن .

"ما يحدث في سوريا مهزلة ومسرحية غير دستورية... الحقيقة الدستورية الشرعية الوحيدة تتجسد في الدكتور رفعت أسد." قال حافظ قاهر، المتكلم باسم رفعت في أسبانيا. كرر قاهر ادعاء رفعت بأن صرفه كنائب للرئيس في 1998، كان غير شرعي. وقال "في الوقت المناسب سوف يعود رفعت إلى سوريا ويتسلم مسؤولياته حسب رغبة الشعب" وأصر قاهر بأن رجوعه سيكون سلميا، ولكنه أضاف بأن "قوة الشعب والجيش" هي وراء رفعت. وقد أصدر رفعت بيانا أذيع على شبكة الأنباء العربية (شبكة سومر) يعد فيه بأن: "الحرية والديمقراطية ستؤسس في سوريا، وسيشارك المدنيون في بناء الأمة واختيار ممثليهم" .

أخذ قواد بشار تهديد رفعت بشكل جدي جدا، حسب رسمي سوري تكلم لجريدة الحياة اللندنية فقد شكلت لجنة من خمس رجال فوراً بعد موت الأسد مسئوليتها مقصورة على مراقبة واعتقال رفعت في حال دخوله سوريا متنبئين مسبقاً بأن رفعت سيحاول العبور من لبنان، فإن القوى السورية زادت من الإجراءات والتدابير الأمنية في مطار بيروت الدولي، وموانئ لبنان، ونقاط العبور المختلفة على طول الحدود السورية اللبنانية، كما أقنع الرسميون السوريون أيضا واحدا من أبناء رفعت المقيمين في سوريا (مضر، 27 عاما) ليعلن انفصاله  عن والده بالظهور على شاشة التلفزيون والتصريح:" ليس لنا أب آخر غير حافظ أسد" ابن آخر لرفعت، فراس، أدلى أيضاً بإفادة علنية لدعم بشار .

بشار ورجاله قلقون من تحدي رفعت لعدة أسباب. أولاً: أن رفعت ما يزال يمتلك شبكة سرية من المؤيدين في سوريا، بينما اعتقلت الحكومة السورية معظم أصوله في وحول اللاذقية في السقوط الأخير. يقدر نطاق ثروته السائلة بـ2-4 بلايين دولار أمريكي، وهي أكثر من كافية ليحتفظ بشبكة مناصرين ذات خطر في المجتمع العلوي. وفوق هذا يمتلك رفعت روابط (عائلية) من خلال تعدد زوجاته (له أربع زوجات)، من عائلات بارزة وعشائر في سوريا، بالإضافة إلى أبنائه وبناته ال17 .

بالإضافة إلى ذلك، فإن رفعت طور علاقات حميمة مع الحكومات الأخرى في المنطقة. أكثرها أهمية صداقته الحميمة مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله، الذي يدير شؤون المملكة لصالح أخيه المريض. ففي الواقع أن الاثنين مرتبطان عبر الزواج: إحدى زوجات رفعت الأربعة أخت لزوجة عبد الله (كل منهما عديل للآخر).

حليف آخر مهم لرفعت الأسد: ياسر عرفات، الذي التقى برفعت عدة مرات منذ نفيه من سوريا، عرفات أغضب الحكومة السورية كثيرا عندما عامل سومر بن رفعت معاملة (البساط الأحمر) خلال زيارته للضفة الغربية. أحد أسباب دعوة عرفات إلى جنازة الأسد كان إبعاده عن رفعت.

ولرفعت أيضا علاقات شخصية حميمة بالأسرة المالكة في المغرب، وقد حضر رفعت جنازة الملك الحسن الثاني، بينما تغيب عنها الرئيس الأسد.

في الوقت الحاضر لا يبدو أن أياً من الدول العربية ترحب بدعم سري لقوة رفعت أسد، ولكن هذا ممكن الحدوث فيما إذا تغيرت ظروف المنطقة الإقليمية .

النظام السوري كان دائماً مخيفاً أكثر منه محترماً من قبل الدول المجاورة، معظمها كان عليها أن تقنع برئيس سورية الجديد، حسب ترتيب دولي. وسيكون معظمهم أكثر ترحيباً بلعب ورقة رفعت، في حالة تدهور علاقتهم مع سوريا . ولعل هذا ما يدفع رفعت إلى الاحتفاظ بوقاره، في ظل الصمت بانتظار ساعة صفر.

تفيد بعض التقارير أن رفعت قد طلب مؤخراً مساعدة إسرائيل، حسب "مصادر رسمية" استشهد بها راديو إسرائيل، وأن رفعت أرسل عدة رسائل للدولة اليهودية عبر مبعوثها في الأمم المتحدة، يهودا لانكري، طالباً من إسرائيل دعم مزايدته على السلطة، في مقابل تنازلات غير مفصلة. أكثر من مرة طلب الرئاسة، وقد اتصل بالإسرائيليين في الأشهر الأخيرة لولاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من خلال مستشاره السياسي ولكن تم صده بوضوح بمشورة أمريكية.

فرد آخر في عائلة الأسد، أظهر دعمه لبشار، ولكن من المتصور أنه يمكن تطويعه لمعارضته في حالة تجسد مجموعة وجهاء معارضين. أخ آخر للرئيس السوري، جميل أسد (ولد في 1933) لم يلعب دوراً سياسياً ذا شأن في السنوات الأخيرة، فيما عدا قيامه بمهام في البرلمان، ليس مثل أخويه، جميل ليس لديه أرضية عسكرية. خلال عقد الثمانينات جمع ثروة معتبرة، وترأس جمعية دينية علوية في اللاذقية وبقية المدن السورية، تدعى (المرتضى) وحسب أحد المصادر، فإن جمعية المرتضى لها جناح عسكري مسلح، عن طريق شبكات دفاع رفعت أسد. وتسعى بفاعلية ونشاط إلى دعوة البدو السوريين في الجزيرة، وحمص وحماة إلى مذهب العلويين، والذي يتعارض ويتضارب مع أيديولوجية حزب البعث اللاديني "ظاهريا"، مما يثير غضب المسلمين (السنة). حلّ الأسد الأب الجمعية في 1983، وصودر الكثير من مصادر قوة جميل أسد في 1984، بسبب علاقاته الحميمة برفعت. ومع ذلك فإن جميل وابنه فواز ما زالا يمتلكان منزلة رفيعة حقيقية، ومؤسسات تجارية، ويستطيعان ممارسة التأثير عبر شبكة مناصرين في اللاذقية. وتقول التقارير بان جميل أمضى معظم وقته في أوروبا خلال السنتين الأخيرتين، ولكنه على خلاف رفعت، سمح له بالعودة لفترات محدودة إلى سوريا في وقت فراغه، وكان حاضراً في جنازة أخيه الأسد. وقد تقبل بشار كوريث شرعي لديكتاتورية الأسد، إلا أنه بالتأكيد يشعر بالغيظ لأنه حرم من أي منصب سياسي أو عسكري مهم خلال مدة حكم النظام.

إذا قرر الجنرالات العلويون أنهم بحاجة إلى شخصية مدنية راسخة الإيمان لدعم ذوي الامتيازات العلويين، فإن جميل سيكون مرشحهم رقم واحد .

ولبشار أيضا أخوان أصغر منه، لكنهما ليسا معتبرين ليكونا سياسيين ملائمين من قبل معظم المطلعين، ماهر أسد: 33سنة، ضابط بارز في الحرس الجمهوري، رفع مؤخرا إلى رتبة كولونيل، ولكنه يعتبر انفعاليا سريع الاهتياج مما لا يؤهله ليكون حاكما: في تشرين أول من 1999 انزعج من ملاحظات ازدرائية عن عمه رفعت، صدرت من آصف شوكت (زوج شقيقتهم الكبرى بشرى وحليف رئيسي لبشار) فأطلق عليه النار في معدته.

أخوه الآخر: مجد، مهندس كهربائي، يعاني من تاريخ مشاكل عقلية، نتيجة إدمانه على المخدرات.

من الجدير بالذكر أن أقرباء كثيرين آخرين لبشار، خارج نطاق العائلة المباشر، يحتلون مواقع مهمة في النظام. آصف شوكت على سبيل المثال، يقال أنه صاحب القرار الحقيقي في دائرة الاستخبارات العسكرية (والتي تقع اسميا تحت قيادة الجنرال: حسن خليل الذي أحيل على التقاعد أخيراً).

 شخص آخر مهم: الجنرال عدنان مخلوف، ابن عم والدة بشار (أنيسة مخلوف)، والذي يقود الحرس الجمهوري المكون من قوة ثلاثين ألف جندي، حسن التجهيز، وأبناء أخ الرئيس الراحل: عدنان ومحمد أسد يقودان (سرايا دفاع) مكونة من 5 آلاف جندي كقوة أمن وحماية في دمشق .السابق

 

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة لمركز الشرق العربي     

   

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـ