مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 09 / 05 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

متابعات

الجماعات الإرهابية الشرق أوسطية

المجموعة الثانية

الشيخ أحمد ياسين

ولد في 1937 في غزة، والشيخ أحمد ياسين هو مؤسس حماس وقائدها بلا منازع. وهو مشلول ضعيف السمع، ومقيد إلى كرسي متحرك منذ حادث جرى له في شبابه. وكان لاجئاً في أحد مخيمات غزة بعد حرب الـ 48 العربية الإسرائيلية، وفي عقد التسعينات انضم  إلى منظمة الإخوان المسلمين الأصولية الإسلامية. وقد عمل كمعلم وواعظ في غزة بعد احتلال إسرائيل لقطاع غزة في 1967. وفي 1973 أسس أحمد ياسين المركز الإسلامي في غزة والذي سرعان ما سيطر على المعاهد الدينية الإسلامية هناك، كما أسس مجتمع غزة الإسلامي بعد الثورة الإسلامية في إيران 1979. قد سمحت "إسرائيل" لياسين خلال هذه الفترة بحرية الحديث في الصحافة، التي انتقد عبرها ياسر عرفات وحركة التحرير الفلسطينية. كما أسس "حماس" بعد الانتفاضة في 1988 .

وقد اعتقلت إسرائيل ياسين في 1989 وأصدرت عليه حكماً بالسجن مدى الحياة بزعم أنه أصدر أوامره لاختطاف وقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين، وقد تم إطلاق سراحه في تشرين أول /1997/ ضمن تسوية مع الأردن، وقد عاد إلى بيته في غزة، وقد كانت "صفقة إطلاق سراحه" بعد المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال قائد آخر من حماس، خالد مشعل، في عمان .

في الماضي أيد ياسين فكرة تأسيس دولة فلسطينية في كل الأرض التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني باسم فلسطين. خلال سنة 1998 (شباط إلى حزيران) قام ياسين بزيارة عدة بلدان عربية وإسلامية لجمع المال مصرحاً بأن العمليات العسكرية ضد إسرائيل ستستمر حتى تتحرر كل فلسطين. وبعد تلقيه العلاج في مصر، نم استقباله على مستويات عالية في السودان واليمن والسعودية وقطر والكويت والإمارات وإيران وسورية.

وقد تلقى كما تقول التقارير ما بين 50 ـ300 مليون دولار وضمانات مالية من كل من السعودية وإيران. وقد قالت الكويت أنها ستسمح لحماس بفتح مكتب في أرضها. أما في سورية فقد أذن له بالاجتماع مع قادة جماعات أخرى مضادة للسلام. وقد أذنت إسرائيل لياسين بالعودة إلى غزة بعد رحلته. وهو في وضع صحي ضعيف.

الجماعة الإسلامية والجهاد :

يبدو أن مصر لها اليد الأعلى في معركتها ضد الجماعة الإسلامية المعارضة و حليفها"الجهاد". وهي جماعات أثبتت قدرة على التكيف لفترة طويلة من الزمن. وقد تم تشكيلها في أوائل عقد السبعينات كفروع لحركة الإخوان المسلمين، التي آثرت العمل ضمن النظام السياسي بعد أن تم سحقها من قبل الرئيس السابق جمال عبد الناصر. ولكن هدف الجماعات الإسلامية هو استبدال النظام الحالي المدعوم من قبل الغرب، ذي الحكومة العلمانية، بدولة إسلامية. وكعلامة على التقدم المصري في محاربة الإرهاب، يشير النموذج 1998 إلى أن عدد القتلى بسبب حوادث لها صلة بالإرهابيين قد انخفض إلى حده الأدنى منذ 1992 . ولم يكن هناك هجمات رئيسة في مصر منذ الهجوم الأكثر إهلاكاً على الإطلاق في مصر والذي نفذته الجماعة الإسلامية في 17/تشرين ثاني/ 1997/ على السياح في وادي الملوك بقرب الأقصر. وقد قتل الرجال المسلحون في هذه الهجمة 58 سائحاً وجرحوا 26 آخرين بالإضافة إلى انتحار بعض الإرهابيين وسقوط بعضهم الآخر قتلى على يد قوات الأمن المصرية. وقد تركت الميليشيات في المنطقة ورقة تدعو إلى إطلاق سراح القائد الروحي لكلٍ من الجماعة الإسلامية والجهاد، الشيخ عمر عبد الرحمن .

الشيخ عبد الرحمن:

  البالغ من العمر 61 عاماً، وهو رجل دين كبير في السن،(بصير) ، تمت تبرئته من تهمة التحريض على قتل السادات في 1984، وهو في الدائرة الطبية في السجن في ميسوري منذ إدانته في 1995 بالتخطيط لمؤامرة إرهابية في منطقة نيويورك، ومثل ابن لادن، فقد جند عبد الرحمن متطوعين عرباً للحرب ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان تقول التقارير أن ابنيه ما زالا في أو حول أفغانستان منذ انتهاء الحرب في 1989. كذلك فإن عدة من مساعديه الذين أدينوا بتفجير مركز التجارة العالمي في 1993 حاربوا لمصلحة الثوار الأفغان أو استثمروا الأموال لأجلهم .

ومع كونهم ممنوعين عن الاتصال بمرشدهم، فإن الجماعة الإسلامية والجهاد قد استسلموا لتطور التكتيك الأمني المصري، الذي رافقه الحد من إصدار "عفو عام" عن السجناء، بالإضافة إلى جهود أخرى بذلت لثلم الدعم الشعبي للإسلاميين .

وفي العام الماضي أقنعت مصر عدداً من الحكومات بما فيها : أذربيجان، والكويت، ودول وسط آسيا والإمارات العربية المتحدة والأورغواي، لتسليم الإرهابيين المشتبه بهم الذين ينتمون لأي من الجماعتين إلى مصر. وفي تشرين ثاني/1998 / صرح بعض قادة الجماعة الإسلامية من الزنزانة في مصر بأنهم سيتخلون عن عمليات الإرهاب هناك. بينما قالت حركة "الجهاد" بأنها ستواصل القتال. ويشك البعض في إخلاص وسلطة إعلانات الجماعة الإسلامية، القادة المنفيون من كلا الجماعتين والذين رفضوا عموماً أي عروض للتسوية انجذبوا لتمركزات ابن لادن في أفغانستان و أصبحوا بمثابة "القائمين في مقامه". وتقول بعض التقارير بأن الجهاد ربما استطاع أن يحرز بعض مقدرات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية .

وتجند الجماعة الإسلامية وتؤسس لنفسها الدعم في الضواحي الفقيرة في القاهرة، و الإسكندرية وعبر جنوب مصر، حيث يديرون برامج خدمة اجتماعية وأعمالاً خيرية. بينما ينفذ جناحها العسكري الهجمات ضد مسئولي الأمن المحليين والبنوك والسياح الغربيين والمسيحيين الأقباط المصريين ورموز أخرى متأثرة بالتيار الأجنبي والثقافة الغربية .

لقد حاولت الجماعة في السابق أن تغتال رسميين عاليي الرتبة، بحيث قتلوا على سبيل المثال- الناطق باسم حزب الشعب في تشرين أول/1990/ وتسببوا بجرح وزير الثقافة في إبريل 1993 .

حركة الجهاد هي حركة سرية تماماً، تركز غالباً على اغتيال رسميين مصريين عاليي الرتبة. وقد كان "الجهاد" مسؤولاً عن اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في تشرين أول في 1981 . وقد ادعى بعض من الجماعة مسئوليته عن تفجير آب عام 1993 في مصر والذي جرح فيه وزير الداخلية المصري زكي بدر، وكذلك عن تفجير تشرين ثاني 1993 ، الذي كان موجهاً ضد رئيس الوزراء في ذلك الوقت: عاطف صدقي .

العلاقات الخارجية :

مصادر المساعدات الخارجية لكل من الجماعة الإسلامية والجهاد ليست معروفة. ويشير نموذج 1998 ، كما يشير نموذج العام الماضي إلى تأكيدات الحكومة المصرية على أن إيران والسودان وميليشيات الجماعات الإسلامية في أفغانستان(ابن لادن) تدعم الجماعتين. ومن هذه المصادر، فإن جماعة (ابن لادن) قد أصبح لها دور متزايد كحليف ونصير للجماعات الإسلامية في مصر. وقد قاتل العديد من أتباع الشيخ عبد الرحمن (والذين أدين بعضهم في تفجير مركز التجارة العالمي في ال 1993) لصالح العصابات الإسلامية في أفغانستان أو استثمروا أموالاً بهذا الهدف. ويعتقد أن كلاً من أيمن الظواهري البالغ من العمر 48 عاماً، والذي يعتبر القائد العملي لفرع حزب الجهاد"طلائع الفتح" ورفاعة طه البالغ من العمر 45 عاماً ويعتبر قائد الجماعة الإسلامية، يعتقد أنهما مع ابن لادن في أفغانستان .

وقد أدين الظواهري في مصر بالاشتراك في اغتيال السادات كما يعتقد أن طه هو حلقة وصل الجماعة الإسلامية بإيران. وقد وقعت كلتا الجماعتين الإرهابيتين المصريتين إعلان بن لادن في فبراير ومايو"1998" الذي يعلن الحرب على الولايات المتحدة مدنييها وطاقمها العسكري في الشرق الأوسط. وفي 9/تموز/1998 في مقابلة معه، قال الظواهري بأن"الخيار الوحيد" للمسلمين إنما هو بإعلان الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل. وفي 17/حزيران/1999/ تمت محاكمة الظواهري من قبل هيئة المحلفين الكبرى في الولايات المتحدة بزعم مشاركته في تفجير 7/آب/1998/ لسفارتي الولايات المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا.

قائد آخر من قادة "الجماعة الإسلامية" والذي قد تكون له ارتباطات بابن لادن هو مصطفى حمزة.

حمزة والبالغ من العمر 41 عاماً قد تورط في اغتيال السادات، وفي محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا في حزيران/1995/ . وتقول بعض التقارير بأن تصرفات حمزة قد تكون بدعم من ابن لادن والذي من المحتمل أنه وراء تفجير الأقصر. الشخصان اللذان تم اعتقالها في بريطانيا في تموز 1999 على خلفية: كينيا تنزانيا، مطلوبان أيضاً في مصر بزعم أنهما المخططان لهجمات إرهابية باعتبارهما أعضاء من الجهاد .

إرهابيون خاصون :

الشخصيات الإسلامية المصرية التالية هي شخصيات مصنفة كشخصيات إرهابية خاصة :

1- الشيخ عمر عبد الرحمن         2- الظواهري

3- طه عبد الجبار؟ : قائد ما تبقى من حركة الجهاد الأصلية وهو يقضي حكماً في السجن لأربعين عاماً في مصر

4- طلعت قاسم والبالغ من العمر 42 عاماً، قائد الدعاية في الجماعة الإسلامية .

5- محمد شوقي اسلامبولي البالغ من العمر 44 عاماً وهو أخ للقائد المسلح في اغتيال السادات . وهو أيضاً قائد عسكري في الجماعة الإسلامية ويعتقد أيضاً أنه مرتبط مع ابن لادن في أفغانستان .

القاعدة ( شبكة أسامة بن لادن ) :

في السنوات الخمس الماضية تطورت شبكة بن لادن من كونها تشكل تهديداً دولياً لحلفاء الولايات المتحدة إلى تشكيل تهديد مباشر للمصالح الوطنية الأمريكية. (القاعدة) هو اسم الشبكة الإرهابية التي تم تأسيسها من قبل بن لادن في ال1990. وقد ساعد المنشق السعودي في عملية تجنيد متطوعين وتمويل الكثير منهم في الصراع الأفغاني، وقام بعد ذلك بضم هؤلاء المتطوعين في منظمته الإسلامية الراديكالية الواسعة الانتشار. ومما يعكس انخفاض مستوى نشاطها المبكر أن "القاعدة" لم تذكر في تقارير الولايات المتحدة الحكومية حتى نموذج 1993 . حيث قال هذا التقرير بأن عدة آلاف من غير الأفغانيين المسلمين قاتلوا في الحرب ضد السوفيت والحكومة الشيوعية الأفغانية خلال السنوات من 1979-1992 . ومع أن ابن لادن وأتباعه يشعرون بالأمان في أفغانستان، إلا أن القاعدة كما يبدو لا تنتسب إلى أي دولة .                      

لقد تم قرن شبكة ابن لادن بعدة حوادث إرهابية. وقد أعلن ابن لادن مسئوليته عن محاولة تفجير موجهة ضد 100 من رعايا الولايات المتحدة في اليمن في 1992 /كانون أول، الذين كانوا هناك لتقديم الدعم لقوى الأمم المتحدة العاملة في الصومال. وفي مقابلة صحفية معه في تشرين ثاني 1996، قال بأن حلفاءه قاتلوا ضد قوات الولايات المتحدة في الصومال. وصرح بأنه قد زود المليشيات المضادة للولايات المتحدة بالأسلحة هناك في تشرين أول/1993/. وكذلك فإن الأربعة حاملي الجنسية السعودية الذين اعترفوا بقيامهم بتفجير13/تشرين ثاني/1995/ ضد القوات العسكرية التابعة للولايات المتحدة في الرياض أقروا على التلفزيون السعودي بأنهم تم تحريضهم من قبل ابن لادن وراديكاليين إسلاميين آخرين. وكان ثلاثة منهم جنوداً محنكين في الصراع الذي كان دائراً في أفغانستان والبوسنة والشيشان. ويقول نموذج 1997 بأن أعضاء منظمة ابن لادن ربما يكونون قد قدموا المساعدة في محاولة الاغتيال التي قامت بها الجماعة الإسلامية ضد الرئيس المصري مبارك خلال زيارته لإثيوبيا في حزيران/1995.

ارتباطات

تفجير مركز التجارة العالمي :

لا يوجد هناك دليل مباشر على تورط ابن لادن في تفجير مركز التجارة العالمي في شباط/1993/. ومع ذلك فإنه يبدو أن لابن لادن علاقات بأولئك الذين كانوا متورطين في هذه العملية والذين قاموا بحبك مؤامرتها .

فرمزي أحمد يوسف والذي أدين في أيلول 1996 بالتآمر لتفجير الخطوط الجوية الأمريكية في آسيا (رحلة جوية فليبينية تسببت في قتل مسافر ياباني) وفي تشرين ثاني 1997 باعتباره العقل المدبر لعملية تفجير مركز التجارة العالمي، رمزي هذا كان مقيماً في أحد الأوقات كضيف في بيت في باكستان تعود ملكيته إلى ابن لادن. وينكر ابن لادن علنياً معرفته بيوسف معرفة شخصية إلا أنه يدعو شريك يوسف (ولي كان أمين شاه) "بالصديق" وقد تم القبض على شاه في الفلبين في الـ 1995 بعد إجهاض مكيدته التي دبرها بمساعدة يوسف لاغتيال البابا. وتقول تقارير ال سي.إن.إن في 25/آب/1998 بأن يوسف وشاه دبرا مكيدة أيضاً بناءً على أمر من ابن لادن، بهدف اغتيال الرئيس الأمريكي كلينتون خلال رحلته في ال 1994 إلى مانيلا.

كما قالت تقارير النيويورك تايمز في 8/تموز/1999، أن ابن لادن قام في منتصف عقد التسعينات بزيارة إلى قطر، التقى فيها بخالد شيخ محمد وهو مطلوب أيضاً من قبل الولايات المتحدة بزعم مشاركته في التفجير الذي قام به رمزي أحمد يوسف. وتضيف التقارير بأن الرسميين القطريين ربما كانوا قد حذروا محمد مقدماً من محاولة ال إف.بي.آي. لاعتقاله في أوائل عام 1996 في قطر، ولا يزال محمد حراً حتى الآن .

ابن لادن والشيخ عمر عبد الرحمن (شخصية أخرى رئيسة في عملية تفجير مركز التجارة العالمي) قاما كلاهما بتجنيد مقاتلين للنزاع الأفغاني، إلا أنه من غير الواضح فيما إذا كان لهما أي علاقة مباشرة ببعضهما في أفغانستان. والاثنان أيضاً لهما علاقات جيدة مع الحكومة الإسلامية في السودان، بالرغم من أن الشيخ عبد الرحمن ترك السودان في 1990 وذلك قبل أن يتخذها ابن لادن مقراً له. فإن المشهد الآن هو أن القيادات العملية العليا لمنظمة عبد الرحمن الإسلامية المصرية (أيمن الظواهري ورفاعة طه، مع آخرين) قد انجذبوا الآن إلى مظلة ابن لادن "القاعدة" مما يفهم منه أن أن العلاقة الآن بين ابن لادن والشيخ عبد الرحمن هي الآن أقرب مما كانت عليه في السابق. وأن اتصالاً قد يحدث بينهما رغم كون الشيخ عبد الرحمن محتجزاً .

وهناك دليل آخر يدعم فكرة وجود علاقة بينهما، وهو أنهما كلاهما كانا يقومان بتجنيد متطوعين في الولايات المتحدة. ووفقاً لورقة وقائع دائرة الدفاع في الولايات المتحدة في 20/آب/1998/ فإن ابن لادن كان يمول مراكز تجنيد متمركزة في الولايات المتحدة لصالح الحرب الأفغانية، كما ويمول مراكز في مصر والسعودية والباكستان. وكان الشيخ عبد الرحمن يجند متطوعين في مراكز مشابهة في الولايات المتحدة، وقبل تفجير المركز العالمي للتجارة فإن بعض مساعدي عبد الرحمن كانت لهم لقاءات مع ابن لادن في الولايات المتحدة وبالرغم من أن وجود مراكز تجنيد لهم في الولايات المتحدة قد أثار السؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أمدت أيا من ابن لادن أو عبد الرحمن بمساعدات خلال الحرب الأفغانية فإن وكالة الاستخبارات المركزية قد أخبرت السي.أو.إس بأنها لم تجد دليلاً على أن الوكالة قد قدمت أي مساعدة مباشرة لأي منهما. وقد ركز برنامج المساعدات الأميركي المقدم للجماعات المعادية للاتحاد السوفياتي في أفغانستان بشكل رئيس على المجاهدين الأفغان المحليين وليس المتطوعين العرب كالذين يرعاهم ابن لادن أو عبد الرحمن.

أسامة بن لادن :

أسامة بن لادن، ولد في 30/تموز/1957 باعتباره الولد السابع عشر من عشرين ابناً من قطب سعودي المنشأ خلال هذه العقود، وهو من أصل يمني. وقد أصبح مشهوراً خلال الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1989، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى السعودية ليعمل في أعمال العائلة، مجموعة ابن لادن الإنشائية، وذلك رغم أن اتصالاته الإسلامية الراديكالية قد جعلته بغيضاً إلى السلطات السعودية .

وفي ال1991 عاد ابن لادن إلى السودان بتأييد من قائد الجبهة الإسلامية الوطنية السودانية حسن الترابي. وهناك وبالاتفاق مع قادة الجبهة بنى شبكة أعمال تضمنت بنكاً إسلامياً وشركة استيراد وتصدير وشركات لتصدير المنتجات الزراعية، وقد استخدم ابن لادن الذي تعلم الهندسة بالممارسة "العملية" استخدم علاقاته العائلية في منشآت أعماله ليساعد السودان على بناء الطرق وتسهيلات مطارية. وقد مكنه العمل في السودان والذي لا يزال بعضه مستمراً هناك، مكنه من توفير مكان آمن وفرص عمل في السودان لأعضاء القاعدة، معززاً من مشاركتهم في الحركة الإسلامية الراديكالية في بلدانهم الأصلية (خصوصاً مصر) وكذلك في تعزيز الإرهاب المعادي لأميركا. وكما تقول التقارير أن له بعض المصالح والأعمال في اليمن ويعتقد أنه قد أسس شركات استثمارية في أوروبا وآسيا.

وقد قال ابن لادن بأنه عندما كان في السودان فقد كانت هناك بعض المحاولات لاغتياله. في عام 1994 سحبت منه السعودية جنسيته كما وتبرأت منه عائلته مع أن بعض أخوته لا يزالون يحتفظون باتصالهم معه. وليس له دور رسمي في إدارة أعمال"مجموعة + منشآت ابن لادن" بتلقي العقود من الحكومة السعودية ومن دول عربية أخرى. لقد أنشأ أيضاً مجموعة مقرها في لندن"لجنة الاستشارات والإصلاحات" والتي تقوم بنشر المواد الأدبية والفكرية ضد النظام السعودي. في 1996 تم ترحيل ابن لادن من السودان فعاد إلى أفغانستان تحت حماية حركة طالبان. وفي 7/حزيران/1999/ تم وضع ابن لادن على لائحة الإف.بي.آي لائحة "أكثر عشرة مطلوبين" ومكافأة بمقدار 5 ملايين دولار لمن يقبض عليه.

تقدر ثروة ابن لادن ب 300 مليون دولار موضوعة في مؤسسات مالية شخصية حيث يمول بها شبكته والتي يبلغ عددها 300 عسكري إسلامي. خلايا القاعدة موجودة أو يشك في وجودها في أفغانستان، باكستان، بنغلادش، السعودية العربية، قطر، اليمن، أذربيجان، أوزبكستان، طاجكستان، الشيشان، الجزائر، تونس، موريتانيا، السودان، مصر، ليبيا، الصومال، أرتيريا، كينيا، تنزانيا، أوغندة، أثيوبيا، وأجزاء أخرى من أفريقيا، ماليزيا، الفلبين، الأرغواي، الإكوادور، البوسنة، كوسوفو، ألبانيا، المملكة المتحدة، وكما يزعم في الولايات المتحدة نفسها .

تفجيرات كينيا/تنزانيا :

إن أجندة "ابن لادن" ومقدرات منظمته وتهديداته الأخيرة قادت إلى تخمين فوري بأنه متورط في تفجيرات 7/آب/1998 لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا والذين تسببا في مقتل 301 شخصا وجرح ما يزيد على 5000 وقد جاء التفجير بعد ستة أشهر من إصدار ابن لادن تهديدات مفتوحة ومتكررة ضد مدنيي الولايات المتحدة ومصالحها في العالم أجمع .

وفي 20/آب/1998 أطلقت الولايات المتحدة صواريخ كروز على مخيمات ابن لادن التدريبية الواقعة قرب خوست في أفغانستان الشرقية . معتمدة على ما اعتبرته الولايات المتحدة "دليلاً مقنعاً" على اشتراك شبكته في التفجيرات. وقد أضاف مسئولو الولايات المتحدة بأن التفجيرات استهدفت تعطيل التخطيط لهجمة جديدة. وبزعم أن لهم دورا في التفجيرات تم اعتقال 8 أشخاص من القاعدة وتمت مقاضاة 9 آخرين بمن فيهم ابن لادن ولكنهم ظلوا مطلقي السراح. وقد زود الذين تم القبض عليهم الولايات المتحدة بكميات هامة من المعلومات عن القاعدة. وكما ويتهم ابن لادن أيضاً بقتل موظفين عسكريين في كل من الصومال (1993) والعربية السعودية (1995) .

منذ التفجيرات والضربات الانتقامية حاولت قيادة الطالبان أن تفصل نفسها عن ابن لادن بتأكيدها على أنه لم يعد ينزل ضيفاً عليها بعد الآن. ومع ذلك فإن رسميي الطالبان اعترفوا بأنه ما يزال موجوداً في منطقة في أفغانستان تقع تحت سيطرة الحركة. وقد ترافق فشل الطالبان في ترحيل ابن لادن أو تسليمه مع تقريرات في ال 1998 و 1999 بأن ابن لادن يقوم بتخطيط هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة في الخليج الفارسي وأفريقيا وأماكن أخرى. مما دفع دائرة الولاية لتسمية أفغانستان بكونها"غير متعاونة نهائياً مع جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب" وذلك في أيار 1997 و1998 و 1999 وقد تم تصنيفها طبقاً لقانون عقوبة الإعدام الصادر في 1996، تم حظر بيع لائحة من الأسلحة والذخائر الحربية لأفغانستان. والدول الوحيدة المصنفة بهذه الطريقة هي الدول السبع الأخرى الموجودة على لائحة الإرهاب نفسها. وفي 6/تموز/1999/ قام الرئيس كلينتون بناء على استمرار الطالبان في إيواء بن لادن، بزيادة الضغط على أفغانستان بفرض حظر تجاري على تجارتها مع الولايات المتحدة، كما قام بمنع أي تبرعات أو مساعدات للطالبان من قبل مواطني الولايات المتحدة. وفي 9/تموز/1999/ قالت الولايات المتحدة أنها مستعدة للتفاوض مع قيادة الطالبان بهدف وضع ابن لادن تحت حكم العدالة، إلا أن قادة الطالبان أعلنوا في اليوم التالي بأنهم لن يقوموا بتسليم ابن لادن .

وبالرغم من إعلان الطالبان انفصالها عنه أخبر ابن لادن الصحافيين مؤخراً في 10/حزيران/1999/ أنه يريد أن يحرض المسلمين ليقوموا بتطهير الأراضي الإسلامية من الآثار الأمريكية والإسرائيلية. ويعتقد المسؤولون في الولايات المتحدة بأن شبكة ابن لادن تمتلك قدرات عسكرية فعالة. فحوالي 200 مضاد للطائرات محمول على الأكتاف (ستنجر) ما تزال موجودة في أفغانستان ونظراً لقدرة ابن لادن المالية فإنه على الأرجح قد أحرز بعضها. كما ويقول المسؤولون أن مقاتلي ابن لادن لهم تجربة مع الأسلحة الكيميائية بل وربما حاولوا شراء مواد نووية في أوائل عقد التسعينات بالاتفاق مع إيران والسودان ومن هذه المعلومات فإن من المنطقي الافتراض بأن منظمة ابن لادن لديها على الأقل مقدرات أسلحة كيميائية أولية .

أمر تنفيذي خاص بالمصنفين كإرهابيين خاصين /صادر في 20/آب/1998/: يعدل أمر الرئيس كلينتون الصادر في 20/آب/1998/ قراراً سابقاً صدر في 23/1/1995 بتسمية القاعدة وحلفائها(الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين، الجيش الإسلامي لتحرير الأراضي المقدسة، مؤسسة الإنقاذ الإسلامية، جماعة المحافظة على الأراضي المقدسة) على أنها جماعات إرهابية. بينما يسمي التعديل ابن لادن على أنه"إرهابي خاص" هو ورفاعة الطه من الجماعة الإسلامية ، أبو يوسف المصري (محمد عاطف). وقد تم اتهام عاطف مع ابن لادن في 4/تشرين ثاني/1998، في تفجيرات كينيا وتنزانيا. والهدف من هذا الأمر هو حظر مالي لكل الاستثمارات المالية الأمريكية مع منظمة ابن لادن، والسماح بتجميد جميع أصول وموجودات ابن لادن في الولايات المتحدة بقوة القانون .

الموجودات المجمدة :

وتحت هذا الأمر التنفيذي المعدل جمدت الولايات المتحدة حوالي 23,7 مليون دولار في حسابات بنك مسجلة باسم صالح إدريس، وهو المالك السعودي لمصنع أدوية في السودان .

فمع ضربها لمراكز ابن لادن في 20/آب/1998/ ضربت الولايات المتحدة المصنع في السودان على خلفية أنه كان ينتج أسلحة كيميائية، لتستخدمها منظمة ابن لادن. وفي أيار/1999/ رفعت الولايات المتحدة الحجز عن حسابات إدريس استجابة لدعوى قضائية قام برفعها مدعياً فيها بأنه ليس مصنفاً"كإرهابي خاص" ولهذا فلا يمكن أن يتم تجميد موجودا ته. إن الولايات المتحدة لم تتراجع عن تأكيدها على وجود صلة بين إدريس وابن لادن، أو عن اعتقادها في أن المصنع السوداني كان ينتج أسلحة كيميائية وذلك رغم أن المراقبين صوروا تحرير الموجودات من الحجز على أنه اعتراف بأن حكم الولايات المتحدة على المصنع كان خاطئاً. وبعيداً عن هذه القضية فلم يتم تجميد أي موجودات تعود إلى ابن لادن لا في الولايات المتحدة ولا في أي مكان آخر .

ويقول مسؤولون في الولايات المتحدة بأنهم يشجعون حكومات أخرى لتساعد في تفكيك إمبراطورية ابن لادن المالية، رغم أن تحقيق هدف كهذا هو أمر صعب. ذلك أنه يبدو أن ابن لادن لديه احتياطي دعم في دول الخليج بما فيه موطنه الأصلي السعودية، والتي من المفترض أن لديها الأسباب الأكبر للخوف من حملته العنيفة على الولايات المتحدة والحكومة السعودية .

في أوائل تموز/1999/ ووفقاً للنيويورك تايمز زار مسؤولون أمريكيون دولة الإمارات العربية المتحدة لإقناع الحكومة هناك بمنع البنك الإسلامي في دبي(أحد البنوك الإماراتية) من تسليم الأموال إلى ابن لادن، هذا وقد قالت تقارير صحيفة أخرى بأن عدداً من رجال الأعمال الخليجيين ذوي الثروات، يستمرون في التبرع لقضية ابن لادن. ويقول أحد التقارير بأن ابن لادن ربما يكون قد تلقى 50 مليون دولار من متبرعين سعوديين قبل أن تكتشف الحكومة السعودية الأمر وأوقفت التبرع. وقد قالت تقارير من أخبار ال إي.بي.سي.في 9/تموز/1999 بأن رسميين قد أوقفوا مؤخراً مساهمة بنكي بارز(خالد بن محفوظ) من إمداد ابن لادن بالمال .

الجماعة الإسلامية المسلحة :

 الجماعة الإسلامية المسلحة هي الأكثر راديكالية من بين الأحزاب الإسلامية التي تقاتل لإقامة دولة إسلامية في الجزائر. ولكنها تتشظى بدرجة عالية. وليس مثل الجماعات الإسلامية الراديكالية في بلدان أخرى، فإن الجماعة الإسلامية المسلحة ليس فيها شخصية متدينة ذات سلطة بحيث تستطيع أن تمسك بتفرعاتها المختلفة وتوحدها وتفصل في النزاعات الموجودة داخل المنظمة. وتعتبر الجماعة الإسلامية المؤلفة جزئياً من العصابات الإسلامية الجزائرية التي حاربت في أفغانستان، تعتبر انشقاقاً من الجبهة الإسلامية للإنقاذ حيث انشق الحزب في ال 1992 بعد أن ألغت الحكومة الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية خوفاً من فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ. ووفقاً لنموذج 1998 فإن الجماعة الإسلامية قد قتلت ما يزيد على 100 مغترب في الجزائر(معظمهم أوروبيون) منذ 1992، ولكن في سياق نجاح محتمل للسلطة في محاربتها للإرهاب فإن الملاحظ أنه لم تقع حوادث قتل للأجانب في 1998 . وفي ما يبدو نجاحاً آخر للنظام فإن الجناح العسكري في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وفي جيش الإنقاذ الإسلامي أعلنا في حزيران/1999/ أنهما سيتخليان عن النزاع المسلح الموجه ضد الحكومة وهناك وقف لإطلاق النار ملحوظ منذ تشؤين أول/1997/. وعبر السنتين الماضيتين قامت الجماعة الإسلامية بتنفيذ حملة مذابح للمدنيين، وفي بعض الأحيان تقوم بإبادة كاملة لبعض القرى في مناطق عملياتهم، وذلك ضمن محاولة منهم للتهويل على الجماعات المنافسة و لإثبات عدم قدرة الحكومة على السيطرة على البلاد. وقد نفذت الجماعة هجمتها الإرهابية الأكثر فظاعة في 31/كانون أول/1997/ عندما قامت بقتل حوالي 400 جزائري مدني في مدينة تبعد 150 ميلاً جنوب غرب الجزائر. ووفقاً لنموذج1997 فإن المذابح تمثل واحدة من أكثر التهديدات الإرهابية الداخلية خطراً في العالم. مع أن هناك زعماً بوجود عناصر منشقة في القوات الأمنية التابعة للنظام بالإضافة إلى جماعات معارضة أخرى تقوم بتنفيذ مذابح مدنية أيضاً وذلك وفقاً لمسؤولين في الولايات المتحدة .

وقد أدت هجمات الجماعة الإسلامية المسلحة على المدنيين إلى انشقاق رئيسي في الجماعة في أيلول/1998/حيث انشق حزب أطلق على نفسه اسم "الجماعة للدعوة والقتال" من الجماعة الإسلامية المسلحة وقال بأنه سيستهدف قوات الأمن التابعة للحكومة فقط في هجماته. وتقول إحدى تقريرات الصحف أن هذا الحزب المنشق قد تكون له صلاتٌ بابن لادن .

لقد باشر حزب الجماعة الإسلامية المسلحة تنفيذ عمليات خارج الجزائر أيضاً، فقد اختطف طائرة أثناء رحلتها إلى الجزائر في كانون أول/1994. كما أن الجماعة قد تكون مسؤولة أيضاً عن تفجير نظام قطار كهربائي في 3/كانون أول/1996/ حيث تسبب في قتل 4 وجرح أكثر من 80 شخصاً. ويقدر نموذج 1998 قوة الجماعة المسلحة بما يتراوح بين عدة مئات وعدة ألوف. وتتلقى المنظمة مساعدات مالية ورمزية من مغتربين جزائريين، يقيم معظمهم في أوروبا الغربية. ومثل مصر، فقد اتهمت الجزائر إيران والسودان بدعم الجماعة من مخيمات تدريبية موجودة في السودان. ويعتقد معظم المراقبين بأن المساعدات الإيرانية والسودانية إلى الجماعة لم يكن لها تأثير حاسم في تطور الجماعة أو في نشاطاتها. بالإضافة إلى ذلك فإن تحركات باتجاه التقارب بين السودان والجزائر يفهم منها بأن الجزائر لم تعد تعتبر الخرطوم مشتركة فعلياً في الإرهاب الجزائري .

الحركة الإسلامية في اليمن:

لا توجد منظمة يمنية مصنفة على أنها منظمة إرهابية في دائرة الولاية، ولكن عبر السنة الماضية انبثقت حركة إسلامية راديكالية في اليمن. ففي كانون أول 1998/ قامت جماعة تطلق على نفسها جيش عدن- أبين الإسلامي باختطاف 16 سائحاً وقد قتل ثلاثة بريطانيين وأسترالي واحد في 29 كانون أول/1998 خلال محاولة إنقاذهم من قبل قوات الأمن اليمنية. بينما تم إنقاذ الآخرين. لا يعرف إلا القليل عن الجماعة ولكنها تطالب بفرض القانون الإسلامي في اليمن وبرفع عقوبات الحظر الدولية عن العراق. وتعارض استخدام الموانئ اليمنية والقواعد اليمنية من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. وقد قاتل أحد رجال الدين الذي يتخذ من بريطانيا قاعدة له، والذي له صلة بالجماعة،(أبو حمزة المصري) قاتل ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وعلى الجانب المسلم في البوسنة. وتحقق ال إف.بي.آي. فيما إذا كانت هناك أي علاقة للمصري وأعوانه في اليمن بابن لادن. وفي حال التوصل إلى إثبات وجود علاقة كهذه، فقد يدفع ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا لإلغاء خططهما باستخدام ميناء اليمن في عدن كمرسى ومحطة لإعادة التزود بالوقود.

السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |